خطاب بولس لليهود فى الهيكل
(1) رؤيا بولس فى طريق دمشق (ع 1-11 ):
1«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ وَالآبَاءُ، اسْمَعُوا احْتِجَاجِى الآنَ لَدَيْكُمْ.» 2فَلَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُ يُنَادِى لَهُمْ بِاللُّغَةِ الْعِبْرَانِيَّةِ، أَعْطَوْا سُكُوتًا أَحْرَى. فَقَالَ: 3«أَنَا رَجُلٌ يَهُودِىٌّ، وُلِدْتُ فِى طَرْسُوسَ كِيلِيكِيَّةَ، وَلَكِنْ رَبَيْتُ فِى هَذِهِ الْمَدِينَةِ، مُؤَدَّبًا عِنْدَ رِجْلَىْ غَمَالاَئِيلَ، عَلَى تَحْقِيقِ النَّامُوسِ الأَبَوِىِّ. وَكُنْتُ غَيُورًا لِلَّهِ كَمَا أَنْتُمْ جَمِيعُكُمُ الْيَوْمَ. 4وَاضْطَهَدْتُ هَذَا الطَّرِيقَ حَتَّى الْمَوْتِ، مُقَيِّدًا وَمُسَلِّمًا إِلَى السُّجُونِ رِجَالاً وَنِسَاءً، 5كَمَا يَشْهَدُ لِى أَيْضًا رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ الْمَشْيَخَةِ الَّذِينَ، إِذْ أَخَذْتُ أَيْضًا مِنْهُمْ رَسَائِلَ لِلإِخْوَةِ إِلَى دِمَشْقَ، ذَهَبْتُ لآتِى بِالَّذِينَ هُنَاكَ إِلَى أُورُشَلِيمَ مُقَيَّدِينَ لِكَىْ يُعَاقَبُوا. 6فَحَدَثَ لِى وَأَنَا ذَاهِبٌ وَمُتَقَرِّبٌ إِلَى دِمَشْقَ، أَنَّهُ، نَحْـوَ نِصْفِ النَّهَارِ، بَغْتَةً أَبْرَقَ حَـوْلِى مِنَ السَّـمَاءِ نُـورٌ عَظِيمٌ. 7فَسَقَطْتُ عَلَى الأَرْضِ، وَسَمِعْتُ صَوْتًا قَائِلاً لِى: “شَاوُلُ، شَاوُلُ، لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِى؟” 8فَأَجَبْتُ: “مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟” فَقَالَ لِى: “أَنَا يَسُوعُ النَّاصِرِىُّ الَّذِى أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ.” 9وَالَّذِينَ كَانُوا مَعِى نَظَرُوا النُّورَ وَارْتَعَبُوا، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا صَوْتَ الَّذِى كَلَّمَنِى. 10فَقُلْتُ: “مَاذَا أَفْعَلُ يَا رَبُّ؟” فَقَالَ لِى الرَّبُّ: “قُمْ وَاذْهَبْ إِلَى دِمَشْقَ، وَهُنَاكَ يُقَالُ لَكَ عَنْ جَمِيعِ مَا تَرَتَّبَ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ.” 11وَإِذْ كُنْتُ لاَ أُبْصِرُ مِنْ أَجْلِ بَهَاءِ ذَلِكَ النُّورِ، اقْتَادَنِى بِيَدِى الَّذِينَ كَانُوا مَعِى، فَجِئْتُ إِلَى دِمَشْقَ.
ع1: بدأ بولس دفاعه عن نفسه بأن قدم لمن ضربوه احتراما شديداً، فدعاهم إخوه وآباء، مشيرا إلى أصله اليهودى واحتراما منه للكبار رغم خطأهم فى حقه، وطلب منهم الإنصات لدفاعه عن نفسه.
ع2: استخدم بولس فى حديثة اللغة العبرانية لكى يكسب تعاطفهم، ونجح فى أن يجعلهم يصمتون ليسمعوه لأنهم كانوا يظنون أنه سيخاطبهم باليونانية التى يفهمونها أيضا، ولكنه تكلم باللغة الوطنية ليظهر تمسكه بحياته اليهودية وبالشريعة، فجذب انتباههم وإنصاتهم.
