المذبح والدم
(1) كيفية الذبح (ع1-9):1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قُلْ لِهَارُونَ وَبَنِيهِ وَجَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: هَذَا هُوَ الأَمْرُ الَّذِي يُوصِي بِهِ الرَّبُّ: 3كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ يَذْبَحُ بَقَراً أَوْ غَنَماً أَوْ مِعْزًى فِي الْمَحَلَّةِ أَوْ يَذْبَحُ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ 4وَإِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لاَ يَأْتِي بِهِ لِيُقَرِّبَ قُرْبَاناً لِلرَّبِّ أَمَامَ مَسْكَنِ الرَّبِّ يُحْسَبُ عَلَى ذَلِكَ الْإِنْسَانِ دَمٌ. قَدْ سَفَكَ دَماً. فَيُقْطَعُ ذَلِكَ الْإِنْسَانُ مِنْ شَعْبِهِ. 5لِكَيْ يَأْتِيَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِذَبَائِحِهِمِ الَّتِي يَذْبَحُونَهَا عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ وَيُقَدِّمُوهَا لِلرَّبِّ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ إِلَى الْكَاهِنِ وَيَذْبَحُوهَا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ. 6وَيَرُشُّ الْكَاهِنُ الدَّمَ عَلَى مَذْبَحِ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَيُوقِدُ الشَّحْمَ لِرَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ. 7وَلاَ يَذْبَحُوا بَعْدُ ذَبَائِحَهُمْ لِلتُّيُوسِ الَّتِي هُمْ يَزْنُونَ وَرَاءَهَا. فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً تَكُونُ هَذِهِ لَهُمْ فِي أَجْيَالِهِمْ. 8«وَتَقُولُ لَهُمْ: كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمِنَ الْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يَنْزِلُونَ فِي وَسَطِكُمْ يُصْعِدُ مُحْرَقَةً أَوْ ذَبِيحَةً 9وَلاَ يَأْتِي بِهَا إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِيَصْنَعَهَا لِلرَّبِّ يُقْطَعُ ذَلِكَ الْإِنْسَانُ مِنْ شَعْبِهِ.
ع1، 2: كلم الرب موسى قائد الشعب أن يوصى هارون وبنيه ليفهموا ويعلموا الشعب كيفية ومكان ذبح الذبائح.
ع3، 4: هناك رأيان فى تفسير هاتين الآيتين وهما :
- أن الكلام هنا عن ذبح بنى إسرائيل ذبائح للأكل وهم فى برية سيناء فيأتون بذبائحهم ويذبحونها أمام خيمة الاجتماع. ولكن عندما انتقلوا إلى أرض الميعاد أصبح الكثير من الأسباط يسكنون بعيدًا عن خيمة الاجتماع أو هيكل سليمان فكانوا يذبحون فى مدنهم ما يحتاجون أن يأكلونه (تث12: 20-22).
وكان ما يذبح للأكل فى البرية قليلاً إذ اعتمدوا بالأكثر على أكل المن بدليل أنهم طلبوا من الله لحمًا فأعطاهم السلوى (خر16: 12)، وبالتالى كان حضورهم إلى خيمة الاجتماع لذبح ما يأكلونه قليلاً ما يحدث.
- المقصود هنا ما يقدم كذبائح لله أى ذبائح سلامة، فيشترط أن تقدم الذبائح فى مكان واحد هو خيمة الاجتماع ومن لا يفعل هذا يقتل. وكلام الله هذا له أهمية كبيرة هى :
- إبعادهم عن عبادة الأوثان والذبح لها فتقدم العبادة لله وحده.
- الإرتباط ببيت الرب حيث يطلبون كل طلباتهم.
- الإلتزام بطقس واحد فى تقديم الذبائح ليثبت أفكار روحية واحدة.
- الوحدانية بين الشعب إذ الكل يقدم ذبائحه فى مكان واحد.
- إعطاء نصيب للكهنة من الذبائح كقوت لهم.
- إعطاء نصيب للرب من ذبائحهم فيبارك حياتهم.
إذًا كل من يريد أن يذبح داخل المكان الذى فيه خيام بنى إسرائيل أو خارجه لابد أن يأتى ليذبحه أمام خيمة الاجتماع ومن يذبح فى مكان آخر يعتبر سافك دم أو قاتل فيلزم أن يقتل.
ولكن هناك بعض أحداث متفرقة فى الكتاب المقدس قدمت فيها ذبائح على مذابح خاصة غير مذبح خيمة الاجتماع وذلك طاعة لأوامر من الله ولأغراض روحية أرادها الله كما فى حالة جدعون (قض6 : 25-27)، وصموئيل النبى (1صم7: 5-11)، وداود النبى (2صم24: 18-25)، وإيليا النبى (1مل18: 19-40).
ع5، 6: هذه الذبائح التى سيأكل منها الشعب هى التى تسمى ذبائح السلامة ويحرص من يقدمها على تقديم الشحم لله الذى يرفعه الكاهن على المذبح كذلك يرش الدم حول المذبح لأن الشحم هو أسمن ما فى الذبيحة والدم يمثل حياة الذبيحة فيقدمان لله كما ينص طقس ذبيحة السلامة (ص3).
