تملك أبيا وآسا على يهوذا وناداب وبعشا على إسرائيل
(1) أبيا بن رحبعام ملكًا على يهوذا (ع1-8):
1- و في السنة الثامنة عشر للملك يربعام بن نباط ملك ابيام على يهوذا. 2- ملك ثلاث سنين في اورشليم و اسم امه معكة ابنة ابشالوم. 3- و سار في جميع خطايا ابيه التي عملها قبله و لم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه. 4- و لكن لاجل داود اعطاه الرب الهه سراجا في اورشليم اذ اقام ابنه بعده و ثبت اورشليم. 5- لان داود عمل ما هو مستقيم في عيني الرب و لم يحد عن شيء مما اوصاه به كل ايام حياته الا في قضية اوريا الحثي. 6- و كانت حرب بين رحبعام و يربعام كل ايام حياته. 7- و بقية امور ابيام و كل ما عمل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا و كانت حرب بين ابيام و يربعام. 8- ثم اضطجع ابيام مع ابائه فدفنوه في مدينة داود و ملك اسا ابنه عوضا عنه.
ع1: أبيام : ويدعى أيضًا أبيا (2أخ13: 1).
كانت فترة حكم يربعام ملك إسرائيل اثنتين وعشرين سنة (ص14: 20). وقد صعد أبيام على عرش يهوذا فى السنة الثامنة عشر من ملك يربعام ولم يستمر فى الحكم سوى ثلاث سنوات. أى أن أبيام ملك يهوذا ويربعام ملك إسرائيل تزامنا كملوك مدة ثلاث سنوات وبعد الثلاث سنوات امتد حكم يربعام سنة أخرى، عاصر خلالها خليفة أبيام وهو آسا ملك يهوذا.
ع2: كانت عاصمة ملكه هى أورشليم التى ملك فيها ثلاث سنوات. وأمه هى معكه، حفيدة أبشالوم بن داود، والحفيدة تسمى ابنة فى أحيان كثيرة، وأبشالوم هو ابن داود الذى قام بثورة وطرد أباه من المملكة، فهو شرير وحفيدته معكة شريرة مثله. ولم يكن أبيا بكر رحبعام ولكنه ابن معكة التى أحبها رحبعام وتسمى أيضًا ميخايا فى (2أى13: 2). ولأنها كانت قوية الشخصية، فأثرت على المملكة وأقامت ابنها أبيا ملكًا.
ع3: هذا العدد يصف بإيجاز شديد خلاصة ما اتصف به حكم أبيام وهو أنه تتبع خطوات أبيه رحبعام ولم يكن قلبه مع الله، كما كان داود جده بل سقط فى عبادة الأوثان وكل ما يتصل بها من شرور. وهذا يبين تأثير الآباء الأشرار على أبنائهم.
ع4، 5: هناك عادة شرقية أن يضيئوا فى البيت سراجًا دائمًا لا يطفأ، إلا إذا مات صاحب البيت وهجر هذا البيت. والله هنا يبين كيف أعطى سراجًا لداود، فرغم أن رحبعام وابنه أبيام كانا شريرين ولكن الله أعطى أبيام ابنًا صالحًا هو آسا. فإكرام الله لداود البار بإعطائه آسا حفيده الصالح، يبين مكانة القديسين عند الله حتى بعد موتهم. وقد حفظ الله المُلك لداود على مملكة يهوذا لمدة 400 سنة وبعدها سمح بالسبى البابلى، تأديبًا لهم ولكن من نسله جاء المسيح الذى يملك إلى الأبد.
وسبب إكرام الله لداود هو استقامته فى عبادة الله وابتعاده عن الشرور، إلا فى أحيان قليلة، أهمها سقوطه فى خطية الزنا مع امرأة أوريا الحثى ثم قتل زوجها، ولكنه تاب سريعًا، فهو لم يصرّ على خطاياه وأحب الله من كل قلبه.وذكر خطيته هنا تبين مراحم الله وأن كل إنسان معرض للخطأ ولكن إن تاب يرفع الله عنه خطيته. فالله يدعونا للاحتراس، فإن كان القديسون معرضين للسقوط، فكم بالأحرى الإنسان العادى ولكن المهم التمسك بالله، كما تمسك به داود ورفض عبادة الأوثان.
