صداقة يوناثان وعداء شاول لداود
(1) صداقة يوناثان لداود (ع1-5):
1وَكَانَ لَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَ شَاوُلَ أَنَّ نَفْسَ يُونَاثَانَ تَعَلَّقَتْ بِنَفْسِ دَاوُدَ, وَأَحَبَّهُ يُونَاثَانُ كَنَفْسِهِ. 2فَأَخَذَهُ شَاوُلُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَمْ يَدَعْهُ يَرْجِعُ إِلَى بَيْتِ أَبِيهِ. 3وَقَطَعَ يُونَاثَانُ وَدَاوُدُ عَهْداً لأَنَّهُ أَحَبَّهُ كَنَفْسِهِ. 4وَخَلَعَ يُونَاثَانُ الْجُبَّةَ الَّتِي عَلَيْهِ وَأَعْطَاهَا لِدَاوُدَ مَعَ ثِيَابِهِ وَسَيْفِهِ وَقَوْسِهِ وَمِنْطَقَتِهِ.
5وَكَانَ دَاوُدُ يَخْرُجُ إِلَى حَيْثُمَا أَرْسَلَهُ شَاوُلُ. كَانَ يُفْلِحُ. فَجَعَلَهُ شَاوُلُ عَلَى رِجَالِ الْحَرْبِ. وَحَسُنَ فِي أَعْيُنِ جَمِيعِ الشَّعْبِ وَفِي أَعْيُنِ عَبِيدِ شَاوُلَ أَيْضاً.
ع1: كان يوناثان ابن شاول حاضرًا الحديث بين شاول أبيه وبين داود بعد المعركة، وأحب يوناثان داود جدًا، وللتعبير عن شدة هذا الحب وُصف بأنه يحبه كنفسه. وصارت صداقة يوناثان وداود قوية لتوفر شروطها فيهما وهى :
- هدفهما واحد وهو محبة الله والغيرة على اسمه التى ظهرت فى منازلة يوناثان للفلسطينيين ومقاتلة داود لجليات.
- تشابههما فى الإيمان القوى بالله والذى أعطاهما شجاعة نادرة ضد الأعداء.
- استعدادهما للتضحية كل فى سبيل الآخر كما سيظهر فى دفاع يوناثان عن داود أمام أبيه فاغتاظ شاول وقام ليقتل ابنه.
ع2: أما شاول الملك الذى أحب داود جدًا وتعلق به أيضًا، لم يدعه يرجع ثانية إلى بيت لحم بل احتفظ به مع رجاله.
ع3: أما يوناثان فقد عبر عن حبه لداود بأنه قطع معه عهدًا بأن يكون صديقًا له إلى آخر عمره، وبالفعل حافظ كلاهما على عهدهما بل أن صداقة يوناثان وداود صارت مثلاً لجميع الأجيال.
ع4: جبة : رداء خارجى فاخر.
منطقة : حزام.
كعلامة على العهد بين الصديقين، قدم يوناثان رمزًا لصديقه “داود” وهو أنه خلع “جبته” الخاصة به وقدمها كهدية لداود، وكذلك قدم أيضًا سيفه وقوسه وحزامه الجلدى، وهى كل أشياء خاصة جدًا بالإنسان وليس من السهل التنازل عنها، ولكنه فعل هذا بكل الحب كأنه يقدم أغلى ما عنده لصديقه الجديد.
ع5: أعطى الرب نعمة لداود فى عينى شاول، إذ كان الرب مع داود فكان ينجح فى كل المهام التى كان يكلفه بها الملك، ولهذا أعطاه شاول مركزًا متقدمًا فى جيشه فكان من قواد الحرب، وبارك الله داود بالأكثر فصار محبوبًا من كل عبيد شاول وكذلك من كل شعب إسرائيل.
? إن عشت بالتقوى وتمسكت بوصايا الله، سيعطيك نعمة فى أعين الآخرين فيحبونك وتعيش فى علاقات طيبة معهم مما يساعدك على النجاح فى حياتك وأيضًا فى خدمة الآخرين وجذبهم للمسيح.
