أولاد يعقوب وأجرته
(1) أولاد بلهة (ع1-8):
1فَلَمَّا رَأَتْ رَاحِيلُ أَنَّهَا لَمْ تَلِدْ لِيَعْقُوبَ غَارَتْ رَاحِيلُ مِنْ أُخْتِهَا وَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ: «هَبْ لِي بَنِينَ وَإِلَّا فَأَنَا أَمُوتُ». 2فَحَمِيَ غَضَبُ يَعْقُوبَ عَلَى رَاحِيلَ وَقَالَ: «أَلَعَلِّي مَكَانَ اللهِ الَّذِي مَنَعَ عَنْكِ ثَمْرَةَ الْبَطْنِ؟» 3فَقَالَتْ: «هُوَذَا جَارِيَتِي بَلْهَةُ. ادْخُلْ عَلَيْهَا فَتَلِدَ عَلَى رُكْبَتَيَّ وَأُرْزَقُ أَنَا أَيْضاً مِنْهَا بَنِينَ». 4فَأَعْطَتْهُ بَلْهَةَ جَارِيَتَهَا زَوْجَةً فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَعْقُوبُ 5فَحَبِلَتْ بَلْهَةُ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْناً 6فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ قَضَى لِيَ اللهُ وَسَمِعَ أَيْضاً لِصَوْتِي وَأَعْطَانِيَ ابْناً». لِذَلِكَ دَعَتِ اسْمَهُ «دَاناً». 7وَحَبِلَتْ أَيْضاً بَلْهَةُ جَارِيَةُ رَاحِيلَ وَوَلَدَتِ ابْناً ثَانِياً لِيَعْقُوبَ 8فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ صَارَعْتُ أُخْتِي مُصَارَعَاتِ اللهِ وَغَلَبْتُ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «نَفْتَالِي».
ع1: تألمت راحيل لأجل عقرها وبدلاً من أن تلتجئ إلى الله بالصلاة تذمرت على زوجها وطالبته أن يعطيها بنينًا وشعرت أن حياتها بلا بنين كأنها موت ولا داعٍ لها. وهذا يظهر مدى بأسها لأنها سمعت من يعقوب عن بركة الله لنسله ووجدت أن ليئة بأولادها ستحصل على كل البركة. وللأسف يظهر هنا إنغماس راحيل فى الميراث المادى ولم تفطن إلى الميراث الروحى وأهمية التصاقها بيعقوب لتتعلم منه الإيمان الحقيقى.
? ليتك تقبل تدابير الله لحياتك لأنها تؤدى إلى خلاص نفسك وعلى قدر ما تكون روحانيًا ستفهم مقاصد الله. إهتم بكل ما يقربك من الله لأنه يبقى إلى الأبد ولا تنساق مع تيار العالم المنشغل بالماديات الزائلة.
ع2: غضب يعقوب من تذمر راحيل ووجه قلبها إلى الصلاة لأن الله وحده هو العاطى للبنين.
ع3، 4: تلد على ركبتى : أى تلد وتعطينى بنينًا أحملهم على ركبتى.
لم تستفد راحيل من أخطاء جدتها سارة وكرَّرت نفس عملها، إذ طلبت من زوجها أن يضطجع مع جاريتها والبنين يحسبوا لراحيل كعادة ذلك الزمان وكان الأجدر بها أن تصلى وتنتظر الله ليعطيها إن أراد وإلا فتشكره وتقبل حالتها ولا تعتمد على أفكارها البشرية.
ع5، 6: عندما اضطجع يعقوب مع بلهة حبلت وأنجبت ابنًا فدعته راحيل دان لأنها شعرت أن الله قد قضى لها وأنصفها لأن دان معناه قضاء.
ع7، 8: ولدت بلهة ابنًا ثانيًا لراحيل فدعته نفتالى أى مصارعتى لأنها شعرت بمصارعتها ومنافستها لأختها على إنجاب البنين، فبعد أن ولدت أختها أربعة أبناء استطاعت هى أن تلد اثنين عن طريق جاريتها، وهذا أمر سئ أن تشعر راحيل بهذا الصراع مع أختها بدلاً من الحب والود أما الثمر وهو البنين فالله هو الذى يهبه.
