ميراث بنات صلفحاد
(1) عرض المشكلة (ع1-4): 1وَتَقَدَّمَ رُؤُوسُ الآبَاءِ مِنْ عَشِيرَةِ بَنِي جِلعَادَ بْنِ مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى مِنْ عَشَائِرِ بَنِي يُوسُفَ: وَتَكَلمُوا قُدَّامَ مُوسَى وَقُدَّامَ رُؤَسَاءِ الآبَاءِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل 2وَقَالُوا: «قَدْ أَمَرَ الرَّبُّ سَيِّدِي أَنْ يُعْطِيَ الأَرْضَ بِقِسْمَةٍ بِالقُرْعَةِ لِبَنِي إِسْرَائِيل. وَقَدْ أَمَرَ الرَّبُّ سَيِّدِي أَنْ يُعْطِيَ نَصِيبَ صَلُفْحَادَ أَخِينَا لِبَنَاتِهِ.
3فَإِنْ صِرْنَ نِسَاءً لأَحَدٍ مِنْ بَنِي أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيل يُؤْخَذُ نَصِيبُهُنَّ مِنْ نَصِيبِ آبَائِنَا وَيُضَافُ إِلى نَصِيبِ السِّبْطِ الذِي صِرْنَ لهُ. فَمِنْ قُرْعَةِ نَصِيبِنَا يُؤْخَذُ. 4وَمَتَى كَانَ اليُوبِيلُ لِبَنِي إِسْرَائِيل يُضَافُ نَصِيبُهُنَّ إِلى نَصِيبِ السِّبْطِ الذِي صِرْنَ لهُ وَمِنْ نَصِيبِ سِبْطِ آبَائِنَا يُؤْخَذُ نَصِيبُهُنَّ».
ع1، 2: الجلعاديون : أبناء جلعاد ابن ماكير بكر منسى ابن يوسف، أى أنهم أحد عشائر سبط منسى.
تقدم رؤساء عشيرة الجلعاديين إلى موسى لعرض مشكلة تخص سبطهم ونصيبه فى الأرض والمتعلقة بأحد أخوتهم الذى يدعى صلفحاد، وقد مات ولم ينجب له ولدًا يرث الأرض بل كان له خمسة من البنات. وقد بدأ الرؤساء الكلام مع موسى بتذكيره بما أمر به الرب سابقًا (ص27) بوجوب أن ترث بنات صلفحاد نصيب أبيهن من الأرض.
ع3، 4: أما الدعوى والشكوى التى أقامها الرجال فكان مضمونها أنه إذا تزوجت هذه البنات من رجال أسباط أخرى من الشعب فسوف تضم أراضيهن إلى أملاك أزواجهن وبالتالى للأسباط الأخرى، ولأن هذه الأرض ميراث وليست بيعًا أو شراء فلن يستطع سبط منسى استردادها فى سنة اليوبيل (وهى السنة الخمسون التى ترد فيها الأراضى المشتراه إلى أصحابها الاساسيين كما حددت الشريعة).
وبالطبع إذا جرى الأمر هكذا فإن أرض سبط منسى سوف تنقص وأراضى الأسباط الأخرى، التى للأزواج، سوف تزيد وهذا بخلاف ما أمر به الرب أن يحتفظ كل سبط بنصيبه دون نقصان.
ويظهر من عرض رؤوس الجلعاديين المشكلة على موسى ما يلى :
- اهتمامهم بدراسة الشريعة وتطبيقها فى حياتهم.
- مطالبتهم بحقوقهم فهذا يظهر اهتمامهم بميراثهم وعطية الله لهم.
? اهتم أن تحتفظ بميراثك من الله، وهو نصيبك فى الكنيسة من الأسرار المقدسة واهتمامك بميراثك الأزلى، فتحيا فى توبة والتصاق بالله بالصلوات والقراءات ولا يسرق الشيطان نصيبك ويذهب بك للعذاب الأبدى معه.
(2) إجابة الله على شكوى الرؤساء (ع5-13):
5فَأَمَرَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيل حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ: «بِحَقٍّ تَكَلمَ سِبْطُ بَنِي يُوسُفَ. 6هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ عَنْ بَنَاتِ صَلُفْحَادَ: مَنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِهِنَّ يَكُنَّ لهُ نِسَاءً وَلكِنْ لِعَشِيرَةِ سِبْطِ آبَائِهِنَّ يَكُنَّ نِسَاءً. 7فَلا يَتَحَوَّلُ نَصِيبٌ لِبَنِي إِسْرَائِيل مِنْ سِبْطٍ إِلى سِبْطٍ بَل يُلازِمُ بَنُو إِسْرَائِيل كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَ سِبْطِ آبَائِهِ. 8وَكُلُّ بِنْتٍ وَرَثَتْ نَصِيباً مِنْ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيل تَكُونُ امْرَأَةً لِوَاحِدٍ مِنْ عَشِيرَةِ سِبْطِ أَبِيهَا لِيَرِثَ بَنُو إِسْرَائِيل كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَ آبَائِهِ 9فَلا يَتَحَوَّل نَصِيبٌ مِنْ سِبْطٍ إِلى سِبْطٍ آخَرَ بَل يُلازِمُ أَسْبَاطُ بَنِي إِسْرَائِيل كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَهُ». 10كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى كَذَلِكَ فَعَلتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ.
