نسل أسباط يساكر وبنيامين ونفتالى ومنسى وأفرايم وأشير
يعرض هذا الأصحاح بسرعة نسل باقى أسباط إسرائيل ويغفل سبطين، هما دان وزبولون لكثرة خطاياهم. وإهمال الكاتب لنسل هذه الأسباط يرجع إلى أنها كانت فى المملكة الشمالية، التى انفصلت عن عبادة الله فى أورشليم. وعندما ذهبت للسبى اختلطت بالأمم ولم يعد منها بعد السبى إلى عبادة الله فى أورشليم إلا عدد قليل، وذلك لأن الله يقبل كل من يرجع إليه، حتى لو رفض معظم من حوله الله، بل يهتم بهذه القلة؛ لمحبتها له.
(1) نسل يساكر (ع1-5):
1- و بنو يساكر تولاع و فوة و ياشوب و شمرون اربعة. 2- و بنو تولاع عزي و رفايا ويريئيل و يحماي و يبسام و شموئيل رؤوس بيت ابيهم تولاع جبابرة باس حسب مواليدهم كان عددهم في ايام داود اثنين و عشرين الفا و ست مئة. 3- و ابن عزي يزرحيا و بنو يزرحيا ميخائيل وعوبديا و يوئيل و يشيا خمسة كلهم رؤوس. 4- و معهم حسب مواليدهم و بيوت ابائهم جيوش اجناد الحرب ستة و ثلاثون الفا لانهم كثروا النساء و البنين. 5- و اخوتهم حسب كل عشائر يساكر جبابرة باس سبعة و ثمانون الفا مجمل انتسابهم.
ونرى فى هذه الأيات ما يلى :
- ياشوب المذكور فى (ع1) هو نفسه يوب المذكور فى (تك46: 13)، (عد26: 23).
- يذكر أن هذا النسل كان منهم رؤساء، أى قادة حرب وجبابرة مشهورين بقوتهم فى الحرب (ع2).
- يذكر وفى (ع2) أن عدد الرجال المحاربين من سبط يساكر هو 22.600 ، وكان هذا التعداد، هو الذى عمله داود والذى بسببه ضرب الله الشعب بالوبأ
(2صم24: 1-14). - فى (ع3) يذكر أن بنى يزرحيا كانوا خمسة، مع أن المذكورين أربعة فقط، والسبب إما أنه أغفل أحد الخمسة بنين بسبب شره، أو يكون قد ضم إلى الأربعة بنين اسم أبيهم أيضًا؛ لعله كان قوياً فى الحرب.
- بعد أن ذكر فى (ع2) أن عدد رجال الحرب هو 22.600، يعود فى (ع4) يذكر أن عددهم أصبح 36.000 وذلك بسبب تزوج رجالهم بنساء كثيرات وإنجاب عدد كير من البنين. واستمروا فى هذا التزايد حتى يذكر فى (ع5) أن رجال الحرب أصبح عددهم 87.000 .
- يظهر اهتمام سبط يساكر أن يسجل أنسابه؛ لأنه فى (ع5) يقول “مجمل انتسابهم”، إذ كانوا يكتبون تسلسل أنسابهم.
? لا تنسى نسبك الحقيقى للمسيح، الذى نلته عندما ولدت من جرن المعمودية؛ حتى تحيا دائماً فى حياة جديدة نقية ترضى فيها المسيح.
(2) نسل بنيامين (ع6-12):
6- لبنيامين بالع و باكر و يديعئيل ثلاثة. 7- و بنو بالع اصبون و عزي و عزيئيل و يرموث وعيري خمسة رؤوس بيوت اباء جبابرة باس و قد انتسبوا اثنين و عشرين الفا و اربعة و ثلاثين.
8- وبنو باكر زميرة و يوعاش و اليعزر و اليوعيناي و عمري و يريموث و ابيا و عناثوث و علامث كل هؤلاء بنو باكر. 9- و انتسابهم حسب مواليدهم رؤوس بيوت ابائهم جبابرة باس عشرون الفا ومئتان. 10- و ابن يديعيئيل بلهان و بنو بلهان يعيش و بنيامين و اهود و كنعنة و زيتان و ترشيش واخيشاحر. 11- كل هؤلاء بنو يديعئيل حسب رؤوس الاباء جبابرة الباس سبعة عشر الفا و مئتان من الخارجين في الجيش للحرب. 12- و شفيم و حفيم ابنا عير و حوشيم بن احير.
