بداية نهضة حزقيا الملك وإصلاحاته وأعماله العظيمة
(1) حزقيا ملكاً على يهوذا (ع1، 2):
1- ملك حزقيا و هو ابن خمس و عشرين سنة و ملك تسعا و عشرين سنة في اورشليم و اسم امه ابية بنت زكريا. 2- و عمل المستقيم في عيني الرب حسب كل ما عمل داود ابوه.
ذكرت هذه الآيات وشرحت فى (2مل18: 1-3) ونرى فيها نعمة الله فى تمليك رجل تقى صالح على مملكة يهوذا، هو حزقيا الملك، خاصة وأن أبوه كان شريراً وهو الملك آحاز، ولكن حزقيا قد يكون تتلمذ على يد أشعياء النبى المعاصر له ولوالده، والذى كان من النسل الملكى، إذ كان ابن عم الملك عزيا ملك يهوذا وجد آحاز الملك.
? اهتم بالتلمذة على أيدى الآباء والإخوة الروحيين؛ حتى لو كانت ظروفك صعبة ويحيط بك أشرار كثيرون، أو أناس بعيدون عن الكنيسة، فالله مستعد أن يملأك بروحه القدوس ويعمل فيك، إن كنت مستعداً للاقتراب منه.
(2) دعوة الكهنة واللاويين (ع3-11):
3- هو في السنة الاولى من ملكه في الشهر الاول فتح ابواب بيت الرب و رممها.4- و ادخل الكهنة و اللاويين و جمعهم الى الساحة الشرقية. 5- و قال لهم اسمعوا لي ايها اللاويون تقدسوا الان وقدسوا بيت الرب اله ابائكم و اخرجوا النجاسة من القدس. 6- لان اباءنا خانوا و عملوا الشر في عيني الرب الهنا و تركوه و حولوا وجوههم عن مسكن الرب و اعطوا قفا. 7- و اغلقوا ايضا ابواب الرواق و اطفاوا السرج و لم يوقدوا بخورا و لم يصعدوا محرقة في القدس لاله اسرائيل. 8- فكان غضب الرب على يهوذا و اورشليم و اسلمهم للقلق و الدهش و الصفير كما انتم راؤون باعينكم. 9- و هوذا قد سقط اباؤنا بالسيف و بنونا و بناتنا و نساؤنا في السبي لاجل هذا. 10- فالان في قلبي ان اقطع عهدا مع الرب اله اسرائيل فيرد عنا حمو غضبه. 11- يا بني لا تضلوا الان لان الرب اختاركم لكي تقفوا امامه و تخدموه و تكونوا خادمين و موقدين له.
ع3: بدأ حزقيا إصلاحاته بترميم بيت الرب وفتح أبوابه؛ حتى تقدم الخدمة فيه. وكان أبوه آحاز قد أغلق أبواب البيت وأقام مذبحاً على مثال مذبح الأوثان، الذى رآه فى دمشق
(2مل16: 10، 11) وأهمل عبادة الله.
وترميم أبواب بيت الرب المقصود بها تغشيتها بالذهب، الذى قشره فيما بعد حزقيا؛ ليقدمه لملك آشور (2مل18: 16).
ويظهر صلاح حزقيا هنا أنه – فى بداية ملكه – فى الشهر الأول من السنة الأولى لتملكه، بدأ اهتمامه ببيت الرب؛ لأن بداية كل صلاح تأتى من علاقة الإنسان بالكنيسة.
? ليت ارتباطك بالأسرار المقدسة وعلاقتك بالكنيسة تكون محور حياتك وأهم ما فيها وتنظم كل اهتماماتك بحيث لا تتعدى على علاقتك بالكنيسة وخدمتك فيها.