- الله يفتح باب الرجاء أمامك مهما كانت خطاياك، لترجع إليه سريعًا، فتنال مراحمه وتستعيد حياتك معه فى عبادة مقدسة وتتمتع بعشرته.
ع6: يعود هذا العدد فيؤكد سوء العلاقات بين شطرى المملكة – يهوذا وإسرائيل –
حيث بدأت النزاعـات والحروب بينهما منذ عهد رحبعـام ويربعام، كما سـبق وجاء فى (ص14: 30) وتفاصيل هذه الحروب موجودة فى (2أى13).
ع7: استمرت الحروب بين مملكتى إسرائيل ويهوذا ليس فقط فى أيام رحبعام بل أيضًا فى أيام ابنه أبيام (ص14: 30)، ولكن عندما التجأ أبيام لله أعطاه قوة، فانتصر على يربعام ودعا شعبه للعودة إلى الله، كما ذكر فى (2أى13)، ولم يعد يربعام إلى محاربة أبيام بعد انتصار أبيام عليه. وبقية حياة أبيام مذكورة فى سفر أخبار أيام ملوك يهوذا، وهو كتاب تدون فيه أخبار الملوك، غير سفر أخبار الأيام الذى يوجد فى الكتاب المقدس.
ع8: كانت فترة حكم أبيام قصيرة جدًا وهى ثلاث سنوات، مات بعدها، فدفن مع آبائه فى مدينة داود وملك آسا ابنه عوضًا عنه.
(2) آسا ملكًا على يهوذا (ع9-24):
9- و في السنة العشرين ليربعام ملك اسرائيل ملك اسا على يهوذا. 10- ملك احدى واربعين سنة في اورشليم و اسم امه معكة ابنة ابشالوم. 11- و عمل اسا ما هو مستقيم في عيني الرب كداود ابيه. 12- و ازال المابونين من الارض و نزع جميع الاصنام التي عملها اباؤه. 13- حتى ان معكة امه خلعها من ان تكون ملكة لانها عملت تمثالا لسارية و قطع اسا تمثالها و احرقه في وادي قدرون. 14- و اما المرتفعات فلم تنزع الا ان قلب اسا كان كاملا مع الرب كل ايامه.
15- وادخل اقداس ابيه و اقداسه الى بيت الرب من الفضة و الذهب و الانية.16- و كانت حرب بين اسا و بعشا ملك اسرائيل كل ايامهما. 17- و صعد بعشا ملك اسرائيل على يهوذا و بني الرامة لكي لا يدع احد يخرج او يدخل الى اسا ملك يهوذا. 18- و اخذ اسا جميع الفضة و الذهب الباقية في خزائن بيت الرب و خزائن بيت الملك و دفعها ليد عبيده و ارسلهم الملك اسا الى بنهدد بن طبريمون بن حزيون ملك ارام الساكن في دمشق قائلا. 19- ان بيني و بينك و بين ابي و ابيك عهدا هوذا قد ارسلت لك هدية من فضة و ذهب فتعال انقض عهدك مع بعشا ملك اسرائيل فيصعد عني. 20- فسمع بنهدد للملك اسا و ارسل رؤساء الجيوش التي له على مدن اسرائيل و ضرب عيون ودان و ابل بيت معكة و كل كنروت مع كل ارض نفتالي. 21- و لما سمع بعشا كف عن بناء الرامة و اقام في ترصة. 22- فاستدعى الملك اسا كل يهوذا لم يكن بريء فحملوا كل حجارة الرامة واخشابها التي بناها بعشا و بنى بها الملك اسا جبع بنيامين و المصفاة. 23- و بقية كل امور اسا و كل جبروته و كل ما فعل و المدن التي بناها اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا غير انه في زمان شيخوخته مرض في رجليه. 24- ثم اضطجع اسا مع ابائه و دفن مع ابائه في مدينة داود ابيه وملك يهوشافاط ابنه عوضا عنه.
