الزيجات المُحَرَّمة والانحرافات الجنسية
مقدمة عامة: أظهر سفر اللاويين فى الأصحاحات العشرة الأولى شناعة الخطية التى احتاجت إلى ذبائح كثيرة للتكفير عنها وهى جوانب من ذبيحة الصليب.
ثم قدم شـرائع عمليـة فى قداسـة الأكل والشـرب والثياب والمسكن والصحة فى (ص11-15).
ثـم قـدم يوم الكفارة العظيم الذى يرمز إلى يوم الصليب وشريعة الذبح وأهمية الدم (ص16، 17).
ثم يتحدث فى الأصحاحات القادمة عن أهمية القداسة فى التعامل مع الله والآخرين وقداسة الكهنة (ص18-22).
(1) أحكام الله (ع1-5):
1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى 2«قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. 3مِثْلَ عَمَلِ أَرْضِ مِصْرَ الَّتِي سَكَنْتُمْ فِيهَا لاَ تَعْمَلُوا وَمِثْلَ عَمَلِ أَرْضِ كَنْعَانَ الَّتِي أَنَا آتٍ بِكُمْ إِلَيْهَا لاَ تَعْمَلُوا وَحَسَبَ فَرَائِضِهِمْ لاَ تَسْلُكُوا. 4أَحْكَامِي تَعْمَلُونَ وَفَرَائِضِي تَحْفَظُونَ لِتَسْلُكُوا فِيهَا. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. 5فَتَحْفَظُونَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي الَّتِي إِذَا فَعَلَهَا الْإِنْسَانُ يَحْيَا بِهَا. أَنَا الرَّبُّ.
ع1، 2: قبل أن يعطيهم الله شرائعه للقداسة يعلن لهم أنه إلههم وهذا معناه :
- إرتباطهم به وحده وليس بالآلهة الوثنية.
- محبته ورعايته لهم واهتمامه بقداستهم.
- مخافته والإلتزام بأحكامه حتى لا يعاقبوا.
ع3-5: يحذِّرهم الله من تقليد المصريين فى عباداتهم وعاداتهم الوثنية التى عرفوها طوال سكناهم فى مصر. وكذلك يحذِّرهم من قبول أفكار الشعوب الكنعانية، التى سيطردونها ويقيمون حولهم فى أرض الميعاد، ولا يختلطوا بهم فيتنجسوا بأفكارهم. بل يتمسكوا فقط بشرائع الله إلههم الوحيد ويطبقوها ويحيوا بها ويتمتعوا برعايته لهم.
? إن وصايا الله ليست مجرد أوامر بل تعطيك حياة نقية سعيدة معه. فاهتم بتطبيق كلام الكتاب المقدس فى حياتك ولا تكتفِ بالمعرفة النظرية لتتذوق عشرة الله من خلال كلامه الحى فيك.
(2) الزيجات المحرمة (ع6-18):
6«لاَ يَقْتَرِبْ إِنْسَانٌ إِلَى قَرِيبِ جَسَدِهِ لِيَكْشِفَ الْعَوْرَةَ. أَنَا الرَّبُّ. 7عَوْرَةَ أَبِيكَ وَعَوْرَةَ أُمِّكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا أُمُّكَ لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا. 8عَوْرَةَ امْرَأَةِ أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا عَوْرَةُ أَبِيكَ. 9عَوْرَةَ أُخْتِكَ بِنْتِ أَبِيكَ أَوْ بِنْتِ أُمِّكَ الْمَوْلُودَةِ فِي الْبَيْتِ أَوِ الْمَوْلُودَةِ خَارِجاً لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا. 10عَوْرَةَ ابْنَةِ ابْنِكَ أَوِ ابْنَةِ ابْنَتِكَ لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا. إِنَّهَا عَوْرَتُكَ. 11عَوْرَةَ ابْنَةِ امْرَأَةِ أَبِيكَ الْمَوْلُودَةِ مِنْ أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا إِنَّهَا أُخْتُكَ. 12عَوْرَةَ أُخْتِ أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا قَرِيبَةُ أَبِيكَ. 13عَوْرَةَ أُخْتِ أُمِّكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا قَرِيبَةُ أُمِّكَ. 14عَوْرَةَ أَخِي أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ. إِلَى امْرَأَتِهِ لاَ تَقْتَرِبْ. إِنَّهَا عَمَّتُكَ.