ع4، 5: جمع حزقيا الملك الكهنة واللاويين فى الساحة الشرقية لبيت الرب، وهؤلاء هم خدام الهيكل الذين يعرفون شريعة الله وعبادته؛ لذا اعتمد عليهم حزقيا؛ لبدء إصلاحه فى تجديد العبادة فى الهيكل. وطلب منهم أمرين هما :
- أن يتقدسوا وذلك لتنقية قلوبهم بالتوبة، وكذلك إتمام إجراءات الشريعة بالتطهير؛ حتى يكونوا أهلاً لخدمة بيت الرب.
- بعد أن يتقدسوا طلب منهم حزقيا أن يقدسوا بيت الرب وذلك بما يلى :
أ – إزالة آثار العبادة الوثنية.
ب – القيام بالنظافة العامة؛ لإزالة الأتربة وكل بقايا الإهمال، ليكون بيت الرب فى أجمل صورة؛ لتليق بحضرته العظيمة.
ع6: يتقدم حزقيا بروح التوبة، معترفاً بخطايا الآباء، الذين خانوا الله؛ لأن موسى وبعده يشوع وكذلك يهوياداع الكاهن، الذى كان أيام يوآش الملك، قطعوا عهداً – نيابة عن الشعب – مع الله؛ ليحيوا معه ويحفظوا وصاياه. ولكن شعب الله، سواء فى مملكة يهوذا أيام آحاز والد حزقيا ومن سبقه من الملوك، أو فى مملكة إسرائيل، قد تركوا الله وعبدوا الأوثان وساروا فى شهواتهم الردية.
ع7: وفى إهمال الآباء لله تركوا عبادته فى بيته؛ مثل إغلاق الرواق، الذى يجتمع فيه الشعب الآتين لعبادة الله، وأهمل أيضاً الكهنة الخدمة فى القدس، سواء فى إضاءة السُرج فى المنارات، أو تقديم البخور على مذبح البخور الذهبى. أما المذبح النحاسى الذى أمام القدس، فلم يعودوا يقدموا عليه المحرقات لله. وهكذا صار بيت الله كأنه مهجور بلا حياة، مظلماً؛ لأنهم اهتموا بعبادة الأوثان.
ع8: يُذكر حزقيا الكهنة واللاويين قادة الشعب الدينيين، بأن الآباء فى مملكة يهوذا عندما تركوا الله وعبدوا الأوثان، سمح الله للأمم المحيطة بهم، مثل آشور وآرام ومملكة إسرائيل أن تضايقهم، فصاروا فى قلق واضطراب؛ حتى تعجبت الأمم المحيطة من ضعفهم.
ع9: ينبه أيضاً حزقيا المجتمعين معه بما حدث فى مملكة إسرائيل، إذ هجم عليها الأشوريون وأخذوها للسبى وانتهت مملكة إسرائيل أيام آحاز والد حزقيا، إذ كان السبى عام 722 ق.م فى أواخر حكم آحاز، أى لم تمض إلا فترة قليلة على السبى، عندما تملك حزقيا.
يظهر هنا اعتراف حزقيا بأن سبب كل الضيقات التى مرت بشعب الله هى خطاياهم، بكل هذا يحاول حزقيا تحذير خدام الهيكل وتشجيعهم؛ لنوال رضا الله بالتدقيق فى عبادته ولينجوا أنفسهم من عقاب الله، الذى تم أيام الآباء.
ع10: أظهر حزقيا فى النهاية نيته الواضحة فى قطع عهد مع الله؛ ليحيا بكل قلبه أمامه، حافظاً وصاياه ومتمسكاً بشرعيته، فينجو من الغضب الإلهى. وهو كقائد يشجع شعبه بهذا العهد؛ ليتبعه ويعبد الله.
ع11: تبين هذه الآية أبوة حزقيا، الذى كان مازال صغيراً فى السن، إذ كان عمره خمس وعشرين عاماً، ولكنه يحمل قلب كبير ومسئولية كملك عن شعبه، فيقول لهم “يا بنى” ويطلب من الكهنة واللاويين أن يهتموا بخدمتهم فى الهيكل، إذ اختارهم الله من وسط الشعب؛ ليقدموا الذبائح والمحرقات ويوقدوا السُرج والبخور أمامه.
