رأى الله فى بناء بيته
(1) رغبة داود فى بناء بيت للرب (ع1-6):
1- و كان لما سكن داود في بيته قال داود لناثان النبي هانذا ساكن في بيت من ارز و تابوت عهد الرب تحت شقق. 2- فقال ناثان لداود افعل ما في قلبك لان الله معك. 3- و في تلك الليلة كان كلام الله الى ناثان قائلا. 4- اذهب و قل لداود عبدي هكذا قال الرب انت لا تبني لي بيتا للسكنى. 5- لاني لم اسكن في بيت منذ يوم اصعدت اسرائيل الى هذا اليوم بل سرت من خيمة الى خيمة و من مسكن الى مسكن. 6- في كل ما سرت مع جميع اسرائيل هل تكلمت بكلمة مع احد قضاة اسرائيل الذين امرتهم ان يرعوا شعبي اسرائيل قائلا لماذا لم تبنوا لي بيتا من ارز.
ذكرت هذه الآيات فى (2صم7: 1-7) وفيها نجد محبة داود لله ونيته أن يبنى له بيتاً، أفضل من البيت الذى يسكنه داود، ولكن الله قال له أنا لم أسكن فى وسط شعبى إلا فى خيمة، ولم أطلب من أحد أن يبنى لى بيتاً، إذ أراد الله أن يعلم داود الاتضاع وعدم استحقاقه أن يبنى بيتاً لله، ولكنه فى نفس الوقت فرح بمحبته ووعده بوعد سنراه فى الآيات التالية.
- اهتم بالكنيسة وصيانتها، لأنها مسكن الله، فلا تنغمس فى انشغالك ببيتك ومقتنياتك عن الله، وقدم ما تستطيع للكنيسة، فهى أعظم مكان على الأرض، وإن لم يكن معك ما تقدمه فالله يفرح بأشواقك ورغبتك أن تعطيه.
(2) وعد الله لداود بأن سليمان يبنى البيت (ع7-15):
7- و الان فهكذا تقول لعبدي داود هكذا قال رب الجنود انا اخذتك من المربض من وراء الغنم لتكون رئيسا على شعبي اسرائيل. 8- و كنت معك حيثما توجهت و قرضت جميع اعدائك من امامك و عملت لك اسما كاسم العظماء الذين في الارض. 9- و عينت مكانا لشعبي اسرائيل وغرسته فسكن في مكانه و لا يضطرب بعد و لا يعود بنو الاثم يبلونه كما في الاول. 10- و منذ الايام التي فيها اقمت قضاة على شعبي اسرائيل و اذللت جميع اعدائك و اخبرك ان الرب يبني لك بيتا. 11- و يكون متى كملت ايامك لتذهب مع ابائك اني اقيم بعدك نسلك الذي يكون من بنيك و اثبت مملكته. 12- هو يبني لي بيتا و انا اثبت كرسيه الى الابد. 13- انا اكون له ابا و هو يكون لي ابنا و لا انزع رحمتي عنه كما نزعتها عن الذي كان قبلك. 14- و اقيمه في بيتي و ملكوتي الى الابد و يكون كرسيه ثابتا الى الابد. 15- فحسب جميع هذا الكلام و حسب كل هذه الرؤيا كذلك كلم ناثان داود.
المربض : مكان استراحة الغنم.
أقرضت : أفنيت وقضيت.
ذكرت هذه الآيات فى (2صم7: 8-17) وفيها أظهر الله لداود ضعفه عن أن يبنى بيتاً لله ولكن وعده أن ابن داود سيبنى هذا البيت.
ولم يذكر هنا – كما فى سفر صموئيل الثانى – أنه سيؤدب سليمان عندما يخطئ ولكنه يعود فيرحمه ولا ينزعه، مثل شاول الملك (2صم7: 14، 15). وقد أغفلت هذه الآيات؛ لأن السفر هنا يركز على داود وسليمان كرموز للمسيح ويهمل ضعفاتها.
? اقبل مشيئة الله، كما قبل داود رفض الله أن يبنى له بيتاً، فبهذا الاتضاع والقبول، صار داود أعظم ملك فى نظر الله، فاقتناء داود الاتضاع ومحبة الله، أفضل من أى شئ آخر.
(3) صلاة داود (ع16-27):
16- فدخل الملك داود و جلس امام الرب و قال من انا ايها الرب الاله و ماذا بيتي حتى اوصلتني الى هنا. 17- و قل هذا في عينيك يا الله فتكلمت عن بيت عبدك الى زمان طويل و نظرت الي من العلاء كعادة الانسان ايها الرب الاله. 18- فماذا يزيد داود بعد لك لاجل اكرام عبدك وانت قد عرفت عبدك. 19- يا رب من اجل عبدك و حسب قلبك قد فعلت كل هذه العظائم لتظهر جميع العظائم. 20- يا رب ليس مثلك و لا اله غيرك حسب كل ما سمعناه باذاننا. 21- و اية امة على الارض مثل شعبك اسرائيل الذي سار الله ليفتديه لنفسه شعبا لتجعل لك اسم عظائم ومخاوف بطردك امما من امام شعبك الذي افتديته من مصر. 22- و قد جعلت شعبك اسرائيل لنفسك شعبا الى الابد و انت ايها الرب صرت لهم الها. 23- و الان ايها الرب ليثبت الى الابد الكلام الذي تكلمت به عن عبدك و عن بيته و افعل كما نطقت. 24- و ليثبت و يتعظم اسمك الى الابد فيقال رب الجنود اله اسرائيل هو الله لاسرائيل و ليثبت بيت داود عبدك امامك. 25- لانك يا الهي قد اعلنت لعبدك انك تبني له بيتا لذلك وجد عبدك ان يصلي امامك. 26- و الان ايها الرب انت هو الله و قد وعدت عبدك بهذا الخير. 27- و الان قد ارتضيت بان تبارك بيت عبدك ليكون الى الابد امامك لانك انت يا رب قد باركت و هو مبارك الى الابد
هذه الآيات مذكورة (2صم7: 18-29) وفيها نلاحظ خضوع داود لله، بل شكره له باتضاع شديد؛ لأنه وهبه أن ابنه يبنى بيت الرب وشكره أيضاً على مباركته لبيته ونسله.
? ليتك تشكر الله كل يوم على عطاياه، فيهدأ قلبك وتفرح، مهما كانت ضغوط العالم المحيطة بك، ويفرح الله أيضاً بك، ويباركك ببركات وفيرة.