برنابا وبولس فى الرحلة الأولى
(1) مقدمة الرحلة (ع1-3 ):
1وَكَانَ فِى أَنْطَاكِيَةَ، فِى الْكَنِيسَةِ هُنَاكَ، أَنْبِيَاءُ وَمُعَلِّمُونَ: بَرْنَابَا، وَسِمْعَانُ الَّذِى يُدْعَى نِيجَرَ، وَلُوكِيُوسُ الْقَيْرَوَانِىُّ، وَمَنَايِنُ الَّذِى تَرَبَّى مَعَ هِيرُودُسَ رَئِيسِ الرُّبْعِ، وَشَاوُلُ. 2وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ، قَالَ الرُّوحُ الْقُـدُسُ: «أَفْـرِزُوا لِى بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَـلِ الَّذِى دَعَـوْتُهُمَا إِلَيْهِ.» 3فَصَامُوا حِينَئِذٍ وَصَلَّوْا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا الأَيَادِىَ، ثُمَّ أَطْلَقُوهُمَا.
ع1: أنبياء: إما يتحدثون عن أمور ستحدث فى المستقبل، مثل أغابوس الذى تنبأ عن حدوث جوع فى أورشليم (ص11: 28) وعن القبض على بولس فيها أيضا (ص21: 10 ،11)، وإما يتكلمون عن ملكوت السموات فهو مستقبل حياتنا كمؤمنين، أى يعظون ويشجعون السامعين على الاستعداد للحياة الأبدية.
تبدأ بهذا الأصحاح أعمال بولس الرسول، بينما ركّز الجزء الأول من السفر على أعمال بطرس الرسول. ونرى هنا بداية عمل بولس وبرنابا فى الرحلة الأولى معًا.
تشمل الرحلة الأولى كرازة بولس وبرنابا فى سوريا وتركيا وقبرص، متنقلين فى ذلك بحرًا وبرًا.
بدأت الرحلة من أنطاكية أول مركز لكنيسة الأمم، والتى كانت مليئة بمعلمين كثيرين مثل برنابا وسمعان المدعو نيجر (الأسود) ولوكيوس الذى من القيروان (شمال أفريقيا)، ومناين الذى تربى مع هيرودس أنتيباس الثانى قاتل المعمدان، وبولس.
ع2: يخدمون الرب: يقودون الصلوات ويباشرون التعليم وافتقاد المؤمنين والاهتمام بهم فى أنطاكية.
يصومون: تظهر أهمية الصوم والصلاة وأنهما من أساسيات العبادة فى الكنيسة الأولى.
قال الروح القدس: أعلن لقادة الكنيسة بطريقة ما، إما بملاك أو بصوت أو بأى طريقة أخرى.
أثناء صوم الكنيسة وصلواتها، طلب الروح القدس إفراز برنابا وشاول لخدمة كرازية خاصة وهى التبشير للأمم فى بلاد أخرى كثيرة.
ع3: صاموا… صلوا: يظهر أهمية اقتران الصوم بالصلاة فى العبادة وكذا تمهيدًا لأى خدمة.
وضعوا عليهما الأيادى: يبين أهمية سلطان الكنيسة فى توجيه الخدام للخدمة، فمع أن المرسلين هما برنابا وشاول الرسولان اللذان يقودان الكنيسة، ولكنهما لا يتحركان إلا بتوجيه مجمع الكنيسة.
صام المؤمنون وصلوا طالبين معونة الرب لهم، ووضعوا عليهما الأيادى للبركة.
بدأت الرحلة الأولى من أنطاكية (سوريا) برًا إلى سلوكية (سوريا)، ثم بحرًا إلى سلاميس (قبرص)، وبعد ذلك برًا إلى باقوس (قبرص)، وبعدها إلى برجة بمفيلية (تركيا)، ثم برًا إلى أنطاكية بيسيدية (تركيا) وتلاها برًا إلى إيقونية (تركيا)، ثم برًا إلى لسترة (تركيا)، وهى بلد تيموثاوس الرسول تلميذ بولس والتى أقام فيها بولس المقعد وتعرض للرجم. وبعد ذلك اتجه برًا إلى دربة (تركيا) ومنها إلى لسترة (تركيا) برًا ثم برًا أيضا إلى أيقونية (تركيا) وبعدها برًا إلى أنطاكية بيسيدية (تركيا) ومنها إلى برجة (تركيا) برًا ثم برًا إلى أتالية (تركيا)، وبعد ذلك بحرًا إلى سلوكية (سوريا)، وأخيرًا عاد إلى أنطاكية (سوريا) برًا حيث بدأت الرحلة.
استغرقت هذه الرحلة الفترة من سنة 45م إلى سنة 48م، وذكرت فى الإصحاحات (13-14) من هذا السفر.
? عظيم هو تخطيط الروح القدس الذى إذا سلم له الإنسان حياته صنع ثمرًا عظيما. فاطلب مشورة الله قبل أى عمل، وارفع صلوات كثيرة واقرنها بالصوم قدر ما تستطيع خاصة قبل الأعمال الكبيرة.