يلاحظ فى هذه الآيات :
- اهتمام سبط بنيامين بانتسابه، كل هذا كان استعداداً لمجئ المسيح، ليعرف نسبه.
- كان رجال بنيامين رجال حرب، وإن كان عددهم حوالى 60.000، ولكنهم كانوا جبابرة فى الحرب.
- بنيامين هو السبط الوحيد الذى ظل ملتصقًا بسبط يهوذا، عند انفصاله عن باقى الأسباط بعد موت سليمان، فهو يمثل المهتمين بأن يلتصقوا بأولاد الله؛ ليثبتوا فى عبادته ومحبته، إذ ظل سبط بنيامين مع سبط يهوذا يقدم العبادة فى هيكل الله.
? اهتم أن ترتبط بالكنيسة وبالآباء والإخوة الروحيين؛ لتتشجع فى طريق الملكوت ولا تجذبك تيارات العالم؛ فتتمتع برعاية الله ومساندته وتنال خلاصك.
- من سبط بنيامين خرج أول ملوك بنى إسرائيل وهو شاول بن قيس (1صم10: 21، أع13، 21) وكان منظره عظيماً ولكنه ابتعد عن الله، فرفضه الله.
- خرج من هذا السبط أيضاً رسول عظيم هو بولس الرسول (رو11: 1).
- إذا قارنا (ع6) و(تك46: 21) نجد أن أبناء بنيامين ثلاثة فى سفر أخبار الأيام الأول وعشرة فى سفر التكوين؛ لأنه فى سفر التكوين أضاف الأحفاد إلى الأبناء، كما يظهر ذلك عند قراءة (عد26: 40، ص8: 3، 4)؛ حيث كتب فيهما أسماء أحفاد بنيامين (أبناء بالع).
- باكر المذكور فى (ع6) هو من سبط بنيامين ولكنه لم يذكر فى (ص8) أنه من أبناء بنيامين؛ لأنه تزوج من سبط أفرايم، فانتسب لأفرايم ولكن حقه محفوظ فى ميراث أرضه تبعاً لسبط بنيامين.
- بعض الأسماء المذكورة هنا اختلفت عما ذكر فى الأسفار الأخرى للكتاب المقدس وذلك لأنه كان للشخص الواحد إسمان، مثل شفيم وحفيم (ع12) هما شفوفام وحوفام فى (عد26: 39).
(3) نسل نفتالى (ع13):
13- بنو نفتالي يحصيئيل و جوني و يصر و شلوم بنو بلهة.
تذكر هذه الآية نسل نفتالى ابن يعقوب من بلهة، ويورد هنا الآباء الأولين فقط، أى أبناء نفتالى ولا يهتم بذكر أنسابه، وكان رجاله قليلين فى الحرب. وأبناء نفتالى هؤلاء هم المذكورين فى (تك46: 24)، وشلوم المذكور هنا هو شليم المذكور فى سفر التكوين.
? إن كنت صغيراً، فلا تنزعج من هذا؛ لأنك إن اتكلت على الله تصير جباراً ويعمل الله بك وفيك، فتصير عظيماً وتنجح فى كل أعمالك.
(4) نسل منسى (ع14-19):
14- بنو منسى اشريئيل الذي ولدته سريته الارامية ولدت ماكير ابا جلعاد. 15- و ماكير اتخذ امراة اخت حفيم و شفيم و اسمها معكة و اسم ابنه الثاني صلفحاد و كان لصلفحاد بنات.
16- و ولدت معكة امراة ماكير ابنا و دعت اسمه فرش و اسم اخيه شارش و ابناه اولام و راقم. 17- و ابن اولام بدان هؤلاء بنو جلعاد بن ماكير بن منسى. 18- و اخته همولكة ولدت ايشهود وابيعزر و محلة. 19- و كان بنو شميداع اخيان و شكيم و لقحي و انيعام.
