التزامات وحقوق الكهنة واللاويين
المقدمة ينتقل بنا هذا الأصحاح إلى الكهنة واللاويين، فيتحدث إجماليًا عن مسئولياتهم فى الحفاظ على الخيمة أى بيت الله، ثم يتحدث عن حقوق الكهنة واللاويين المادية، ووجوب دفع عشور اللاويين والكهنة.
(1) واجبات الكهنة واللاويين (ع1-7):
1وَقَال الرَّبُّ لِهَارُونَ: «أَنْتَ وَبَنُوكَ وَبَيْتُ أَبِيكَ مَعَكَ تَحْمِلُونَ ذَنْبَ المَقْدِسِ. وَأَنْتَ وَبَنُوكَ مَعَكَ تَحْمِلُونَ ذَنْبَ كَهَنُوتِكُمْ. 2وَأَيْضاً إِخْوَتَكَ سِبْطَ لاوِي سِبْطُ أَبِيكَ قَرِّبْهُمْ مَعَكَ فَيَقْتَرِنُوا بِكَ وَيُوازِرُوكَ وَأَنْتَ وَبَنُوكَ قُدَّامَ خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ 3فَيَحْفَظُونَ حِرَاسَتَكَ وَحِرَاسَةَ الخَيْمَةِ كُلِّهَا. وَلكِنْ إِلى أَمْتِعَةِ القُدْسِ وَإِلى المَذْبَحِ لا يَقْتَرِبُونَ لِئَلا يَمُوتُوا هُمْ وَأَنْتُمْ جَمِيعاً. 4يَقْتَرِنُونَ بِكَ وَيَحْفَظُونَ حِرَاسَةَ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ مَعَ كُلِّ خِدْمَةِ الخَيْمَةِ. وَالأَجْنَبِيُّ لا يَقْتَرِبْ إِليْكُمْ. 5بَل تَحْفَظُونَ أَنْتُمْ حِرَاسَةَ القُدْسِ وَحِرَاسَةَ المَذْبَحِ لِكَيْ لا يَكُونَ أَيْضاً سَخَطٌ عَلى بَنِي إِسْرَائِيل. 6هَئَنَذَا قَدْ أَخَذْتُ إِخْوَتَكُمُ اللاوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيل عَطِيَّةً لكُمْ مُعْطَيْنَ لِلرَّبِّ لِيَخْدِمُوا خِدْمَةَ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ. 7وَأَمَّا أَنْتَ وَبَنُوكَ مَعَكَ فَتَحْفَظُونَ كَهَنُوتَكُمْ مَعَ مَا لِلمَذْبَحِ وَمَا هُوَ دَاخِل الحِجَابِ وَتَخْدِمُونَ خِدْمَةً. عَطِيَّةً أَعْطَيْتُ كَهَنُوتَكُمْ. وَالأَجْنَبِيُّ الذِي يَقْتَرِبُ يُقْتَلُ».
ع1: تحملون ذنب : تتحملون نتائج أخطائكم أمامى وعواقبها.
تحدث الله هذه المرة مع هارون مباشرة، بصفته رئيس الكهنة، ولأن الحديث كله يتعلق به وباللاويين معه. وكان بدء الكلام معه حاسمًا إذ يذكره الله بمسئوليته الأساسية والهامة، فقد صار مسئولاً أمامه مباشرة هو وكل نسله من بعده على شيئين :
أولاً : المقدس : ويعنى ذلك مسئوليتهم فى ملاحظة كل شئون الخدمة فى البيت داخلاً وخارجًا من نظافة ونظام ومنع أى أحد من الشعب أن يمس المقدسات، وكذلك حفظ كل الرسوم والطقوس كما سلمها الرب لموسى وهارون.
ثانياً : كهنوتكم : تشمل أيضًا المسئولية حفاظهم على سلوكهم والتدقيق فى كل ما يفعلونه فلا تأتى عثرة للشعب من رعاته وقادته، ويعتبر تعبير “تحملون ذنب كهنوتكم” هو تعبير يحمل صيغة الإنذار أكثر من صيغة النصح أو الإرشاد.
والخلاصة أنهم مسئولون عن :
- المحافظة على كل محتويات بيت الرب.
- التدقيق فى تقديم العبادة بحسب أوامر الشريعة.
- إرشاد الشعب ومنعه من الخطأ فى حق بيت الرب.
- السلوك الحسن للكهنة حتى يكونوا قدوة للشعب فى علاقتهم بالله وحياتهم كلها.