ع9: بعد موت أبيام ملك آسا ابنه عوضًا عنه على مملكة يهوذا وكان ذلك فى السنة العشرين من مُلك يربعام، أو السنة العشرين لانقسام المملكة. ونلاحظ أن أبيام ملك ثلاث سنوات من السنة الثامنة عشر حتى العشرين من ملك يربعام؛ لأن الجزء من السنة يحسب سنة، أى أن أبيام ملك أقل من ثلاث سنوات.
وقد أبقى الله المُلك لنسل داود رغم شر رحبعام وابنه أبيام، ثم أتى آسا الصالح. أما فى إسرائيل فقد تغير المُلك بين تسع عائلات على مدى قرنين ونصف، بسبب سقوطهم جميعًا فى الشر.
ع10: كانت فترة حكم آسا فى أورشليم طويلة فقد ملك 41 سنة، وكانت هذه نعمة من الله لأنه كان صالحًا، فاستطاع أن يعمل إصلاحات كثيرة فى مدة حكمه الطويلة، وهذه الفترة كانت أطول من حكم داود وسليمان. واسم جدته أم أبيه هو معكة ابنة أبشالوم، وكما ذكرنا فى (ع2) أن الجدة تدعى أحيانًا الأم والمقصود الأم الكبرى وقد ذكرت هنا لأن شخصيتها كانت قوية ومسيطرة بشرها على رحبعام زوجها وأبيام ابنها، ولكن آسا لم يخضع لها، بل استبعدها كما سيظهر فى (ع13).
ع11، 12: المأبونين : ممارسى الشذوذ الجنسى كطرف سلبى.
ظهر صلاح آسا فى تطهير بلاده من عبادة الأصنام، فأزال كل ما عمله أبوه أبيام وجده رحبعام من عبادات للأوثان. وأزال أيضًا كل ما اتصل بهذه العبادات من خطايا مثل الزنا، والشذوذ الجنسى فأزال آسا البيوت المخصصة لممارسة هذه الخطايا والمقامة بجوار معابد الأوثان. ولكنه لم يستطع أن يزيل كل بيوت المأبونين بدليل وجود بعضها فى أيام ابنه يهوشافاط (ص22: 46) ولكنه على الأقل كان أفضل من أبيه وجده بكثير.
ع13: تمثالاً لسارية : السارية عبارة عن عمود من الخشب أو الحجارة يعمل فى أعلاه تمثال للإلهة عشتاروث إلهة الصيدونيين.
وادى قدرون : وادى يقع شرق مدينة أورشليم بينها وبين جبل الزيتون وكانت فيه عبادة للآلهة الوثنية.
اهتم آسا بإزالة كل ما يشجع على عبادة الأوثان، ورغم قوة جدته معكة، التى كانت تشجع عبادة الأوثان وأقامت تمثالاً للسارية لعبادة الآلهة عشتاروث، قام آسا بعزلها، لتسكن فى مسكن خاص بعيدًا عن القصر؛ ليبطل سلطانها وتأثيرها، ثم حطم تمثال السارية الخشبى وأحرقه بالنار وذرَّ رماده فى وادى قدرون، حيث عبادة الآلهة الوثنية تحقيرًا وتنجيسًا لهذه العبادة.
ع14: سار آسا فى عبادة الله وحده وأزال الأصنام من أورشليم والأماكن القريبة منها ولكنه لم يُزل المرتفعات كلها التى حول أورشليم والتى بدأت منذ أيام سليمان (2أى14: 3). وهذه المرتفعات فى أيامه كانت تقدم عليها عبادة لله مع أن هذا خطأ ضد الشريعة، التى أوصت أن تقدم العبادة فى هيكل الله وحده (تث12: 11)، بالإضافة إلى أنه فى أيام رحبعام وأبيام قدموا عبادة للأوثان على المرتفعات. وهذا يبين أن آسا كان صالحًا فى إزالة عبادة الأوثان ولكن ليس بالكامل.
