مسح داود ملكًا
(1) صموئيل يمسح داود ملكًا (ع1-13):
1فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «حَتَّى مَتَى تَنُوحُ عَلَى شَاوُلَ, وَأَنَا قَدْ رَفَضْتُهُ عَنْ أَنْ يَمْلِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ؟ امْلَأْ قَرْنَكَ دُهْناً وَتَعَالَ أُرْسِلْكَ إِلَى يَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ, لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ لِي فِي بَنِيهِ مَلِكاً».
2فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «كَيْفَ أَذْهَبُ؟ إِنْ سَمِعَ شَاوُلُ يَقْتُلُنِي». فَقَالَ الرَّبُّ: «خُذْ بِيَدِكَ عِجْلَةً مِنَ الْبَقَرِ وَقُلْ: قَدْ جِئْتُ لأَذْبَحَ لِلرَّبِّ. 3وَادْعُ يَسَّى إِلَى الذَّبِيحَةِ, وَأَنَا أُعَلِّمُكَ مَاذَا تَصْنَعُ. وَامْسَحْ لِيَ الَّذِي أَقُولُ لَكَ عَنْهُ». 4فَفَعَلَ صَمُوئِيلُ كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ. فَارْتَعَدَ شُيُوخُ الْمَدِينَةِ عِنْدَ اسْتِقْبَالِهِ وَقَالُوا: «أَسَلاَمٌ مَجِيئُكَ؟» 5فَقَالَ: «سَلاَمٌ. قَدْ جِئْتُ لأَذْبَحَ لِلرَّبِّ. تَقَدَّسُوا وَتَعَالُوا مَعِي إِلَى الذَّبِيحَةِ». وَقَدَّسَ يَسَّى وَبَنِيهِ وَدَعَاهُمْ إِلَى الذَّبِيحَةِ. 6وَكَانَ لَمَّا جَاءُوا أَنَّهُ رَأَى أَلِيآبَ, فَقَالَ: «إِنَّ أَمَامَ الرَّبِّ مَسِيحَهُ». 7فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «لاَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْظَرِهِ وَطُولِ قَامَتِهِ لأَنِّي قَدْ رَفَضْتُهُ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الْإِنْسَانُ. لأَنَّ الْإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ, وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ». 8فَدَعَا يَسَّى أَبِينَادَابَ وَعَبَّرَهُ أَمَامَ صَمُوئِيلَ, فَقَالَ: «وَهَذَا أَيْضاً لَمْ يَخْتَرْهُ الرَّبُّ». 9وَعَبَّرَ يَسَّى شَمَّةَ, فَقَالَ: «وَهَذَا أَيْضاً لَمْ يَخْتَرْهُ الرَّبُّ». 10وَعَبَّرَ يَسَّى بَنِيهِ السَّبْعَةَ أَمَامَ صَمُوئِيلَ, فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى: «الرَّبُّ لَمْ يَخْتَرْ هَؤُلاَءِ». 11وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى: «هَلْ كَمُلَ الْغِلْمَانُ؟» فَقَالَ: «بَقِيَ بَعْدُ الصَّغِيرُ وَهُوَذَا يَرْعَى الْغَنَمَ». فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى: «أَرْسِلْ وَأْتِ بِهِ, لأَنَّنَا لاَ نَجْلِسُ حَتَّى يَأْتِيَ إِلَى هَهُنَا». 12فَأَرْسَلَ وَأَتَى بِهِ. وَكَانَ أَشْقَرَ مَعَ حَلاَوَةِ الْعَيْنَيْنِ وَحَسَنَ الْمَنْظَرِ. فَقَالَ الرَّبُّ: «قُمِ امْسَحْهُ لأَنَّ هَذَا هُوَ». 13فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ قَرْنَ الدُّهْنِ وَمَسَحَهُ فِي وَسَطِ إِخْوَتِهِ. وَحَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى دَاوُدَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِداً. ثُمَّ قَامَ صَمُوئِيلُ وَذَهَبَ إِلَى الرَّامَةِ.