ع2: يوصى الله هارون أيضًا، الذى يمثل الكهنوت، بألا يتكبر على باقى اللاويين من سبطه، والذين يرمزون للشمامسة، بل تكون العلاقة بينهم علاقة ارتباط ومساندة وتكامل، فالخدمة فى النهاية خدمة واحدة بشقيها سواء كان كهنوتًا أو خدمة المحافظة والانتقال … وهذا يعلمنا أننا فى الخدمة، بصرف النظر عن اختلاف مراكزنا، كل منا فى احتياج للآخر.
ع3: يكون اللاويون كذلك بمثابة حراسة وحماية لهارون بشخصه ونسله الكهنوتى أيضًا من بعده ضد أى اعتداء أو تهجم من الشعب، ويحافظون أيضًا على الخيمة كلها ضد أى اقتحام أو إتلاف، ولكن عليهم أيضًا أن يعرفوا حدودهم فلا يتجاوزوها بالدخول إلى القدس أو قدس الأقداس أو لمس أى شئ من أوانى الخدمة فيتعرض كل من اللاويين والكهنة لعقوبة الموت وذلك لتجاوزهم ما رسمه الله لشئون الخدمة وتحديد الاختصاصات داخل الخيمة.
ع4، 5: الأجنبى : أى أحد من عامة الشعب غير سبط لاوى.
يكرر الله ويؤكد على هارون ما سبق وقاله ليبين للجميع خطورة الأمر، ويضيف هنا أن من مهام اللاويين أيضًا عدم اقتراب أى فرد من أفراد الشعب غير سبط لاوى للخيمة وإلاّ شمل الغضب الإلهى كل شعب بنى إسرائيل. ويكرر الله أيضًا أن الاهتمام وخدمة المذبح الخارجى والداخلى من نصيب الكهنة فقط.
ع6، 7: يكرِّر الله ثالثةً ما سبق وقاله، مما يزيد من رهبة هذا الأمر على النفس، ولكن فى هذه المرة يزيد شيئًا جديدًا فيوضح لنا مفهومًا روحيًا جديدًا وهو أن الله هو الذى يختار خدامه بنعمته ويدعوهم لخدمة كرمه أى كنيسته .. فصار لللاويين شرف خاص ومكانة مميزة؛ ولتميز وجلال خدمة الكهنوت وهب الله الكهنة اللاويين كمساعدين لهم ولكن على الكهنة أيضًا أن يهتموا بكرامة النعمة التى حصلوا عليها “يحفظوا كهنوتهم” وهذا معناه :
أ ) الاهتمام بالعبادة الطقسية كما سلمها لهم الله.
ب ) الاهتمام بسيرتهم الذاتية وسلوكهم العام فهم قدوة للشعب كله.
جـ) ألا يدخل أحد غير الكهنة إلى القدس ولا يدخل أحد غير رئيس الكهنة إلى قدس الأقداس الموجود بعد الحجاب.
? أخى الحبيب قد تكون خادمًا أو شماسًا دعاك الله لخدمة بيته، فهل تدرك مقدار هذه الكرامة وهذه الدعوة ؟ وهل أيضًا تهتم بخدمتك ولا تتهاون أو تستهتر بها، وهل تحافظ على كل ما رسمه الله أو وضعته الكنيسة من طقوس ونظام للعبادة ؟ أنت مسئول أمام الله، فلا تنسَ ذلك!!!