ع15: كان أبيام قد انتصر على يربعام ملك إسرائيل وأخذ منه غنائم كثيرة قدسها للرب ووضع فى خزائن بيت الرب كميات من الذهب والفضة والأوانى المصنوعة منها. وكذلك انتصر آسا ابنه على زارح الكوشى (2أى14: 9-15) وقدَّس، أى خصص غنائمه من الحرب من الذهب والفضة ووضعها فى خزائن بيت الرب. وهذا يبين محبته لبيت الرب وليس لرفاهيته الشخصية.
ع16: قـام بعشـا وقتـل نـاداب ابن يربعام وكل نسل يربعام وملك على إسرائيل وكانت هناك حروب كثيرة بينه وبين آسـا معظـم أيام آسا. فقد استراحت الأرض عشر سنوات فقط (2أى14: 1).
ع17: الرامة : قرية صغيرة مبنية على هضبة عالية بالقرب من حدود سبط بنيامين، على بعد عشرة كيلو مترات شمال أورشليم على طريق بيت إيل.
بدأ بعشا استعداداته لمحاربة مملكة يهوذا ببناء قرية تسمى الرامة قريبة جدًا من أورشليم وذلك لما يلى :
- لسهولة مهاجمة أورشليم.
- كانت الرامة على طريق رئيسى من بيت إيل إلى أورشليم، فأراد أن يمنع أى تجارة مع أورشليم.
- لمنع سكان إسرائيل من الذهاب ليصلّوا ويعيِّدوا فى أورشليم حتى لا يتأثروا ويتبعوا آسا الملك.
- منع هجرة من يريدون الحياة بجوار أورشليم من سكان إسرائيل.
ع18: بنهدد : هو بنهدد الأول وهو حفيد حزيون، الذى قد يكون هو نفه رزون الذى اسـتولى على دمشـق وقاوم سليمان (ص11: 23، 25) يوجد أكثر من ملك لأرام بهذا الاسم، فبنهدد الثانى كـان أيـام آخاب ملك إسرائيل والثالث كان أيام يهوآحاز ملك يهوذا (ص20: 1-34، 2مل13: 3-13).
أرام : سوريا الحالية.
كانت هذه هى إحدى أخطاء آسا، إذ لم يلجأ إلى الرب، بل إلى بنهدد ملك دمشق لكى يناصره ضد بعشا، وجمع الذهب والفضة التى فى خزائن بيت الرب وخزائن قصره وأعطاها للرجال، الذين بعث معهم برسالة إلى بنهدد. وكانت كميات الذهب والفضة الباقية بالخزائن قليلة وهى التى جمعها أبيام وآسا كغنائم فى حروبهم؛ لأن شيشق ملك مصر كان قد أخذ الذهب والفضة قبل ذلك من الخزائن (ص14: 26)، بهذا قدم آسا مقدسات الله إلى الوثنيين، فأغضب ذلك الله.
ع19: ذكَّره آسا فى رسالته بالحلف القائم بينهما كما كان قائمًا بين أبويهما، وقدم له هدايا من الفضة والذهب، طالبًا منه أن ينقض عهده مع بعشا ملك إسرائيل، حتى يرجع هذا الأخير عن مقاتلته. وهذا بالطبع خطأ من آسا. لأنه بدلاً من أن يصلى ويعتمد على الله، طلب من بنهدد وهو ملك قوى مجاور للمملكتين أن يسانده وأرسل إليه هدايا. وقد وبَّخ حنانى الرائى آسا على هذا التصرف (2أى16: 7-10).
- مهما كانت التهديدات أو الظروف الصعبة التى تقابلك، فلا تلتجئ إلى العالم وقواه، بل إلى الله فهو وحده معينك، ولا يضطرب قلبك لأن الله الذى معك أقوى من الكل. صلى أولاً فيرشدك الله إلى ما يمكن أن تستخدمه من الماديات التى حولك.
