تطهير الوالدة
(1) نجاسة الولادة (ع1-5):
1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. 3وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ. 4ثُمَّ تُقِيمُ ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ لاَ تَمَسَّ وَإِلَى الْمَقْدِسِ لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. 5وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا.
ع1، 2: طمث علتها : أيام الدورة الشهرية للمرأة.
كان الإنجاب بركة وأمرًا إلهيًا قبل السقوط، لكن بعد السقوط واللعنة صار إنجاب النسل هو إنجاب أطفال خطاة يحملون خطية آدم وحواء، فاعتبرت الولادة نجاسة لتتذكر المرأة خطاياها وتكون فرصة للتوبة. ولأن ما تمسه سيكون نجسًا، فهذا يدعوها للراحة التامة مما يساعدها على استعادة صحتها بعد أتعاب الولادة. وتكون الوالدة نجسة لمدة سبعة أيام إذا ولدت ذكرًا.
ع3: غرلة : قطعة صغيرة من الجلد تزال من العضو الذكرى للطفل.
يختن المولود فى اليوم الثامن ليصير عضوًا فى شعب الله، فطبيعته تتجدد فى اليوم الثامن الذى يرمز للأبدية حيث ينال طبيعة روحية تليق بالملكوت. ولأن الختان رمز للمعمودية التى تعطينا الحياة الجديدة فى المسيح وتعدنا لملكوت السموات، فلم يعد من الضرورى إتمامه فى العهد الجديد وعندما يعمله المسيحيون فيكون لغرض صحى فقط.
ع4: المقدس : خيمة الإجتماع.
دم تطهيرها : الدم الذى ينزل بعد الولادة. والدم هو أساس الحياة ونزفه يشير للموت الذى صار على الإنسان بسبب الخطية فيعتبر فى العهد القديم نجاسة ويحتاج لفترة تطهير، أما فى العهد الجديد فبموت المسيح وسفك دمه ننال الطهارة من خطايانا ولا يعتبر نزف الدم نجاسة.
تظل المرأة فى نجاستها مدة الثلاثة وثلاثين يومًا التالية فتكون المدة كلها أربعين يومًا من الولادة لا تمس شيئًا من المقدسات ولا تأتى إلى بيت الرب. وفى العهد الجديد قد رفع المسيح النجاسة عن المرأة وعن كل شعبه بخلاصه، ولكنها لا تستطيع أن تتناول من الأسرار المقدسة لأجل عدم اللياقة والنظافة الجسدية. وقد خصّصت الشريعة أربعين يومًا حتى تنتهى آثار نزف الدم عند جميع النساء حتى من يتأخرن أكثر من غيرهن.
ع5: تتضاعف المدة فى حالة ولادة أنثى لتتذكر الأم أن المرأة قد سقطت فى الخطية قبل الرجل وأغوته وأسقطته بعد ذلك فى الخطية، فتقدم الأم توبة مضاعفة عن نفسها وليس عن الطفلة لتحيا مع الله بعمق وتشجع زوجها على الحياة الروحية.
? إحتفل بعيد معموديتك فى كل معمودية تحضرها، كما تحتفل بعيد ميلادك الجسدى، لأن المعمودية هى بداية حياتك الروحية وبنوتك لله واستحقاقك لميراث الحياة الأبدية، وتذكر أنك نلت طبيعة جديدة لتحيا لله فى كل أفكارك وكلامك وأعمالك وليس للعالم.
(2) التطهير (ع6-8):
6وَمَتَى كَمِلَتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا لأَجْلِ ابْنٍ أَوِ ابْنَةٍ تَأْتِي بِخَرُوفٍ حَوْلِيٍّ مُحْرَقَةً وَفَرْخِ حَمَامَةٍ أَوْ يَمَامَةٍ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ إِلَى الْكَاهِنِ 7فَيُقَدِّمُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ وَيُكَفِّرُ عَنْهَا فَتَطْهَرُ مِنْ يَنْبُوعِ دَمِهَا. هَذِهِ شَرِيعَةُ الَّتِي تَلِدُ ذَكَراً أَوْ أُنْثَى. 8وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهَا كِفَايَةً لِشَاةٍ تَأْخُذُ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ الْوَاحِدَ مُحْرَقَةً وَالْآخَرَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ فَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ فَتَطْهُرُ».
ع6: حولى : عمره سنة.
فرخ حمامة : حمامة صغيرة.
نلاحظ أن الذبيحة واحدة للمولود، ذكرًا أو أنثى، علامة على تساوى النوعين فى نظر الله (غل3: 28، كو3: 11)، وتلازم المحرقة وذبيحة الخطية وهما الخروف وفرخ الحمام يوضح عمل المسيح المزدوج فى :
- إرضاء الآب (المحرقة).
- دفع ثمن خطايا البشرية (ذبيحة الخطية).
ع7: ينبوع دمها : الدم الذى كان ينزف من الوالدة.
تقديم المحرقة وذبيحة الخطية عن الوالدة يطهرها من الدم الذى كان ينزف منها بعد الولادة وهذا يرمز لدم المسيح الذى يطهرنا فى أسرار المعمودية والاعتراف والتناول. والدم الذى تنزفه المرأة يرمز للموت الذى أتى على الجنس البشرى بسبب الخطية، فكان الموت يعتبر نجاسة ومن يمس الميت يتنجس، وكذلك كان الدم يعتبر نجاسة ولكن المسيح بدمه رفع خطايانا فصار الدم الذى تنزفه المرأة فى العهد الجديد، لا يعتبر نجاسة بل تعب صحى.
ع8: يمكن للفقراء استبدال خروف المحرقة بحمامة صغيرة أو يمامة صغيرة، وهذه كانت ذبيحة العذراء مريم التى أتمت الطقس رغم طهارة ولادتها ليتضح لنا تواضعها وإتمامها للشريعة، والعذراء إنسانة عليها خطية آدم وحواء ولم يحبل بها بلا دنس فتحتاج إلى تطهير بواسطة الذبائح التى ترمز لذبيحة المسيح مخلصها. ونلاحظ أن ذبيحة الخطية هى يمامة أو فرخ حمام، وهى طير رخيص، ليرفع الخطية عن الوالدة أما المحرقة فحسب المقدرة المالية للوالدة، إما أن تكون شاة أو يمامة أو فرخ حمام.
? لنذكر ذاك الذى افتقر من أجلنا وهو مصدر كل غنى، حتى نجزل له الشكر، وتصغر فى عيوننا كل ماديات العالم وغناها فلا نتعب من الضيق المادى أو ضعف الجسد أو أى مشاكل تمر تبنا لأن إلهنا قوى وسينقذنا فادينا منها جميعًا ويعزى قلوبنا أثناء هذه الضيقات
https://en.wikipedia.org/wiki/Pope_Tawadros_II_of_Alexandria