(2) أولاد زلفة (ع9-13):
9وَلَمَّا رَأَتْ لَيْئَةُ أَنَّهَا تَوَقَّفَتْ عَنِ الْوِلاَدَةِ أَخَذَتْ زِلْفَةَ جَارِيَتَهَا وَأَعْطَتْهَا لِيَعْقُوبَ زَوْجَةً 10فَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ لِيَعْقُوبَ ابْناً. 11فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «بِسَعْدٍ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «جَاداً». 12وَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ ابْناً ثَانِياً لِيَعْقُوبَ 13فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «بِغِبْطَتِي لأَنَّهُ تُغَبِّطُنِي بَنَاتٌ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «أَشِيرَ».
ع9-11: تأثرت ليئة بخطأ أختها راحيل وسقطت مثلها فى نفس الخطأ إذ أعطت جاريتها زلفة ليعقوب حتى تلد لها بنينًا لأنها كانت قد توقفت عن الولادة منذ مدة، فولدت لها ابنًا دعته جاد ومعناه سعد لأنها قالت أن الله أعطانى بسعد أى أسعدنى بولادة هذا الابن.
ع12، 13: ثم ولدت زلفة ابنًا ثانيًا لليئة فدعته أشير ومعناه مغبوط لأنها قال أن الله أسعدنى.
? لا تندفع لتقلد من حولك فقد يكونوا مخطئين حتى لو كانوا غالبية المحيطين بك ولكن إسأل الله أولاً والكنيسة فترشدك.
(3) ليئة تلد ثانية (ع14-21):
14وَمَضَى رَأُوبَيْنُ فِي أَيَّامِ حَصَادِ الْحِنْطَةِ فَوَجَدَ لُفَّاحاً فِي الْحَقْلِ وَجَاءَ بِهِ إِلَى لَيْئَةَ أُمِّهِ. فَقَالَتْ رَاحِيلُ لِلَيْئَةَ: «أَعْطِينِي مِنْ لُفَّاحِ ابْنِكِ». 15فَقَالَتْ لَهَا: «أَقَلِيلٌ أَنَّكِ أَخَذْتِ رَجُلِي فَتَأْخُذِينَ لُفَّاحَ ابْنِي أَيْضاً؟» فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «إِذاً يَضْطَجِعُ مَعَكِ اللَّيْلَةَ عِوَضاً عَنْ لُفَّاحِ ابْنِكِ». 16فَلَمَّا أَتَى يَعْقُوبُ مِنَ الْحَقْلِ فِي الْمَسَاءِ خَرَجَتْ لَيْئَةُ لِمُلاَقَاتِهِ وَقَالَتْ: «إِلَيَّ تَجِيءُ لأَنِّي قَدِ اسْتَأْجَرْتُكَ بِلُفَّاحِ ابْنِي». فَاضْطَجَعَ مَعَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ. 17وَسَمِعَ اللهُ لِلَيْئَةَ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْناً خَامِساً. 18فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «قَدْ أَعْطَانِي اللهُ أُجْرَتِي لأَنِّي أَعْطَيْتُ جَارِيَتِي لِرَجُلِي». فَدَعَتِ اسْمَهُ «يَسَّاكَرَ». 19وَحَبِلَتْ أَيْضاً لَيْئَةُ وَوَلَدَتِ ابْناً سَادِساً لِيَعْقُوبَ 20فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «قَدْ وَهَبَنِي اللهُ هِبَةً حَسَنَةً. الْآنَ يُسَاكِنُنِي رَجُلِي لأَنِّي وَلَدْتُ لَهُ سِتَّةَ بَنِينَ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «زَبُولُونَ». 21ثُمَّ وَلَدَتِ ابْنَةً وَدَعَتِ اسْمَهَا «دِينَةَ».
ع14: لفَّاح : ثمر أشجار يشبه التفاح أو البرقوق ويسميه العامة تفاح الجن ويعتقدون أنه يجذب الزوج لمحبة زوجته، وهذا طبعًا إعتقاد لا أساس له من الصحة.