(2) حقوق الكهنة من تقدمات الشعب (ع8-20):
8وَقَال الرَّبُّ لِهَارُونَ: «وَهَئَنَذَا قَدْ أَعْطَيْتُكَ حِرَاسَةَ رَفَائِعِي. مَعَ جَمِيعِ أَقْدَاسِ بَنِي إِسْرَائِيل لكَ أَعْطَيْتُهَا حَقَّ المَسْحَةِ وَلِبَنِيكَ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً. 9هَذَا يَكُونُ لكَ مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ مِنَ النَّارِ كُلُّ قَرَابِينِهِمْ مَعَ كُلِّ تَقْدِمَاتِهِمْ وَكُلِّ ذَبَائِحِ خَطَايَاهُمْ وَكُلِّ ذَبَائِحِ آثَامِهِمُِ التِي يَرُدُّونَهَا لِي. قُدْسُ أَقْدَاسٍ هِيَ لكَ وَلِبَنِيكَ. 10فِي قُدْسِ الأَقْدَاسِ تَأْكُلُهَا. كُلُّ ذَكَرٍ يَأْكُلُهَا. قُدْساً تَكُونُ لكَ. 11وَهَذِهِ لكَ: الرَّفِيعَةُ مِنْ عَطَايَاهُمْ مَعَ كُلِّ تَرْدِيدَاتِ بَنِي إِسْرَائِيل. لكَ أَعْطَيْتُهَا وَلِبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ مَعَكَ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً. كُلُّ طَاهِرٍ فِي بَيْتِكَ يَأْكُلُ مِنْهَا. 12كُلُّ دَسَمِ الزَّيْتِ وَكُلُّ دَسَمِ المِسْطَارِ وَالحِنْطَةِ أَبْكَارُهُنَّ التِي يُعْطُونَهَا لِلرَّبِّ لكَ أَعْطَيْتُهَا. 13أَبْكَارُ كُلِّ مَا فِي أَرْضِهِمِ التِي يُقَدِّمُونَهَا لِلرَّبِّ لكَ تَكُونُ. كُلُّ طَاهِرٍ فِي بَيْتِكَ يَأْكُلُهَا. 14كُلُّ مُحَرَّمٍ فِي إِسْرَائِيل يَكُونُ لكَ. 15كُلُّ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ كُلِّ جَسَدٍ يُقَدِّمُونَهُ لِلرَّبِّ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ البَهَائِمِ يَكُونُ لكَ. غَيْرَ أَنَّكَ تَقْبَلُ فِدَاءَ بِكْرِ الإِنْسَانِ وَبِكْرُ البَهِيمَةِ النَّجِسَةِ تَقْبَلُ فِدَاءَهُ. 16وَفِدَاؤُهُ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ تَقْبَلُهُ حَسَبَ تَقْوِيمِكَ فِضَّةً خَمْسَةَ شَوَاقِل عَلى شَاقِلِ القُدْسِ. هُوَ عِشْرُونَ جِيرَةً. 17لكِنْ بِكْرُ البَقَرِ أَوْ بِكْرُ الضَّأْنِ أَوْ بِكْرُ المَعْزِ لا تَقْبَل فِدَاءَهُ. إِنَّهُ قُدْسٌ. بَل تَرُشُّ دَمَهُ عَلى المَذْبَحِ وَتُوقِدُ شَحْمَهُ وَقُوداً رَائِحَةَ سُرُورٍ لِلرَّبِّ. 18وَلحْمُهُ يَكُونُ لكَ كَصَدْرِ التَّرْدِيدِ وَالسَّاقِ اليُمْنَى يَكُونُ لكَ. 19جَمِيعُ رَفَائِعِ الأَقْدَاسِ التِي يَرْفَعُهَا بَنُو إِسْرَائِيل لِلرَّبِّ أَعْطَيْتُهَا لكَ وَلِبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ مَعَكَ حَقّاً دَهْرِيّاً. مِيثَاقَ مِلحٍ دَهْرِيّاً أَمَامَ الرَّبِّ لكَ وَلِزَرْعِكَ مَعَكَ». 20وَقَال الرَّبُّ لِهَارُونَ: «لا تَنَالُ نَصِيباً فِي أَرْضِهِمْ وَلا يَكُونُ لكَ قِسْمٌ فِي وَسَطِهِمْ. أَنَا قِسْمُكَ وَنَصِيبُكَ فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل.
فى الاعداد القادمة وحتى (ع20) يوضح الله الحقوق المادية التى من حق الكهنة الحصول عليها لإعالتهم، إذ لم يكن لهم عمل آخر يرتزقون منه وصاروا نصيبًا للرب، فاهتم الله بهم أيضًا اهتمامًا خاصًا كما سنرى.
ع8: حراسة رفائعى : نصيبًا من الذبائح المقدمة لاسمى، فالرفيعة هى الذبيحة المرفوعة لله.
حق المسحة : أى كأجر ونصيب لخدمة الكهنوت.
يتحدث الله هنا مع هارون ويوضح اهتمامه بكل خادم يخدمه، فيقول له لقد أعطيت ووهبت لكم أى لكل الكهنة أجزاء من الذبائح المقدمة لىّ ولإسمى من كل تقدمات بنى إسرائيل، سواء كانت نذور أو ذبائح واجبة التقديم، كأن الله يريد أن يقول للكهنة، نظير خدمتكم وتكريسكم لى، صرتم شركاء مائدتى وتأكلون من نصيبى المقدم لى.
