حديث طويل لصموئيل مع الشعب
(1) رعاية صموئيل النقية (ع1-5):
1وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِكُلِّ إِسْرَائِيلَ: «هَئَنَذَا قَدْ سَمِعْتُ لِصَوْتِكُمْ فِي كُلِّ مَا قُلْتُمْ لِي وَمَلَّكْتُ عَلَيْكُمْ مَلِكاً. 2وَالآنَ هُوَذَا الْمَلِكُ يَمْشِي أَمَامَكُمْ. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ شِخْتُ وَشِبْتُ, وَهُوَذَا أَبْنَائِي مَعَكُمْ. وَأَنَا قَدْ سِرْتُ أَمَامَكُمْ مُنْذُ صِبَايَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 3هَئَنَذَا فَاشْهَدُوا عَلَيَّ قُدَّامَ الرَّبِّ وَقُدَّامَ مَسِيحِهِ: ثَوْرَ مَنْ أَخَذْتُ, وَحِمَارَ مَنْ أَخَذْتُ, وَمَنْ ظَلَمْتُ, وَمَنْ سَحَقْتُ, وَمِنْ يَدِ مَنْ أَخَذْتُ فِدْيَةً لِأُغْضِيَ عَيْنَيَّ عَنْهُ, فَأَرُدَّ لَكُمْ؟» 4فَقَالُوا: «لَمْ تَظْلِمْنَا وَلاَ سَحَقْتَنَا وَلاَ أَخَذْتَ مِنْ يَدِ أَحَدٍ شَيْئاً». 5فَقَالَ لَهُمْ: «شَاهِدٌ الرَّبُّ عَلَيْكُمْ وَشَاهِدٌ مَسِيحُهُ الْيَوْمَ هَذَا, أَنَّكُمْ لَمْ تَجِدُوا بِيَدِي شَيْئاً». فَقَالُوا: «شَاهِدٌ».
ع1: يبدأ صموئيل حديثه مع الشعب موضحًا لهم أنه استجاب لما طلبوه بإقامة ملك لهم مع أن هذا يحوى رفضًا لله ولقيادة صموئيل.
ع2: وقد صار لكم هذا الملك الذى يتقدمكم ويرأسكم، وأما أنا فتنتهى مهمتى كآخر قاضٍ لإسرائيل، وكنت قائدًا روحيًا وقاضيًا لكم منذ سنين صباى الأولى حتى الآن وقد كبرت فى السن وشاب شعرى، وأبنائى يكونون معكم. وقوله “هوذا أبنائى معكم” له تفسيران :
- إما أن يكون صموئيل قد عزلهما بسبب سوء سلوكهما، فمعكم تعنى أنهما أصبحا مثل باقى الشعب والملك وحده له سلطان الحكم والقضاء.
- لم يعزلهما صموئيل بل وبخهما وتركهما مع الشعب تحت حكم الملك الجديد الذى من حقه أن يراقبهما ويثبتهما إن قضيا بالحق أو يعزلهما إن أخطآ، فالملك له سلطان عليهما مثل سلطانه على باقى الشعب.
ع3: فدية : تعطى لتعويج القضاء.
أغض عينىّ : لا أنظر، والمقصود التساهل مع الأشرار وأتركهم يفعلون الشر مقابل مكافأة مادية.
أعلن صموئيل براءته من اغتصاب بهائم أو ممتلكات أى إنسان فى الشعب أو تقاضيه رشوة للتساهل مع الأشرار، أو ظلمه لأحد. قال هذا أمام الشعب وفى وجود الملك الممسوح شاول.
ع4: وجاءت إجابة الشعب كما يتوقع صموئيل فشهدوا بعدله ونزاهته وأنه لم يظلم أحدًا فى شئ ولم يجبر أحدًا على شئ ولم يأخذ شيئًا من يد أحد.