(2) التبشير فى قبرص (ع4-12):
4فَهَذَانِ، إِذْ أُرْسِلاَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، انْحَدَرَا إِلَى سَلُوكِيَةَ، وَمِنْ هُنَاكَ سَافَرَا فِى الْبَحْرِ إِلَى قُبْرُسَ. 5وَلَمَّا صَارَا فِى سَلاَمِيسَ، نَادَيَا بِكَلِمَةِ اللهِ فِى مَجَامِعِ الْيَهُودِ؛ وَكَانَ مَعَهُمَا يُوحَـنَّا خـَادِمًا. 6وَلَمَّا اجْتَازَا الْجَزِيرَةَ إِلَى بَافُوسَ، وَجَدَا رَجُلًا سَاحِرًا، نَبِيًّا كَذَّابًا يَهُودِيًّا، اسْمُهُ بَارْيَشُوعُ، 7كَانَ مَعَ الْوَالِى سَرْجِيُوسَ بُولُسَ وَهُوَ رَجُلٌ فَهِيمٌ. فَهَذَا دَعَا بَرْنَابَا وَشَاوُلَ، وَالْتَمَسَ أَنْ يَسْمَـعَ كَلِمَـةَ اللهِ. 8فَقَاوَمَهُمَا عَلِيمٌ السَّاحِرُ، لأَنْ هَكَذَا يُتَرْجَمُ اسْمُهُ، طَالِبًا أَنْ يُفْسِدَ الْوَالِىَ عَنِ الإِيمَانِ.
9وَأَمَّا شَاوُلُ، الَّذِى هُوَ بُولُسُ أَيْضًا، فَامْتَلأَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَشَخَصَ إِلَيْهِ، 10وَقَالَ: «أَيُّهَا الْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ خُبْثٍ! يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَا عَدُوَّ كُلِّ بِرٍّ! أَلاَ تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقـِيمَةَ؟ 11فَالآنَ هُوَذَا يَدُ الرَّبِّ عَلَيْكَ، فَتَكُونُ أَعْمَى لاَ تُبْصِرُ الشَّمْسَ إِلَى حِينٍ.» فَفِى الْحَالِ، سَقَطَ عَلَيْهِ ضَبَابٌ وَظُلْمَةٌ، فَجَعَلَ يَدُورُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَقُودُهُ بِيَدِهِ. 12فَالْوَالِى حِينَئِذٍ، لَمَّا رَأَى مَا جَرَى، آمَنَ، مُنْدَهِشًا مِنْ تَعْلِيمِ الرَّبِّ.
ع4: من الروح القدس: تأكيد أن الله أرسلهما، وليست إرساليتهما من أنفسهما.
سلوكية: ميناء لأنطاكية على نهر العاصى يبعد حوالى 16 ميلا غربا عن أنطاكية.
قبرس: جزيرة بالبحر الأبيض المتوسط تتبع الإمبراطورية الرومانية، فيها كثير من اليهود، وتميزت بالخصب والرفاهية آنذاك وهى قبرص الحالية.
جاء الرسولان إلى جزيرة قبرص لأنها محل ميلاد برنابا (ص4: 36) وبعض مؤمنى أنطاكية ولا تبعد كثيرًا عنها (حوالى 50 ميلاً)، فبدأ التبشير بها.
ع5: سلاميس: مدينة فى جنوب شرق قبرص وهى أهم موانيها التجارية.
كعادة الرسولين، بدا المناداة بالبشارة لليهود فى المجمع بسلاميس وكان معهما مارمرقس الملقب يوحنا تلميذا لكليهما.
ع6: اجتازا الجزيرة: اتجها من سلاميس فى جنوب شرق الجزيرة إلى الغرب نحو بافوس وهى مسافة حوالى 100 ميلاً، مع العلم أن طول الجزيرة كلها 150 ميلا، فمرا فى الغالب ببلادها يبشران بالمسيح حتى وصلا إلى بافوس.
بافوس: ميناء فى الجنوب الغربى من جزيرة قبرص، اشتهرت بعبادة الإله زهرة وفيها مركز السلطة الرومانية.
باريشوع: معنى اسمه ابن يشوع.
عبر بولس وبرنابا الجزيرة برًا إلى بافوس، حيث وجدا يهوديًا يدعى النبوة ويعمل بالسحر اسمه باريشوع.
ع7: كان مع الوالى: كان باريشوع أحد مشيرى الوالى المقربين، لأن سرجيوس كان محبًا للمعرفة فاهتم بنبوات باريشوع وسحره.
دعا برنابا وشاول: عندما بدأ الرسولان فى التبشير، سمع الوالى المحب للمعرفة بهما، فأراد أن يعرف التعليم الجديد الذى يبشران به.
يسمع كلمة الله: باعتبارها تعليم جديد يريد أن يتعرف عليه.
كان الوالى سرجيوس رجلا يبحث عن الحق، فانبهر بمعجزات ذلك الساحر رغم أنه كان فيلسوفا ومفكرًا، ولما حضر بولس وبرنابا طلب منهما أن يسمعاه رسالتهما.
