التذكير بعمل الفصح وعمود السحاب والنار
(1) عمل الفصح فى وقته (ع1-5): 1وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِخُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ: 2«وَليَعْمَل بَنُو إِسْرَائِيل الفِصْحَ فِي وَقْتِهِ. 3فِي اليَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ بَيْنَ العِشَاءَيْنِ تَعْمَلُونَهُ فِي وَقْتِهِ. حَسَبَ كُلِّ فَرَائِضِهِ وَكُلِّ أَحْكَامِهِ تَعْمَلُونَهُ». 4فَكَلمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيل أَنْ يَعْمَلُوا الفِصْحَ. 5فَعَمِلُوا الفِصْحَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي اليَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ بَيْنَ العِشَاءَيْنِ فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ – حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى هَكَذَا فَعَل بَنُو إِسْرَائِيل.
ع1: كلم الرب موسى : لا يخضع كلام الله لموسى هنا لترتيب أحداث الأصحاحات السابقة، فالزمن هنا واضح ومحدد، وهو الشهر الأول من السنة الثانية للخروج، بينما حصر الشعب وعده كان فى الشهر الثانى من نفس السنة أى حديث الله مع موسى فى هذا الأصحاح عن عمل الفصح سبق ما جاء فى الأصحاح الأول بحصر الشعب.
ع2: لأهمية ذبيحة الفصح التى فدت أبكار الشعب وترمز لفداء المسيح لنا، ألزم الله الشـعب أن تقـام فى ميعادها وبلا تأجيل. وقد جاء تحديد ميعادها فى (خر12) بأنه مساء اليوم الرابع عشر من نيسان وهو الشهر الأول من السنة الدينية والسابع فى السنة المدنية. وكلمة “فى وقته” لا تشمل اليوم فقط بل توقيت أكله وذلك بين العشائين وهو ما يقابل الآن بالتوقيت المعروف لنا ما بين العصر وقبل غروب الشمس.
ع3: حسب كل فرائضه تعملونه : أى بحسب كل ما شرحه الله سابقًا من ذبح وتنظيف وشى وأكل، وهى الأحكام التى حفظها الشعب جيدًا وسبق شرحها فى (خر12)، وأشير إليها أيضًا فى (لا23).
ع4، 5: كما كلم الرب موسى وأمره، فعل الشعب وأطاع بكل تدقيق وأكلوا الفصح بين العشاءين كما تنص أحكامه تمامًا.
وقد عمل بنو إسرائيل الفصح الأول فى مصر، وهذا هو الفصح الثانى فى بداية السنة الثانية لخروجهم من مصر وللأسف انشغلوا بعد ذلك بخطاياهم وتذمراتهم فلم يعملوا الفصح إلا بعد دخولهم أرض الميعاد على يد يشوع. أما فى العهد الجديد فتحرص الكنيسة على عمل سر التناول من جسد الرب ودمه، الذى كان الفصح رمزًا له. لأن هذا السر هو غذاء وقوة المسيحيين.
? فصحنا المسيح موجود على المذبح كل يوم وصارت مواعيد الصلوات معلومة للكل، فهل تحرص على حضور القداس الإلهى باكرًا، وهل تُعلم أبناءك مثل هذا الاهتمام ؟ أخى كلمة صغيرة فى أذنك “الاهتمام يعنى الاحترام” فماذا يعنى الكسل والتهاون والتأخير؟!.
(2) أحكام على من امتنع عن أكل الفصح (ع6-14):
6لكِنْ كَانَ قَوْمٌ قَدْ تَنَجَّسُوا لِإِنْسَانٍ مَيِّتٍ فَلمْ يَحِل لهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا الفِصْحَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ. فَتَقَدَّمُوا أَمَامَ مُوسَى وَهَارُونَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ 7وقال لهُ: أولئك الناس إننا «إِنَّنَا مُتَنَجِّسُونَ لِإِنْسَانٍ مَيِّتٍ. لِمَاذَا نُتْرَكُ حَتَّى لا نُقَرِّبَ قُرْبَانَ الرَّبِّ فِي وَقْتِهِ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيل؟» 8فَقَال لهُمْ مُوسَى: «قِفُوا لأَسْمَعَ مَا يَأْمُرُ بِهِ الرَّبُّ مِنْ جِهَتِكُمْ». 9فَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: 10«قُل لِبَنِي إِسْرَائِيل: كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ أَوْ مِنْ أَجْيَالِكُمْ كَانَ نَجِساً لِمَيِّتٍ أَوْ فِي سَفَرٍ بَعِيدٍ فَليَعْمَلِ الفِصْحَ لِلرَّبِّ. 11فِي الشَّهْرِ الثَّانِي فِي اليَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ بَيْنَ العِشَاءَيْنِ يَعْمَلُونَهُ. عَلى فَطِيرٍ وَمُرَارٍ يَأْكُلُونَهُ. 12لا يُبْقُوا مِنْهُ إِلى الصَّبَاحِ وَلا يَكْسِرُوا عَظْماً مِنْهُ. حَسَبَ كُلِّ فَرَائِضِ الفِصْحِ يَعْمَلُونَهُ. 13لكِنْ مَنْ كَانَ طَاهِراً وَليْسَ فِي سَفَرٍ وَتَرَكَ عَمَل الفِصْحِ تُقْطَعُ تِلكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا لأَنَّهَا لمْ تُقَرِّبْ قُرْبَانَ الرَّبِّ فِي وَقْتِهِ. ذَلِكَ الإِنْسَانُ يَحْمِلُ خَطِيَّتَهُ. 14وَإِذَا نَزَل عِنْدَكُمْ غَرِيبٌ فَليَعْمَل فِصْحاً لِلرَّبِّ. حَسَبَ فَرِيضَةِ الفِصْحِ وَحُكْمِهِ كَذَلِكَ يَعْمَلُ. فَرِيضَةٌ وَاحِدَةٌ تَكُونُ لكُمْ لِلغَرِيبِ وَلِوَطَنِيِّ الأَرْضِ».
