موت إبراهيم وولادة يعقوب وعيسو وبيع البكورية
(1) زواج إبراهيم من قطورة (ع1-6):
1وَعَادَ إِبْرَاهِيمُ فَأَخَذَ زَوْجَةً اسْمُهَا قَطُورَةُ 2فَوَلَدَتْ لَهُ زِمْرَانَ وَيَقْشَانَ وَمَدَانَ وَمِدْيَانَ وَيِشْبَاقَ وَشُوحاً. 3وَوَلَدَ يَقْشَانُ: شَبَا وَدَدَانَ. وَكَانَ بَنُو دَدَانَ: أَشُّورِيمَ وَلَطُوشِيمَ وَلَأُمِّيمَ. 4وَبَنُو مِدْيَانَ: عَيْفَةُ وَعِفْرُ وَحَنُوكُ وَأَبِيدَاعُ وَأَلْدَعَةُ. جَمِيعُ هَؤُلاَءِ بَنُو قَطُورَةَ. 5وَأَعْطَى إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ. 6وَأَمَّا بَنُو السَّرَارِيِّ اللَّوَاتِي كَانَتْ لإِبْرَاهِيمَ فَأَعْطَاهُمْ إِبْرَاهِيمُ عَطَايَا وَصَرَفَهُمْ عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِهِ شَرْقاً إِلَى أَرْضِ الْمَشْرِقِ وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ.
ع1-4: تزوج إبراهيم بعد موت سارة بعدة سنوات بجارية اسمها قطورة وولد منها ستة بنين وولدوا هم أيضًا أحفادًا بعضهم فى حياة إبراهيم والبعض الآخر قد يكون بعد وفاته. ورغم كثرة النسل الآتى منها إلا إنها لم تضف شيئًا إلى حياة إبراهيم، ولكنه احتياج بشرى ليته ما احتاجه ولكن الكتاب المقدس يظهر عظماء الإيمان بكل ضعفاتهم. فرغم اكتفائه طوال حياته بسارة ولكنه ضعف فى شيخوخته واحتاج للزواج بإحدى جواريه، أما زواجه من جاريته هاجر فى حياة سارة فلم يكن شهوة أو احتياج بل إرضاءً لسارة ومحاولة خاطئة لتنفيذ وعد الله.
? ليتك تسلك بتعفف طوال حياتك ليس فقط فى الزواج بل فى الطعام والملبس والمقتنيات، فبقدر ما تتنازل عنها يتفرغ قلبك ويشبع بالله.
ع5، 6: السرارى : الجوارى التى تزوجهن إبراهيم وهن هاجر وقطورة.
بلاد المشرق : شبه جزيرة العرب وجنوب العراق.
تذكر إبراهيم كلام الله بصرف إسماعيل وإعطاء الميراث لإسحق فقط، فأعطى أولاده من قطورة عطايا وصرفهم فذهبوا شرقًا وبقى إسحق وحده فى كنعان، فأصبح الوريث الوحيد لإبراهيم ليس فقط فى العطايا المادية بل بالأحرى فى الإيمان ومحبة الله. وهذا رمز لميراث الملكوت الذى أعطاه المسيح لكنيسته التى قبلت البشارة به فقط.
(2) موت إبراهيم (ع7-11):
7وَهَذِهِ أَيَّامُ سِنِي حَيَاةِ إِبْرَاهِيمَ الَّتِي عَاشَهَا: مِئَةٌ وَخَمْسٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً. 8وَأَسْلَمَ إِبْرَاهِيمُ رُوحَهُ وَمَاتَ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ شَيْخاً وَشَبْعَانَ أَيَّاماً وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ. 9وَدَفَنَهُ إِسْحَاقُ وَإِسْمَاعِيلُ ابْنَاهُ فِي مَغَارَةِ الْمَكْفِيلَةِ فِي حَقْلِ عِفْرُونَ بْنِ صُوحَرَ الْحِثِّيِّ الَّذِي أَمَامَ مَمْرَا – 10الْحَقْلِ الَّذِي اشْتَرَاهُ إِبْرَاهِيمُ مِنْ بَنِي حِثٍّ. هُنَاكَ دُفِنَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ امْرَأَتُهُ. 11وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ اللهَ بَارَكَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ. وَسَكَنَ إِسْحَاقُ عِنْدَ بِئْرِ لَحَيْ رُئِي.
