سِفْرُ الْمُلُوكِ الثَّانِي-الأَصْحَاحُ الحَادِى عَشَرَ

تملك عثليا ثم يوآش على يهوذا

(1)  تملك عثليا على يهوذا (ع1-3):

1- فلما رات عثليا ام اخزيا ان ابنها قد مات قامت فابادت جميع النسل الملكي. 2- فاخذت يهوشبع بنت الملك يورام اخت اخزيا يواش بن اخزيا و سرقته من وسط بني الملك الذين قتلوا هو ومرضعته من مخدع السرير و خباوه من وجه عثليا فلم يقتل. 3- و كان معها في بيت الرب مختبا ست سنين و عثليا مالكة على الارض.

ع1: عثليا : بنت آخاب وإيزابل، وهى المرأة الوحيدة التى جلست على عرش يهوذا.

عثليا أم الملك أخزيا كانت امرأة شريرة، كانت تشير دائمًا على ابنها بفعل الشر ولا عجب، فهى ابنة آخاب وزوجته إيزابل، فكانت تتصف بصفات أمها إيزابل السيئة وكانت مثلها تحب الشر والبطش بالآخرين، فلما قَتَل ياهو ابنها الملك أخزيا، قتلت هى أحفادها أبناء أخزيا وكل من بقى من نسل داود وبهذا ملكت وحدها على مملكة يهوذا.

?  نشأت عثليا فى أسرة فاسدة ترعى الشر وتعبد البعل ولا عجب، فأباها آخاب وأمها ايزابل. البيت هو المدرسة الأولى لكل إنسان تتكون فيه ميوله واتجاهاته. إنها لمسئولية كبيرة على الأب والأم نحو أبنائهما. فليتهما يتعبان فى غرس المبادئ الروحية والسلوك السليم قبل اهتمامهما بنجاح أولادهم وصحتهم وكل أمورهم المادية.

ع2: يهوشبع : هى أخت أخزيا وبنت الملك السابق يهورام وزوجة يهوياداع الكاهن.

أما يوآش فقد أنقذته عمته “يهوشبع” واختطفته من وسط المجزرة التى لحقت بإخوته وأخفته هو ومرضعته فى المخدع المخصص للكهنة فى الهيكل، حيث كان يقيم زوجها، لأن يهوشبع أخت الملك أخزيا كان لها حرية التحرك داخل القصر، فاستطاعت أن تخطف الطفل يوآش وتخفيه دون أن يشعر أحد؛ لأنهم انشغلوا بقتل الأطفال الأكبر منه، إذ كان عمره وقت اختطافه سنة واحدة.

ع3: مكث يوآش مختبئًا فى الهيكل ست سنوات، كانت خلالها عثليا مغتصبة لعرش يهوذا.

ونرى هنا عناية الله التى تحفظ نسلاً لداود، هو يوآش، كما وعد، أما مملكة إسرائيل فلم يدم النسل الملكى على العرش؛ لأنهم كانوا أشرارًا وحتى لو ملكوا يكون لفترة، أما نسل داود فيدوم ليس فقط طوال عمر مملكة يهوذا، بل إلى الأبد فى شخص المسيح.

?  لقد احتمل يهويادع مخاطر كثيرة للحفاظ على ابن داود. علينا نحن فى الأزمنة الحالية، المحفوفة بمخاطر عديدة، أن نتحمل الآلام محافظين على التعاليم والمبادئ التى أعطاها لنا ابن داود، يسوع المسيح ربنا.

