الـنـذور
مقدمة : سبق الحديث عن النذور فى مواضع أخرى مثل (لا7، 22، عد6: 2) أما التركيز هنا فعن الالتزام بها وبعض أنواع النذور التى تتطلب موافقة الزوج أو الأب كما سنرى.
(1) أولاً : نذر الرجل (ع1-2):
1وَقَال مُوسَى لِرُؤُوسِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيل: «هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ: 2إِذَا نَذَرَ رَجُلٌ نَذْراً لِلرَّبِّ أَوْ أَقْسَمَ قَسَماً أَنْ يُلزِمَ نَفْسَهُ بِلازِمٍ فَلا يَنْقُضْ كَلامَهُ. حَسَبَ كُلِّ مَا خَرَجَ مِنْ فَمِهِ يَفْعَلُ.
ع1: نفهم من النص أنه فى حديث سابق بين الله وموسى، أُبلغ فيه موسى من الله ما ينبغى أن يكون فى شريعة النذور ومدى التزام الإنسان بها، وعلى هذا جمع موسى رؤساء الشعب وممثلى أسباطه ليبلغهم بما أوصى به الله.
ويلاحظ أن النذر هو أحد هذه الأشياء :
1- عمل ما 2- تقدمة 3- امتناع عن شئ مثل الطعام.
ويشترط فى النذور ما يلى :
- أن تكون فى حدود وصايا الله ولا تتعارض معها، فتقدمة يفتاح لابنته كانت نذرًا خاطئًا (قض11: 31).
- أن تكون فى حدود طاقة الإنسان وإمكانياته.
- أن يكون النذر محددًا فيمكن إيفاؤه، فلا يقال أقدم محبة لله بل أقدم الشئ الفلانى.
- لا ينذر الإنسان نيابة عن غيره مثل نذر الأب عن ابنه أو عن زوجته.
- من لا يفى نذره، لا يعاقبه الكهنة والقضاة ولكن يكون مخطئًا فى حق الرب ويغضب الله عليه.
- تستأذن الفتاة والدها أو الزوجة زوجها عندما تنذر.
- عدم تأجيل إيفاء النذر لأن فيه عدم عرفان بجميل الله ويعرض الإنسان لنسيان النذر وعدم إيفائه.
- يفضل كتابة النذر والاحتفاظ بالكتابة فى مكان معروف تجنبًا لنسيانه.
ع2: بلازم : أى الأمر الذى نطق به ويكون مُلزمًا به وهو موضوع النذر.
الرجل بخلاف المرأة التى كانت تعتمد على زوجها أو أبيها بالتمام فى إعالتها، ولأن الرجل هو مصدر الدخل فلا يوجد ما يبطل ما نطق به من فمه، بـل إذا نذر وتعهد بتقدمة لله، فعليه أن يلتزم بها تمامًا ويوفيها ولا يوجد من يستطيع أن يرفعها عنه أو يعفيـه منهـا (جا5: 2-5).
(2) نذر الفتاة قبل زواجها (ع3-8):
3وَأَمَّا المَرْأَةُ فَإِذَا نَذَرَتْ نَذْراً لِلرَّبِّ وَالتَزَمَتْ بِلازِمٍ فِي بَيْتِ أَبِيهَا فِي صِبَاهَا 4وَسَمِعَ أَبُوهَا نَذْرَهَا وَاللازِمَ الذِي أَلزَمَتْ نَفْسَهَا بِهِ فَإِنْ سَكَتَ أَبُوهَا لهَا ثَبَتَتْ كُلُّ نُذُورِهَا. وَكُلُّ لوَازِمِهَا التِي أَلزَمَتْ نَفْسَهَا بِهَا تَثْبُتُ. 5وَإِنْ نَهَاهَا أَبُوهَا يَوْمَ سَمْعِهِ فَكُلُّ نُذُورِهَا وَلوَازِمِهَا التِي أَلزَمَتْ نَفْسَهَا بِهَا لا تَثْبُتُ وَالرَّبُّ يَصْفَحُ عَنْهَا لأَنَّ أَبَاهَا قَدْ نَهَاهَا. 6وَإِنْ كَانَتْ لِزَوْجٍ وَنُذُورُهَا عَليْهَا أَوْ نُطْقُ شَفَتَيْهَا الذِي أَلزَمَتْ نَفْسَهَا بِهِ 7وَسَمِعَ زَوْجُهَا فَإِنْ سَكَتَ فِي يَوْمِ سَمْعِهِ ثَبَتَتْ نُذُورُهَا. وَلوَازِمُهَا التِي أَلزَمَتْ نَفْسَهَا بِهَا تَثْبُتُ. 8وَإِنْ نَهَاهَا رَجُلُهَا فِي يَوْمِ سَمْعِهِ فَسَخَ نَذْرَهَا الذِي عَليْهَا وَنُطْقَ شَفَتَيْهَا الذِي أَلزَمَتْ نَفْسَهَا بِهِ وَالرَّبُّ يَصْفَحُ عَنْهَا.
ع3-5: تتعرض هذه الأعداد لحالتين، الأولى منها هى حالة الفتاة التى تجاوزت الطفولة وتحيا فى بيت أبيها فيكون حكم نذرها كالآتى، إذا نطقت بنذرها وسمعها أبوها ولم يعلق أو يعترض على ما قالته .. يصير نذرها ملزمًا لها، ولكن لأن أباها له حق الوصاية عليها والإشراف على تربيتها والمسئول والمدبر لكل النواحى المادية، أعطاه الله حق الرفض أو الاعتراض، فإذا رفض أو اعترض تصير الفتاة وكأنها لم تنذر شيئًا ويسامحها الله ولا يطالبها بشئ.