ع8: قاومهما: بالمجادلة والاستهزاء معتمدًا على ثقة الوالى به.
عليم: أى كثير العلم وهو اسم ولقب أرامى للساحر باريشوع وله معناه باللغة العربية.
يفسد الوالى عن الإيمان: بدأ الوالى يقتنع ببشارة الرسولين، فحاول الساحر تشويش أفكاره وتشكيكه حتى لا يؤمن بالمسيح.
ع9: شاول الذى هو بولس: كان له اسمان ومن هنا دُعَىِ اسمه بولس وهو الاسم اللاتينى له لأنه بدأ تبشير الأمم، فاستحسن أن يكون اسمه مقبولاً عندهم.
شخص إليه: نظر بقوة نحوه ليحكم عليه ويعاقبه ولينبه الحاضرين إلى ما سيقوله له.
هنا نرى شاول (الاسم العبرى ومعناه المطلوب) واسمه اللاتينى بولس (أى الصغير)، يمتلئ من الروح القدس الذى يؤازره فى خدمته، ويتقدم للمرة الأولى على برنابا فى التصرف.
ع10: كل غش: اعتمد الساحر على الخداع ليقنع سامعيه بكلامه.
ابن إبليس: لأن الشيطان كذاب وأبو الكذاب.
عدو كل بر: يقاوم كلام البر الذى يبشر به الرسولان ويحاول إبعاد الناس عن الإيمان والتقوى.
ألاتزال: سؤال استنكارى لتوبيخ عليم لأجل تماديه فى الشر.
أعلن بولس خبث ذلك الساحر وشره، ومقاومته لعمل الله الصادق.
ع11: يد الرب عليك: يعاقبك الله لتتوب.
إلى حين: فترة مؤقتة لعله يتوب.
ضباب: صار نظره ضعيفا جدًا.
ظلمة: فقد نظره تمامًا.
ملتمسا من يقوده: عجز عن التحرك وحده، لعل شعوره بضعفه يقوده للتوبة ورفض الكبرياء.
طلب بولس من الله أن يصاب عليم الساحر بالعمى إلى حين حتى يتوب، فصار فورًا يتخبط فى الظلام محرومًا من النور، كما كان يريد أن يحرم الوالى من نور الإيمان، ولم يعرف كيف يتحرك.
ع12: مندهشًا: من قوة بشارة الرسولين والتنفيذ الفورى للعقوبة على أكبر سحرته ومشيريه، متأكدًا من صدق التعليم الجديد لتفوقه وقوته الظاهرة على تعليم الساحر المخادع.
? حقًا ما يزرعه الإنسان فإياه يحصد.. فمن أضاء سبيل الآخرين أضاء الله سبيله، ومن عمل على ضلالهم عاد عليه ضلاله. فاهتم بعمل الخير ومساعده من حولك، وابعد عن الإدانة وأى شر مهما كان مقنعًا أو الظروف المحيطة بك تساعد عليه وثق أن الخير يكافأ فى النهاية ببركات كثيرة جدًا.
(3) الخدمة فى أنطاكية بيسيدية (ع13-41):
13ثُمَّ أَقْلَعَ مِنْ بَافُوسَ بُولُسُ وَمَنْ مَعَهُ، وَأَتَوْا إِلَى بَرْجَةِ بَمْفِيلِيَّةَ. وَأَمَّا يُوحَنَّا، فَفَارَقَهُمْ وَرَجَعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 14وَأَمَّا هُمْ، فَجَازُوا مِنْ بَرْجَةَ، وَأَتَوْا إِلَى أَنْطَاكِيَةِ بِيسِيدِيَّةَ، وَدَخَلُوا الْمَجْمَعَ يَوْمَ السَّبْتِ وَجَلَسُوا. 15وَبَعْدَ قِرَاءَةِ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ، أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ رُؤَسَاءُ الْمَجْمَعِ قَائِلِينَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، إِنْ كَانَتْ عِنْدَكُمْ كَلِمَةُ وَعْظٍ لِلشَّعْبِ، فَقُولُوا.» 16فَقَامَ بُولُسُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ وَقَالَ:
«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ وَالَّذِينَ يَتَّقُونَ اللهَ، اسْمَعُوا. 17إِلَهُ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ هَذَا اخْتَارَ آبَاءَنَا، وَرَفَعَ الشَّعْبَ فِى الْغُرْبَةِ فِى أَرْضِ مِصْرَ، وَبِذِرَاعٍ مُرْتَفِعَةٍ أَخْرَجَهُمْ مِنْهَا. 18وَنَحْوَ مُدَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، احْتَمَلَ عَوَائِدَهُمْ فِى الْبَرِّيَّةِ. 19ثُمَّ أَهْلَكَ سَبْعَ أُمَمٍ فِى أَرْضِ كَنْعَانَ، وَقَسَمَ لَهُمْ أَرْضَهُمْ بِالْقُـرْعَةِ. 20وَبَعْدَ ذَلِكَ، فِى نَحْوِ أَرْبَعِمِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، أَعْطَاهُمْ قُضَاةً حَتَّى صَمُوئِيلَ النَّبِىِّ. 