(2)  إعلان يوآش ملكًا على يهوذا (ع4-12):

4- و في السنة السابعة ارسل يهوياداع فاخذ رؤساء مئات الجلادين و السعاة و ادخلهم اليه الى بيت الرب و قطع معهم عهدا و استحلفهم في بيت الرب و اراهم ابن الملك. 5- و امرهم قائلا هذا ما تفعلونه الثلث منكم الذين يدخلون في السبت يحرسون حراسة بيت الملك. 6- و الثلث على باب سور و الثلث على الباب وراء السعاة فتحرسون حراسة البيت للصد. 7- و الفرقتان منكم جميع الخارجين في السبت يحرسون حراسة بيت الرب حول الملك. 8- و تحيطون بالملك حواليه كل واحد سلاحه بيده و من دخل الصفوف يقتل و كونوا مع الملك في خروجه و دخوله. 9- ففعل رؤساء المئات حسب كل ما امر به يهوياداع الكاهن و اخذوا كل واحد رجاله الداخلين في السبت مع الخارجين في السبت و جاءوا الى يهوياداع الكاهن. 10- فاعطى الكاهن لرؤساء المئات الحراب والاتراس التي للملك داود التي في بيت الرب. 11- و وقف السعاة كل واحد سلاحه بيده من جانب البيت الايمن الى جانب البيت الايسر حول المذبح و البيت حول الملك مستديرين.
12- واخرج ابن الملك و وضع عليه التاج و اعطاه الشهادة فملكوه و مسحوه و صفقوا و قالوا ليحي الملك.

ع4: يهوياداع : رئيس كهنة فى أيام أخزيا وعثليا ويوآش، وزوج يهوشبع أخت أخزيا وعمة يوآش.

الجلادين : رتبة من الضباط.

السعاة : كانوا من الحرس الملكى ويقومون بتوصيل الرسائل الملكية جريًا على الأقدام، فيتميزون بالسرعة والقوة.

كان يهوياداع رئيسًا للكهنة وكان رجلاً تقيًا قوى الشخصية، غير راض عن اغتصاب عثليا للعرش ولا سلوكها الشرير فى عبادة الأوثان، فبعدما كبر الطفل يوآش وصار له من العمر سبع سنوات، أى بعد مرور ست سنوات له وهو مختبئ فى الهيكل عند يهوياداع، أرسـل يهويـاداع واستدعى كبار ضباط الجيش وعددهم خمسة، كما يخبرنا سفر أخبار الأيام (2أى23: 1). وبعد أن تأكد يهوياداع من رفضهم لتملك عثليا وشرورها، فأعلمهم أن الملك الحقيقى ابن أخزيا مازال حيًا وأراهم الطفل يوآش، ففرحوا جدًا وقطعوا عهدًا أمام الله فى الهيكل مع يهوياداع لإصلاح الأوضاع فى البلاد وإرجاع المُلك لنسل داود، كما أمر الرب وخلع عثليا من الملك. كل هذا تم فى سرية كاملة داخـل الهيكـل واتفـق معهم يهوياداع على إبلاغ هذا الأمر لرؤساء الآباء واللاويين فى كل مملكة يهـوذا، كما يخبرنا سفر أخبار الأيام (2أى23: 2، 3) أن هؤلاء الرؤساء الخمسة ذهبوا إلى بلاد مملكة يهوذا وجمعوا رؤساء الآباء واللاويين وأتوا بهم إلى أورشليم وقطعوا عهدًا أمام الله مع الملك ورئيس الكهنة يهوياداع بتمليك الطفل يوآش وخلع عثليا.

?  صبر يهوياداع ست سنوات ارتفعت فيها صلواته، فأرشده الله إلى خطة لتصحيح الأوضاع وإعادة الملك لبيت داود؛ لتمليك يوآش. فكن مثابرًا فى جهادك ولا تتعجل النتائج والثمار الروحية وارفع صلوات كثيرة أمام الله ولكن ثق أن الله يهتم بصلواتك وجهادك وفى النهاية، حتمًا يكلل جهادك بالنجاح.

