مقتل آخاب
(1) آخاب يتحالف مع يهوشافاط لاسترداد راموت جلعاد (ع1-4):
1- و اقاموا ثلاثة سنين بدون حرب بين ارام و اسرائيل. 2- و في السنة الثالثة نزل يهوشافاط ملك يهوذا الى ملك اسرائيل. 3- فقال ملك اسرائيل لعبيده اتعلمون ان راموت جلعاد لنا و نحن ساكتون عن اخذها من يد ملك ارام. 4- و قال ليهوشافاط اتذهب معي للحرب الى راموت جلعاد فقال يهوشافاط لملك اسرائيل مثلي مثلك شعبي كشعبك و خيلي كخيلك.
ع1: من أجل اتضاع آخاب وتوبته أمام الله، جعل بنهدد ملك آرام وكل البلاد المحيطة بإسرائيل لا تحاربها، فعاشت فى سلام لمدة ثلاث سنوات.
? ثق أن أقصر طريق لقلب الله هو الاتضاع والتوبة، فتنال مراحمه وحنانه وهذا الاتضاع ليس فقط أمام الله فى الصلاة، بل يتأكد أمام الآخرين، فتحتملهم وتتميز بعشرة الله ومحبته.
ع2: كـان يهوشـافـاط قد صاهر آخاب، إذا أخذ عثليا بنت آخاب زوجة لإبنه يهورام (2أى18: 1، 2) وهذا تنازل روحى؛ لأن يهوشافاط يعبد الله فى هيكله فى أورشليم، أما آخاب فيعبد الأوثان هو وأسرته. فنزل يهوشافاط الذى يعيش فى أورشليم المبنية على الجبال إلى السامرة المنخفضة عنها جغرافيا بحوالى ثلاث مئة مترًا وفى نفس الوقت هو تنازل روحى كما ذكرنا. وقد زار آخاب إما إظهارًا للود لأنهم أقارب وقد يكون؛ لأجل أهداف سياسية وحربية، فآرام قد أخذت راموت جلعاد القريبة من أورشليم، على بعد أربعين ميلاً فتمثل خطرًا على مملكة يهوذا، كما يمكن أن تهدد مملكة إسرائيل. وأيضًا مملكة آشور قد بدأت تقوى فيمكن أن تمثل خطرًا على مملكتى إسرائيل ويهوذا، فترابط مملكتى وإسرائيل من الناحية المنطقية مفيد ولكنه خطأ من الناحية الروحية؛ لأن الذى يحمى أورشليم هو الله، القادر على الدفاع عنها ضد أية قوة بشرية، كما سيظهر أيام حزقيا الملك (أش36، 37).
ع3: راموت جلعاد : مدينة للأموريين، (تث4: 43) وتعنى مرتفعات جلعاد وقد استولى عليها بنو إسرائيل وأعطيت لسبط جاد، ثم خصصت للاويين ومن مدن الملجأ وتقع شرق الأردن على بعد خمسة وعشرين ميلاً.
اجتمع آخاب مع عبيده ومشيريه وقال لهم إن بنهدد ملك آرام قد وعدنى – عندما انتصرت عليه – أن يرد إلىَّ البلاد، التى استولى عليها أبوه بنهدد من بنى إسرائيل (ص20: 34) وإذ مرت ثلاثة سنوات ولم يوفِ بوعده، فهو من المؤكد أنه قد تراجع عنه، فراموت من حقنا ونحن متهاونون فى استردادها. وقد يكون آخاب قد تراخى فى المطالبة بهذه البلاد وذلك لانشغاله بمقاومة آشور، متحالفًا مع آرام وبنى حث.
ع4: بعد أن أكرم آخاب يهوشافاط جدًا (2أى18: 2) أغواه وشجعه على التحالف معه بمحاربة آرام؛ حتى يستردوا منها راموت جلعاد وقد يكون آخاب قد ضغط على يهوشافاط وأظهر له خطورة عدم استردادها لأنها قريبة من أورشليم، فوافق يهوشافاط على هذا التحالف، بل أكده، بأن شعبى يهوذا وإسرائيل هما أصلاً شعبًا واحد ووعده أن يعطيه عددًا من الشعب والخيل مثل عدد الشعب والخيل الذى سيخرجه إسرائيل للحرب. وكان جيش مملكة يهوذا وقتذاك كبير وهو مليون ومائة وستون ألفًا. وقد أخطأ يهوشافاط فى تعاطفه ومشاركته لآخاب فى الحرب، فى قوله مثلى مثلك، فقد تناسى أن آخاب يعبد الأوثان، فكيف يتحد مع من يتحدى الله، هذه ليست محبة سليمة، بل تنازل عن الإيمان وشركة مع أعداء الله. ومن ناحية أخرى فقد فكر آخاب بمنطق بشرى أن آرام قوة كبيرة، فتحالف مع يهوشافاط ليكون جيشًا أكبر ونسى أن النصرة من الله، ولأنه بعيد عن الله فلم يسانده فى الحرب ولعله لم يفهم أن النصرة التى حققها أولاً على آرام كانت، كما أعلمه النبى، ليفهم آرام قوة الله التى هى أقوى من الآلهة الوثنية وليست بسبب تقوى آخاب، بل على العكس، عندما أخطأ آخاب وبخهه إيليا وأعلن له عقاب الله، فهو أهمل التوبة وفكر فقط فى الاعتماد على القوة البشرية؛ لذلك انهزم فى الحرب وقتل، كما سنرى فى الآيات التالية.
(2) آخاب يسأل الأنبياء الكذبة (ع5، 6):
5- ثم قال يهوشافاط لملك اسرائيل اسال اليوم عن كلام الرب. 6- فجمع ملك اسرائيل الانبياء نحو اربع مئة رجل و قال لهم ااذهب الى راموت جلعاد للقتال ام امتنع فقالوا اصعد فيدفعها السيد ليد الملك.
ع5: أهمل يهوشافاط أن يسأل الله قبل أن يخرج مع آخاب للحرب ضد آرام ولكنه تذكر ذلك بعد هذا الوعد وطلب من آخاب أن يسأل الله عن طريق نبى، وهذا يبين :
- تقوى يهوشافاط واهتمامه أن يسأل الله.
- تورطه فى التحالف مع آخاب؛ لأنه صاهره وعمل علاقات مودة معه، رغم أنه شرير وضد الله ويعبد الأوثان. ونزوله إلى السامرة مكان عبادة الأوثان أبعده عن أورشليم حيث هيكل الله، الذى كان يمكن أن يسأل فيه عن طريق الكهنة بواسطة الأوريم والتميم، التى يعلن الله صوته من خلالها وهما حجرين أحدهما مكتوب عليه نعم والآخر لا، فيضئ أحدهما ليعلن صوت الله.
? تعلم أن تطلب من الله قبل أن تدخل فى أى عمل وليس بعد أن تدخل فيه وترتبط به ويصعب خروجك منه وقد لا يجيبك الله لعدم استقامة قلبك، إذا اعتمدت على ذاتك وأهملته. واعلم أن الله يحبك ولكن لابد أن تكون أنت أيضاً تحبه وتريده؛ حتى يرشدك ويحفظك من كل شر، ضعه قبل كل شئ واخضع له فتسمع صوته.