21وَمِنْ ثَمَّ طَلَبُوا مَلِكًا، فَأَعْطَاهُمُ اللهُ شَاوُلَ بْنَ قَيْسٍ، رَجُلًا مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ، أَرْبَعِينَ سَنَةً. 22ثُمَّ عَزَلَهُ، وَأَقَامَ لَهُمْ دَاوُدَ مَلِكًا، الَّذِى شَهِدَ لَهُ أَيْضًا، إِذْ قَالَ: “وَجَدْتُ دَاوُدَ بْنَ يَسَّى رَجُلًا حَسَبَ قَلْبِى، الَّذِى سَيَصْنَعُ كُلَّ مَشِيئَتِى.” 23مِنْ نَسْلِ هَذَا، حَسَبَ الْوَعْدِ، أَقَامَ اللهُ لإِسْرَائِيلَ مُخَلِّصًا: يَسُوعَ. 24إِذْ سَبَقَ يُوحَنَّا، فَكَرَزَ قَبْلَ مَجِيئِهِ، بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ. 25وَلَمَّا صَارَ يُوحَنَّا يُكَمِّلُ سَعْيَهُ، جَعَلَ يَقُولُ: “مَنْ تَظُنُّونَ أَنِّى أَنَا؟ لَسْتُ أَنَا إِيَّاهُ، لَكِنْ هُوَذَا يَأْتِى بَعْدِى، الَّذِى لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ أَحُلَّ حِذَاءَ قَدَمَيْهِ.”
26«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ بَنِى جِنْسِ إِبْرَاهِيمَ، وَالَّذِينَ بَيْنَكُمْ يَتَّقُونَ اللهَ، إِلَيْكُمْ أُرْسِلَتْ كَلِمَةُ هَذَا الْخَلاَصِ. 27لأَنَّ السَّاكِنِينَ فِى أُورُشَلِيمَ وَرُؤَسَاءَهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا هَذَا. وَأَقْوَالُ الأَنْبِيَاءِ الَّتِى تُقْرَأُ كُلَّ سَبْتٍ تَمَّمُوهَا، إِذْ حَكَمُوا عَلَيْهِ. 28وَمَعْ أَنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوا عِلَّةً وَاحِدَةً لِلْمَوْتِ، طَلَبُوا مِنْ بِيلاَطُسَ أَنْ يُقْتَلَ. 29وَلَمَّا تَمَّمُوا كُلَّ مَا كُتِبَ عَنْهُ، أَنْزَلُوهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَوَضَعُوهُ فِى قَبْرٍ. 30وَلَكِنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. 31وَظَهَرَ أَيَّامًا كَثِيرَةً لِلَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، الَّذِينَ هُمْ شُهُودُهُ عِنْدَ الشَّعْبِ. 32وَنَحْنُ نُبَشِّرُكُمْ بِالْمَوْعِدِ الَّذِى صَارَ لآبَائِنَا، 33إِنَّ اللهَ قَدْ أَكْمَلَ هَذَا لَنَا نَحْنُ أَوْلاَدَهُمْ، إِذْ أَقَامَ يَسُوعَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ أَيْضًا فِى الْمَزْمُورِ الثَّانِى: “أَنْتَ ابْنِى، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ.” 34إِنَّهُ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، غَيْرَ عَتِيدٍ أَنْ يَعُودَ أَيْضًا إِلَى فَسَادٍ، فَهَكَذَا قَالَ: “إِنِّى سَأُعْطِيكُمْ مَرَاحِمَ دَاوُدَ الصَّـادِقَةَ.” 35وَلِذَلِكَ قَالَ أَيْضًا فِى مَزْمُورٍ آخَرَ: “لَنْ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا.” 36لأَنَّ دَاوُدَ، بَعْدَ مَا خَدَمَ جِيلَهُ بِمَشُورَةِ اللهِ، رَقَدَ وَانْضَمَّ إِلَى آبَائِهِ، وَرَأَى فَسَادًا. 37وَأَمَّا الَّذِى أَقَامَـهُ اللهُ، فَلَـمْ يَرَ فَسَادًا. 38فَلْيَكُنْ مَعْلُومًا عِنْدَكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، أَنَّهُ بِهَذَا يُنَادَى لَكُمْ بِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، 39وَبِهَذَا يَتَبَرَّرُ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ مَا لَمْ تَقْدِرُوا أَنْ تَتَبَرَّرُوا مِنْهُ بِنَامُوسِ مُوسَى. 40فَانْظُرُوا، لِئَلاَّ يَأْتِىَ عَلَيْكُمْ مَا قِيلَ فِى الأَنْبِيَاءِ: 41″اُنْظُرُوا أَيُّهَا الْمُتَهَاوِنُونَ وَتَعَجَّبُوا، وَاهْلِكُوا، لأَنَّنِى عَمَلًا أَعْمَلُ فِى أَيَّامِكُمْ، عَمَلًا لاَ تُصَدِّقُونَ إِنْ أَخْبَرَكُمْ أَحَدٌ بِهِ.”»
