انتصار يهوشافاط على موآب وبنى عمون
(1) موآب وبنو عمون يحاولون محاربة يهوشافاط (ع1، 2):
1- ثم بعد ذلك اتى بنو مواب و بنو عمون و معهم العمونيون على يهوشافاط للمحاربة.
2- فجاء اناس و اخبروا يهوشافاط قائلين قد جاء عليك جمهور كثير من عبر البحر من ارام و ها هم في حصون تامار هي عين جدي.
ع1: موآب : هم نسل لوط من ابنته الكبرى، وسكنوا شرق البحر الميت وكانوا فى عداء معظم أيامهم مع شعب الله.
بنو عمون : هم نسل لوط من ابنته الصغرى وسكنوا شمال موآب، شرق نهر الأردن وكانوا فى عداء معظم أيامهم مع شعب الله.
المعونيون : غالباً المقصود العمونيون، كما فى الترجمة اليسوعية، وهم بعض قبائل الأدوميين، الذين سكنوا جبل ساعير، وهم نسل عيسو (آدوم)، وسكنوا جنوب مملكة يهوذا.
بعد إصلاحات يهوشافاط ورجوعه بكل قلبه إلى الله وإصلاحاته، أثار الشيطان عليه الأمم المحيطة وسمح الله بهذا؛ ليتمجد فيه، فقام عليه الموآبيون وبنى عمون، الساكنين شرق بلاد اليهود وكذلك الأدوميين، الساكنين جنوب بلادهم، أى اتحدوا جميعاً لمحاربة مملكة يهوذا. ولم تُذكر أسباب لهجوم الأعداء، ولعل السبب هو طمعهم فى غنى مملكة يهوذا.
ع2: حصون ثامار : الإسم القديم لعين جدى، التى تقع فى مملكة يهوذا، غرب البحر الميت وبالقرب منه.
أخبر حرس يهوشافاط بتحركات عسكرية للموآبيين وبنى عمون وآدوم، وأنهم اجتمعوا فى عين جدى، أى جنوب مملكة يهوذا، وهذا معناه تحرك جيوش موآب وبنى عمون إلى جنوب مملكة يهوذا؛ ليتحدوا بجيوش الآدوميين ويجتمعوا للحرب هناك.
وكلمة آرام، المذكورة هنا، المقصود بها آدوم، كما فى الترجمة اليسوعية.
? لا تنزعج من مؤامرات الأشرار، فالله لا يسمح لهم بالإساءة إليك، إلا بالمقدار الذى تتحمله، ويعطيك القدرة للانتصار عليهم، فيتمجد فيك وتثبت فى إيمانك.
(2) صلاة يهوشافاط (ع3-13):
3- فخاف يهوشافاط و جعل وجهه ليطلب الرب و نادى بصوم في كل يهوذا. 4- و اجتمع يهوذا ليسالوا الرب جاءوا ايضا من كل مدن يهوذا ليسالوا الرب. 5- فوقف يهوشافاط في جماعة يهوذا و اورشليم في بيت الرب امام الدار الجديدة. 6- و قال يا رب اله ابائنا اما انت هو الله في السماء و انت المتسلط على جميع ممالك الامم و بيدك قوة و جبروت و ليس من يقف معك.
7- الست انت الهنا الذي طردت سكان هذه الارض من امام شعبك اسرائيل و اعطيتها لنسل ابراهيم خليلك الى الابد. 8- فسكنوا فيها و بنو لك فيها مقدسا لاسمك قائلين. 9- اذا جاء علينا شر سيف قضاء او وبا او جوع و وقفنا امام هذا البيت و امامك لان اسمك في هذا البيت و صرخنا اليك من ضيقنا فانك تسمع و تخلص. 10- و الان هوذا بنو عمون و مواب و جبل ساعير الذين لم تدع اسرائيل يدخلون اليهم حين جاءوا من ارض مصر بل مالوا عنهم و لم يهلكوهم. 11- فهوذا هم يكافئوننا بمجيئهم لطردنا من ملكك الذي ملكتنا اياه. 12- يا الهنا اما تقضي عليهم لانه ليس فينا قوة امام هذا الجمهور الكثير الاتي علينا و نحن لا نعلم ماذا نعمل و لكن نحوك اعيننا.