ع6: عندما سمع آخاب طلب يهوشافاط التجأ إلى أقرب الناس إليه وهم أنبياء الأوثان، أى الأنبياء الكذبة وهم غالبًا الربعمائة نبى الذين لعشتاروث، الذين تعولهم إيزابل. وهذا يبين مدى تعلق آخاب بعبادة الأوثان ورفضه لله، متناسيًا أن انتصاره الأول والثانى على آرام كان بقوة الله وليس البعل، كما يتضح من كلام نبى الله.
وعندما سأل آخاب الأنبياء الربعمائة، فكروا بالمنطق البشرى، أنه ما دام آخاب قد انتصر مرتين على آرام بجيش صغير، فبالأولى عندما يجمع كل جيشه ويتحالف مع يهوشافاط بالطبع سينتصر، فقالوا له اطمئن ستنتصر وتستعيد راموت جلعاد. ونسوا بهذا أن الله هو سبب النصرة على آرام، كما يتضح فى كلام نبيه.
يلاحظ إلتواء كلام هؤلاء الأنبياء، إذ قالوا أن السيد يقول لك أنه سيدفع راموت جلعاد ليدك ولم يقولوا السيد الرب، حتى يفهم يهوشافاط أن المقصود بالسيد هو الرب ويفهم آخاب أن المقصود بالسيد هو البعل ولكن يهوشافاط فهم أنهم أنبياء كذبة؛ لأنهم لم يذكروا اسم الرب؛ ولعله لاحظ النفاق والرياء والمداهنة فى كلامهم.
يفهم مما سبق أن اجتماع ربعمائة على رأى واحد ليس دليلاً على صحته، فقد يكون اتفاق على الشر، كما حدث هنا.
(3) ميخا ينبئ بالهزيمة (ع7-23):
7- فقال يهوشافاط اما يوجد هنا بعد نبي للرب فنسال منه. 8- فقال ملك اسرائيل ليهوشافاط انه يوجد بعد رجل واحد لسؤال الرب به و لكني ابغضه لانه لا يتنبا علي خيرا بل شرا و هو ميخا بن يملة فقال يهوشافاط لا يقل الملك هكذا. 9- فدعا ملك اسرائيل خصيا و قال اسرع الي بميخا بن يملة. 10- و كان ملك اسرائيل و يهوشافاط ملك يهوذا جالسين كل واحد على كرسيه لابسين ثيابهما في ساحة عند مدخل باب السامرة و جميع الانبياء يتنباون امامهما. 11- و عمل صدقيا بن كنعنة لنفسه قرني حديد و قال هكذا قال الرب بهذه تنطح الاراميين حتى يفنوا. 12- وتنبا جميع الانبياء هكذا قائلين اصعد الى راموت جلعاد و افلح فيدفعها الرب ليد الملك. 13- و اما الرسول الذي ذهب ليدعو ميخا فكلمه قائلا هوذا كلام جميع الانبياء بفم واحد خير للملك فليكن كلامك مثل كلام واحد منهم و تكلم بخير. 14- فقال ميخا حي هو الرب ان ما يقوله لي الرب به اتكلم. 15- و لما اتى الى الملك قال له الملك يا ميخا انصعد الى راموت جلعاد للقتال ام نمتنع فقال له اصعد و افلح فيدفعها الرب ليد الملك. 16- فقال له الملك كم مرة استحلفتك ان لا تقول لي الا الحق باسم الرب. 17- فقال رايت كل اسرائيل مشتتين على الجبال كخراف لا راعي لها فقال الرب ليس لهؤلاء اصحاب فليرجعوا كل واحد الى بيته بسلام. 18- فقال ملك اسرائيل ليهوشافاط اما قلت لك انه لا يتنبا علي خيرا بل شرا. 19- و قال فاسمع اذا كلام الرب قد رايت الرب جالسا على كرسيه و كل جند السماء وقوف لديه عن يمينه و عن يساره. 20- فقال الرب من يغوي اخاب فيصعد و يسقط في راموت جلعاد فقال هذا هكذا و قال ذاك هكذا. 21- ثم خرج الروح و وقف امام الرب و قال انا اغويه و قال له الرب بماذا. 22- فقال اخرج و اكون روح كذب في افواه جميع انبيائه فقال انك تغويه و تقتدر فاخرج و افعل هكذا. 23- و الان هوذا قد جعل الرب روح كذب في افواه جميع انبيائك هؤلاء و الرب تكلم عليك بشر.
ع7: إذ أدرك يهوشافاط أن هؤلاء الأنبياء كذبة كما سبق أن ذُكر فى (ع6)، لم يصدق كلامهم خاصة وأن الأشرار كلامهم لا يعطى سلام، فلم يشعر بالراحة، فسأل آخاب عن نبى حقيقى لله؛ ليعرف منه هل يدخل الحرب أم لا ؟
ع8: ميخا بن يملة : نبى الله ظهر أيام آخاب وهو غير ميخا كاتب السفر فى الكتاب المقدس، الذى ظهر بعد هذا الوقت بحوالى مائة عام.
أجاب آخاب يهوشافاط بأنه يوجد نبى لله ولكنه لا يحبه لأنه دائمًا يتكلم عليه بالشر وهذا يبين :
- أن الله أرسل ميخا إلى آخاب أكثر من مرة قبل ذلك ليوبخهه على شره.
- أن آخاب تضايق من ميخا حتى وضعه فى السجن، كما يظهر من (ع26)، إذ طلب إعادته إلى السجن الذى كان فيه.
- أن آخاب مصر على الشر وعدم التوبة، فهو يجمع أنبياء كذبة يوافقونه على شره ويرفض كلام الله على فم ميخا.
لكن يهوشافاط عاتب آخاب على رفضه كلام ميخا نبى الله وهو فى هذا يظهر أنه رجل تقى يعبد الله ولكن للأسف، اختلاطه بآخاب الشرير، جعله يتنازل عن إرشاد الله، فدخل الحرب معه – كما سنرى – رغم تحذير الله الواضح على فم ميخا.
? لا ترفض سماع صوت الله الذى يأتيك على لسان من حولك، إذ كان يعاتبك أو يوبخك، بل راجع نفسك وتب. واحذر من أن تجمع حولك مجموعة من المرائين، ليوهموك كذبًا أنك صالح ولا تخيف الآخرين، فيمتنعوا عن إعلان الحق لك لأنك تهاجم وبهذا تحرم نفسك من سماع صوت الله.
ع9: اضطر آخاب إكرامًا ليهوشافاط صديقه أن يستدعى ميخا النبى بسرعة؛ لأنه مسجون ويعرف مكانه، ليسمع صوت الله على لسانه وقد أرسل له خصيًا ليأتى به وهذا معناه أن ملوك بنى إسرائيل استخدموا الخصيان، مثل ملوك الأمم وغالبًا كانوا من غير اليهود؛ لأن الشريعة كانت لا تسمح أن يخصى أحد.
ونلاحظ أن استجابة آخاب لطلب يهوشافاط لم يغير قلبه؛ لأنه لم يطع كلام النبى، كما سيظهر فى الآيات التالية.
