ذبيحة السلامة
(1) ذبيحة السلامة من البقر (ع1-5):
1«وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُهُ ذَبِيحَةَ سَلاَمَةٍ فَإِنْ قَرَّبَ مِنَ الْبَقَرِ ذَكَراً أَوْ أُنْثَى فَصَحِيحاً يُقَرِّبُهُ أَمَامَ الرَّبِّ.
2يَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ قُرْبَانِهِ وَيَذْبَحُهُ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. وَيَرُشُّ بَنُو هَارُونَ الْكَهَنَةُ الدَّمَ عَلَى الْمَذْبَحِ مُسْتَدِيراً. 3وَيُقَرِّبُ مِنْ ذَبِيحَةِ السَّلاَمَةِ وَقُوداً لِلرَّبِّ: الشَّحْمَ الَّذِي يُغَشِّي الأَحْشَاءَ وَسَائِرَ الشَّحْمِ الَّذِي عَلَى الأَحْشَاءِ 4وَالْكُلْيَتَيْنِ وَالشَّحْمَ الَّذِي عَلَيْهِمَا الَّذِي عَلَى الْخَاصِرَتَيْنِ وَزِيَادَةَ الْكَبِدِ مَعَ الْكُلْيَتَيْنِ يَنْزِعُهَا. 5وَيُوقِدُهَا بَنُو هَارُونَ عَلَى الْمَذْبَحِ عَلَى الْمُحْرَقَةِ الَّتِي فَوْقَ الْحَطَبِ الَّذِي عَلَى النَّارِ وَقُودَ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ.
ع1: ذبيحة السلامة تعنى نوال سلام مع الله، فهى ترمز للمسيح الذى بفدائه أعاد السلام بيننا وبين الله برفع الخطية، وهى الذبيحة الوحيدة التى يسمح لمقدمها أن يأكل منها أى يشترك مع الله فيها، فهى ترمز للتناول من جسد الرب ودمه.
وهى يمكن أن تكون من البقر أو أحد الحيوانات الأخرى ولكن يشترط أن يكون صحيحًا أى بلا عيب لأن المسيح الذى ترمز إليه بلا خطية. والبقر يرمز للعطاء إذ يعطى اللبن واللحم.
ويلاحظ أن ذبيحة المحرقة المذكورة فى (ص1) يشترط أن تكون ذكرًا لأنها رمز للمسيح الذى أرضى الآب، أما ذبيحة السلامة فيمكن أن تكون ذكرًا أو أنثى لأنها ترمز لاشتراك المؤمن، ذكر أو أنثى، فى التناول من جسد المسيح.
ولا تكون ذبيحة السلامة من الطيور لضآلة كمية الشحم الذى فيها لكى يقدم لله على المذبح (وقد ذكرت أيضًا فى ص7، 17، 22، 23). وذبيحة السلامة كانت غالبًا اختيارية تعبر عن شكر الإنسان ومحبته لله كما فى (ص7: 16-21، 22 : 21-25) وأحيانًا كانت الشريعة تنص عليها كما فى ذبيحة الملء التى تقدم فى سيامة الكهنة (خر29: 19-28،
ص8 :22-32) وذبيحة السلامة التى تقدم فى عيد الخمسين (ص23: 19، 20).
وذبيحة السلامة كانت تسبقها ذبيحة خطية (ص8: 14-22، 9 : 3، 4) وذلك يرمز إلى أن سر التناول يسبقه سر الاعتراف.
ع2: يضع يده على رأس قربانه : ليعلن شكره لله الذى سيعطيه أن يأكل من الذبيحة المباركة المقدمة لله وترمز للمسيح.
يذبحه لدى باب خيمة الاجتماع : أى أمام المذبح النحاسى لأن المسيح يعطينا خلاصه فى الكنيسة.
يرش بنو هارون الكهنة الدم على المذبح مستديرًا : يستقبل الكهنة الدم فى أوانى ويرشونه حول المذبح رمزًا لخلاص المسيح المقدم للعالم كله من مذبحه المقدس، حيث نتناول جسده ودمه بواسطة كهنة العهد الجديد.
ع3: وقودًا : تقدمة تحرق بالنار.
هنا تحرق أفضل أجزاء الذبيحة وهى الشحم لشكر الله، فالشكر يجب أن يكون من كل القلب والحواس، ظاهرًا وباطنًا، وبأفضل إمكانيات الإنسان.
ع4، 5: الخاصرتين : الجنبين عند الوسط.
زيادة الكبد : الفص الأصغر من الكبد.
يُقَدَّم لله أيضًا إلى جانب الشحم، الذى هو أسمن ما فى الذبيحة، الأحشاء وهى الكليتين وجزء من الكبد والشحم الذى عليهما، فهى ترمز إلى تقديم أعماق المؤمن لله. تحرق كل هذه على المذبح فيفرح الله بهذا الحب.
