خدمة التسبيح
(1) أبناء آساف وهيمان ويدوثون (ع1-7):
1- و افرز داود و رؤساء الجيش للخدمة بني اساف و هيمان و يدوثون المتنبئين بالعيدان والرباب و الصنوج و كان عددهم من رجال العمل حسب خدمتهم. 2- من بني اساف زكور ويوسف و نثنيا و اشرئيلة بنو اساف تحت يد اساف المتنبئ بين يدي الملك. 3- من يدوثون بنو يدوثون جدليا و صري و يشعيا و حشبيا و متثيا ستة تحت يد ابيهم يدوثون المتنبئ بالعود لاجل الحمد و التسبيح للرب. 4- من هيمان بنو هيمان بقيا و متنيا و عزيئيل و شبوئيل و يريموت و حننيا وحناني و ايلياثة و جدلتي و روممتي عزر و يشبقاشة و ملوثي و هوثير و محزيوث. 5- جميع هؤلاء بنو هيمان رائي الملك بكلام الله لرفع القرن و رزق الرب هيمان اربعة عشر ابنا و ثلاث بنات. 6- كل هؤلاء تحت يد ابيهم لاجل غناء بيت الرب بالصنوج و الرباب و العيدان لخدمة بيت الله تحت يد الملك واساف و يدوثون و هيمان. 7- و كان عددهم مع اخوتهم المتعلمين الغناء للرب كل الخبيرين مئتين و ثمانية و ثمانين.
ع1: رؤساء الجيش : المقصود جيش الله الذى يخدمه، أى رؤساء الكهنة، ولعلهم رؤساء الأربعة والعشرين فرقة الكهنوتية (ص24: 7-19).
تميز ثلاثة رجال فى التسبيح والغناء؛ لأصواتهم وقدرتهم على العزف على الآلات الموسيقية، وهم آساف من عشيرة الجرشونيين، وهيمان من عشيرة القهاتيين ويدوثون ويدعى أيضاً إيثان (ص6: 44) من بنى مرارى، أى أن رؤساء المغنين كانوا من كل عشائر اللاويين.
فأفرزهم داود لخدمة التسبيح والتنبؤ، أى ترديد المزامير المملوءة نبوات، فقد يطلق على التسبيح تنبؤ، كما كان أيام صموئيل (1صم10: 5). كانت الآلات الموسيقية المستخدمة من الرباب والعيدان والصنوج.
وكانت خدمة التسبيح والغناء أمام بيت الرب عملاً عظيماً؛ لأنه عمل روحانى مملوء بالمشاعر وترديد كلام الله، المشبع للنفس.
ونظم أبناء آساف وهيمان ويدوثون فى فرق، ليقوموا بخدمة التسبيح، أمام بيت الله على الدوام.
ع2-5: يذكر هنا أبناء آساف وهم أربعة، وأبناء يدوثون وعددهم ستة، وإن كان السادس وهو شمعى، لم يذكر هنا، ولكنه ذُكر فى (ع17). وأبناء هيمان وعددهم أربعة عشر، كل هؤلاء كانوا يسبحون ويشكرون الله لدى الملك، أى أمام بيت الرب.
ويخص هيمان بأنه “رائى” والمقصود بأنه يرى كلام الله الموجود فى المزامير ويعلنه أمام الملك، ولعل كان له مكانة وروحانية، جعلت الكتاب المقدس يلقبه بالرائى. وكان تسبيح هيمان عظيماً فى عينى الله، فلقب غناءه “برفع القرن” والقرن هو قرن الحيوان، الذى يرمز للقوة وكان يستخدم أيضاً القرن كآلة موسيقية مثل البوق. ومن بركات الله على هيمان أن يرزقه 14 ابناً وثلاثة بنات يعلمهم تسبيح الله، يتميزون فيه ويقودون غيرهم فى التسبيح.
نرى هنا اهتمام الآباء بتعليم التسبيح، فأحبوه وصارت هى خدمتهم، الى تميزوا بها أمام الله.
? اهتم أن تعلم أبناءك كيف يحبون الله، خاصة من خلال الطرق التى تحبها، مثل القداسات، أو التسبحة، أو الأجبية، أو الكتاب المقدس … فما تحبه ستتكلم عنه من قلبك ويصل إلى قلوب أبنائك، سواء فى البيت، أو فى الكنيسة، أو كل من تحبهم ويحبونك، فتفرح قلب الله ويزداد عمقك الروحى وتثبت فى خدمة الله.
ع6، 7: كان عدد المغنين من نسل آساف ويدوثون وهيمان 288 رجلاً. وكانت خدمة التسبيح تحت قيادة الرؤساء الثلاثة المذكورين، وأصبح لهؤلاء المغنين خبرة فى التسبيح، جذبت قلوب العابدين، الآتين إلى بيت الله.