13- و كان كل يهوذا واقفين امام الرب مع اطفالهم و نسائهم و بنيهم.
ع3: عندما علم يهوشافاط باستعداد أعدائه لمحاربته، لم ينزعج واتجه إلى الله؛ كما علمه ياهو بن حنانى، فلم يحاول الالتجاء للبشر، ليتحالف معهم (ص19: 2)، فقد خاف الله؛ لذا لم يخف من البشر، إذ شعر أن قوة الله فوق كل قوة واتجه إليه بالصلاة.
قرن يهوشافاط صلاته بالصوم، فنادى بصوم جماعى لكل مملكة يهوذا ورفع صلاة عن شعبه أمام الله، لأن الملك هنا يمثل الشعب كله.
? إن كلام الله واضح؛ أن جنس الشيطان لا يقوى على الصلاة والصوم. لذا فى كل ضيقاتك، التجئ إلى الصلاة والصوم؛ لتعلن تجردك أمام الله وحاجتك إليه وحده؛ فتجد معونة تفوق كل تخيل، تساندك من الله.
ع4: عندما علم الشعب من مملكة يهوذا بالصوم الجماعى والصلاة، حضروا إلى أورشليم، إلى هيكل الله، ليرفعوا صلاة وصوم أمامه،واثقين من وعوده، التى أعلنها، أنه أمام أى هجـوم للأعداء، إذا رفعوا قلوبهم للصلاة أمامه، فإنه حتماً سيتدخل وينقذهم (تث20: 4،
1مل8: 44، 45).
ع5: اجتمع شعب مملكة يهوذا فى دار جديدة أُنشئت بالهيكل، لعل آسا أبا يهوشافاط هو الذى أعدها، أو جددها (ص15: 8)، وقد تكون هى الدار العظمى، أى الكبيرة، التى فى الهيكل، ووقف يهوشافاط أمامهم؛ ليصلى نائباً عنهم أمام الله؛ حتى ينقذهم من أعدائهم.
ع6: بدأ يهوشافاط صلاته بتمجيد الله، الذى له السلطان على السماء والأرض، وكل الممالك تخضع له، لأن له القوة الكاملة ولا يستطع أحد أن يقاومه.
ع7: خليل : صديق.
يُذكِّر يهوشافاط الله، بأنه قد طرد الأمم الوثنية من أرض كنعان، ووهب أرضهم لشعبه، نسل صديقه إبراهيم، فهو يُذكر الله برعايته ومحبته لشعبه، ويذكره أيضاً بحبيبه ابراهيم؛ ليتشفع به، ليرحمهم الله وينقذهم من أعدائهم.
ويقول لله أن عهوده ثابتة إلى الأبد “أعطيتها … إلى الأبد”، لذا يترجاه أن يتدخل؛ ليصد عنهم الأعداء.
ع8، 9: يُذكِّر الله، بأن شعبه قد بنى هيكلاً له فى أرض كنعان، وأنه قد وعد سليمان
– عندما بنى هذا الهيكل – بأنه إذا حل بهم سيف قضاء، أى هجوم من الأعداء، أو أية ضيقة، مثل الجوع والوبأ، فإنه سيتدخل سريعاً وينقذ شعبه.
ع10، 11: أرض ساعير : أى الآدوميين.
أعلن يهوشافاط لله خطورة هجوم جيش كبير من تحالف موآب وبنى عمون وآدوم والذين أوصى الله شعبه – عند دخوله لتملك أرض كنعان – ألا يهاجموهم، بل يدورون حول بلادهم؛ لأنهم أبناء عمومتهم (تث2: 5-7). ولكن للأسف لم يحفظ هؤلاء الأعداء جميل شعب الله معهم وهجموا عليهم ليطردوهم من ملكهم؛ لذا يطالب يهوشافاط الله أن ينقذهم من هؤلاء الأشرار المعتدين. وأن هذه الأرض، أرض كنعان، قد وهبها الله لشعبه، فمحاولة الموآبيين ومن معهم طرد شعب الله منها هو تحدى ومقاومة لله، واهب الأرض، وبالتالى يلزم تدخل الله؛ لإنقاذ شعبه وتثبيتهم فى أرضهم.