ع20: عيون : مدينة فى القسم الشمالى من بلاد بنى إسرائيل.
آبل بيت معكة : مدينة حصينة فى نفتالى.
كنروت : مدينة حصينة فى نفتالى والمعروفة بسهل جنيسارت (مت14: 34).
لبى بنهدد نداء الملك آسا وأمر جيوشه، فهاجموا مدن إسرائيل ودمروا مدن عيون ودان وآبل بيت معكة وكل منطقة كنروت وسائر أرض نفتالى.
ع21: عندما هاجم بنهدد مملكة إسرائيل واستولى على بعض مدنها، خاف بعشا وأوقف بناء مدينة الرامة، لأنه شعر أن بنهدد قد نقض العهد معه وتحالف مع آسا وخاف من مواصلة بنهدد اكتساح مدن إسرائيل، فهو لا يستطيع أن يحارب خصمين فى نفس الوقت، هما أرام ويهوذا وتراجع وأقام فى عاصمته ترصة.
ع22: لم يكن برئ : لم يعفِ أحدًا من الحضور والمشاركة فى البناء.
جبع بنيامين : مدينة فى بنيامين على الطرف الشمالى لمملكة يهوذا. حاليًا توجد قرية بنفس الاسم تبعد 6.5 كم شمال شرق أورشليم وقريبة من الرامة.
المصفاة: مدينة فى بنيامين حصنها آسا. وكان يقيم فيها صموئيل النبى (1صم7: 16، 17) وهى بقرب الرامة على بعد 1.5 كم تقريبًا وتبعد عن أورشليم حوالى 13كم.
استدعى الملك آسا كل رجال الشعب ولم يعفُ أحدًا من الحضور لجمع ما تركه بعشا من الحجارة والأخشاب، التى كان ينوى استخدامها فى بناء الرامة، واستخدمها الملك آسا فى بناء مدينتى “جبع بنيامين والمصفاة”.
ع23: يعلمنا كاتب السفر أن هناك تفاصيل أخرى لفترة حكم آسا مدونة فى “سفر أخبار الأيام لملوك يهوذا”، كما يخبرنا أن آسا قد أصابه مرض فى رجليه فى زمن شيخوخته. وتوجد تفاصيل عن حياة آسا فى (2أى14، 15، 16).
ع24: مات آسا ودفن مع آبائه فى مدينة داود وخلفه على عرش يهوذا ابنه يهوشافاط.
(3) ناداب وبعشا يملكان على إسرائيل (ع25-34):
25- و ملك ناداب بن يربعام على اسرائيل في السنة الثانية لاسا ملك يهوذا فملك على اسرائيل سنتين. 26- و عمل الشر في عيني الرب و سار في طريق ابيه و في خطيته التي جعل بها اسرائيل يخطئ.27- و فتن عليه بعشا بن اخيا من بيت يساكر و ضربه بعشا في جبثون التي للفلسطينيين و كان ناداب و كل اسرائيل محاصرين جبثون. 28- و اماته بعشا في السنة الثالثة لاسا ملك يهوذا و ملك عوضا عنه. 29- و لما ملك ضرب كل بيت يربعام لم يبق نسمة ليربعام حتى افناهم حسب كلام الرب الذي تكلم به عن يد عبده اخيا الشيلوني. 30- لاجل خطايا يربعام التي اخطاها و التي جعل بها اسرائيل يخطئ باغاظته التي اغاظ بها الرب اله اسرائيل. 31- و بقية امور ناداب و كل ما عمل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل. 32- و كانت حرب بين اسا و بعشا ملك اسرائيل كل ايامهما. 33- في السنة الثالثة لاسا ملك يهوذا ملك بعشا بن اخيا على جميع اسرائيل في ترصة اربعا و عشرين سنة. 34- و عمل الشر في عيني الرب و سار في طريق يربعام و في خطيته التي جعل بها اسرائيل يخطئ.