11فَصَارَتْ مَحْلةُ وَتِرْصَةُ وَحَجْلةُ وَمِلكَةُ وَنُوعَةُ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ نِسَاءً لِبَنِي أَعْمَامِهِنَّ. 12صِرْنَ نِسَاءً مِنْ عَشَائِرِ بَنِي مَنَسَّى بْنِ يُوسُفَ فَبَقِيَ نَصِيبُهُنَّ فِي سِبْطِ عَشِيرَةِ أَبِيهِنَّ. 13هَذِهِ هِيَ الوَصَايَا وَالأَحْكَامُ التِي أَوْصَى بِهَا الرَّبُّ إِلى بَنِي إِسْرَائِيل عَنْ يَدِ مُوسَى فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ عَلى أُرْدُنِّ أَرِيحَا.
ع5: كانت إجابة الله لموسى، أن ما تكلم به الرؤساء من الجلعاديين أو سبط منسى كان حقًا ويمثل غيرة على أرضهم وعلى الشريعة التى وضعها الله.
ع6، 7: أما أمر الله فى هذا الموضوع فكان الآتى، أنه ما دامت بنات صلفحاد سوف يرثن أرض أبيهن، فعليهن أن يتزوجن بمن يردن من الرجال ولكن من داخل العشيرة والسبط، حتى لا تختلط الأرض والأنصبة بين الأسباط وهكذا يحتفظ ويتمسك “يلازم” كل سبط أرضه ولا يضحى بنصيب آبائه.
ع8، 9: ومن مشكلة بنات صلفحاد يضع الله تشريعًا عامًا لكل بنى إسرائيل، وهو أن كل فتاة ترث أبيها عليها الزواج من أبناء نفس العشيرة والسبط، حتى لا يتبدد ميراث الآباء ويختلط بين الأسباط بل يظل كل سبط محتفظ بالمساحة الأولى التى حدّدها الله له.
ملاحظة : يفهم من النص والسياق والتقليد اليهودى اللاحق أن الله لم يمنع البنات الوارثات من الزواج من خارج أسباطهن، ولكن فى هذه الحالة يسقط حقها فى ميراث الأرض ولا يُضَمّ شئ لزوجها (ص27: 9-11).
ع10-12: التزمت بنات صفلحاد بما أمر به الرب وبالفعل تزوجن من أبناء العمومة وبالتالى احتفظن بنصيبهن من الأرض.
? لم يكن خطأ ما تقدم به الرؤساء إلى موسى، بل يمكن اعتباره يقظة وحرصًا على الشريعة ونصيب السبط من أرض الآباء التى أعطاها الله لهم، وخاصة أنهم عرضوا مشكلتهم على موسى رجل الله وممثله وقائد شعبه. وهكذا لا مانع أن نعرض مشاكلنا على الله وعلى الكنيسة وبالصلاة سوف يجيب الله على تساؤلنا من خلال صوته بداخلنا أو رأى الكنيسة، وهذا أفضل بكثير من القضايا والمحاكم التى تفقد الإنسان سلامه ومحبته للآخر.
ع13: بهذا العدد يُختم سفر العدد موضحًا أنه، قبل العبور ودخول كنعان وهم لازالوا شرق الأردن فى منطقتى عربات موآب، أعطى الرب لشعبه هذه الوصايا الختامية والتى بدأت من (ص26) حتى مشكلة بنات صلفحاد، وتضمنت الأمر بالإحصاء الأخير للشعب وتقسيم الأرض ومدن الملجأ وشرائع تتعلق باللاويين وشرائع تتعلق بالنذور والأمر بمحاربة المديانيين والانتصار عليهم ومقاطعة العبادات الوثنية تماماً… وهكذا انتهى السفر الذى رصد رحلة الشعب من خروجهم من أرض مصر طوال أربعين سنة إلى قبل دخولهم أرض الموعد.
https://en.wikipedia.org/wiki/Pope_Tawadros_II_of_Alexandria