ع3: رجلى: كانت العادة قديما أن يجلس المعلم على كرسى والتلاميذ أمامه على الأرض.
تحقيق الناموس: دراسة الناموس بكل تدقيق.
الأبوى: المستلم من الآباء.
غيورا: متمسكا بشريعة الله بحماس واهتمام.
بدأ بولس يحكى عن سيرته السابقة كيهودى ولد فى طرسوس بتركيا، ولكنه أُرسِلَ ليدرس الشريعة فى أورشليم، وتتلمذ على يدى غمالائيل المعلم اليهودى المشهور، الذى كان الكل يحترمه لسعة مداركه واعتدال فكره، وهو من السبعين شيخا لمجمع اليهود الأعلى أى السنهدريم، وفى أورشليم تعلم وتدرب على تنفيذ الناموس بكل غيرة وتدقيق.
ع4: اضطهد بولس المسيحية عند ظهورها، وكانت المسيحية تسمى “الطريق”، لأن أبناءها اعتبروها طريقا للوصول إلى الله، ولا ننسى قول السيد المسيح “أنا هو الطريق” (يو14: 6)، وكان يقبض على المسيحيين رجالا ونساء بكل قسوة ويقيدهم ويقودهم إلى الحبس والموت، بل هو الذى وقف ليحرس ملابس راجمى استفانوس.
ع5: استشهد بولس برئيس الكهنة وأعضاء المجمع الأعلى، لأنهم سبق وأعطوه رسائل إلى مجمع اليهود بدمشق ليقبض على من تنصر من اليهود ويحضره لأورشليم ليحاكم ويعاقب.
ع6: أعلن بولس سبب تحوله من اضطهاد المسيحية إلى الإيمان بها، وهو إعلان إلهى له من السماء. فبينما كان فى الطريق إلى دمشق، ظهرت له رؤيا ظهرًا، رأى فيها نورا عظيما.
ع7: سقط بولس على الأرض وسمع صوت المسيح يعاتبه بسبب اضطهاده له، فاضطهاده للمسيحيين هو اضطهاد للمسيح نفسه.
ع8: عندما سأل بولس صاحب الصوت عن شخصيته، أجاب أنه يسوع المسيح الذى يضطهده بولس.
ع9: يشهد من كان مع بولس من اليهود أنهم نظروا النور وارتعبوا، ولكن مع سمعهم للصوت لم يفهموا الكلام.
ونلاحظ أنه لا اختلاف حقيقى بين ما ذكره بولس هنا وما ذكر فى نفس السفر بالإصحاح التاسع فى وصف الرؤيا. فالذين مع بولس قد ذكر أنهم سمعوا الصوت ولم ينظروا أحدا، أى أنهم سمعوا صوتا دون أن يفهموا الكلام بالوضوح والتفصيل. ورأوا النور ولكن لم يميزوا فيه شخصا محددا، وهذا يطابق ما جاء هنا. إذاً فلا اختلاف بين النصين.
ع10: طلب المسيح من بولس أن يدخل دمشق حيث رتب الله له ما يفعله بقية حياته.
ع11: إذ فقد بصره لمدة مؤقتة لشدة وهج النور، اقتاده رفقاؤه بقيه الطريق إلى دمشق.
? إن كنت تخطئ عن غير قصد، فنعمة الله لا ترفضك وترشدك للتوبة والرجوع إليه. فكن مطيعا لصوت الله، تتمتع برعايته ويتمجد فيك وبك.