15عَوْرَةَ كَنَّتِكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا امْرَأَةُ ابْنِكَ. لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا. 16عَوْرَةَ امْرَأَةِ أَخِيكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا عَوْرَةُ أَخِيكَ. 17عَوْرَةَ امْرَأَةٍ وَابْنَتِهَا لاَ تَكْشِفْ. وَلاَ تَأْخُذِ ابْنَةَ ابْنِهَا أَوِ ابْنَةَ ابْنَتِهَا لِتَكْشِفَ عَوْرَتَهَا. إِنَّهُمَا قَرِيبَتَاهَا. إِنَّهُ رَذِيلَةٌ. 18وَلاَ تَأْخُذِ امْرَأَةً عَلَى أُخْتِهَا لِلضِّرِّ لِتَكْشِفَ عَوْرَتَهَا مَعَهَا فِي حَيَاتِهَا.
ع6: العورة : الأعضاء التناسلية والمقصود بكشفها الزواج وإقامة علاقة جسدية.
يحذر هنا من التزوج بالأقارب المقربين، وكان هذا مسموحًا به قبل الشريعة الموسوية، ومازالت الشريعة الموسوية مطبقة فى المسيحية بل ازدادت فى بنود قليلة منها وذلك للمعانى الآتية :
- الحفاظ على نقاوة مشاعر الأبوة والبنوة والأخوة بعيدًا عن الجنس.
- من الناحية الصحية فهذا أفضل لتجنب أمراض ومتاعب تنتج فى النسل.
وهذه القرابات القريبة المحرمة يحددها الله فى الأعداد التالية.
ع7، 8: ينهى عن الزواج بالأب أو الأم أو زوجة الأب أو زوج الأم لأنهما صارا جسدًا واحدًا وبالتالى أصبحت زوجة الأب هى أم وزوج الأم هو أب، فحفاظًا على نقاوة مشاعر وتعاملات الآباء والأبناء داخل الأسرة، حرمت الشريعة هذه الزيجات.
ع9: يحرِّم أيضًا الزواج من الأخت الشقيقة أو غير الشقيقة التى قال عنها مولودة خارج البيت أى مولودة من أم ثانية أو أب آخر وذلك حفاظًا على نقاوة مشاعر وتعاملات الإخوة معًا.
ع10: يحرِّم أيضًا زواج الجد من حفيدته سواء ابنة ابنه أو ابنة ابنته وذلك حفاظًا على نقاوة مشاعر الأبوة والبنوة.
ع11: يحرِّم أيضًا الزواج من ابنة امرأة الأب لأنها تعتبر أخت مثل المولودة من الأب مع أنها مولودة من امرأة الأب من زوج آخر مثل الأب، ولكن بزواج المرأة من الأب أصبحت واحدًا معه وبالتالى ابنة المرأة تعتبر ابنته فلا يصح الزواج منها.
ع12، 13: ينهى أيضًا عن الزواج من العمة والخالة لأنها أخت الأب والأم فهى قريبة جدًا وتعامل كأم وبالتالى لا يصح الزواج منها.
ع14: يحرِّم كذلك زواج البنت من خالها أو عمها أو زواج الابن من امرأة الخال، فهى تعتبر بمثابة خالته أى أمه فلا يصح الزواج منها إذا مات زوجها.
ع15: يحذّر من الزواج بالكنَّة أى زوجة الابن فهى تعتبر ابنة. وكان عقاب من يتزوج أو يزنى مع امرأة ابنه هو القتل (ص20: 12).
ع16: لا يصح أيضًا الزواج من امرأة الأخ بعد موته، ولكن أباحت الشريعة الموسوية فى حالة خاصة هذا الزواج وهى إذا لم ينجب هذا الأخ قبل موته فيتزوجها أخوه ليقيم نسلاً وينسب النسل للميت حتى يرث فى أرض الميعاد (تث25: 5-10). ولكن فى المسيحية لم يعد هناك أرض ميعاد بل أورشليم السمائية وبالتالى فالشريعة تحرم الزواج من امرأة الأخ بعد موته فى جميع الأحوال.
