استقرار التابوت، وتوبة الشعب، وانكسار الفلسطينيين
(1) استقرار التابوت وتوبة الشعب (ع1-6):
1فَجَاءَ أَهْلُ قَرْيَةِ يَعَارِيمَ وَأَصْعَدُوا تَابُوتَ الرَّبِّ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى بَيْتِ أَبِينَادَابَ فِي الأَكَمَةِ, وَقَدَّسُوا أَلِعَازَارَ ابْنَهُ لأَجْلِ حِرَاسَةِ تَابُوتِ الرَّبِّ. 2وَكَانَ مِنْ يَوْمِ جُلُوسِ التَّابُوتِ فِي قَرْيَةِ يَعَارِيمَ أَنَّ الْمُدَّةَ طَالَتْ وَكَانَتْ عِشْرِينَ سَنَةً. وَنَاحَ كُلُّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَرَاءَ الرَّبِّ. 3وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِكُلِّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ: «إِنْ كُنْتُمْ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ رَاجِعِينَ إِلَى الرَّبِّ فَانْزِعُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ وَالْعَشْتَارُوثَ مِنْ وَسْطِكُمْ, وَأَعِدُّوا قُلُوبَكُمْ لِلرَّبِّ وَاعْبُدُوهُ وَحْدَهُ, فَيُنْقِذَكُمْ مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 4فَنَزَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْبَعْلِيمَ وَالْعَشْتَارُوثَ وَعَبَدُوا الرَّبَّ وَحْدَهُ. 5فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «اجْمَعُوا كُلَّ إِسْرَائِيلَ إِلَى الْمِصْفَاةِ فَأُصَلِّيَ لأَجْلِكُمْ إِلَى الرَّبِّ. 6فَاجْتَمَعُوا إِلَى الْمِصْفَاةِ وَاسْتَقُوا مَاءً وَسَكَبُوهُ أَمَامَ الرَّبِّ, وَصَامُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَقَالُوا: «هُنَاكَ قَدْ أَخْطَأْنَا إِلَى الرَّبِّ». وَقَضَى صَمُوئِيلُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْمِصْفَاةِ.
ع1: أكمة : مكان مرتفع.
استجاب أهل قرية يعاريم لطلب أهل بيتشمس، وذهبوا وأخذوا التابوت ونقلوه إلى مدينتهم، وبوقار وضعوا التابوت فى بيت رجل لاوى اسمه “أبيناداب” والذى كان بيته فى مكان مرتفع عن القرية أو المدينة، وإكرامًا للتابوت تم تكريس وتخصيص “ألعازار” ابن أبيناداب لملاحظة وخدمة التابوت ومنع أى أحد من الاقتراب منه. ويلاحظ أن أهل يعاريم تميزوا عن أهل بيتشمس بالآتى :
- لم يرفعوا الأغطية ولم ينظروا التابوت.
- خصَّصوا مكانًا للتابوت مخفيًا عن الأنظار ولم يتركوه على صخرة فى حقل.
- خصَّصوا رجلاً لملاحظته وحراسته ومنع الشعب من الإقتراب إليه، ولهذا كله لم يعاقبهم الله كما عاقب الشعب الذى تجاسر وتطلع إلى التابوت فى بيت شمس.
ويلاحظ أن “أبيناداب” الرجل اللاوى قد اهتم بالتابوت وخدمته فى حين أهمل الكهنة إكرام التابوت ونقله إلى خيمة الاجتماع. وظل التابوت نحو 100 عام ببيت أبيناداب ولم يهتم صموئيل بنقل التابوت لانشغاله بدعوة الشعب للتوبة عن خطاياهم والتمسك بوصايا الله، فقد اهتم بجوهر العبادة، قبل شكلها. وهذا يوضح مدى انحطاط الشعب روحيًا وحاجتهم للتوبة أولاً ثم فيما بعد يقدمون العبادة الكاملة لله، أى أن عبادتهم كانت ناقصة لعدم وجود التابوت فى الخيمة.
ع2: ناح : حزن وبكى.
مرت عشرون سنة والتابوت مستقر فى يعاريم، وكانت سنين صعبة على إسرائيل أذلهم وضايقهم فيها الفلسطينيون، فرجع إسرائيل إلى الرب بالبكاء والنوح على خطاياهم التى أوقعتهم فى كل ذلك، وهكذا أثمرت خدمة صموئيل بتوبة جماعية للشعب. وقد استمر التابوت فى يعاريم بعد ذلك أكثر من 50 عامًا حتى نقله داود الملك إلى أورشليم (1أى13: 3، ص15).
ع3: العشتاروث : آلهة وثنية مؤنثة جمع عشتار، وكانت العشتاروث زوجة للإله البعل وكان من طقوس عبادتها الزنا.