ع13: برجة بمفيلية: بمفيلية مقاطعة فى غرب كيليكية بتركيا الحالية، ومدينة برجة هى عاصمة بمفيلية.
انتقل الرسولان بحرًا إلى سواحل تركيا، وهنا فارق مارمرقس الرسولين وعاد إلى أورشليم وتركهما. ولم يذكر لوقا سبب المفارقة، ولكن نعلم فيما بعد أن بولس الرسول تضـايق من هذا، أما برنابا فالتمس العذر له واختلف مع بولس بعد فترة بسبب ما فعله مرقس (ص15: 37-39)، ولكن بولس الرسول عاد وأظهر محبته وثقته فيه (2تى4: 11).
ع14: بيسيدية: مقاطعة تقع شمال برجة وعاصمتها مدينة أنطاكية، وهى غير مدينة أنطاكية التى تقع فى سوريا، والطريق إليها من برجة جبلى وعر وفيه لصوص كثيرون، فكان الرسولان معرضين لأخطار كثيرة احتملاها متكلين على الله.
دخلوا المجمع: كانت مدينة أنطاكية بيسيدية فيها عدد كبير من اليهود واليونانيين المتهودين.
جلسوا: فى مكان جلوس المعلمين، إذ كان معتادًا أن يمر وعاظ ومعلمون يهود على المجامع فى البلاد المختلفة ويعظون بها.
تحرك بولس وبرنابا ومن معهم مجتازين ببرجه دون أن يبشروا بها، وجاءوا إلى أنطاكية بيسيدية ودخلوا المجمع ليبدأوا الكرازة به كعادتهم.
ع15: الرجال الأخوة: ظهر على الرسولين من هيئتهما وملابسهما أنهما غريبان ولكن بدت عليهما المعرفة، وجلوسهما فى مكان المعلمين أظهر أنهما يهودان فاهمان فى الأسفار المقدسة وقادران على التعليم.
بعد القراءة من أسفار موسى والأنبياء، طلب منهما رؤساء المجمع أن يعظا إن أرادا.
ع16: فقام بولس: يستمر هنا تقدم بولس فى الكلام والوعظ عن برنابا مع أن الأخير معروف بالوعظ، ولكن بولس تفوق واشتهر عنه.
أشار بيده: ليصمتوا وينتبهوا إلى ما سيقوله.
الإسرائيليون: اليهود بنى إسرائيل.
الذين يتقون الله: اليونانيون الدخلاء الذين يحبون سماع التعاليم اليهودية ولم يتهودوا بعد.
بدأ بولس أول عظة مسجلة له فى الكتاب المقدس، وهى تشبه إلى حد كبير عظة الشهيد استفانوس، إذ تستعرض تاريخ الأمة اليهودية كله حتى مجىء المسيح وصلبه وقيامته.
ع17-18: اختار آباءنا: تكلم بولس كيهودى، فدعى الآباء آباءنا، ويقصد بالآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب وأولاده الإثنى عشر.
رفع الشعب: باركهم بكثرة النسل والقوة.
بذراع مرتفع: يقصد الضربات العشر وشق البحر الأحمر.
عوائدهم: تذمراتهم ومحاولتهم الرجوع إلى مصر ورفض دخول أرض الميعاد.
تحدث بولس عن اختيار الله لإبراهيم ونسله وغربتهم فى مصر وخروجهم منها بمعجزات الله، ثم رحلتهم فى البرية أربعين سنة والتى امتلأت تذمرًا.
ع19: عندما وصل بنو إسرائيل أرض الموعد فى كنعان، قسم لهم يشوع أرض سبع أمم هم، الحثيين والجرجاشيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين، بعد أن أهلك هذه الشعوب. وكانت أرض كنعان هى الأرض المنخفضة غرب الأردن، وأرض آرام هى الأرض المرتفعة شرق الأردن.
ع20: لم يطرد بنو إسرائيل كل سكان الأرض الأشرار متهاونين فى تنفيذ وصايا يشوع، فقاموا عليهم واحتلوهم وأذلوهم، فصرخوا إلى الله الذى أرسل لهم قضاة حرروهم وكان ذلك فيما يسمى بعصر القضاة الذى استغرق 450 عامًا، وآخر هؤلاء القضاة هو صموئيل النبى.
ع21: طلب بنو إسرائيل من صموئيل أن يختار لهم ملكًا، فغضب ووبخهم لأن الله هو ملكهم ولكن الله وافق ليرضيهم، وأعطاهم شاول البنيامينى الذى طلبوه وحكمهم 40 سنة.
ع22: رفض الله شاول الملك بشره، ومسح داود بيد صموئيل ملكًا. وكان داود مطيعًا لله وقلبه نقى مثله ويسلك بمشيئته.
ع23: وعد الله أن يقيم مخلصا من نسل داود، وتمم هذا فأعطى لشعبه إسرائيل يسوع المسيح مخلصًا (2صم7: 12، 13، 16، مز89: 36-37). وهذه الآية هى هدف عظة بولس الرسول وما قبلها تمهيد لها.