ع17: ينهى أيضًا عن الزواج بامرأة ثم الزواج بابنتها أيضًا، أو حفيدتها، لأنه بزواجه من الأم اصبح أبًا لابنتها وجدًا لحفيدتها.
ع18: يحرِّم أيضًا الزواج من أختين فى نفس الوقت لأنه بهذا يجعلهما ضرَّتين فتحدث مشاكل. ولكن يفهم من هذا أنه مسموح بالزواج بأخت الزوجة إذا ماتت الزوجة، أما فى الشريعة المسيحية فلا يسمح بالزواج من أخت الزوجة بعد موتها لأنها تعتبر أخته وذلك حفاظًا على نقاوة المعاملات مع أخوات الزوجة.
? لتكن محبتك نقية ونظرتك بريئة وتعاملاتك سليمة مع أقاربك، فلا تتهاون بداعى الود لدرجة تعريض نفسك لحروب من الشيطان. وعلى قدر اتضاعك وحرصك تستطيع أن تحيا حياة محبة قوية ونقية من أجل الله وتكون محبوبًا ومفيدًا لمن حولك.
(3) الإنحرافات الجنسية (ع19-23):
19«وَلاَ تَقْتَرِبْ إِلَى امْرَأَةٍ فِي نَجَاسَةِ طَمْثِهَا لِتَكْشِفَ عَوْرَتَهَا. 20وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ امْرَأَةِ صَاحِبِكَ مَضْجَعَكَ لِزَرْعٍ فَتَتَنَجَّسَ بِهَا. 21وَلاَ تُعْطِ مِنْ زَرْعِكَ لِلْإِجَازَةِ لِمُولَكَ لِئَلَّا تُدَنِّسَ اسْمَ إِلَهِكَ. أَنَا الرَّبُّ. 22وَلاَ تُضَاجِعْ ذَكَراً مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ. إِنَّهُ رِجْسٌ. 23وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ بَهِيمَةٍ مَضْجَعَكَ فَتَتَنَجَّسَ بِهَا. وَلاَ تَقِفِ امْرَأَةٌ أَمَامَ بَهِيمَةٍ لِنِزَائِهَا. إِنَّهُ فَاحِشَةٌ.
ع19: يحرم الله العلاقة الجسدية مع الزوجة فى فترة طمثها (الدورة الشهرية) وذلك لما يلى :
- كانت تعتبر نجسة فمن يتقرب إليها يتنجس سبعة أيام (ص15: 19-24).
- تسبب أمراضًا ونزيفا، فالعلاقة فى هذا الوقت ضد صحة المرأة.
- لا تناسب اللياقة والذوق والنظافة العامة.
ومن يضاجع امرأة سهوًا يتنجس سبعة أيام، أما من يضاجعها عمدًا فكان الاثنان يقطعان من الشعب (ص15: 19-24).
ع20: امرأة صاحبك : أى زوجته.
لزرع : علاقة جسدية يمكن أن تنجب نسلاً.
يحذر من الزنا لأن الوصية السادسة تنهى عنه (خر20) ومن يزنى كان يقتل رجمًا بالحجارة (ص20 : 20 ، تث22 : 22).
ع21: مولك : إله العمونيين ويسمى أيضًا مولوك أو ملكوم أو بعل. وهو إله النار وكانوا يقدمون له ذبائح بشرية من أبنائهم سواء بشويهم بالنار أو ذبحهم ثم شويهم إرضاءً له، فكانوا يمرّرونهم فى النار حتى يحترقوا فيرضى عليهم.
يحذِّرهم من تقديم أبنائهم ذبائح لمولك لأنهم بهذه العبادة الوثنية يعملون أعمالاً وحشية ويعلنون تبعيتهم للآلهة الوثنية ورفضهم لله فهم بذلك ينجسون اسمه.
ع22: يحذر هنا من الشذوذ الجنسى بمضاجعة ذكر لذكر وبالطبع أيضًا أنثى مع أنثى فهذا نجاسة عظيمة.
ع23: نزائها : قفز الحيوان على المرأة ليقيم علاقة جسدية معها.
يحذّرهم أيضًا من الإشتعال بشهواتهم حتى يلتصقوا بالحيوانات لإقامة علاقات جسدية معها فهذه خطية ونجاسة عظيمة.