ع7: كان المصريون وبعض البلاد يقدمون ذبائح للحيوانات مثل العجل أبيس، فينهاهم الله عن تقديم ذبائح للتيوس التى يعبدونها. وكانت هذه العبادات الوثنية مرتبطة بالزنا، فيحذرهم الله منها ويقتصر تقديم الذبائح لله وحده فى خيمة الاجتماع.
? إعلم أنك كلك مقدس لله فلا تعطى أفكارك ولا وقتك للعالم والشر حتى يكون جهدك مبذولاً لمحبة الله ومحبة الآخرين.
ع8، 9: يؤكد الله أن كل الذبائح أو المحرقات المقدمة لله تكون فى خيمة الاجتماع وليس فى أى مكان آخر، هذا الكلام ينطبق على اليهودى أو غير اليهودى الذى ارتبط بشعب الله وآمن به ويريد أن يقدم ذبيحة.
(2) إحترام الدم (ع10-16):
10وَكُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمِنَ الْغُرَبَاءِ النَّازِلِينَ فِي وَسَطِكُمْ يَأْكُلُ دَماً أَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّ النَّفْسِ الْآكِلَةِ الدَّمَِ وَأَقْطَعُهَا مِنْ شَعْبِهَا 11لأَنَّ نَفْسَ الْجَسَدِ هِيَ فِي الدَّمِ فَأَنَا أَعْطَيْتُكُمْ إِيَّاهُ عَلَى الْمَذْبَحِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ لأَنَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ النَّفْسِ. 12لِذَلِكَ قُلْتُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: لاَ تَأْكُلْ نَفْسٌ مِنْكُمْ دَماً وَلاَ يَأْكُلِ الْغَرِيبُ النَّازِلُ فِي وَسَطِكُمْ دَماً. 13وَكُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنَ الْغُرَبَاءِ النَّازِلِينَ فِي وَسَطِكُمْ يَصْطَادُ صَيْداً وَحْشاً أَوْ طَائِراً يُؤْكَلُ يَسْفِكُ دَمَهُ وَيُغَطِّيهِ بِالتُّرَابِ. 14لأَنَّ نَفْسَ كُلِّ جَسَدٍ دَمُهُ هُوَ بِنَفْسِهِ. فَقُلْتُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: لاَ تَأْكُلُوا دَمَ جَسَدٍ مَا لأَنَّ نَفْسَ كُلِّ جَسَدٍ هِيَ دَمُهُ. كُلُّ مَنْ أَكَلَهُ يُقْطَعُ. 15وَكُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ مَيْتَةً أَوْ فَرِيسَةً وَطَنِيّاً كَانَ أَوْ غَرِيباً يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَبْقَى نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ ثُمَّ يَكُونُ طَاهِراً. 16وَإِنْ لَمْ يَغْسِلْ وَلَمْ يَرْحَضْ جَسَدَهُ يَحْمِلْ ذَنْبَهُ».
ع10-12: نهى الله شعبه عن شرب الدم لما يأتى :
- لأن الدم يمثل حياة الحيوان فهى ملكًا لله وليست لإنسان.
- يقدم الدم على المذبح لله فهو يرمز لدم المسيح الذى يكفر عنا.
ينطبق هذا الكلام على بنى إسرائيل أو الغرباء الساكنين بينهم ومن يكسر هذه الوصية يقطع عن الشعب أى يبتعد عنه ويفقد عضويته فى شعب الله لأنه استهان بوصاياه.
? لا تستهن بوصايا الله وتبرر أخطاءك لئلا يتخلى عنك الله وتفقد بركته فى حياتك واعلم أن كل وصايا الله لمصلحتك فلا تنجذب وراء لذات نفسك الخاطئة.
ع13: إذا اصطادوا حيوانًا من الحيوانات الطاهرة المسموح بأكلها ولكنها ليست من النوع الذى يقدم ذبائح لله مثل الغزلان، فيلزم عند ذبحه ليأكلوه أن يسفكوا دمه ويصفوه ثم يغطوا هذا الدم بالتراب لما يأتى :
- احترامًا للدم الذى يمثل حياة الحيوان التى خلقها الله.
- لأن الحيوان مثل الإنسان مخلوق من التراب وإلى التراب يعود.
- لئلا يستخدم الدم فى تقديمه للعبادات الوثنية.
ع14: نبههم أيضًا إلى عدم أكل الحيوان الذى افترسه وحش أو مات فى أى حادث لأن جزءًا كبيرًا من دمه مازال فيه، فمن يكون عارفًا أن الحيوان ميت أو فريسة ويأكل منه، أى يصر على كسر الوصية، فإنه يقطع من شعب الله.
ع15، 16: إن أكل إنسان من شعب الله من حيوان ميت أو افترسه وحش ولم يكن يعلم بهذا وظنه حيوان مذبوح ذبحًا عاديًا فإنه يتنجس لأمرين :
- لأنه شرب دم محتبس داخل الفريسة.
- لأنه أكل لحمًا قد مسَّه الوحش النجس.
فيلزمه أن يستحم ويغسل ثيابه ويظل نجسًا حتى المساء ومن لا يعمل ذلك يعاقب حسب حكم شيوخ إسرائيل.
https://en.wikipedia.org/wiki/Pope_Tawadros_II_of_Alexandria