ع24-25: يكمل سعيه: يكمل خدمته وبشارته بعد تعميده الناس للتوبة.
يوحنا المعمدان، المعروف عند جميع اليهود بعظمته وصدق كلماته، مَهَّد لمجىء يسوع المسيح بمعمودية التوبة، معترفًا بضعفه أمام المسيح العظيم الآتى بعده.
ع26: الإخوة: تعبير محبة لطيف لليهود السامعين يجتذبهم إلى الإيمان.
بنى جنس إبراهيم: اليهود الذين يعتزون ببنوتهم لإبراهيم.
بينكم يتقون الله: يقصد اليونانيين الدخلاء الذين يحبون سماع التعاليم اليهودية أى الأمم المحبين لله.
كلمة هذا الخلاص: التبشير بالمسيح المخلص.
بدأ بولس بلطف يدعو سامعيه من اليهود والأمم أن يقبلوا الإيمان بالمسيح المخلص.
ع27: لم يعرفوا هذا: لم يفهموا أن يسوع هو المسيا المنتظر، لأنهم ظنوا أن المسيا ملك أرضى وليس روحيًا.
أقوال الأنبياء: التى تظهر أن المسيا سيتألم ويموت عن شعبه.
حكموا عليه: أنه مستوجب الموت.
رفض اليهود الساكنين فى أورشليم، حيث الهيكل، الإيمان بيسوع المسيح واضطهدوه بل حكموا عليه بالموت، وبهذا تمموا نبوات الأنبياء.
ع28: حاول يهود أورشليم اصطياد أى خطأ على المسيح طوال حياته فلم يجدوا، وثبت بره وبراءته ومع هذا، فى شرهم، طلبوا من بيلاطس الوالى قتله.
ع29: الخشبة: الصليب
بعدما أكمل رؤساء الكهنة الاتفاق مع يهوذا تلميذ المسيح على تسليمه، قبضوا عليه وضربوه واستهزأوا به وصلبوه حتى مات ودفن فى القبر.
ع30: ظن اليهود أنهم تخلصوا من المسيح، لكنهم فوجئوا بقيامته فى اليوم الثالث. وقد قال: الله أقامه، ويعنى بذلك أن الأب بإرادته والابن بلاهوته هو من أقاما جسده من الموت فى اليوم الثالث.
ع31: أيامًا كثيرة: أربعون يومًا.
الذين صعدوا معه من الجليل: الإثنا عشر والرسل وكثير من تلاميذه وتابعيه.
أكد المسيح قيامته بظهوره مرات كثيرة خلال أربعين يومًا بعد قيامته لتلاميذه الذين يكرزون باسمه ويشهدون بقيامته.
ع32: الموعد: وعد الله لإبراهيم وإسحق ويعقوب وكل آباء الأمة اليهودية بالمسيا المنتظر.
كما كرز الرسل فى أورشليم واليهودية، يكرز الآن بولس وبرنابا فى أنطاكية بيسيدية لتحقيق وعد الله بالخلاص للعالم كله فى المسيح يسوع.
ع33: استشهد بولس بالمزمور الثانى الذى تحدث عن ألوهية المسيح، وأنه الأزلى ابن الله والذى ولد كإنسان متجسد فى زمان محدد ليخلص العالم، هذا قد تممه الله لنا فى هذه الأيام بفداء المسيح وموته وقيامته.
ع34: يعود أيضا إلى فساد: لا يموت ثانية مثل القائمين من الأموات أمثال لعازر وابنة يايرس وابن أرملة نايين.
مراحم داود: وعود الله لداود للخلاص الذى يتم فى المسيح ونناله فى كنيسة العهد الجديد.
قام المسيح من الأموات قيامة لا موت بعدها ليمتع البشر بمراحم المسيح بن داود.
ع35-37: ذكر داود فى (مز16: 10) أن جسده أى جسد المسيح لن يرى فسادًا، وطبعًا هذا عن المسيح وليس عن داود، الذى مات ودفن مع آبائه وتحلل جسده بعد أن أتم خدمته كملك، أما المسيح فهو الذى قام ولم يرَ فسادًا.
ع38-39: فليكن معلومًا: إظهارًا لأهمية الأقوال التالية.
بهذا: الإيمان بالمسيح.
ناموس موسى: يبين الخطية وعقابها ومكافأة تنفيذ الوصية، ولكنه يعجز عن تبرير الإنسان، فالذى يبررنا هو المسيح فقط بدمه.
هذه هى رسالة الغفران، أى النجاة من العقاب، والتبرير، أى البراءة والإنقاذ من الشر. وهكذا ننجوا به من سلطان الخطية اليومى ومن عقابها الأبدى، الأمر الذى عجز الناموس عن منحه لنا.
ع40-41: المتهاونون: الرافضون طاعة كلام الله سواء أيام حبقوق أو البشارة بالمسيح.
تعجبوا: لا تصدقون وتفهمون.
اهلكوا: نزول العقاب الإلهى على اليهود أيام حبقوق، أو قتل اليهود عام 70م بأورشليم.