خرج رأوبين ابن ليئة إلى الحقل فوجد شجرة لفاح فأتى من ثمارها إلى أمه التى فرحت به لاعتقادها مثل أهل زمانها أنه يجذب الزوج إلى محبة زوجته ولكن راحيل رأت اللفَّاح مع ليئة فطلبت منها أن تعطيها منه.
ع15: تضايقت ليئة من طلب راحيل لأن الصراع بينهما كان كبيرًا وضعفت مشاعر المحبة بينهما ولأن يعقوب أحبَّ راحيل وارتبط بها وأهمل الوجود مع ليئة بعد أن توقفت عن الولادة فقالت بغضب لراحيل ألا يكفيك أنك أخذت زوجى فتأخذين من لفاح ابنى أيضًا حتى يزداد يعقوب التصاقًا بك ؟ فقالت راحيل لليئة أعطنى من هذا اللفاح وأنا أجعل يعقوب يبيت معك هذه الليلة.
? لا تكن علاقتك بمن حولك مادية ونفعية بل لتكن علاقتك بالله هى أساس علاقتك بهم واثقًا أن الله يباركك من السماء مادمت متكلاً عليه. لا تنزعج من مكاسب الآخرين لتغير منهم وتحسدهم بل اطلب من الله ليعطيك فتهدأ نفسك وتشبع من محبته وتفيض محبة على من حولك.
ع16-18: خرجت ليئة لاستقبال يعقوب عند رجوعه من عمله وأعلمته بما حدث مع أختها وكيف أخذت اللفاح مقابل أن يأتى إليها، فوافق يعقوب ودخل ليبيت معها ورفعت ليئة صلواتها إلى الله فحبلت بعد انقطاعها عن الولادة مدة طويلة وولدت ابنًا دعته يساكر ومعناه يعمل بأجرة لأنها قالت أن الله أعطانى أجرتى عندما قبلت أن أعطى جاريتى زلفة له وهذا أمر صعب على أى زوجة أن يضطجع زوجها مع جاريتها ولكنها قبلت هذا ليكون لها بنين أكثر فوهبها الله أن تلد مرة أخرى وولدت يساكر.
ع19، 20: حبلت أيضًا ليئة وولدت ابنًا سادسًا ودعته زبولون أى مسكن لأنها قالت لأنى قد ولدت ستة بنين الآن يهتم بى زوجى ويسكن معى لأنه ارتبط بالأكثر مع راحيل وكان يقضى معظم وقته معها.
ع21: يذكر الكتاب ابنة ولدتها ليئة ودعتها دينة ومعنى اسمها قضاء وهى مؤنث الاسم دان. وغالبًا قد وُلِدَ بنات أخريات ليعقوب ولكنه يذكر دينة من أجل حدث ستظهر فيه دينة وهى علاقتها بشكيم (ص34).
(4) ابن راحيل (ع22-24):
22وَذَكَرَ اللهُ رَاحِيلَ وَسَمِعَ لَهَا اللهُ وَفَتَحَ رَحِمَهَا 23فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْناً فَقَالَتْ: «قَدْ نَزَعَ اللهُ عَارِي». 24وَدَعَتِ اسْمَهُ «يُوسُفَ» قَائِلَةً: «يَزِيدُنِي الرَّبُّ ابْناً آخَرَ».
نزع الله عقر راحيل فحبلت وولدت ابنًا دعته يوسف ومعناه يزيد لأنها فرحت جدًا لأن الله نزع عنها عار العقر وأعطاها ابنًا، وتمنت أن يزيدها الله ابنًا ثانيًا لذا دعته يوسف. وقد أعطاها الله ابنًا ثانيًا هو بنيامين الذى ماتت أثناء ولادته.
? ليتك تنتظر تدابير الله ولا تقلق وتظل تصلى حتى يعطيك ما يناسب حياتك فقد أعطى راحيل بعد سنين طويلة ابنًا صنع عجائب. انتظر الله وثق فى محبته واهتمامه بك.
