تملك يهوشافاط
(1) عظمة يهوشافاط لتمسكه بوصايا الرب (ع1-6):
1- و ملك يهوشافاط ابنه عوضا عنه و تشدد على اسرائيل. 2- و جعل جيشا في جميع مدن يهوذا الحصينة و جعل وكلاء في ارض يهوذا و في مدن افرايم التي اخذها اسا ابوه. 3- و كان الرب مع يهوشافاط لانه سار في طرق داود ابيه الاولى و لم يطلب البعليم. 4- و لكنه طلب اله ابيه و سار في وصاياه لا حسب اعمال اسرائيل. 5- فثبت الرب المملكة في يده و قدم كل يهوذا هدايا ليهوشافاط و كان له غنى و كرامة بكثرة. 6- و تقوى قلبه في طرق الرب و نزع ايضا المرتفعات والسواري من يهوذا.
ع1، 2: بعد موت آسا تملك ابنه يهوشافاط على مملكة يهوذا، واهتم بتحصين مملكته أمام مملكة إسرائيل؛ لانحرافها عن عبادة الله وعبادتها الأوثان، فوضع جيشاً فى مدن يهوذا الحصينة ووكلاء له، ليدبرها بقوة، وجعل أيضاً وكلاء له فى المدن التى أخذها آسا من مملكة إسرائيل، الواقعة فى سبط أفرايم، ولم يكن قصده محاربة مملكة إسرائيل، بل حماية مملكته من شرور إسرائيل.
ع3، 4: اعتمد يهوشافاط فى قوته على الله، فاهتم بعبادة الله فى هيكله وتمسك بوصاياه، مثل داود أبيه، الذى كان مقياساً للحياة مع الله، ولم ينزلق فى عبادة الآلهة الوثنية، التى من أهمها الإله بعل، أو بعليم، الذى انتشرت عبادته فى مملكة إسرائيل.
ع5: من أجل التصاق يهوشافاط بعبادة الله، ثبت الله مملكته، فساد السلام والاستقرار وخضع شعبه له وقدموا له أيضاً الهدايا.
ع6: لم تقف إصلاحات يهوشافاط عند عبادته لله، بل تشجع وأزال عبادة الأوثان، التى كانت تقام على المرتفعات، سواء السوارى، أو المذابح، أو الأصنام، وهذا الأمر كان فى غاية الصعوبة؛ لأن الشعب كان قد تعلق بهذه العبادات الشريرة.
ورغم أن آسا كان قد أزال هذه العبادات المقامة على المرتفعات؛ واهتم بالسلوك فى طريق الرب بتدقيق، أى سار فى طريق الكمال الروحى. لكنه لم يتابع بدقة سلوك الشعب، فبعضهم عاد إلى هذه العبادة، خاصة فى آخر حياة آسا، عندما مرض ورفض الالتجاء لله ولم يسمع كلام الله على فم حنانى الرائى، بل سجنه.
- إن علاقتك بالله هى أساس نجاحك فى كل أعمالك وحياتك. ليتك تضع الله هدفاً وحيداً لك، فتنظم حياتك بما لا يتعارض مع مشيئته وبهذا تنجح فى كل ما تمتد إليه يديك.
(2) تعليمه الشريعة للشعب (ع7-9):
7- و في السنة الثالثة لملكه ارسل الى رؤسائه الى بنحائل و عوبديا و زكريا و نثنئيل و ميخايا ان يعلموا في مدن يهوذا. 8- و معهم اللاويون شمعيا و نثنيا و زبديا و عسائيل و شميراموث ويهوناثان و ادونيا و طوبيا و طوب ادونيا اللاويون و معهم اليشمع و يهورام الكاهنان. 9- فعلموا في يهوذا و معهم سفر شريعة الرب و جالوا في جميع مدن يهوذا و علموا الشعب.
ع7: لم يكتف يهوشافاط بإزالة العبادة الوثنية، التى على المرتفعات، بل اهتم أيضاً بالتعليم الدينى لشعبه، حتى يحبوا الله ويخافوه، فيتخلصوا من أى آثار للعبادة الوثنية، مثل التماثيل التى فى بيوتهم، أو أية عادات شريرة، تعلموها من الأمم المحيطة، فأرسل خمسة من رؤسائه؛ ليعلموا الشعب وهؤلاء كان لهم السلطة المدنية، أى يفهم الشعب أن هذه التعاليم معتمدة من الملك، فيحترم الشعب الله وأمر ملكهم.
ع8، 9: أرسل أيضاً يهوشافاط اثنين من الكهنة ومعهما تسعة من اللاويين، اختارهم ولعل ذلك بسبب تميزهم فى الشريعة وتفوقهم فى القدرة على التعليم، فطافوا بلاد مملكة يهوذا، يعلمون الشعب شريعة الله ومعهم نسخة من شرعية الله، التى كانت تحفظ نسخة عند الملك وأخرى فى بيت الرب.
من هذا تظهر حكمة يهوشافاط، الذى أيقن أن آية نهضة فى مملكته لابد أن تكون مبنية على معرفة الشعب شريعة الله والسلوك بها.