ع5: بالرغم من اعتراف الشعب بنزاهته، إلا أن صموئيل لم يكتفِ بهذا بل أراد أن يدخل الله أيضًا كشاهد وكذلك شاول، فأعاد عليهم الكلام بأن الله شاهد على ما قلتم وكذلك شاول شاهد بما سمع منكم فأجابوا مؤكدين … نعم الله شاهد علينا فيما قلنا.
وبهذا أعلن صموئيل براءته فى رعايته للشعب كما فعل المسيح عندما قال للشعب “من منكم يبكتنى على خطية” (يو8: 46). وهو بهذا يكون قدوة للملك والرؤساء وكل الشعب فى سلوكهم مع الآخرين. وكما قال بولس الرسول “كونوا متمثلين بى كما أنا بالمسيح” (1كو11: 1).
وبهذا يعلن صموئيل ثلاثة أمور :
- انتهاء عمله السياسى وعمله كقاضٍ ليتفرغ للإرشاد الروحى ويترك الحكم للملك.
- إعلان نزاهته ليكون قدوة للملك الجديد.
- إعلان نزاهته يساعده فى إنذار الشعب كمرشد روحى مسئول عنهم أمام الله والإنذار لا يقبل إلا من شخص نزيه.
وسيعلن هذا الإنذار فى الآيات التالية.
? كن نقيًا فى أداءك لمسئولياتك من أجل الله الذى يرى كل شئ فيكافئك ويباركك، ولا تعثر أحدًا لأجل أمور زائلة، فلا تجامل أحدًا على حساب الحق أو خوفًا منه أو خجلاً.
(2) رعاية الله وتحذيرهم من مخالفته (ع6-15):
6وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ: «الرَّبُّ الَّذِي أَقَامَ مُوسَى وَهَارُونَ, وَأَصْعَدَ آبَاءَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ.
7فَالآنَ امْثُلُوا فَأُحَاكِمَكُمْ أَمَامَ الرَّبِّ بِجَمِيعِ حُقُوقِ الرَّبِّ الَّتِي صَنَعَهَا مَعَكُمْ وَمَعَ آبَائِكُمْ. 8لَمَّا جَاءَ يَعْقُوبُ إِلَى مِصْرَ وَصَرَخَ آبَاؤُكُمْ إِلَى الرَّبِّ, أَرْسَلَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ فَأَخْرَجَا آبَاءَكُمْ مِنْ مِصْرَ وَأَسْكَنَاهُمْ فِي هَذَا الْمَكَانِ. 9فَلَمَّا نَسُوا الرَّبَّ إِلَهَهُمْ بَاعَهُمْ لِيَدِ سِيسَرَا رَئِيسِ جَيْشِ حَاصُورَ, وَلِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ, وَلِيَدِ مَلِكِ مُوآبَ فَحَارَبُوهُمْ. 10فَصَرَخُوا إِلَى الرَّبِّ وَقَالُوا: أَخْطَأْنَا لأَنَّنَا تَرَكْنَا الرَّبَّ وَعَبَدْنَا الْبَعْلِيمَ وَالْعَشْتَارُوثَ. فَالآنَ أَنْقِذْنَا مِنْ يَدِ أَعْدَائِنَا فَنَعْبُدَكَ. 11فَأَرْسَلَ الرَّبُّ يَرُبَّعَلَ وَبَدَانَ وَيَفْتَاحَ وَصَمُوئِيلَ, وَأَنْقَذَكُمْ مِنْ يَدِ أَعْدَائِكُمُ الَّذِينَ حَوْلَكُمْ فَسَكَنْتُمْ آمِنِينَ. 12وَلَمَّا رَأَيْتُمْ نَاحَاشَ مَلِكَ بَنِي عَمُّونَ آتِياً عَلَيْكُمْ قُلْتُمْ لِي: لاَ بَلْ يَمْلِكُ عَلَيْنَا مَلِكٌ. وَالرَّبُّ إِلَهُكُمْ مَلِكُكُمْ. 13فَالآنَ هُوَذَا الْمَلِكُ الَّذِي اخْتَرْتُمُوهُ, الَّذِي طَلَبْتُمُوهُ, وَهُوَذَا قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ عَلَيْكُمْ مَلِكاً. 14إِنِ اتَّقَيْتُمُ الرَّبَّ وَعَبَدْتُمُوهُ وَسَمِعْتُمْ صَوْتَهُ وَلَمْ تَعْصُوا قَوْلَ الرَّبِّ, وَكُنْتُمْ أَنْتُمْ وَالْمَلِكُ أَيْضاً الَّذِي يَمْلِكُ عَلَيْكُمْ وَرَاءَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. 15وَإِنْ لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَ الرَّبِّ بَلْ عَصَيْتُمْ قَوْلَ الرَّبِّ تَكُنْ يَدُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ كَمَا عَلَى آبَائِكُمْ.