ع7، 8: عاش إبراهيم فى الإيمان وفى حياة صالحة ترضى الله طوال حياته، ومات وعمره 175 عام. وكان قد خرج من حاران التى تقع بين نهرى دجلة والفرات وعمره 75 عامًا وذهب إلى كنعان ثم أنجب إسماعيل وعمره 86 عامًا وبعده أنجب إسحق وعمره مائة عام وماتت سارة وكان قد وصل إلى 137 عام ولما ولد يعقوب وعيسو كان عمره 160 عام، وعند وفاته كان إسماعيل قد بلغ 89 عامًا وإسحق 75 عامًا أما ابنا إسحق، يعقوب وعيسو، فقد كان عمرهما 15 عامًا.
ع9، 10: عندما مات إبراهيم سمع كل جيرانه بذلك وكان إسماعيل ساكنًا بالقرب من ممرا حيث مات إبراهيم ولعل إسحق قد أرسل إليه فحضر واشترك معه فى دفنه فى مغارة المكفيلة بجوار سارة. أما بنو إبراهيم من قطورة فقد سكنوا بعيدًا ولم يحضروا دفن أبيهم.
ع11: سكن إسحق عند بئر لحى رئى حيث ظهر الملاك لهاجر (ص16: 14) وعاش فى إيمان أبيه إبراهيم. وقد اهتم أن يسكن فى هذا المكان المبارك الذى ظهر فيه ملاك الله، فباركه الله روحيًا وماديًا.
? إهتم أن تلتصق بالأماكن الروحية والأشخاص الروحيين ليساعدك هذا على تذكر الله وتتشجع فى طريقه ولا تنساق مع تيار العالم ووسائل الدعاية المبهرة فيباركك الله ويظهر فى حياتك دائمًا.
ونلاحظ أن إبراهيم يرمز للمسيح فيما يلى :
- ترك إبراهيم أهله وعشيرته فى أور الكلدانيين وأطاع الله، والمسيح ترك مجده فى السماء وتنازل متجسدًا طاعةً للآب.
- عاش إبراهيم طوال حياته متجردًا فى خيمة ولم يمتلك إلا مقبرة، والمسيح عاش فقيرًا ليس له أين يسند رأسه حتى الموت موت الصليب.
- أقام إبراهيم مذبح فى كل مكان ذهب إليه وقدَّم ذبائح، والمسيح رفع صلاته إلى الآب وقدَّم نفسه ذبيحة حب على الصليب.
- هرب إبراهيم إلى مصر وباركها والمسيح هرب إلى مصر وباركها.
- إنتصر إبراهيم على كدرلعومر وكل من معه وأعاد السبايا، والمسيح إنتصر على الشيطان وقيَّده فى الصليب وأخرج المقبوض عليهم فى الجحيم وأصعدهم إلى الفردوس.
- أطاع إبراهيم الله وقدَّم أغلى ما عنده وهو إسحق ابنه الحبيب ذبيحة، والمسيح أطاع الآب وقدم حياته على الصليب.
ويمكننا تلخيص حياة أبينا إبراهيم فى النقاط التالية:
- دعوة الله لإبراهيم وخروجه من أور الكلدانيين مع ساراى زوجته وأبيه تارح وابن أخيه لوط وذهابهم إلى حاران (ص11: 31)، (أع 7: 2).
