محاولات شاول لقتل داود
(1) أمر شاول بقتل داود ونجاح شفاعة يوناثان (ع1-8):
1وَكَلَّمَ شَاوُلُ يُونَاثَانَ ابْنَهُ وَجَمِيعَ عَبِيدِهِ أَنْ يَقْتُلُوا دَاوُدَ. 2وَأَمَّا يُونَاثَانُ بْنُ شَاوُلَ فَسُرَّ بِدَاوُدَ جِدّاً. فَأَخْبَرَ يُونَاثَانُ دَاوُدَ: «شَاوُلُ أَبِي مُلْتَمِسٌ قَتْلَكَ, وَالآنَ فَاحْتَفِظْ عَلَى نَفْسِكَ إِلَى الصَّبَاحِ وَأَقِمْ فِي خُفْيَةٍ وَاخْتَبِئْ. 3وَأَنَا أَخْرُجُ وَأَقِفُ بِجَانِبِ أَبِي فِي الْحَقْلِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ, وَأُكَلِّمُ أَبِي عَنْكَ, وَأَرَى مَاذَا يَصِيرُ وَأُخْبِرُكَ». 4وَتَكَلَّمَ يُونَاثَانُ عَنْ دَاوُدَ حَسَناً مَعَ شَاوُلَ أَبِيهِ وَقَالَ لَهُ: «لاَ يُخْطِئِ الْمَلِكُ إِلَى عَبْدِهِ دَاوُدَ, لأَنَّهُ لَمْ يُخْطِئْ إِلَيْكَ, وَلأَنَّ أَعْمَالَهُ حَسَنَةٌ لَكَ جِدّاً. 5فَإِنَّهُ وَضَعَ نَفْسَهُ بِيَدِهِ وَقَتَلَ الْفِلِسْطِينِيَّ فَصَنَعَ الرَّبُّ خَلاَصاً عَظِيماً لِجَمِيعِ إِسْرَائِيلَ. أَنْتَ رَأَيْتَ وَفَرِحْتَ. فَلِمَاذَا تُخْطِئُ إِلَى دَمٍ بَرِيءٍ بِقَتْلِ دَاوُدَ بِلاَ سَبَبٍ؟» 6فَسَمِعَ شَاوُلُ لِصَوْتِ يُونَاثَانَ, وَحَلَفَ شَاوُلُ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ لاَ يُقْتَلُ». 7فَدَعَا يُونَاثَانُ دَاوُدَ وَأَخْبَرَهُ بِجَمِيعِ هَذَا الْكَلاَمِ. ثُمَّ جَاءَ يُونَاثَانُ بِدَاوُدَ إِلَى شَاوُلَ فَكَانَ أَمَامَهُ كَأَمْسٍ وَمَا قَبْلَهُ. 8وَعَادَتِ الْحَرْبُ تَحْدُثُ, فَخَرَجَ دَاوُدُ وَحَارَبَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَضَرَبَهُمْ ضَرْبَةً عَظِيمَةً فَهَرَبُوا مِنْ أَمَامِهِ.
ع1: بعد أن كان شاول يخطط فى نفسه سرًا للتخلص من “داود”، لم يستطع أن يكتم الأمر فى نفسه وخاصة بعد نجاحات داود المتوالية، ولهذا أعلن لابنه يوناثان وكذلك لرؤساء جيشه المقربين منه برغبته فى أن يقتل “داود” !
ع2: ولكن الله الذى يحمى المتكلين عليه وضع حبًا عجيبًا فى قلب يوناثان نحو داود، فسارع الأول بإخبار داود بما أراد شاول أن يفعله ونصحه بأن يختبئ حتى ينجو من أبيه ورجاله. ولم يحاول يوناثان دفع داود للهرب نهائيًا من وجه شاول أبيه لأنه أحبه وأراد أن تنتفع المملكة منه كقائد حربى، وكان عنده أمل أن يهدئ أباه من نحوه فيعامله بلطف، ولكن عندما يأس من هذا شجعه على الهرب كما سيظهر فيما بعد.