ع6: من الصور الجميلة والمتكررة أنه عندما يريد رجل من رجال الله أن يتكلم مع الشعب، يبدأ أولاً باستعراض عمل الله مع الشعب قبل أن يوجه كلامه الشخصى إليه، هكذا فعل موسى ويشوع وأيضًا بطرس واسطفانوس (سفر الأعمال)، فنرى هنا صموئيل يستعرض مع الشعب قوة الله ورعايته لهم، فعندما زادت المذلة فى أرض مصر أقام لهم موسى وهارون اللذين قادا الشعب وأخرجاه من أرض مصر.
ع7، 8: حقوق الرب : رعايته وأعماله مع شعبه.
الآن أيها الشعب تقدموا وقفوا أمام الله لمحاسبتكم أمامه وأمام كل أعماله الجليلة معكم ومع آبائكم من قبل، فعندما نزل يعقوب وأبناؤه إلى أرض مصر ومكثوا سنينًا طويلة كثروا فيها وجعلهم فرعون عبيدًا له وأذلهم، ألم يخرج الله لكم موسى وهارون اللذين قادا الشعب فى البرية طوال أربعين عامًا وأسكنكم الله بعد ذلك فى هذه الأرض التى تملكتموها.
ع9: حاصور : اسم مدينة للكنعانيين.
ولكن آباءكم عصوا الله ولم يحفظوا عهده وعبدوا آلهة أخرى، فتركهم الرب ليد سيسرا الكنعانى ليذلهم، وكذلك تركهم ليد الفلسطينيين ليتعبوهم ويضايقوهم فى الأرض، وكذلك أطلق عليهم الموآبيين فحاربوهم ولم تكن هناك أيام راحة لشعبنا ؟!.
ع10، 11: يربعل : جدعون (قض7: 1).
بدان : هو باراق أو شمشون أو قاضٍ آخر لم يُذكَر فى سفر القضاة.
وكانوا كلما انكسروا أمام أعداء الأرض، يصرخوا إلى الله طالبين الصفح عن تركهم إيّاه وعبادتهم للبعل وزوجته العشتاروث (من آلهة الأمم الوثنية)، فكان الله يتراءف فى كل مرة على شعبه ويرسل لهم قضاة أمثال جدعون وبدان، وكذلك أرسل لهم كل من يفتاح وصموئيل فخلصوهم من أعدائهم الذين ضايقوهم.
ع12: وبعد كل عمل الله السابق معهم، عندما أتى عليهم ناحاش ملك بنى عمون وحاصرهم وانتصر عليهم، بدلاً من أن يصرخوا إلى الإله ليخلصهم، طلبوا ملكًا من الناس كسائر الشعوب ليخلصهم، واستبدلوا الله به.
ع13، 14: وها هو الآن وقد استجاب الله لكم وأعطاكم ملكًا بحسب اختياركم، فإن سرتم فى مخافة الله وعبدتموه ولم تأخذوا من الأمم آلهة لتعبدوها، وسمعتم لصوته ووصاياه ولم تعصوا له أمرًا بل أنتم والملك المختار تبعتموه بكل قلوبكم، بالطبع يكون الله معكم ويبارك الشعب وملكه.
