سـبى يهـوذا
(1) سقوط أورشليم وأسر صدقيا (ع1-7):
1- و في السنة التاسعة لملكه في الشهر العاشر في عاشر الشهر جاء نبوخذناصر ملك بابل هو وكل جيشه على اورشليم و نزل عليها و بنوا عليها ابراجا حولها. 2- و دخلت المدينة تحت الحصار الى السنة الحادية عشرة للملك صدقيا. 3- في تاسع الشهر اشتد الجوع في المدينة و لم يكن خبز لشعب الارض. 4- فثغرت المدينة و هرب جميع رجال القتال ليلا من طريق الباب بين السورين اللذين نحو جنة الملك و كان الكلدانيون حول المدينة مستديرين فذهبوا في طريق البرية. 5- فتبعت جيوش الكلدانيين الملك فادركوه في برية اريحا و تفرقت جميع جيوشه عنه. 6- فاخذوا الملك واصعدوه الى ملك بابل الى ربلة و كلموه بالقضاء عليه. 7- و قتلوا بني صدقيا امام عينيه و قلعوا عيني صدقيا و قيدوه بسلسلتين من نحاس و جاءوا به الى بابل.
ع1: كان صدقيا ملك يهوذا خاضعًا لبابل وزارها معلنًا ولاءه لنبوخذ نصر ولكنه عندما عاد إلى أورشليم وعلم أن صور قد تمردت على بابل، فكر فى التحالف مع صور وصيدا وموآب وبنى عمون وآدوم وهى البلاد المحيطة لمملكة يهوذا، بل أيضًا التحالف مع مصر وبهذا يتمرد على بابل، فلما علم نبوخذ نصر، أرسل جيوشه إلى أورشليم وقد كان مقيمًا فى ربلة، التى تقع فى مكان متوسط بين صور وأورشليم؛ ليستطع منها مهاجمة الاثنين.
ووصلت جيوش نبوخذ نصر إلى أورشليم وحاصرتها فى اليوم العاشر من الشهر العاشر فى السنة التاسعة لتملك صدقيا وأقام نبوخذ نصر متاريس حول أورشليم، هى عبارة عن أكوام من التراب وبنى عليها أبراجًا؛ ليستطع منها إلقاء السهام والرمى بالمجانيق على المدينة، فصارت المدينة فى خطر ولا يستطع أحد الخروج منها، بل بدأ ضرب المدينة.
وكان جيش بابل قد استولى على مدن يهوذا، ما عدا لخيش وغريقة؛ لأنهما مدينتان حصينتان بالقرب من مصر (أر34: 7)، بالإضافة لحصاره أورشليم، فلما وجدت مصر انقسام جيش بابل على عدد من المدن، انتهزتها فرصة لمحاربة بابل، فخرجت بجيوشها وحينئذ اضطرت بابل أن تجمع جيوشها؛ لتهاجم مصر (أر37: 5)، فخاف المصريون وانسحبوا وعادت بابل بكل جيوشها لتحاصر أورشليم.
ع2، 3: دام حصار بابل لأورشليم حوالى سنة ونصف وفى اليوم التاسع من الشهر الرابع للسنة الحادية عشر لتملك صدقيا (أر52: 6)، إشتد الجوع فى أورشليم وكاد الناس يمـوتون، حتـى أن عظماءهم فتشـوا عن الطعام فى المزابل والنساء أكلت أطفالهن والتصق جلدهم بعظامهم، ثم مات عدد ليس بقليل منهم وتفشى الوبأ، فقتل أيضًا الكثيرين منهم (حز5: 12).
ع4: ثغرت : كسر حراس الملك جزء من السور وعملوا فيه فتحة.
طريق الباب بين السورين : كانت بركةسلوام فى مدينة أورشليم، فى الجنوب الشرقى منها وهى عند ملتقى سورين بينها أحد أبواب المدينة، هو غالبًا باب العين (نح3: 15) وكان هناك طريق بجوار السور يؤدى إلى هذا الباب، ففى هذا الطريق الذى هو أمام جنة الملك، فتح الحراس فتحة فى السور.
جنة الملك : حديقة كبيرة خاصة بالملك.
عندما رأى صدقيا ملك يهوذا أن الكلدانيين قد بنوا أبراجًا وبدأوا يصوبون منها السهام والمجانيق، التى يلقون منها الحجارة والكور المشتعلة على المدينة، شعر أن المدينة على وشك السقوط فى أيديهم، فأسرع مع رؤسائه وحاشيته؛ ليهرب ليلاً من أورشليم وأمر حراسه أن يفتحوا فتحة فى السور، عند بركة سلوام؛ ليتسلل منها هاربًا ووجهه مغطى حتى لا يراه الشعب، أو الجنود البابليين وخرج من المدينة عند ملتقى وادى قدرون ووادى ابن هنوم وهرب فى طريق البرية المؤدية إلى مدينة أريحا.
ع5: لم يعرف الكلدانيون بهروب الملك ليلاً ولكن فى الصباح شاهدوا الثغرة، فعلموا بهروب مجموعة من المدينة وتبعوهم، حتى أدركوهم فى برية أريحا، فقبضوا على الملك وهرب رجاله وتركوه وحده بين أيدى الكلدانيين. ولعل صدقيا كان يود أن يعبر نهر الأردن من عند أريحا ويلتجئ إلى الموآبيين ولكن قبض عليه قبل أن يحقق قصده.
ع6: إقتاد جنود نبوخذنصر الملك صدقيا إلى مدينة ربلة، حيث يقيم نبوخذ نصر؛ ليقتلوه هناك أمام ملك بابل.
ع7: أمام نبوخذ نصر أذلوا صدقيا بقتل بنيه أمام عينيه وكانوا أطفالاً؛ لأن عمر صدقيا كان وقتذاك إثنى وثلاثين عامًا، ثم فقأوا عينيه وربطوه بسلسلتين من نحاس، واحدة ليديه والثانية لرجليه، وهذا ما يعمل للمجرمين والأشرار جدًا، أو لمن يُراد إذلاله والسيطرة الكاملة عليه. وبهذا تمت نبوتى أرميا وحزقيال (أر32: 4، 5، حز12: 13).
? النتيجة الطبيعية للبعد عن الله والسلوك فى الشر هو الذل الشديد. فكن حذرًا من الخطية وتأمل نتائجها الفظيعة؛ لتبتعد عنها،فتنقذ نفسك وتحيا مطمئنًا بين يدى الله أبيك.
