تسبيح داود وخدمة التابوت
(1) المحرقات والتسبيح أمام التابوت (ع1-7):
1- و ادخلوا تابوت الله و اثبتوه في وسط الخيمة التي نصبها له داود و قربوا محرقات و ذبائح سلامة امام الله. 2- و لما انتهى داود من اصعاد المحرقات و ذبائح السلامة بارك الشعب باسم الرب. 3- و قسم على كل ال اسرائيل من الرجال و النساء على كل انسان رغيف خبز و كاس خمر وقرص زبيب. 4- و جعل امام تابوت الرب من اللاويين خداما و لاجل التذكير و الشكر و تسبيح الرب اله اسرائيل. 5- اساف الراس و زكريا ثانيه و يعيئيل و شميراموث و يحيئيل و متثايا و الياب وبنايا و عوبيد ادوم و يعيئيل بالات رباب و عيدان و كان اساف يصوت بالصنوج. 6- و بنايا ويحزيئيل الكاهنان بالابواق دائما امام تابوت عهد الله.7- حينئذ في ذلك اليوم اولا جعل داود يحمد الرب بيد اساف و اخوته.
ع1-3: ذكرت هذه الآيات فى (2صم6: 17-19). ولعل تساؤلاً يظهر، وهو لماذا لم يحضر داود الخيمة وما فيها من جبعون إلى أورشليم، ليضع فيها التابوت، بل أقام خيمة خاصة فى أورشليم وضع فيها التابوت؛ والسبب كما نظن هو أن داود كان ينوى إقامة هيكل ثابت لله فى أورشليم يضع فيه التابوت، ولكن الله قال له أن ابنه هو الذى يبنى الهيكل وليس هو.
وقد كانت الخيمة فى شيلوه، كما ذكرنا وفيها التابوت (ص13: 3)، ثم بعد استيلاء الفلسطينيين على التابوت نقلت الخيمة إلى نوب (1صم21: 1-9) وبعد قتل شاول الكهنة فى نوب (1 صم 22: 17-19) نقلت الخيمة إلى جبعون (ص16: 39، ص21: 29).
وهكذا أخيراً حقق داود ما تمناه قلبه وأعلنه فى مزمور (132: 3، 4)، أنه لن يستريح قلبه ويستقر فى بيته ويجد نعاساً لعينيه، إلى أن يجد موضعاً للرب، هذا تم عندما وضع تابوت العهد فى خيمة فى أورشليم؛ ليقدم له الخدمة والعبادة المقدسة.
ع4-7: التذكير : تذكر احسانات الله وشكره عليها.
يضيف هنا السفر ترتيب داود لخدمة التسبيح أمام تابوت عهد الله، ويبين أن قائد المغنين هو آساف ومعه عدد كبير من اللاويين وكذلك الكهنة وكان معهم الآلات الموسيقية؛ لتمجيد الله فى فرق ونظام محدد. وقد أعد داود نشيداً بهذه المناسبة، أعطاه لآساف والمغنين؛ ليرددوه بالموسيقى أمام التابوت، وسنشرح هذا النشيد فى الآيات التالية.
وقد كتب آساف اثنى عشر مزموراً، ضمن سفر المزامير واهتم بتعليم أبنائه التسبيح؛ حتى أنه عاد من السبى مئة وثمانية وعشرون من نسله، متدربين على التسبيح (عز2: 41)، وقد سبحوا عند تجديد الهيكل أيام عزرا الكاهن (عز3: 10).
وبهذا قدم داود لتابوت الله أمرين :
- ذبائح السلامة والشكر.
- التسبيح.
ويلاحظ أن عدد رؤساء المغنين المذكورين فى (ع5، 6) هم أقل من المذكورين فى (ص15) وذلك لأن بعض المغنين كانوا أمام التابوت فى أورشليم بقيادة آساف وهناك مجمـوعة أخـرى من المغنين كانوا تحت قيادة هيمان ويدوثون أمام الخيمة فى جبعون
(ع41، 42).
- إن كنت تحب الله، فتلقائياً ستود أن تسبحه؛ لتفرح قلبه وتفرح معه، فاهتم بالاشتراك فى التسبحة فى الكنيسة؛ لتتعود عليها وتحبها وتتمتع بها أيضاً فى مخدعك.