ع5: وضع يهوياداع بإرشاد الله خطة لتمليك يوآش تشمل تقسيم الحراس إلى ثلاثة فرق. الفرقة الأولى، أى الثلث تقوم بحراسة الملك يوآش، الموجود داخل بيت الرب ويتم تنصيب يوآش ملكًا يوم السبت وهذا لاعتبارات هامة هى :

1. هذا هو يوم الرب المقدس له، فمن المناسب تنصيب الملك فيه.
2. تكون هناك أعدادًا كبيرة تعبد الله فى هذا اليوم فى الهيكل وباقى الشعب فى بيوتهم ولا تُعمل أعمال فى القصر الملكى، أو فى أى مكان تقديسًا ليوم الرب، أى يكون الجو هادئًا، فيفاجئ الملكة عثليا بتنصيب الملك الحقيقى يوآش ولا تجد فرصة للاستعانة بحراسها؛ لأن الكل يقدس يوم الرب.
3. فى يوم السبت تتغير فرق اللاويين والكهنة، فيستطيع أن يستخدم الفرقتين، الأولى التى انتهت خدمتها والثانية التى ستبدأ، فيكون لديه عدد أكبر من الكهنة واللاويين التابعين له، ليحرسوا الملك الجديد ويشتركوا فى تنصيبه ملكًا.

ع6: الثلثان الباقيان من الحراس، أحدهما يقف خارج باب سور وهو أحد أبواب الهيكل ويدعى باب الأساس فى (2أى23 : 5)، لصد أى هجوم، يمكن أن تحاول عثليا أن تقوم به. والثلث الأخير من الحراس يقف وراء هذا الباب مختفيًا، فيُنجد الحراس الذين فى الخارج، عند أى هجوم. ويبدو أن الفرقة الثانية التى تقف خارج الباب كانت من السعاة، أى من الحرس المدنى وليس من الكهنة واللاويين، أما الموجودون داخل بيت الرب لحراسة الملك فهم من الكهنة واللاويين فقط، كما يؤكد ذلك سفر أخبار الأيام (2أى23: 6).

ع7: بهذا ستشترك فرقتان من اللاويين فى حراسة الملك؛ لأنه كما ذكرنا أن تغيير فرق اللاويين والكهنة يكون يوم السبت، وبذا يستخدم يهوياداع الفرقة التى انتهت خدمتها والفرقة التى ستبدأ خدمتها فى حراسة الملك الجديد.

ع8: أمر يهوياداع أن يكون الحراس من اللاويين مسلحين ويحيطون بالملك. وإن حاول أحد غيرهم أن يخترق صفوفهم يقتلونه فى الحال، أى يحرسون حراسة مشددة للملك الصغير.

ع9: نفذ الرؤساء الخمسة كل ما أمر به يهوياداع فى خطته المحكمة واستعدوا فى تقسيم أنفسهم فى الحراسة واستعدوا لتنصيب الملك.

ع10: الحراب : جمع حربة.

الأتراس : جمع ترس وهو قطعة خشبية مغطاة بالجلد ولها عروة من الخلف يدخل فيها المحارب ذراعه ويتسخدم الترس فى حماية نفسه من أى سهام توجه نحوه.

عضد يهوياداع اللاويين بالأسلحة المخزنة عنده فى بيت الرب من أيام داود، أى أصبحوا مسلحين تسليحًا قويًا؛ للدفاع عن الملك ضد أى هجوم. ونرى هنا أسلحة داود تحمى ابن داود ونسله، الذى هو يوآش.

وأسلحة داود الموجودة فى الهيكل ترمز للأسلحة الروحية الموجودة فى الكنيسة، أى الصلاة والأسرار والكتاب المقدس … التى تحمى الإنسان فى حروبه الروحية ضد الشيطان.

ع11: أحاط الحراس بالملك يوآش وببيت الرب وبالمذبح النحاسى، من الجانبين الأيمن والأيسر، أى من الجنوب والشمال بشكل مستدير ووجوههم نحو الملك الذى فى وسطهم ونحو باب الهيكل الذى فى الشرق، فى استعداد لصد أى هجوم.