ع6، 7: ظهرت هنا حالة احتاجت إرشادًا وتوضيحًا من موسى النبى وهارون أخيه الكاهن وهذه الحالة الاستثنائية كانت أنه عندما عمل بنو إسرائيل الفصح فى الوقت المحدد له، مات أحد الأقارب لبعض الناس من الشعب فتنجسوا بلمسه ودفنه، وطبقًا لأحكام الشريعة لا يستطيعون الاقتراب من الفصح أو ممارسة شعائره، وقد آلمهم هذا الشعور بأن يفرزوا عن الشعب وتفوتهم هذه النعمة وهى أكل الفصح الذى لا يعمل إلا مرة واحدة فى السنة، فتقدموا لموسى وهارون وسألوهما وهم حزانى لفرزهم.
ع8، 9: أما موسى الخادم الأمين فلم يأتِ برأى من عنده بل طلب منهم الانتظار حتى يسمع رأى وأمر الرب فى هذا الموضوع، ودخل إلى الخيمة وكلمه الله كالمعتاد من فوق تابوت الشهادة ومن بين الكروبين.
? ليتك تتعلم عندما تجيب إنسانًا سألك إرشادًا أو نصحًا أن ترفع قلبك نحو الله طالبًا منه الرأى والمعونة قبل أن تجيب سؤاله.
ع10-12: جاءت إجابة الرب على السائلين مريحة ومطمئنة وجعل الرب إجابته شريعة تلتزم بها كل الأجيال، وهى أن كل من كان متنجسًا لميت أو حالت ظروف سفره لمكان بعيد من إتمام شريعة الفصح فى ميعاده؛ عليه أن يعمل الفصح فى نفس اليوم أى الرابع عشر من الشهر التالى وهو الثانى من السنة الدينية وأن يراعى فى عمله كل ما جاء فى الشريعة من أكله بين العشاءين، وأكله على فطير وليس على خبز مختمر، وكذلك مع أعشاب مرة، وألا يبقوا شيئًا منه للغد.. راجع كل ما ذكر عن الفصح فى (خر12).
ونرى من هذا رحمة الله ومرونته فى تنفيذ وصاياه، فهو يلتمس العذر لمن هم فى ظروف خاصة. وهذه المسئولية يقوم بها بكنيسة العهد الجديد أب الاعتراف فى إرشاد من لهم ظروف خاصة.
ع13: أما كل من تهاون دون عذر من الأعذار السابقة التى ذكرها الله، ولم يشترك فى عمل وأكل الفصح، فسوف يتحمل ذلك الإنسان نتيجة إهماله واستهتاره ويكون معرضًا بذلك لعقوبة الله، أما جماعة الشعب فعليها أن تقطعه وتفرزه أى تبعده عنها ولا يكون منها بعد ذلك.
ع14: الغريب : هو الدخيل المتهود أى ليس من نسل الأسباط ولكنه انضم للشعب واختتن.
وطنى الأرض : أى يهودى عبرانى من نسل إبراهيم وإسحق.
سمح الله لكل إنسان انضم للشعب أن يشترك فى تقدمة الفصح بكل شرائعه حتى لو كان غريبًا منضمًا ولكن لابد من اختتانه أولاً .. فالله فى محبته يقبل الكل ولكن لابد من الإيمان والاختتان كما نقول نحن الآن لابد من الإيمان والمعمودية.
? إلتمس العذر لمن حولك ولا تكن قاسيًا فى أحكامك عليهم وشجعهم على الحياة مع الله وإصلاح أخطائهم فيحبوا الحياة الروحية ويحبوك.
