جدول أنساب يهوذا وشمعون
يذكر نسل يهوذا الذى منه داود ليبين وجود قديسين من الشعب وليس فقط الملوك، فيظهر يعبيص العظيم بصلاته المشهورة. ولا ينسى نسل شمعون؛ لأن عددًا منهم التصق بسبط يهوذا فى المملكة الجنوبية وعبدوا الله فى هيكله وبعد السبى عادوا معه ولم يظلوا مشتتين بين الأمم مثل باقى الأسباط.
(1) أنساب سبط يهوذا (ع1-23):
1- بنو يهوذا فارص و حصرون و كرمي و حور و شوبال. 2- و رايا بن شوبال ولد يحث و يحث ولد اخوماي و لاهد هذه عشائر الصرعيين. 3- و هؤلاء لابي عيطم يزرعيل و يشما و يدباش و اسم اختهم هصللفوني. 4- و فنوئيل ابو جدور و عازر ابو حوشة هؤلاء بنو حور بكر افراتة ابي بيت لحم. 5- و كان لاشحور ابي تقوع امراتان حلاة و نعرة. 6- و ولدت له نعرة اخزام و حافر و التيماني و الاخشتاري هؤلاء بنو نعرة. 7- و بنو حلاة صرث و صوحر و اثنان. 8- و قوص ولد عانوب و هصوبيبة و عشائر اخرحيل بن هارم. 9- و كان يعبيص اشرف من اخوته و سمته امه يعبيص قائلة لاني ولدته بحزن. 10- و دعا يعبيص اله اسرائيل قائلا ليتك تباركني و توسع تخومي و تكون يدك معي و تحفظني من الشر حتى لا يتعبني فاتاه الله بما سال. 11- و كلوب اخو شوحة ولد محير هو ابو اشتون. 12- و اشتون ولد بيت رافا و فاسح و تحنة ابا مدينة ناحاش هؤلاء اهل ريكة. 13- و ابنا قناز عثنيئيل و سرايا و ابن عثنيئيل حثاث. 14- و معونوثاي ولد عفرة و سرايا ولد يواب ابا وادي الصناع لانهم كانوا صناعا. 15- و بنو كالب بن يفنة عيرو و ايلة و ناعم و ابن ايلة قناز. 16- و بنو يهللئيل زيف و زيفة و تيريا و اسرئيل. 17- و بنو عزرة يثر و مرد و عافر و يالون و حبلت بمريم و شماي و يشبح ابي اشتموع. 18- و امراته اليهودية ولدت يارد ابا جدور و حابر ابا سوكو و يقوثيئيل ابا زانوح و هؤلاء بنو بثية بنت فرعون التي اخذها مرد. 19- و بنو امراته اليهودية اخت نحم ابي قعيلة الجرمي و اشتموع المعكي. 20- و بنو شيمون امنون و رنة بن حانان و تيلون و ابنا يشعي زوحيت و بنزوحيت. 21- بنو شيلة بن يهوذا عير ابو ليكة و لعدة ابو مريشة و عشائر بيت عاملي البز من بيت اشبيع. 22- و يوقيم و اهل كزيبا و يواش و ساراف الذين هم اصحاب مواب و يشوبي لحم و هذه الامور قديمة. 23- هؤلاء هم الخزافون و سكان نتاعيم و جديرة اقاموا هناك مع الملك لشغله.
ويلاحظ فيها الآتى :
- أنها تكرار لما ذكر فى (ص2) ولكن توجد بعض الاختلافات ومرجعها للآتى :
أ – بعض الأشخاص لهم إسمان.
ب – أحيانًا يذكر الأب الجسدى وأحيانًا الأب الشرعى، أى عندما يموت إنسان بلا أبناء يتزوج أخوه بامرأته، وعندما ينجب نسلاً ينسب الابن للأب الذى مات.
جـ- قد يختلف نطق الاسم من جيل إلى جيل، مثل قبل السبى وبعده ومثال لذلك رآيا (ص4 : 2) هو نفسه هراوه (ص2: 52) والاسمان معناهما رائى.
- أحيانًا ينسب الإنسان إلى مكان، أو مدينة، فيسمى باسم المدينة التى أسسها مثل عازر أبو حوشه (ع4) وحوشه اسم مدينة أسسها عازر.
