سِفْرُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ-الأَصْحَاحُ الثَّامِنُ

المطالبة بإقامة ملك

(1) فساد ابنى صموئيل (ع1-5) :

1وَكَانَ لَمَّا شَاخَ صَمُوئِيلُ أَنَّهُ جَعَلَ بَنِيهِ قُضَاةً لإِسْرَائِيلَ. 2وَكَانَ اسْمُ ابْنِهِ الْبِكْرِ يُوئِيلَ, وَاسْمُ ثَانِيهِ أَبِيَّا. كَانَا قَاضِيَيْنِ فِي بِئْرِ سَبْعٍ. 3وَلَمْ يَسْلُكِ ابْنَاهُ فِي طَرِيقِهِ بَلْ مَالاَ وَرَاءَ الْمَكْسَبِ, وَأَخَذَا رَشْوَةً وَعَوَّجَا الْقَضَاءَ. 4فَاجْتَمَعَ كُلُّ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَجَاءُوا إِلَى صَمُوئِيلَ إِلَى الرَّامَةِ 5وَقَالُوا لَهُ: «هُوَذَا أَنْتَ قَدْ شِخْتَ, وَابْنَاكَ لَمْ يَسِيرَا فِي طَرِيقِكَ. فَالآنَ اجْعَلْ لَنَا مَلِكاً يَقْضِي لَنَا كَسَائِرِ الشُّعُوبِ».

ع1، 2: كان صموئيل يتجول فى بلاد اليهود ويقضى لهم، ولما تقدم فى الأيام، أقام ابنيه يوئيل وأبيا فى بئر سبع بجنوب اليهودية ليساعداه فى القضاء للشعب. ويبدو أنهما تميزا فى شخصيتهما فاختارهما الشعب وأقامهما صموئيل ولم يأخذا هذا المنصب بالوراثة. وكان صموئيل قد بلغ من العمر حوالى سبعين عاماً، أى مرّ حوالى عشرون عاماً بين الأصحاح السابق وهذا الأصحاح. وكان صموئيل يقضى فى الرامة التى تقع فى الشمال، أما أبناه ففى بئر سبع التى تقع فى الجنوب، وهذا يبين أنه لم تكن حروب مع الفلسطينيين وبالتالى فكان هناك هدوء واستقرار بين أسباط إسرائيل.

وبقرب نهاية حياة صموئيل وقضاءه للشعب نصل إلى نهاية عصر القضاة وسنجد أن الشعب سيطلب ملكًا، أى سيدخلوا فى عصر جديد هو عصر الملكية.

ع3: إلا أن ابنيه لم يسلكا كما سلك أبوهما ولم يضعا مخافة الله فى قلبيهما، فانحازا وراء شهوة محبة المال وقبلا الرشوة وصارت أحكامهم، للشعب غير عادلة، إذ راعا مصالحهما وليس مصلحة الشعب. ولعل هذا يعلمنا ضرورة المتابعة الروحية لأبنائنا، وربما هذا هو الخطأ الوحيد الذى وقع فيه صموئيل أنه لم يتابع أبناءه فى مسيرتهم وعملهم، فإدراك الخطأ فى أوله والتحذير منه، أفضل من التراخى والانتظار مما يجعله مرضًا يصعب الشفاء منه.

وقد يبدو غريبًا أن صموئيل لم يستفد من خطأ عالى الكاهن، فظهر الفساد أيضًا فى ابنى صموئيل، ولكن نلاحظ أن هناك فروقًا بين خطية عالى وصموئيل فى تربية أبنائهما، فسمح الله بموت عالى وابنيه ولم يسمح فى حالة صموئيل وابنيه وذلك لما يلى :

1. كان ابنا عالى الكاهن كاهنين وكانا يعملان الشر فى الهيكل أمام أبيهما، أما ابنا صموئيل فكانا يقضيان فى مكان آخر وهو بئر سبع بعيدًا عن مكان إقامة أبيهما وهو الرامة.
2. خطية ابنى عالى كانت عنيفة وهى الزنا والسرقة بالإجبار.
3. كان ابنا صموئيل صالحين واختارهما الشعب ثم أخطآ ووافق صموئيل على خضوعهما للملك ومحاكمتهما على أى أخطاء يسقطان فيها (1صم12: 2).

ع4، 5: ساء الأمر فى أعين الشعب جدًا، فاجتمع رؤساء الشعب وذهبوا إلى الرامة حيث المقر الدائم لصموئيل النبى، وواجهوه بأفعال بنيه، وكيف انحرفا ولم يسلكا مثله، أما المفاجأة التى لم يكن يتوقعها صموئيل على الإطلاق هى أن شيوخ الشعب طالبوه بإقامة ملك لهم يحكم ويقضى كباقى الشعوب والأمم التى حولهم.