ع3: أبلغ يوناثان داود أيضًا أنه سوف يذهب مع أبيه لأحد الحقول حيث يتحدث معه محاولاً إثناءه عن عزمه فى قتل داود، واتفق يوناثان أن يبلغ داود بنتيجة حواره مع أبيه.
ع4، 5: دار هذا الحديث بالطبع فى أحد الحقول كما فهمنا من العدد السابق، وبدأ يوناثان كلامه مع شاول أبيه بأن “داود” لم يخطئ يومًا واحدًا فى حق شاول، بل بالعكس كل أعماله كانت حسنة فى أعين الشعب ولك أنت أيضًا، فلقد خاطر بحياته وذهب لقتل “جليات” الذى خافه كل الرجال فكان أداة خلاص الله لشعبه، ولقد شاهدت أنت بنفسك ذلك وفرحت بالرجل، فلماذا ترتكب اليوم هذا الإثم العظيم وتخطئ إلى الله وإلى سمعتك بقتل هذا الرجل بلا سبب.
ع6: أعطى الرب نعمة لكلمات يوناثان فى قلب أبيه شاول، فاستجاب الملك وأقسم لابنه باسم الله الحى أنه لن يقتل داود أو يصيبه بسوء.
ع7: أسرع يوناثان إلى مكان اختباء “داود” وأخبره بكل الحوار السابق مع أبيه وكيف انتهى، وأحضر داود معه لمقابلة شاول، فكان داود أمام شاول كسابق عهده محبوبًا منه وفى خدمته.
ع8: عندما حاول الفلسطينيون مرة أخرى مهاجمة بنى إسرائيل، خرج داود ورجاله إليهم وانتصر عليهم فهربوا جميعًا من أمامه وأنشد داود مزموره التاسع والخمسين.
? ليتك تدافع عن المظلومين إن كانت لك فرصة حتى ولو احتملت بعض اللوم من الناس أو خسرت أى شئ. ضع نفسك مكان المظلوم لتشعر به فتدافع عنه، واعلم أن الله قد دافع عنك أنت المظلوم والمحكوم عليك بالموت بسبب الخطية التى أسقطك فيها إبليس ومات عنك وفداك… فاهتم من اليوم بكل إنسان مظلوم تستطيع أن تدافع عنه أو تقدم له خدمة.
(2) محاولات جديدة لقتل داود وهربه منها (ع9-17):
9وَكَانَ الرُّوحُ الرَّدِيءُ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ عَلَى شَاوُلَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي بَيْتِهِ وَرُمْحُهُ بِيَدِهِ, وَكَانَ دَاوُدُ يَضْرِبُ بِالْيَدِ. 10فَالْتَمَسَ شَاوُلُ أَنْ يَطْعَنَ دَاوُدَ بِالرُّمْحِ حَتَّى إِلَى الْحَائِطِ, فَفَرَّ مِنْ أَمَامِ شَاوُلَ فَضَرَبَ الرُّمْحَ إِلَى الْحَائِطِ. فَهَرَبَ دَاوُدُ وَنَجَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ. 11فَأَرْسَلَ شَاوُلُ رُسُلاً إِلَى بَيْتِ دَاوُدَ لِيُرَاقِبُوهُ وَيَقْتُلُوهُ فِي الصَّبَاحِ. فَأَخْبَرَتْ دَاوُدَ مِيكَالُ امْرَأَتُهُ: «إِنْ كُنْتَ لاَ تَنْجُو بِنَفْسِكَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ فَإِنَّكَ تُقْتَلُ غَداً». 12فَأَنْزَلَتْ مِيكَالُ دَاوُدَ مِنَ الْكُوَّةِ فَذَهَبَ هَارِباً وَنَجَا. 13فَأَخَذَتْ مِيكَالُ التَّرَافِيمَ وَوَضَعَتْهُ فِي الْفِرَاشِ, وَوَضَعَتْ لُبْدَةَ الْمِعْزَى تَحْتَ رَأْسِهِ وَغَطَّتْهُ بِثَوْبٍ. 14وَأَرْسَلَ شَاوُلُ رُسُلاً لأَخْذِ دَاوُدَ, فَقَالَتْ: «هُوَ مَرِيضٌ». 15ثُمَّ أَرْسَلَ شَاوُلُ الرُّسُلَ لِيَرُوا دَاوُدَ قَائِلاً: «اصْعَدُوا بِهِ إِلَيَّ عَلَى الْفِرَاشِ لأَقْتُلَهُ». 16فَجَاءَ الرُّسُلُ وَإِذَا فِي الْفِرَاشِ التَّرَافِيمُ وَلِبْدَةُ الْمِعْزَى تَحْتَ رَأْسِهِ. 17فَقَالَ شَاوُلُ لِمِيكَالَ: «لِمَاذَا خَدَعْتِنِي, فَأَطْلَقْتِ عَدُوِّي حَتَّى نَجَا؟» فَقَالَتْ مِيكَالُ لِشَاوُلَ: «هُوَ قَالَ لِي: أَطْلِقِينِي, لِمَاذَا أَقْتُلُكِ؟».