عملاً أعمل فى أيامكم: الهلاك الذى يتم لرافضى الإيمان.
عملا لا تصدقون إن أخبركم أحد به: هلاك فظيع لرافضى كلام الله سواء بالسبى البابلى أيام حبقوق أو الهلاك بتدمير الهيكل وأورشليم عام 70م، وكل هذا إنذار للعذاب الفظيع فى النار الأبدية.
حذرهم بولس الرسول من التهاون بالرسالة لئلا يتم فيهم قول الأنبياء فى “حب1: 5” عن المتهاونين فى حياتهم مع الله فأتى عليهم السبى البابلى تأديبا لهم، وللأسف لم يصدقوا نبوته حتى هلكوا فعلا بيد البابليين. ونلاحظ أنه بعد عشرين سنة من هذه العظة حل الهلاك والخراب بأورشليم على يد الرومان.
هذه رسالة الخلاص المقدمة لنا لفائدتنا.
? إن الله يناديك لتتوب، فلا ترفض صوته المرسل لك فى الكتاب المقدس وعلى فم الآباء والمعلمين فى الكنيسة. إن فرصة التوبة متاحة الآن لتتمتع بغفرانه، بل يفيض عليك بنعمته وينقذك من الهلاك الأبدى.
(4) مقاومة بولس فى أنطاكية بيسيدية (ع42-52):
42وَبَعْدَ مَا خَرَجَ الْيَهُودُ مِنَ الْمَجْمَعِ، جَعَلَ الأُمَمُ يَطْلُبُونَ إِلَيْهِمَا أَنْ يُكَلِّمَاهُمْ بِهَذَا الْكَلاَمِ فِى السَّبْتِ الْقَادِمِ. 43وَلَمَّا انْفَضَّتِ الْجَمَاعَةُ، تَبِعَ كَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ وَالدُّخَلاَءِ الْمُتَعَبِّدِينَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا، اللَّذَيْنِ كَانَا يُكَلِّمَانِهِمْ وَيُقْنِعَانِهِمْ أَنْ يَثْبُتُوا فِى نِعْمَةِ اللهِ. 44وَفِى السَّبْتِ التَّالِى، اجْتَمَعَتْ كُلُّ الْمَدِينَةِ تَقْرِيبًا لِتَسْمَعَ كَلِمَةَ اللهِ. 45فَلَمَّا رَأَى الْيَهُودُ الْجُمُوعَ، امْتَلأُوا غَيْرَةً، وَجَعَلُوا يُقَاوِمُونَ مَا قَالَهُ بُولُسُ، مُنَاقِضِينَ وَمُجَدِّفِينَ. 46فَجَاهَرَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا وَقَالاَ: «كَانَ يَجِبُ أَنْ تُكَلَّمُوا أَنْتُمْ أَوَّلًا بِكَلِمَةِ اللهِ، وَلَكِنْ، إِذْ دَفَعْتُمُوهَا عَنْكُمْ، وَحَكَمْتُمْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُسْتَحِقِّينَ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، هُوَذَا نَتَوَجَّهُ إِلَى الأُمَـمِ. 47لأَنْ هَكَذَا أَوْصَانَا الرَّبُّ: “قَدْ أَقَمْتُكَ نُورًا لِلأُمَـمِ، لِتَكُونَ أَنْتَ خَلاَصـًا إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ.”» 48فَلَمَّا سَمِعَ الأُمَمُ ذَلِكَ، كَانُوا يَفْرَحُونَ وَيُمَجِّدُونَ كَلِمَةَ الرَّبِّ، وَآمَنَ جَمِيعُ الَّذِينَ كَانُوا مُعَيَّنِينَ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، 49وَانْتَشَرَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ فِى كُلِّ الْكُورَةِ. 50وَلَكِنَّ الْيَهُودَ حَرَّكُوا النِّسَاءَ الْمُتَعَبِّدَاتِ الشَّرِيفَاتِ وَوُجُوهَ الْمَدِينَةِ، وَأَثَارُوا اضْطِهَادًا عَلَى بُولُسَ وَبَرْنَابَا، وَأَخْرَجُوهُمَا مِنْ تُخُومِهِمْ. 51أَمَّا هُمَا، فَنَفَضَا غُبَارَ أَرْجُلِهِمَا عَلَيْهِمْ، وَأَتَيَا إِلَى إِيقُونِيَةَ. 52وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ، فَكَانُوا يَمْتَلِئُونَ مِنَ الْفَرَحِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.
ع42: بعد انتهاء العظة، تأثر السامعون، وخاصة الأمميين أى اليونانيين المتعبدين الذين يحبون حضور مجامع اليهود والاستماع إلى الوعظات ولكنهم لم يتهودوا بعد، وعبروا عن أشواقهم للتعليم الجديد بطلبهم من الرسولين أن يكملا تعليمهما السبت القادم، وهو ميعاد الاجتماع الأسبوعى فى المجمع.
ع43: الدخلاء المتعبدين: اليونانيين المحبين لسماع التعاليم اليهودية فى المجمع.