- دعوة الله إبراهيم للمرة الثانية فخرج من حاران وذهب إلى كنعان ووعده بالبركة. (ص12: 1)
- تنقلاته فى كنعان. (ص12)
- ذهابه إلى مصر. (ص12)
- إفتراقه عن لوط. (ص13)
- إنتصاره على كدرلعومر وإعادة الأسرى. (ص14)
- مقابلته مع ملكى صادق. (ص14)
- ظهور الله وتأكيده الوعد له. (ص15)
- زواجه من هاجر وولادة إسماعيل. (ص16)
- عهد الله له عندما ظهر له بين الحيوانات المشقوقة وإعطائه عهد الختان. (ص17)
- إضافة الله والملاكين والوعد بإسحق. (ص18)
- شفاعته فى سدوم وعمورة. (ص18)
- ذهابه إلى جرار. (ص20)
- ولادة إسحق وفطامه وطرد هاجر وإسماعيل. (ص21)
- تقديمه إسحق ذبيحة. (ص22)
- موت زوجته سارة. (ص23)
- إختيار رفقة زوجة لابنه إسحق. (ص24)
- موته ودفنه فى مغارة المكفيلة. (ص25)
(3) مواليد إسماعيل (ع12-18):
12وَهَذِهِ مَوَالِيدُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ الْمِصْرِيَّةُ جَارِيَةُ سَارَةَ لإِبْرَاهِيمَ. 13وَهَذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ 14وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا 15وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. 16هَؤُلاَءِ هُمْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ وَهَذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ بِدِيَارِهِمْ وَحُصُونِهِمْ. اثْنَا عَشَرَ رَئِيساً حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ. 17وَهَذِهِ سِنُو حَيَاةِ إِسْمَاعِيلَ: مِئَةٌ وَسَبْعٌ وَثَلاَثُونَ سَنَةً. وَأَسْلَمَ رُوحَهُ وَمَاتَ وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ. 18(وَسَكَنُوا مِنْ حَوِيلَةَ إِلَى شُورَ الَّتِي أَمَامَ مِصْرَ حِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ أَشُّورَ). أَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ نَزَلَ.
ع12-16: أنجب إسماعيل 12 ابنًا ذكرهم الكتاب المقدس بالترتيب بحسب سنىّ ميلادهم، وقد صاروا رؤساء قبائل عاشت فى شبه الجزيرة العربية وامتد بعضهم شمالاً حتى دمشق والعراق وتملكوا الأراضى هناك وصار لهم ماشية كثيرة لأن الله باركهم فى العدد والممتلكات كما وعد إبراهيم فهم نسله وإن كانوا لم يحيوا ملتصقين به ليعيشوا فى إيمانه. وكوَّن بعضهم قبائل مشهورة مثل نبايوت الذى منه النباطيون المذكورون فى سفر المكابيين الأول (1مك5: 25، 9: 35) وسكنوا فى المنطقة بين خليج العقبة إلى الفرات. وأيضًا قيدار ومعناه أسود وقبيلته مذكورة فى (نش1: 5) ومنه جشم العربى الذى قاوم نحميا (نح2: 19) وخرجت منه قبيلة قريش.
ع17، 18: حويلة : تقع غرب الخليج الفارسى.
شور : تقع جنوب غرب فلسطين.
أشور : تشمل جميع الأراضى من البحر الأبيض المتوسط إلى شرق نهر دجلة.
سكن إسماعيل بقبائله المختلفة شمال شبه جزيرة العرب وامتدت بعض قبائله فى منطقة الشام وفلسطين. وعاش إسماعيل حتى عمر 137 عام ثم مات.
? إن باركك الله وأعطاك خيرات مادية أو نسلاً له شهرته فلا تنشغل بهذا عن الله بل استخدمه للوصول إليه واشكره على بركاته فكل عطايا الله هدفها أن تربط قلبك به لتتمتع بالإيمان الحى ويكون لك مكان فى السماء.