? إحترس من مشاهدة وسائل الإعلام المختلفة حتى لا تدنس عينيك وفكرك بممارسات العالم المنحرفة، ولا يجذبك لهذا حب الاستطلاع، فليس من المنطقى اشتهاء هذه الشرور الفظيعة، والتساهل فى رؤيتها قد يؤدى إلى محاولة ممارستها أو تبريرها أو على الأقل تدنيس الفكر.
(4) عقاب النجاسة (ع24-30):
24«بِكُلِّ هَذِهِ لاَ تَتَنَجَّسُوا لأَنَّهُ بِكُلِّ هَذِهِ قَدْ تَنَجَّسَ الشُّعُوبُ الَّذِينَ أَنَا طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ
25فَتَنَجَّسَتِ الأَرْضُ. فَأَجْتَزِي ذَنْبَهَا مِنْهَا فَتَقْذِفُ الأَرْضُ سُكَّانَهَا. 26لَكِنْ تَحْفَظُونَ أَنْتُمْ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي وَلاَ تَعْمَلُونَ شَيْئاً مِنْ جَمِيعِ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ لاَ الْوَطَنِيُّ وَلاَ الْغَرِيبُ النَّازِلُ فِي وَسَطِكُمْ 27(لأَنَّ جَمِيعَ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ قَدْ عَمِلَهَا أَهْلُ الأَرْضِ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ فَتَنَجَّسَتِ الأَرْضُ). 28فَلاَ تَقْذِفُكُمُ الأَرْضُ بِتَنْجِيسِكُمْ إِيَّاهَا كَمَا قَذَفَتِ الشُّعُوبَ الَّتِي قَبْلَكُمْ. 29بَلْ كُلُّ مَنْ عَمِلَ شَيْئاً مِنْ جَمِيعِ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ تُقْطَعُ الأَنْفُسُ الَّتِي تَعْمَلُهَا مِنْ شَعْبِهَا. 30فَتَحْفَظُونَ شَعَائِرِي لِكَيْ لاَ تَعْمَلُوا شَيْئاً مِنَ الرُّسُومِ الرَّجِسَةِ الَّتِي عُمِلَتْ قَبْلَكُمْ وَلاَ تَتَنَجَّسُوا بِهَا. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ».
ع24، 25: أجتزئ : أجازى.
ينبه الله شعبه إلى العقوبة التى ستأتى عليهم إن سقطوا فى الخطايا السابقة المذكورة فى هذا الأصحاح، سواء الإنحرافات أو الزيجات المحرمة، إذ سيغضب الله عليهم كما سيغضب على الشعوب الساكنة فى كنعان وسيطردهم من أمام وجه بنى إسرائيل ويسكنهم بدلاً منهم، فإن أخطأوا فسيطردوا هم أيضًا من أرض كنعان وهذا ما حدث فعلاً فى السبى إذ طُرِدوا من أرضهم وتبعثروا فى ممالك العالم بسبب شرورهم.
ع26: يدعو الله شعبه للتمسك بوصاياه ثم أيضًا بالإبتعاد عن هذه الخطايا السابق ذكرها.
ع27، 28: يوضح الله أن الشعوب الوثنية قد نجست الأرض بالشرور السابقة، فإن سقط فيها شعب الله سينجس الأرض ويتعرض لنفس مصير الشعوب الوثنية بأن تقذفهم الأرض بعيدًا عنها أى يطردهم الله منها.
ع29، 30: الرسوم : الممارسات.
شعائر : عبادة.
يعلن الله أن النفوس التى ستسقط فى هذه الخطايا السابقة سيقطعوا من شعب الله فيفقدوا رعايته وقد يتعرضوا للموت أو عقوبات أخرى، لذا يدعوهم للابتعاد عن هذه الإنحرافات والشرور والتمسك بوصاياه وعبادته.
? أنظر إلى عقاب الخطية وهو العذاب الأبدى حتى لا تتهاون فى أصغر شئ منها مهما كانت الظروف المحيطة تشجعك على هذا، فلا تخسر أبديتك بهذه الأمور التافهة والدنيئة، واعلم أن كل جهاد أو تنازل عن أى شئ يؤدى إلى الخطية غالٍ جدًا عند الله وسيساعدك ويسندك ويعوضك بأفراح لا يعبر عنها فى الأرض وفى السماء
.https://en.wikipedia.org/wiki/Pope_Tawadros_II_of_Alexandria