(2) حرق الهيكل وأورشليم وسبى الشعب (ع8-17):
8- و في الشهر الخامس في سابع الشهر و هي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذناصر ملك بابل جاء نبوزرادان رئيس الشرط عبد ملك بابل الى اورشليم. 9- و احرق بيت الرب و بيت الملك و كل بيوت اورشليم و كل بيوت العظماء احرقها بالنار. 10- و جميع اسوار اورشليم مستديرا هدمها كل جيوش الكلدانيين الذين مع رئيس الشرط. 11- و بقية الشعب الذين بقوا في المدينة والهاربون الذين هربوا الى ملك بابل و بقية الجمهور سباهم نبوزرادان رئيس الشرط. 12- و لكن رئيس الشرط ابقى من مساكين الارض كرامين و فلاحين. 13- و اعمدة النحاس التي في بيت الرب و القواعد و بحر النحاس الذي في بيت الرب كسرها الكلدانيون و حملوا نحاسها الى بابل.
14- والقدور و الرفوش و المقاص و الصحون و جميع انية النحاس التي كانوا يخدمون بها اخذوها. 15- و المجامر و المناضح ما كان من ذهب فالذهب و ما كان من فضة فالفضة اخذها رئيس الشرط. 16- و العمودان و البحر الواحد و القواعد التي عملها سليمان لبيت الرب لم يكن وزن لنحاس كل هذه الادوات. 17- ثماني عشرة ذراعا ارتفاع العمود الواحد و عليه تاج من نحاس و ارتفاع التاج ثلاث اذرع و الشبكة و الرمانات التي على التاج مستديرة جميعها من نحاس و كان للعمود الثاني مثل هذه على الشبكة.
ع8: دام حصار بابل لأورشليم مدة عام ونصف، إذ بدأ فى اليوم العاشر من الشهر العاشر فى السنة التاسعة لملك صدقيا (ع1) واستمر حتى اليوم السابع من الشهر الخامس فى السنة الحادية عشر له وكانت المدينة قد ثُغرت وهرب صدقيا الملك منها، ثم قبض ملك بابل عليه (ع4، 5). والسنة الحادية عشر للملك صدقيا تقابل السنة التاسعة عشر لتملك نبوخذنصر على بابل، فى هذا الوقت سقطت أورشليم؛ وقد كان نبوزردان عبد ملك بابل، يشغل منصبًا كبيرًا فى الدولة البابلية وهو رئاسة الشرط، أى ما تقابل تقريبًا وزير الدفاع.
ع9: عند سقوط أورشليم فى يد نبوزردان ودخوله فيها، أحرق بيت الرب، الذى أقامه سليمان منذ ثلاث مائة عامًا وأحرق أيضًا قصر الملك وقصور العظماء وبيوت أورشليم عمومًا وبهذا تمت نبوات الأنبياء (أر21: 10، مز79: 1).
ع10: قامت جيوش الكلدانيين بهدم الأسوار التى حول أورشليم.
ع11: أسر نبوزردان بقية الشعب، الذين بقوا فى المدينة والهاربين، الذين لجأوا إلى ملك بابل مستسلمين، أثناء حصار أورشليم.
ع12: وأبقى نبوزردان بسطاء الناس المساكين؛ ليفلحوا الأرض ويزرعونها.
? إن الشيطان يريد أن يهدم حياتك ولا يترك فيك إلا الضعف والذل، فتمسك بوصايا الله ولا تستسلم له مهما سقطت، فالله لن يتركك أبدًا، ما دمت متمسكًا به وبهذا يخاف منك الشيطان، بل يصبح لك سلطان عليه؛ لتدوس قوته. لا تتهاون فى أية خطية؛ لأن عدوك شرس ولكنه يخاف جدًا من الله ومن كل من يتكل عليه.
ع13: كان الكلدانيون قد سلبوا – فى هجماتهم السابقة لأورشليم – الفضة والذهب وكل الآنية الثمينة (دا1: 2، ص24: 13) والآن قبل أن يحرقوا الهيكل، حطموا العمودين النحاسيين وقد كانا فى غاية الجمال؛ كما توضح (ع17) وحطموا أيضًا البحر وهو حوض نحاسى ضخم وقواعده نحاسية : لأنها كلها ذات أحجام كبيرة وحملوا هذا النحاس إلى بابل.
ع14: الرفوش : جمع رفش، أى جاروف.
المقاص : أداة كالمقص؛ لقطع الجزء المحترق من الفتيل.
إستولى جنود ملك بابل أيضًا على القدور والرفوش والمقاص والصحون وجميع الأوانى النحاسية، التى كانت تستخدم فى الهيكل.
ع15: المجامر : جمع مجمرة أى شورية وهى وعاء يوضع فيه الفحم المشتعل.
المناضح : إناء مجوف يستخدم فى الرش.
أخذوا كذلك المجامر والمناضح، وأخذ نبوزردان كل المصنوعات الذهبية والفضية، التى بقيت بعد الهجمات البابلية السابقة على أورشليم.
ع16، 17: أخذ الكلدانيون العمودين الجميلين فى شكلهما والبحر وقواعده وحطموها؛ لتتحول إلى قطع نحاسية يسهل نقلها ولم يزنوها لكثرتها واكتفوا بوزن الآنية الذهبية والفضية (عز8: 24-34).
كان ارتفاع العمود الواحد حوالى تسعة أمتار وعليه تاج نحاسى، ارتفاعه مترًا ونصف المتر والرمانات التى حول التاج جميعها من نحاس، ومثله العمود الثانى.
(3) قتل الكهنة والعظماء (ع18-21):
18- و اخذ رئيس الشرط سرايا الكاهن الرئيس و صفنيا الكاهن الثاني و حارسي الباب الثلاثة. 19- و من المدينة اخذ خصيا واحدا كان وكيلا على رجال الحرب و خمسة رجال من الذين ينظرون وجه الملك الذين وجدوا في المدينة و كاتب رئيس الجند الذي كان يجمع شعب الارض وستين رجلا من شعب الارض الموجودين في المدينة. 20- و اخذهم نبوزرادان رئيس الشرط و سار بهم الى ملك بابل الى ربلة. 21- فضربهم ملك بابل و قتلهم في ربلة في ارض حماة فسبي يهوذا من ارضه.