(4) ولادة يعقوب وعيسو (ع19-26):
19وَهَذِهِ مَوَالِيدُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: وَلَدَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ. 20وَكَانَ إِسْحَاقُ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَمَّا اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ زَوْجَةً رِفْقَةَ بِنْتَ بَتُوئِيلَ الأَرَامِيِّ أُخْتَ لاَبَانَ الأَرَامِيِّ مِنْ فَدَّانَِ أَرَامَ. 21وَصَلَّى إِسْحَاقُ إِلَى الرَّبِّ لأَجْلِ امْرَأَتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَاقِراً فَاسْتَجَابَ لَهُ الرَّبُّ فَحَبِلَتْ رِفْقَةُ امْرَأَتُهُ. 22وَتَزَاحَمَ الْوَلَدَانِ فِي بَطْنِهَا فَقَالَتْ: «إِنْ كَانَ هَكَذَا فَلِمَاذَا أَنَا؟» فَمَضَتْ لِتَسْأَلَ الرَّبَّ. 23فَقَالَ لَهَا الرَّبُّ: «فِي بَطْنِكِ أُمَّتَانِ وَمِنْ أَحْشَائِكِ يَفْتَرِقُ شَعْبَانِ: شَعْبٌ يَقْوَى عَلَى شَعْبٍ وَكَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ» 24فَلَمَّا كَمُلَتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ إِذَا فِي بَطْنِهَا تَوْأَمَانِ. 25فَخَرَجَ الأَوَّلُ أَحْمَرَ كُلُّهُ كَفَرْوَةِ شَعْرٍ فَدَعُوا اسْمَهُ عِيسُوَ. 26وَبَعْدَ ذَلِكَ خَرَجَ أَخُوهُ وَيَدُهُ قَابِضَةٌ بِعَقِبِ عِيسُو فَدُعِيَ اسْمُهُ يَعْقُوبَ. وَكَانَ إِسْحَاقُ ابْنَ سِتِّينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْهُمَا.
ع19، 20: فدان أرام : هو سهل ما بين نهرى دجلة والفرات ويسمى حاليًا أرض الجزيرة وأرام هو أحد أحفاد سام.
تزوج إسحق وعمره 40 عامًا من رفقة بنت بتوئيل وأخت لابان الذين كانوا يسكنون فى فدان أرام وأحضرها أليعازر الدمشقى إلى كنعان.
ع21: ظلت رفقة عاقرًا مدة 20 عامًا ولم يهتز إيمان إسحق بل ظل يصلى واثقًا من وعد الله حتى حبلت.
? تمسك بوعود الله الذى يحفظك فى كل طرقك ويبارك حياتك وألح عليه فى الصلاة مهما طال الزمن ليحل مشاكلك، فهو ينتظر الوقت المناسب ويعطيك فرصة لنمو إيمانك ولكنه لا ينساك أبدًا.
ع22: لماذا أنا : ضاقت من آلام تحرك الأجنة وقاربت الموت، فهاجمها الشعور باليأس وقالت لماذا حياتى، فهو تعبير عن ضيقها من شدة الألم.
مضت لتسأل الرب : رفعت قلبها فى الصلاة أو ذهبت إلى المذبح الذى أقامه إسحق زوجها وصلّت لله.
إقترب ميعاد الولادة وشعرت رفقة بتزاحم أو بصراع فى بطنها فتألمت كثيرًا ومن شدة ضيقها أسرعت إلى الله تطلب أن يخلصها من هذه الآلام ولعلها كانت تخشى أن تموت أو يموت مَن فى بطنها.
ع23: إذ كانت صلاتها حارة، طمأنها الله وقال لها ستلدين بسلام وتعيشين أنت ومن فى بطنك بل بشَّرها بأنها ستلد ابنين يكون كل منهما شعبًا كبيرًا وأعلمها أيضًا أن نسل الابن الأكبر سيستعبد لنسل الابن الأصغر، ويقصد هنا بركة الله لنسل يعقوب الذى أتى إلى أرض الميعاد وقتل سكان الأرض الأصليين الأشرار وامتلك أرضهم.
ع24-26: عيسو : معناه خشن أو مشعر ولقب بأدوم أى أحمر.
عند الولادة خرج من بطنها طفل أحمر اللون فدعوه عيسو وكان جسمه مملوءًا بالشعر، ثم خرج الابن الثانى ممسكًا بقدم أخيه فدعوه يعقوب أى يمسك لأنه أمسك بعقبه ففرحت رفقة وإسحق الذى بلغ من العمر ستين عامًا.
(5) يعقوب يشترى البكورية (ع27-34):
27فَكَبِرَ الْغُلاَمَانِ. وَكَانَ عِيسُو إِنْسَاناً يَعْرِفُ الصَّيْدَ إِنْسَانَ الْبَرِّيَّةِ. وَيَعْقُوبُ إِنْسَاناً كَامِلاً يَسْكُنُ الْخِيَامَ. 28فَأَحَبَّ إِسْحَاقُ عِيسُوَ لأَنَّ فِي فَمِهِ صَيْداً وَأَمَّا رِفْقَةُ فَكَانَتْ تُحِبُّ يَعْقُوبَ. 29وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخاً فَأَتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ أَعْيَا. 30فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ. (لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ أَدُومَ). 31فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». 32فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» 33فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ. فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. 34فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزاً وَطَبِيخَ عَدَسٍ فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.