ع10: كل هذه الحوارات تمت بين الملكين آخاب ويهوشافاط وهما جالسين كل واحد على عرشه ولابساً ثيابه الملكية وكانت هذه العروش متنقلة تنقل حيث يحتاجها الملك. وكانا جالسين فى المساحة الكبيرة لمدينة السامرة، التى بجوار باب المدينة، إذ جرت العادة إقامة ساحة كبيرة بجوار باب المدينة؛ لاجتماع الشعب فيها فى أى أمر هام وكانت هذه الساحة كبيرة لدرجة أن تسع الربعمائة نبى وكذا الشعب؛ ليقرروا فيها الأمور الهامة مثل الدخول فى الحرب أم لا.
وهذا يعنى أن هذا الحوار تم أمام الشعب والأنبياء الكذبة وهذا يظهر شجاعة يهوشافاط وتمسكه بالله. فلم يخشى أن يطلب نبى الله فى مدينة تعبد البعل. ويبين أيضاً تمادى آخاب وشعبه فى عبادة الأوثان، إذ لم يعترض أحد رؤساء الشعب، أو عبيد الملك على آخاب؛ لرفضه سماع كلام نبى الله.
ع11: قبل أن يصل ميخا النبى تقدم واحد من أنبياء البعل ويدعى صدقيا ولعله كان أحد رؤسائهم وكان يلبس قرنين على رأسه وقد اعتادوا فى الحروب القديمة لبس هذه القرون، دليلاً على القوة واستبشاراً بالنصرة وقال صدقيا أن آخاب سينتصر وينطح الآراميين، مثلما ينطح الحيوان بقرونه الحيوانات الأخرى ويهلكها.
ويظهر مدى نفاق صدقيا فيما يلى :
- أنه قال كلامه على لسان الرب. كأن الله قال له هذه النبوة.
- عمل قرنين يرمزان للملكين؛ لتأكيد انتصارهما على آرام.
- تشبه صدقيا بأنبياء الله الحقيقيين؛ إذ عمل وسيلة إيضاح هى هذه القرون؛ ليوهم الملك والشعب بأن هذه النبوة من الله. وقد كان الأنبياء الحقيقيين مثل أليشع وأشعياء يستخدمون وسائل إيضاحية كما يأمرهم الله (2مل13: 15، اش20: 2).
ع12: وافق بالطبع كل الأنبياء الكذبة صدقيا على نبوته الكاذبة وصاحوا قائلين لآخاب إصعد إلى راموت جلعاد، فستأخذها وتنتصر على الآراميين.
ع13: عندما وصل الخصى رسول آخاب إلى ميخا؛ ليأتى به من السجن إلى الملك، أخبره أن كل الأنبياء شجعوا الملك على الذهاب إلى راموت جلعاد ومحاربة الأراميين، فانتصاره عليهم محقق وطلب منه أن يقول مثلهم للملك، فيكون كلامه للخير للملك ويظهر من ذلك :
- اقتناع الخصى بأن اجتماع الكثيرين على رأى واحد يبين أن رأيهم سليم.
- أن موافقة الملك على أغراضه أمر مريح، فيشجع ميخا على ذلك؛ لأجل راحة الملك.
- لعل ميخا إذا قال كلامًا موافقًا لأغراض الملك يطلق سراحه، فالخصى يقدم نصيحة حب لميخا؛ ليتحرر من السجن.
- فى نظر هذا الخصى وعموم الشعب أن الخير هو موافقة الملك وليس طاعة الله.
ع14: أقسم ميخا بالرب ليعلن للخصى أنه أمام الرب الحى وأنه لن يقول شيئًا، إلا ما يقوله الرب له وهذا يظهر :
- شجاعة ميخا وتمسكه وطاعته لكلام الله.
- استعداده لاحتمال الآلام من أجل كلام الله.
- عدم تأثره بكلام الناس مثل الخصى والملك، فالأهم هو كلام الله.
ع15: عند وصول ميخا أمام آخاب سأله آخاب، أمام كل الحاضرين، هل نصعد إلى راموت جلعاد؛ لنستعيدها، فرد عليه ميخا بسخرية واضحة، اصعد وستنتصر على الآراميين وتأخذ راموت جلعاد. وهو يقصد بهذا أنه ما دمت مصرًا على الصعود، فاصعد وما دمت تريد أن تسمع أنك ستنتصر، أقول لك أنك ستنتصر. وكان كلام ميخا بسخرية فهمها آخاب وكل الحاضرين، أى فهم آخاب أنه لم يقل له الحقيقة، بل إن ما قاله كان تكرارًا لرغبة آخاب.
ع16: فهم آخاب أن ميخا يتهكم عليه ولا يقول له الحقيقة، بل يوافقه على آرائه ويهزأ به وقد يكون آخاب قد سأل ميخا قبل ذلك فى أمور أخرى وتهكم عليه ميخا، أو قد يكون قد سأله فى هذا الموقف أكثر من مرة وميخا يكرر نفس كلام السخرية؛ لذا تضرع إليه آخاب من أجل الله أن يخبره بالحقيقة، فقد كان آخاب خائفًا من الآراميين؛ لذا استحلفه باسم الرب، فآخاب يريد أن ينفذ رغبته ولكن فى نفس الوقت خائف؛ لذا ترجى ميخا أن يخبره بكلام الله.
ع17: عندما أعلن آخاب استعداده واهتمامه بسماع كلام الله، بدأ ميخا يعلن النبوة التى أراه الله إياها، فقال رأيت رؤيا فيها شعب الله مشتتين ومنتشرين على الجبال بلا راعٍ، أى بلا قائد لهم؛ لأن القائد وهو آخاب سيكون قد قُتل فى الحرب، وقال الله فليرجع الشعب بسلام كل واحد إلى بيته؛ لأن بنهدد ملك آرام كما سنرى فى الأعداد القادمة كان هدفه قتل آخاب، فلما حقق ذلك، أوقف الحرب، فرجع شعب الله بسلام.
هذه النبوة تشمل أمرين :
- قتل آخاب فى الحرب.
- تشتت الشعب فى الجبال، بلا قيادة.
ومعنى هذه النبوة واضح وهو أن لا يدخلوا الحرب؛ لأن آخاب سيموت والشعب لن يحقق انتصارًا ولكن الله سيشفق عليهم ويعيدهم بسلام ولعل هذا من أجل صلاح يهوشافاط.
للأسف لم يستفد آخاب من هذه النبوة ولم يطع الله، فمات فى الحرب. وكذلك أيضًا شعر يهوشافاط بالحرج من التراجع عن الحرب، فخرج معه ولم يطع كلام الله، الذى طلبه باهتمام ولكن بعدما سمع ميخا أهمل كلامه.
? عندما يعلن لك الله صوته سواء على لسان أب اعترافك، أو فى الكتاب المقدس، أو على فم من حولك، أو بأية طريقة، لا تهمله؛ لأن دينونتك ستصير أعظم وتقابل مستقبلاً أسودًا، كما لم يطع آخاب فمات وخطيته عليه.
ع18: غضب آخاب عندما سمع كلام ميخا النبى واعتبره مشاعر سيئة من ميخا نحوه ورفض أن يقبل كلامه على أنه نبوة من الله ولعله تأثر بالربعمائة نبى، الذين شجعوه على الحرب ومن ناحية أخرى فإن آخاب كان يحمل بغضة نحو الله وأنبيائه، فكان يظن أنهم يبغضونه، مع أن البغضة فى قلبه أصلاً.