ع1: قرن : من قرون الغنم وكان يستخدم كوعاء لدهن المسحة.
بيت لحم : تقع جنوب أورشليم بنحو 9.5 كم.
كلم الله صموئيل طالبًا منه أن يكف عن البكاء والطلب من أجل شاول بعدما رفضه نتيجة عصيانه واحتقار أوامره، وأمره أن يأخذ قرنًا ويضع فيه “الدهن المقدس” ويذهب به إلى “يسى” الذى يقيم فى مدينة بيت لحم، لمسح أحد أبنائه ملكًا.
ويقول الله “رأيت لى … ملكًا” : فالله بأبوته يختار ملكًا خاضعًا له لينفذ وصاياه ويقود شعبه فى طريق البر.
ع2: خاف صموئيل، تحت ضعفه البشرى، من شاول الملك الحالى لئلا يقتله إذا علم أنه سيمسح ملكًا غيره وقال ذلك لله، ولكن الله بطول أناته لم ينتهر صموئيل على ضعفه الإنسانى، بل أعطى له حلاً وهو أن يأخذ عجلة ويذهب بها إلى بيت لحم وكأنه إنما ذهب ليقدم ذبيحة، وهو أمر مقبول ومعروف عن صموئيل، الذى كان كثير التجوال فى البلاد وكان يقدم الذبائح فى كل مكان. وهذا استثناء كان يقوم به صموئيل لأن الذبائح كانت تقدم كلها فى بيت الله. وقول صموئيل أنه سيقدم ذبيحة ليس كذبًا لأنه سيقدمها فعلاً أمام كل الشعب ولكن سيمسح الملك الجديد سرًا.
ومسح داود سرًا يرمز لحياتنا الحاضرة، فقد مسحنا كلنا بالروح القدس فى سرّ الميرون، ولكن سيستعلن ملكنا وتتويجنا فى الأبدية (رو8: 18) بعد موتنا، الذى يرمز إليه موت شاول، وبعد أن نجتاز آلام هذا الزمان الحاضر التى يرمز إليها الآلام التى احتملها داود من شاول.
ع3: يكمل الله كلامه مع صموئيل ويقول له ادعُ يسى وبيته لحضور الذبيحة وتقوم بمسح الابن الذى سوف أعلنه لك وأخبرك بكل ما تفعل.
ع4: نفّذ صموئيل كلام الله وأتى إلى بيت لحم، فعندما رآه شيوخ المدينة خافوا لأن زيارته كانت مفاجئة، وظنوا أنه أتى لإعلان خطأ أو معاقبة أحد، فسألوه هل مجيئك للخير والسلام أم لغرض آخر.
ع5: طمأنهم صموئيل وقال لهم .. إنما جئت لتقديم ذبيحة للرب وليس هناك خبر سوء فى مجيئى، وطلب منهم أن يتقدسوا قبل تقديم الذبيحة وكذلك طلب من “يسى” وأولاده، ودعا الجميع للذبيحة. وكان التقديس يتم بأن يستحم الإنسان ويغسل ثيابه ويفحص ضميره..
- يصرخ الكاهن فى القداس قائلاً “القدسات للقديسين” قبل أن يتقدم الشعب للتناول من الأسرار المقدسة، إفحص نفسك أيها الحبيب وقدس نفسك بالتوبة وتنقية ضميرك فتأخذ بركة الإتحاد بجسد المسيح ودمه.
ع6: لما جاءوا : ذهب صموئيل ويسى وبنوه إلى بيت يسى وكان ذلك بأمر صموئيل حتى يتمم سرًا مسح الملك الجديد.
قدم صموئيل الذبيحة على مذبح فى وسط المدينة ولكن ذهب ليأكل منها فى بيت يسى بالطبع عن قصد سابق فى نفسه، وأثناء وجوده فى بيت يسى رأى صموئيل ابن يسى البكر “أليآب” فقال فى نفسه هذا هو مسيح الرب.