نرى فى هذه الآيات ما يلى :
- صلفحاد الذى هو من أحفاد منسى لم ينجب بنين، فتقدمت بناته الخمس إلى موسى النبى يطلبن ميراث أبيهن، وصلى إلى الله، الذى أرشده أن يعطيهن ميراثهن من أبيهن بشرط التزوج من أبناء سبطهن؛ لكى لا يتحول نصيب سبط لسبط آخر، وصار ذلك مبدأ وأمراً من أوامر الشريعة (عد27: 1-8 ، 36: 1-12).
- اتخذ ماكير بن منسى زوجة له من سبط بنيامين وسكن شرق نهر الأردن.
- بدان المذكور فى (ع17) هو نفسه المذكور فى (1صم 12: 11) كمخلص لإسرائيل، وغالباً هو يائير الجلعادى، أحد قضاة بنى إسرائيل، الذى قضى لهم مدة 22 عاماً (قض10: 3).
- أبيعـزر المذكور فى (ع18) هو الجد الأكبر لجدعون وهو من مشاهير القضاة (قض6: 11).
- حدثنا (ص5) عن نصف سبط منسى، الذى سكن شرق نهر الأردن.
? إن كان هذا السبط قد خرج منه أكثر من قاضى، والقاضى هو من يعرف شريعة الله ويقضى بها لشعبه، هذا كان فى العهد القديم. أما فى العهد الجديد، فيأمر المسيح كل المؤمنين أن يكونوا نوراً للعالم. فاحرص أن تسلك وتتكلم كما يليق بأولاد الله؛ حتى تجذب النفوس الكثيرة لمحبة الله، وابتعد عن كل شر وعن محاكاة أهل العالم؛ حتى لا تعثر أحداً.
(5) نسل أفرايم (ع20-29):
20- و بنو افرايم شوتالح و برد ابنه و تحث ابنه و العادا ابنه و تحث ابنه. 21- و زاباد ابنه وشوتالح ابنه و عزر و العاد و قتلهم رجال جت المولودون في الارض لانهم نزلوا ليسوقوا ماشيتهم. 22- و ناح افرايم ابوهم اياما كثيرة و اتى اخوته ليعزوه. 23- و دخل على امراته فحبلت و ولدت ابنا فدعا اسمه بريعة لان بلية كانت في بيته. 24- و بنته شيرة و قد بنت بيت حورون السفلى والعليا و ازين شيرة. 25- و رفح ابنه و رشف و تلح ابنه و تاحن ابنه. 26- و لعدان ابنه و عميهود ابنه و اليشمع ابنه. 27- و نون ابنه و يهوشوع ابنه. 28- و املاكهم و مساكنهم بيت ايل و قراها وشرقا نعران و غربا جازر و قراها و شكيم و قراها الى غزة و قراها. 29- و لجهة بني منسى بيت شان و قراها و تعنك و قراها و مجدو و قراها و دور و قراها في هذه سكن بنو يوسف بن اسرائيل.
نلاحظ فى هذه الآيات ما يلى :
- هنـاك شـوتالح ابن افرايم ويوجد شوتالح آخر فى الجيل السادس من نسل أفرايم (ع20).
- اثنان من أبناء أفرايم هما عزر وإلعاد نزلا بأبنائهما وعبيدهما، ليسرقا ماشية رجال جت الفلسطينيين، فقتلهم الجتيون، وذلك لأن فعلهم هذا لم يكن بإرشاد الله وأمره، وناح عليهم أفرايم، و”أتى أخوته”، أى الأسباط الأخرى ليعزوا افرايم (ع21، 22).
- أنجب أفرايم من امرأته بعد ذلك إبنًا ودعاه بريعة، ومعنى اسمه “فى بليه”؛ إذ كان مازال حزيناً على من قتلوا (ع23).
- يظهر من نسل أفرايم ابنة مباركة، استطاعت بنسلها أن تبنى ثلاثة مدن، هى بيت حورون السفلى وبيت حورون العليا، إذ كانت الأولى مبنية فى الوادى والثانية على الهضبة، وهما متجاورتان، ومدينة ثالثة تسمى أزين شيرة، سُميت على اسمها؛ كل هذه المدن بُنيت فى أرض كنعان بعد دخول بنى إسرائيل إليها.
- أشهر من ظهر من هذا السبط هو يشوع بن نون المسمى هنا “يهوشوع” (ع27) وهو تلميذ موسى النبى، الذى قاد الشعب بعد موت موسى وأدخلهم إلى أرض الميعاد.