هنا يظهر ضعف يهوشافاط أنه تأثر بكلام آخاب ولم يرد عليه ويدعوه إلى طاعة الله، حتى أنه فى النهاية رفض كلام الله ودخل معه الحرب.
ع19: لم يهتم ميخا بالدفاع عن نفسه فى اتهام آخاب له، بأنه يتكلم بالشر عليه؛ لأن ميخا كان منشغلاً بإعلان صوت الله.
فاستكمل ميخا الجزء الثانى من الرؤيا التى رآها، إذ رأى الرب جالسًا على عرشه فى السماء وحوله ملائكته يمينًا ويسارًا. فهذا أنتج فى قلبه :
- خشوعًا وفرحًا لوجوده فى حضرة الله.
- عدم الانزعاج من غضب آخاب، أو السجن الذى ألقاه فيه آخاب.
- ثقته فى كلام الله الذى يعلنه وكذب المعارضين له من أنبياء البعل.
- إيمانه أن كل شئ فى يد الله فهو يسمح بالانتصارات، أو الهزيمة، أو يترك الأشرار يسقطون فى خطاياهم.
- الله ضابط الكل، فلعل المقصود بالملائكة الذين عن اليمين هم الملائكة الموكلين من الله لتوصيل بركاته للبشر والذين على اليسار هم الملائكة الموكلين بتأديب الخطاة.
ع20: الرؤيا التى أظهرها الله لميخا كانت فى صورة حوار؛ ليفهم حقيقة الأمور ويعلنها بشكل مفهوم للبشر، مع أن الأمر فى السماء لا يحتاج إلى كل هذه الحوارات، فالحركة الفكرية تتم فى أقل من لحظة ويعلن الله أمره فى الحال.
فبين الله فى الرؤيا أنه يتساءل أمام ملائكته، يا ترى من يستطيع أن يحرض آخاب على الشر وعدم طاعة الله! وبالطبع الله لا يريد أحدًا من البشر أن يسلك فى الشر ولكنه يسمح للشيطان أن يجرب الكل بالمقدار المناسب ويتخلى أحيانًا عن الأشرار، إذا أصروا على الخطية، لعلهم يشعرون – هم ومن حولهم – بخطورة الخطية؛ حتى يرجعوا عنها. وفى حالة آخاب كان مصرًا على رفض الله، فتخلى عنه؛ ليكون مثالاً للشر أمام شعبه؛ حتى يتوبوا.
عندما تساءل الله رد ملائكته بآراء، أو اقتراحات مختلفة حسب فهمهم. كل هذا كما ذكرنا ليفهم آخاب والشعب بما يتم فى السماء.
ع21، 22: ثم سمح الله للشيطان، أى الروح الشرير أن يقف أمامه ويعلن الشيطان أنه قادر أن يغوى آخاب، فسأله الله كيف سيغويه ؟ فقال الشيطان بأنه سيدخل فى أنبياء البعل ويتكلم بكلام كذب على لسانهم؛ ليضل آخاب، فقال له الله أنك تستطيع حقًا ذلك، إذ أن الشيطان مملوء شرًا وحيلاً خبيثة والله سمح له أن يخرج ويغوى آخاب؛ لأن آخاب باع نفسه واستسلم للشر.
إن هذه الرؤيا تذكرنا بما حدث فى بداية سفر أيوب، فكل هذه تصويرات من الله لما يحدث فى السماء؛ لنفهم بر الله وشر الشيطان. بهذا قدم الله لآخاب آخر تحذير؛ ليعرف أن الشيطان، أو البعل الذى يعبده سيقوده إلى الهلاك هو وأنبياءه؛ لعله ينتبه ويتوب، فالله يطلب خلاص الكل مهما كان شرهم.
ع23: لخص ميخا صوت الله فى الرؤيا لآخاب بأمرين :
- أن كلام أنبياء البعل كله كذب.
- الله سمح بالشر الذى يحدث لآخاب، أى هلاكه فى الحرب. وهذه هى نهاية أشر ملوك إسرائيل.
(4) ضرب ميخا وسجنه (ع24-28):
24- فتقدم صدقيا بن كنعنة و ضرب ميخا على الفك و قال من اين عبر روح الرب مني ليكلمك. 25- فقال ميخا انك سترى في ذلك اليوم الذي تدخل فيه من مخدع الى مخدع لتختبئ. 26- فقال ملك اسرائيل خذ ميخا و رده الى امون رئيس المدينة و الى يواش ابن الملك. 27- و قل هكذا قال الملك ضعوا هذا في السجن و اطعموه خبز الضيق و ماء الضيق حتى اتي بسلام.
28- فقال ميخا ان رجعت بسلام فلم يتكلم الرب بي و قال اسمعوا ايها الشعب اجمعون.
ع24: بتبجح وشر تقدم صدقيا، الذى كان غالبًا رئيسًا لأنبياء البعل وضرب ميخا على خده ولم يستأذن فى ذلك آخاب ولكنه كان يعلم جيدًا أن آخاب يساند أنبياءه، أى أنبياء البعل. أما يهوشافاط فكضيف ليس له سلطان، فلم يفعل شيئًا، مع أنه فى الحقيقة كان يمكن أن يعلن على الأقل أن هذا خطأ ولكنه ضعف وتخاذل منه، رغم ثقته أن ميخا هو النبى الحقيقى وكل الأنبياء الآخرين كذبة ويهوشافاط – كمؤمن بالله – يستطيع أن يميز النبى الحقيقى من النبى الكاذب.
ثم قال صدقيا لميخا بتعجب وتهكم كيف تجاسرت يا ميخا وادعيت أن روح الله الذى علىَّ قد عبر وأتى إليك.
وتصرف صدقيا يبين أمرين :
- جرأة الشر واعتداؤه على أولاد الله.
- الكذب والمغالطة التى يحاول بها الشيطان عن طريق أولاده خداع الناس، فمع أن ميخا هو النبى الحقيقى وصدقيا ومن معه كلهم كذبة، يدعى صدقيا الكاذب أن روح الله معه فقط وليس مع ميخا، وبالطبع روح الله لا يكون مؤذيًا للآخرين، كما ضرب صدقيا ميخا، فروح الله وديع وحازم ولكن ليس عنيفًا وقاسيًا.
ع25: احتمل ميخا الضربة من أجل الله ولم يدافع عن نفسه، لكن انشغل بتأكيد صوت الله لصدقيا، فقال له ستفهم وتعرف كلام الله عندما يتم وينهزم شعب الله أمام آرام ويهرب منه وأنت يا صدقيا ستهرب من بيت إلى بيت ومن حجرة إلى حجرة وذلك إما خوفًا من الآراميين أو من إيزابل التى ستنزعج بسبب موت زوجها وتحاول قتل صدقيا الذى كذب وأضل زوجها فمات.
? ليكن هدفك إعلان صوت الله حتى لو قام عليك الأشرار وأهانوك، فاحتمل لأجل الله واثقًا أن الله يقدر تعبك وسيسندك، ويعد لك إكليلاً عظيمًا فى السماء.