ع7: أوضح الله لصموئيل أن أليآب ليس هو الملك الجديد كما ظن صموئيل لطول قامته، وأعلن له أنه كإنسان ينظر إلى الشكل الخارجى للملك أما الله فيختار القلب النقى ليدبر الملك شعبه بالتقوى والبر.
ع8-10: فى هذه الأعداد الثلاثة قدّم يسّى أبناءه السبعة أمام صموئيل مبتدئًا “بأبيناداب” ابنه الثانى ثم “شمة” ابنه الثالث إلى آخر السبعة، ولكن مع كل واحد منهم كان الله يعلن لصموئيل أنه ليس هو المختار ليُمسَح ملكًا.
ع11: إذ لم يختر الرب أحد من هؤلاء السبعة، سأل صموئيل “يسى”، هل هؤلاء هم كل بنيك، فأجابه “يسى” أنه لم يتخلف سوى أصغرهم والمكلف برعاية الغنم، فطلب صموئيل من “يسى” أن يأتى به وبسرعة، معبرًا عن اهتمامه بمجئ هذا الصغير بأنه لن يجلس للأكل لحين وصوله.
ع12: بالفعل أرسل يسى واستدعى ابنه الأصغر “داود”، فأتى، ويصفه صموئيل بأنه جميل المنظر والشكل يميل لونه للبياض وكذلك عيناه ملونتان. وعندما دخل الفتى داود أعلن الرب لصموئيل بأنه هو المختار وطلب منه أن يقوم ليمسحه.
ونرى هنا أن داود الأصغر والمتروك مع الغنم ولا أحد يتوقع أن يكون هو المختار من الله، يختاره الله فعلاً من أجل أمانته فى رعاية الغنم، إذ قتل الأسد والدب وخاطر بنفسه للحفاظ على الغنم (ص17: 34). فداود يمثل كل المحتقرين والمرفوضين من العالم ولكن قلوبهم نقية وأمناء، فهم متقدمون أمام الله. ويرمز أيضاً للأمم الذين كانوا مرفوضين من اليهود ولكن المسيح الذى أتى لخلاص الكل وقبلهم فخرج منهم قديسون كثيرون. وداود يرمز هنا أيضًا للمسيح المحتقر المولود فى المزود، والمضطهد من الكهنة والكتبة والفريسيين، والمصلوب، ولكن هو المخلص للعالم كله وملك الملوك. ويظهر من هذا أيضًا أن نظرة الله تختلف عن نظرة الناس، فاختار داود الذى لم يكن حتى أبيه يشعر أنه مناسب لهذه الوظيفة. فلا تحكم حسب الظاهر واعطِ فرصة للصلاة لتسمع صوت الله واختياره.
ع13: بالفعل قام صموئيل ومسح “داود” بالدهن المقدس أمام كل الحاضرين، وللوقت حل روح الله على داود كمسيح للرب وملك لإسرائيل كل أيامه. أما صموئيل فبعد أن أتمّ مهمته انطلق عائدًا إلى الرامة مكان إقامته بعد أن مسح داود وأكل من الذبيحة.
وآمن داود بنعمة الله التى حلّت عليه ليكون ملكًا، ولكن عندما لم يجد نفسه قد أعلن تتويجه على المملكة بل أن شاول الذى يملك، لعله فهم أنه محتاج لفترة إعداد للمُلك سيعده الله فيها، فلم يضطرب وعاش حياته الطبيعية ولم يطالب بأى حقوق للملك. ولعل هذا الإعداد يظهر فى :
- تعلمه رعاية الشعب من خلال رعايته للغنم.
- تعلم التأمل والخلوة مع الله الذى سيسنده فى حياته وفى وظيفته كملك.
- تعلم العزف على العود ليسبح الله ويشكره على كل شئ، فلا يضطرب من الآلام التى يمكن أن تمر به.