ع18: قبض نبوزردان على رئيس الكهنة، الذى يدعى سرايا وعلى نائبه صفنيا الكاهن، الذى كان يحل محله، عند وجود أى موانع طقسية تمنع رئيس الكهنة من ممارسة خدمته.أما حراس أبواب أورشليم وعددهم أربع وعشرين وكان عليهم ستة رؤساء، قبض نبوزردان على ثلاثة منهم، لعلهم المتقدمين، أو قد يكون الثلاثة الآخرين قد استطاعوا الهرب.
ع19: قبض أيضًا نبوزردان على العظماء والمسئولين فى المدينة، فبالإضافة لرؤساء الكهنة، قبض أيضًا على خصيًا يشغل منصبًا هامًا، إذ كان مسئولاً، من قبل الملك عن رجال الحرب وكذلك خمسة، هم المشيرين المقربين للملك والمسموح لهم بالدخول والجلوس معه وهؤلاء المشيرين هم الذين أشاروا على الملك بخيانة بابل والتحالف مع مصر والدول المحيطة، ولم يكن مسموحًا للشعب أن يرى وجه الملك. وقبض أيضًا على كاتب رئيس الجند، الذى كان يعد الجنود ويجمعهم للحرب من كل شعب الأرض. وكذلك قبض أيضًا على ستين من الرؤساء الذين يقودون الشعب. وهكذا نجد أن من لم يخضعوا لله ولم ينبهوا الملك لطاعة الله، بل شجعوه على نقض عهده مع بابل، الآن يقبض عليهم ليهلكهم ملك بابل، فهذه هى النهاية الطبيعية للسلوك فى الشر.
? لا تستهن بفعل الشر وتتمادى فيه، فإن الله طويل الأناة ولكنه أيضًا عادل، لأنك بهذا تعد لنفسك هلاكًا شديدًا ولكن ارجع الآن إلى الله، فهو بحنانه مستعد أن يسامحك عن كل ما عملت من شر.
ع20: أخذ نبوزردان جميع عظماء أورشليم واقتادهم إلى ملك بابل، الذى كان موجودًا فى ربلة فى ذلك الوقت؛ لأن ربلة فى مكان متوسط بين صور وأورشليم اللتان كان يحاربهما.
ع21: أمـر نبوخـذ نصر بقتل العظماء، الذين أتى بهم نبوزردان إلى ربلة، التى فى أرض حماة وبهذا تم سبى مملكة يهـوذا، الذى استمر سبعون عامًا وكان ذلك تحقيقًا للنبوات (أر25: 1، 12) وبعده عادت المملكتان كمملكة واحدة متحدة.
وسبى يهوذا تم على أربعة مراحل، بالإضافة إلى هجمات أخرى، سبى فيها بعض اليهود، أثناء هذه الأربعة مراحل وإن كان بعض المفسرين يختصرون هذه المراحل إلى ثلاثة، أو إثنين. وهذه الأربعة مراحل هى :
- السبى الأول : كان عام 605 ق.م وهى السنة الأولى لتملك نبوخذ نصر ملك بابل والسنة الرابعة ليهوياقيم ملك يهوذا (أر25: 1) وفيه سبى دانيال والثلاثة فتية.
- السبى الثانى : وكان عام 597 ق.م وهى نهاية فترة حكم يهوياكين، الذى ملك بعد أبيه يهوياقيم على يهوذا وسبى فيه يهوياكين نفسه مع كثيرين إلى بابل ومنهم حزقيال النبى.
- السبى الثالث : وكان عام 587 ق.م، حيث قبض على صدقيا ملك يهوذا وسبى إلى بابل.
- السبى الرابع : بعد سبى صدقيا، هاجم نبوزردان رئيس الشرط لملك بابل وأحرق أورشليم، بعد أن حاصرها عام ونصف.
وتوجد فى التفاسير فروقًا فى السنين؛ لأن أجزاء السنة أحيانًا تحسب، أو لا تحسب.
وتوجد اختلافات بين أعداد المسبيين إلى بابل؛ لأن بعضهم مات فى الطريق إلى بابل، فبعضهم حسب عدد المسبيين من أورشليم والبعض الآخر حسب عدد المسبيين الذين وصلوا إلى بابل.
? إن إبليس يريد أن يستعبدك فى خطايا كثيرة، فلا تسمح له، بابتعادك عن أصغر خطية وإن سقطت فارجع إلى الله سريعًا، فهو قادر أن يحميك من كل هجماته ويثبتك فى الحياة النقية.
(4) جدليا حاكم يهوذا واغتياله (ع22-26):
22- و اما الشعب الذي بقي في ارض يهوذا الذين ابقاهم نبوخذناصر ملك بابل فوكل عليهم جدليا بن اخيقام بن شافان. 23- و لما سمع جميع رؤساء الجيوش هم و رجالهم ان ملك بابل قد وكل جدليا اتوا الى جدليا الى المصفاة و هم اسماعيل بن نثنيا و يوحنان بن قاريح و سرايا بن تنحومث النطوفاتي و يازنيا ابن المعكي هم و رجالهم. 24- و حلف جدليا لهم و لرجالهم و قال لهم لا تخافوا من عبيد الكلدانيين اسكنوا الارض و تعبدوا لملك بابل فيكون لكم خير. 25- و في الشهر السابع جاء اسماعيل بن نثنيا بن اليشمع من النسل الملكي و عشرة رجال معه و ضربوا جدليا فمات و ايضا اليهود و الكلدانيين الذين معه في المصفاة. 26- فقام جميع الشعب من الصغير الى الكبير و رؤساء الجيوش و جاءوا الى مصر لانهم خافوا من الكلدانيين.
ع22: عين نبوخذ ناصر ملك بابل نائبًا عنه؛ ليحكم بقية أفراد شعب يهوذا، اللذين بقوا فى أرض يهوذا. كان هذا النائب هو “جدليا بن أخيقام بن شافان”.
وشافان كان رجلاً صالحًا وكاتبًا للملك يوشيا الصالح وكذلك ابنه أخيقام كان رجلاً تقيًا، أرسله يوشيا إلى خلدة النبية؛ ليسأل عن كلام الله (ص22: 8، 14) وهو أيضًا الذى خلص أرميا من الموت بيد الكهنة الأشرار (أر26: 24). فجدليا كان رجلاً تقيًا ومن نسل صالح، أى تربى تربية روحية وكان محبًا لوطنه وشعبه وكان عادلاً فى تصرفاته. ولعل أرميا النبى هو الذى اقترح على البابليين جدليا كحاكم، الذين احترموه ولعلهم سألوه عن الشخص اليهودى المناسب لقيادة الشعب وتهدئة النفوس، بعد أحداث حرق وتدمير أورشليم. وبالطبع لم يكن جدليا من النسل الملكى، لكنه كان رجلاً تقيًا وعادل ومقرب للملوك.