(2) نشيد داود (ع8-36):
8- احمدوا الرب ادعوا باسمه اخبروا في الشعوب باعماله. 9- غنوا له ترنموا له تحادثوا بكل عجائبه. 10- افتخروا باسم قدسه تفرح قلوب الذين يلتمسون الرب. 11- اطلبوا الرب و عزه التمسوا وجهه دائما. 12- اذكروا عجائبه التي صنع اياته و احكام فمه. 13- يا ذرية اسرائيل عبده و بني يعقوب مختاريه. 14- هو الرب الهنا في كل الارض احكامه. 15- اذكروا الى الابد عهده الكلمة التي اوصى بها الى الف جيل. 16- الذي قطعه مع ابراهيم و قسمه لاسحق.
17- و قد اقامه ليعقوب فريضة و لاسرائيل عهدا ابديا. 18- قائلا لك اعطي ارض كنعان حبل ميراثكم. 19- حين كنتم عددا قليلا قليلين جدا و غرباء فيها. 20- و ذهبوا من امة الى امة و من مملكة الى شعب اخر. 21- لم يدع احدا يظلمهم بل وبخ من اجلهم ملوكا. 22- لا تمسوا مسحائي و لا تؤذوا انبيائي. 23- غنوا للرب يا كل الارض بشروا من يوم الى يوم بخلاصه. 24- حدثوا في الامم بمجده و في كل الشعوب بعجائبه. 25- لان الرب عظيم و مفتخر جدا و هو مرهوب فوق جميع الالهة. 26- لان كل الهة الامم اصنام و اما الرب فقد صنع السماوات. 27- الجلال و البهاء امامه العزة و البهجة في مكانه. 28- هبوا الرب يا عشائر الشعوب هبوا الرب مجدا و عزة.
29- هبوا الرب مجد اسمه احملوا هدايا و تعالوا الى امامه اسجدوا للرب في زينة مقدسة.
30- ارتعدوا امامه يا جميع الارض تثبتت المسكونة ايضا لا تتزعزع. 31- لتفرح السماوات وتبتهج الارض و يقولوا في الامم الرب قد ملك. 32- ليعج البحر و ملؤه و لتبتهج البرية و كل ما فيها. 33- حينئذ تترنم اشجار الوعر امام الرب لانه جاء ليدين الارض. 34- احمدوا الرب لانه صالح لان الى الابد رحمته. 35- و قولوا خلصنا يا اله خلاصنا و اجمعنا و انقذنا من الامم لنحمد اسم قدسك ونتفاخر بتسبيحتك. 36- مبارك الرب اله اسرائيل من الازل و الى الابد فقال كل الشعب امين وسبحوا الرب.
هذا النشيد مأخوذ من عدد من المزامير التى كتبها داود وهى: فى (ع8-22) مأخوذ من (مز105: 1-15)، (ع23-33) مأخوذ من (مز96: 1-13)، (ع34-36) مأخوذ من
(مز106: 1، 47، 48).
ع8: يدعو داود الشعب لشكر الله وذكر اسمه وإحساناته؛ حتى ينتشر بين الأمم؛ ليؤمنوا بالله، أى يطلب من الشعب ثلاثة أمور؛ الشكر والصلاة والتبشير، إذ يقول (احمدوا، إدعوا، أخبروا).
ع9: يطلب داود من الشعب الاهتمام بالتسبيح؛ بقوله غنوا وترنموا، وكذلك أن تمتلئ أحاديث الشعب مع بعضهم بالكلام عن أعمال الله العجيبة معهم؛ حتى يعيشوا حياة الشكر.
ع10: يبين داود بركات التسبيح، إذ تعطى من يسبح :
- افتخار وثقة بالنفس المتكلة على الله.
- فرح وتعزية لا يعبر عنها.
ع11: عندما يكتشف الإنسان، من خلال التسبيح، عظمة الله يطلب معونته وقوته (عزه)، بل يطلبه على الدوام، فيصير متكله فى كل حين ويدخل فيما يسمى بحياة الصلاة.
ع12: يُظهر أهمية ترديد أعمال الله (عجائبه) وشكره عليها، بالإضافة إلى وصاياه وشريعته (أحكام فمه)، فترديد كلام الله يثبته فى القلب ويؤثر على سلوك الإنسان؛ فيحيا لله.
ع13، 14: يُفرح قلوب شعب الله، الذين هم نسل يعقوب إسرائيل، بأن الله هو إلهنا، أى نحن خاصته ومختاريه، فهذا يعطيهم طمأنينة وقوة؛ لأنه ضابط الكل (فى كل الأرض أحكامه).
ع15-17: يوجههم داود إلى تذكر وعود الله التى أعطاها لآبائهم إبراهيم واسحق ويعقوب، وهى وعود البركة لنسلهم إذا حفظوا وصاياه، أى أن داود ينبههم لحفظ وصايا الله؛ حتى يتمتعوا بعهوده.