ع12: حدد يهوشافاط طلبته من الله وهى التدخل؛ لينقذ شعبه من أعدائهم، وأعلن لله ما يلى :
أ – ضعف شعبه أمام قوة الأعداء، أى احتياج شعبه الشديد لله، وواضح من هذا عدم اتكال يهوشافاط على جنوده الكثيرة، التى تجاوزت المليون (ص17: 14-18)، بل اعتماده على الله فقط، ولم نسمع أن يهوشافاط اهتم بتجهيز جيوشه، ولكنه اهتم بالصلاة؛ لينال معونة الله.
ب – اعلن أن رجاء شعبه الوحيد هو الله؛ إذ قال فى اتضاع أن أعيننا نحوك، أى لتنقذنا.
ع13: كان كل الشعب، رجالاً ونساءً وأطفالاً فى مملكة يهوذا، مجتمعون فى أورشليم، يسمعون كلمات صلاة يهوشافاط وقلوبهم متعلقة بالله، ومن أجل هذا الاتضاع والالتجاء لله، يتدخل الرب وينقذ شعبه ويستجيب لصلواتهم.
(3) نبوة يحزئيل (ع14-19):
14- و ان يحزيئيل بن زكريا بن بنايا بن يعيئيل بن متنيا اللاوي من بني اساف كان عليه روح الرب في وسط الجماعة. 15- فقال اصغوا يا جميع يهوذا و سكان اورشليم و ايها الملك يهوشافاط هكذا قال الرب لكم لا تخافوا و لا ترتاعوا بسبب هذا الجمهور الكثير لان الحرب ليست لكم بل لله. 16- غدا انزلوا عليهم هوذا هم صاعدون في عقبة صيص فتجدوهم في اقصى الوادي امام برية يروئيل. 17- ليس عليكم ان تحاربوا في هذه قفوا اثبتوا و انظروا خلاص الرب معكم يا يهوذا واورشليم لا تخافوا و لا ترتاعوا غدا اخرجوا للقائهم و الرب معكم. 18- فخر يهوشافاط لوجهه على الارض و كل يهوذا و سكان اورشليم سقطوا امام الرب سجودا للرب. 19- فقام اللاويون من بني القهاتيين و من بني القورحيين ليسبحوا الرب اله اسرائيل بصوت عظيم جدا.
ع14، 15: استجاب الله سريعاً لصلاة يهوشوفاط، فحل روح الله على أحد اللاويين وهو يحزئيل، فدعا الشعب والملك ووقف فى وسطهم وطلب منهم أن ينصتوا لكلام الله، الذى سينطق به، وبشرهم بأن الله سيقود الحرب، فلا يخافوا من الأعداء لكثرتهم، فلن يحاربوهم، بل الله هو الذى سيحاربهم.
ع16: عقبة صيص : برية تمتد من غرب البحر الميت إلى جبال يهوذا.
برية يروئيل : صحراء بجوار عقبة صيص.
أمرهم الله – على فم يحزئيل – أن يتقدم جيشهم فى اليوم التالى إلى عقبة صيص، فيجدوا الأعداء صاعدين إليهم فى أقصى هذه البرية. وهكذا يُظهر شعب الله أنه شجاع ونازل لمواجهة الأعداء، مع أن الحقيقة أن الله هو الذى سيحارب عنهم، فشجاعتهم مستمدة من إيمانهم بالله، الذى استجاب بسرعة لصلاتهم وصومهم، فأمرهم بمواجهة الأعداء فى اليوم التالى.