- يذكر فى (ع9، 10) شخص عظيم وهو من سبط يهوذا وعاش على الأرجح فى بداية عصر القضاة، إذ ذكر قبل عثنيئيل، أول قضاة بنى إسرائيل (ع13). كان المكان الذى سكن فيه يعبيص صغيرًا ولكن يبدو أنه بقوة الله استطاع أن يطرد الكنعانيين، فاتسعت تخومه وصار له مدينة تسمى باسمه ذكر فى (ص2: 55).
ويعبيص كلمة عبرية معناها حزن، أو كدر والترجمة الحرفية لكلمة يعبيص تعنى أنه “سيسبب حزن” ونجد فى النسخة اليسوعية أن أمه أسمته هكذا؛ لأنها ولدته بمشقة، فيفهم من هذا أن اسمه يعنى الحزن والكدر وأنه سبب متاعب، أو سيسبب متاعب. وهذا بالطبع كان أمرًا صعبًا على يعبيص عندما كبر، خاصة وأنه فى العهد القديم كانت الأسماء ذات معنى وتعنى ما سيحدث لصاحب الاسم، فمثلاً يعقوب سمى هكذا؛ لأنه تعقب عيسو أخاه، ليس فقط فى الولادة ولكن فى أخذ البكورية، وسليمان معنى اسمه سلام؛ لأن فى عصره ساد السلام مملكته. فبالطبع كان شعور يعبيص صعبًا، أن حياته ملآنة بالحزن ولكن تتجلى هنا عظمة يعبيص، أنه لـم يستسلم لهذه المشاعر، بل آمن بالله وطلب معونته وبركته فى صلاته المذكورة فى (ع10)، فباركه الله وأنجب نسلاً كثيرًا مذكور فى (ع11)، بل صارت له مدينة كبيرة باسمه كما ذكرنا.
وواضح أن يعبيص لم يكن له نسب عظيم، أى لم يكن من أبناء أحد الرجال المشهورين ولكنه صار عظيمًا بين اخوته؛ بسبب إيمانه وصلاته.
ويظهر إيمانه فى صلاته إلى إله إسرائيل، أى أنه لم يتكل على أى شئ آخر إلا الله؛ فحقق كل النجاح، فقد كان متوقعًا أن تصير حياته مملوءة بالأحزان وأصبحت تحتاج لمعجزة؛ حتى تتغير، وهنا تظهر أهمية الصلاة التى تصنع المعجزات؛ لأن إله إسرائيل هو صانع المعجزات، الذى ضرب الضربات العشر وشق البحر الأحمر، ثم نهر الأردن، وبالتالى لما تذكر يعبيص هذا طلب بإيمان، فنال كل بركة وصار من عظماء يهوذا وأشرف من كل إخوته، الذين لا نعرف عنهم شيئًا، فرغم أن كاتب السفر كان يهدف أن يوضح الأنساب من آدم؛ حتى يصل إلى داود، ليعلن داود الملك العظيم، الذى قلبه مثل قلب الله (ص1-9)، ولكنه يستوقفنا هنا ليعلن عظمة يعبيص.
أن يعبيص كان أشرف من اخوته لما يلى :
- كان الكتبة من نسله؛ لأنهم سكنوا مدينته وهؤلاء الكتبة غير الذين كانوا أيام المسيح ولكنهم اشتهروا بالكتابة والتسجيل للأحداث (ص2: 55).
- كان من نسله أيضًا الذين سكنوا مدينة ترعاتيم وشمعاتيم وسوكاتيم وكما يفسر المؤرخون أنهم كانوا من حراس الأبواب ومنهم من تنبأوا (ص2: 55).
- يذكر التقليد اليهودى أن يعبيص كان أحد علماء الناموس، بل أسس مدرسة لتعليم الناموس.
وصلى يعبيص صلاة عميقة (ع10) تشمل معانى روحية كثيرة أهمها :
أ – ليتك تباركنى :
لعل يعبيص تذكر أبونا إبراهيم وبركة الله له وآمن بقوة الله وطلب منه أن يباركه، حتى ولو كان اسمه وحياته مملوءة بالأحزان ولا يشعر بالرجاء فى عينى أمه ولكنه آمن، مثل إبراهيم، الذى خرج إلى الصحراء، ووثق أن الله سيعمرها بنسله ويملكها له، هكذا أيضًا يعبيص آمن أن الله سيصنع المستحيل ويبارك حياته ونسله من بعده.