(2) معمودية بولس (ع 12-16 ):
12«ثُمَّ إِنَّ حَنَانِيَّا، رَجُلاً تَقِيًّا حَسَبَ النَّامُوسِ، وَمَشْهُودًا لَهُ مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِ السُّكَّانِ، 13أَتَى إِلَىَّ وَوَقَفَ، وَقَالَ لِى: “أَيُّهَا الأَخُ شَاوُلُ، أَبْصِرْ!” فَفِى تِلْكَ السَّاعَةِ نَظَرْتُ إِلَيْهِ، 14فَقَالَ: “إِلَهُ آبَائِنَا انْتَخَبَكَ لِتَعْلَمَ مَشِيئَتَهُ، وَتُبْصِرَ الْبَارَّ، وَتَسْمَعَ صَوْتًا مِنْ فَمِهِ. 15لأَنَّكَ سَتَكُونُ لَهُ شَاهِدًا لِجَمِيعِ النَّاسِ بِمَا رَأَيْتَ وَسَمِعْتَ. 16وَالآنَ، لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ قُمْ وَاعْتَمِدْ وَاغْسِلْ خَطَايَاكَ، دَاعِيًا بِاسْمِ الرَّبِّ.”
ع12-13: حكى بولس أن حنانيا، وهو رجل مدقق فى حفظ الناموس ويشهد الجميع بتقواه، وهو يهودى قد تنصر بل وصار كاهنا، وقد جاء وصلى فعاد له بصره فى الحال.
ع14: تعلم مشيئته: التعاليم المسيحية والخلاص الذى أتمه المسيح على الصليب.
البار: المسيح.
من فمه: التعاليم المباشرة من المسيح فى خلوته معه ثلاث سنوات فى البرية.
أعلن الرسول أن المسيح قد اختاره ليراه ويسمع صوته، لذلك تعتبر الكنيسة أن بولس رسول مثل الإثنى عشر رسولا، لأنه سمع الدعوى من الرب وتكلم معه مثلهم، عندما انفرد معه ثلاث سنوات فى البرية (غل1: 17-18).
ع15: كان ينبغى على بولس بعد هذه الرؤيا واختلائه مع المسيح بالبرية أن يشهد له ويبشر به بين اليهود والأمم.
ع16: طلب حنانيا من بولس أن يسرع لنوال المعمودية لغفران خطاياه. وهذا يوضح أن المعمودية سر كنسى وليست ماءً عاديا، لأنها تغفر الخطايا. كما طلب منه أن يصلى داعيا باسم المسيح كإله، فطقس المعمودية يتضمن إعلان إيمان المعمد بالمسيح.
? نعمة كبيرة أن تعرف المسيح وترتبط بالكنيسة. فاهتم أن تتعمق فى معرفة الله فى كنيسته وتخضع لمشيئته التى يعلنها لك فى كتابه المقدس وعلى يد أب اعترافك. واهتم أن تعلم وتجذب الآخرين للتمتع معك بعشرة الله فى الكنيسة.
(3) رؤيا بولس فى الهيكل وهياج اليهود عليه (ع 17-24 ):
17«وَحَدَثَ لِى بَعْدَ مَا رَجَعْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَكُنْتُ أُصَلِّى فِى الْهَيْكَلِ، أَنِّى حَصَلْتُ فِى غَيْبَةٍ، 18فَرَأَيْتُهُ قَائِلاً لِى: “أَسْرِعْ وَاخْرُجْ عَاجِلاً مِنْ أُورُشَلِيمَ، لأَنَّهُمْ لاَ يَقْبَلُونَ شَهَادَتَكَ عَنِّى.” 19فَقُلْتُ: “يَا رَبُّ، هُمْ يَعْلَمُونَ أَنِّى كُنْتُ أَحْبِسُ وَأَضْرِبُ فِى كُلِّ مَجْمَعٍ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِكَ. 20وَحِينَ سُفِكَ دَمُ اسْتِفَانُوسَ شَهِيدِكَ، كُنْتُ أَنَا وَاقِفًا وَرَاضِيًا بِقَتْلِهِ، وَحَافِظًا ثِيَابَ الَّذِينَ قَتَلُوهُ.” 21فَقَالَ لِى: “اذْهَبْ، فَإِنِّى سَأُرْسِلُكَ إِلَى الأُمَمِ بَعِيدًا.”»