- فى انتصاره على الأسد والدب شعر بقوة الله المساندة له.
- ضربه العود لشاول جعله يرى القصر الملكى ويتعلم كيفية تصريف الملك لأمور المملكة.
- فى انتصاره على جليات وقتله تثبت إيمانه بقوة الله الذى معه.
- غيرة شاول منه علمته التماس العذر للآخرين والإشفاق عليهم ومحبتهم.
- احتماله للآلام والغربة عندما طارده شاول جعله لا يتعلق بمباهج ورفاهية الملك ويظل متمسكًا بمحبته لله.
- تعرضه للقتل بيد شاول مرات كثيرة جعله يتكل على الله ويثق فى حمايته له.
- وقوع شاول بين يديه أثناء مطاردته علمه التسامح الكامل واحترام الآخرين.
- لا تحكم حسب الظاهر لئلا يكون حكمك خاطئًا، اطلب الله وتريس فى الحكم إن كنت مسئولاً عن اختيار شخص لتحمل مسئولية معينة وأطل أناتك إلى أن يكشف لك الله الشخص المناسب. ولا تتدخل فيما لا يعنيك وتحكم على الآخرين فتسقط فى الإدانة.
(2) داود يضرب العود لشاول (ع14-23):
14وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ, وَبَغَتَهُ رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. 15فَقَالَ عَبِيدُ شَاوُلَ لَهُ: «هُوَذَا رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ يَبْغَتُكَ. 16فَلْيَأْمُرْ سَيِّدُنَا عَبِيدَهُ قُدَّامَهُ أَنْ يُفَتِّشُوا عَلَى رَجُلٍ يُحْسِنُ الضَّرْبَ بِالْعُودِ. وَيَكُونُ إِذَا كَانَ عَلَيْكَ الرُّوحُ الرَّدِيءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ أَنَّهُ يَضْرِبُ بِيَدِهِ فَتَطِيبُ».
17فَقَالَ شَاوُلُ لِعَبِيدِهِ: «انْظُرُوا لِي رَجُلاً يُحْسِنُ الضَّرْبَ وَأْتُوا بِهِ إِلَيَّ». 18فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنَ الْغِلْمَانِ: «هُوَذَا قَدْ رَأَيْتُ ابْناً لِيَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ يُحْسِنُ الضَّرْبَ, وَهُوَ جَبَّارُ بَأْسٍ وَرَجُلُ حَرْبٍ وَفَصِيحٌ وَرَجُلٌ جَمِيلٌ, وَالرَّبُّ مَعَهُ». 19فَأَرْسَلَ شَاوُلُ رُسُلاً إِلَى يَسَّى يَقُولُ: «أَرْسِلْ إِلَيَّ دَاوُدَ ابْنَكَ الَّذِي مَعَ الْغَنَمِ». 20فَأَخَذَ يَسَّى حِمَاراً حَامِلاً خُبْزاً وَزِقَّ خَمْرٍ وَجَدْيَ مِعْزىً وَأَرْسَلَهَا بِيَدِ دَاوُدَ ابْنِهِ إِلَى شَاوُلَ. 21فَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى شَاوُلَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ, فَأَحَبَّهُ جِدّاً وَكَانَ لَهُ حَامِلَ سِلاَحٍ. 22فَأَرْسَلَ شَاوُلُ إِلَى يَسَّى يَقُولُ: «لِيَقِفْ دَاوُدُ أَمَامِي لأَنَّهُ وَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيَّ». 23وَكَانَ عِنْدَمَا جَاءَ الرُّوحُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَلَى شَاوُلَ أَنَّ دَاوُدَ أَخَذَ الْعُودَ وَضَرَبَ بِيَدِهِ, فَكَانَ شَاوُلُ يَرْتَاحُ وَيَطِيبُ وَيَذْهَبُ عَنْهُ الرُّوحُ الرَّدِيءُ.