انتهز الخادم الروحى صموئيل حال الشعب ونوحه ورغبته فى العودة إلى الله، فحدّث كل الشعب قائلاً، إن كنتم حقًا تريدون الرجوع إلى الله بكل قلوبكم، فعليكم أولاً تطهير قلوبكم وبيوتكم من الآلهة الغريبة الدخيلة عليكم والتى أخذتموها من الأمم وعبدتموها مع إله إسرائيل، وعليكم أيضًا تجهيز قلوبكم بالتوبة للإله الوحيد قدوس إسرائيل، فى ذلك الحين ينظر إليكم الله بعين الرحمة ويقبلكم ويعينكم ويعطيكم النصرة على الفلسطينيين، لأنه لا يمكن أن تخلط بين عبادة الله وعبادة الأوثان، ولا يمكن أن نحتفظ بالخطية مع عبادة الله بل نقطع أنفسنا من الخطية ونبتعد عنها وإلا ستصبح عبادتنا شكلية بلا قيمة.
ع4: البعل : كلمة معناها “سيد أو رب” وتطلق على الآلهة الوثنية، للإله المذكر، وجمعها بعليم.
استجاب الشعب لكلام صموئيل، وبالفعل نزعوا كل الآلهة الوثنية من وسطهم سواء تماثيل البعل أو العشتاروث، ورجعوا بكل قلوبهم إلى إله إسرائيل.
ع5: المصفاة : مدينة تقع فى وسط أراضى الأسباط كان من السهل أن يصل الجميع إليها وتقع شمال أورشليم على بعد ثمانية أميال.
طلب أيضًا صموئيل من الشعب الاجتماع فى بلدة المصفاة، والتى تقع فى أراضى سبط بنيامين، وذلك بغرض الوقوف بهم أمام الله والصلاة من أجلهم؛ حتى يسامحهم الله عن خطاياهم.
? ما أجمل هذا المشهد الذى يقف فيه صموئيل بين الله وشعبه يصلى بهم ليقربهم إلى الله.. أليس هذا بعينه هو مشهد القداس الإلهى الذى يقف فيه الكاهن بين الشعب والله ليقدمهم إليه ويقدم الله القدوس لهم أى جسده ودمه الأقدسين، أيها الحبيب كيف يفوتك أن تحضر القداس الإلهى من بدايته ليرتفع قلبك إلى الله وتستحق فى النهاية نوال أعظم شئ فى العالم وهو سر التناول؟!..
ع6: استقوا ماء : ملأوا جرارهم ماء.
اجتمع شعب إسرائيل إلى المصفاة مثلما طلب صموئيل. وملأوا ماءً فى أوعيتهم وسكبوه أمام الرب، كتقدمة تشير إلى سكب القلب أمام الله والخضوع له، وكذلك قدموا صومًا نسكيًا تعبيرًا عن توبتهم وأقروا أمام صموئيل بأخطائهم فى حق قدوس إسرائيل.
وبعد ذلك مكث صموئيل حينًا فى المصفاة يحكم ويقضى ويرشد الشعب فى أسئلتهم وشكواهم وأمورهم المختلفة.
ويظهر من هذا دور صموئيل وهو :
- قائد روحى يقود الشعب للتوبة.
- كاهن يقبل توبتهم.
- قاضى يفصل فى مشاكلهم بحسب شريعة الله.
- قوته معتمدة على الله لذلك يرفع صلاة دائمًا من أجل شعبه، فالله هو الذى يحمى شعبه والقائد الحقيقى لهم.
(2) الحرب مع الفلسطينيين (ع7-17):
7وَسَمِعَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدِ اجْتَمَعُوا فِي الْمِصْفَاةِ, فَصَعِدَ أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ إِلَى إِسْرَائِيلَ. فَلَمَّا سَمِعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ خَافُوا مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. 8وَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِصَمُوئِيلَ: «لاَ تَكُفَّ عَنِ الصُّرَاخِ مِنْ أَجْلِنَا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِنَا فَيُخَلِّصَنَا مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 9فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ حَمَلاً رَضِيعاً وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً بِتَمَامِهِ لِلرَّبِّ. وَصَرَخَ صَمُوئِيلُ إِلَى الرَّبِّ مِنْ أَجْلِ إِسْرَائِيلَ فَاسْتَجَابَ لَهُ الرَّبُّ.