ويقصد “بألف جيل” استمرار عهود الله إلى الأبد، فالسماء والأرض يزولان ولكن كلام الله لا يزول وثبات وعود الله تدعونا لتسبيحه على الدوام.
ع18، 19: حبل ميراثكم : كانت الأراضى تقاس بحبال لها طول معين، والمقصود هنا أرض كنعان، التى أعطاها الله ميراثاً لشعبه وهو قد قاسها وعلم مساحتها ووهبها لهم.
يذكر داود شعبه باتمام وعود الله؛ التى تمت فيهم، إذ كانوا عدداً قليلاً فى أيام يعقوب، الذى وعده الله بميراث أرض كنعان، وقد تم هذا فعلاً بإخراج الله شعبه من مصر وعبورهم برية سيناء، ثم دخولهم وامتلاكهم أرض كنعان بعد مئات السنين، فقد كانوا سبعين رجلاً أيام يعقوب، ودخلوا أرض كنعان وعددهم مليونان تقريباً.
- ثق فى وعود الله لك، مهما بدا ضعفك وقلة إمكانياتك، فهو قادر أن يباركك ويحقق المعجزات فيك وبعد هذا لا تنس أن تشكره على الدوام.
ع20، 21: تحرك شعب الله، العدد القليل، والذى يتمثل فى الآباء إبراهيم واسحق ويعقوب، من أمة إلى أمة، وهى مصر وجرار، وحفظهم الله أثناء وجودهم فى هذه الممالك، فلم يستطع أحد أن يظلمهم، بل وبخ الله فرعون مصر (تك12: 17) عندما أخذ سارة وكذلك أبيمالك ملك جرار (تك20: 3)، وبخه الله فى الحلم؛ لأنه أخذ سارة ليتزوجها، رغم ضعف الآباء أمام سطوة هؤلاء الملوك، ولكن إلههم القوى حفظهم ودافع عنهم، فالتمس هؤلاء الملوك بركة الآباء.
ع22: يعلن الله هنا حفظه لأولاده ومنع العالم من تعطيل أولاده عن خدمتهم. والمسحاء جمع مسيح وهو الممسوح بالدهن، ولكن الآباء؛ إبراهيم واسحق ويعقوب كانوا مخصصين لله وهم وحدهم الذين آمنوا به وسط العالم، فكانوا مثل المسحاء لم يكن الآباء أنبياء، أى يتكلموا بنبوات، ولكنهم أعلنوا صوت الله بحياتهم فى العالم، كما يعلن الأنبياء صوت الله بنبواتهم.
ع23: هنا يبدأ الجزء المأخوذ من (مز96)، فينادى العالم كله وليس فقط شعب الله؛ ليسبحوه ويطالب المؤمنين بالله أن يبشروا به بين جميع الأمم؛ لأن المسيح سيأتى؛ ليموت عن العالم كله.
ويطلب أن يكون التبشير من يوم إلى يوم، أى يستمر فى العهد القديم والعهد الجديد وعلى مدى الأجيال؛ فترى الأمم الله فى المؤمنين به.
ع24: يطالب داود المؤمنين أن ينادوا بإحسانات الله وأعماله العجيبة فى الكون؛ لينبهوا كل الأمم والشعوب؛ حتى يرجعوا إلى الله. وعندما يرى العالم صلوات وتسابيح المؤمنين؛ كيف هى قوية وحارة، يؤمنون بإلههم العظيم، من أجل صدق مشاعرهم.
ع25: لماذا يمجد المؤمنون الله ؟ لأن الله يختلف عن كل الآلهة الوثنية، فهو أعظم من كل الآلهة، ممجد (مفتخر) ومرهوب، أى يخافه الكل؛ لأن بيده كل السلطان، فيخافه السمائيون وبالتالى، لابد أن يمجده الأرضيون ويخافونه.
ع26: من ناحية اخرى كل الآلهة الوثنية هى تماثيل أصنام، لا تتكلم ولا تشعر؛ بل هى أدوات فى يد الشيطان، أما الله فهو الحى الحقيقى، الذى خلق السموات والأرض وكل ما فيها.
ع27: الله فيه كمال النقاوة والجمال، فحضرته، أى مكانه، تعلو فوق كل فكر فى عظمتها. وأمامه يشع وقاره وبركته، التى تظهر فى ملائكته وقديسيه المحيطين به. وعزة الله، أى قوته فى الرحمة ومحبة البشر؛ لذا فهى مفرحة ومبهجة لقلوب أولاده.