ع6-8: أما الحالة الثانية فهى حالة نفس الفتاة التى كانت فى بيت أبيها وعليها نذر سابق لم توفه بعد وتزوجت وصارت لرجل آخر غير أبيها، فيعطى الله لزوجها نفس الحق الذى كان لأبيها، بمعنى أنه إن وافق على النذر موافقة صريحة أو موافقة بعدم الاعتراض.. يصير النذر الذى نذرته فى بيت أبيها ساريًا وملزمًا… أما إذا اعترض على نذرها ومنعها عنه فإن الله لا يطالبها به بل يعفيها منه.
? جيد للفتاة أن تخضع لوالديها ولا تندفع وراء أفكارها وعواطفها فتصلى وتستشير والديها فى كل عمل كبير. بل الأفضل أن تكون هناك علاقة ودية وتفاهم داخل الأسرة يهتم به جميع الأطراف، فنضمن استقرار نفسى يساعد على نمو الحياة الروحية.
(3) نذر الأرملة والمطلقة والمتزوجة (ع9-16):
9وَأَمَّا نَذْرُ أَرْمَلةٍ أَوْ مُطَلقَةٍ فَكُلُّ مَا أَلزَمَتْ نَفْسَهَا بِهِ يَثْبُتُ عَليْهَا. 10وَلكِنْ إِنْ نَذَرَتْ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا أَوْ أَلزَمَتْ نَفْسَهَا بِلازِمٍ بِقَسَمٍ 11وَسَمِعَ زَوْجُهَا فَإِنْ سَكَتَ لهَا وَلمْ يَنْهَهَا ثَبَتَتْ كُلُّ نُذُورِهَا. وَكُلُّ لازِمٍ أَلزَمَتْ نَفْسَهَا بِهِ يَثْبُتُ. 12وَإِنْ فَسَخَهَا زَوْجُهَا فِي يَوْمِ سَمْعِهِ فَكُلُّ مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيْهَا مِنْ نُذُورِهَا أَوْ لوَازِمِ نَفْسِهَا لا يَثْبُتُ. قَدْ فَسَخَهَا زَوْجُهَا. وَالرَّبُّ يَصْفَحُ عَنْهَا. 13كُلُّ نَذْرٍ وَكُلُّ قَسَمِ التِزَامٍ لِإِذْلالِ النَّفْسِ زَوْجُهَا يُثْبِتُهُ وَزَوْجُهَا يَفْسَخُهُ. 14وَإِنْ سَكَتَ لهَا زَوْجُهَا مِنْ يَوْمٍ إِلى يَوْمٍ فَقَدْ أَثْبَتَ كُل نُذُورِهَا أَوْ كُل لوَازِمِهَا التِي عَليْهَا. أَثْبَتَهَا لأَنَّهُ سَكَتَ لهَا فِي يَوْمِ سَمْعِهِ. 15فَإِنْ فَسَخَهَا بَعْدَ سَمْعِهِ فَقَدْ حَمَل ذَنْبَهَا». 16هَذِهِ هِيَ الفَرَائِضُ التِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ مُوسَى بَيْنَ الزَّوْجِ وَزَوْجَتِهِ وَبَيْنَ الأَبِ وَابْنَتِهِ فِي صِبَاهَا فِي بَيْتِ أَبِيهَا.
ع9: أما الحالة الثالثة للمرأة فهى إن كانت مطلقة أو أرملة، وهى حالة المرأة الحرة وليست تحت ناموس رجل أو لأحد حكم عليها، فتكون فى كل ما نطقت به ونذرته ملتزمة بالوفاء به.
ع10-12: الحالة الرابعة والأخيرة فى نذر المرأة، فهى حالة الزوجة التى نذرت وهى فى بيت زوجها نذرًا ملزمًا، فنفس القاعدة السابقة تنطبق عليها من حيث ضرورة موافقة الزوج، أما إذا اعترض الزوج على النذر فى حين سماعه به، يبطل هذا النذر، ولا يطالبها الله به.
ع13، 14: هذان العددان هما مراجعة لما ورد فى (ع10-12) وخلاصته هو ضرورة موافقة الزوج على نذر امرأته، وفى حالة سكوته وعدم اعتراضه، يصير النذر ساريًا ولا تُعفَى المرأة منه.
ع15: أخيرًا يوجه الله تحذيرًا للرجل أنه إن أجَّل اعتراضه فور سماعه النذر لوقت لاحق، ثم أراد بعد ذلك الاعتراض، فقد صار هو المذنب والمتعدى على وصية الله ويعتبره الله أنه هو كاسر النذر وليست زوجته “حمل ذنبها”.
ع16: فى نهاية الأصحاح تأتى هذه الآية موضحة الغرض من الأصحاح كله وهو :
أولاً : وجوب إيفاء النذور من جهة.
ثانيًا : شروط تنفيذ النذر، وعلاقة ذلك بكل من والد الفتاة إذا كانت لازالت فى بيته أو زوجها عند انتقالها إلى بيته.
? ما أجمل تقديم المحبة لله ولكن المهم متابعة ما أنطق به لالتزم وأتمتع بتقديم محبة لله وأنال بركاته
.https://en.wikipedia.org/wiki/Pope_Tawadros_II_of_Alexandria