لم ينتظر السامعون المعجبون بكلام الرسولين السبت القادم لسماع الكلام عن المسيح، بل تبعوا الرسولين وكان التابعون ليسوا فقط من الأمم بل أيضا من اليهود، فكانوا يذهبون إليهما فى المنزل الذى أقاما فيه لسماع تعاليمهما، أما الرسولين فانتهزا هذه الفرص وأخذا يثبتان إيمانهم بالمسيح الذى بدأ داخلهم.
ع44-45: كل المدينة: ليس فقط اليهود بل الأمم الوثنيين أيضا، فمعظم المدينة سكانها من الوثنيين.
غيرة: إذ شعروا أن التعاليم اليهودية لم تجذب الوثنيين مثل التعليم الجديد، ولأنهم يعتبرون اليهود متميزين عن الأمم فكيف يتساوون الآن فى الإيمان المسيحى.
يقاومون: يقدمون أدلة ضد التعليم الجديد للتشكيك فيه.
مناقضين: إعلان أن التعليم الصحيح هو اليهودى وإظهار خطأ التعليم الجديد.
مجدفين: معلنين أن المسيا المنتظر ليس هو يسوع الضعيف الذى تألم ومات.
عندما اجتمع أناس كثيرون جدًا فى السبت التالى بالمجمع، غار اليهود من نجاح الرسولين، وبدأوا يقاومونهما ويجدفون على البشارة.
ع46-47: فجاهر: لم يخاف بل أعلن التعليم الصحيح وخطر اليهود فى مقاومتهم له.
تكلموا أنتم أولاً: إرادة الله أن يبشر اليهود أولاً بالمسيح، لأنهم شعب الله العارفين بالنبوات ومنتظرين المسيا فيكون لهم استعداد أكبر للإيمان.
دفعتموها عنكم: رفضتم الإيمان.
غير مستحقين للحياة الأبدية: ستنالون عقاب رفض الإيمان وهو العذاب الأبدى.
نتوجه إلى الأمم: التركيز على البشارة للأمم.
نورًا للأمم: المسيح نور العالم كله، ورسله وخدامه يبشرون به الأمم فيخرجونهم من ظلمة الخطية إلى نور الإيمان.
خلاصا إلى أقصى الأرض: خلاص المسيح مقدم للعالم كله وليس لليهود فقط.
واجههم الرسولان بأن رفضهم لكلمة الله يؤكد عدم استحقاقهم لها، وأنهما سيبشران الأمم بحسب نبوة إشعياء النبى (إش49: 6) بحق الأمم فى الخلاص.
ع48-49: ذلك: أى الخلاص مقدم للأمم كما لليهود.
يمجدون كلمة الرب: تمسكوا بالإيمان وشكروا الله.
فرح الأمم جدًا وآمن كثيرون كانوا معروفين لدى الله بسابق علمه، ولهم نصيب فى الحياة الأبدية، وانتشرت كلمة الرب فى المنطقة.
ع50: حركوا: تكلموا على الرسولين وأظهروا خطأ تعاليمهما، وأثاروا النساء وولاة المدينة ضدهم.
النساء المتعبدات: الوثنيات الأصل ويهتمون بحضور مجمع اليهود وسماع تعاليمه، سواء صرن يهوديات أو ما زلن وثنيات ويحببن فقط سماع التعاليم اليهودية.
الشريفات: الغنيات ذوات المركز الكبير فى المجتمع.
وجوه المدينة: عظماء وكبار المدينة الذين يؤثرون فى قيادة المجتمع، وهم غالبًا أقرباء أو معارف للنساء الشريفات فيتأثرون بكلامهن.
اضطهادًا: بشكل توبيخ واستهزاء.
أخرجوهما: طردوهما من المدينة باحتقار.
دفع اليهود بعض النساء من الأمم ممن لهن مركز فى المجتمع، فأثاروا اضطهادًا على الرسولين وطردوهما من المدينة.
ع51: عليهم: شهادة على اليهود الذين طردوهم أنهم يرفضون الإيمان.
أيقونية: مدينة فى آسيا الصغرى جنوب شرق أنطاكية بيسيدية وتبعد 50 ميل عن أنطاكية.
أتم الرسولان وصية المسيح بنفض غبار أرجلهما عن المدينة (لو9: 5)، إعلانًا منهما أنهما لا يبغيان أى مصلحة شخصية من البشارة، فلم يأخذا شيئا من المدينة حتى تراب الأرض، ثم جاءا إلى أيقونية بتركيا أيضًا.
ع52: التلاميذ: الذين آمنوا بالمسيح وصاروا من تلاميذه، إذ كان المسيحيون يسموا تلاميذًا.
كان المؤمنون الجدد فى غاية الفرح بالإيمان وبعمل الروح القدس رغم الضيق والاضطهاد.
? مسيحيتنا كفيلة بأن تبهج قلوبنا مهما وجدنا من متاعب فى العالم.
فلنتمسك بوصايا الله حتى لو عارضنا الآخرون، ونقدم محبتنا وخدمتنا للكل بلا توقف فهى تكسب القلوب فى النهاية.