ع9: يكون لك من قدس الأقداس : تعبير معناه أن ما سوف تحصل عليه يعتبر قدس أقداس إذ أنك ستأكل مما يقدم للرب نفسه.
رفائعى : كل ما يرفع من الذبيحة ليقدم لله وهو الصدر والساق اليمنى (خر29: 28).
حق المسحة : حق مسحة الكهنوت أى حقوق الكهنة.
يصير للكهنة من كل القرابين المقدمة لنار المذبح نصيبًا، سواء كانت ذبائح خطية أو ذبائح إثم مقدمة إلى الله، فتصير نصيبًا واختصاصًا مقدسًا لهم ولكل أجيالهم. وقد جاءت تفاصيل ذلك فى سفر اللاويين (ص4-7)
ع10: فى قدس الأقداس تأكلها : بالطبع ليس المقصود هنا مكان قدس الأقداس المحظور دخوله سوى مرة واحدة فى السنة فى يوم عيد الكفارة ولرئيس الكهنة وحده، بل المقصود أكلها فى مكان طاهر ومقدس، وكان المكان المعتاد الذى يأكل فيه الكهنة من الذبائح هو الدار الخارجية لبيت الرب وكان الذين يأكلون من هذه الذبائح هم الكهنة وأولادهم الذكور فقط.
قدسًا تكون لك : أى تصير نصيبًا لك.
ع11: ومن الذبائح كانت هناك أنصبة أخرى يأخذها الكهنة إلى بيوتهم ليأكل منها نساؤهم وهى بعض الأجزاء من ذبائح السلامة مثل ساق الذبيحة أو صدرها والتى كانت تقدم “تردد” أمام الرب، وأضاف الوحى كلمة “فريضة دهرية” للتأكد أن هذا الأمر لنسل الكهنوت كله مدى الأيام مادام الكهنوت اللاوى قائمًا ليس قاصرًا على هارون وأسرته.
ع12، 13: مسطار : الخمر.
الحنطة : القمح.
شملت أنصبة الكهنة أيضًا “كل دسم” أى أفضل ما يقدم من الزيت أو الخمر أو حبوب القمح من أبكار الشعب، فكل من قدم بكوره للرب، قدمه الرب لكهنته. وشملت أيضًا هذه البكور أثمار وفواكه الأرض، فيأخذها الكاهن إلى بيته ليأكلها مع أسرته.
ع14: كل محرم فى إسرائيل : المحرم هو ما حرّمه الإنسان على نفسه ووهبه للرب فى صورة نذر أو عقارات أو خلافه، فيصير كل محرم هو نصيب للكهنة.
ع15، 16: كانت أبكار الإنسان والحيوانات تقدم لله كما جاء فى (خر13)، وقد استبدل الله أبكار الناس بسبط اللاويين واختارهم للخدمة والتكريس، وإذا زادت أعداد الأبكار عن أعداد اللاويين كان يتم فداء البكر بقيمة مالية قدرها خمسة شواقل من الفضة أو مائة جيرة لأن الشاقل 20 جيرة (راجع ص3: 46)، وبكر كل الحيوانات الطاهرة كان يقدم للكهنة أما أبكار الحيوانات النجسة كالحمار فلا يدخل دمه إلى المذبح ولكن يتم استبدال تقدمته بتقدمة أخرى كالشاة وإن لم يُفدَ فلابد من قتله.
ع17، 18: ولكن أبكار الحيوانات الطاهرة، مثال البقر أو الضأن أو الماعز، فلابد من تقديمها ولا يمكن تقديم شيئًا عوضًا عنها، لأنها مخصَّصة واختارها الرب، أى خصَّصها وقدَّسها له فلا يمكن استبدالها بل لابد من تقديم دمها وشحمها على المذبح رائحة سرور كما أمر الرب أما اللحم فيكون للكهنة، مثاله مثال ما يحدث مع الأنصبة التى حدّدها الله سابقًا لهم كساق الرفيعة وصدر الترديد الذى سبق الحديث عنهما.
? إن كان الله قد اهتم بالكهنة وتفاصيل احتياجاتهم المادية لأنهم كرَّسوا حياتهم لخدمته، فثق أنك أنت أيضًا، إن ارتبطت بالمسيح وخدمته، سيهتم بكل احتياجاتك ولا يتخلى عنك.
ع19: ميثاق ملح : أى عهدًا أبديًا.
