تحالف يهوشافاط مع آخاب لاسترداد راموت جلعاد
(1) اتفاق يهوشافاط وآخاب (ع1، 2):
1- و كان ليهوشافاط غنى و كرامة بكثرة و صاهر اخاب. 2- و نزل بعد سنين الى اخاب الى السامرة فذبح اخاب غنما و بقرا بكثرة له و للشعب الذي معه و اغواه ان يصعد الى راموت جلعاد.
ع1: استمرت بركة الله ليهوشافاط، فصار غنياً جداً، ولكنه فكر فى الاعتماد على قوى العالم، فصاهر آخاب ملك إسرائيل، أى زوَّج ابنه يهورام من عثليا بنت آخاب. وهذا كان خطأ كبيراً، إذ هو خيانة لله، الذى عظمه جداً، وبالتالى لم يكن هناك داعٍ للارتباط بملك شرير يعبد الأوثان؛ لأن آخاب كان أشر ملوك إسرائيل. وهذا الخطأ عرَّض يهوشافاط للموت ولكن الله أنقذه من أجل صلاحه، الذى سبق ذكره فى الأصحاح الماضى ولكنه أفسد مملكته؛ لأن بنت آخاب أدخلت عبادة الأوثان إلى مملكة يهوذا وكانت امرأة شريرة وتملكت على يهوذا، ثم قُتلت. وهكذا نرى أن غنى يهوشافاط جعله يتعلق بالمال والعظمة، فأهمل شريعة الله وارتبط بعبدة الأوثان.
ولعل يهوشافاط فكر بمصاهرته لآخاب أن يصل إلى اتحاد المملكتين، ولكن خطأه أنه لم يستشر الله فى هذا الأمر، فلم يصل إلى الاتحاد، بل إفساد مملكة يهوذا أيضاً.
? اشكر الله دائماً على عطاياه التى وهبها لك؛ لأن كل ما عندك من إمكانيات هى هبة الله، يمكن أن يسحبها منك إن أهملت وصاياه، فكما تخليت عنه، يمكن أن يتخلى عنك؛ لعلك تتوب ولا تفقد أبديتك. فلماذا تعرض نفسك للضيقات ؟ كن مدققاً، متمسكاً بوصايا الله فى كنيسته طوال حياتك.
ع2: أورشليم كانت مبنية على تلال؛ لذا يقول نزل يهوشافاط وسافر إلى السامرة عاصمة مملكة إسرائيل، وكان ذلك بعد تملكه بسنوات، وصل أثناءها إلى عظمة كبيرة. فاعتبر آخاب هذه الزيارة عظيمة جداً، فذبح ليهوشافاط ذبائح كثيرة، وصنع له ولكل من معه وليمة كبيرة. وقد استغل آخاب هذه الفرصة وطلب من يهوشافاط أن يتحالف معه فى محاربة الآراميين لاسترداد مدينة راموت جلعاد، التى تقع شرق نهر الأردن فى سبط جاد، وكان قد استولى عليها الآراميون. لعل آخاب أغوى يهوشافاط بأن هذا التحالف بين المملكتين يفيدهما ضد الأمم المحيطة، فوافق يهوشافاط.
(2) محاربة الآراميين ومقتل آخاب (ع3-34):
3- و قال اخاب ملك اسرائيل ليهوشافاط ملك يهوذا اتذهب معي الى راموت جلعاد و قال له مثلي مثلك و شعبي كشعبك و معك في القتال. 4- ثم قال يهوشافاط لملك اسرائيل اسال اليوم عن كلام الرب. 5- فجمع ملك اسرائيل الانبياء اربع مئة رجل و قال لهم انذهب الى راموت جلعاد للقتال ام امتنع فقالوا اصعد فيدفعها الله ليد الملك. 6- فقال يهوشافاط اليس هنا ايضا نبي للرب فنسال منه. 7- فقال ملك اسرائيل ليهوشافاط بعد رجل واحد لسؤال الرب به و لكنني ابغضه لانه لا يتنبا علي خيرا بل شرا كل ايامه و هو ميخا بن يملة فقال يهوشافاط لا يقل الملك هكذا. 8- فدعا ملك اسرائيل خصيا و قال اسرع بميخا بن يملة. 9- و كان ملك اسرائيل و يهوشافاط ملك يهوذا جالسين كل واحد على كرسيه لابسين ثيابهما و جالسين في ساحة عند مدخل باب السامرة و جميع الانبياء يتنباون امامهما. 10- و عمل صدقيا بن كنعنة لنفسه قرون حديد و قال هكذا قال الرب بهذه تنطح الاراميين حتى يفنوا. 