ع25: فى السنة الثانية لآسا ملك يهوذا ملك ناداب بن يربعام على إسرائيل، وكانت فترة حكمه قصيرة جدًا، إذ ملك سنتين فقط وهى فى الحقيقة أقل من سنتين أى سنة وبعض الشهور، لأنه ملك فى السنة الثانية لآسا وخلفه بعشا فى السنة الثالثة لآسا.
ع26: سار ناداب فى طريق أبيه يربعام، فى عبادة العجلين الذهبيين، ومنع الشعب من الذهاب إلى أورشليم والعبادة فى هيكل الرب.
ع27: جبثون : اسم بلدة فى نصيب دان. وتقع شرق عقرون مباشرة، قريبة من البحر الأبيض المتوسط، جنوب بلاد بنى إسرائيل.
كان ناداب يحاصر جبثون، محاولاً استردادها من الفلسطينيين؛ لأن الفلسطينيين كانوا قد أخذوها من بنى إسرائيل، فاحتال عليه بعشا وقتله هناك.
ع28: قُتل ناداب فى السنة الثالثة لآسا ملك يهوذا وملك بعشا عوضًا عنه. وهنا تبدأ سلسلة الاغتيالات فى مملكة إسرائيل وقد حدثت تسع مرات، وكلهم أشرار وحاولوا اغتصاب الملك بعضهم من بعض.
ع29: كان أول ما فعله بعشا عند توليه الملك أنه قتل كل ذرية يربعام وأباد بيته تمامًا، فتحققت النبوة التى تنبأ بها أخيا الشيلونى (ص14: 10، 11).
ع30: كان ذلك عقابًا على خطايا يربعام ودفعه لشعبه فى نفس الأخطاء، حين عبدوا آلهة وثنية، تاركين الرب إلههم الحقيقى؛ فجلبوا بذلك غضب الرب عليهم.
ع31: يذكر كاتب السفر أن هناك تاريخًا مدنيًا لفترة حكم ناداب مكتوب فى “سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل” ذكرت فيه تفاصيل أخرى عن حياة ناداب.
ع32: كما رأينا فى الآيات السابقة كانت هناك حروب بين آسا ملك يهوذا وبعشا ملك إسرائيل طيلة أيام حكمهما؛ فقد انتهى عصر السلام فى أعقاب حكم سليمان وكانت حروب كثيرة بين ملوك يهوذا وملوك إسرائيل، بسبب ابتعاد الشعبين عن الله. والمقصود بالحرب ليست حربًا كبيرة فقط، لأن الحرب الكبيرة كانت فى السنة السادسة عشر لملك آسا وبقية الوقت كانت هناك مناوشات، وبالطبع أضعفت هذه الحروب مملكتى إسرائيل ويهوذا، مما ساعد الدول المحيطة أن تقوى عليهما. ولعل مملكة إسرائيل رغم حجمها الكبير كانت تشعر بضعفها، لعدم وجود هيكل الله بها وبالتالى كانت تخاف من مملكة يهوذا الصغيرة فتحاول مهاجمتها من حين لآخر.
- أطال الله أناته على يربعام ولكنه فى النهاية كان لابد أن يتم العقاب الإلهى بإبادة نسله المصرين على الشر. لا تستهن بطول أناة الله وارجع عن خطيتك، فهو رحوم ومستعد أن يغفرها لك، مهما كانت كبيرة أو متكررة، وتعلم من أخطاء الآخرين حتى تبتعد عنها، فتحيا مطمئنًا.
ع33: فى السنة الثالثة لحكم آسا ملك يهوذا ملك بعشا بن أخيا على مملكة إسرائيل وكانت عاصمة ملكه هى “ترصة” وظل ملكًا طيلة 24 سنة.
ع34: سار بعشا فى طريق الشر كما سار يربعام، ولم يحد عن خطية عبادة الأوثان، التى ابتدعها يربعام، بل وقاد شعبه إسرائيل خلفه فى نفس الطريق المنحرف.