قبول الله للذبائح
(1) ذبائح عن الكهنة والشعب (ع1-21):
1وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ دَعَا مُوسَى هَارُونَ وَبَنِيهِ وَشُيُوخَ إِسْرَائِيلَ. 2وَقَالَ لِهَارُونَ: «خُذْ لَكَ عِجْلاً ابْنَ بَقَرٍ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ وَكَبْشاً لِمُحْرَقَةٍ صَحِيحَيْنِ. وَقَدِّمْهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ. 3وَقُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: خُذُوا تَيْساً مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ وَعِجْلاً وَخَرُوفاً حَوْلِيَّيْنِ صَحِيحَيْنِ لِمُحْرَقَةٍ 4وَثَوْراً وَكَبْشاً لِذَبِيحَةِ سَلاَمَةٍ لِلذَّبْحِ أَمَامَ الرَّبِّ وَتَقْدِمَةً مَلْتُوتَةً بِزَيْتٍ. لأَنَّ الرَّبَّ الْيَوْمَ يَتَرَاءَى لَكُمْ». 5فَأَخَذُوا مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى إِلَى قُدَّامِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. وَتَقَدَّمَ كُلُّ الْجَمَاعَةِ وَوَقَفُوا أَمَامَ الرَّبِّ. 6فَقَالَ مُوسَى: «هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ. تَعْمَلُونَهُ فَيَتَرَاءَى لَكُمْ مَجْدُ الرَّبِّ». 7ثُمَّ قَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: «تَقَدَّمْ إِلَى الْمَذْبَحِ وَاعْمَلْ ذَبِيحَةَ خَطِيَّتِكَ وَمُحْرَقَتَكَ وَكَفِّرْ عَنْ نَفْسِكَ وَعَنِ الشَّعْبِ. وَاعْمَلْ قُرْبَانَ الشَّعْبِ وَكَفِّرْ عَنْهُمْ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ». 8فَتَقَدَّمَ هَارُونُ إِلَى الْمَذْبَحِ وَذَبَحَ عِجْلَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ. 9وَقَدَّمَ بَنُو هَارُونَ إِلَيْهِ الدَّمَ فَغَمَسَ إِصْبِعَهُ فِي الدَّمِ وَجَعَلَ عَلَى قُرُونِ الْمَذْبَحِ. ثُمَّ صَبَّ الدَّمَ إِلَى أَسْفَلِ الْمَذْبَحِ. 10وَالشَّحْمَ وَالْكُلْيَتَيْنِ وَزِيَادَةَ الْكَبِدِ مِنْ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ أَوْقَدَهَا عَلَى الْمَذْبَحِ – كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. 11وَأَمَّا اللَّحْمُ وَالْجِلْدُ فَأَحْرَقَهُمَا بِنَارٍ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ. 12ثُمَّ ذَبَحَ الْمُحْرَقَةَ فَنَاوَلَهُ بَنُو هَارُونَ الدَّمَ فَرَشَّهُ عَلَى الْمَذْبَحِ مُسْتَدِيراً. 13ثُمَّ نَاوَلُوهُ الْمُحْرَقَةَ بِقِطَعِهَا وَالرَّأْسَ فَأَوْقَدَهَا عَلَى الْمَذْبَحِ. 14وَغَسَّلَ الأَحْشَاءَ وَالأَكَارِعَ وَأَوْقَدَهَا فَوْقَ الْمُحْرَقَةِ عَلَى الْمَذْبَحِ. 15ثُمَّ قَدَّمَ قُرْبَانَ الشَّعْبِ وَأَخَذَ تَيْسَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لِلشَّعْبِ وَذَبَحَهُ وَعَمِلَهُ لِلْخَطِيَّةِ كَالأَوَّلِ. 16ثُمَّ قَدَّمَ الْمُحْرَقَةَ وَعَمِلَهَا كَالْعَادَةِ. 17ثُمَّ قَدَّمَ التَّقْدِمَةَ وَمَلَأَ كَفَّهُ مِنْهَا وَأَوْقَدَهَا عَلَى الْمَذْبَحِ عَدَا مُحْرَقَةِ الصَّبَاحِ. 18ثُمَّ ذَبَحَ الثَّوْرَ وَالْكَبْشَ ذَبِيحَةَ السَّلاَمَةِ الَّتِي لِلشَّعْبِ. وَنَاوَلَهُ بَنُو هَارُونَ الدَّمَ فَرَشَّهُ عَلَى الْمَذْبَحِ مُسْتَدِيراً. 19وَالشَّحْمَ مِنَ الثَّوْرِ وَمِنَ الْكَبْشِ: الأَلْيَةَ وَمَا يُغَشِّي وَالْكُلْيَتَيْنِ وَزِيَادَةَ الْكَبِدِ. 20وَوَضَعُوا الشَّحْمَ عَلَى الصَّدْرَيْنِ فَأَوْقَدَ الشَّحْمَ عَلَى الْمَذْبَحِ. 21وَأَمَّا الصَّدْرَانِ وَالسَّاقُ الْيُمْنَى فَرَدَّدَهَا هَارُونُ تَرْدِيداً أَمَامَ الرَّبِّ – كَمَا أَمَرَ مُوسَى.