22فَسَمِعُوا لَهُ حَتَّى هَذِهِ الْكَلِمَةَِ، ثُمَّ رَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ قَائِلِينَ:«خُذْ مِثْلَ هَذَا مِنَ الأَرْضِ، لأَنَّهُ كَانَ لاَ يَجُوزُ أَنْ يَعِيشَ.» 23وَإِذْ كَانُوا يَصِيحُونَ وَيَطْرَحُونَ ثِيَابَهُمْ، وَيَرْمُونَ غُبَارًا إِلَى الْجَوِّ، 24أَمَرَ الأَمِيرُ أَنْ يُذْهَبَ بِهِ إِلَى الْمُعَسْكَرِ، قَائِلاً أَنْ يُفْحَصَ بِضَرَبَاتٍ، لِيعْلَمَ لأَىِّ سَبَبٍ كَانُوا يَصْرُخُونَ عَلَيْهِ هَكَذَا.
ع17: عاد بولس من دمشق إلى أورشليم بعد حوالى ثلاث سنوات قضاها فى الصحراء العربية المجاورة لدمشق، استلم فيها الإيمان من المسيح نفسه كرسول (1كو11: 23). وبينما هو يصلى فى الهيكل، غاب عن وعيه. فهو يعلن هنا أن تنصره لم يبعده عن الصلاة فى الهيكل أو التمسك بوعود الله للآباء وتعاليمهم، وذلك ليكسب اليهود وسامعيه عندما يروا أنه ما زال مثلهم.
ع18: رأى المسيح فى رؤيا، طالبا منه أن يخرج من أورشليم بسرعة، حيث أن أهلها لن يقبلوا شهادته.
ع19-20: ظن بولس أن ماضيه الذى يعرفونه فى اضطهاده للمسيحية، سيكون حافزا لهم لقبول شهادته وبالذات موقفه فى قتل استفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء، وموافقته التامة على ذلك القتل بحفظه ثياب راجميه. فإن كان مضطهدا لهذه الدرجة للمسيحية، فلابد أن تحوله واقتناعه بها كان لأسباب قوية ومقنعة مما يجعل اليهود يقبلون كلامه ويتأثرون به.
ع21: أرسل المسيح بولس للكرازة بين الأمم بعيدا عن أورشليم وأمة اليهود. ومعنى هذا أن كرازة بولس للأمم هى أمر إلهى وليس ضد اليهود أو إهمالا لتعليم الآباء.
ع22: هنا هاج اليهود جدا لأنه اعتبر الأمم أفضل منهم، وطالبوا الأمير بقتله إذ أنهم كانوا يعتقدون أن الخلاص لليهود فقط ويحتقرون الأمم، ولم يفهموا نبوات الأنبياء عن إيمان الأمم وخلاصهم.
ع23: أخذ اليهود يصيحون معبرين عن شدة غضبهم عليه، وخلعوا ثيابهم وطرحوها كأنهم يستعدون لرجمه، وحتى لا تعوقهم عن حركة أيديهم فى الرجم. ورموا الغبار إلى الجو بدلا من رمى الحجارة على بولس، حيث أن الأمير منعهم من ذلك، وهم لا يدرون أنهم يرفضون فرصة إيمانهم بكرازة بولس والتى ربما تكون الأخيرة، كما رفضوا من قبل افتقاد المسيح لأورشليم عندما بكى عليها (لو19: 41).
ع24: أمر الأمير بإنهاء الخطاب وأخذه إلى القلعة وتعذيبه بالضرب، حتى يقر بما فعل من شر جعل اليهود يكرهونه هكذا، خاصة أن الأمير لم يكن يعرف اللغة العبرية التى ألقى بها بولس خطابه.
? جيد للإنسان أن يميز صوت الله ولا يرفضه كما فعل هؤلاء، فقد تكون هذه هى الفرصة الأخيرة للتوبة وتأتى بعدها قساوة القلب بالخطية. فافحص نفسك بكل كلمة يرسلها الله لك وراجع نفسك كل يوم قبل أن تنام، حتى إذا كنت قد اندفعت فى غضب أو استهانة ورفضت كلام الله، تعود فتخضع له وتتوب.