(5) أجرة يعقوب (ع25-43):
25وَحَدَثَ لَمَّا وَلَدَتْ رَاحِيلُ يُوسُفَ أَنَّ يَعْقُوبَ قَالَ لِلاَبَانَ: «اصْرِفْنِي لأَذْهَبَ إِلَى مَكَانِي وَإِلَى أَرْضِي. 26أَعْطِنِي نِسَائِي وَأَوْلاَدِي الَّذِينَ خَدَمْتُكَ بِهِمْ فَأَذْهَبَ لأَنَّكَ أَنْتَ تَعْلَمُ خِدْمَتِي الَّتِي خَدَمْتُكَ». 27فَقَالَ لَهُ لاَبَانُ: «لَيْتَنِي أَجِدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ. قَدْ تَفَاءَلْتُ فَبَارَكَنِي الرَّبُّ بِسَبَبِكَ». 28وَقَالَ: «عَيِّنْ لِي أُجْرَتَكَ فَأُعْطِيَكَ». 29فَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ تَعْلَمُ مَاذَا خَدَمْتُكَ وَمَاذَا صَارَتْ مَوَاشِيكَ مَعِي 30لأَنَّ مَا كَانَ لَكَ قَبْلِي قَلِيلٌ فَقَدِ اتَّسَعَ إِلَى كَثِيرٍ وَبَارَكَكَ الرَّبُّ فِي أَثَرِي. وَالْآنَ مَتَى أَعْمَلُ أَنَا أَيْضاً لِبَيْتِي؟» 31فَقَالَ: «مَاذَا أُعْطِيكَ؟» فَقَالَ يَعْقُوبُ: «لاَ تُعْطِينِي شَيْئاً. إِنْ صَنَعْتَ لِي هَذَا الأَمْرَ أَعُودُ أَرْعَى غَنَمَكَ وَأَحْفَظُهَا: 32أَجْتَازُ بَيْنَ غَنَمِكَ كُلِّهَا الْيَوْمَ وَاعْزِلْ أَنْتَ مِنْهَا كُلَّ شَاةٍ رَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ وَكُلَّ شَاةٍ سَوْدَاءَ بَيْنَ الْخِرْفَانِ وَبَلْقَاءَ وَرَقْطَاءَ بَيْنَ الْمِعْزَى. فَيَكُونَ مِثْلُ ذَلِكَ أُجْرَتِي 33وَيَشْهَدُ فِيَّ بِرِّي يَوْمَ غَدٍ إِذَا جِئْتَ مِنْ أَجْلِ أُجْرَتِي قُدَّامَكَ. كُلُّ مَا لَيْسَ أَرْقَطَ أَوْ أَبْلَقَ بَيْنَ الْمِعْزَى وَأَسْوَدَ بَيْنَ الْخِرْفَانِ فَهُوَ مَسْرُوقٌ عِنْدِي». 34فَقَالَ لاَبَانُ: «هُوَذَا لِيَكُنْ بِحَسَبِ كَلاَمِكَ». 35فَعَزَلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ التُّيُوسَ الْمُخَطَّطَةَ وَالْبَلْقَاءَ وَكُلَّ الْعِنَازِ الرَّقْطَاءِ وَالْبَلْقَاءِ كُلَّ مَا فِيهِ بَيَاضٌ وَكُلَّ أَسْوَدَ بَيْنَ الْخِرْفَانِ وَدَفَعَهَا إِلَى أَيْدِي بَنِيهِ. 36وَجَعَلَ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَعْقُوبَ. وَكَانَ يَعْقُوبُ يَرْعَى غَنَمَ لاَبَانَ الْبَاقِيَةَ.