ع1: أحضر موسى هارون وبنيه وشيوخ إسرائيل فى اليوم الثامن لسيامتهم. وهو يرمز للحياة الأبدية بعد الزمن الحاضر بأيامه السبعة، واليوم الثامن أى بدء خدمتهم بعد تمام تكريسهم. وقد دعا الشيوخ كنواب عن الشعب.
ع2: لم يعد موسى يقدم الذبائح بعد تكريس هارون وبنيه، وبدأ الكهنة يقدمون من مالهم عن أنفسهم ذبيحة خطية تعبيرًا عن توبتهم الشخصية واعترافهم بخطئهم واحتياجهم لدم المسـيح المطهـر، ثم ذبيحة محرقة تعبيرًا عن تكريس حياتهم فتصبح طاعتهم لله كاملة (ص4، 1). ويظن علماء اليهود أن ذبيحة الخطية هذه كانت تكفيرًا عن خطية صنع العجل الذهبى. وعمومًا فتكرار تقديم ذبائح الخطية، إذ أنهم قدموا ذبيحة خطية أثناء سيامتهم، يعبَّر عن :
- عدم إعطاء الذبيحة الدموية غفرانًا كاملاً أما ذبيحة المسيح فتعطى غفرانًا تامًا.
- احتياجهم المستمر كبشر لغفران خطاياهم التى تحدث طوال حياتهم.
ع3، 4: بعد أن قدّم الكهنة ذبائح عن أنفسهم، قدموا ذبائح وقرابين عن الشعب ليتطهر هو أيضًا لأنه اشترك فى عبادة العجل الذهبى بالإضافة لباقى خطاياه.. ويلاحظ فى الذبائح والقرابين الآتى :
- تبدأ بذبيحة خطية وهى تيس من الماعز لأنه لا يمكن الوقوف أمام الله إلا بعد التخلص من الخطية.
- ثم تقديم ذبيحة محرقة وهى عجل وخروف حوليين، أى كل منهما ابن سنة، وهو يرمز للنضج وفى نفس الوقت إلى البراءة، وهى تعنى تكريس القلب لله، كما تحرق الذبيحة كلها على المذبح.
- بعد التخلص من الخطية وإعلان تكريس القلب لله يمكن الشركة معه فيقدموا ذبيحة سلامة وهى ثور وكبش.
- فى النهاية يقدموا قرابين هى دقيق ملتوت بالزيت إعلانًا عن تقديم ممتلكاتهم كلها لله وطلبهم بركته فى حياتهم.
بهذا الاستعداد يستطعيون أن يلتقوا بالله ويتمتعوا برؤياه.
ع5-7: أخذ موسى والكهنة الذبائح والقرابين إلى أمام خيمة الاجتماع ودخلوا بها أمام المذبح النحاسى وكان معهم نواب الشعب أى الشيوخ لتقديم الذبائح والقرابين. وقال لهم موسى إن تقديم هذه الذبائح هو شرط الاستعداد للقاء الله.
ع8، 9: قرون المذبح : أى مذبح البخور داخل القدس.
أسفل المذبح : أى المذبح النحاسى.
بدأ هارون بتقديم أول ذبيحة وهى ذبيحة الخطية عن نفسه وعن أبنائه الكهنة، فذبحها على جانب المذبح النحاسى من الشمال وأخذ من الدم ومسح قرون المذبح وصب الباقى أسفله.
ع10، 11: ثم قدّم شحم الذبيحة وأحرقه على المذبح النحاسى أما جلد الحيوان وكل لحمه فأحرقه خارج المحلة.
ع12-14: بعد ذلك قدم ذبيحة المحرقة ورش دمها حول المذبح النحاسى مستديرًا، أما لحم الذبيحة فقطَّعه إلى قطع وغسله وأحرقه كله على المذبح.
ع15: بعد تقديم الكهنة ذبائح عن أنفسهم، قدموا عن الشعب ذبيحة خطية وهى التيس وأحرقوه خارج المحلة كله ولم يأكلوا منه هذه المرة بسبب موت ابنى هارون لأجل خطيتهما (ص10: 1، 2، 16-20)، إذ أنهما أخطأ أثناء أيام سيامتهما السبعة فماتا.