(2) غيرة شاول من داود (ع6-9) :
6وَكَانَ عِنْدَ مَجِيئِهِمْ حِينَ رَجَعَ دَاوُدُ مِنْ قَتْلِ الْفِلِسْطِينِيِّ أَنَّ النِّسَاءَ خَرَجَتْ مِنْ جَمِيعِ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ بِالْغِنَاءِ وَالرَّقْصِ لِلِقَاءِ شَاوُلَ الْمَلِكِ بِدُفُوفٍ وَبِفَرَحٍ وَبِمُثَلَّثَاتٍ. 7فَغَنَّتِ النِّسَاءُ اللَّاعِبَاتُ وَقُلْنَ: «ضَرَبَ شَاوُلُ أُلُوفَهُ وَدَاوُدُ رَبَوَاتِهِ. 8فَغَضِبَ شَاوُلُ جِدّاً وَسَاءَ هَذَا الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيْهِ, وَقَالَ: «أَعْطَيْنَ دَاوُدَ رَبَوَاتٍ وَأَمَّا أَنَا فَأَعْطَيْنَنِي الأُلُوفَ! وَبَعْدُ فَقَطْ تَبْقَى لَهُ الْمَمْلَكَةُ!» 9فَكَانَ شَاوُلُ يُعَايِنُ دَاوُدَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِداً.
ع6: لم تدم محبة شاول لداود طويلاً، إذ أتت بعض الأحداث التى قلبت الأمور كلها رأسًا على عقب. فبعد فترة من الوقت وعندما قرر شاول الرجوع من أماكن الحرب والدخول إلى مدن الشعب، وكعادة الملوك المنتصرين كان الشعب يخرج لاستقبالهم، وبالفعل خرجت النساء لاستقبال الرجال المنتصرين ومعهم آلات الطرب مثل الدفوف والمثلثات الرنانة، وأخذن يرقصن ويهتفن بالغناء.
ع7: الربوات : عشرات الألوف.
كانت هناك دائمًا الأشعار والأغانى الشعبية التى تطلق فى مثل هذه المواقف والاحتفالات، فبدأت النساء الراقصات يهتفن لقد قتل شاول الألوف أما داود فقد قتل عشرات الألوف، وبالطبع لم تقصد النساء إغاظة شاول ولكن هكذا جاءت الكلمات تعبيرًا عن اعترافهم بفضل داود فى هذا الإنتصار العظيم على جليات والفلسطينيين.
ع8: إغتاظ شاول جدًا بسبب غيرته البشرية من كلام النساء واعتبره نوعًا من الوقاحة والإقلال من شأنه، وقال لقد نسبوا إلىّ الألوف ونسبوا لداود عشرات الألوف، فلم يبقَ شئ إذًا سوى أن يأخذ داود أيضًا المملكة منى ويصير الحكم له !!!
ع9: بعد هذه الأحداث صار شاول يضمر الشر لداود وتحولت محبته الأولى إلى كراهية وغيرة ورغبة فى التخلص منه.
? لا تتضايق إذا مدحوا إنسان أمامك ولم يمدحوك فليس معنى هذا الإقلال من شأنك .. كن إيجابيًا وتعلم من فضائل من يمدحونه واكتفِ بإرضاء الله فهو أفضل من كل مديح بشرى.
(3) شاول يحاول قتل داود (ع10-16):
10وَكَانَ فِي الْغَدِ أَنَّ الرُّوحَ الرَّدِيءَ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ اقْتَحَمَ شَاوُلَ وَجُنَّ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ. وَكَانَ دَاوُدُ يَضْرِبُ بِيَدِهِ كَمَا فِي يَوْمٍ فَيَوْمٍ, وَكَانَ الرُّمْحُ بِيَدِ شَاوُلَ. 11فَأَشْرَعَ شَاوُلُ الرُّمْحَ وَقَالَ: «أَضْرِبُ دَاوُدَ حَتَّى إِلَى الْحَائِطِ». فَتَحَوَّلَ دَاوُدُ مِنْ أَمَامِهِ مَرَّتَيْنِ. 12وَكَانَ شَاوُلُ يَخَافُ دَاوُدَ لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَهُ وَقَدْ فَارَقَ شَاوُلَ. 13فَأَبْعَدَهُ شَاوُلُ عَنْهُ وَجَعَلَهُ لَهُ رَئِيسَ أَلْفٍ, فَكَانَ يَخْرُجُ وَيَدْخُلُ أَمَامَ الشَّعْبِ. 14وَكَانَ دَاوُدُ مُفْلِحاً فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ وَالرَّبُّ مَعَهُ. 15فَلَمَّا رَأَى شَاوُلُ أَنَّهُ مُفْلِحٌ جِدّاً فَزِعَ مِنْهُ. 16وَكَانَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا يُحِبُّونَ دَاوُدَ لأَنَّهُ كَانَ يَخْرُجُ وَيَدْخُلُ أَمَامَهُمْ.