ع9، 10: هذان العددان هما نفس المشهد الذى حدث فى (ص16: 14) من مباغتة الروح النجس لشاول ومحاولة قتله لداود (ص18: 11) وتمكن داود من الهرب.
ع11، 12: نجد أن شاول قد عاد لطبعه الشرير وبدأ يخطط مرة أخرى للتخلص من “داود”، فأمر بعض الرجال بمراقبته طوال الليل وقتله عند ظهور الشمس، ولكن بعض الرجال المخلصين لداود عرفوا بالأمر وأبلغوا “ميكال” زوجته التى بدورها نبهت داود ليهرب فى هذه الليلة من منزله وإلاّ سيتم قتله صباحًا، وبالفعل استجاب داود لنصيحة زوجته التى تمكنت من تهريبه من خلال نافذة البيت. وبدأ داود رحلة الهرب من مكان إلى مكان أمام مطاردات شاول، فلم يكن له مكان إقامة ثابت حتى موت شاول، وهو فى هذا يرمز للمسيح الذى ليس له أين يسند رأسه.
ع13: ترافيم : تمثال الصنم أو تماثيل صغيرة كان يحتفظ بها الناس لجلب الحظ.
بعد أن اطمأنت ميكال على هروب زوجها، أتت بحيلة جديدة إذ وضعت مكان فراش داود تمثالاً فى مثل حجم الرجل، ووضعت تحت رأسه قطعة من جلد الماعز كوسادة، وغطته بثوب كنوع من التمويه.
واحتفاظ ميكال بتماثيل أوثان شئ غريب يبين أن قلبها ليس مستقيمًا مع الله، وبالقطع احتفظت بهذه التماثيل دون علم داود، ولعلها كانت تود أن هذه التماثيل ترزقها نسلاً.
ع14: علم شاول أن “داود” لم يخرج صباحًا كالمعتاد ولم يستطع الرجال قتله، فأرسل رجاله فى طلب داود حتى ينزل إليه، أما ميكال فلكى تستهلك الوقت وتعطى زوجها فرصة أكبر للهرب، أعادت الرجال إلى أبيها بحجة أنه مريض ولا يستطيع أن يغادر فراشه.
ع15، 16: اشتد غضب شاول جدًا فأرسل رجاله ثانية إلى بيت داود آمرًا إياهم أن يأتوا به حتى ولو كان مريضًا جدًا ليتمم مشورته الشريرة بقتله، وعندما اقتحم الرجال بيته لم يجدوا فى الفراش سوى التمثال وجلد الماعز تحت رأسه.
ع17: عندما انكشف الحال، لام شاول ابنته على خداعها وتهريب زوجها، فأجابته بإجابة تنجيها من غضبه وانتقامه، وهى أنها فعلت ذلك تحت ضغط داود وتهديده بقتلها.