(4) محاولة جلد بولس (ع 25-30 ):
25فَلَمَّا مَدُّوهُ لِلسِّيَاطِ، قَالَ بُولُسُ لِقَائِدِ الْمِئَةِ الْوَاقِفِ: «أَيَجُوزُ لَكُمْ أَنْ تَجْلِدُوا إِنْسَانًا رُومَانِيًّا غَيْرَ مَقْضِىٍّ عَلَيْهِ؟» 26فَإِذْ سَمِعَ قَائِدُ الْمِئَةِ، ذَهَبَ إِلَى الأَمِيرِ وَأَخْبَرَهُ قَائِلاً: «انْظُرْ مَاذَا أَنْتَ مُزْمِعٌ أَنْ تَفْعَلَ! لأَنَّ هَذَا الرَّجُلَ رُومَانِىٌّ.» 27فَجَاءَ الأَمِيرُ وَقَالَ لَهُ: «قُلْ لِى: أَنْتَ رُومَانِىٌّ؟» فَقَالَ: «نَعَمْ.» 28فَأَجَابَ الأَمِيرُ: «أَمَّا أَنَا، فَبِمَبْلَغٍ كَبِيرٍ اقْتَنَيْتُ هَذِهِ الرَّعَوِيَّةَ.» فَقَالَ بُولُسُ: «أَمَّا أَنَا، فَقَدْ وُلِدْتُ فِيهَا.» 29وَلِلْوَقْتِ، تَنَحَّى عَنْهُ الَّذِينَ كَانُوا مُزْمِعِينَ أَنْ يَفْحَصُوهُ. وَاخْتَشَى الأَمِيرُ لَمَّا عَلِمَ أَنَّهُ رُومَانِىٌّ، وَلأَنَّهُ قَدْ قَيَّدَهُ.
30وَفِى الْغَدِ، إِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَعْلَمَ الْيَقِينَ: لِمَاذَا يَشْتَكِى الْيَهُودُ عَلَيْهِ؟ حَلَّهُ مِنَ الرِّبَاطِ، وَأَمَرَ أَنْ يَحْضُرَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَكُلُّ مَجْمَعِهِمْ؛ فَأَحْدَرَ بُولُسَ وَأَقَامَهُ لَدَيْهِمْ.
ع25-26: عندما قيدوا بولس تمهيدا لجلده، قال لقائد المئة الذى كلفه الأمير بالإشراف على ذلك أنه رومانى الجنسية وغير مسموح بجلده. فأسرع قائد المئة وأخبر الأمير ذلك، لأن من يجلد رومانيا يعاقب بالموت بحسب القانون الرومانى.
ع27: جاء الأمير فورا إلى بولس، وتأكد منه شخصيا أنه رومانى، حيث أن عقوبة من يدعى ذلك كذباً هى الموت؛ وتعجب أن له هذا الامتياز، فقد كان يظنه يهوديا عاديا.
ع28: قال الأمير لبولس أنه قد اشترى هذه الرتبة، حيث أن القياصرة كانوا يبيعونها وكانت مصدر دخل كبير لهم، ويسأل بولس كيف نال شرف هذه الجنسية، فأعلن بولس أنه نالها بالوراثة من أبيه وأجداده، وهذه تعتبر أعلى درجة من المشتراة.
ع29: خاف الأمير فى الحال لأنه تسرع فى تقييد بولس للجلد، وأبعد عنه الذين كانوا سيجلدونه.
ع30: أمر الأمير فى اليوم التالى بجمع رؤساء الكهنة ومجلس السنهدريم، وأنزل بولس من القلعة إلى المجلس، ووقف بولس يحاكم أمام المجلس الذى كان عضوا منه، وحضر الأمير بنفسه ليعلم ماذا فعل بولس.
? من حقك أن تدافع عن نفسك وتستخدم إمكانياتك، ولكن ليكن ذلك من أجل مجد الله وليس لأغراض شخصية. وفى نفس الوقت لا تضطرب إن لم تجد فرصة للدفاع عن نفسك. واقبل الآلام لأجل المسيح، مع مراعاة ألا تكون مخطئا فى شئ، أى تتألم وأنت برئ، وبذلك تكون لك المكافأة السمائية.