ع10، 11: كما فى يوم فيوم : تعبير معناه ما بين الحين والآخر.
فى اليوم التالى لغضب شاول من هتاف النساء انتابته حالة هياج بسبب الروح النجس، وكالمعتاد أتوا بداود ضارب العود الذى بدأ عزفه، واستغل الشيطان (الروح النجس) كراهية شاول لداود وغيرته منه، فدفعه لقتل داود وخاصة أنه كان ممسكًا برمحه، فوجَّه شاول الرمح نحو داود المستند على الحائط وحاول أن يقتله، ولكنه استطاع أن يهرب مرتين من شاول فضرب الرمح فى الحائط ولم يصب داود.
وهنا نجد شاول الملك، الذى بيده كل السلطان، يخاف من داود ويحسده ويحاول قتله، فيهرب داود من أمامه ويحفظه الله من كل مؤامرات شاول. ومن هذا نستنتج مدى ضعف شاول الداخلى لأنه ليس مع الله حتى ولو كان له سلطان الملك، وداود الذى يبدو بلا سلطان، فمعه كل القوة لأن الله معه.
ع12: يكشف لنا هذا العدد أنه بالرغم من أن شاول لازال الملك وأن داود مجرد عبد من عبيده، إلاّ أن مفارقة الله لشاول وتعضيده لداود جعل شاول هو الذى يخاف من داود.
? وهذا يعلمنا أيها الحبيب أن نقتنى مخافة الله ومحبته، ونحصل على رضاه عنا، فإذا كان الرب معنا من يكون علينا … فالله يعطى المهابة والقوة الداخلية فلا يقدر أحد أن يخيفك أو يرهب قلبك بل يجعل كل أعدائك يخافونك.
ع13، 14: وكما يفعل السياسيون الخبثاء، هكذا فعل شاول مع داود، فهو لا يستطيع أن يؤذى بطل الشعب أو يقتله بل أعطاه مركزًا أدبيًا وسلطة محدودة، ولكن أبعده عن نفسه وعن حاشيته وجعله رئيسًا على ألف، فكان أميناً فى عمله وأعطاه الرب النجاح وعضّده وصار محبوبًا من كل الشعب.
ع15، 16: بلغت الأخبار شاول عن نجاح داود، فزاد خوفه بالأكثر من شخصه، الذى صار فى مقام رجل الشعب الأول، إذ أحبه الجميع من سبطه ومن جميع أسباط الشعب، فالشعب يحب القائد الذى يختلط بهم ويعيش بينهم مثل المسيح الذى عاش وسط الجموع وتألم بآلامهم (عب2: 17).
(4) زواج داود من ميكال (ع17-30):
17وَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: «هُوَذَا ابْنَتِي الْكَبِيرَةُ مَيْرَبُ أُعْطِيكَ إِيَّاهَا امْرَأَةً. إِنَّمَا كُنْ لِي ذَا بَأْسٍ وَحَارِبْ حُرُوبَ الرَّبِّ». فَإِنَّ شَاوُلَ قَالَ: «لاَ تَكُنْ يَدِي عَلَيْهِ, بَلْ لِتَكُنْ عَلَيْهِ يَدُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ».
18فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: «مَنْ أَنَا وَمَا هِيَ حَيَاتِي وَعَشِيرَةُ أَبِي فِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى أَكُونَ صِهْرَ الْمَلِكِ!» 19وَكَانَ فِي وَقْتِ إِعْطَاءِ مَيْرَبَ ابْنَةِ شَاوُلَ لِدَاوُدَ أَنَّهَا أُعْطِيَتْ لِعَدْرِيئِيلَ الْمَحُولِيِّ امْرَأَةً. 20وَمِيكَالُ ابْنَةُ شَاوُلَ أَحَبَّتْ دَاوُدَ, فَأَخْبَرُوا شَاوُلَ, فَحَسُنَ الأَمْرُ فِي عَيْنَيْهِ. 21وَقَالَ شَاوُلُ: «أُعْطِيهِ إِيَّاهَا فَتَكُونُ لَهُ شَرَكاً وَتَكُونُ يَدُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ عَلَيْهِ». وَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ ثَانِيَةً: «تُصَاهِرُنِي الْيَوْمَ». 22وَأَمَرَ شَاوُلُ عَبِيدَهُ: «تَكَلَّمُوا مَعَ دَاوُدَ سِرّاً قَائِلِينَ: هُوَذَا قَدْ سُرَّ بِكَ الْمَلِكُ, وَجَمِيعُ عَبِيدِهِ قَدْ أَحَبُّوكَ. فَالآنَ صَاهِرِ الْمَلِكَ». 23فَتَكَلَّمَ عَبِيدُ شَاوُلَ فِي أُذُنَيْ دَاوُدَ بِهَذَا الْكَلاَمِ. فَقَالَ دَاوُدُ: «هَلْ هُوَ مُسْتَخَفٌّ فِي أَعْيُنِكُمْ مُصَاهَرَةُ الْمَلِكِ وَأَنَا رَجُلٌ مَِسْكِينٌ وَحَقِيرٌ؟» 24فَأَخْبَرَ شَاوُلَ عَبِيدُهُ: «بِمِثْلِ هَذَا الْكَلاَمِ تَكَلَّمَ دَاوُدُ». 25فَقَالَ شَاوُلُ: «هَكَذَا تَقُولُونَ لِدَاوُدَ: لَيْسَتْ مَسَرَّةُ الْمَلِكِ بِالْمَهْرِ, بَلْ بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِلاِنْتِقَامِ مِنْ أَعْدَاءِ الْمَلِكِ». وَكَانَ شَاوُلُ يَتَفَكَّرُ أَنْ يُوقِعَ دَاوُدَ بِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. 26فَأَخْبَرَ عَبِيدُهُ دَاوُدَ بِهَذَا الْكَلاَمِ, فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيْ دَاوُدَ أَنْ يُصَاهِرَ الْمَلِكَ. وَلَمْ تَكْمُلِ الأَيَّامُ 27حَتَّى قَامَ دَاوُدُ وَذَهَبَ هُوَ وَرِجَالُهُ وَقَتَلَ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مِئَتَيْ رَجُلٍ, وَأَتَى دَاوُدُ بِغُلَفِهِمْ فَأَكْمَلُوهَا لِلْمَلِكِ لِمُصَاهَرَةِ الْمَلِكِ. فَأَعْطَاهُ شَاوُلُ مِيكَالَ ابْنَتَهُ امْرَأَةً. 28فَرَأَى شَاوُلُ وَعَلِمَ أَنَّ الرَّبَّ مَعَ دَاوُدَ. وَمِيكَالُ ابْنَةُ شَاوُلَ كَانَتْ تُحِبُّهُ. 29وَعَادَ شَاوُلُ يَخَافُ دَاوُدَ بَعْدُ, وَصَارَ شَاوُلُ عَدُوّاً لِدَاوُدَ كُلَّ الأَيَّامِ.
30وَخَرَجَ أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَمِنْ حِينِ خُرُوجِهِمْ كَانَ دَاوُدُ يُفْلِحُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ عَبِيدِ شَاوُلَ, فَتَوَقَّرَ اسْمُهُ جِدّاً.
ع17: زادت الغيرة جدًا فى قلب شاول مع نجاح داود ومحبة الشعب له، فدارت فى عقله فكرة خبيثة جدًا للتخلص منه وقتله، وهى أن يعرض عليه شرفًا عظيمًا وهو تزويجه من ابنته “ميرب” الكبرى فى مقابل أن يكون داود قائدًا لجيشه فى محاربة الفلسطينيين، وبالتالى يكون داود عُرضة للقتل فى هذه الحروب، فيقتل بيد الفلسطينيين وتظل يد شاول نظيفة من دمه. ونرى هنا اتضاع داود، فلم يطالبه بحقه فى الزواج بابنته دون مهر، لأنه قد دفعه بقتله جليات، فشاول قد وعد بهذا، ولكنه أطاع.
ع18: فى اتضاع وإنكار للذات، جاوب داود شاول بأنه غير مستحق لهذا النسب الشريف، قائلاً من أكون أنا أو من هى عشيرتى حتى استحق مصاهرة الملك.