فى الأصل العبرى، كلمة “ليتك”، تترجم حرفيًا بمعنى الطلب بلجاجة وتضرع وثقة فيمن يطلب منه، فيعبيص كان كمن يمسك بالله، مثل يعقوب أب الآباء ويقول له، لا أتركك إن لم تباركنى.
لم يطلب يعبيص بركات محددة من الله، بل سلم حياته له، مكتفيًا أن يمد يده ويباركه، فهذا أعظم شئ، أى أنه لم يطلب الأرضيات، بل طلب وجود الله فى حياته، فهو البركة الكاملة.
طلب البركة، فأتاه الله بما سأل، أى استجاب له وإن لم يكن قد طلب، فما كان قد أخذ، فالله كنوزه ملآنة ولا يعطى إلا لمن يطلب وقد أعلنها المسيح بوضوح اطلبوا تجدوا
(مت7: 7)، بل إن الله يعطى أكثر جدًا مما نطلب أو نفتكر (أف 3 : 20).
ب – وتوسع تخومى :
سكن يعبيص فى مساحة صغيرة من الأرض، ولم يكن من المتوقع أن تتسع ملكيته لأراضى أخرى، ولكنه رغم ضعفه آمن بقوة الله القادر على كل شئ، فطلب منه أن يوسع تخومه، أى حدود أرضه، فاستجاب له الله وأعطاه مدينة كبيرة، سميت باسمه وسكن فيها نسله.
لم يكتفِ يعبيص بالأرض المادية، بل طلب البركات السمائية، أى تتسع حدود معرفته ومحبته لله، بل يستخدمه الله ليكون نورًا للعالم، فيثبت الكثيرين فى الحياة مع الله، عندما يرون سلوكه، أى اشتاق أن تكون النفوس الكثيرة مرتبطة بالله.
ويظهر من هذه الطلبة، أن طموحات يعبيص كانت كبيرة ولم يتأثر بضعف إمكانياته وأعطاه الله بحسب أشواقه.
جـ- وتكون يدك معى :
يد الله معناها عمله؛ لأن الإنسان يعمل بيديه، ويد الله قوية بلا حدود، فهو يطلب قوة الله غير المحدودة؛ لتعمل معه فيكون الشكل أن يعبيص يعمل، أما الحقيقة أن الله هو العامل فيه؛ كما قال بولس الرسول “أنا ما أنا ونعمته المعطاة لى” (1كو15: 10).
آمن يعبيص أن الله سيستجيب لطلباته، فيعطيه بركة ويوسع تخومه وحينئذ يرى أن المسئوليات ستكون أكبر من طاقته؛ لذا يطلب يد الله؛ لتحمل عنه ومعه وفيه كل المسئوليات،
كما طلب سليمان الحكمة؛ عندما وجد نفسه ملكًا على شعب كبير.
طلب يعبيص يد الله أن تكون معه؛ وبالتالى لا ينزعج من ضعف إمكانياته؛ لأنه يثق أنها فى يد الله تصير عظيمة، كما بارك فى جدعون والثلثمائة رجل، فانتصر على الأعداء وكما بارك فى السمكتين والخمس خبزات، فأشبع الجموع.
طلب يعبيص يد الله، ليس فقط لتحمل عنه المسئوليات الكبيرة وتكمل نقصه، ولكن أيضًا؛ ليتمتع بمعية الله وعشرته ويشعر طوال يومه أنه مع الله ويتمتع برؤية عمل يد الله فى كل جوانب حياته، فيحيا فى السماء وهو على الأرض.
د – وتحفظنى من الشر حتى لا يتعبنى :
لم يتكبر يعبيص عندما وثق بيد الله التى معه، بل فى اتضاع، طلب من الله أن يحميه من الشر، فهو يشعر بضعفه ويهرب من الشر، مستندًا على يد الله التى تحفظه، فلا يستطيع إبليس أن يمسه.
فهم يعبيص أن يد الله المساندة له هى فرصته للعمق الروحى؛ لذا طلب أن يحفظه الله من الشر؛ حتى يتفرغ للتمتع بمحبة الله.
شعر أيضًا يعبيص بتنافر مع الشر؛ فطلب من الله أن يحفظه منه؛ لأن قلبه قد تعلق بمحبة الله، فالهروب من الشر مبدأ روحى، يعرفه جميع أولاد الله، كما علمنا المسيح فى الصلاة الربانية أن نقول “لا تدخلنا فى تجربة لكن نجنا من الشرير” (مت6: 13). وكما هرب الطفل يسوع مع يوسف النجار من وجه هيرودس، أما حواء، التى لم تهرب من النقاش مع الشيطان، فسقطت هى وآدم.