ع28، 29: هبوا : أعطوا هبة، أى قدموا تبرع وعطية لله.
ينادى داود كل الأمم؛ لتخضع لله وتقدم له عطايا وتقدمات، تمجيداً لعظمته ويكون سجودهم بطهارة ونقاوة قلب وهذه هى الزينة المقدسة. وتعتبر هذه التقدمات تسبيح وشكر لله، خالق الكل ومدبرهم وصانع الخيرات مع كل الشعوب (عب13: 15، 16).
ع30: ينادى داود كل البشر ليخافوا الله، فيسلكوا حسناً ولا يظلم أحد الآخر، فيعيشوا فى استقرار وسلام وتثبت المسكونة كلها فى هدوء، ولا يستطيع إبليس أن يصنع اضطرابات وانشقاقات، بسبب إثارته للشهوات الشريرة فى القلوب.
ع31: إذا خاف البشر الله، يستطيعون حينئذ أن يشتركوا مع السمائيين فى رؤية الله وتمجيده، فيفرحوا ويملك الله على قلوبهم، كما يملك على السمائيين، فيصيروا فى سعادة حقيقية.
ع32: يعج : تتلاطم أمواج البحر بقوة؛ فتحدث صوتاً مرعباً.
البحر يرمز للعالم، فهو مضطرب دائماً ومنزعج، لكن لا يؤثر فى أولاد الله، المستقرين فى مخافته؛ لأنهم بالله أقوى من العالم، بل يُخضع العالم لهم. والبرية، التى هى الأرض القفر المهجورة، فلتبتهج؛ لأن الله يعمرها بالرهبان المتوحدين، الذين عاشوا فيها، من أيام إيليا فى العهد القديم وحتى اليوم.
ع33: الوعر : الأماكن المهجورة، وفيها تنبت الأشجار البرية، التى بلا ثمر.
يستكمل داود إحساسه بخضوع جميع المخلوقات وفرحها بالله، الذى يملك عليها، وأنه قد اقترب مجيئه؛ ليدين الشر الذى فى العالم ويزيله وشجر الوعر يرمز للأمم الذين كانوا بلا ثمر، لكن عندما يؤمنون بالمسيح الفادى ويخضعون له، يصبحون أولاده ويعطون ثمراً ويفرحون بمجيئه، ليدين الشر فى العالم ويرفعهم معه إلى الملكوت.
ع34: ينهى داود هذا الجزء من النشيد بحمد الله؛ لأنه صالح، بل هو وحده الصالح بالكمال فى هذا العالم، ويستحق الحمد والتسبيح إلى الأبد.
ع35: يتكلم داود – بروح النبوة – عن شعب الله، الذى سيتشتت فى السبى، فيطلب من الله أن يخلصه ويعيده إلى بلاده؛ ليعبده فى هيكله، فينقذهم من أيدى الأمم؛ ليحيوا مسبحين وممجدين شخصه العظيم، وهذا هو عملهم الأساسى.
ع36: يختم داود نشيده، فيبارك الله ويدعو الشعب كله للاشتراك فى الصلاة والتمجيد له، كما هو مبارك وممجد من الأزل وإلى الأبد. واستجاب الشعب لنداء داود، وقالوا آمين، معلنين موافقتهم على كل ما نطق به آساف والمغنين الذين معه، بل اشتركوا كلهم فى تسبيح الله، أى غنى الشعب كله بتسبحة كانوا يعرفونها.
(3) حراسة وخدمة التابوت والخيمة (ع37-43):
37- و ترك هناك امام تابوت عهد الرب اساف و اخوته ليخدموا امام التابوت دائما خدمة كل يوم بيومها. 38- و عوبيد ادوم و اخوتهم ثمانية و ستين و عوبيد ادوم بن يديثون و حوسة بوابين. 39- و صادوق الكاهن و اخوته الكهنة امام مسكن الرب في المرتفعة التي في جبعون.
40- ليصعدوا محرقات للرب على مذبح المحرقة دائما صباحا و مساء و حسب كل ما هو مكتوب في شريعة الرب التي امر بها اسرائيل. 41- و معهم هيمان و يدوثون و باقي المنتخبين الذين ذكرت اسماؤهم ليحمدوا الرب لان الى الابد رحمته. 42- و معهم هيمان و يدوثون بابواق و صنوج للمصوتين و الات غناء لله و بنو يدوثون بوابون. 43- ثم انطلق كل الشعب كل واحد الى بيته ورجع داود ليبارك بيته
ع37: كان نشيد داود الذى رنمه المغنين – بقيادة آساف – هو مقدمة لنظام وضعه داود، لتقديم التسابيح يومياً أمام التابوت فى أورشليم. وبهذا عادت لله مكانته فى مدينته المقدسة، أورشليم، ورجعت قلوب الشعب إليه، ليكون إلههم فى كل خطواتهم، يمجدونه ويطلبونه فى كل احتياجاتهم.