? آمن بالله القادر ان يحميك مهما حاول الأشرار الإساءة إليك، فهو يعطيك نعمة فى أعين بعض من حولك ويحرك الظروف لتنجو من الشر، فتظهر قوة الله وتشكره وتحيا حياتك لتمجيد اسمه القدوس.
(3) لجوء داود لصموئيل واستمرار شاول فى محاولاته (ع18-24):
18فَهَرَبَ دَاوُدُ وَنَجَا وَجَاءَ إِلَى صَمُوئِيلَ فِي الرَّامَةِ وَأَخْبَرَهُ بِكُلِّ مَا عَمِلَ بِهِ شَاوُلُ. وَذَهَبَ هُوَ وَصَمُوئِيلُ وَأَقَامَا فِي نَايُوتَ. 19فَأُخْبِرَ شَاوُلُ وَقِيلَ لَهُ: «هُوَذَا دَاوُدُ فِي نَايُوتَ فِي الرَّامَةِ».
20فَأَرْسَلَ شَاوُلُ رُسُلاً لأَخْذِ دَاوُدَ. وَلَمَّا رَأُوا جَمَاعَةَ الأَنْبِيَاءِ يَتَنَبَّأُونَ, وَصَمُوئِيلَ وَاقِفاً رَئِيساً عَلَيْهِمْ, كَانَ رُوحُ اللَّهِ عَلَى رُسُلِ شَاوُلَ فَتَنَبَّأُوا هُمْ أَيْضاً. 21وَأَخْبَرُوا شَاوُلَ, فَأَرْسَلَ رُسُلاً آخَرِينَ, فَتَنَبَّأُوا هُمْ أَيْضاً. ثُمَّ عَادَ شَاوُلُ فَأَرْسَلَ رُسُلاً ثَالِثَةً, فَتَنَبَّأُوا هُمْ أَيْضاً. 22فَذَهَبَ هُوَ أَيْضاً إِلَى الرَّامَةِ وَجَاءَ إِلَى الْبِئْرِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي عِنْدَ سِيخُو وَسَأَلَ: «أَيْنَ صَمُوئِيلُ وَدَاوُدُ؟» فَقِيلَ: «هَا هُمَا فِي نَايُوتَ فِي الرَّامَةِ». 23فَذَهَبَ إِلَى هُنَاكَ إِلَى نَايُوتَ فِي الرَّامَةِ, فَكَانَ عَلَيْهِ أَيْضاً رُوحُ اللَّهِ فَكَانَ يَذْهَبُ وَيَتَنَبَّأُ حَتَّى جَاءَ إِلَى نَايُوتَ فِي الرَّامَةِ. 24فَخَلَعَ هُوَ أَيْضاً ثِيَابَهُ وَتَنَبَّأَ هُوَ أَيْضاً أَمَامَ صَمُوئِيلَ وَانْطَرَحَ عُرْيَاناً ذَلِكَ النَّهَارَ كُلَّهُ وَكُلَّ اللَّيْلِ. لِذَلِكَ يَقُولُونَ: «أَشَاوُلُ أَيْضاً بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ؟».
ع18: نايوت : تقع على أطراف الرامة وجعلها صموئيل مقرًا لمدرسة الأنبياء ولعل داود تعلم فيها على يد صموئيل.
عندما هرب داود تاركًا بيته اتجه إلى الرامة وبات حيث يقيم صموئيل، وما أن وجده حتى قصَّ عليه كل ما فعله شاول به وكيف يخطط لقتله، فأخذه صموئيل إلى “نايوت” وأقامها بها.
? ما أجمل أن يلتجئ الإنسان فى ضيقته إلى أب اعترافه ليسمع صوت الله ويبتعد عن الشر.
ع19، 20: يتنبأون : يسبحون الله.