(3) عمود السحاب والنار والارتحال (ع15-23):
15وَفِي يَوْمِ إِقَامَةِ المَسْكَنِ غَطَّتِ السَّحَابَةُ المَسْكَنَ خَيْمَةَ الشَّهَادَةِ. وَفِي المَسَاءِ كَانَ عَلى المَسْكَنِ كَمَنْظَرِ نَارٍ إِلى الصَّبَاحِ. 16هَكَذَا كَانَ دَائِماً. السَّحَابَةُ تُغَطِّيهِ وَمَنْظَرُ النَّارِ ليْلاً. 17وَمَتَى ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنِ الخَيْمَةِ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ بَنُو إِسْرَائِيل يَرْتَحِلُونَ. وَفِي المَكَانِ حَيْثُ حَلتِ السَّحَابَةُ هُنَاكَ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيل يَنْزِلُونَ. 18حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيل يَرْتَحِلُونَ وَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ. جَمِيعَ أَيَّامِ حُلُولِ السَّحَابَةِ عَلى المَسْكَنِ كَانُوا يَنْزِلُونَ. 19وَإِذَا تَمَادَتِ السَّحَابَةُ عَلى المَسْكَنِ أَيَّاماً كَثِيرَةً كَانَ بَنُو إِسْرَائِيل يَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ الرَّبِّ وَلا يَرْتَحِلُونَ. 20وَإِذَا كَانَتِ السَّحَابَةُ أَيَّاماً قَلِيلةً عَلى المَسْكَنِ فَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ وَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. 21وَإِذَا كَانَتِ السَّحَابَةُ مِنَ المَسَاءِ إِلى الصَّبَاحِ ثُمَّ ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ فِي الصَّبَاحِ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. أَوْ يَوْماً وَليْلةً ثُمَّ ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. 22أَوْ يَوْمَيْنِ أَوْ شَهْراً أَوْ سَنَةً مَتَى تَمَادَتِ السَّحَابَةُ عَلى المَسْكَنِ حَالةً عَليْهِ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيل يَنْزِلُونَ وَلا يَرْتَحِلُونَ. وَمَتَى ارْتَفَعَتْ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. 23حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ وَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. وَكَانُوا يَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ الرَّبِّ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ بِيَدِ مُوسَى.
ع15، 16: يوم إقامة المسكن : عند إقامة خيمة الاجتماع لأول مرة وقد ترادفت الأسماء لنفس الشئ فخيمة الاجتماع هى خيمة الشهادة وهى المسكن.
كعلامة من علامات حب الله لشعبه ورعايته الحانية رافقت السحابة أى عمود السحاب الشعب منذ خروجهم من مصر وحتى وصولهم أرض الميعاد، فكانت ترشدهم وتظلّل عليهم فتمنع عنهم الشمس الحارقة، أما إذا أتى الليل يتحول عمود السحاب إلى عمود من نار لينير لهم ويرشدهم أيضًا.
وفى يوم إقامة الخيمة لأول مرة حّل الله بمجده وبركته على الخيمة فتكاثف وكثر السحاب حتى غطى الخيمة كلها، وكذلك عند الليل صار المنظر مهيبًا، إذ التحف عمود النار بالخيمة وصعد منها وفوقها فى صورة مجد عظيم (خر40).
إن عمود السحاب وعمود النار يعلنان وجود الله وسط شعبه ورعايته لهم ويرمزان إلى سر التجسد واتحاد اللاهوت بالناسوت، فالنار والسحاب يرمزان لللاهوت والخيمة المادية ترمز للناسوت.
ع17، 18: حلت : نزلت.
كان الله وحده هو الذى يحدد متى يرحل الشعب ومتى ينزل لأنه قائده “حسب قول الرب”، وكانت العلامة لذلك هى ارتفاع السحابة أو نزولها، فإذا ارتفعت السحابة شرع اللاويون فى فك الخيمة للارتحال وتبعهم كل الشعب وإذا ما حلت السحابة ثانية تبعها الشعب أيضًا وأقاموا خيامهم حول بيت الرب.
ع19-23: جاءت هذه الأعداد الخمسة تأكيدًا وتفصيلاً لما سبق ذكره فى (ع19، 20)، فيؤكد جملة أنه سواء كانت الأيام قليلة أو كثيرة فلا ارتحال ولا نزول إلا بأمر الرب… وفى الأعداد من (21-23) يؤكد ثانية أنه حتى لو كانت السحابة ترتفع يومًا واحدًا ثم تنزل يكون الارتحال ليوم واحد والنزول ليوم واحد، وفى كل الأحوال كان الله هو الذى يحدد الجدول الزمنى والشعب يطيعه.
يحرسون حراسة الرب : أى فور نزولهم كانوا يبدأون فى إقامة الخيمة وبدء العبادة فورًا وتتميم الشعائر وتقديم الذبائح بحسب ما تكلم الله سابقًا وأوضح لموسى.
? ليتنا نتعلم أن نسلم كل أمور حياتنا لله ونترك له التدبير والقيادة ونأخذ بركة الطاعة.. فمشاكل الإنسان كلها تبدأ عندما تنفصل إرادته عن إرادة الله… إحرص على الصلاة وطلب مشورة الله الصالحة قبل أن تبدأ أى عمل
.https://en.wikipedia.org/wiki/Pope_Tawadros_II_of_Alexandria