ع17: طمأنهم الرب – على فم يحزئيل – بأنهم لن يحاربوا، بل يقفوا فى ثبات وشجاعة؛ لينظروا الرب الذى يحارب عنهم ولا يخافوا من الأعداء؛ لأن الله معهم. وواضح أنهم لن يأخذوا أسلحة، بل هم مشاهدين فقط لعمل الله ونصرته، التى ستتم. وقد أخذوا معهم فقط مغنين لتسبيح الله؛ لإيمانهم بحتمية تنفيذ كلام الله.
وهكذا نرى أن من يخاف الله ويلتجئ إليه بالصلاة والصوم لا يخاف ولا ينزعج من أى عدو؛ لأن مخافة الله تطرد الخوف من الناس والعكس صحيح، فمن لا يخاف الله يرتعد من الناس.
? إذا خفت من أى مشاكل تمر بك التجئ سريعاً إلى الله وثق أنه قادر أن يطمئنك ويدافع عنك، فلا تنزعج من تهديدات، أو قوة من يحاول الإساءة إليك. آمن فتخلص.
ع18: فرح يهوشافاط وكل الشعب بعظمة البشرى، فسجدوا جميعاً أمام الرب، شاكرين محبته ورعايته، معلنين خضوعهم وطاعتهم لكل ما قاله وإيمانهم بقوته، القادرة أن تسحق الأعداء، دون أن يتحركوا، أو يعملوا شيئاً، ولعلهم تذكروا كلام الله مع شعبه، أيام موسى، قبل عبورهم البحر الأحمر (خر14: 13).
ع19: عبَّر الشعب عن فرحته وشكره، بقيام اللاويين، من بنى قهات وبنى قورح، بتسبيح الله وشكره وتمجيده.
(4) الانتصار على موآب وبنى عمون وآدوم (ع20-24):
20- و بكروا صباحا و خرجوا الى برية تقوع و عند خروجهم وقف يهوشافاط و قال اسمعوا يا يهوذا و سكان اورشليم امنوا بالرب الهكم فتامنوا امنوا بانبيائه فتفلحوا. 21- و لما استشار الشعب اقام مغنين للرب و مسبحين في زينة مقدسة عند خروجهم امام المتجردين و قائلين احمدوا الرب لان الى الابد رحمته. 22- و لما ابتداوا في الغناء و التسبيح جعل الرب اكمنة على بني عمون ومواب و جبل ساعير الاتين على يهوذا فانكسروا. 23- و قام بنو عمون و مواب على سكان جبل ساعير ليحرموهم و يهلكوهم و لما فرغوا من سكان ساعير ساعد بعضهم على اهلاك بعض.
24- و لما جاء يهوذا الى المرقب في البرية تطلعوا نحو الجمهور و اذا هم جثث ساقطة على الارض و لم ينفلت احد.
ع20: برية تقوع : تقع جنوب شرق أورشليم على بعد حوالى 10 كم.
أطاع الشعب وأسرع باكر اليوم التالى وخرجوا للقاء الأعداء، عند برية تقوع، ومعهم ملكهم يهوشافاط، الذى وقف بينهم، لا ليعدهم للمحاربة، مثل أى ملك، أو قائد جيش عند مواجهة الأعداء، بل ليعظهم ويثبتهم فى الإيمان بالله، فبه ينالون الطمأنينة والنجاح والانتصار فى الحرب، دون أى مجهود. وأكد عليهم ضرورة الإيمان بكل ما قاله نبى الله يحزئيل.
ع21: العجيب فى هذه الحرب أن يتقدم جيش الله، ليس الجنود ذوى الخبرة والمهارة الحربية، بل مجموعة من المغنين، يسبحون الله من أجل مراحمه الكثيرة، كما نسبحه اليوم، فى الهوس الثانى، فى تسبحة الكنيسة.
وقد استشار يهوشافاط رؤساء الشعب؛ لتشجيع الجيش، فى أن يتقدم الجيش مجموعة من المغنيين؛ حتى يقودوا الشعب فى شكر الله، فيثبتوا إيمانهم.
ع22: أكمنة : جمع كمين، وهى مجموعة من الجنود، مختبئة، تفاجئ الجيش بالهجوم عليه.