ع23: المصفاة : مدينة فى نصيب بنيامين وكان قد بناها آسا ملك يهوذا بحجارة مدينة الرامة، فهى مدينة قوية (1مل15: 22).
النطوفاتى : من مدينة نطوفة القريبة من بيت لحم.
المعكى : من مدينة معكة الى تقع شرق نهر الأردن.
لما علم قواد فرق جيش مملكة يهوذا أن ملك بابل قد عين جدليا، جاءوا بصحبة جنودهم إلى جدليا، فى المصفاة، حيث كان هناك، وهم : اسماعيل بن نثنيا ويوحانان بن قاريح وسرايا بن تنحومث النطوفاتى ويازنيا ابن المعكى.
وبهذا أظهروا ولاءهم وخضوعهم لجدليا ولكن اسماعيل، الذى كان يقودهم فى مقابلة جدليا والذى هو من النسل الملكى، كان خبيثًا وضد بابل ويريد أن يعيد الملك لبيت داود، ليس حبًا فى داود ولكن ليملك هو. وقد فهم هذا يوحنان، الذى كان مخلصًا لوطنه ولجدليا وأرشد جدليا؛ ليحترس منه ولكنه لم يصدقه، بل حاول استئذان جدليا فى قتل اسماعيل ولكن جدليا منعه (أر40: 13-16).
ع24: بعد تدمير بابل لأورشليم وحرق الهيكل وكل القصور والبيوت وقتل الكثيرين، كان الشعب فى خوف شديد من بابل وقد يكون اليأس قد خيم عليهم، فانتهز جدليا فرصة اجتماع رؤساء الجيش والجنود التابعين لهم وطمأنهم أن بابل لن تعاود مهاجمة أورشليم ودعاهم للسكن فى أورشليم والقيام بأعمالهم الزراعية ولا يخشوا الخضوع لبابل، فقد كان واثقًا أن بابل تريد الهدوء وسير الأعمال فى أورشليم بطريقة طبيعية. وقد قال جدليا هذا؛ لأنه كان يحب وطنه ويريد إعادة الحياة لأورشليم وكل اليهودية والبلاد المحيطة، خاصة وأن كلام الله على فم أرميا كان يؤكد هذا وأن ما حدث فى السبى كان تأديبًا للشعب؛ ليتوبوا، فيحفظهم الله ويرعاهم.
ع25: بعد مضى سبع شهور على إقامة جدليا حاكمًا لليهود من قبل بابل، أتى اسماعيل، الذى كان يشتاق لعرش مملكة يهوذا، إلى المصفاة، مقر جدليا وهو مدبر مؤامرة لقتله، فاستضافه جدليا بمحبة (أر41: 1-10) هو والعشرة رجال الذين معه وبعد ذلك قاموا عليه، فقتلوه هو ومن معه من اليهود وأيضًا الكلدانيين نواب بابل، الذين يقيمون فى المصفاة، ثم هرب إلى بعليس ملك بنى عمون والذى كانت تربطه به صداقة وتحالف؛ لأنه خاف من بابل أن تقتله، فعندما علم يوحانان بن قاريح بهذا وهو رئيس متقدم فى جيش بنى إسرائيل، تبع اسماعيل، فأدركه عند جبعون، قبل أن يصل إلى ملك بنى عمون وحاربه هو ومن معه من جنود وانتصر عليه واسترد السبايا، الذين أخذهم اسماعيل ولكن اسماعيل استطاع أن يهرب هو وثمانية رجال والتجأ إلى بعليس (أر41: 15).
? ما أصعب الخيانة، فقد استضاف جدليا اسماعيل، فقتله الأخير، هو وكل من معه وأخذ سبايا كثيرين. كن صادقًا ووفيًا فى تعاملاتك مع من حولك، لا تفكر فى مصلحتك فقط وتكون أنانيًا، بل قدر تعب الآخرين وليكن عندك عرفان بالجميل، فيباركك الله ويحميك من مخاطر كثيرة.
ع26: خاف جميع الشعب بمختلف أعمارهم ومكانتهم من انتقام الكلدانيين، فقرروا الهرب إلى مصر؛ لأن الكلدانيين لن يبحثوا عن اسماعيل فقط، بل خافوا أن يقتلوا عددًا كبيرًا منهم، بالإضافة إلى ميلهم للإلتجاء إلى مصر منذ مدة طويلة، لعلهم يجدوا فيها الحماية من بابل، كما كان يظن صدقيا ملك يهوذا. رغم تحذيرات أرميا النبى لهم بعدم الالتجاء لمصر، لكنهم أصروا على ذلك، بل حملوا أرميا معهم بالقوة إلى مصر وهناك تمت نبوات أرميا فيهم، إذ ماتوا بالجوع والوبأ والسيف (أر42).
(5) الإفراج عن الملك يهوياكين (ع27-30):
27- و في السنة السابعة و الثلاثين لسبي يهوياكين ملك يهوذا في الشهر الثاني عشر في السابع و العشرين من الشهر رفع اويل مرودخ ملك بابل في سنة تملكه راس يهوياكين ملك يهوذا من السجن. 28- و كلمه بخير و جعل كرسيه فوق كراسي الملوك الذين معه في بابل. 29- و غير ثياب سجنه و كان ياكل دائما الخبز امامه كل ايام حياته. 30- و وظيفته وظيفة دائمة تعطى له من عند الملك امر كل يوم بيومه كل ايام حياته
ع27: بعد موت نبوخذ نصر ملك بابل، ملك بعده أويل مرودخ وكان ذلك عام561 ق.م، فحاول مرودخ إظهار تسامحه وعطفه، ليكسب محبة الشعب، فأطلق سراح بعض المسجونين ومنهم يهوياكين ملك يهوذا، الذى بقى فى السجن سبعة وثلاثين عامًا وكان ذلك فى اليوم السابع والعشرين من الشهر الثانى عشر ولعل مرودخ حاول بهذا إكرام دانيال والثلاثة فتية، الذين كانت لهم مكانة عظيمة فى المملكة. وبالطبع كان يهوياكين ذا نفسية ضعيفة ومحطمة، بعد قضاء هذه الفترة الطويلة فى السجن، بالإضافة إلى ضعف أورشليم وكل بلاد اليهود، فلم يكن هناك خطرًا من إطلاق سراحه ومع هذا، فكان إكرام مرودخ له، أن يعيش بجوار قصره ويأكل على مائدته، تكريمًا له وأيضًا رقابة عليه.