ع16، 17: ثم قدّم ذبيحة المحرقة عن الشعب وكذلك تقدمة القربان إذ أخذ قبضته منها قدّمها على المذبح، كل هذه الذبائح بالإضافة إلى محرقة الصباح التى تم تقديمها قبل كل الذبائح المقدمة عن الكهنة أو عن الشعب.
ع18-21: ثم قدم ذبائح السلامة عن الشعب وهى الثور والكبش، وبعد ذبحهما قدم شحمهما على المذبح أما صدراهما فأكله الكهنة وباقى اللحم أكله غالبًا شيوخ الشعب نيابة عنه.
? قدِّم توبة عن خطاياك قبل أن تطالب من حولك بذلك، فجيد أن تعلم من حولك ولكن كن قدوة لهم فى محاسبة نفسك وتقديم صلوات وعبادات فتخلص نفسك ومن أنت مسئول عنهم.
(2) البركة والنار المقدسة (ع22-24):
22ثُمَّ رَفَعَ هَارُونُ يَدَهُ نَحْوَ الشَّعْبِ وَبَارَكَهُمْ وَانْحَدَرَ مِنْ عَمَلِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ وَالْمُحْرَقَةِ وَذَبِيحَةِ السَّلاَمَةِ. 23وَدَخَلَ مُوسَى وَهَارُونُ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ ثُمَّ خَرَجَا وَبَارَكَا الشَّعْبَ. فَتَرَاءَى مَجْدُ الرَّبِّ لِكُلِّ الشَّعْبِ 24وَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَأَحْرَقَتْ عَلَى الْمَذْبَحِ الْمُحْرَقَةَ وَالشَّحْمَ. فَرَأَى جَمِيعُ الشَّعْبِ وَهَتَفُوا وَسَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ.
ع22: انحدر : لأن مذبح المحرقة ارتفاعه ثلاثة أذرع أى حوالى متر ونصف وكانوا يصعدون عليه بسطح مائل لأن الشريعة منعت من استخدام سلم (خر20: 26).
رفع اليد للنطق بالبركة الطقسية (عد6: 22-26) يمثل سلطان الكهنوت، وتمام هذه البركة بعد تقديم الذبيحة لأن دم المسيح أساس كل بركة. وهذا ما أخذته الكنيسة إذ أنه فى نهاية كل خدمة كنسية يرفع الكاهن يده بالصليب معطياً بركة المسيح لكل الشعب قبل انصرافه.
ع23: دخول موسى رئيس الأنبياء مع هارون رئيس الكهنة إلى الخيمة معناه أهمية كلمة الله على لسان الرسل والأنبياء فى الكتاب المقدس، وأهمية عمل الكهنوت وطقس الكنيسة لخلاصنا.
وهكذا تمت البركة الثانية، ودخولهما معًا ليسلم موسى طقوس الخدمة لهارون. وظهور مجد الرب ربما كان بهيئة سحاب أو نار أو بخور أو غيرهم من الظواهر الروحية، وهذا يرمز لحضور المسيح فى الكنيسة.
ويلاحظ أن الخطوات التى تمت قبل ظهور مجد الله وما يليه هى :
- تقديم الذبائح عن الكهنة والشعب.
- مباركة هارون للشعب (ع22).
- إنحدار هارون من المذبح النحاسى (ع22).
- دخول موسى وهارون إلى القدس ربما لكى يشرح ويؤكد موسى لهارون كيفية الخدمة فى القدس (ع23).
- خروجهما من القدس ومباركتهما للشعب مرة ثانية (ع23).
- ظهور مجد الرب وذلك للمرة الثانية بعد ظهوره عند إتمام إقامة الخيمة (ع23).
- خروج نار من عند الله وإحراقها للذبائح (ع24).
- سجود الشعب وهتافه (ع24).
ع24: خرجت نار من عند الرب وامتدت إلى المذبح وأحرقت الذبائح، فالروح القدس بناره يحرق خطايانا ويطهرنا. وهتاف الشعب دليل فرحهم بالرب أما سجودهم فخشوع وعبادة له. وظهور النار وإحراقها للذبائح يعنى :
- عظمة الله ومجده.
- رضا الله عن شعبه وقبوله لذبائحهم.
- تثبيت الله لعهده مع شعبه بواسطة الذبائح التى هى رمز لذبيحة المسيح.
- قبوله لخدمة الكهنة.
? تمسك بعبادتك الروحية وثق أن الله يريد أن يظهر فى حياتك بأشكال مختلفة ليطمئنك ويفرح قلبك فتتقدم فى حياتك الروحية وتتمسك به أكثر وأكثر.
https://en.wikipedia.org/wiki/Pope_Tawadros_II_of_Alexandria