عندما بدأ تسبيح شعب الله وتثبت إيمانه، تدخل الله بطريقة معجزية، فتحركت أكمنة من الجنود على جيوش الأعداء وهذه الأكمنة لا ندرى أفرادها، فقد يكونوا من الملائكة، أو أن الأعداء اختلفوا معاً، فقامت أكمنة منهم على بعضهم البعض، أى انقسموا فهاجموا وأفنوا بعضهم البعض.
والله لم يذكر نوع الأكمنة لنا هنا؛ ليؤكد على أهمية الإيمان؛ حتى لو لم نعرف ماذا سيفعل الله بالتحديد.
? آمن بالله مهما كان الحل مستحيلاً والأمور معقدة؛ لأنه قادر أن يخلصك بأمور لا تخطر على بالك، اتكل عليه واطلبه واتركه يعمل ما يراه.
ع23: يحرموهم : يقتلونهم.
يخبرنا هنا بأن جيوش الأعداء قامت على بعضها، فحارب الموآبيون والعمونيون الآدوميين وأهلكوهم، ثم حارب الموآبيون وبنو عمون بعضهم البعض، فهلكوا جميعاً.
ع24: المرقب : المكان الذى يراقبون منه الأعداء عن بعد.
تقدم شعب الله نحو الوادى، الذى اجتمع فيه الأعداء، فوجدهم جميعاً جثثاً ملقاة على الأرض، أى هلكوا جميعاً.
(5) نهب الغنائم وتسبيح الله (ع25-30):
25- فاتى يهوشافاط و شعبه لنهب اموالهم فوجدوا بينهم اموالا و جثثا و امتعة ثمينة بكثرة فاخذوها لانفسهم حتى لم يقدروا ان يحملوها و كانوا ثلاثة ايام ينهبون الغنيمة لانها كانت كثيرة.
26- و في اليوم الرابع اجتمعوا في وادي بركة لانهم هناك باركوا الرب لذلك دعوا اسم ذلك المكان وادي بركة الى اليوم. 27- ثم ارتد كل رجال يهوذا و اورشليم و يهوشافاط براسهم ليرجعوا الى اورشليم بفرح لان الرب فرحهم على اعدائهم. 28- و دخلوا اورشليم بالرباب و العيدان والابواق الى بيت الرب. 29- و كانت هيبة الله على كل ممالك الاراضي حين سمعوا ان الرب حارب اعداء اسرائيل. 30- و استراحت مملكة يهوشافاط و اراحه الهه من كل جهة.
ع25: تقدم يهوشافاط الملك ومعه جيشه نحو الجثث الملقاة فى الوادى، فوجدوا غنائم كثيرة من الأموال والأمتعة الثمينة، استمروا يجمعونها لمدة ثلاثة أيام.
ع26: بعد أن جمع الشعب الغنائم، اجتمعوا فى وادى على بعد ثلاثة عشر كيلو متراً جنوب بيت لحم، ووقفوا يسبحون الله ويباركونه، فدعوا اسم هذا الوادى وادى بركة؛ لأنهم باركوا الله فيه.
ع27: بعد هذا، عاد يهوشافاط وجيشه بفرح عظيم إلى أورشليم؛ لأن الله نصرهم على أعدائهم بقوته الإلهية، دون أن يحاربوهم وأخذوا منهم غنائم كثيرة.
ع28: وأسرعوا عند دخولهم إلى أورشليم، إلى هيكل الله، وكان يقود الموكب المغنون المسبحون الله بالآلات الموسيقية، مثل الرباب والعيدان والأبواق.
? اهتم يهوشافاط، ليس بتسبيح الله قبل المعركة فقط، بل بعد انتصار الله عليهم وإهلاكهم بعضهم لبعض، فشكر الله وتسبيحه أقل شئ نقدمه له، بعد رعايته وحمايته لنا. تعود الشكر فى صلواتك كل يوم، فتشكره على كل ما يعمله معك، سواء الأمور الكبيرة، أو الصغيرة.