وقد سمح الله بإطلاق سراح يهوياكين؛ ليعطى رجاءً لشعبه المذل تحت عبودية بابل، إذ وعدهم بالرجوع من السبى بعد سبعين عامًا.
ع28: قابل مرودخ يهوياكين وكلمه بكلام طيب ووعده أن يكرمه، بل أعطاه مكانة فى جلوسه على مائدته، أكثر من باقى ملوك الأمم، الذين أطلق سراحهم وعاشوا معه فى بابل ولعل هذا – كما قلنا – إكرامًا لدانيال.
ع29، 30: وظيفته : احتياجاته المالية من مأكل وملبس وخلافه.
بدأ إكرام يهوياكين، فترك ثياب الذل التى لبسها فى السجن ولبس ملابس تليق به كملك وكان يأكل مع الملوك والعظماء، على مائدة مرودخ، حتى نهاية حياة يهوياكين. وكانت تعطى له أيضًا كل احتياجاته، فعاش مكرمًا بقية حياته.
? إن صبرت على الضيقة مهما طالت، فالله قادر أن يحولها للخير، فتستفيد منها، ثم يرفعها عنك وتنال بركات كثيرة؛ لتظل تشكر الله كل أيامك.
حيــاة إيليــا
- معنى اسمه “الرب إلهى” أو “الرب قوتى”، أى اعتمدت حياته على قوة الله المساندة له مهما أحاطت به المخاطر.
- ولد إيليا فى آخر القرن العاشر ق.م أى حوالى سنة 905 ق.م. وعاش حياته الأولى فى جبل تشبه فى منطقة جلعاد، التى تقع شرق نهر الأردن.
- تميز مثل باقى مواطنيه فى هذه المنطقة الجبلية بقوة الجسم وطول القامة (بدليل أنه سبه مركبة آخاب وهو يجرى) (1مل18: 46).
- غالبًا كان يرعى الغنم مثل باقى مواطنيه.
- تمتع بعلاقة قوية مع الله فى هدوء الجبل وتعود حياة الوحدة.
- كانت نفسيته قوية ومحبته وغيرته لله شديدة، مما ساعده على مواجهة المواقف الصعبة مع ملوك إسرائيل بشجاعة فائقة وإيمان لا يقهر.
- بعد أن زاد الشر جدًا أيام آخاب ظهر إيليا فجأة وهو شاب وواجه آخاب الشرير وشعبه التابع له فى عبادة الأوثان، فأمر السماء ومنع المطر حتى يعود عند قوله (1مل17: 1) وذلك تطبيقًا لشريعة موسى أنه عندما يزداد الشر يقف المطر (تث11: 17)، ولم يخف من الملك، أو الشعب وكان ذلك فى يزرعيل.
- اهتم الله بطعامه وشرابه فأمره أن يواصل حياة الوحدة عند نهر كريث وهناك أطعمته الغربان بخبز ولحم صباحًا ومساءً (1مل17: 6). وبهذا علمه الله الطاعة وإخلاء المشيئة. وقد انتقل من جلعاد حيث ولد وعاش إلى مواجهة عنيفة مع الملك آخاب وإيقاف المطر فى يزرعيل، وبعد ذلك نقله الله إلى نهر كريث فهو يقبل كل الظروف من أجل الله والله وحده هو الذى يعوله بطرق غريبة مثل الغربان.
- استمر عند نهر كريث حتى جف النهر وهو لا يعلم كيف سيشرب ولكنه تعلم الاتكال على الله، فلم يتحرك إلا عندما أمره الرب بذلك.
- بعد جفاف النهر أمره الله أن يذهب إلى صرفة صيدا وهناك عاله عن طريق الأرملة، حتى نهـايـة المجـاعـة، أى بعد مرور ثلاثة سنوات ونصف على انقطاع المطر (1مل17: 9) وهناك تعلم الاتضاع إذ أنه مشى مسافة طويلة، حوالى مائة ميلاً حتى وصل إلى صرفة صيدا على ساحل البحر الأبيض معرضًا نفسه للقتل بيد آخاب الذى يبحث عنه، ثم عاش عند هذه الأرملة الوثنية لتعوله، مع أنه نبى الله، فقد وصل إلى إخلاء كامل لمشيئته وطاعة واتضاع واتكال على الله الذى يعوله بالشكل الذى يراه.
- حياة إيليا النقية وعبادته لله أثرت على أرملة صرفة صيدا، خاصة بعد موت ابنها، فتابت عن خطاياها القديمة وعاتبت إيليا، إذ شعرت أن موت ابنها تذكير بخطاياها ولم يعيرها إيليا بأنه يعولها عن طريق إلهه باستمرار الطعام فى بيتها واشفق عليها وصلى وأقام ابنها (1مل17: 23).
- ظهور إيليا ومقابلته لعوبديا المسئول عن بيت آخاب وأمره كما قال له الله أن يخبر آخاب أن يأتى ليقابله وطلب عوبديا من إيليا ألا يختفى فيعرض حياة عوبديا للموت فطمأنه إيليا وقدر أنه مؤمن بالله ويعول مائة نبى من أنبياء الله سرًا ويظهر هنا تميز إيليا، أن إيمانه كان قويًا وشجاعًا يواجه آخاب بأخطائه، أما عوبديا فيؤمن ولكن يخشى آخاب ولا يوبخه على خطاياه ويعبد الله ويعمل الخير سرًا (1مل18: 1-8).
- مقابلة آخاب لإيليا مرة أخرى الذى أمره أن يجمع أنبياء الأوثان والشعب إلى جبل الكرمل، ثم انفرد إيليا ليصلى استعدادًا للمواجهة (1مل18: 19).
- توبيخ إيليا للشعب لأنهم يعبدون الله والبعل وطلب منهم اختيار إله واحد؛ ليعبدوه. وكان الملك والشعب فى ضعف وخضوع لإيليا؛ لأنه متحكم فى نزول المطر وكانوا قد تعبوا من المجاعة مدة ثلاث سنوات ونصف (1مل18: 21).
