سليمان وحورام
(1) الإعداد لبناء بيت الرب وبيت الملك (ع1، 2):
1- و امر سليمان ببناء بيت لاسم الرب و بيت لملكه. 2- و احصى سليمان سبعين الف رجل حمال و ثمانين الف رجل نحات في الجبل و وكلاء عليهم ثلاثة الاف و ست مئة.
بدأ سليمان بالإعداد لبناء بيت الرب وبيته، فهيأ العمال الذين يحتاجهم لقطع الأحجار ولحملها من الجبل إلى مكان البناء والمشرفين عليهم. ويلاحظ أن عدد المشرفين هنا أكثر بثلثمائة من المذكور فى (1مل5: 15، 16) وذلك لأنه يضيف هنا الرؤساء الاحتياطيين المشرفين عليهم.
? الإعداد لأى مشروع تقوم به مهم جداً ويؤدى إلى نجاحه كذلك الإعداد للصلاة بقراءة الكتاب المقدس، أو السجود، أو طلب معونة الله يهيئ قلبك للاستفادة من الصلاة، فكن حريصاً على إعداد نفسك لكل ممارسة روحية.
(2) طلب سليمان معاونة حورام (ع3-10):
3- و ارسل سليمان الى حورام ملك صور قائلا كما فعلت مع داود ابي اذ ارسلت له ارزا ليبني له بيتا يسكن فيه. 4- فهانذا ابني بيتا لاسم الرب الهي لاقدسه له لاوقد امامه بخورا عطرا ولخبز الوجوه الدائم و للمحرقات صباحا و مساء و للسبوت و الاهلة و مواسم الرب الهنا هذا على اسرائيل الى الابد. 5- و البيت الذي انا بانيه عظيم لان الهنا اعظم من جميع الالهة. 6- و من يستطيع ان يبني له بيتا لان السماوات و سماء السماوات لا تسعه و من انا حتى ابني له بيتا الا للايقاد امامه. 7- فالان ارسل لي رجلا حكيما في صناعة الذهب و الفضة و النحاس و الحديد و الارجوان والقرمز و الاسمانجوني ماهرا في النقش مع الحكماء الذين عندي في يهوذا و في اورشليم الذين اعدهم داود ابي. 8- و ارسل لي خشب ارز و سرو و صندل من لبنان لاني اعلم ان عبيدك ماهرون في قطع خشب لبنان و هوذا عبيدي مع عبيدك. 9- و ليعدوا لي خشبا بكثرة لان البيت الذي ابنيه عظيم وعجيب. 10- و هانذا اعطي للقطاعين القاطعين الخشب عشرين الف كر من الحنطة طعاما لعبيدك و عشرين الف كر شعير و عشرين الف بث خمر و عشرين الف بث زيت.
هذا الجزء سبق ذكره فى (1مل5: 1-6، 11) وفيها يظهر اشتراك الأمم فى بناء بيت الرب، كما تنبأ أشعياء وقال “حينئذ تنظرين وتنيرين ويخفق قلبك ويتسع لأنه تتحول إليك ثروة البحر ويأتى إليك غنى الأمم” (أش60: 5). وحورام المذكور هنا، هو حيرام المذكور فى سفر الملوك الأول، وهو ملك صيدون، التى على البحر الأبيض المتوسط.
الجزء المذكور هنا فى (ع4-6) لم يذكر فى سفر الملوك وهو يتكلم عن التقدمات التى تقدم فى بيت الرب، الذى سيبنيه سليمان. ويظهر مدى إيمان سليمان وتعظيمه لله فوق كل الآلهة الوثنية واعترافه بأن الله غير محدود، فلا يمكن تحديده فى بيت، مثل تماثيل الآلهة الوثنية.
يذكر هنا سليمان تفاصيل ما سيعطيه لرجال حورام، فيذكر أمرين جديدين لم يذكرا فى سفر الملوك وهما الشعير والخمر.
وطلب سليمان عمال بارعين فى سبك المعادن وتقطيع الأخشاب تؤيده الآثار التى تثبت أن اليهود لم يكونوا بارعين فى هذه الأعمال.
? إن إلهك أعظم من جميع الآلهة فلا تنزعج من تقلبات العالم، اطلبه فى كل مكان، فهو موجود ويسمعك ويستطيع أن يحفظك حيثما تذهب ويرشدك إلى كل الخير.
(3) استجابة حورام (ع11-18):
11- فقال حورام ملك صور بكتابة ارسلها الى سليمان لان الرب قد احب شعبه جعلك عليهم ملكا. 12- و قال حورام مبارك الرب اله اسرائيل الذي صنع السماء و الارض الذي اعطى داود الملك ابنا حكيما صاحب معرفة و فهم الذي يبني بيتا للرب و بيتا لملكه. 13- و الان ارسلت رجلا حكيما صاحب فهم حورام ابي. 14- ابن امراة من بنات دان و ابوه رجل صوري ماهر في صناعة الذهب و الفضة و النحاس و الحديد و الحجارة و الخشب و الارجوان و الاسمانجوني و الكتان و القرمز و نقش كل نوع من النقش و اختراع كل اختراع يلقى عليه مع حكمائك و حكماء سيدي داود ابيك. 15- و الان الحنطة و الشعير و الزيت و الخمر التي ذكرها سيدي فليرسلها لعبيده.
16- و نحن نقطع خشبا من لبنان حسب كل احتياجك و ناتي به اليك ارماثا على البحر الى يافا وانت تصعده الى اورشليم. 17- و عد سليمان جميع الرجال الاجنبيين الذين في ارض اسرائيل بعد العد الذين عدهم اياه داود ابوه فوجدوا مئة و ثلاثة و خمسين الفا و ست مئة. 18- فجعل منهم سبعين الف حمال و ثمانين الف قطاع على الجبل و ثلاثة الاف و ست مئة وكلاء لتشغيل الشعب
ذكر هذا الجزء فى (1مل5: 7-12) ولكن يلاحظ بعض الاختلافات فيما يلى :
- يذكر هنا إسم رئيس الصناع الفنان فى سبك المعادن وكل الحرف والذى يدعى حورام أبى، ولقب أبى المقصود به التوقير والاحترام، فهو يعتبر أب للصناع وفى الإنجليزية يترجم “my master” بمعنى سيدى، أو أستاذى، أى أن الملك حورام يعتبر حورام هذا ذو مكانة كبيرة فى مملكته، إذ هو أب فى حرفته. وهذا الرجل أمه يهودية وأبوه صيدونى.
- العمال الأجانب الذين عدَّهم سليمان لأعمال بناء بيت الرب هم الكنعانيون الذين سكنوا بجوار اليهود. ذكر عددهم هنا وهو 153600 وهو يزيد بمقدار 300 عما ذكر فى سفر الملوك (1مل5: 15، 16) والسبب كما قلنا فى (ع2) هو إضافة عدد الرؤساء الاحتياطيين المشرفين عليهم.
? الله يسخر كل الطاقات لمجد اسمه القدوس، فاطمئن، أن إلهك هو ضابط الكل، الذى يحرك كل الأشياء لخيرك؛ لتمجيد إسمه القدوس.