(3) تطهير اللاويين للهيكل (ع12-19):
12- فقام اللاويون محث بن عماساي و يوئيل بن عزريا من بني القهاتيين و من بني مراري قيس بن عبدي و عزريا بن يهللئيل و من الجرشونيين يواخ بن زمة و عيدن بن يواخ. 13- و من بني اليصافان شمري و يعيئيل و من بني اساف زكريا و متنيا. 14- و من بني هيمان يحيئيل و شمعي و من بني يدوثون شمعيا و عزيئيل. 15- و جمعوا اخوتهم و تقدسوا و اتوا حسب امر الملك بكلام الرب ليطهروا بيت الرب. 16- و دخل الكهنة الى داخل بيت الرب ليطهروه و اخرجوا كل النجاسة التي وجدوها في هيكل الرب الى دار بيت الرب و تناولها اللاويون ليخرجوها الى الخارج الى وادي قدرون. 17- و شرعوا في التقديس في اول الشهر الاول و في اليوم الثامن من الشهر انتهوا الى رواق الرب و قدسوا بيت الرب في ثمانية ايام و في اليوم السادس عشر من الشهر الاول انتهوا.
18- و دخلوا الى داخل الى حزقيا الملك و قالوا قد طهرنا كل بيت الرب و مذبح المحرقة و كل انيته و مائدة خبز الوجوه و كل انيتها. 19- و جميع الانية التي طرحها الملك احاز في ملكه بخيانته قد هياناها و قدسناها و ها هي امام مذبح الرب.
ع12-14: تحمس الرؤساء من عشائر اللاويين الثلاثة؛ القهاتيين والمراريين والجرشونيين، فقام اثنان من كل عشيرة، بالإضافة إلى اثنين من كل عشائر المغنين الأربعة؛ ألياصافان وآساف وهيمان ويدوثون، أى كان الإجمالى أربعة عشر رئيساً. ولأجل تكريم الله لهم، ذكرهم كل واحد بإسمه فى الكتاب المقدس؛ لتأثرهم بكلام حزقيا وتحمسهم لخدمة بيت الرب.
? إن الله يلاحظ محبتك واهتمامك بعبادته وخدمته وكل ما تعمله ذو قيمة كبيرة أمامه، مهما بدا صغيراً فى عينيك. إنها فرصتك فى هذا العمر لتعبر عن حبك له، بعد أن عبر عن حبه لك على الصليب، بل وأعد لك الملكوت؛ لتفرح معه إلى الأبد.
ع15: شعر هؤلاء الرؤساء بأن كلام حزقيا مبنى على كلام الله فى شريعته لموسى؛ لذا تحمسوا فى الحال وجمعوا أخوتهم اللاويين؛ ليطهروا الهيكل.
ع16: وادى قدرون : وادى يقع جنوب شرق أورشليم، كانت تلقى فيه الجثث والفضلات، الخارجة من المدينة وتحرق هناك، ويتصل بوادى ابن هنوم، الذى تشتعل فيه النار دائماً ومنه أخذ لفظ “جنهم”.
قام الكهنة بتطهير القدس وتنظيفه، حيث لا يسمح بدخوله إلا للكهنة. وأخرجوا كل نجاسة وقذارة إلى دار بيت الله، حيث يقف اللاويون، فأخذوا كل النجاسات مع تلك التى جمعوها من دار بيت الرب وحملوها إلى وادى قدرون، حيث أحرقوها هناك.
ع17: استغرق تطهير القدس ثمانية أيام، من اليوم الأول، من الشهر الأول من تملك حزقيا إلى اليوم الثامن، أما تطهير دار بيت الرب والرواق، فقد استغرق تطهيره ثمانية أيام أخرى، واستغرق نقل ما فيه من نجاسات إلى وادى قدرون ثمانية أيام أخرى، أى تم تطهير بيت الرب وكل ما يتصل به فى ستة عشر يوماً. وهذا يبين كثرة النجاسات، التى كانت موجودة والإهمال الشديد أيام آحاز ومن قبله. ومن ناحية أخرى يظهر اهتمام الكهنة واللاويين بتطهير بيت الرب.