ع29، 30: بعد هلاك الجيوش المتحالفة ضد شعب الله، سمعت الأمم، فخافوا الله وشعبه. ولم يحاول أحدهم محاربة شعب الله بعد هذا، فعاشت مملكة يهوذا فى أمان وراحة أيام يهوشافاط، من أجل إيمانهم وتقواهم.
(6) ملخص حياة يهوشافاط (ع31-37):
31- و ملك يهوشافاط على يهوذا كان ابن خمس و ثلاثين سنة حين ملك و ملك خمس وعشرين سنة في اورشليم و اسم امه عزوبة بنت شلحي. 32- و سار في طريق ابيه اسا و لم يحد عنها اذ عمل المستقيم في عيني الرب. 33- الا ان المرتفعات لم تنتزع بل كان الشعب لم يعدوا بعد قلوبهم لاله ابائهم. 34- و بقية امور يهوشافاط الاولى و الاخيرة ها هي مكتوبة في اخبار ياهو بن حناني المذكور في سفر ملوك اسرائيل. 35- ثم بعد ذلك اتحد يهوشافاط ملك يهوذا مع اخزيا ملك اسرائيل الذي اساء في عمله. 36- فاتحد معه في عمل سفن تسير الى ترشيش فعملا السفن في عصيون جابر. 37- و تنبا اليعزر بن دوداواهو من مريشة على يهوشافاط قائلا لانك اتحدت مع اخزيا قد اقتحم الرب اعمالك فتكسرت السفن و لم تستطيع السير الى ترشيش
ع31-33: ذكرت هذه الآيات وشرحت فى (1مل22: 42-43) ويوضح فيها أن يهوشافاط سار مع الب، مثل آسا أبيه ويضيف هنا، أن الشعب، رغم إيمانه وتقواه، لم يكن كاملاً فى قلبه مع الله، إذ كان مازال يقدم عبادة لله على المرتفعات وليس فى هيكله بأورشليم. وهناك احتمال، أن يكونوا قد قدموا عبادة للأوثان على هذه المرتفعات، بدليل أن يهوشافاط اتحد بعد ذلك مع أخزيا الشرير، ملك إسرائيل، فى التجارة.
ع34: ذكرت هذه الآية وشرحت فى (1مل22: 45) ونرى فيها، أن أخبار يهوشافاط كتبها ياهو بن حنانى، فى كتاب هو سفر أخبار ملوك يهوذا، وهو غير سفر أخبار الأيام الموجود بالكتاب المقدس. ومن هذا نفهم أن ياهو لم يكن نبياً فقط، بل مؤرخاً أيضاً.
ع35-37: ذكرت هذه الحادثة فى (1مل22: 48) وتذكر هنا بالتفصيل، كما يلى :
- أنه بعد انتصار الله على أعداء شعبه، أخطأ يهوشافاط بذهابه واتحاده بملك شرير، هو أخزيا ملك إسرائيل. وكان الاتحاد ليس فى الحرب، بل فى التجارة، فعمل سفناً للتجارة فى عصيون جابر؛ لتذهب إلى مدن العالم وآخرها ترشيش.
- إرسال الله أليعزر بن دوداواهو النبى، الذى وبخ يهوشافاط على اتحاده بأخزيا، فأنبأه بأن الله غضب منه وسيهاجمه. وحدث فعلاً أن تكسرت هذه السفن، التى عملها يهوشافاط.
يظهر من هذا رحمة الله، فقد أطال أناته على يهوشافاط، الذى أخطأ باتحاده مع أخزيا، فأرسل له نبياً يوبخه وتكسرت سفنه، فتاب يهوشافاط، ورفض أن يتحد بعد هذا مع أخزيا فى التجارة، كما يخبرنا سفر الملوك (1مل22: 49).
? كن مطيعاً لإنذارات الله وتوبيخاته، بل والضيقات التى تمر بك؛ فترجعك إلى الله بالتوبة وتتمسك من جديد بوصاياه.
ملحوظة : أنظر حياة يهوشافاط آخر الكتاب.