علم شاول بمكان اختباء داود مع صموئيل فى “نايوت”، فأرسل بعضًا من رجاله للقبض عليه، إلا أن هؤلاء الرسل عندما وصلوا إلى “نايوت” وجدوا مجموعة الأنبياء يسبحون الله ويقودهم فى ذلك صموئيل النبى، وبدلاً من القبض على داود أخذتهم حالة روحية وحركهم الروح القدس فشاركوا الأنبياء فيما كانوا يفعلونه وأخذوا يسبحون الله هم أيضًا، أى أن الروح القدس حلّ على الرسل وحولهم من حالة الشر والانتقام من داود إلى فكر روحى هادئ وهو تسبيح الله.
ع21: علم شاول بما حدث لرجاله الذين أرسلهم، فأرسل مجموعة ثانية لإحضار داود، فحل عليهم روح الله القدوس فصنعوا كسابقيهم، وأرسل أيضًا مجموعة ثالثة فتنبأوا أيضًا.
ع22: سيخو : تقع شمال الرامة على بعد 5 كم.
نفذ صبر شاول جدًا بعد تعدد إرسالياته لإحضار داود، ولهذا قرر الذهاب بنفسه، وقبل الوصول إلى الرامة وقف عند “سيخو” بجانب بئر معروف وكبير فيها وسأل بتدقيق أكثر عن مكان صموئيل وداود، فأخبره الناس بأنهما فى “نايوت”.
ع23: ذهب شاول فى طريق الرامة ونايوت، إلاّ أنه فى الطريق وقبل وصوله، حلّ عليه روح الله، فبدأ يسبح أيضًا الله وهو فى طريقه إلى هناك.
ونجد أن الله يدعو شاول للتوبة وطرد الغيرة والحسد ومحاولة قتل داود، فنبّهه إلى ذلك بطرق كثيرة :
- توسط يوناثان ومحاولة إرجاعه عن كراهيته.
- تهريب ميكال لداود ومساندتها له.
- تنبؤ رسل شاول ثم تنبؤه هو عندما حاول القبض عليه فى نايوت.
- هجوم الفلسطينيين على بلاد اليهود عندما كان يطارد داود فاضطر إلى تركه والذهاب لمحاربتهم (ص23: 27).
- وقوعه مرتين فى يد داود ولكن داود سامحه وأطلقه (ص24، ص26).
ع24: عندما وصل شاول إلى “نايوت”، عمل فيه روح الرب بالأكثر، فاتضع وخلع كل ملابس الملك ولبسه الحربى أيضًا وظل بملابسه الداخلية، وأخذ يسبح الله طوال النهار والليل حتى أنه سقط وانطرح من الإعياء، فتعجب الناس وقالوا بعدما رأوه … أهل يُحسَب شاول من بين الأنبياء ؟! إلاّ أن هذه المقولة الأخيرة، صارت مثلاً يضرب من باب التندر على الشخص الذى قد يأتى بفعل عظيم لا يتوقعه الناس منه.
ونلاحظ أن هذه هى المرة الثانية التى تنبأ فيها شاول، إذ تنبأ فى مرة سابقة بعد مسحه ملكًا (ص10: 10). وهكذا حول الله قلب شاول للهدوء من جهة داود، وبدأ يتنبأ بكلام الله، ولكن لإصرار شاول على الكبرياء عاد ثانية إلى كراهية داود ومحاولة قتله.
ويذكر فى (ص15: 35) أن صموئيل لن يعود ليرى شاول ولكنه رآه هنا، ولو دققنا نجد أن شاول لم يأتِ ليأخذ نصائح من صموئيل، وذلك ما قصده صموئيل فى أنه لن يلتقى بشاول مرة أخرى لينصحه، والذى حدث فى هذه المرة هو أن شاول أتى للبحث عن داود فرأى صموئيل ولكن ليس بغرض الاستفادة من صموئيل.
? الله منع شاول من قتل داود كحماية لداود ولإبعاد شاول عن السقوط فى الخطية، فحوّل قلبه إلى التنبؤ بدلاً من الشر والقتل.
ليتك تنتبه لمحاولات الله لإبعادك عن الشر وتنتهز هذه الفرص للتوبة، فهى محبة من الله الذى يسعى لتوبتك، لأنك إن لم تفعل هذا تتعرض للهلاك فى النهاية كما حدث مع شاول.