ع26، 27: فى غضب وكبرياء أمر آخاب الخصى الذى أتى بميخا أن يعيده إلى السجن تحت سلطان ومسئولية آمون رئيس مدينة السامرة ويوآش ابن آخاب، الذى كان يبدو أنه كان مسئولاً عن السجن.
وتماديًا من آخاب فى كبريائه أمر أن يتعبوا ميخا فى السجن فلا يعطوه إلا أقل القليل من الماء وأسوأ الطعام لإذلاله، بسبب الكذب الذى قاله وكلام الشر الذى نطق به على آخاب، هكذا اعتقد آخاب وأضاف أن يفعلوا هذا حتى يرجع آخاب بسلام وهذا يبين أن الشر يعمى عينى صاحبه، فلا يرى الحق مهما كان واضحًا.
ع28: لم ينزعج ميخا من أوامر آخاب المتعسفة بالسجن والمعاملة السيئة داخله ولكنه واصل تأكيد صوت الله أمام كل الشعب معلنًا لآخاب أن بالتأكيد لن يعود من الحرب؛ لأنه سيموت وإن رجع، فيكون الله لم يتكلم. فميخا كان متأكدًا من رؤيا الله وأوامره وأعلنها للشعب كله فعندما يرون قتل آخاب يتوبون ويعودون إلى الله.
(5) محاربة آرام ومقتل آخاب (ع29-40):
29- فصعد ملك اسرائيل و يهوشافاط ملك يهوذا الى راموت جلعاد. 30- فقال ملك اسرائيل ليهوشافاط اني اتنكر و ادخل الحرب و اما انت فالبس ثيابك فتنكر ملك اسرائيل و دخل الحرب. 31- و امر ملك ارام رؤساء المركبات التي له الاثنين و الثلاثين و قال لا تحاربوا صغيرا و لا كبيرا الا ملك اسرائيل وحده. 32- فلما راى رؤساء المركبات يهوشافاط قالوا انه ملك اسرائيل فمالوا عليه ليقاتلوه فصرخ يهوشافاط. 33- فلما راى رؤساء المركبات انه ليس ملك اسرائيل رجعوا عنه. 34- و ان رجلا نزع في قوسه غير متعمد و ضرب ملك اسرائيل بين اوصال الدرع فقال لمدير مركبته رد يدك و اخرجني من الجيش لاني قد جرحت. 35- و اشتد القتال في ذلك اليوم و اوقف الملك في مركبته مقابل ارام و مات عند المساء و جرى دم الجرح الى حضن المركبة.
36- وعبرت الرنة في الجند عند غروب الشمس قائلا كل رجل الى مدينته و كل رجل الى ارضه. 37- فمات الملك و ادخل السامرة فدفنوا الملك في السامرة. 38- و غسلت المركبة في بركة السامرة فلحست الكلاب دمه و غسلوا سلاحه حسب كلام الرب الذي تكلم به. 39- و بقية امور اخاب و كل ما فعل و بيت العاج الذي بناه و كل المدن التي بناها اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل. 40- فاضطجع اخاب مع ابائه و ملك اخزيا ابنه عوضا عنه.
ع29: رغم كل إعلانات الله الواضحة على فم ميخا بعدم دخول الرب صعد آخاب بجيشه ومعه يهوشافاط بجيش يهوذا إلى راموت جلعاد؛ لاستعادتها من الآراميين. وإن كان آخاب مصرًا على الضر لابتعاده عن الله، فإن موقف يهوشافاط هو الغريب فى دخول الحرب رغم كل هذه التحذيرات ويبدو ذلك لما يلى :
- وعد يهوشافاط السابق لآخاب أن يذهب معه على الحرب والملوك لا يرجعون فى كلامهم ولكن بالطبع يمكن الرجوع، إن كان الله أمر بعكس كلام الملك.
- ضعف يهوشافاط أمام صهره آخاب، إذ وجد نفسه فى حرج أن يتركه وحده؛ لأن آخاب كان مصرًا على دخول الحرب، مستهينًا تمامًا بكلام الله.
- لعله فهم أن آخاب فقط الذى سيموت، أما هو وكل الشعب، فسيعودون بسلام كما قال ميخا فتشجع وذهب مع آخاب. ولكن هذا خطأ كبير إذ فيه معارضة لكلام الله ولم يهتم بكلام ميخا.
- تشكك يهوشافاط فى كلام الله على لسان ميخا، وقد يكون ساعده على ذلك غضب آخاب واتهامه هو وأنبياؤه لميخا بأنه يتكلم بالشر، وهذه نتيجة طبيعية لمخالطة الأشرار أن يضل الإنسان ويضعف إيمانه بالله.
ع30: شعر آخاب أنه مستهدف من بنهدد فى هذه الحرب، خاصة بعد سماعه نبوة ميخا بموته، فخاف بالأكثر وقرر أن يدخل الحرب متنكرًا، كجندى عادى ولكن هل يستطيع أن يتنكر أمام الله؛ فما دام الله قد قرر أنه سيقتل، لم يكن هناك حل إلا أن يتوب ويؤمن بالله فيرحمه.
ولعل تنكر آخاب كان مما سمعه من ميخا أن شعب الله سيكون مشتتًا على الجبال، فقرر التنكر حتى لا يقتل ويظل قائدًا لشعبه، فلا ينهزموا، أو يتشتتوا. إنه بهذا يحاول إيقاف حكم الله الذى لا يوقف كما قلنا. إلا بالتوبة.
أعلن آخاب ليهوشافاط أنه سيتنكر ولكن اقترح على يهوشافاط أن يلبس ملابسه الملوكية وهذا شر عظيم من آخاب أن يعرض صديقه، الذى أتى للتحالف معه ليموت فى الحرب بدلاً منه. وقد تنكر آخاب، أما يهوشافاط فلبس الملابس الملوكية، مع أن هذا عدم حكمة من يهوشافاط أن يوافق على ذلك. فلماذا يا ترى وافق يهوشافاط ؟
- لعله شعر بفخر أن يكون هو القائد وحده للجيوش بملابسه الملوكية.
- ثقته فى كلام الله على فم ميخا، أن الذى سيموت هو آخاب؛ لأن الله تكلم عليه بالشر ولم يوجه ميخا توبيخًا، أو حكمًا إلهيًا ليهوشافاط.
ع31: نظم بنهدد ملك آرام جيشه المكون من اثنين وثلاثين فرقة، يقود كل منهم قائد هو أحد الملوك التابعين له وهم رؤساء المقاطعات المذكورين فى (ص20: 1) وأمر هؤلاء القادة أن يهتموا بقتل آخاب وذلك ليقلل عدد القتلى من جيشه، لأنه يعلم أنه إذا قتل قائد جيش إسرائيل وهو آخاب، فسيتفرق الجيش فى الحال وتتم النصرة لآرام.
ع32، 33: بحث رؤساء المركبات عن ملك إسرائيل، فنظروا من بعيد شخصًا يلبس الملابس الملوكية، فظنوه آخاب وهجموا عليه. وهنا صرخ يهوشافاط فى الحال فتركوه وهذه الصرخة تعنى الآتى :
- صرخة إلى الله لينقذه من الموت وهذا يبين إيمانه فى ساعة الخطر، فأبعد الله جنود آرام عنه، كما يظهر فى (2أى18: 31).