ع15: أما إن لم تسمعوا لصوت الرب وذهبتم وراء ما يغضبه وعصيتم أمره، تكون يد الرب عليكم فينتقم لنفسه من شركم ويسمح لأعدائكم بالتسلط عليكم ويذلونكم كما كان الوضع تمامًا مع آبائكم عندما زاغوا عن الله.
? الله يمد يده بالمحبة لك ومستعد أن يحفظك ويرعاك، بشرط أن تتمسك ببنوتك له، فتحفظ وصاياه. ولكن إن انشغلت بالعالم وتعلقت بمادياته، سيتخلى عنك الله وتسحقك شرور ومشاكل العالم.
(3) الرعود والمطر (ع16-18):
16فَالآنَ امْثُلُوا أَيْضاً وَانْظُرُوا هَذَا الأَمْرَ الْعَظِيمَ الَّذِي يَفْعَلُهُ الرَّبُّ أَمَامَ أَعْيُنِكُمْ. 17أَمَا هُوَ حَصَادُ الْحِنْطَةِ الْيَوْمَ؟ فَإِنِّي أَدْعُو الرَّبَّ فَيُعْطِي رُعُوداً وَمَطَراً فَتَعْلَمُونَ وَتَرُونَ أَنَّهُ عَظِيمٌ شَرُّكُمُ الَّذِي عَمِلْتُمُوهُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ بِطَلَبِكُمْ لأَنْفُسِكُمْ مَلِكاً». 18فَدَعَا صَمُوئِيلُ الرَّبَّ فَأَعْطَى رُعُوداً وَمَطَراً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ. وَخَافَ جَمِيعُ الشَّعْبِ الرَّبَّ وَصَمُوئِيلَ جِدّاً.
ع16: بعد أن أنهى صموئيل جزءًا من حديثه، طلب من الشعب أن يقف كله بانتباه أمام الله، لأنه كان مزمع أن يطلب من الرب علامة أمام أعين الشعب ليؤكد لهم خطأهم عندما اختاروا لهم ملكًا أرضيًا بدلاً من الله ملكهم الحقيقى.
ع17: طلب صموئيل من الله أن يظهر مجده بعمل معجزة، وهى خروج الرعود ونزول المطر فى وقت حصاد القمح، الذى هو شهر مايو، إذ يبدأ الجو الحار وتنتهى الأمطار فى هذه المنطقة، وذلك ليعلم الشعب شره فى طلبه ملكًا أرضيًا بدلاً من الله ملكه الحقيقى، وليخافوا الله ملكهم الحقيقى القادر على كل شئ قبل أن يخافوا من الملك الأرضى شاول الذى هو أداة فى يد الله، فيدركوا شرهم باستبدال الله القادر على كل شئ بإنسان محدود فى قدراته ويفهموا أنه إذا خضعوا هم والملك لله لا يتركهم ويباركهم.
ع18: لما طلب صموئيل من الله إظهار مجده، سمع الشعب رعودًا قوية ونزل المطر فى الحال، فخاف الشعب من الله وشعروا بعظم خطيتهم وكذلك خافوا من صموئيل إذ شعروا أنه رجل الله القوى الذى تنفذ السموات كلمته فى الحال فتخرج الرعود وتنزل الأمطار.
ومن ناحية أخرى انتبهوا إلى أن الله هو ملكهم الحقيقى وليس هذا الملك الممسوح.
? أيها الأخ الحبيب أن هذا الدرس لنا جميعًا، فنحن كثيرًا ما نستبدل الله ونتكل على البشر والمعارف فى مساعدتنا فى تدبير أمورنا .. إلجأ إلى الله أولاً وهو سوف يرشدك لمن تذهب وكيف يقضى لك الأمر ولا تنسَ أن الله لعن المتكل على الذراع البشرى.