37فَأَخَذَ يَعْقُوبُ لِنَفْسِهِ قُضْبَاناً خُضْراً مِنْ لُبْنَى وَلَوْزٍ وَدُلْبٍ وَقَشَّرَ فِيهَا خُطُوطاً بِيضاً كَاشِطاً عَنِ الْبَيَاضِ الَّذِي عَلَى الْقُضْبَانِ. 38وَأَوْقَفَ الْقُضْبَانَ الَّتِي قَشَّرَهَا فِي الأَجْرَانِ فِي مَسَاقِي الْمَاءِ حَيْثُ كَانَتِ الْغَنَمُ تَجِيءُ لِتَشْرَبَ تُجَاهَ الْغَنَمِ لِتَتَوَحَّمَ عِنْدَ مَجِيئِهَا لِتَشْرَبَ. 39فَتَوَحَّمَتِ الْغَنَمُ عِنْدَ الْقُضْبَانِ وَوَلَدَتِ الْغَنَمُ مُخَطَّطَاتٍ وَرُقْطاً وَبُلْقاً. 40وَأَفْرَزَ يَعْقُوبُ الْخِرْفَانَ وَجَعَلَ وُجُوهَ الْغَنَمِ إِلَى الْمُخَطَّطِ وَكُلِّ أَسْوَدَ بَيْنَ غَنَمِ لاَبَانَ. وَجَعَلَ لَهُ قُطْعَاناً وَحْدَهُ وَلَمْ يَجْعَلْهَا مَعَ غَنَمِ لاَبَانَ. 41وَحَدَثَ كُلَّمَا تَوَحَّمَتِ الْغَنَمُ الْقَوِيَّةُ أَنَّ يَعْقُوبَ وَضَعَ الْقُضْبَانَ أَمَامَ عُيُونِ الْغَنَمِ فِي الأَجْرَانِ لِتَتَوَحَّمَ بَيْنَ الْقُضْبَانِ. 42وَحِينَ اسْتَضْعَفَتِ الْغَنَمُ لَمْ يَضَعْهَا. فَصَارَتِ الضَّعِيفَةُ لِلاَبَانَ وَالْقَوِيَّةُ لِيَعْقُوبَ. 43فَاتَّسَعَ الرَّجُلُ كَثِيراً جِدّاً وَكَانَ لَهُ غَنَمٌ كَثِيرٌ وَجَوَارٍ وَعَبِيدٌ وَجِمَالٌ وَحَمِيرٌ.
ع25: فى نهاية الأربعة عشر سنة ولدت راحيل يوسف وبهذا يكون فرق العمر بينه وبين أخيه البكر رأوبين 13 سنة. وتحسنت نفسية راحيل بعد أن ولدت وكذلك ليئة قد استقرت نفسيًا بعد أن ولدت ستة بنين فهدأ الصراع بينهما. وشعر يعقوب أنه عمل 14 سنة مجانًا عند لابان قدّم تعبه خلالها كمهر لابنتيه، فطلب أن ينصرف عنه ليبدأ فى أعمال تعطيه أجرًا يكفى أولاده ويفيض ليدبر احتياجات أسرته الكبيرة المكونة من زوجتين وسريتين و11 ابنًا غير البنات. وكان يعقوب مشتاقًا للرجوع إلى أرض كنعان التى وعده الله هو وآباءه بميراثها.
? لا تنشغل بالعالم والماديات عن هدفك وهو الوجود مع الله فى الكنيسة حيث مكانك الحقيقى بل رتب حياتك ليكون أساسها علاقتك بالله والباقى تقضيه فى أعمال العالم واحتياجات الجسد حتى يكون تمتعك بالله مستمرًا.
ع26: أظهر يعقوب للابان مدى تعبه فى رعى أغنامه وطلب أن يأذن له بالإنصراف بزوجاته وأولاده.
ع27، 28: قال لابان ليعقوب ليتك ترضى علىّ وتبقى معى لأنك كنت سبب بركة لى فزادت ممتلكاتى ولتأخذ الأجرة التى تراها.
ع29، 30: باركك الرب فى أثرى : اعطاك الله بركة بسببى.
أعلن يعقوب للابان مقدار تعبه فى رعى أغنامه وكيف باركه الله بسبب خدمته له فصار قطيع الغنم الصغير الذى كان مع راحيل قطعانًا كثيرة جدًا خلال الأربعة عشر سنة. وكرر للابان أنه محتاج أن يعمل ويدَّخر من أجل أسرته الكبيرة.
ع31-33: رقطاء : لونها أسود وفيها نقط بيضاء قليلة.