- صرخ معلنًا أمام الجنود، أنه ليس آخاب، فتركوه، بمساعدة الله، إذ جعلهم الله يتركونه ليبحثوا عن آخاب، كما أمرهم بنهدد. ولعل بعضهم كان يعرف شكل آخاب وصوته من الحروب السابقة، إذ كانوا مرافقين لبنهدد أثناء المعاهدة التى قطعها معه آخاب (ص20: 31-34).
- لأن يهوشافاط صدق نبوة ميخا أن الذى سيصيبه الشر هو آخاب (ع23)، أسرع بإعلان أنه ليس آخاب للجنود الآراميين، حتى يتركوه.
وقد تعرض يهوشافاط للموت وسمح الله بذلك من أجل الأخطاء التى فعلها وهى :
- مخالطته للأشرار، بل مصاهرتهم، أى مخالطة آخاب وزواج ابنه من ابنة آخاب.
- عدم طاعته لكلام الله على فم ميخا الواضح بعدم دخول الحرب، لأن نتيجتها هى الهزيمة.
- محبته للرئاسة والظهور كقائد لجميع جيوش شعب الله ولكن الله أنقذه من الموت بسبب إيمانه به ورجوعه إليه فى ساعة الخطر.
ع34: نزع فى قوسه : شد قوسه للخلف، فانطلق السهم الذى كان فى القوس.
أوصال الدرع : المنطقة التى بين الدرع الذى يحمى الصدر والدرع الذى يحمى الفخذين ويرتبط بالدرعان بوصلات من الكتان، فهى منطقة البطن.
رد يدك : أوقف السير بالمركبة إلى الأمام وأدر المركبة لتسير فى الاتجاه المضاد، أى يخرج من الحرب.
كان جنديًا آراميًا يمسك بقوسه وفيه سهم ولعله كان يحاول إصلاحه، أو تجربته، فانطلق السهم بدون عمد، فأصاب آخاب المتنكر فى بطنه بجرح عميق شعر آخاب بخطورته، فطلب من سائق مركبته أن يدير المركبة ويخرج بها من الحرب.
نلاحظ أن آخاب المتنكر أصابه سهم طائش بجرح عميق قتله، أما يهوشافاط الذى يلبس الملابس الملوكية فحماه الله من الموت؛ لأنه صرخ إليه، فحكم الله لابد أن يتم، مهما حاول الإنسان الشرير أن يحمى نفسه والأبرار يخلصون أنفسهم بالإيمان والصلاة.
سمح الله لآخاب أن يموت ولا يقبض عليه بنهدد وهو حى، لأنه قد يعفى عنه، ردًا لجميل آخاب السابق، فحكم الله هو هلاك آخاب؛ لأجل شروره الكثيرة.
? لا يمكن أن تهرب من يد الله، فلا تفعل الخطية فى الخفاء؛ لأنه يراك وأجرة الخطية موت والحل الوحيد هو أن ترجع إلى الله بالتوبة، فهو أب حنون مستعد أن يسامحك عن كل شئ والكنيسة تفتح أحضانها دائمًا بالغفران فى سرى الاعتراف والتناول.
ع35: لم يستحسن قائد مركبة الملك ولا القادة المحيطين بمركبته أن يخرج آخاب من المعركة؛ لئلا يتشتت جيشه، إذا علموا أنه أصيب إصابة خطيرة، فسندوه وأوقفوه فى مركبته، مع أن دمه كان ينزف بغزارة وسال على أرض المركبة وحتى من يلاحظ إصابته يظن أن إصابته بسيطة. وظل القتال مستمرًا بشدة مع الآراميين حتى المساء، إلى أن مات الملك آخاب.
ع36: انتشر الخبر سريعًا بين جنود إسرائيل، أن ملكهم آخاب قد مات، فنادى قادتهم بالانسحاب والرجوع كل جندى إلى بيته، سواء جنود إسرائيل، أو يهوذا، وذلك لما يلى :
- موت القائد يجعل الجيش بلا قيادة، فيستحيل مواصلة الحرب وهذا يبين أهمية القائد، خاصة قديمًا.
- لعل بعضهم تذكر نبوة ميخا، بأن آخاب سيموت وينتشر الجنود على الجبال هاربين متشتتين، فأسرعوا بالانسحاب.
- سمع الأراميون بموت آخاب ورأوا انسحاب الجيش، فأوقفوا القتال وانسحبوا هم أيضًا، إذا كان غرضهم قتل آخاب وبالتالى استبقاء راموت جلعاد خاضعة لهم، فانسحب الآراميون أيضًا وبهذا لم تستمر الحرب إلا نهارًا واحدًا وانتهت.
ع37: عاد جنود إسرائيل بملكهم الميت إلى السامرة عاصمته، التى بناها أبوه عمرى ودفنوه هناك.
ع38: يشرح هنا تفاصيل عن نقل آخاب الميت ومركبته وكيف غُسل دمه، فقد مروا على مدينة يزرعيل فى طريقهم إلى السامرة، هناك غسلوا مركبته وسلاحه فى بركة خارج يزرعيل، سميت بركة السامرة، ثم نقلوه إلى السامرة. وبهذا تحقق كلام إيليا النبى لآخاب بعد قتله نابوت اليزرعيلى واغتصاب حقله، فلحست الكلاب دم نابوت، إذا قال إيليا أن الكلاب ستلحس دمك يا آخاب، فى نفس الموضع الذى لحست فيه دم نابوت المظلوم (ص21: 19).
وهناك رأى آخر، بأن الجنود غسلوا المركبة فى بركة السامرة، التى تقع بجوار مدينة السامرة ولحست الكلاب هناك دم آخاب، كما لحست الكلاب دم نابوت خارج يزرعيل ولكن الرأى الأول هو الأرجح.
المكان الذى غسلت فيه مركبة آخاب، فى بركة السامرة، هو المكان الذى اعتادت أن تغتسل فيه الزوانى اللاتى تخصصن للزنا فى معابد البعل، التى شجعها آخاب، أى أنه فى النهاية غُسل دم آخاب فى مكان دنس؛ لأنه دنس نفسه بعبادة البعل طوال حياته، فيموت موتة شنيعة دنسة.
وهكذا غُسلت المركبة العظيمة الملكية؛ ليستخدمها ملك آخر، فمات آخاب ولم يأخذ شيئًا كما يموت الكل ولو كان قد تذكر ذلك، لكان قد تاب ورجع إلى الله.
ع39، 40: كان آخاب مهتمًا ببناء القصور والمدن وخاصة بيتًا عظيمًا زينة بالعاج، الذى يؤخذ من أنياب الفيلة وسمى بيت العاج. فكان اهتمامه كله ماديًا بعيدًا عن الروحيات، كل هذه الأمور وخبر موته مذكور فى سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل وهو غير سفر أخبار الأيام الموجود فى الكتاب المقدس. وبعد موته ملك بعده ابنه أخزيا عوضًا عنه.
(6) يهوشافاط ملك يهوذا وأهم أعماله (ع41-50):
41- و ملك يهوشافاط ابن اسا على يهوذا في السنة الرابعة لاخاب ملك اسرائيل.
