تدشين الهيكل
(1) إتمام وعد الله (ع1-11):
1- حينئذ قال سليمان قال الرب انه يسكن في الضباب. 2- و انا بنيت لك بيت سكنى مكانا لسكناك الى الابد. 3- و حول الملك وجهه و بارك كل جمهور اسرائيل و كل جمهور اسرائيل واقف. 4- و قال مبارك الرب اله اسرائيل الذي كلم بفمه داود ابي و اكمل بيديه قائلا. 5- منذ يوم اخرجت شعبي من ارض مصر لم اختر مدينة من جميع اسباط اسرائيل لبناء بيت ليكون اسمي هناك و لا اخترت رجلا يكون رئيسا لشعبي اسرائيل. 6- بل اخترت اورشليم ليكون اسمي فيها و اخترت داود ليكون على شعبي اسرائيل. 7- و كان في قلب داود ابي ان يبني بيتا لاسم الرب اله اسرائيل.
8- فقال الرب لداود ابي من اجل انه كان في قلبك ان تبني بيتا لاسمي قد احسنت بكون ذلك في قلبك. 9- الا انك انت لا تبني البيت بل ابنك الخارج من صلبك هو يبني البيت لاسمي.
10- و اقام الرب كلامه الذي تكلم به و قد قمت انا مكان داود ابي و جلست على كرسي اسرائيل كما تكلم الرب و بنيت البيت لاسم الرب اله اسرائيل. 11- و وضعت هناك التابوت الذي فيه عهد الرب الذي قطعه مع بني اسرائيل.
ذكرت هذه الآيات وشرحت فى (1مل8: 12-21) وهى ذكرت بالنص ولم يضف إليها إلا اختيار الله لأورشليم (ع6) لتكون مدينة مقدسة له، يُبنى فيها هيكله
? ما أعظم أن يختارك الله؛ فتكون ابناً له، إنه شرف عظيم جداً. تذكر ذلك دائماً لتسلك بما يرضيه، فتتمتع بكل بركات البنوة والرعاية الأبوية منه، فتحيا مطمئناً وفرحاً.
(2) تسبيح الله والعهد معه (ع12-18):
12- و وقف امام مذبح الرب تجاه كل جماعة اسرائيل و بسط يديه. 13- لان سليمان صنع منبرا من نحاس و جعله في وسط الدار طوله خمس اذرع و عرضه خمس اذرع و ارتفاعه ثلاث اذرع ووقف عليه ثم جثا على ركبتيه تجاه كل جماعة اسرائيل و بسط يديه نحو السماء. 14- و قال ايها الرب اله اسرائيل لا اله مثلك في السماء و الارض حافظ العهد و الرحمة لعبيدك السائرين امامك بكل قلوبهم. 15- الذي قد حفظت لعبدك داود ابي ما كلمته به فتكلمت بفمك و اكملت بيدك كهذا اليوم. 16- و الان ايها الرب اله اسرائيل احفظ لعبدك داود ابي ما كلمته به قائلا لا يعدم لك امامي رجل يجلس على كرسي اسرائيل ان يكن بنوك طرقهم يحفظون حتى يسيروا في شريعتي كما سرت انت امامي. 17- و الان ايها الرب اله اسرائيل فليتحقق كلامك الذي كلمت به عبدك داود. 18- لانه هل يسكن الله حقا مع الانسان على الارض هوذا السماوات و سماء السماوات لا تسعك فكم بالاقل هذا البيت الذي بنيت.
ذكرت هذه الآيات وشرحت (1مل8: 22-27) وأضيف إليها هنا (ع13) التى توضح أن سليمان قد صنع منبراً من النحاس طوله 5 أذرع وعرضه 5 أذرع وارتفاعه 3 أذرع؛ حتى يقف عليه ويكون فى مستوى مرتفع عن الشعب، فيسهل أن يروه ويسمعوه ومساحته كافية ليسجد عليه سليمان أمام الرب، فيكون مثالاً للشعب، فيسجدون مثله.
? كن قدوة لأهل بيتك ولمن حولك فى سلوكك وكلامك، فتكون حريصاً فى إرضاء الله والتدقيق فى كل ما تقول، أو تعمل وتراجع نفسك كل يوم؛ لتصلح ما أخطأت فيه وتتوب أمام الله، فتكون بهذا نوراً للعالم، كما أمرك المسيح. إعمل هذا من أجل الله من كل قلبك وليس لإرضاء الناس، أو لتتعظم أمامهم؛ فتكون مشفقاً على الكل لتجمع الكل إلى محبة الله ولا تعثر أحداً.
(3) طلبات سليمان (ع19-42):
19- فالتفت الى صلاة عبدك و الى تضرعه ايها الرب الهي و اسمع الصراخ و الصلاة التي يصليها عبدك امامك. 20- لتكون عيناك مفتوحتين على هذا البيت نهارا و ليلا على الموضع الذي قلت انك تضع اسمك فيه لتسمع الصلاة التي يصليها عبدك في هذا الموضع. 21- و اسمع تضرعات عبدك و شعبك اسرائيل الذين يصلون في هذا الموضع و اسمع انت من موضع سكناك في السماء و اذا سمعت فاغفر. 22- ان اخطا احد الى صاحبه و وضع عليه حلف ليحلفه و جاء الحلف امام مذبحك في هذا البيت. 23- فاسمع انت من السماء و اعمل و اقض بين عبيدك اذ تعاقب المذنب فتجعل طريقه على راسه و تبرر البار اذ تعطيه حسب بره. 24- و ان انكسر شعبك اسرائيل امام العدو لكونهم اخطاوا اليك ثم رجعوا و اعترفوا باسمك و صلوا و تضرعوا امامك نحو هذا البيت.