ع12: بعدما وقف الحراس كل واحد والشعب يملأ الدار الخارجية للهيكل؛ لأنه كان سبت، وقف يهوياداع وأعلن لهم شر عثليا وعبادتها للبعل وهذا بالطبع يضايق كل الشعب الحاضر فى بيت الرب لعبادته للرب وأن أمر الله هوأن يدوم نسل داود على كرسيه وأن عناية الله حفظت ابن الملك أخزيا حيًا حتى اليوم وهو ولى العهد والملك الحقيقى وليس عثليا المغتصبة للملك، ففرح الشعب جدًا فى مكانه، ثم أخرج يهوياداع لهم الطفل يوآش من مخدع الكهنة وأوقفه فى الوسط ووضع على رأسه تاج الملك وأعطاه فى يده نسخة من شريعة موسى، كما أمرت الشريعة فى سفر التثنية؛ ليلتزم بها الملك فى حكمه (تث17: 18-20) وصب على رأسه دهن المسحة، أى مسحه ملكًا، صفق حينئذ كل الواقفين وصرخوا بصوت عظيم ليحيا الملك. وبهذا تم إعلان وتنصيب يوآش ملكًا على يهوذا.

(3)  قتل عثليا (ع13-16):

13- و لما سمعت عثليا صوت السعاة و الشعب دخلت الى الشعب الى بيت الرب.
14- ونظرت و اذا الملك واقف على المنبر حسب العادة و الرؤساء و نافخوا الابواق بجانب الملك وكل شعب الارض يفرحون و يضربون بالابواق فشقت عثليا ثيابها و صرخت خيانة خيانة.
15- فامر يهوياداع الكاهن رؤساء المئات قواد الجيش و قال لهم اخرجوها الى خارج الصفوف والذي يتبعها اقتلوه بالسيف لان الكاهن قال لا تقتل في بيت الرب. 16- فالقوا عليها الايادي ومضت في طريق مدخل الخيل الى بيت الملك و قتلت هناك.

ع13: فيما كانت الملكة عثليا جالسة فى قصرها الملكى، الذى هو بجوار الهيكل سمعت صوت الصياح القوى “ليحىَّ الملك”، فتعجبت جدًا وسألت من حولها من الحراس وتأكدت أن الكل يسمعون صياحًا، فأسرعت بنفسها لتفهم ما هذا التجمع والصياح الذى فى الهيكل؛ فنزلت بنفسها إلى الهيكل ولعل كان معها قليل من الحراس، ففوجئت بأعداد ضخمة من اللاويين والشعب ورأت بنفسها الطفل يوآش، لابسًا تاج الملك وحوله الحرس ورأت السعاة الذين خارج الهيكل ودخلت ورأت بنفسها أن هناك ملكًا قد تم تنصيبه بدلاً منها. وربما كانت هذه هى أول زيارة لعثليا لهيكل بيت الله؛ لأنها كانت تعبد البعل وكانت فى نفس الوقت آخر زيارة لها؛ لأنها قتلت بعد ذلك.

ع14: شقت ثيابها : علامة الحزن الشديد واليأس وهى عادة شرقية قديمة ومازالت حتى الآن.

هناك رأت الملك واقفًا على المنبر، طبقًا للتقليد المتبع عند مسح ملك جديد، يحيط به قواد الجيش وكبار الشيوخ وبجانبه نافخوا الأبواق والشعب جميعه فى فرح عظيم. فهمت عثليا أن هذا هو انقلاب للحكم، فشقت ثيابها صارخة “خيانة … خيانة” ونسيت عثليا أنها هى التى بدأت بالخيانة، عندما قتلت أحفادها؛ لتغتصب الملك وما يزرعه الإنسان إياه يحصد، فقد خانها معاونوها وشعبها وأعادوا الوضع الصحيح بتمليك نسل داود، أى الملك يوآش.