42- وكان يهوشافاط ابن خمس و ثلاثين سنة حين ملك و ملك خمسا و عشرين سنة في اورشليم و اسم امه عزوبة بنت شلحي. 43- و سار في كل طريق اسا ابيه لم يحد عنها اذ عمل المستقيم في عيني الرب الا ان المرتفعات لم تنتزع بل كان الشعب لا يزال يذبح و يوقد على المرتفعات. 44- و صالح يهوشافاط ملك اسرائيل. 45- و بقية امور يهوشافاط و جبروته الذي اظهره و كيف حارب اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا. 46- و بقية المابونين الذين بقوا في ايام اسا ابيه ابادهم من الارض. 47- و لم يكن في ادوم ملك ملك وكيل. 48- و عمل يهوشافاط سفن ترشيش لكي تذهب الى اوفير لاجل الذهب فلم تذهب لان السفن تكسرت في عصيون جابر. 49- حينئذ قال اخزيا بن اخاب ليهوشافاط ليذهب عبيدي مع عبيدك في السفن فلم يشا يهوشافاط.50- واضطجع يهوشافاط مع ابائه و دفن مع ابائه في مدينة داود ابيه فملك يهورام ابنه عوضا عنه.
ع41، 42: فى السنة الرابعة لتملك آخاب على إسرائيل، تملك يهوشافاط ابن آسا على مملكة يهوذا وكان عمره وقتذاك خمسة وثلاثين عاماً وملك مدة خمسة وعشرين عاماً على يهوذا. وأم يهوشافاط تدعى عزوبة بنت شلمى ويبدو أنها كانت إنسانة تقية، فزوجها آسا كان صالحًا وعمل المستقيم فى عينى الرب وكذلك ابنها يهوشافاط سار مثل أبيه باستقامة قلب.
والكتاب المقدس يذكر بعض الأمهات ليبين دورهن المقدس، أو على العكس الشرير، الذى يظهر على الأزواج والأبناء، مثل إيزابل الشريرة امرأة آخاب وأم أخزيا وعثليا وكلهم أشرار.
وتفاصيل حياة وأعمال يهوشافاط مذكورة فى (2أى17-20).
ع43: يقدم لنا الكتاب المقدس ملخص لحياة يهوشافاط وأهم أعماله.
فإن كان آسا مستقيمًا فى عينى الرب، بل كاملاً (ص15: 14)، فإن يهوشافاط ابنه سار فى طريق أبيه المستقيم أمام الله، أى اهتم بعبادة الله فى هيكله ورفض عبادة الأوثان بكل صورها.
وتقديم الذبائح على المرتفعات وإيقاد البخور كانت عبادة شخصية، أما العبادة الجمهورية فظلت فى الهيكل.
ولكن الخطأ الذى لم يصلحه يهوشافاط هو أنه سمح بالذبح على المرتفعات لله وليس للأوثان، مع أن الله أمـر أن يكون تقديم الذبائح فى هيكله فقط ونهى أن تكون على المرتفعات (تث12: 13، 14)؛ لأن هذه المرتفعات تحولت مع الوقت لعبادة الأوثان.
ع44: أكبر خطأ سقط فيه يهوشافاط، هو تصالحه وتحالفه وارتباطه بملك إسرائيل، الذى كان شريرًا وهو آخاب، ثم ابنه أخزيا. وإن كان التفاهم والتصالح بين الدول المجاورة مفيد، بالإضافة إلى أن مملكة إسرائيل ويهوذا هما أصلاً أمة واحدة، هى شعب الله ولكن من ناحية أخرى التحالف مع الأشرار له أضرار كثيرة، هذا ما سقط فيه يهوشافاط وقد ظهر التصالح والتحالف فيما يلى :
- تحالفه مع آخاب فى الحرب ضد آرام؛ لاسترداد راموت جلعاد (ع32).
- تزويج ابنه يورام لعثليا ابنة آخاب.
- خروجه للحرب مع أخزيا ابن آخاب ضد موآب (2مل3: 7).
- اشتراكه مع أخزيا فى بناء أسطول تجارى (2أى20: 36).
وقد جر هذا التصالح مع ملوك إسرائيل متاعب كثيرة على يهوشافاط؛ بسبب غضب الرب عليه. أهم هذه المتاعب :-
- تعرضه للموت فى حربه مع آخاب ضد آرام والله أنقذه فى آخر لحظة (ع32).
- إعثاره لابنه يورام بتزويجه من عثليا، التى أدخلت عبادة البعل فى يهوذا وسيطرت على المملكة، إذ قتلت أحفادها وجلست على عرش يهوذا (2مل11: 1).
- تكسر الأسطول التجارى فى عصيون جابر وخسر يهوشافاط كثيرًا؛ لأنه أغضب الرب، وأعلن الله له ذلك على يد أليعزر النبى (2أى20: 37).
يلاحظ أن يهوشافاط لم يتعلم سريعًا خطورة الاختلاط بالأشرار، فما أصابه من اختلاطه بآخاب لم يجعله يبتعد عن أخزيا، ابنه الشرير؛ لذا غضب الله عليه وتكسرت سفنه ولكنه أخيرًا تعلم طاعة الله، فرفض عرض أخزيا فى مشاركته فى التجارة بالسفن (ع49) ولكن تظهر محبـة المسـيح فادى الخطاة أن يأتى من نسل يورام ابن يهوشافاط وعثليا زوجته (مت1: 8، 9)، فهو يطلب خلاص كل من آمن وحاول أن يطيع الله، مثل يهوشافاط.
? جيد أن تكون فى سلام مع الكل – قدر ما تستطيع – ولكن احترس أن تختلط بالأشرار، أو تشاركهم أعمالهم باختيارك الخاص؛ لئلا تتنجس بأفكارهم وسلوكهم، فتغضب الرب ويتخلى عنك. ليكن لك قلب مفتوح بالمحبة نحو الكل ولكن كن مدققًا فيمن تختارهم أصدقاء ومقربين إليك.
ع45: كان يهوشافاط قويًا فى مواجهة عبادة الأوثان، فأزالها وكل ما يتصل بها من فساد. ومن ناحية أخرى ظهر تفوقه فى الحروب ضد الأمم المحيطة، مثل العمونيين والموآبيين (2أى20: 1). وتفاصيل أعمال يهوشافاط مكتوبة فى سفر أخبار الأيام لملوك يهوذا وهو سفر تاريخى خاص بملوك يهوذا وهو غير سفر أخبار الأيام الموجود فى الكتاب المقدس.
ع46: المأبونين : الرجال الذين وهبوا أنفسهم للآلهة الوثنية، لممارسة الشذوذ الجنسى معهم ويعيشون فى بيوت بجوار المعابد ليضاجعهم الذكور، وبهذا يرضون الآلهة حسب اعتقادهم.
أباد آسا عبادة الأوثان وكل ما يتصل بها من زنا وشذوذ ولكن يبدو أن هناك بعض المأبونين استطاعوا الهرب واستمروا فى ممارستهم الجنسية، فاستكمل يهوشافاط ما فعله أبيه آسا وأباد بقية هؤلاء المأبونين، أى أزال الفساد من الأرض، حتى لا يضع معثرة أمام شعبه. فيعبدوا الرب بنقاوة.