?  كانت خطية عالى الكاهن الواضحة هى تهاونه مع ابنيه اللذين كانا يزنيان ويسلبان الشعب. والغريب أنه رغم قداسة صموئيل النبى، أنه تهاون فى تربية ابنيه، فأخذا الرشوة عندما صارا قاضيين مما دفع الشعب لخطأ وهو المطالبة بملك متناسيين الله ملكهم.

ليتك تتعلم من أخطاء الآخرين لئلا تسقط أنت فى نفس الخطية، ولا تدينهم لئلا تُدان؛ ولكن حاسب نفسك ودقق فى حياتك واطلب معونة الله فيحاسبك على إصلاح أخطائك وتنعم بمراحمه.

(2) موافقة الله على طلبهم ملك (ع6-9) :

6فَسَاءَ الأَمْرُ فِي عَيْنَيْ صَمُوئِيلَ إِذْ قَالُوا: «أَعْطِنَا مَلِكاً يَقْضِي لَنَا». وَصَلَّى صَمُوئِيلُ إِلَى الرَّبِّ. 7فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «اسْمَعْ لِصَوْتِ الشَّعْبِ فِي كُلِّ مَا يَقُولُونَ لَكَ. لأَنَّهُمْ لَمْ يَرْفُضُوكَ أَنْتَ بَلْ إِيَّايَ رَفَضُوا حَتَّى لاَ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ. 8حَسَبَ كُلِّ أَعْمَالِهِمِ الَّتِي عَمِلُوا مِنْ يَوْمِ أَصْعَدْتُهُمْ مِنْ مِصْرَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ وَتَرَكُونِي وَعَبَدُوا آلِهَةً, أُخْرَى هَكَذَا هُمْ عَامِلُونَ بِكَ أَيْضاً. 9فَالآنَ اسْمَعْ لِصَوْتِهِمْ. وَلَكِنْ أَشْهِدَنَّ عَلَيْهِمْ وَأَخْبِرْهُمْ بِقَضَاءِ الْمَلِكِ الَّذِي يَمْلِكُ عَلَيْهِمْ».

ع6: قبح طلب رؤساء الشعب فى عينى صموئيل جدًا .. ربما شعر بجرأة غير متوقعة منهم أو أنهم رفضوه بعد كل هذه السنين من الخدمة، ولكنه ولأنه رجل روحانى فلم يجد سوى الصلاة مخرجًا لآلامه النفسية المُرة .. فلا راحة إلا بانفتاح القلب أمام الله.

ع7، 8: أجاب الرب صموئيل على صلاته، وأراد أن يعزيه ويطيب خاطره، فأخبره بأن يجيب للشعب مطلبهم فى إقامة ملك أرضى لهم، وألا يحزن نفسه، فهذا الشعب لم يرفضه هو بل رفض الله ملكهم الحقيقى. وفى أبوة وبساطة واتضاع حقيقى من الله، يشبه الله صموئيل بنفسه فيقول له، أن هذا الشعب صعب، فبعد كل ما صنعت أنا معهم من أعمال عظيمة بإخراجهم من أرض مصر وإعالتهم وإدخالهم أرض كنعان، تركونى وعبدوا البعل والعشتاروث، وكما فعلوا بى هكذا يفعلون بك أيضًا .. أى أنك مثلى يا صموئيل ..

? يتعلم من صموئيل كل كاهن أو خادم أو أب أو أم أن الإهانة الموجهة له هى لله، فيتحمل من يرعاهم فى أخطائهم وأن كل كرامة توجه له هى لله فيشكره.

ع9: والآن يا صموئيل استجب للشعب فى مطلبهم بإقامة ملك لهم، ولكن قبل ذلك عليك أن تخبرهم بما سيحدث عند اختيار ملك، وما هى النتائج والعواقب التى لم يدرسوها عندما طلبوا ذلك الطلب حتى تكون بريئًا بعد ذلك من نتائج اختيارهم.

والله هنا يسمح لهم بإقامة ملك، وقد كان بسابق علمه يعرف أنهم سيرفضونه ويطلبون ملكًا عليهم، فأعلن ذلك فى الشريعة لموسى، ومحبة أبوية منه وضع لهم شروطًا لهذا الملك حتى لا يبعدهم عن الله (تث17: 14، 15). وشروط هذا الملك هى :

1. الله الذى يختاره.
2. يكون من بنى إسرائيل وليس أجنبيًا لئلا ينحرف بهم إلى عبادة الأوثان.
3. لا يكثر الخيل لئلا يتكبر ويدخل فى حروب كثيرة تبعده عن الله وعن الاهتمام بشعبه أو يرجع إلى مصر ليشترى خيلاً منها فيرتبط بعبادة الأوثان المصرية.
4. لا يكثر النساء لئلا يزغن قلبه عن الله.
5. لا يكثر فى امتلاك الذهب والفضة لئلا يتكبر بغناه وينشغل بالماديات عن الله.
6. يكتب لنفسه نسخة من الشريعة ليقرأها دائمًا ويعمل بها.
7. يقوم الكاهن كوكيل لله بمسحه.
8. ليس له حق ممارسة الخدمة الكهنوتية.
9. الله يعاقبه إن أخطأ.