ع15: أمر يهوياداع الرؤساء الذين معه من قادة الجيش أن يخرجوا عثليا خارج أسوار بيت الرب؛ حتى لا تقتل فى داخله ولا تزعج هذا الاحتفال العظيم بتنصيب الملك الجديد وإذا حاول أحد الحراس الخصوصيين حراستها، فليقتل فى الحال؛ حتى يخاف الباقين. وهكذا تخرج وحدها وتُقتل فى الخارج.وبهذا يملك يوآش فى سلام ولا يشترك فى سفك الدم ويكمل الشعب فرحه، أما الخائنة فتقتل خارجًا.

ع16: باب الخيل : أحد أبواب المدينة بجوار القصر الملكى.

قبض فى الحال قادة الجيش على الملكة عثليا وأخرجوها من بين صفوف الشعب واللاويين واتجهوا نحو أقرب باب لأورشليم من الهيكل وقصر الملك وهو باب الخيل، فقتلوها هناك أمام قصرها ولم يلتفت إليها أحد؛ لأن الشعب كان يكرهها بسبب شرها، فاستراحوا منها؛ ليبدأوا حياة جديدة فى سلام مع الله تحت حكم بيت داود.

?  هذه هى نهاية الأشرار، فليتنا نتعظ ولا نتمادى فى شرورنا؛ لأنه لا ينتظرنا فقط تأديب أرضى، بل بالأحرى هلاك أبدى. فمهما كانت الخطية مقنعة وجذابة، إبتعد عنها ما دامت ضد وصية الله.

إذا قارنا بين ما فعله ياهو الملك وبين خطة يهوياداع فى تنصيب الملك نجد الآتى :

1. تملك ياهو عن طريق إبادة الكثيرين بعنف ووحشية، أما يوآش فقد ملكه يهوياداع فى سلام ولم تقتل إلا عثليا الملكة الشريرة.
2. ياهو أزال عبادة البعل وأبقى باقى العبادات الوثنية، أما يهوياداع – فكما سنرى – فقد أزال كل العبادات الوثنية مع بداية تملك الملك الجديد.
3. ياهو احتاج للخداع والكذب ليقتل أنبياء البعل؛ لأن خطته كانت بشرية، أما ياهوياداع – فلأنه إنسان روحانى – فقد كانت خطته فى تنصيب الملك بلا كذب وأباد الأوثان بكل قوة واعتمد على الشريعة، التى سلمها للملك الجديد والعهد لله من الرؤساء واللاويين والشعب بعبادته وحده.
4. كان كل الشعب فى خوف وانزعاج من ياهو عند تملكه، أما فى تملك يوآش فقد كان احتفال عظيم مهيب ومفرح وكان داخل بيت الرب وساد السلام بعد ذلك بين كل الشعب.

?  كان لابد أن تموت عثليا مع بداية تملك الملك الجديد يوآش، كذلك ينبغى أن تموت الخطية عندما تبدأ حياتك مع المسيح، فكما يحدث فى سر المعمودية، عندما تموت الطبيعة المائلة للشر وتبدأ الطبيعة المائلة للخير، هكذا فى سر الاعتراف يلزم أن تقطع الخطية وتموت عنها؛ لتبدأ حياة نقية جديدة مع المسيح.

(4)  يهوياداع يقطع عهدًا بين الله وبين الملك والشعب (ع17-21):

17- و قطع يهوياداع عهدا بين الرب و بين الملك و الشعب ليكونوا شعبا للرب و بين الملك و الشعب. 18- و دخل جميع شعب الارض الى بيت البعل و هدموا مذابحه و كسروا تماثيله تماما وقتلوا متان كاهن البعل امام المذابح و جعل الكاهن نظارا على بيت الرب. 19- و اخذ رؤساء المئات و الجلادين و السعاة و كل شعب الارض فانزلوا الملك من بيت الرب و اتوا في طريق باب السعاة الى بيت الملك فجلس على كرسي الملوك. 20- و فرح جميع شعب الارض و استراحت المدينة و قتلوا عثليا بالسيف عند بيت الملك.21- كان يهواش ابن سبع سنين حين ملك