ع19: وفى وقت الزواج الذى تم تحديده نفاجأ بأن ابنة شاول أعطيت لرجل آخر غير معروف من بلدة “محولة” فى وادى الأردن اسمه “عدرئيل”، ولا نعرف سبب هذا التحول فربما يكون شاول نكث بعهده لمضايقة وإذلال داود بين الشعب. ونرى هنا أنه فى حين ينكث شاول بعهده مع داود ولا يزوجه ميرب، أن الله يكافئه بمكافآت كثيرة هى :
- النجاح فى حروبه مع الفلسطينيين فظهر كقائد حربى عظيم.
- صداقة يوناثان ابن شاول له.
- محبة ميكال له والتى ستقف معه ضد أبيها كما سيظهر فيما بعد.
- محبة الشعب والتفافه حوله.
ع20: من ناحية أخرى وبعد زواج “ميرب”، أحبت “ميكال” الابنة الصغرى لشاول داود، فلما علم رجال شاول أخبروه فرحب بالأمر جدًا.
ع21: شركًا : فخًا ومصيدة.
جاء تصريح ميكال بحبها لداود متمشيًا مع ما سبق شاول وأعده فى قلبه للتخلص منه على يد الفلسطينيين، فعرض على داود المصاهرة والزواج.
ع22، 23: لم يكن حديث شاول مع داود مباشرًا بل جعله من خلال رجال حاشيته، إذ ليس من اللائق أن يعرض الملك ابنته بنفسه على داود، وبالفعل ذهب الرجال وكلموا داود لتشجيعه على الفكرة لمصاهرة الملك الذى أحبه ويفضله عن باقى الرجال، وعندما تحدث الرجال مثل هذا الكلام اللطيف مع داود أجابهم بأنه ليس سهلاً أن يصاهر رجل مثله ابنة ملك إسرائيل وهو رجل مسكين وليس من أغنياء الشعب.
ع24، 25: غلفة : أعضاء تناسلية ذكرية غير مختونة.
قام الرجال بنقل كل ما قاله “داود” إلى شاول، فاستغل شاول الفرصة للتخلص من داود.. فأبلغ داود رسالة عن طريق رجاله قائلاً له أنه لا يهتم بالأموال كمهر لابنته بل يريد من داود إحضار مائة غلفة من الفلسطينيين كمهر لميكال. وكان غرض شاول أن يقاتل داود الفلسطينيين فيموت فى الحرب ويتخلص منه.
ع26، 27: أبلغ رجال الملك “داود” بطلب الملك، ولأن “داود” شجاع، أعجبه الكلام واستهان بالمهمة، فجمع رجاله وقبل أن ينتهى الوقت المحدد من قبل شاول لإتمام هذه المهمة استطاع “داود” المتكل على الله الهجوم على الفلسطينيين وقتل مائتين من الرجال، أى ضعف العدد الذى طلبه شاول، وأتى بغلفهم إلى شاول، فكان هذا مهر ميكال الذى تزوجها به داود.
ع28، 29: تأكد شاول بعد هذه الأحداث من مساندة الله لداود فى كل أموره، وكذلك تعلقت نفس ابنته ميكال “بداود”، فازداد شاول غيظًا وغيرة وخوفًا من داود وزادت عداوة شاول لداود.
ع30: بدأ رؤساء الفلسطينيين يخرجون يهاجمون شعب الله مرة بعد الأخرى، ولكن فى كل مرة يخرجون كان الله يعطى النصرة لشعب الله، أما داود ورجاله فكانوا أكثر نجاحًا وتميزًا فى هذه الحروب حتى أن اسم داود كان محبوبًا ومهابًا جدًا عند كل الشعب.
وبالرغم من أن الشريعة تنص على أن العريس يعفى من الحرب لمدة سنة (تث24: 5) ولكن تنازل داود عن حقه للدفاع عن بلاده ومحاربة الفلسطينيين.
? نرى من خلال أحداث هذا الأصحاح كيف كان قلب شاول شريرًا وكل تدبيراته كانت للتخلص من داود، ونرى أيضًا كيف أن الله حول الشر إلى خير وكل الأمور أدت إلى ارتفاع اسم داود بين الشعب تمهيدًا لأن يصبح الملك. وهذا يذكرنا بما قاله يوسف لإخوته بأنهم قصدوا به شرًا ولكن الله حول الشر واستخدمه من أجل خير وبركة يوسف (تك50: 20). فاجعل قلبك ثابتًا واترك لله التعامل مع كل مؤامرات الشر من حولك حتى لو أحاطت بك التهديدات والمؤامرات، فالله قادر أن يحولها لخيرك ويحميك فى كل خطواتك ما دمت متمسكًا بوصاياه.