أيقن يعبيص أن تعب الجهاد الروحى وكل تعب من أجل الله جميل؛ لأن فيه يشعر بمعية الله؛ أما التعب الحقيقى، الذى يرفضه يعبيص ويطلب من الله أن يبعده عنه، هو تعب السقوط فى الخطية والابتعاد عن الله.
وهكذا نرى أن يعبيص يمثل الإنسان الروحى، الذى لا ينزعج من الضيقات، أو كلام الناس، بل يثبت فى إيمانه ويتمسك بالله وتمتلئ حياته بالبركة ويحتمل عمل الله كل يوم.
لقد حكم الله عليه أنه أشرف من اخوته، فيعبيص كان يشعر باتضاع أنه ضعيف ولكن بركة الله هى التى معه، أما نظرة الله له، فكانت أنه أشرف من غيره.
? لا تستسلم للظروف الصعبة وثق أن إلهك أقوى من الظروف، فاطلبه بإيمان وجاهد معه، مثل يعبيص، الذى انتصر على الكنعانيين وامتلك أرضهم، فالله يفرح بجهادك ويباركك وينصرك على أعدائك الشياطين، مهما كان ضعفك.
- فى (ع13) نرى أن عثنئيل هو الأخ الأصغر لكالب بن يفنة. وكان عثنئيل قاضيًا لبنى إسرائيل (قض3: 8-11) وكان من عشيرة القنزيين، الذين اتحدوا بسبط يهوذا.
- نجد فى (ع15) كالب بن يفنة وهو الذى أرسله موسى، فتجسس أرض الميعاد وانفرد هو ويشوع بتشجيع الشعب على الدخول أرض كنعان، فباركه الله وسمح له هو ويشوع فقط بدخول هذه الأرض، أما باقى الشعب فمات فى البرية. وابنته عكسة تزوجت بأخيه عثنئيل (يش15: 17، قض1: 13، 3: 9، 19) واسم أبى كالب هو قناز، الذى كان من الأسماء المشهورة وقتذاك فتسمى به حفيده.
- فى (ع17، 18) نرى أن مرد – وكان غالبًا أحد رؤساء يهوذا – تزوج بامرأتين، الأولى يهودية وأنجب منها يارد وأخوته (ع18) وتزوج أيضًا ببثية ابنة فرعون، فأنجب منها مريم واخوتها (ع17). وبثية اسم عبرانى معناه بنت الرب ولعلها تهودت عند زواجها بمرد وسميت بهذا الاسم.
- فى (ع22) نجد أن المذكورين فى بداية الآية هم سادة موآب، أى سكنوا فى منطقة موآب، ثم انتقلوا إلى بيت لحم؛ لأن لفظ “يشوبى لحم” يقابله فى الترجمة السبعينية “عادوا إلى بيت لحم”. ثم يعلن أن هذه الأخبار المذكورة هنا قديمة، أى مدونة ومعروفة منذ زمن طويل.
- نلاحظ فى (ع23) أن الخزافين سكنوا بجوار قصر الملك، إذ كانوا يعملون الأعمال التى يحتاجها الملك من الخزف. ومن هذا يلزمنا أن نحترم كل حرفة، فقد توصل أصحابها إلى الاختلاط بأعظم الشخصيات، أى الملك، أى يصير لأصحاب هذه الحرفة مكانة كبيرة.
(2) أنساب سبط شمعون (ع24-43):
24- بنو شمعون نموئيل و يامين و يريب و زارح و شاول. 25- و ابنه شلوم و ابنه مبسام وابنه مشماع. 26- و بنو مشماع حموئيل ابنه زكور ابنه شمعي ابنه. 27- و كان لشمعي ستة عشر ابنا و ست بنات و اما اخوته فلم يكن لهم بنون كثيرون و كل عشائرهم لم يكثروا مثل بني يهوذا. 28- و اقاموا في بئر سبع و مولادة و حصر شوعال. 29- و في بلهة و عاصم و تولاد. 30- و في بتوئيل و حرمة و صقلغ. 31- و في بيت مركبوت و حصرسوسيم و بيت برئي و شعرايم هذه مدنهم الى حينما ملك داود. 32- و قراهم عيطم و عين و رومون و توكن و عاشان خمس مدن. 33- و جميع قراهم التي حول هذه المدن الى بعل هذه مساكنهم و انسابهم. 34- و مشوباب و يمليك و يوشا بن امصيا. 35- و يوئيل و ياهو بن يوشبيا بن سرايا بن عسيئيل. 36- و اليوعيناي و يعقوبا و يشوحايا و عسايا و عديئيل و يسيميئيل و بنايا. 37- و زيزا بن شفعي بن الون بن يدايا بن شمري بن شمعيا. 38- هؤلاء الواردون باسمائهم رؤساء في عشائرهم و بيوت ابائهم امتدوا كثيرا.