لك ولزرعك : أى للكهنة ولنسلهم.
كمراجعة نهائية لكل ما سبق، يكرر الله لهارون وبنيه أن كل الأنصبة والنذور والتقدمات والذبائح، عدا ذبيحة المحرقة، المقدمة للرب يقدمها الرب بدوره للكهنة بعد رش الدم حول المذبح وبعد حرق شحومها، فيأكلها الكهنة مع أسرهم كل الأيام.
ع20: يؤكد الله لهارون أنه لن يكون له فى الأرض نصيب محدد كباقى الأسباط لأن الله سيكون نصيبًا له وعوضًا عن أى شئ … والمعنى الروحى الجميل أن من يترك من أجل الله أى شئ يملك فى المقابل كل شئ، إذ صار نصيبه هو الرب كما ذكر القديس بولس ذلك وقال “كأن لا شئ لنا ونحن نملك كل شئ” (2كو6: 10).
(3) حقوق اللاويين (ع21-24):
21«وَأَمَّا بَنُو لاوِي فَإِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كُل عُشْرٍ فِي إِسْرَائِيل مِيرَاثاً عِوَضَ خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ التِي يَخْدِمُونَهَا. 22فَلا يَقْتَرِبُ أَيْضاً بَنُو إِسْرَائِيل إِلى خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ لِيَحْمِلُوا خَطِيَّةً لِلمَوْتِ 23بَلِ اللاوِيُّونَ يَخْدِمُونَ خِدْمَةَ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ وَهُمْ يَحْمِلُونَ ذَنْبَهُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ. وَفِي وَسَطِ إِسْرَائِيل لا يَنَالُونَ نَصِيباً. 24إِنَّ عُشُورَ بَنِي إِسْرَائِيل التِي يَرْفَعُونَهَا لِلرَّبِّ رَفِيعَةً قَدْ أَعْطَيْتُهَا لِلاوِيِّينَ نَصِيباً. لِذَلِكَ قُلتُ لهُمْ: فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل لا يَنَالُونَ نَصِيباً».
ع21: بعد أن تحدث الله عن أنصبة الكهنة من التقدمات والذبائح، صار كلامه لللاويين أيضًا خدام خيمة الاجتماع، فأقرّ الله لهم عشور دخل كل الشعب من محاصيله وخيرات تجارته بعد سكناهم الأرض. فإن كان الكهنة يأخذون البكور، فاللاويين يأخذون العشور.
ع22، 23: يحملون ذنبهم : يتحملون مسئوليتهم ونتائج أى تقصير فيها.
يحذر الله جميع الشعب من الاقتراب إلى خيمة الاجتماع ولمس أى شئ من محتوياتها وإلا سيتعرضوا للموت، فالمسموح لهم فقط بخدمة بيت الله هم اللاويون لأنهم يعرفون كيف يتممون شريعة الله وأى إخلال بها يحملهم عقاب الله وهذه الخدمة مخصّصة لللاويين على مدى الأجيال حتى يأتى المسيح. ولا يمتلك اللاويون نصيبًا فى أرض الميعاد لأن الله هو نصيبهم مثل الكهنة.
ع24: رفيعة : مرفوعة ومقدمة للرب.
جاء هذا العدد تأكيدًا ومراجعة لما سبق قوله فى الأعداد (21-23) وخلاصته أن العشور التى يقدمها الشعب إلى اللاويين هى مقدمة لله نفسه.
? إعلم أن كل ما عندك هو عطية من الله، فقبل أن تستخدمه ليتك تنال بركة الله بأن تقدم جزءًا منه وهو العشور وثق أن الباقى سيكون ببركة الله كافيًا لاحتياجاتك مهما كانت ظروفك المالية ضيقة، “لأن بركة الرب تغنى ولا يزيد معها تعبًا” (أم10: 22).