10وَبَيْنَمَا كَانَ صَمُوئِيلُ يُصْعِدُ الْمُحْرَقَةَ تَقَدَّمَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِمُحَارَبَةِ إِسْرَائِيلَ, فَأَرْعَدَ الرَّبُّ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَأَزْعَجَهُمْ, فَانْكَسَرُوا أَمَامَ إِسْرَائِيلَ. 11وَخَرَجَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ مِنَ الْمِصْفَاةِ وَتَبِعُوا الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَضَرَبُوهُمْ إِلَى مَا تَحْتَ بَيْتِ كَارٍ. 12فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ حَجَراً وَنَصَبَهُ بَيْنَ الْمِصْفَاةِ وَالسِّنِّ, وَدَعَا اسْمَهُ «حَجَرَ الْمَعُونَةِ» وَقَالَ: «إِلَى هُنَا أَعَانَنَا الرَّبُّ». 13فَذَلَّ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَلَمْ يَعُودُوا بَعْدُ لِلدُّخُولِ فِي تُخُمِ إِسْرَائِيلَ. وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ كُلَّ أَيَّامِ صَمُوئِيلَ. 14وَالْمُدُنُ الَّتِي أَخَذَهَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ مِنْ إِسْرَائِيلَ رَجَعَتْ إِلَى إِسْرَائِيلَ مِنْ عَقْرُونَ إِلَى جَتَّ. وَاسْتَخْلَصَ إِسْرَائِيلُ تُخُومَهَا مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَكَانَ صُلْحٌ بَيْنَ إِسْرَائِيلَ وَالأَمُورِيِّينَ. 15وَقَضَى صَمُوئِيلُ لإِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ. 16وَكَانَ يَذْهَبُ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ وَيَدُورُ فِي بَيْتِ إِيلَ وَالْجِلْجَالِ وَالْمِصْفَاةِ وَيَقْضِي لإِسْرَائِيلَ فِي جَمِيعِ هَذِهِ الْمَوَاضِعِ. 17وَكَانَ رُجُوعُهُ إِلَى الرَّامَةِ لأَنَّ بَيْتَهُ هُنَاكَ. وَهُنَاكَ قَضَى لإِسْرَائِيلَ, وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ.
ع7، 8: سمع الفلسطينيون بخبر اجتماع شعب بنى إسرائيل مع صموئيل فى المصفاة، ربما عن طريق جواسيس أو من خلال بعض المعاملات التجارية، إذ أن العداء بين الشعبين لم يمنع تعاملاتهم فى البيع والشراء. ولقلق الفلسطينيين من هذا الاجتماع، بعثوا بعض من رؤسائهم إلى إسرائيل للتأكد من الأمر، وعندما شاهد الإسرائيليون هؤلاء الفلسطينيين، خافوا جدًا وذهبوا بسرعة إلى قاضيهم صموئيل، طالبين منه أن يصلى بشدة إلى الله حتى يكتب لهم الخلاص والنصرة على الفلسطينيين.
وتظهر هنا فضيلة الشعب فيما يلى :
- التجاءهم إلى الله مخلصهم ومنقذهم من الأعداء.
- إيمانهم بشفاعة صموئيل قائدهم الروحى.
وهذا لم يحدث فى المرة الأولى فى أفيق لذلك هُزِموا أمام الفلسطينيين.
ع9: استجاب صموئيل لصراخ الشعب وتقدم إلى الله آخذًا معه حملاً ليقدمه ذبيحة محرقة، أى يحرقه بكامله على المذبح (لا1)، وبعد أن قدّم الذبيحة صلى صلاة حارة، يصفها الوحى بأنها كانت صراخًا، وسمع الرب وقبل ذبيحة وصلاة صموئيل. وذبيحة المحرقة تقدم بكاملها لله رمزًا لتكريس الإنسان كله لله ونوال رضاه، وذلك كما قدم المسيح حياته على الصليب إرضاءً للآب حتى يرضى عن جنسنا.
وقد قدم صموئيل ذبيحة مع أنه لاوى وليس كاهنًا، فهذا كان بسماح من الله لأجل الظروف الخاصة التى يمر بها شعبه من انحطاط روحى وإهمال الكهنة لوظيفتهم.
? الصلاة هى أفضل عمل روحى يقوم به الإنسان، والصراخ يعنى أن الصلاة من عمق القلب، لقد صلىّ الشعب وطلب أيضًا صلاة رجل الله عنه، هكذا إفعل أنت أيضًا. أصرخ إلى الله فى ضيقك واطلب صراخ من حولك فى الكنيسة معك وخاصة أبيك الكاهن، فيسمع ويستجيب الله.
ع10: أثناء تقديم صموئيل لذبيحته، اجتمع الفلسطينيون لمحاربة شعب الله، ولكن الله “أرعد” عليهم، وكلمة أرعد قد تكون أحد أمرين؛ الأول كناية عن تدخل الله الذى أرعب الفلسطينيين فى قلوبهم، والثانى أن الله فى الحقيقة سخرّ الطبيعة فحدثت رعوداً حقيقية شديدة جدًا ومدوية خلعت قلوب الفلسطينيين وجعلتهم ينهزمون ويتراجعون أمام إسرائيل.
