نسل سبط بنيامين ونسب شاول
يركز هنا على نسل سبط بنيامين، الذى أشار إليه فى الأصحاح السابق، وهذا التركيز بسبب أن سبط بنيامين خرج منه شاول، أول ملوك بنى إسرائيل، الذى كان تمهيداً لتملك داود العظيم، ولأن هذا السبط جاور سبط يهوذا وسكنا معاً فى أورشليم، فتعلق بعبادة الله وبعد السبى رجع مع سبط يهوذا؛ ليعلن الله أن من يرتبط بهيكله يثبت فى الإيمان ويخرجه الله من الضيقة التى يؤدبه بها؛ لنموه الروحى.
(1) نسل بنيامين (ع1-32) :
1- و بنيامين ولد بالع بكره و اشبيل الثاني و اخرخ الثالث. 2- و نوحة الرابع و رافا الخامس. 3- و كان بنو بالع ادار و جيرا و ابيهود. 4- و ابيشوع و نعمان و اخوخ.
5- و حيرا و شفوفان و حورام. 6- و هؤلاء بنو احود هؤلاء رؤوس اباء سكان جبع ونقلوهم الى مناحة. 7- اي نعمان و اخيا و جيرا هو نقلهم و ولد عزا و اخيحود. 8- و شحرايم ولد في بلاد مواب بعد اطلاقه امراتيه حوشيم و بعرا. 9- و ولد من خودش امراته يوباب و ظبيا وميشا و ملكام. 10- و يعوص و شبيا و مرمة هؤلاء بنو رؤوس اباء. 11- و من حوشيم ولد ابيطوب و الفعل. 12- و بنو الفعل عابر و مشعام و شامر و هو بنى اونو و لود و قراها.
13- و بريعة و شمع هما راسا اباء لسكان ايلون و هما طردا سكان جت. 14- و اخيو و شاشق ويريموت. 15- و زبديا و عراد و عادر. 16- و ميخائيل و يشفة و يوخا ابناء بريعة.
17- و زبديا و مشلام و حزقي و حابر. 18- و يشمراي و يزلياه و يوباب ابناء الفعل.
19- و ياقيم و زكري و زبدي. 20- و اليعيناي و صلتاي و ايليئيل. 21- و عدايا و برايا و شمرة ابناء شمعى. 22- و يشفان و عابر و ايليئيل. 23- و عبدون و زكري و حانان. 24- و حننيا وعيلام و عنثوثيا. 25- و يفدايا و فنوئيل ابناء شاشق. 26- و شمشراي و شحريا و عثليا.
27- و يعرشيا و ايليا و زكري ابناء يروحام. 28- هؤلاء رؤوس اباء حسب مواليدهم رؤوس هؤلاء سكنوا في اورشليم. 29- و في جبعون سكن ابو جبعون و اسم امراته معكة. 30- و ابنه البكر عبدون ثم صور و قيس و بعل ناداب. 31- و جدور و اخيو و زاكر. 32- و مقلوث ولد شماة و هم ايضا مع اخوتهم سكنوا في اورشليم مقابل اخوتهم.
نلاحظ فى هذه الآيات :
- أشار كاتب السفر لنسل سبط بنيامين فى (ص7: 6-12) باختصار، ويكتب هنا نسل بنيامين بأكثر توسع، وذلك لأن هذا السبط سكن بجوار سبط يهوذا فى أورشليم وأيضاً بعد العودة من السبى سكن معه فى أورشليم، رغم خطورة الإقامة فى أورشليم بعد هجوم البابليين عليها وهدمها بيد نبوخذ نصر، ولكن تمسكهم بالسكن بالقرب من الهيكل، جعل الله يباركهم ويهتم بذكر أنسابهم.
- نتيجة خطية صعبة سقط فيها سبط بنيامين ذكرت فى (قض19، 20)، قامت عليه باقى الأسباط وقتلوا رجاله، فلم يبق منهم سوى ستمائة رجل ولكن بعد توبتهم وسكناهم بجوار يهوذا وهيكل الله فى أورشليم، باركهم الله، فصار عددهم كبيراً.
- إحود المذكور فى (ع6) هو ابن جيرا المذكور فى (ع5)، وهو إهود بن جيرا ثانى قضاة بنى إسرائيل، المذكورين فى سفر القضاة، الذى خلص شعبه من يد موآب بقتله عجلون ملكهم (قض3: 15).
- نرى شجاعة سبط بنيامين، الذى حارب أهل جت وأخذ منهم مدينتهم جت؛ لأن الجتيين قتلوا بعض الرجال من سبط أفرايم (ص7: 21).
- اهتم الكاتب بذكر الذين سكنوا فى أورشليم، فذكرهم فى (ع28، 32) وذلك ليبين أهمية السكن بجوار هيكل الله.