بلقاء : لونها أبيض وفيها نقط سوداء كثيرة.
لم يطلب يعقوب مكافأة مالية مقابل عمله بل طلب أن يأخذ بعض الأغنام وحددها بالأغنام التى يختلف لونها عن اللون السائد فى الأغنام وهو الأبيض المائل للأصفر. فبعض الأغنام تكون سوداء أو فيها نقط سوداء وبيضاء أو فيها خطوط بيضاء، فهذه الألوان الغريبة والتى توجد قليلاً بين الغنم، طلب يعقوب أن تُفرز وتعطى له.
ع34-36: وافق لابان على طلب يعقوب لأنه أجرة صغيرة إذ أن الأغنام المختلفة اللون عددها قليل بين القطعان وأفرز هذه الأغنام وأعطاها لأولاده الذين هم أبناء يعقوب والمقصود أحفاده أو أعطاها لأولاده ليعطوها ليعقوب. ولأن أغنام لابان كانت كثيرة جدًا، جعل مسافة بين أغنامه وأغنام يعقوب هى مسيرة ثلاثة أيام أى حوالى 40 ميلاً. وظل يعقوب يرعى أغنام لابان بالإضافة إلى أغنامه الخاصة.
ع37-40: قضبانًا : أعواد النباتات الخضراء.
لبنى : نبات إذا نزعت قشرته الخارجية يسيل منه سائل أبيض اللون مثل اللبن يسمى الميعة ويستخدم فى البخور.
لوز : النبات المعروف الذى يعطى ثمر اللوز.
دُلب : نبات يوجد فى السهول وعلى شواطئ الأنهار.
تتوحم : تشتهى وهى حبلى.
أجران : أحواض الماء التى تشرب منها الغنم.
إعتقد الكثير من الناس قديمًا بل والبعض حتى الآن بالتوحم وهو إن رأت الحبلى من الإنسان أو الحيوان شيئًا ما يخرج المولود على نفس الشكل. وهذا طبعًا فكر خاطئ إعتقده يعقوب فاستخدم أعوادًا قشَّر بها أجزاء لتكون مثل أغنامه المخططة والمنقطة، ولكن الله بارك فى اعتقاده هذا الخاطئ لأنه كان مظلومًا من خاله المستغل لابان، فبارك فى قطعانه وزادت كما يظهر من الحلم الذى رآه فى (ص31: 12).
وربما يكون يعقوب قد استخدم طريقة علمية فى التربية لزيادة ممتلكاته، فأحضر أعوادًا نباتية خضراء وقشَّر حلقات ونقط بها فصارت منقطة ومخططة بل سال من بعضها سائل لبنى فظهرت الأعود مبقعة تشبه أغنامه المبقعة والمخططة، ووضع هذه الأعواد فى الأماكن التى تشرب فيها الأغنام عند موسم التزاوج، فإذ تنظر الأغنام البيضاء هذه الأعواد تألفها وتحبها لأنها تشرب الماء من عندها وهو ضرورى لحياتها وبعد أن تشرب يضع أمامها أغنامه المبقعة والسوداء فتتزاوج الأغنام البيضاء مع المبقعة فتلد أغنامًا مبقعة أى بلقاء ورقطاء. وبهذا تزيد الأغنام التابعة ليعقوب فيفرزها يعقوب من بين غنم لابان ويأخذها لنفسه.
ع41، 42: عمل يعقوب أمرًا آخر فى تربية الأغنام لمصلحته وهو أنه فى موسم التزاوج إذا وجد أغنام لابان البيضاء القوية قادمة لتشرب يضع القضبان المقشرة عند الماء فتألفها ويقدم لها أغنامه المبقعة فتتزاوج معها. وإذا وجد أغنام لابان البيضاء من النوع الضعيف يرفع الأعواد المقشرة ويتركها تتزاوج مع باقى أغنامه البيضاء. وبهذا صارت الأغنام المبقعة التى ليعقوب قوية والأغنام البيضاء التى للابان ضعيفة.
ع43: بهذا زادت أملاك يعقوب وتضاعفت فاشترى عبيدًا وجوارى كثيرين