(4) عشور اللاويين (ع25-32):
25وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: 26«لِلاوِيِّينَ تَقُولُ: مَتَى أَخَذْتُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل العُشْرَ الذِي أَعْطَيْتُكُمْ إِيَّاهُ مِنْ عِنْدِهِمْ نَصِيباً لكُمْ تَرْفَعُونَ مِنْهُ رَفِيعَةَ الرَّبِّ: عُشْراً مِنَ العُشْرِ 27فَيُحْسَبُ لكُمْ. إِنَّهُ رَفِيعَتُكُمْ كَالحِنْطَةِ مِنَ البَيْدَرِ وَكَالمِلءِ مِنَ المِعْصَرَةِ. 28فَهَكَذَا تَرْفَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً رَفِيعَةَ الرَّبِّ مِنْ جَمِيعِ عُشُورِكُمُ التِي تَأْخُذُونَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل. تُعْطُونَ مِنْهَا رَفِيعَةَ الرَّبِّ لِهَارُونَ الكَاهِنِ. 29مِنْ جَمِيعِ عَطَايَاكُمْ تَرْفَعُونَ كُل رَفِيعَةِ الرَّبِّ مِنَ الكُلِّ دَسَمَهُ المُقَدَّسَ مِنْهُ. 30وَتَقُولُ لهُمْ: حِينَ تَرْفَعُونَ دَسَمَهُ مِنْهُ يُحْسَبُ لِلاوِيِّينَ كَمَحْصُولِ البَيْدَرِ وَكَمَحْصُولِ المِعْصَرَةِ. 31وَتَأْكُلُونَهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْتُمْ وَبُيُوتُكُمْ لأَنَّهُ أُجْرَةٌ لكُمْ عِوَضَ خِدْمَتِكُمْ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ. 32وَلا تَتَحَمَّلُونَ بِسَبَبِهِ خَطِيَّةً إِذَا رَفَعْتُمْ دَسَمَهُ مِنْهُ. وَأَمَّا أَقْدَاسُ بَنِي إِسْرَائِيل فَلا تُدَنِّسُوهَا لِئَلا تَمُوتُوا».
ع25، 26: ترفعون : تقدمون.
جاء حديث الله هنا لللاويين أيضًا مخبرًا إيّاهم، عن طريق موسى، أنهم كما قبلوا العشور من الشعب وامتلأت بيوتهم من الخيرات، فعليهم أيضًا أن يقدموا للرب عشورهم، فالعشور هنا لم يستثنَ منها اللاويون، فالله يريد أن يعلمهم أنه يعطى الجميع وصانع الخيرات وأن الإنسان كما فرح بالأخذ عليه أيضًا أن يفرح بالعطاء.
ع27، 28: رفيعتكم : تقدمتكم.
الحنطة : القمح.
البيدر : الجرن وهو مكان فصل الحبوب عن القشر وتخزينه.
الملء : ما يملأ الإناء حتى حافته.
كما يقدم الشعب من عشوره الحبوب التى فى البيدر والزيت والخمر الذى فى المعصرة، هكذا أيضًا يقدم اللاويون عشر ما أخذوه من الشعب ويقدمونه للكهنة فى شخص هارون، أى إن كان اللاويون ينالون العشر، فالكهنة يأخذون 1/100 من محاصيل الشعب.
ع29: دسمه المقدس : أفضل الخيرات والتقدمات.
يؤكد الله على ما سبق وقاله ويطلب من اللاويين أن العشور التى سوف يقدمونها لابد أن تكون من أفضل ما يقدم، لأن التقدمة مقدمة لله ذاته وهو يهبها لكهنته.
ع30: يطلب من موسى أن يخبرهم أنهم عندما يصنعون ذلك ويقدمون أفضل ما لديهم، فإن الله يعتبره من ثمرة أتعابهم، وهذا تكرار لما جاء فى (ع27) فيبارك الله التسعة أعشار الباقية مع اللاويين.
ع31: الحديث هنا عن التسعة أعشار الباقية مع اللاويين، فالله يباركها لهم ويريد لهم التمتع بها مع عائلتهم، فهو يقدر تمامًا تعبهم فى خدمة الخيمة وفكِّها وحملها ونصبها.
ع32: أقداس : تقدمات.
عندما تقدموا العشر “دسمه” من نصيبكم تكونوا مبرّرين أمام الله ولا تتحملوا أى خطية أو ذنب، لأنكم إن فعلتم غير ذلك فإنكم تدنسون تقدمات بنى إسرائيل المقدمة لذاتى وبالتالى تعرضون نفوسكم للعقوبة والموت.
? أخى الحبيب… ليس كافيًا أن تقدم العشور لله ولكن عليك أيضًا تقديم أفضل ما عندك وليس أدناه أو أحقره، فما تقدمه لأى إنسان إنما تقدمه لله ذاته فى شخص هذا الإنسان … فهل يقدم لله إذًا الأقل والأردأ والبالى !!!
https://en.wikipedia.org/wiki/Pope_Tawadros_II_of_Alexandria