ع18، 19: بعد تطهير بيت الرب دخل رؤساء الكهنة واللاويين وبشروا الملك حزقيا بإتمام تطهير بيت الرب وكل ما فيه، سواء المذابح، أو الآنية المستخدمة فيها، وكل ما هو موجود فى القدس وفى دار بيت الرب.
(4) تقديس الهيكل (ع20-30):
20- و بكر حزقيا الملك و جمع رؤساء المدينة و صعد الى بيت الرب.21- فاتوا بسبعة ثيران و سبعة كباش و سبعة خرفان و سبعة تيوس معزى ذبيحة خطية عن المملكة و عن المقدس و عن يهوذا و قال لبني هرون الكهنة ان يصعدوها على مذبح الرب. 22- فذبحوا الثيران و تناول الكهنة الدم ورشوه على المذبح ثم ذبحوا الكباش و رشوا الدم على المذبح ثم ذبحوا الخرفان و رشوا الدم على المذبح. 23- ثم تقدموا بتيوس ذبيحة الخطية امام الملك و الجماعة و وضعوا ايديهم عليها.
24- و ذبحها الكهنة و كفروا بدمها على المذبح تكفيرا عن جميع اسرائيل لان الملك قال ان المحرقة وذبيحة الخطية هما عن كل اسرائيل. 25- و اوقف اللاويين في بيت الرب بصنوج و رباب و عيدان حسب امر داود و جاد رائي الملك و ناثان النبي لان من قبل الرب الوصية عن يد انبيائه.
26- فوقف اللاويون بالات داود و الكهنة بالابواق. 27- و امر حزقيا باصعاد المحرقة على المذبح و عند ابتداء المحرقة ابتدا نشيد الرب و الابواق بواسطة الات داود ملك اسرائيل. 28- و كان كل الجماعة يسجدون و المغنون يغنون و المبوقون يبوقون الجميع الى ان انتهت المحرقة. 29- و عند انتهاء المحرقة خر الملك و كل الموجودين معه و سجدوا. 30- و قال حزقيا الملك و الرؤساء للاويين ان يسبحوا الرب بكلام داود و اساف الرائي فسبحوا بابتهاج و خروا و سجدوا.
ع20: ورث الشاب حزقيا مملكة فقيرة ومهلهلة وبعيدة عن الله ولكنه لم يستسلم، بل قام بنشاط؛ ليعود بمملكته إلى الله. وتظهر محبة حزقيا الملك لله فى أنه قام باكراً؛ لأن أشواق قلبه كانت تدفعه للصلاة فى بيت الرب، فجمع رؤساء شعبه، فى مملكته يهوذا، وصعد إلى بيت الرب؛ لأنه كان مبنياً على تل، داخل أورشليم.
ع21: لم يكتفِ حزقيا بتطهير بيت الرب، بل اهتم أيضاً بتقديسه والتكفير عن الشعب، بتقديم ذبائح عن نفسه وعن شعبه. وهذا يبين أن حزقيا لا يكتفِ بالحزن على الخطأ، بل يعمل عملاً إيجابياً؛ لإصلاح الأخطاء.
وأمر حزقيا الكهنة بتقديم سبعة من كل من الثيران والكباش والخراف والتيوس عن خطايا كل الشعب، مع أن الشريعة تقضى بتقديم ثور واحد محرقة (عد15: 24) وتيس واحد ذبيحة خطية (لا16: 15). ولعل حزقيا شعر بعظم خطاياه، هو وشعبه؛ لأنهم أهملوا تقديم الذبائح سنيناً طويلة أيام آبائه، الذين أهملوا عبادة الله؛ لذا قدم عدد سبعة من الحيوانات. وعدد سبعة يمثل الكمال؛ إذ كان حزقيا يشعر بكمال خطيتهم؛ لذا احتاج لتكفير كامل.