والرعود الإلهية تمثل عمل النعمة الذى ساند رجال إسرائيل فى حربهم مع الفلسطينيين التى تمثل الجهاد الروحى، وبالإثنين انتصروا على الفلسطينيين وهربوا من أمامهم.
ع11: بيت كار : كلمة عبرية معناها بيت الخراف وهى قرية تقع بالقرب من المصفاة.
ارتبك الفلسطينيون وبدأوا فى الانسحاب وتبعهم بنو إسرائيل إلى قرية تسمى “بيت كار” وما بعدها حتى هرب الفلسطينيون تمامًا.
ع12: أما صموئيل الخادم الأمين، فلم ينس ما فعله الله مع الشعب، ولهذا أراد أن يصنع تذكارًا يكون أمام الشعب دائمًا، فأخذ حجرًا وأقامه بين مدينة المصفاة وقرية تدعى “السن”، وأطلق على هذا التذكار “حجر المعونة” موضحًا سبب تسميته بهذا الاسم وهو معونة الله للشعب والتى انتهت بانكسار الفلسطينيين أمامهم.
ع13: بعد أن كان الفلسطينيون، بكل تجبر، يدخلون ويخرجون من كل أراضى بنى إسرائيل، كانت يد الرب عليهم فسمح بمذلتهم بعد عجرفتهم وكبريائهم، وظل الحال هكذا كل أيام صموئيل النبى رجل الصلاة والذى اهتم برعاية شعبه فعاشوا فى مخافة الله.
ع14: الأموريين : من أقوى الشعوب الكنعانية وكانت تسكن هنا غرب الأردن، أمـا أيام موسى فكانت تسكن شرق الأردن أيضًا وانتصر عليها وعلى ملكهما سـيحون وعوج (عد21: 21-25).
استطاع إسرائيل استرجاع كل المدن الصغيرة الواقعة بين مدن الفلسطينيين الكبيرة (عقرون وجت) والتى سبق واحتلها الفلسطينيون، وعندما رأى الأموريون نصرة إسرائيل على الفلسطينيين، سعوا لمعاهدة صلح مع إسرائيل فكانت أيام صموئيل أيضًا مليئة بالسلام مع كل الجيران.
ع15، 16: بيت إيل : تقع شرق أورشليم وغرب نابلس، وهى أول مكان نزل فيه إبراهيم أبو الآباء عندما دخل كنعان.
الجلجال : بالقرب من أريحا وكانت مركزًا سياسيًا وحربيًا أيام يشوع.
المصفاة : من أراضى سبط بنيامين وتقع فى مكان متوسط لأرض إسرائيل.
كان صموئيل آخر القضاة لشعب إسرائيل قبل أن يكون لهم ملوك بعد ذلك كباقى الأمم، وكانت أيام خدمة صموئيل كقاضٍ أيامًا مباركة للشعب، بذل فيها كل وسعه، فكان يفتقد الشعب كله ويذهب من هنا لهناك حتى يقضى لهم ويحل مشاكلهم ويرشدهم. وذكر هنا أهم المحطات والمراكز التى كان يذهب إليها سنويًا حتى يجده الشعب.
ع17: أما المقر الدائم الذى أخذه صموئيل لنفسه فكان الرامة (ص1: 1)، حيث بنى مذبحًا هناك بعد أن أقامه الله كاهنًا وقبل ذبائحه … أما الخيمة فكانت تقدم فيها التقدمات الصباحية والمسائية كالعادة فى مدينة شيلوه، ولكن الشعب انصرف عنها وخاصة بعد بقاء التابوت فى بلدة يعاريم، واعتبر أن الكاهن القائد الحقيقى هو صموئيل. وإن كان هناك رئيس كهنة هو غالبًا أخيطوب (ص14: 3) الذى تلى عالى الكاهن، ولكن كانت كل أنظار الشعب نحو صموئيل الكاهن والقائد الحقيقى لهم.
ويلاحظ هنا وجود بعض الاستثناءات للقاعدة وهى تقديم الذبائح فقط أمام بيت الرب، فكان يقدمها صموئيل فى الرامة كما قدّم محرقة فى المصفاة (ع 9). إذ كان الشعب يمر بظروف غير عادية، فقد أهملوا إرجاع التابوت إلى بيت الرب فى شيلوه وتركوه فى قرية يعاريم، وبهذا كانت خيمة الاجتماع فى شيلوه بلا تابوت.
? على قدر صلواتك واهتمامك برعاية من حولك، يتدخل الله ويحفظك أنت ومن معك ويرعاكم بأبوته. فلا تهمل الصلاة والاهتمام بخلاص نفوس من حولك سواء كنت أنت الصغير أو الكبير، فالله يعمل بالكل.