? أهتم بتعليم أولادك وأحبائك كلام الله، بالطريقة المناسبة فهذه مسئوليتك، وسيحاسبك الله عنها وهذا أجدر بك من أن تتذمر من التصرفات الخاطئة لأولادك وأحبائك، واحرص أن تكون أنت أول من ينفذ كلام الله، قبل أن تعلمه للآخرين.
(3) قوته وخضوع الأمم له (ع10-19):
10- و كانت هيبة الرب على جميع ممالك الاراضي التي حول يهوذا فلم يحاربوا يهوشافاط. 11- و بعض الفلسطينيين اتوا يهوشافاط بهدايا و حمل فضة و العربان ايضا اتوه بغنم من الكباش سبعة الاف و سبع مئة و من التيوس سبعة الاف و سبع مئة. 12- و كان يهوشافاط يتعظم جدا وبنى في يهوذا حصونا و مدن مخازن. 13- و كان له شغل كثير في مدن يهوذا و رجال حرب جبابرة باس في اورشليم. 14- و هذا عددهم حسب بيوت ابائهم من يهوذا رؤساء الوف عدنة الرئيس و معه جبابرة باس ثلاث مئة الف. 15- و بجانبه يهوناثان الرئيس و معه مئتان و ثمانون الفا. 16- و بجانبه عمسيا بن زكري المنتدب للرب و معه مئتا الف جبار باس. 17- و من بنيامين الياداع جبار باس ومعه من المتسلحين بالقسي و الاتراس مئتا الف. 18- و بجانبه يهوزاباد و معه مئة و ثمانون الفا متجردون للحرب. 19- هؤلاء خدام الملك فضلا عن الذين جعلهم الملك في المدن الحصينة في كل يهوذا
ع10: لما رأى الله أمانة يهوشافاط فى عبادته لله وحفظه وصاياه، باركه وأعطاه مهابة فى أعين جميع ممالك الأمم المحيطة به، فعظموه وخافوه ولم يحاولوا محاربته. وهكذا تمم الله وعده الذى قاله فى شريعة موسى (تث11: 22-25).
ع11: حمل : ما يستطيع الحيوان، مثل الحمار، أو البغل، أن يحمله على ظهره.
لم تُعظم الأمم فقط يهوشافاط وتهابه، بل أيضاً حاولت استرضاءه، بتقديم هدايا له، فقدم بعض الفلسطينيين حمل فضة وهدايا مختلفة وقدم العرب سبعة آلاف وسبع مئة من الكباش ونفس العدد من التيوس. وعدد سبعة يرمز للكمال. مثل السبعة أسرار، أى قدمت الأمم محبة وخضوع كامل ليهوشافاط.
ع12: ويظهر نشاط يهوشافاط فى بنائه حصونٍ، بجوار المدن وأيضاً بنى مدناً للمخازن؛ لتكفى احتياجات مملكة يهوذا. وهذا يبين أمرين :
- بركة الله ومساندته ليهوشافاط.
- عظمة يهوشافاط بين الأمم وقوته.
ع13-19: ونشاط يهوشافاط لم يقتصر على ما سبق فى (ع12)، بل عمل أعمالاً كثيرة فى أورشليم، لم يذكرها هنا بالتفصيل. وأعد جيشاً قوياً من المحاربين الأقوياء لحراسة أورشليم. كان عدد المحاربين فيه مليون ومائة وستين ألفاً، تحت قيادة خمسة من القادة المهرة. وأحدهم وهو عمسيا، ذُكر أنه كان منتدباً للرب، أى قلبه منشغل بالرب ويقوم بخدمته قبل أن يخدم الملك. ويضاف إلى هذا عددٌ آخرٌ من الجنود، وضعهم يهوشافاط فى مدن يهوذا المختلفة لحراستها.
? ما أجمل أن تكون نشيطاً، تعمل أعمالك بحماس ولا تتكاسل، فتنال بركات من الله وتشعر بالسعادة وتنجح، بل ويعطيك الله مهابة ونعمة فى أعين من حولك.
نستطيع أن نلخص صفات يهوشافاط المذكورة فى هذا الإصحاح فيما يلى :
- حكيماً : فى تحصين مملكته، وخاصة المدن الشمالية، المواجهة لمملكة إسرائيل؛ حتى لا يتسرب الفكر الدينى المنحرف فى عبادة الأوثان من إسرائيل إلى مملكته يهوذا (ع1، 2).
- حافظاً وصايا الرب وعبادته : فرفض عبادة الأوثان وعبد الرب، مثل داود وحفظ وصايا الله (ع3، 4).
- مكرماً : أعطاه الله استقراراً فى مملكته وخضوع شعبه له (ع5).
- معلماً للشريعة : أرسل الرؤساء والكهنة واللاويين؛ ليعلموا الشعب الشريعة، فيثبتوا فى عبادة الله (ع7-9).
- عظيماً بين الأمم : فخافته الأمم ولم يحاربوه، بل قدموا له هدايا؛ ليسترضوه
(ع10، 11). - نشيطاً : بنى حصوناً ومدناً للمخازن وكان له أعمالاً كثيرة؛ لتعظيم أورشليم عاصمة مملكته (ع12، 13).
- قوياً : فكان له جيش كبير فى أورشليم وكل مدن يهوذا.
ملحوظة : أنظر حياة يهوشافاط فى نهاية هذا الكتاب.