وعندما يقول حزقيا أن هذه الذبائح عن المملكة يقصد مملكته، أى سبطى يهوذا وبنيامين، والمقدس يقصد به بيت الرب وكل ما فيه، أما يهوذا فيقصد به كل شعب الله؛ لأنه فى الترجمة السبعينية مكتوب إسرائيل بدلاً من يهوذا، أى يقصد شعب المملكتين؛ لأن حزقيا يشعر بمسئوليته عن شعبه البعيدين فى مملكة إسرائيل، الذين تشتتوا فى السبى الأشورى وبقى الضعفاء منهم فى مدنهم.
ع22: ذبح الكهنة الثيران السبعة وكذا الكباش والخرفان محرقات أمام الله، ورشوا دماءها على المذبح النحاسى، الذى قدموها عليه. وهكذا استعاد المذبح مكانته وصعدت عليه محرقات؛ لإرضاء الله.
ع23، 24: وضع الكهنة أيديهم على السبعة تيوس ذبيحة الخطية، معلنين – نيابة عن الشعب – خطيتهم أمام الله وإهمالهم عبادته وعصيانهم وصاياه، وكان ذلك أمام الملك والشعب، ثم ذبحوا هذه التيوس وقدموها على المذبح النحاسى؛ للتكفير عن خطايا كل شعب الله، سواء فى مملكة يهوذا، أو الباقين من المملكة الشمالية إسرائيل، أو المشتتين فى السبى؛ لأن السبى الأشورى حدث أيام أبيه الملك آحاز. وحزقيا هو أول ملك من بعد انقسام المملكة يهتم بخلاص؛ ليس فقط شعب مملكته يهوذا، بل شعب كل الأسباط ويقدم ذبائح عنهم.
ع25، 26: بعد أن طهر حزقيا بيت الرب وقدسه وقدم الذبائح للتكفير عن الشعب، استطاع أن يرتب الكهنة واللاويين المغنين ووقفوا فى بيت الرب بالآلات بالموسيقية؛ ليرنموا المزامير، كما أوصى ورتب داود الملك وجاد الرائى وناثان النبى. فقد اهتم حزقيا بنظام العبادة الذى استلمه ووصل إليه من أيام داود الملك، وهذا يبين أهمية التمسك بالتقليد المقدس، أى التعاليم الشفاهية، التى وصلتنا من أيام الرسل وجميع طقوس الكنيسة.
ونرى واضحاً أنه بعد تقديم التوبة ونوال الغفران، يستطيع الإنسان أن ينطلق فى تسبيح الله والتمتع بوجوده.
ع27، 28: أثناء تقديم المحرقة كان المغنون يسبحون الله والشعب يسجد أمامه والملك يقف فى فرح وتمجيد الله.
وهكذا أعاد حزقيا الطقس، الذى أمر به الرب أيام موسى وهو تقديم المحرقة صباحاً ومساءاً فى كل يوم.
ع29، 30: بعد تقديم الذبيحة سجد الملك وكل الشعب خضوعاً لله وإعلاناً لتمسكه بعبادته ووعدهم أن يحيوا له، كل ذلك كان من التسابيح المرفوعة من المغنين، شكراً لله، الذى أعطاهم نعمة الوجود أمامه.
? ما أجمل أن توجد فى الكنيسة وتشترك فى الصلوات والتسابيح والتناول من الأسرار المقدسة، فهو أعظم شئ فى الوجود. إحرص على ذلك، مهما كانت مشاكلك، فهذا عربون الملكوت ومعونتك فى هذه الحياة؛ لتنجح فى كل أعمالك.
(5) تقديم الذبائح (ع31-36):
31- ثم اجاب حزقيا و قال الان ملاتم ايديكم للرب تقدموا و اتوا بذبائح و قرابين شكر لبيت الرب فاتت الجماعة بذبائح و قرابين شكر و كل سموح القلب اتى بمحرقات. 32- و كان عدد المحرقات التي اتى بها الجماعة سبعين ثورا و مئة كبش و مئتي خروف كل هذه محرقة للرب.