ع27: كبر الولدان وصارا شابين، فعمل عيسو فى صيد الوحوش وعاش فى خيمة متنقلة فى البرية بحثًا عن الحيوانات البرية التى تكثر فى هذه المناطق ليصطادها. أما يعقوب فعمل فى رعى الأغنام وسكن أيضًا فى خيمة وتميز بالوداعة وحياة الإيمان فدعاه الكتاب المقدس كاملا لاهتمامه بالحياة الروحية.
ع28: شعر إسحق بقوة عيسو التى ظهرت فى شجاعته واصطياده للوحوش فأحبه وفضله عن يعقوب، أما رفقة الأم فأحبت يعقوب من أجل بره ووداعته وفضلته عن عيسو.
ع29: خرج عيسو فى رحلة صيد بذل فيها مجهودًا كبيرًا فى الجرى وراء الوحوش ولما عاد إلى خيمته وكان مرهقًا جدًا وجد يعقوب أخاه، الذى كان وقتذاك ساكنًا بجواره، يطبخ عدسًا أحمر أى أصفر يميل إلى الإحمرار وكانت رائحته جميلة أما عيسو فكان فى تعب وجوع شديد.
ع30: إذ اشتم عيسو رائحة العدس ورآه بعينيه، إشتاق أن يأكل منه وطلب ذلك من أخيه يعقوب. وكان طلبه للعدس الأحمر سببًا آخر فى دعوة عيسو باسم أدوم ليس فقط لأن جلده يميل إلى الإحمرار بل أيضًا لطلبه العدس الذى يميل لونه إلى الإحمرار.
ع31: استغل يعقوب حاجة أخيه إلى الطعام فأظهر له استعداده أن يعطيه من العدس على شرط أن يبيع له بكوريته، لأن عيسو هو الذى خرج أولاً من بطن أمه فهو البكر وكانت البكورية تعنى :
- أن ينوب عن أبيه عند غيابه فى رئاسة الأسرة.
- ينال نصيبًا أكبر فى الميراث عند موت الأب.
- كان رب الأسرة فى أيام يعقوب يقوم بتقديم الذبائح عن أسرته، أى هو كاهن الأسرة، وعند غياب الأب ينوب البكر عن أبيه فى هذا العمل الكهنوتى.
وكان تصرف يعقوب هذا غير سليم إذ استغل حاجة أخيه للطعام، ولعله كان يدرك أيضًا استهانته بالمعانى الروحية، فطلب منه أن يبيعه بكوريته.
ع32: إستهان عيسو ببركة البكورية الروحية وقال أنا سأموت من الجوع فما أهمية البكورية، أعطنى من الطعام فهو أهم من البكورية. وكان هذا السلوك أيضًا خاطئًا جدًا.
? ليتك تهتم بالفرص الروحية التى وهبك الله إياها مثل وجود كنيسة قريبة منك وكاهن يمكن أن تعترف أمامه وقدرتك على القراءة فى الكتاب المقدس والأجبية لتصلى وتتأمل، بل انتهز كل فرصة روحية فى اجتماع أو رحلة لتلتصق بالله وتنمو فى محبته ولا تبيع هذه الفرص بسبب ما تسميه مشاغل الحياة.
ع33: طلب يعقوب تأكيدًا من عيسو على بيع بكوريته وهو القسم، فأقسم له. وبهذا باع البكورية العظيمة بأرخص شئ وهو مجرد أكلة عدس.
ع34: أعطى يعقوب أخاه عدسًا وخبزًا فأكل وتلذذ بالطعام ولم يهتم بالبكورية بل بتصرفه هذا إحتقرها، فضاعت منه وخسر خلاص نفسه وكل إيمانه وكوَّن شعبًا غريبًا عن الإيمان وهو شعب أدوم.