- طلب إيليا أن يقدم هو ثور وأنبياء البعل ثورًا آخر ومن تنزل النار من السماء لتأكل ذبيحته يكون هو الله وفشل أنبياء البعل، أما هو فنزلت نار أكلت الذبيحة والحطب والحجارة والتراب ولحست الماء (1مل18: 38).
- إعلان الشعب أن الرب هو الله، فأمرهم إيليا أن يمسكوا أنبياء البعل الربعمائة وذبحهم عند نهر قيشون (1مل18: 40).
- بشجاعة وإيمان قوى جعل آخاب فى خوف.
- صلى إيليا سبع مرات وظهرت غيمة، فأمر آخاب أن يسرع إلى يزرعيل؛ لئلا يمنعه المطر الغزير، ولحق به إيليا جريًا ثم نزل المطر بشدة (1مل18: 42-46).
- هددت إيزابل إيليا أن تقتله فهرب إلى صحراء سيناء وكان هذا ضعف إيمان من إيليا، بل سقط أيضًا فى اليأس (1مل19: 1-4).
- ظهور الله لإيليا وتوبيخه ليأسه، ثم أمره بمسح حزائيل ملكًا على أرام وياهو على إسرائيل وأليشع نبيًا بدلاً منه (1مل19: 15، 16).
- نفذ إيليا أمر الرب، فدعا أليشع بطرح رداءه عليه، فتبعه وصار تلميذًا منه (1مل19: 15، 16)، أما مسح حزائيل وياهو فتم عن طريق أليشع.
- بعد اختفاء إيليا فى خلوة، ظهر لآخاب بأمر الرب ووبخه على قتله نابوت اليزرعيلى واغتصاب حقله وأعلن له عقاب الله له بقتل كل نسله، فتاب آخاب وحينئذ قال له إيليا بأمر الرب أنه سيؤجل العقاب إلى بعد موته (1مل21: 17-29) وهكذا استعاد إيليا شجاعته ورضى الله عنه.
- اختفى إيليا فترة أخرى طويلة فى خلوة ومعه أليشع يتتلمذ على يديه ولعله اهتم بتنظيم مدارس للأنبياء فى بلاد مختلفة ليعلنوا صوت الله بعد تركه للأرض وتفقدها فى نهاية حياته (2مل2: 1-7).
- توبيخه لأخزيا الملك ابن آخاب؛ لأنه التجأ إلى الآلهة الغريبة؛ لتشفيه وأعلن له أن الله سيميته (2مل1: 1-8).
- محاولة أخزيا القبض على إيليا، فصلى ونزلت نار من السماء أكلت الخمسين جنديًا وقائدهم وتكرر هذا مرتين أما المجموعة الثالثة، فكانت بقيادة عوبديا الذى اتضع أمام إيليا، فذهب معهم لأخزيا وأكد عقاب الله له (2مل1: 9-16).
- شق إيليا نهر الأردن بردائه وعبر مع أليشع ثم بارك أليشع وطلب له ما يريده وهو ضعفين من روح إيليا، ثم ارتفع فى مركبة نارية إلى السماء أمام أليشع وكان ذلك فى منتصف القرن التاسع ق.م أى حوالى سنة 845 ق.م. وبهذا مجد الله إيليا وكل ما نادى به أى كلام الله وكذلك رفع أعين الشعب إلى السماء؛ ليتركوا شهواتهم الردية الزائلة (2مل2: 8-11).
- ظهور إيليا فى حادثة التجلى مع المسيح وموسى إعلانًا عن أن كل نبواته وأعماله كانت تمهيدًا لمجئ المسيح وفدائه.
أسباب قوة إيليا
1- حياة الوحدة :
عاش إيليا معظم حياته مختليًا فى البرية وظهر فقط لإعلان صوت الله، ثم عاد إلى خلوته التى أختبر فيها الصلاة والتأمل ومحبة الله، فهو صورة لحياة الوحدة والرهبنة فى العهد القديم.
2- الصــلاة :
تعودها فى البرية وظهرت واضحة فى صلواته سبع مرات، بتذلل أمام الله؛ حتى نزل المطر (1مل18: 42، 43).
3- الإيمــان :
فقد أمر السماء أن لا تمطر حتى يقول لها (1مل17: 1)، فهو يثق فى قوة الله التى تسـانده ويعلن هذا أمام الشعب. ويظهر أيضًا فى تقديمه الذبيحة لتزل نار من السماء وتأكلها (1مل18: 38).
4- الغيرة لله :
فقد تضايق جدًا من أجل عبادة الأوثان التى نشرها آخاب وإيزابل وانسياق الشعب وراءهما، فمنع المطر؛ لينتبه الكل ويتوب، ثم وبخ الشعب وقال لهم اختاروا من تعبدون الله أم البعل (1مل18: 21، 19: 10).
5- حضـرة الله :
كان يشعر أنه يقف أمام الله دائمًا، فقد تعود هذا فى البرية؛ لذا ملأه ذلك قوة، فأعلن صوت الله ووبخ الكل، مهما كان شرهم حتى الملك نفسه (1مل18: 15).
6- الطـاعـة :
أطاع الله فمواجهة آخاب والشعب وإعلان آخاب أن الله سيهلكه هو ونسله وفى نفس الوقت أطاع الله بمسح أليشع بدلاً منه ولم يتذمر (1مل19: 16).
7- الشـجـاعة :
كان آخاب وإيزابل عنفاء ولكنه لم يخف منهما ومنع المطر وقتل أنبياء البعل ووبخ الشعب حتى أعلنوا خضوعهم لله.
8- الأتضــاع :
رغم كل ما عمله إيليا من جبروت كان متضعًا، فقال عن نفسه أنه عبد لله (1مل8: 36) وأطاع أمر الله فى مسح أليشع ثم إعطاؤه ضعفين من روحه، أى يكون أقوى من إيليا فى صنع المعجزات المبهرة (2مل2: 9، 10).
إيليا رمز للمسيح
- كان إيليا شجاعًا يعلن الحق أمام الملوك مثل آخاب وأخزيا يوبخهم والمسيح كان يعلن الحق أمام قادة الشعب الروحيين، الكهنة والفريسيين والكتبة ويوبخهم وأمام الملوك مثل بيلاطس وهيرودس.