(2) فرق التسبيح الأربعة والعشرون (ع8-31):
8- و القوا قرع الحراسة الصغير كما الكبير المعلم مع التلميذ. 9- فخرجت القرعة الاولى التي هي لاساف ليوسف الثانية لجدليا هو و اخوته و بنوه اثنا عشر. 10- الثالثة لزكور بنوه و اخوته اثنا عشر. 11- الرابعة ليصري بنوه و اخوته اثنا عشر. 12- الخامسة لنثنيا بنوه و اخوته اثنا عشر. 13- السادسة لبقيا بنوه و اخوته اثنا عشر. 14- السابعة ليشريئيلة بنوه و اخوته اثنا عشر.
15- الثامنة ليشعيا بنوه و اخوته اثنا عشر. 16- التاسعة لمتنيا بنوه و اخوته اثنا عشر.
17- العاشرة لشمعي بنوه و اخوته اثنا عشر. 18- الحادية عشرة لعزرئيل بنوه و اخوته اثنا عشر. 19- الثانية عشرة لحشبيا بنوه و اخوته اثنا عشر. 20- الثالثة عشرة لشوبائيل بنوه و اخوته اثنا عشر. 21- الرابعة عشرة لمتثيا بنوه و اخوته اثنا عشر. 22- الخامسة عشرة ليريموت بنوه و اخوته اثنا عشر. 23- السادسة عشرة لحننيا بنوه و اخوته اثنا عشر. 24- السابعة عشرة ليشبقاشة بنوه واخوته اثنا عشر. 25- الثامنة عشرة لحناني بنوه و اخوته اثنا عشر. 26- التاسعة عشرة لملوثي بنوه و اخوته اثنا عشر. 27- العشرون لايلياثة بنوه و اخوته اثنا عشر. 28- الحادية و العشرون لهوثير بنوه و اخوته اثنا عشر. 29- الثانية و العشرون لجدلتي بنوه و اخوته اثنا عشر. 30- الثالثة والعشرون لمحزيوث بنوه و اخوته اثنا عشر. 31- الرابعة و العشرون لروممتي عزر بنوه و اخوته اثنا عشر
نرى فى هذه الآيات ما يلى :
- ما أجمل أن تُسمى خدمة التسبيح حراسة لبيت الله، فهى تحرس ذهن وقلب المرنمين وكذا شعب الله الآتى لعبادته.
? ردد المزامير واحفظها، فتحفظك فى حياتك وتحرس ذهنك من الأفكار الشريرة، بل ترفع قلبك إلى السماء؛ لتتمتع بالأبدية وأنت على الأرض؛ ليفيض عليك الله ببركات وتعزيات لا يُعبر عنها.
- ألقيت قرعة بين أبناء آساف وهيمان ويدوثون وعددهم 288، لتكوين 24 فرقة
(24×12) بغض النظر عن عمر كل واحد، أو مدى إجادته للتسبيح، فشملت كل فرقة معلمين فى التسبيح وتلاميذاً صغاراً، أو كباراً. - كان عدد كل فرقة 12، أى جميع الفرق متساوية فى العدد؛ لتقديم تسبيح دائم أمام الله وكانت الفرقة تقوم بخدمة أسبوع، مرتين كل سنة، مثل فرق الكهنة واللاويين المعاونين لهم، بالإضافة إلى اجتماع جميع فرق التسبيح فى الأعياد، وقد حددت القرعة ميعاداً لكل فرقة فى التسبيح.
- عدد 12 فى كل فرقة يرمز إلى الأسباط الإثنى عشر، أى كل شعب الله، فهذا يعنى أهمية أن يقدم كل مؤمن تسبيحاً وشكراً لله. وهذا ما يحدث فى كنيسة العهد الجديد، فإن كانت هناك فرقة للشمامسة، فهى تقود الشعب فى تسبيح الله، أى يشترك كل الشعب فى التسبيح والحمد.
- يذكر لنا (ص23: 5) أن عدد المسبحين الذين خصهم داود كان 4000 وهذا معناه أن عدد الـ288 كانوا يقودون غيرهم من اللاويين فى التسبيح، فلم يقتصر التسبيح على أبناء وأحفاد الثلاثة أبناء المذكورين، بل كانوا فقط قادة لغيرهم من اللاويين، وبالتالى نفهم أن كل فرقة من الأربعة والعشرين المسبحين، كانت تحوى حوالى 166 من المغنين وضاربى الآلات الموسيقية (166 × 24 = حوالى 4000).
- يتضح من هذا الأصحاح أهمية الألحان والنغمات فى الصلوات، التى يقدمها المؤمنون فى العهد القديم ومازالت مستمرة فى صلوات الكنيسة حتى الآن.