? اعلم أن الكنيسة هى صورة السماء على الأرض؛ لذا اهتم أن تلتصق بها وتسكن بجوارها قدر ما تستطيع، لتواظب على الحضور فيها وتتمتع بأسرارها وسماع كلمة الله فيها والارتفاع فيها عن الأرضيات، لتتذوق فى صلواتها عربون أمجاد السماء.
- اهتمام الله بذكر نسل بنيامين بالتفصيل؛ لأن منه خرج شاول أول ملوك إسرائيل، الذى سنجد تفصيلاً عنه فى الآيات التالية فى هذا الأصحاح، ثم تأكيداً وتوضيحاً لها فى (ص9: 35-44).
- فى (ع29) يذكر لنا الكاتب جد شاول الملك، وهو أبو جبعون، وهو الذى أسس مدينة جبعون الواقعة شمال شرق أورشليم ودعيت على اسمه، أما اسمه الاصلى فهو يعوئيل (ص9: 35).
(2) نسب شاول (ع33-40) :
33- و نير ولد قيس و قيس ولد شاول و شاول ولد يهوناثان و ملكيشوع و ابيناداب واشبعل. 34- و ابن يهوناثان مريببعل و مريببعل ولد ميخا. 35- و بنو ميخا فيثون و مالك وتاريع و احاز. 36- و احاز ولد يهوعدة و يهوعدة ولد علمث و عزموت و زمري و زمري ولد موصا. 37- و موصا ولد بنعة و رافة ابنه و العاسة ابنه و اصيل ابنه. 38- و لاصيل ستة بنين و هذه اسماؤهم عزريقام و بكرو و اسماعيل و شعريا و عوبديا و حانان كل هؤلاء بنو اصيل. 39- و بنو عاشق اخيه اولام بكره و يعوش الثاني و اليفلط الثالث. 40- و كان بنو اولام رجالا جبابرة باس يغرقون في القسي كثيري البنين و بني البنين مئة و خمسين كل هؤلاء من بني بنيامين
نرى فى هذه الآيات ما يلى :
- يهتم الكاتب بذكر نسب شاول ونسله، حتى بعد الرجوع من السبى؛ لأن شاول هو أول ملوك بنى إسرائيل وقد سقط فى خطايا كثيرة، فرفضه الله وكان مقدمة لاختيار الله داود، الذى منه أتى المسيح، وداود هو أهم شخصية يدور حولها هذا السفر.
- نير المذكور فى (ع33) هو جد شاول الملك، وهو أيضاً أبو أبنير رئيس جيش شاول، وبالتالى يكون أبنير عم شاول (1صم14: 50).
- أشبعل بن شاول هو إيشبوشث (2صم4: 5) ويهوناثان هو يوناثان (1صم13: 16) ومريبعل ابن يوناثان هو مفيبوشث (2صم4: 4) وتغيير الأسماء فى ايشبوشث ومفيبوشث، غرضه التخلص من اسم البعل، الذى هو إله وثنى مشهور، عبدته الشعوب المحيطة بشعب الله، وسقط شعب الله أيضاً فى عبادته. وسموا أولادهم على اسمه، ولكنهم كانوا يعودون للإيمان، فيحذفون اسم البعل. أما إضافة اسم يهوه وهو اسم الله إلى الأسماء مثل يهوناثان، فهو لنوال بركة الله.
- سار شاول فى الشر ورفضه الله وفى شره قاد بلاده وأولاده الثلاثة إلى حرب خاسرة، فقتل فيها هو وأولاده الثلاثة، حتى الصالح منهم وهو يوناثان، أما الإبن الرابع ايشبعل فقد ملك بعد أبيه، ثم قتله اثنان من عبيده؛ ليعلن الله غضبه على الشر، وبعد ذلك ملك داود رجل الله.
- اهتم الله بذكر نسب يوناثان وذلك لصلاحه وتصديقاً على عهد يوناثان مع داود، أن يهتم بنسله من بعده، فاهتم الله بنفسه بهذا النسل (1صم20: 15).
? الله يبارك البشر من أجل أولاده القديسين، فسر مع الله، حتى تجد خلاص نفسك وتكون بركة لمن حولك، وتقودهم إلى طريق خلاصهم، وترفع غضب الله عنهم.
- تظهر أيضاً بركة الله لنسل يوناثان فى حفيده أولام (ع39، 40) الذى كانت عائلته تحوى 150 رجلاً، جبابرة فى الحرب، ومتميزين فى رمى السهام بدقة شديدة، أى “يغرقون فى القسى”، والغريب أنه رغم تميز سبط بنيامين برمى السهام، يموت شاول وبنيه بسهام الأعداء الفلسطينيين؛ ليعلن الله أن القوة منه، إذا اتكل أولاده عليه، أما إذا تركوه، فيهلكون حتى فى نقطة تميزهم.
- ذكرت أنساب كل الأسباط ما عدا سبط دان وسبط زبولون؛ لأجل شرورهما
(تك49: 17)، (قض1: 30).