- كان إيليا يدعو الشعب للتوبة بمنع المطر والرجوع إلى الله بالإيمان فى تقديمه الذبيحة والسيد المسيح كان يدعو الشعب للتوبة لاقتراب ملكوت السموات والإيمان به.
- إيليا أمر الطبيعة، أى السماء ألا تمطر، فأطاعته والمسيح تسلط على الطبيعة، فأمر البحر أن يهدأ وسار على الماء وجمع السمك فى شبكة بطرس وأندراوس.
- إيليا هرب بأمر الله من آخاب، بعد أن منع المطر، فعاش عند نهر كريث وفى صرفة صيدا عند الأمم. وبحث عنه آخاب، فلم يجده. والسيد المسيح هرب من هيرودس إلى مصر ولم يستطع هيرودس الإمساك به، أو قتله.
- إيليا كانت تعوله الغربان من السماء وقد تكون ملائكة. والسيد المسيح بعد صومه كانت تخدمه الملائكة.
- إيليا كان متضعًا وتعوله امرأة من صرفة صيدا والسيد المسيح كان متضعًا وتخدمه نساء كثيرات من أموالهن.
- حوار إيليا مع أرملة صرفة صيدا أظهر احتياجه فى طلب الماء منها، ثم أعلن لها أنها ستنال بركة لا تتوقعها وهى طعام طوال فترة المجاعة والسيد المسيح فى حواره مع السامرية أظهر احتياجه بطلب الماء منها، ثم وعدها بالماء الحى الذى عنده، الذى لا يعطش من يشربه.
- بركة الله على يد إيليا فى كوار الدقيق وكوز الزيت أشبعت الأرملة وابنها طوال المجاعة والسيد المسيح أشبع الجموع بالخمس خبزات والسمكتين ثم بالأربعة أرغفة وقليل من صغار السمك.
- إيليا أقام ابن أرملة صرفة صيدا والسيد المسيح أقام ابنة يايرس وابن أرملة نايين ولعازر من الموت.
- عاش إيليا مدة من الزمن عند الأمم فى صرفة صيدا وعمل معجزات فى بيت الأرملة والمسيح عاش فى الناصرة فى جليل الأمم وعمل الكثير من المعجزات فى الجليل.
- الأشرار فى شكل آخاب اتهموا إيليا بأنه مكدر لإسرائيل. والكتبة والفريسيون اتهموا المسيح بأنه مجدف وفاعل شر ويعمل مع بعلزبول.
- استهزأ إيليا بأنبياء البعل، ثم ذبحهم والسيد المسيح وبخ الكتبة والفريسيين وطرد الباعة من الهيكل.
- إيليا صعد إلى السماء بمركبة نارية أمام أليشع تلميذه. والسيد المسيح صعد أمام تلاميذه.
- إيليا صعد للسماء تاركًا رداءه لتلميذه أليشع. والسيد المسيح علق على الصليب تاركًا رداءه للعسكر.
- تلّمذ إيليا أليشع. والسيد المسيح تلّمذ إثنى عشر تلميذًا وسبعين رسولاً.
- عاش إيليا حياة الوحدة فى البرية متجردًا والسيد المسيح كان يختلى كثيرًا ولم يكن له أين يسند رأسه.
- صام إيليا أربعين يومًا وكذلك السيد المسيح.
- أطاع إيليا الله فى كل أوامره. والسيد المسيح أطاع حتى الموت موت الصليب.
حيــاة أليشـع
- معنى اسمه الله خلاص ولعل أبواه أسمياه هكذا لشعورهم حاجة شعب الله إلى الخلاص وقد ولد حوالى عام 930 ق.م.
- ولد فى مدينة آبل محولة (1مل19: 16) ومعناها مرج الرقص، إذا كانت تقام فيها للأوثان وهى تقع على الضفة الغربية لنهر الأردن فى نصيب يساكر جنوب يزرعيل على بعد عشرة أميال من بيت شان.
- كان أبوه شافاط غنياً يمتلك أراضى واسعة للزراعة إذ كان يحرث أرضه بإثنى عشر محراثًا تجرها البقر (1مل19: 19).
- كان وحيدًا لأبويه مشرفًا على زراعات وأملاك والده وعاش بتولاً (1مل19: 20).
- مسحه إيليا نبيًا خلفًا له (1مل19: 16) وظل يتتلمذ على يدى إيليا ويخدمه
(1مل19: 21) لمدة ستة عشر عامًا ولم يفارقه حتى صعد إيليا إلى السماء. وقد صاحب إيليا فى مقابلات مع آخاب ثم أخزيا إبنه. - طلب من إيليا قوة مضاعفة من روح الله الذى فيه فصلى لأجله ووهبه الله قوة عظيمة لصنع المعجزات فعمل معجزات أكثر من إيليا إذ عمل إيليا ثمانى معجزات أما أليشع فقد عمل ستة عشر معجزة.
- معجزات إيليا :
- منع المطر.
- مباركة الدقيق والزيت فى بيت الأرملة.
- إقامة إبن الأرملة من الموت.
- قبول الله ذبيحته بنار من السماء.
- إنزال المطر بعد ثلاث سنين ونصف.
- نزول نار من السماء والتهامها فرقتين من الجنود أيام أخزيا.
- شق نهر الأردن برداءه.
- صعوده إلى السماء فى مركبة نارية.
- معجزات أليشع :
- شق نهر الأردن برداء إيليا.
- إبراء الماء فى أريحا.
- لعن الصبية فأكلت الدبتان اثنين وأربعين صبيًا منهم.
- إنقاذ الجيوش الثلاثة من الموت عطشًا باندفاع الماء وملئه الوادى.
- مباركة الزيت فى بيت الأرملة.
- إعطاء الشونمية أبنًا.
- إقامة ابن الشونمية من الموت.
- إبراء الطعام السام لبنى الأنبياء بوضع الدقيق فيه.
- إطعام مائة من بنى الأنبياء بعشرين رغيف.
- إبراء نعمان السريانى من برصه.
- نقل برص نعمان إلى جيحزى.
- جعل الحديد يطفو على الماء لحل مشكلة أحد بنى الأنبياء.
- كشف أليشع أسرار الآراميين وتفادى خططهم.
- فتح عينى الغلام ليرى السماء مملوءة بالجنود السمائيين المساندين لأليشع.
- ضرب جيش الآراميين بالعمى.
