الخضوع الكامل لأليفانا
(1) استسلام كل البلاد (ع1-6):
1-حينئذ أنفذ إليه جميع ملوك ورؤساء المدن والأقاليم رسلهم من سوريا التى بين النهرين وسورية صوبال ولوبية وقيليقية. فأتوا أليفانا وقالوا له. 2-ليكف غضبك عنا فخير أن نحيا عبيدًا لنبوكد نصر الملك العظيم وندين لك من أن نموت ونخرب ونتحمل خسف العبودية. 3-وهذه مدائننا بأسرها وجميع ما نملكه وجبالنا وهضابنا وحقولنا ومواشينا من أصورة البقر وقطعان الغنم والمعز والخيل والإبل وجميع مقتنانا وعيالنا بين يديك. 4-جميع ما هو لنا تحت أمرك. 5-ونحن وبنونا عبيد لك. 6-فكن فى قدومك علينا مولى سلام واستخدمنا بما يحسن عندك.
ع1: أنفذ : أرسل.
عندما شعرت البلاد بالخوف والذعر من جيش أليفانا العظيم، الذى دمر كل ما يقابله من البلاد، أرسلت رسلاً إلى أليفانا من باقى البلاد، التى منها بلاد سوريا، أى الشام الممتدة من العراق حتى البحر الأبيض وحتى البلاد البعيدة مثل ليبيا، الكل يترجى عطفه ويطلبون الخضوع له.
ع2: خسف : ذل.
قال الرسل لأليفانا إن بلادنا مستعدة أن تُستعبد لك ولنبوكد نصر الملك، فهذا أفضل من أن تقتلنا وتدمر بلادنا، وهذا يظهر مدى الضعف واليأس والذل الذى وصلوا إليه، فاستسلموا استسلامًا كاملاً.
ع3-6: مولى سلام : حاكم مسالم لا يقتل ولا يدمر.
فى استسلامهم قدم الرسل لأليفانا بلادهم بكل مدنها وجبالها وحقولها وكذلك مقتنياتهم المختلفة من البقر والماعز والإبل والخيل وسلموا أنفسهم عبيدًا له، الكبار والصغار وأعلنوا استعدادهم لطاعته فى جميع أوامره، وكان طلبهم الوحيد ألا يؤذهم هم وبلادهم، بل يتركهم يعيشون فى سلام، إذ رأوا أن قوته لا يمكن أن تقاوم.
لا تخف من رعب إبليس وقوته، ولا تستسلم وتستعبد له ولشهواته، ولضغوط أعوانه الأشرار حولك فى العالم حتى لا تموت، بل ثق أن الموت هو انتقال لحياة، أفضل من أن تذل تحت يد إبليس القاسى القلب.
(2) تجنيد الرجال من المدن المستولى عليها (ع7، 8):
7-حينئذ انحدر من الجبال مع الفرسان بقوة عظيمة واستولى على جميع المدن وكل سكان الأرض. 8-وأخذ من جميع المدن أنصارًا له من ذوى البأس ومختارين للحرب.
ع7، 8: فتقدم أليفانا بجيشه العظيم ونزل على كل البلاد التى أرسلت لتسترضيه واستولى عليها، واختار الشباب والرجال الأقوياء القادرين على الحرب وضمهم إلى جيشه، فصار له أنصارًا من البلاد التى استولى عليها وزادت قوة جيشه.
إن أليفانا الذى يرمز إلى الشيطان، إذا استسلمت له فإنه لا يكتفى بهذا، بل يجند كل قوتك وحواسك للشر، ليغوى ويعثر بك الآخرين، فإنه شرير ومستغل لكل من يخضع له ويسير فى طريقه.
(3) ترحيب البلاد بأليفانا وتدميره لها (ع9-15):
9-فحل على جميع تلك البلدان خوف عظيم حتى خرج للقائه سكان جميع المدن الرؤساء والأشراف مع شعوبهم. 10-واستقبلوه بالأكاليل والمصابيح راقصين بالطبول والنايات. 11-ولا بصنعهم هذا أمكنهم أن يلينوا قساوة قلبه. 12-فإنه دمر مدنهم وقطع غاباتهم. 13-لأن نبوكد نصر قد أمره أن يبيد جميع آلهة الأرض حتى يدعى هو وحده إلهًا بين جميع تلك الأمم التى تدين له بسطوة أليفانا.
ع9، 10: نايات : جمع ناى وهو آلة نفخ موسيقية.
حاول سكان تلك البلاد استرضاء أليفانا، فخرج رؤساؤهم بأكاليل الزهور والمصابيح والآلات الموسيقية، مثل الطبول والنايات مرحبين به، كحاكم عظيم سيقود بلادهم ويحكمها بسلام، لعلهم بهذا ينالون عطفه.
ع11-13: للأسف لم تجد هذه الشعوب إلا القسوة، وأصر على تدمير، ليس فقط مدنهم، بل حقولهم وغاباتهم، حتى لا يبقى لهم مصدر للحياة، لأن أمر الملك مشدد، أن يكون هو الإله الوحيد لكل هذه الشعوب. فقد دمر معابدهم والغابات المقدسة التى يقيمون فيها عباداتهم؛ حتى لا يعبدوا أى إله إلا نبوكد نصر. وهذا يبين مدى السيطرة والعنف التى فى أليفانا، فهو لا يريد الاستيلاء على أجسادهم ومدنهم وممتلكاتهم فقط، بل أيضًا على نفوسهم، فتخضع لعبادة الملك وحده.
لا تستطيع أن تهادن إبليس أو تسترضيه، فهو مصر على إهلاك حياتك، فالذى يقدم لك لذة الشهوة فى البداية، ينقلب فجأة إلى مارد جبار يريد إهلاك حياتك؛ لأنه يرغب أن يكون إلهك بدلاً من الله، ويسيطر على نفسك، بل كل النفوس.
ع14، 15: سورية صوبال وبامية : تسمى آرام قديمًا وهى تقع غرب نهر الفرات وكانت مملكة قوية وقتذاك.
الأدوميين : سكنوا جبال سعير وهم نسل عيسو وتقع هذه الجبال جنوب بلاد اليهود وتمتد من جنوب البحر الميت إلى نواحى مصر.
من البلاد التى استولى عليها أليفانا بلاد سوريا (الشام) وبلاد الأدوميين واستراح هناك لمدة شهر فى مدينة تسمى جبع، حيث أعاد تنظيم صفوف جيشه وترتيب إحتياجاته، استعدادًا لمواصلة اكتساحه واستيلائه على بلاد العالم. ليتك تراجع نفسك؛ لتعيد ترتيب حياتك كل يوم وكل شهر، حتى تجدد عهودك مع الله وتطلب معونته وتتقوى بأسلحتك الروحية، فتهزم أعداءك الشياطين.