إنشاءات سليمان وتجارته
(1) إنشاءات سليمان وتسخيره الأمميين (ع1-11) :
1- و بعد نهاية عشرين سنة بعد ان بنى سليمان بيت الرب و بيته. 2- بنى سليمان المدن التي اعطاها حورام لسليمان و اسكن فيها بني اسرائيل. 3- و ذهب سليمان الى حماة صوبة و قوي عليها. 4- و بنى تدمر في البرية و جميع مدن المخازن التي بناها في حماة. 5- و بنى بيت حورون العليا و بيت حورون السفلى مدنا حصينة باسوار و ابواب و عوارض. 6- و بعلة و كل مدن المخازن التي كانت لسليمان و جميع مدن المركبات و مدن الفرسان و كل مرغوب سليمان الذي رغب ان يبنيه في اورشليم و في لبنان و في كل ارض سلطانه. 7- اما جميع الشعب الباقي من الحثيين و الاموريين والفرزيين و الحويين و اليبوسيين الذين ليسوا من اسرائيل. 8- من بنيهم الذين بقوا بعدهم في الارض الذين لم يفنهم بنو اسرائيل فجعل سليمان عليهم سخرة الى هذا اليوم. 9- و اما بنو اسرائيل فلم يجعل سليمان منهم عبيدا لشغله لانهم رجال القتال و رؤساء قواده و رؤساء مركباته و فرسانه.
10- و هؤلاء رؤساء الموكلين الذين للملك سليمان مئتان و خمسون المتسلطون على الشعب.
11- و اما بنت فرعون فاصعدها سليمان من مدينة داود الى البيت الذي بناه لها لانه قال لا تسكن امراة لي في بيت داود ملك اسرائيل لان الاماكن التي دخل اليها تابوت الرب انما هي مقدسة.
ذكرت هذه الآيات وتم شرحها فى (1مل9: 10-23). نجد فى (ع2) أن سليمان بنى المدن التى أعطاها له حورام. لأن كان الذهب قد نقص عند سليمان بسبب كثرة الإنشاءات، فلم يستطع أن يوفى ما عليه من التزامات لحورام، فأعطاه عشرين مدينة فى الجليل، لكنها لم تعجب حورام، فأعادها إلى سليمان، وهذه هى المدن التى أعطاها حورام لسليمان المذكورة فى (ع2). فبناها سليمان وأسكن بنى إسرائيل فيها (أنظر الشرح التفصيلى فى الموسوعة 1مل9: 11-14).
نلاحظ أيضاً فى (2-6) اهتمام سليمان ببناء المدن والمبانى الخاصة به وبإدارة المملكة؛ لذا كتب داود مزموره المعروف (مز127) “إن لم يبن الرب البيت …” ليوجه نظر سليمان إلى الاعتماد على الله فى الإنشاءات؛ ولذا اهتم سليمان ببناء بيت الرب أولاً واتكل على الله فى باقى إنشاءاته. ونرى يد الله المساندة لسليمان، فانتصر على الأمم واستولى على مدينة حماة صوبة وهى تقع شرق لبنان، أى فى سوريا الحالية. وهذا يبين قوة مملكة سليمان ومدنه الحصينة، التى ترمز للكنيسة وللإنسان الروحى المتكل على الله.
ويلاحظ فى (ع10) أنه ذكر أن عدد رؤساء الموكلين على الشعب من قبل سليمان 250 فى حين ذُكر عددهم فى (1مل9: 23) أنهم 550 والفرق هو 300، وهذا عدد الرؤساء الاحتياطيين والذى يؤكد هذا أنه فى (ص2: 18) يذكر أن عدد الوكلاء المسئولين عن تشغيل الشعب هو 3600، فيكون المجموع 3600 + 250 = 3850 وهو نفس مجموع الرؤساء المذكورين فى سفر الملوك الأول وهو 3300 (1مل5: 16) + 550 = 3850.
وفى (ع11) يذكر أن إبنة فرعون أصعدها سليمان من مدينة داود إلى البيت الذى بناه لها؛ حتى لا تسكن فى الأماكن المقدسة، التى كان فيها تابوت العهد، كما فسرنا فى سفر الملوك (1مل9: 24).
? إن تذكرت الله قبل أى شئ فى أعمالك، فإنه يبارك كل ما تعمله وإذا اعتمدت عليه وطلبته ستنال بركاته وتكون مطمئناً فى كل خطواتك.
(2) عبادة سليمان وتنظيمه لخدمة بيت الرب (ع12-16) :
12- حينئذ اصعد سليمان محرقات للرب على مذبح الرب الذي بناه قدام الرواق. 13- امر كل يوم بيومه من المحرقات حسب وصية موسى في السبوت و الاهلة و المواسم ثلاث مرات في السنة في عيد الفطير و عيد الاسابيع و عيد المظال.14- و اوقف حسب قضاء داود ابيه فرق الكهنة على خدمتهم و اللاويين على حراساتهم للتسبيح و الخدمة امام الكهنة عمل كل يوم بيومه و البوابين حسب فرقهم على كل باب لانه هكذا هي وصية داود رجل الله. 15- و لم يحيدوا عن وصية الملك على الكهنة و اللاويين في كل امر و في الخزائن. 16- فتهيا كل عمل سليمان الى يوم تاسيس بيت الرب و الى نهايته فكمل بيت الرب.
ذكرت الآيتان (ع12، 13) فى (1مل9: 25) وتم شرحها ونرى فيها اهتمام سليمان بعبادة الله فى هيكله كل يوم وفى الأعياد والمناسبات.
(ع13-14) لم تذكر فى سفر الملوك الأول ونرى فيها اهتمام سليمان بتنظيم الخدمة فى بيت الرب، بحسب وصية وإرشاد أبيه داود، فنظم الكهنة فى خدمتهم واللاويين فى حراسة الأبواب وفى التسبيح والمخازن. وكان هذا النظام منذ بدء تأسيس بيت الرب حتى أكمله سليمان؛ لذا فكانت الخدمة متكاملة فى هيكل الله أثناء حكم سليمان وقد ساعد على ذلك طاعة الكهنة واللاويين.
? اهتم بالاشتراك فى العبادة الكنسية؛ لتتحد بالمسيح من خلال الأسرار المقدسة؛ فتنال قوة تساعدك على الالتصاق المستمر بالله فى المخدع وفى كل مكان.
(3) تجارة سليمان (ع17، 18) :
17- حينئذ ذهب سليمان الى عصيون جابر و الى ايلة على شاطئ البحر في ارض ادوم.
18- و ارسل له حورام بيد عبيده سفنا و عبيدا يعرفون البحر فاتوا مع عبيد سليمان الى اوفير و اخذوا من هناك اربع مئة و خمسين وزنة ذهب و اتوا بها الى الملك سليمان
ذكرت هذه الآيات وتم شرحها فى (1مل9: 26-28).
كمية الذهب المذكورة فى (ع18) هى 450 وزنة ولكن فى (1مل9: 28) نجدها 420 وزنة. والثلاثون وزنة الفرق غالباً قد أخذها حورام لنفسه لاحتياجه وقدم الباقى وهو 420 وزنة لسليمان.
? إن التعاون بين سليمان وحورام ساعد على نمو تجارتهما. فكن متعاوناً مع من حولك؛ لأن التعاون هو تكامل للوصول إلى الهدف وإظهار للمحبة وخاصة فى الحياة الروحية والخدمة.