ع17: بعد تنصيب الملك الجديد يوآش والتخلص من عثليا مغتصبة العرش واستقرت المملكة وسادها السلام، اهتم يهوياداع وهو القائد الحقيقى للمملكة والذى يدين له الملك يوآش، الملك الطفل، بالخضوع والإكرام أن يقطع عهدًا بين الملك والشعب من ناحية وبين الله، بأن يحفظوا وصاياه وعبادته، فينالوا كل العناية والرعاية من الله. ثم قطع عهدًا آخر بين الملك والشعب، بأن يهتم الملك برعاية شعبه وخدمته والشعب يخضع للملك ويطيعه وينبهه إن أخطأ. ونلاحظ أن يهوياداع اهتم بالعلاقة مع الله قبل كل شئ، ثم تنظيم العلاقة داخل المملكة بين الملك والشعب.

ع18: متان : هو رئيس كهنة البعل.

تجمع أفراد الجمهور المحتشد وتوجهوا إلى معبد البعل وهدموا مذابحه وكسروا تماثيله وقتلوا “متان” كاهن البعل أمام المذبح وأقام يهوياداع مراقبين، يهتمون بتنظيم العبادة فى هيكل الله؛ لأنها كانت قد أهملت أيام عثليا وتفرق اللاوييون فى الأرض وابتعد الشعب عن العبادة. ولكن بعد قطع العهد مع الله بعبادته وهدم مذابح البعل عادوا لعبادة الله. هذا هو العمل الثانى الذى عمله يهوياداع، أى بعد العهد بعبادة الله ينبغى التخلص من عبادة الأوثان أما العمل الثالث فكان الاهتمام بالعبادة فى بيت الرب، أى أقام نظارًا على بيت الرب.

?  إذا كنت تريد أن تبدأ من جديد مع الله فلابد – إلى جانب تجديد علاقة ثابتة وممارسات روحية – أن تتخلص من كل متعلقات الشر التى عندك، أى كل ما يعثرك من أصدقاء وصور وكتب وأماكن، فتبتعد عن كل مصادر الشر.

ع19: إصطحب يهوياداع معه قواد الفرق وقادة الحرس وممثلى الشعب الحاضرين هناك وأخرجوا الملك من الهيكل وساروا به فى موكب احتفالى، عبر طريق باب السعاة إلى القصر، حيث أجلسوه على العرش. وهذا هو العمل الرابع ليهوياداع، أى الاحتفال بجلوس الملك على عرشه فى قصره. ومن الجميل أن نرى اتباع الشعب ليهوياداع واشتراكهم معه فى أعماله، أى أعطاه الله نعمة فى عيونه وصار هو القائد الروحى والمدنى للمملكة، مما ساعد على رجوع الشعب لله ورضا الرب عنهم.

ع20، 21: يهوآش : اختصار هذا الاسم هو يوآش، فالإسمين لشخص واحد.

عم الفرح كل الشعب وسادت الطمأنينة المدينة بعد مقتل عثليا. كان يوآش فى السابعة من عمره حين اعتلى العرش.

?  إن ظروف يوآش تبدو صعبة، عندما فقد أبوه وكل عائلته وقصره، الذى كان يمكن أن يتربى فيه وكان عمره وقتذاك سنة واحدة. وعاش مختبئًا لا يتحرك إلا فى حدود ضيقة فى غرفة واحدة. ولكن عناية الله سمحت بهذه الآلام؛ ليبتعد عن الشر وعبادة الأوثان التى تملأ القصر الملكى؛ ليتربى داخل الهيكل ويحب الله، فيستعد لأعظم وظيفة فى المملكة، أى يصير ملكًا ولكن يعبد الله. فلا تنزعج من الظروف الصعبة التى تمر بك، فهى طريقك إلى النجاح والملكوت.