33- و الاقداس ست مئة من البقر و ثلاثة الاف من الضان. 34- الا ان الكهنة كانوا قليلين فلم يقدروا ان يسلخوا كل المحرقات فساعدهم اخوتهم اللاويون حتى كمل العمل و حتى تقدس الكهنة لان اللاويين كانوا اكثر استقامة قلب من الكهنة في التقدس. 35- و ايضا كانت المحرقات كثيرة بشحم ذبائح السلامة و سكائب المحرقات فاستقامت خدمة بيت الرب. 36- و فرح حزقيا و كل الشعب من اجل ان الله اعد الشعب لان الامر كان بغتة
ع31: ملأتم أيديكم للرب : تقدستم وتكرستم لخدمة الله، بعد أن ابتعدوا عنها سنيناً كثيرة وقد يكون بعض الكهنة لم يبدأ خدمته، لأنه لم يجد فرصة للكهنوت أيام الملوك السابقين الأشرار.
سموح القلب : قلب ممتلئ بالمحبة لله.
بعد أن رأى الشعب الذبائح التى قدمها حزقيا، المذكورة فى (ع21)، تشجعوا ليقدموا لله هم أيضاً ذبائحاً، خاصة بعد أن أعلن لهم حزقيا، أن الكهنة قد تقدسوا وبدأوا عملهم الكهنوتى. فقدموا ذبائح وقرابين شكر لله، الذى أعطاهم نعمة عبادته فى بيته، وكل من امتلأ قلبه بالمحبة قدم محرقات لله؛ لأن المحرقات تحرق كلها أمام الله ولا يأخذ منها من يقدمها شيئاً، وهذا يرمز إلى أن كل من يمتلئ قلبه بمحبة الله مستعد أن يقدم حياته كلها له، وهكذا تظهر أهمية القدوة، فقد تعلم الشعب من حزقيا، الذى قدم الذبائح وبكر إلى بيت الرب.
? ثق أن أعمالك الحسنة وسلوكك كإبن لله يؤثر فيمن حولك، أكثر من أى كلام، فأعبد الله من كل قلبك وقدم محبتك لمن حولك، فحياتك هى الإنجيل المعاش، الذى يعلن المسيح لمن حولك.
ع32: عدد الذبائح التى قدمت محرقات – أى أحرقت كلها لله – كانت كثيرة وهى سبعين ثوراً ومائة كبش ومئتى خروف، وهذا يبين أنه هناك عدد كبير من الشعب امتلأ قلبه بمحبة الله، كما ذكرنا فى (ع31).
ع33: وباقى الذبائح، غير المحرقات، كانت ستمائة من البقر وثلاثة آلاف من الضأن، وهذا عدد كبير يظهر إقبال الشعب على التوبة وعبادة الله.
ع34، 35: كان عدد الكهنة قليل، لعل ذلك بسبب للبدء السريع لحزقيا الملك فى تطهير بيت الرب وتقديسه، فبعض الكهنة أسرعوا للحضور إلى أورشليم والتطهر؛ استعداداً للخدمة والباقين توانوا، أما اللاويين فكانت استجابتهم لنداء حزقيا الملك أسرع، فكانوا أكثر استقامة واهتماماً بتجديد الخدمة فى بيت الرب، لذا من أجل كثرة الذبائح وقلة الكهنة احتاج الكهنة لمساعدة اللاويين لهم فى سلخ الذبائح؛ حتى يقدموها على المذبح النحاسى أمام الله.
ع36: رغم أن أمر حزقيا الملك كان مفاجئاً للكهنة واللاويين وكل الشعب أن يسرعوا لتطهير وتقديس الهيكل وإعادة العبادة فيه، لكن روح الله القدوس حرك قلوب الكثيرين من الشعب، فأتوا وقدموا ذبائح وفرحوا بعودة العبادة فى الهيكل المقدس.