إن كان داود قد نظم التسابيح يومياً أمام الله فى العهد القديم، فكم بالأحرى ينبغى أن تقدم التسابيح اليوم فى الكنيسة، فى كل وقت؛ لنشارك السمائيين الذين يسبحون على الدوام.
- ليتك تتذوق تسبيح الله كل يوم ولو بتسبحة صغيرة؛ لتتمتع بعشرته ويفرح قلبك وتفرح قلبه.
ع38: رتب أيضاً داود بوابين لحراسة التابوت، يذكر أن عددهم ثمانى وستون، وكانوا بقيادة عوبيد آدوم وأخوته الثمانية بالإضافة لشخص آخر يدعى عوبيد آدوم ورفيقه حوسة. من هذا يظهر اهتمام داود بتابوت عهد الله، فنظم كل شئ يختص بخدمته.
ع39: جبعون : مدينة تقع شمال غرب أورشليم على بعد خمسة أميال.
من ناحية أخرى اهتم داود بخدمة الله أمام خيمة الاجتماع الموجودة فى مدينة جبعون بكل أجزائها، ما عدا تابوت عهد الله وكانت مدينة جبعون مبنية على مكان مرتفع. ورتب داود أن يكون صادوق رئيس الكهنة وإخوته الكهنة مسئولين عن الخدمة فى جبعون، فى حين كان أبياثار، رئيس الكهنة، مسئولاً عن الخدمة فى أورشليم، وكان هذا وضعاً مؤقتاً أيام داود، أى وجود رئيسين للكهنة، ولكن فى أيام سليمان صار صادوق وحده رئيساً للكهنة.
ع40: اهتم صادوق وكل الكهنة بإتمام الشريعة وتقديم المحرقة الصباحية والمسائية كل يوم؛ ليعلنوا محبتهم لله وارتباطهم به.
- اهتم بالصلاة كل يوم صباحاً ومساءً، لتبدأ يومك وتنهيه بالله، واغصب نفسك فى البداية؛ حتى تتعود على الصلاة، وحينئذ تنتقل إلى مرحلة التلذذ والتمتع بالله وإحساسك بوجوده معك، وبركاته فى حياتك؛ إذ تصير ابناً مقرباً له. افتح قلبك وكلمه كإبن، اشكره على إحساناته واعترف امامه بخطاياك، ثم اطلب منه ما تريد لنفسك وللآخرين.
ع41، 42: نجد هنا اهتمام داود بترتيب خدمة التسبيح أمام خيمة الاجتماع أيضاً، فيقف المغنون بقيادة هيمان ويدوثون للتسبيح الدائم، كما يقود آساف التسبيح أمام تابوت العهد فى أورشليم؛ لأن داود شعر أن مراحم الرب دائمة على شعبه إلى الأبد، فينبغى شكره كل حين على ذلك.
واستخدم المغنون الآلات الموسيقية مع التسابيح، هذه الآلات كانت الأبواق والصنوج وآلات أخرى مختلفة.
واهتم أيضاً داود بحراسة الخيمة فأقام بوابين برئاسة يدوثون.
ع43: بعد انتهاء الاحتفال بوضع التابوت فى أورشليم، وترتيب الخدمة له وكذلك خدمة الخيمة فى جبعون انصرف الشعب، كل واحد إلى بيته وكذلك داود؛ ليستكملوا الصلاة وتسبيح الله فى بيوتهم. وهذا يبين أهمية الصلاة الأسرية فى البيت، فهى الامتداد الطبيعى للصلاة الجماهيرية مع باقى الشعب فى الكنيسة؛ لأن محبة الإنسان لله فى الكنيسة، لابد أن يصاحبها صلاة منزلية، والصلاة الأسرية تؤكد ترابط الأسرة ووحدانيتها فى محبة الله.
لم يذكـر هذا السـفر خطية ميكال زوجة داود واحتقارها له، عندما رقص أمام التابوت (2صم6: 16)؛ لأن السفر هنا يركز على محبة داود لله وكيف أنه رمز للمسيح.