39- و ساروا الى مدخل جدور الى شرقي الوادي ليفتشوا على مرعى لماشيتهم. 40- فوجدوا مرعى خصبا و جيدا و كانت الارض واسعة الاطراف مستريحة و مطمئنة لان ال حام سكنوا هناك في القديم. 41- و جاء هؤلاء المكتوبة اسماؤهم في ايام حزقيا ملك يهوذا و ضربوا خيمهم و المعونيين الذين وجدوا هناك و حرموهم الى هذا اليوم و سكنوا مكانهم لان هناك مرعى لماشيتهم.
42- و منهم من بني شمعون ذهب الى جبل سعير خمس مئة رجل و قدامهم فلطيا و نعريا و رافايا و عزيئيل بنو يشعي. 43- و ضربوا بقية المنفلتين من عماليق و سكنوا هناك الى هذا اليوم
نلاحظ بعض الأمور فى أنساب شمعون أهمها :
- فى (ع27) يذكر أن عدد أفراد سبط شمعون قد قل ولم يكثر، مثل سبط يهوذا؛ لأن عدد الرجال من سبط شمعون، الذين عدهم موسى عند خروجهم من أرض مصر كانوا 59300 (عد1: 23). وفى نهاية الأربعين سنة فى برية سيناء وقبل دخول أرض الميعاد، عدهم موسى مرة ثانية، فأصبح عددهم 22200 (عد26: 14) وبهذا نجد أن سبط شمعون هو أصغر الأسباط وسكن جنوب سبط يهوذا الذى كان أكبر الأسباط عددًا، فلم يكثر سبط شمعون، مثل سبط يهوذا. ولعل قلة عدد سبط شمعون ترجع إلى موت كثيرين من رجاله بالوبأ، عندما زنوا وراء بعل فغور لإله الموآبيين (عد25: 1-15).
? إن بركة الله تكون مع المتمسكين بالطهارة فاحفظ نفسك طاهرًا وابتعد عن كل خطية وإن سقطت فأسرع للتوبة فيبارك الله حياتك.
- نلاحظ فى (ع38-41) أن جزء من سبط شمعون بقى ملتصقًا بسبط يهوذا والجزء الآخر، الشمالى منهم، ارتبط بالعشرة أسباط، فسبى معهم فى السبى الأشورى عام 722 ق.م. والجزء الباقى من سبط شمعون تحرك بعضهم بحثًا عن مرعى لأغنامهم، فانتقلوا إلى شرق نهر الأردن وهاجموا بعض سكان الأرض الأصليين من نسل حام وأيضًا المعونيين، سكان معون، وهى مدينة كائنة شمال شرق البحر الميت، فضربوا رجالها واستولوا على بلادهم ومراعيهم وكانت هذه البلاد تعيش فى أمان ومراعيها خصبة.
- نرى فى (ع42 ، 43) أن مجموعة أخرى من سبط شمعون عددهم خمسمائة رجل، بقيادة أربعة رؤساء شمعونيين، بنو رجل يدعى يشعى، تحركوا نحو جبل سعير، حيث يقيم الآدوميين، وهاجموا الباقين من عماليق، فضربوهم وسكنوا مكانهم. وبهذا نجى الباقون من الشمعونيين من السبى الأشورى، سواء الذين بقوا بجوار سبط يهوذا، أو الذين عبروا إلى شرق الأردن واستولوا على معون وما يجاورها، أو المجموعة الثالثة التى ضربت العمالقة وسكنت مكانها فى جبل سعير.
? من يلتصق بأولاد الله مثل الشمعونيين الذين بقوا مع سبط يهوذا – ينجو من التأديب الإلهى. لذا كن حريصًا أن تلتصق بأولاد الله فى الكنيسة، فالجو الروحى يحفظك من كل شر ويحميك من حروب كثيرة للشياطين.