? قدم الشكر لله من كل قلبك على إحساناته، فليست عطية بلا زيادة إلا التى بلا شكر، ولا تنظر إلى نعم الله أنها أمور عادية بل يجب أن يقدم عنها الشكر.
(2) ذبيحة السلامة من الغنم (ع6-11):
6«وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُهُ مِنَ الْغَنَمِ ذَبِيحَةَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ ذَكَراً أَوْ أُنْثَى فَصَحِيحاً يُقَرِّبُهُ. 7إِنْ قَرَّبَ قُرْبَانَهُ مِنَ الضَّأْنِ يُقَدِّمُهُ أَمَامَ الرَّبِّ. 8يَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ قُرْبَانِهِ وَيَذْبَحُهُ قُدَّامَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. وَيَرُشُّ بَنُو هَارُونَ دَمَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ مُسْتَدِيراً. 9وَيُقَرِّبُ مِنْ ذَبِيحَةِ السَّلاَمَةِ شَحْمَهَا وَقُوداً لِلرَّبِّ: الأَلْيَةَ صَحِيحَةً مِنْ عِنْدِ الْعُصْعُصِ يَنْزِعُهَا وَالشَّحْمَ الَّذِي يُغَشِّي الأَحْشَاءَ وَسَائِرَ الشَّحْمِ الَّذِي عَلَى الأَحْشَاءِ 10وَالْكُلْيَتَيْنِ وَالشَّحْمَ الَّذِي عَلَيْهِمَا الَّذِي عَلَى الْخَاصِرَتَيْنِ وَزِيَادَةَ الْكَبِدِ مَعَ الْكُلْيَتَيْنِ يَنْزِعُهَا.
11وَيُوقِدُهَا الْكَاهِنُ عَلَى الْمَذْبَحِ طَعَامَ وَقُودٍ لِلرَّبِّ.
ع6-8: الغنم : الماعز أو الضأن.
الضأن : الخراف أى التى لها صوف.
يمكن تقديم ذبائح سلامة من الغنم بنفس طقس تقديم البقر السابق ذكره فى (ع1-5).
ع9-11: الإلية : شحم فى نهاية العصعص وهى اللية أى ذيل الخروف.
تحرق هذه الشحوم مع الكليتين على المذبح بحسب الطقس السابق.
? يفرح الله بعطاياك، كبيرة أو صغيرة، وأيًا كان نوعها لأنها تعبر عن محبتك، فقدم له من وقتك ومواهبك وإمكانياتك المختلفة لتظهر بنوتك له واعلم أن محبته الأبوية ستهبك أكثر مما تطلب أو تفتكر.
(3) ذبيحة السلامة من الماعز (ع12-17):
12«وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُهُ مِنَ الْمَعْزِ يُقَدِّمُهُ أَمَامَ الرَّبِّ. 13يَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَيَذْبَحُهُ قُدَّامَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. وَيَرُشُّ بَنُو هَارُونَ دَمَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ مُسْتَدِيراً. 14وَيُقَرِّبُ مِنْهُ قُرْبَانَهُ وَقُوداً لِلرَّبِّ: الشَّحْمَ الَّذِي يُغَشِّي الأَحْشَاءَ وَسَائِرَ الشَّحْمِ الَّذِي عَلَى الأَحْشَاءِ 15وَالْكُلْيَتَيْنِ وَالشَّحْمَ الَّذِي عَلَيْهِمَا الَّذِي عَلَى الْخَاصِرَتَيْنِ وَزِيَادَةَ الْكَبِدِ مَعَ الْكُلْيَتَيْنِ يَنْزِعُهَا. 16وَيُوقِدُهُنَّ الْكَاهِنُ عَلَى الْمَذْبَحِ طَعَامَ وَقُودٍ لِرَائِحَةِ سُرُورٍ. كُلُّ الشَّحْمِ لِلرَّبِّ. 17فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ: لاَ تَأْكُلُوا شَيْئاً مِنَ الشَّحْمِ وَلاَ مِنَ الدَّمِ».
ع12-16: هنا التقدمة من الماعز، ويتكرر نفس الطقس كما سبق شرحه وبنفس المعانى.
ع17: الشحم والدم هما أدسم وأغلى ما فى الذبيحة فيقدمان لله ولا يجوز أن يعتدى الإنسان على الجزء المخصص لله، بالإضافة إلى أضرار الشحم الصحية وسهولة فساده ونقله للميكروبات. كذلك الدم الذى يمثل نفس الحيوان وحياته التى هى ملك لله وحده، كما أن شرب الدم ينقل الأمراض ويُثير شراسة الإنسان وشهواته. وقد أقرّت الكنيسة المسيحية فى مجمع الرسل الأول (أع15: 28، 29) عدم شرب الدم بالنسبة للمسيحيين.
كن هادئًا لينًا فى طباعك، فاللطف من ثمار الروح القدس، أما الشراسة والعدوانية فثمار للشر
https://en.wikipedia.org/wiki/Pope_Tawadros_II_of_Alexandria