11- و تنبا جميع الانبياء هكذا قائلين اصعد الى راموت جلعاد و افلح فيدفعها الرب ليد الملك. 12- و اما الرسول الذي ذهب ليدعو ميخا فكلمه قائلا هوذا كلام جميع الانبياء بفم واحد خير للملك فليكن كلامك كواحد منهم و تكلم بخير. 13- فقال ميخا حي هو الرب ان ما يقوله الهي فبه اتكلم. 14- و لما جاء الى الملك قال له الملك يا ميخا انذهب الى راموت جلعاد للقتال ام امتنع فقال اصعدوا و افلحوا فيدفعوا ليدكم. 15- فقال له الملك كم مرة استحلفك ان لا تقول لي الا الحق باسم الرب. 16- فقال رايت كل اسرائيل مشتتين على الجبال كخراف لا راعي لها فقال الرب ليس لهؤلاء اصحاب فليرجعوا كل واحد الى بيته بسلام. 17- فقال ملك اسرائيل ليهوشافاط اما قلت لك انه لا يتنبا علي خيرا بل شرا. 18- و قال فاسمع اذا كلام الرب قد رايت الرب جالسا على كرسيه و كل جند السماء وقوف عن يمينه و عن يساره. 19- فقال الرب من يغوي اخاب ملك اسرائيل فيصعد و يسقط في راموت جلعاد فقال هذا هكذا و قال ذاك هكذا. 20- ثم خرج الروح و وقف امام الرب و قال انا اغويه فقال له الرب بماذا. 21- فقال اخرج واكون لروح كذب في افواه جميع انبيائه فقال انك تغويه و تقتدر فاخرج و افعل هكذا. 22- و الان هوذا قد جعل الرب روح كذب في افواه انبيائك هؤلاء و الرب تكلم عليك بشر. 23- فتقدم صدقيا بن كنعنة و ضرب ميخا على الفك و قال من اي طريق عبر روح الرب مني ليكلمك.
24- فقال ميخا انك سترى في ذلك اليوم الذي تدخل فيه من مخدع الى مخدع لتختبئ. 25- فقال ملك اسرائيل خذوا ميخا و ردوه الى امون رئيس المدينة و الى يواش ابن الملك. 26- و قولوا هكذا يقول الملك ضعوا هذا في السجن و اطعموه خبز الضيق و ماء الضيق حتى ارجع بسلام. 27- فقال ميخا ان رجعت رجوعا بسلام فلم يتكلم الرب بي و قال اسمعوا ايها الشعوب اجمعون. 28- فصعد ملك اسرائيل و يهوشافاط ملك يهوذا الى راموت جلعاد. 29- و قال ملك اسرائيل ليهوشافاط اني اتنكر و ادخل الحرب و اما انت فالبس ثيابك فتنكر ملك اسرائيل و دخلا الحرب. 30- و امر ملك ارام رؤساء المركبات التي له قائلا لا تحاربوا صغيرا و لا كبيرا الا ملك اسرائيل وحده. 31- فلما راى رؤساء المركبات يهوشافاط قالوا انه ملك اسرائيل فحاوطوه للقتال فصرخ يهوشافاط و ساعده الرب و حولهم الله عنه. 32- فلما راى رؤساء المركبات انه ليس ملك اسرائيل رجعوا عنه.
33- و ان رجلا نزع في قوسه غير متعمد و ضرب ملك اسرائيل بين اوصال الدرع فقال لمدير المركبة رد يدك و اخرجني من الجيش لاني قد جرحت. 34- و اشتد القتال في ذلك اليوم و اوقف ملك اسرائيل في المركبة مقابل ارام الى المساء و مات عند غروب الشمس
ذكرت هذه الآيات وشرحت فى (1مل22: 4-36) وهى تشمل الاستعداد للحرب، ومشورة الأنبياء الكذبة، ونبوة ميخا بن يملة بالهزيمة، وغضب آخاب عليه وسجنه إياه، وإصرار آخاب على الحرب وتعرض يهوشافاط للموت وإنقاذ الله له لصلاحه، ثم مقتل آخاب فى الحرب.
? كن مطيعاً لوصايا الله، حتى لو عارضها من حولك، فيا ليت يهوشافاط كان قد أطاع ميخا ورفض التحالف فى الحرب مع آخاب. إن اعتذارك للآخرين عن مشاركتهم أخطائهم، ينجيك من غضب الله ومن مشاكل كثيرة.