- إقامة ميت عندما لمس عظام أليشع وهو فى القبر.
- تسلم قيادة الشعب بعد صعد إيليا مباشرة وصنع أول معجزاته بشق نهر الأردن فسجد له الأنبياء وخضع له الشعب وكان وقتذاك قد قارب الأربعين من عمره.
- كان رقيق المشاعر فخجل عندما ألح عليه بنى الأنبياء للبحث عن إيليا (2مل2: 17) وكما تأثر من جميل الشونمية (2مل4: 13).
- أبرأ الماء فى أريحا (2مل2: 19-22).
- لعن الصبية المستهزئين بالله ونبيه لأنهم يعبدون البعل (2مل2: 23، 24).
- إنقاذه الجيوش الثلاثة يهوذا وإسرائيل وأدوم من الموت عطشاً بإرسال ماء غليهم والتنبؤ بانتصارهم على موآب فانتصروا بطريقة معجزية (2مل3: 13-20).
- مباركة الزيت فى بيت الأرملة (2مل4: 1-6).
- وعد الشونمية بإنجاب إبن (2مل4: 16).
- إقامة ابن الشونمية من الموت (2مل4: 18-35).
- إبراء الطعام السام لبنى الأنبياء (2مل4: 38-41).
- مباركة العشرين رغيفًا وإطعام مئة رجل (2مل4: 42-44).
- شفاء نعمان السريانى من البرص (2مل5: 1-18).
- معاقبة جيحزى تلميذه الخائن بالبرص (2مل5: 19-27).
- جعله الحديد يطفو لحل مشكلة أحد بنى الأنبياء (2مل6: 1-7).
- كشف أليشع لخطط الآراميين الأعداء (2مل6: 8-12).
- ضرب جيش الآراميين بالعمى ثم تفتيح عيونهم ومسامحتهم وإطعامهم
(2مل6: 13-23). - كشف أليشع لمحاولة ملك إسرائيل قتله وإبطالها (2مل6: 32، 33).
- نبوة أليشع بانتهاء المجاعة وموت الجندى المستهزئ (2مل 7).
- تنبؤ أليشع للشونمية بالجوع المقبل وأمرها بترك بلادها سبع سنين (2مل 8: 1).
- تنبؤ أليشع بشفاء ملك آرام وبان حزائيل سيقتله ويخلفه فى الملك (2مل8: 7-15).
- أمره بمسح ياهو ملكًا على إسرائيل (2مل9: 1-13).
- نبوة أليشع ليوآش بالانتصار على آرام (2مل13: 14-19).
- موت أليشع وإقامة ميت بلمسه عظام أليشع (2مل13: 20، 21).
- وكانت نياحته عام 834 ق.م وتحتفل الكنيسة بنياحته فى يوم 20 بؤونة عن 96 عامًا.
أليشع يرمز للمسيح
- أليشع معنى اسمه الله يخلص ويسوع معنى اسمه مخلص.
- أليشع كان يعمل فى حقل أبيه وتحمل مسئولية الحراثة. والمسيح كان يعمل طاعة لأبيه السماوى، إذ قال “طعامى أن أعمل مشيئة الذى أرسلنى وأتمم عمله” (يو4: 34).
- أليشع أكمل عمل إيليا فى مهاجمة الشر ودعوة الناس لعبادة الله ومسح ياهو وحزائيل والسيد المسيح – بوصاياه أكمل – وصايا العهد القديم وقال فى عظته على الجبل “ما جئت لأنقض بل لأكمل” (مت5: 17).
- إستهزأ صبيان ببيت إيل بأليشع والسيد المسيح سخر منه الكتبة والكهنة والفريسيون.
- إهتم أليشع بعمل الرحمة فى إبراء ماء أريحا وإبراء الطعام المسموم وإنقاذ الجيوش الثلاثة من الموت عطشاً، فكان رمزًا للمسيح، الذى يجول يصنع خيرًا وهو أقنوم الرحمة، الذى أنقذ تلاميذه من الغرق عند هياج الرياح وأنقذ اللص اليمين من الهلاك الأبدى وأنقذ المؤمنين به من الموت الأبدى.
- النصرة على موآب، حيث ظهر الماء على شكل دم. والسيد المسيح أعطانا النصرة بمياه المعمودية الحاملة لقوة الدم.
- تقدير أليشع وعرفانه بجميل الشونمية، التى استضافته كان رمزًا للمسيح، الذى طوب ساكبة الطيب على رأسه، بأن يذكر اسمها فى الكتاب المقدس.
- إقامة أليشع لإبن الشونمية، يرمز للمسيح فى إقامته للأموات، مثل لعازر وابنة يايرس وابن أرملة نايين.
- إهتمام أليشع بالضعفاء فى طفو الحديد، مثل المسيح فى اهتمامه بالضعفاء، فى شفاء المرأة نازفة الدم وبارتيماوس الأعمى واهتمامه بالأطفال.
- أليشع شفى نعمان السريانى من برصه والمسيح شفى برص كثيرين ومرضى بأمراض مختلفة.
- مباركة أليشع للزيت فى بيت الأرملة والعشرين رغيفًا لبنى الأنبياء، كان رمز للمسيح الذى بارك السمكتين والخمس خبزات والسبع أرغفة وقليل من صغار السمك، فأشبع الجموع.
- أليشع تنبأ بانتهاء المجاعة والخير والمسيح وعد المؤمنين به أن يشبعهم من جسده ودمه وبالخيرات التى لا توصف فى الملكوت.
- كشف أليشع لخطط الأراميين ومحاولة ملك إسرائيل قتله، كان رمزًا للمسيح الذى كشف أفكار من حوله، مثل أفكار المجتمعين فى بيت الفريسى (لو7: 39) وكشف أفكار التلاميذ فى طلب الرئاسة (لو9: 46).
- تسامح أليشع مع الآراميين يرمز للمسيح فى صفحه عن صالبيه.
- نبوة أليشع لحزائيل أنه سيضطهد المؤمنين وكذلك السيد المسيح أيضًا يكشف عن الضيقات المقبلة.
- تنبؤ أليشع للملك يوأش بالانتصار على أعدائه الأراميين، يرمز للمسيح الذى وعد تلاميذه والمؤمنين به بالانتصار على الشيطان “رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء” (لو10: 18).
- أليشع من الشخصيات التى عملت معجزات فى العهد القديم. والمسيح معجزاته لا يمكن إحصائها.