(4) صلاة صموئيل لأجل الشعب (ع19-25):
19وَقَالَ جَمِيعُ الشَّعْبِ لِصَمُوئِيلَ: «صَلِّ عَنْ عَبِيدِكَ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكَ حَتَّى لاَ نَمُوتَ, لأَنَّنَا قَدْ أَضَفْنَا إِلَى جَمِيعِ خَطَايَانَا شَرّاً بِطَلَبِنَا لأَنْفُسِنَا مَلِكاً». 20فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ: «لاَ تَخَافُوا. إِنَّكُمْ قَدْ فَعَلْتُمْ كُلَّ هَذَا الشَّرِّ, وَلَكِنْ لاَ تَحِيدُوا عَنِ الرَّبِّ, بَلِ اعْبُدُوا الرَّبَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ 21وَلاَ تَحِيدُوا. لأَنَّ ذَلِكَ وَرَاءَ الأَبَاطِيلِ الَّتِي لاَ تُفِيدُ وَلاَ تُنْقِذُ, لأَنَّهَا بَاطِلَةٌ. 22لأَنَّهُ لاَ يَتْرُكُ الرَّبُّ شَعْبَهُ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ الْعَظِيمِ. لأَنَّهُ قَدْ شَاءَ الرَّبُّ أَنْ يَجْعَلَكُمْ لَهُ شَعْباً. 23وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ, بَلْ أُعَلِّمُكُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ الْمُسْتَقِيمَ. 24إِنَّمَا اتَّقُوا الرَّبَّ وَاعْبُدُوهُ بِالأَمَانَةِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ, بَلِ انْظُرُوا فِعْلَهُ الَّذِي عَظَّمَهُ مَعَكُمْ. 25وَإِنْ فَعَلْتُمْ شَرّاً فَإِنَّكُمْ تَهْلِكُونَ أَنْتُمْ وَمَلِكُكُمْ جَمِيعاً».
ع19: أمام هذه المعجزة وأمام هذا الحدث العجيب، وقف الشعب أمام صمئويل النبى طالبًا منه الشفاعة والصلاة من أجل خطيتهم التى صنعوها حتى لا يفنيهم الله من أمامه، واعترفوا بكبرياءهم عندما طلبوا لأنفسهم ملكًا.
ع20، 21: طمأن صموئيل شعبه الخائفين بأن الله لن يفنيهم، إذ أنه طويل الأناة، ولكن بشرط أن يتمسكوا بوصاياه ولا يقلدوا الأمم بعبادة الأوثان التى لا تفيد شيئًا، فقد طلبوا ملكًا للتشبه بالأمم الوثنية المحيطة بهم.
ع22: أوضح صموئيل سبب عدم إفناء الله لهم وهو أنه يريد أن يكونوا شعبه، ومن أجل اسمه القدوس سيحفظهم وليس من أجل صلاحهم، معطيًا لهم فرصة للتوبة، فهو يريد أن يعلن اسمه بين الأمم عن طريق شعبه، لذا فهو يطيل أناته عليهم رغم خطاياهم.
ع23: أما أنا صموئيل فحاشا لى أن أهمل الصلاة من أجلكم، ومعنى هذا أنه لن يكف عن الصلاة من أجل شعبه واعتبر عدم صلاته لهم خطية أمام الله ولهذا استخدم تعبير (حاشا). ولن أقف فقط عند حد الصلاة من أجلكم بل لن أكف أيضًا عن التعليم والتوجيه لكل ما هو صالح ومستقيم أمام الله.
ع24: وأنتم عليكم أن تضعوا الله أمام أعينكم، وتعبدوه بكل أمانة وتدقيق وبقلوب نقية وليست عبادة اللسان، وتتأملوا فى كل أعماله السابقة والحالية والتى رفعكم بها مرارًا من مذلتكم أمام أعدائكم.
ع25: حذرهم صموئيل حتى لا يرجعوا إلى شرورهم لئلا يهلكهم الله هم وملكهم.
? اهتم أن تصلى من أجل من حولك خاصة عندما ترى البعض يخطئ خطايا واضحة، فلا تدينهم ولكن اعلم أن الله قد سمح بأن ترى هذه الخطايا لتصلى كثيرًا من أجلهم، فيفرح الله بمحبتك لهم ويرفع عنهم خطاياهم وتنمو أنت فى محبة الله وتنال بركاته.