ع47: كانت مملكة أدوم تسكن فى جبال سعير، وتمتد جنوب وشرق مملكة يهوذا من البحر الميت، حتى خليج العقبة. وتعرضت أدوم لهجمات كثيرة من ملوك بنى إسرائيل ومنهم شاول (1صم14: 47) ثم داود الذى أباد كل الذكور. وتقوت آدوم جزئيًا أيام سليمان ويبدو أنها كانت ضعيفة أيام يهوشافاط، فأقام عليها وكيلاً من قبله، أى نائبًا ليهوشافاط وقد يكون من الأدوميين أنفسهم، أى أن أدوم كانت تحت سيطرة يهوذا.
ع48، 49: ترشيش : مدينة تجارية مشهورة فى جنوب أسبانيا على ساحل البحر المتوسط. وكان يستورد منها الذهب وبضائع كثيرة.
أوفير : مدينة تقع جنوب شبه الجزيرة العربية فى دولة اليمن الحالية وتشتهر بإنتاج أنقى أنواع الذهب (سيراخ 7 : 20) وسميت أوفير على اسم أحد أحفاد سام (تك10: 29).
عصيون جابر : ميناء قديم مشهور على خليج العقبة يقع غرب مدينة إيلات الحالية.
بنى يهوشافاط سفنًا تجارية ضخمة قادرة على الذهاب إلى أقصى البلاد المعروفة وقتذاك وهى ترشيش الواقعة فى نهاية البحر الأبيض المتوسط وهى آخر العالم القديم وذلك لإرسالها إلى ترشيش، مشتركًا فى هذا مع أخزيا ملك إسرائيل ولكن تكسرت السفن وذلك بسبب غضب الله على يهوشافاط لاشتراكه مع الأشرار، أى أخزيا (2أى20: 37).
ثم بنى يهوشافاط سفنًا أخرى قوية مثل الأولى وطلب أخزيا منه أن يشترك معه فى التجارة، فرفض يهوشافاط إذ أخيرًا تعلم أن يطيع الله ولا يشترك فى العمل مع الأشرار.
ع50: بعد خمس وعشرين عامًا من المُلك، مات أخيرًا يهوشافاط، الملك الصالح. وملك بعده ابنه البكر يهورام (2أى21: 3) وللأسف لم يكن صالحًا مثل أبيه؛ بسبب زواجه من عثليا الشريرة بنت آخاب وهذا يبين أهمية اختيار الزوجة الصالحة.
(7) أخزيا ملك إسرائيل (ع51-53):
51- اخزيا بن اخاب ملك على اسرائيل في السامرة في السنة السابعة عشرة ليهوشافاط ملك يهوذا ملك على اسرائيل سنتين. 52- و عمل الشر في عيني الرب و سار في طريق ابيه و طريق امه و طريق يربعام بن نباط الذي جعل اسرائيل يخطئ. 53- و عبد البعل و سجد له و اغاظ الرب اله اسرائيل حسب كل ما فعل ابوه
ع51: بعد موت آخاب فى موقعة راموت جلعاد، ملك ابنه أخزيا على مملكة إسرائيل ولأجل شروره وعبادته للأوثان سمح له الرب بالأمراض ومات بسرعة، فلم يملك إلا سنتين فى عاصمته السامرة.
ع52، 53: تفاصيل شرور أخزيا أنه استمر فى عبادة العجول الذهبية، التى أقامها يربعام بن نباط فى بيت إيل ودان واستمر أيضًا فى عبادة الأوثان، التى أدخلها أبوه وأمه مثل البعل وعشتاروث. وهو بهذا تحدى الله وأغاظه بإصراره على عبادة الأوثان؛ لأنه لم يسمح بها فقط، بل قاد الشعب بنفسه فى السجود للأوثان وعبادتها. ولم يتعلم من خطورة عدم طاعة الله أيام أبيه، الذى لم يطع إيليا الذى منع المطر وأنزل النار من السماء وقتل أنبياء البعل ومع ذلك لم يرجع آخاب إلى الله ولم يطع ميخا أيضًا، الذى حذر آخاب؛ حتى لا يدخل الحرب مع آرام ولكنه أطاع الأنبياء الكذبة فمات.
? احترس فى كل تصرفاتك إن كنت أبًا، أو قائدًا، أو مسئولاً فى أى مكان، بل إن كونك مسيحيًا فأنت نور للعالم، فلا تتهاون فى كلامك، أو تصرفاتك؛ لئلا تعثر غيرك، إنك صورة لله، حتى لو كان كل من حولك أشرارًا.
نرى أن هذا السفر بدأ بأعظم ملوك بنى إسرائيل وهو داود وكانت المملكة متحدة وينتهى السفر بأشر ملوك مملكة إسرائيل وهو آخاب، بعد انقسام المملكة. فلماذا بدأ بداية مفرحة وانتهى نهاية مخزية؛ السبب واضح وهو أن علاقة الملك والشعب كانت قوية أيام داود ولكن فى نهاية السفر نجد كيف تركوا الله وعبدوا الأوثان وساروا فى شرور ونجاسات كثيرة، فانهزموا أمام أعدائهم الآراميين ومات آخاب عقابًا له على شروره، ميتة شنيعة فى الحرب.
مقارنة بين الأنبياء الكذبة وأنبياء الله
مسلسل | الأنبياء الكذبة | أنبياء الله |
1- | يتكلمون برسائل كاذبة من تأليفهم وليس من الله. | يتكلمون برسائل صادقة؛ لأنهم لا يتكلمون إلا بما يقوله الله لهم. |
2- | لهم أغراض شخصية | يتكلمون بكلام الله حتى لو عرضهم لمتاعب كثيرة، كما تعرض النبى الذى تكلم على المذبح أمام يربعام للموت ولكن الله أنقذه إذ يبست يد يربعام (ص13: 4). |
3- | يشغلون مراكز سياسية لأنهم يرضون الملوك. | مرفوضين من الملوك الأشرار ولا يسعون إلى المراكز. |
4- | أغنياء يهتمون بمكاسبهم المادية. | فقراء متجردين يحيون لله ويكتفون بالقوت والكسوة. |
5- | يحبهم الملوك لأنهم يوافقونهم ولكنهم مجرد تابعين للملوك ويعتمد الملوك على كثرة عددهم، إذ ليست لهم مهابة. | لهم مهابة، حتى لو كان نبى واحد أمام كثيرين، مثل إيليا الذى يقف أمام أربعمائة من أنبياء البعل وأربعمائة وخمسين من أنبياء السوارى (ص18: 19) |
6- | يحاولون مجاملة الملوك والشعب فيقولون ما يرضيهم ويعتمدون على عقولهم فى استنتاج المستقبل (ص22: 5-12) | يقولون كلام الله؛ حتى لو ضايق الملوك والشعب كتوبيخ؛ أو عقاب إلهى لهم مثل كلام النبى إلى آخاب بأنه سيموت بدلاً من بنهدد ملك آرام الذى اطلقه (ص20: 42) |
7- | كانوا عقبة فى طريق توبة الشعب | كانوا يدعون الشعب للتوبة والرجوع لله مثل إيليا عندما دعى الشعب ليختاروا عبادة الله أو البعل (ص18: 21). |