- استولى سبط أفرايم فى أرض كنعان على بلاد كثيرة، إذ كان هذا السبط هو أكبر الأسباط العشرة عدداً، الذين كونوا المملكة الشمالية المنقسمة، فى عهد رحبعام ابن سليمان. ولم يذكر كاتب السفر هنا تفاصيل كثيرة عن هذا السبط كذا سبط منسى؛ لأن هذين السبطين رغم عددهم الكبير، ابتعدوا عن عبادة الله فى هيكله أورشليم.
- من أهم المدن التى استولى عليها هذا السبط هى :
أ – بيت إيل : تقع شمال أورشليم على بعد 12 ميلاً، وهى فى جنوب سبط أفرايم.
ب- جازر : مدينة تقع على تل، وسط وادى فسيح، ويمر بالمدينة طريق تجارى هام يصل بين مصر وسوريا.
ج – شكيم : مدينة بجوار جبل عيبال، وتقع شمال أورشليم على بعد 31 ميلاً وجنوب شرق السامرة وهى تتوسط أرض كنعان وعلى مفترق عدة طرق هامة.
د – غزة : مدينة فى أفرايم، وهى غير غزة التى هى إحدى مدن الفلسطينيين الخمسة والمعروفة حالياً بهذا الاسم.
هـ- بيت شان : مدينة تقع غرب نهر الأردن على بعد 8 كم.
و – تعنك : مدينة تقع جنوب سهل يزرعيل على بعد 8 كم جنوب شرق مجدو.
ح – مجدو : مدينة جنوب سهل يزرعيل وتبعد 30 كم شرق حيفا.
ط – دور : مدينة تبعد 13 كم شمال قيصرية العاصمة الإدارية اليهودية وهى على ساحل البحر الأبيض.
? لا تعتمد على قوتك وعلاقاتك، كما اعتمد افرايم على كثرة عدد مدنه؛ لأن القوة الحقيقية هى من الله، فاثبت فى علاقتك به تحيا مطمئناً.
(6) نسل أشير (ع30-40):
30- بنو اشير يمنة و بشوة و يشوي و بريعة و سارح اختهم. 31- و ابنا بريعة حابر وملكيئيل هو ابو برزاوث. 32- و حابر ولد يفليط و شومير و حوثام و شوعا اختهم. 33- و بنو يفليط فاسك و بمهال و عشوة هؤلاء بنو يفليط. 34- و بنو شامر اخي و رهجة و يحبة و ارام.
35- و بنو هيلام اخيه صوفح و يمناع و شالش و عامال. 36- و بنو صوفح سوح و حرنفر وشوعال و بيري و يمرة. 37- و باصر و هود و شما و شلشة و يثران و بئيرا. 38- و بنو يثر يفنة وفسفة و ارا. 39- و بنو علا ارح و حنيئيل و رصيا. 40- كل هؤلاء بنو اشير رؤوس بيوت اباء منتخبون جبابرة باس رؤوس الرؤساء و انتسابهم في الجيش في الحرب عددهم من الرجال ستة وعشرون الفا
نجد فى هذه الآيات الملاحظات الآتية :
- اهتمام هذا السبط بأنسابه وذلك تمهيداً لظهور المسيا المنتظر.
- كان رجال حربه جبابرة بأس وعددهم 26.000 . ونلاحظ تناقص عددهم، إذ كان عددهم عند خروجهم من مصر 41.500 (عد1: 41) ثم كان عند دخولهم أرض كنعان 53.400 (عد26: 47)؛ ولكن كان الرجال أقوياء، فوصفهم بأنهم جبابرة بأس.
- خرج من هذا السبط امرأة عظيمة وهى حنة بنت فنوئيل، التى تقدمت فى أيامها جداً وشاخت، وهى مكرسة حياتها للعبادة فى الهيكل؛ حتى رأت الطفل يسوع وسمعان الشيخ يحمله (لو2: 36).
? إن ما يخلد حنة بنت فنوئيل ويعطيها شرف رؤية المسيح، هو عبادتها فى الهيكل لمدة طويلة؛ أى 84 عاماً، وأنت ما يؤهلك للدخول للملكوت، هو اهتمامك بعبادتك الروحية؛ أى صلواتك وقراءاتك، التى ينتج عنها خدمة باذلة.