25- فاسمع انت من السماء و اغفر خطية شعبك اسرائيل و ارجعهم الى الارض التي اعطيتها لهم ولابائهم. 26- اذا اغلقت السماء و لم يكن مطر لكونهم اخطاوا اليك ثم صلوا في هذا المكان واعترفوا باسمك و رجعوا عن خطيتهم لانك ضايقتهم. 27- فاسمع انت من السماء و اغفر خطية عبيدك و شعبك اسرائيل فتعلمهم الطريق الصالح الذي يسلكون فيه و اعطي مطرا على ارضك التي اعطيتها لشعبك ميراثا. 28- اذا صار في الارض جوع اذا صار وبا او لفح او يرقان او جراد او جردم او اذا حاصرهم اعداؤهم في ارض مدنهم في كل ضربة و كل مرض. 29- فكل صلاة و كل تضرع تكون من اي انسان كان او من كل شعبك اسرائيل الذي يعرفون كل واحد ضربته و وجعه فيبسط يديه نحو هذا البيت. 30- فاسمع انت من السماء مكان سكناك و اغفر و اعط كل انسان حسب كل طرقه كما تعرف قلبه لانك انت وحدك تعرف قلوب بني البشر. 31- لكي يخافوك ويسيروا في طرقك كل الايام التي يحيون فيها على وجه الارض التي اعطيت لابائنا. 32- و كذلك الاجنبي الذي ليس هو من شعبك اسرائيل و قد جاء من ارض بعيدة من اجل اسمك العظيم و يدك القوية و ذراعك الممدودة فمتى جاءوا و صلوا في هذا البيت. 33- فاسمع انت من السماء مكان سكناك و افعل حسب كل ما يدعوك به الاجنبي لكي يعلم كل شعوب الارض اسمك فيخافوك كشعبك اسرائيل و لكي يعلموا ان اسمك قد دعي على هذا البيت الذي بنيت. 34- اذا خرج شعبك لمحاربة اعدائه في الطريق الذي ترسلهم فيه و صلوا اليك نحو هذه المدينة التي اخترتها و البيت الذي بنيت لاسمك. 35- فاسمع من السماء صلاتهم و تضرعهم و اقضي قضاءهم. 36- اذا اخطاوا اليك لانه ليس انسان لا يخطئ و غضبت عليهم و دفعتهم امام العدو و سباهم سابوهم الى ارض بعيدة او قريبة. 37- فاذا ردوا الى قلوبهم في الارض التي يسبون اليها و رجعوا و تضرعوا اليك في ارض سبيهم قائلين قد اخطانا و عوجنا و اذنبنا. 38- و رجعوا اليك من كل قلوبهم و من كل انفسهم في ارض سبيهم التي سبوهم اليها و صلوا نحو ارضهم التي اعطيتها لابائهم و المدينة التي اخترت و البيت الذي بنيت لاسمك. 39- فاسمع من السماء من مكان سكناك صلاتهم و تضرعاتهم واقضي قضاءهم و اغفر لشعبك ما اخطاوا به اليك. 40- الان يا الهي لتكن عيناك مفتوحتين واذناك مصغيتين لصلاة هذا المكان. 41- و الان قم ايها الرب الاله الى راحتك انت و تابوت عزك كهنتك ايها الرب الاله يلبسون الخلاص و اتقياؤك يبتهجون بالخير. 42- ايها الرب الاله لا ترد وجه مسيحك اذكر مراحم داود عبدك
ذكرت هذه الآيات وتم شرحها فى(1مل8: 28-50) ولكن أضيفت هنا آيتان فى النهاية وهما (ع41، 42) وهاتان الآيتان مأخوذتان من سفر المزامير (مز132: 8-10) ويظهر هنا تأثير وتعليم داود الأب على ابنه سليمان، فنشأ يعرف تسبيح الله والصلاة.
ع41: وتتكلم هذه الآية عن ترجى الله أن يحل فى بيته ويباركه ويستقر ويستريح فيه من خلال تابوت عهده، الذىيعلن قوة الله (عزته) وتعاظمه فوق جميع الآلهة.
وإذ يقف الكهنة أمام الله يكتسون ليس بالثياب الكتانية، بل بالبر والخلاص، أى النقاوة من كل شر، بما يليق بالوجود أمام الله. وحينئذ يفرح كل الشعب الأتقياء بتنازل الله وحضوره فى وسطهم. ولعل تأثير هذه الآيات يكون أكثر وضوحاً فى العهد الجديد بوجود الكهنة أمام جسد الرب ودمه فى القداس الإلهى، فينال الكهنة مع الشعب الخلاص من خلال الأسرار المقدسة ويفرحون كلهم.
ع42: يترجى سليمان أيضاً الله ألا يبتعد عن هيكله وعن مسيحه، أى سليمان الممسوح من الله ملكاً، بسبب أى ضعف، أو خطية يسقط فيها هو، أو شعبه، ولكن يحتملهم ويحتضنهم ويسامحهم. أنه اتضاع جميل من سليمان أمام الله.
وإذ يشعر سليمان بضعفه، يترجى مراحم الله من أجل تقوى أبيه داود، كما وعد الله أباه بالرحمة له ولنسله، إن أطاعوا وصاياه.
? كن متضعاً أمام الله تنال مراحمه، عالماً أن كل ما تتميز به هو نعمة من عنده وليس من ذاتك، فيباركك الله ويضيف إليك الجديد من بركاته، طالما أنت تشكر باتضاع.