ع14: بعد أن أخطأ شاول أكثر من مرة واستهان بأوامر الله، وإعلان الرب لرفضه، فارقه الروح القدس تمامًا، وبسماح من الله بغته روح نجس وصار مسكنًا للشيطان، وظل هذا الروح يقلق شاول ويعذبه من حين لآخر.
وليس معنى هذا أن الله أرسل له روح نجس، ولكن من أجل شره تخلى عنه الله فدخله الروح النجس، والله سمح بهذا ليظهر نتيجة الكبرياء والشر.
ع15، 16: مع تكرار مهاجمة الروح الردئ لشاول، اقترح عبيده عليه أن يرسل رجاله فى كل مكان فى المملكة للبحث عن رجل يجيد العزف على الأوتار، فإذا وجد هذا الرجل وعزف ألحانه أثناء نشاط الروح النجس وتعذيبه لشاول، فإن الروح يهدأ ويرتاح شاول وتطيب نفسه. وربما كان هذا الاقتراح يعتبر نوع من علاج الهياج بالموسيقى الهادئة الذى ينجح فى كثير من الأحيان … ولكن لم يكن يعلم أن هذا كله ترتيب إلهى سابق حتى يتقابل شاول مع داود ابن يسى. ولم يجرؤ أحد أن يواجه الملك ويدعوه للتوبة حتى يفارقه الروح النجس.
ع17، 18: وبالفعل أمر شاول رجاله وعبيده بالبحث عن رجل يجيد العزف، فقال أحد معارف شاول الحاضرين بأنه يعرف رجلاً قد رآه وهو أحد أبناء “يسى” من بيت لحم، وهذا الابن ليس فقط عازفًا جيدًا للموسيقى بل أيضاً رجلاً جريئًا ومحاربًا وله لسان الحكماء وجميل المنظر، وفوق كل هذا فالرب معه ويباركه.
ع19، 20: لما سمع شاول هذه الشهادة لم يبحث عن أحد بل أرسل رسلاً إلى بيت لحم طالبًا من “يسى” إرسال ابنه راعى الغنم، وبالفعل أرسل “يسى” ابنه داود للملك وأرسل معه هدية عبارة عن خبز وخمر وجدى من الماعز، إذ كان رجلاً كريمًا ووجيهًا فاستحسن أن يرسل ابنه بهدية للملك.
ع21، 22: دخل داود على شاول الملك فى مجلسه وأعطاه الرب نعمة فى عينى الملك، فأحبه جدًا منذ أن رآه وجعله من رجاله المقربين، إذ جعله حاملاً لسلاحه، وهذا معناه أنه كان ملاصقًا على الدوام لشاول. وأرسل شاول رسولاً “ليسى” أبى داود طالبًا منه ترك داود له لأنه أحبه وائتمنه وجعله من أقرب رجال الشعب إليه. وبالطبع لم يكن ليسّى أن يرفض مثل هذا الطلب، بل اعتبر هذا فخرًا لأى أب فى إسرائيل كلها.
وكان وجود داود فى القصر الملكى فرصة له للتعرف على نظام الحكم وتدبيره، ليتعلم كل ما هو نافع للحكم ويتجنب الأخطاء التى تضر الشعب، فيكون هذا تمهيدًا وإعدادًا له عندما يتولى بالفعل قيادة الشعب.
ع23: كلما كان الروح النجس يهاجم شاول، كان داود يضرب بأوتار عوده، فكان الروح النجس يذهب عن الملك ويرتاح بعد ذلك. ولم يكن السبب فى إبعاد الروح النجس هو مجرد عزف الموسيقى ولكن الأساس كان وجود داود البار فيخاف منه الشيطان ويبتعد عن شاول.
- إن كنت أمينًا فى أعمالك وتحملك للمسئولية، فالله يعطيك نعمة فى أعين المسئولين، بل يعطيك مهابة أيضًا لتستغلها فى جذبهم إلى الله.