فهو خاضع لله وليس له سلطة مطلقة. كما سيظهر فى عقاب الله لداود عند عدّ الشعب… وكان الله بسابق علمه يعلم أنهم سيطلبون ملكًا لذا وضـع قواعد فى شريعته يقوم بها الملك (تث17: 14-20).

ويلاحظ أن الشعب قد طلب ملكًا له شكل القوة المادية وليس حسب اتباع قلبه لله، فقد طلبوا ملكًا يقودهم فى الحرب ونسوا أن القائد الحقيقى الذى ينصرهم هو الله وأنهم غلبوا بصلوات صموئيل، ونسى الشعب أن الله كان يختار القاضى فى عصر القضاة أما فى عصر الملكية فإن المُلك يورث للابن حتى لو كان غير مناسب لهذا المنصب.

(3) عواقب إقامة ملك (ع10-18) :

10فَكَلَّمَ صَمُوئِيلُ الشَّعْبَ الَّذِينَ طَلَبُوا مِنْهُ مَلِكاً بِجَمِيعِ كَلاَمِ الرَّبِّ 11وَقَالَ: «هَذَا يَكُونُ قَضَاءُ الْمَلِكِ الَّذِي يَمْلِكُ عَلَيْكُمْ: يَأْخُذُ بَنِيكُمْ وَيَجْعَلُهُمْ لِنَفْسِهِ, لِمَرَاكِبِهِ وَفُرْسَانِهِ, فَيَرْكُضُونَ أَمَامَ مَرَاكِبِهِ. 12وَيَجْعَلُ لِنَفْسِهِ رُؤَسَاءَ أُلُوفٍ وَرُؤَسَاءَ خَمَاسِينَ فَيَحْرُثُونَ حِرَاثَتَهُ وَيَحْصُدُونَ حَصَادَهُ وَيَعْمَلُونَ عُدَّةَ حَرْبِهِ وَأَدَوَاتِ مَرَاكِبِهِ. 13وَيَأْخُذُ بَنَاتِكُمْ عَطَّارَاتٍ وَطَبَّاخَاتٍ وَخَبَّازَاتٍ, 14وَيَأْخُذُ حُقُولَكُمْ وَكُرُومَكُمْ وَزَيْتُونَكُمْ أَجْوَدَهَا وَيُعْطِيهَا لِعَبِيدِهِ. 15وَيُعَشِّرُ زُرُوعَكُمْ وَكُرُومَكُمْ وَيُعْطِي لِخِصْيَانِهِ وَعَبِيدِهِ. 16وَيَأْخُذُ عَبِيدَكُمْ وَجَوَارِيَكُمْ وَشُبَّانَكُمُ الْحِسَانَ وَحَمِيرَكُمْ وَيَسْتَعْمِلُهُمْ لِشُغْلِهِ. 17وَيُعَشِّرُ غَنَمَكُمْ وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لَهُ عَبِيداً. 18فَتَصْرُخُونَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ وَجْهِ مَلِكِكُمُ الَّذِي اخْتَرْتُمُوهُ لأَنْفُسِكُمْ فَلاَ يَسْتَجِيبُ لَكُمُ الرَّبُّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ».

ع10، 11: جمع صموئيل رؤساء الشعب وأبلغهم بكلام الله الذى قاله له، وهو أن الشعب رفض الله ملكهم ومخلصهم، ثم بدأ يشرح لهم كيف سيكون الأمر فى حالة اختيار ملك أرضى لهم. فأول الأمر أن هذا الملك سوف يختار خيرة شبابهم ويجعل منهم فرسانًا عبيدًا مخصصين لحراسته وقيادة مركباته الملكية، وبعضهم تكون مهمتهم الجرى أمام موكب مراكبه من أجل إفساح الطريق له.

ع12: كذلك سيقوم هذا الملك بتخصيص آخرين يجعل منهم رؤساء على خماسين ومئات وألوف لتنظيم خدمته، أى يجعل لهم رتبًا نظامية كالمعمول بها فى الجيوش، وسيكون مهمة هؤلاء الرؤساء هى الإشراف على حراثة أرضه وحصاد محصوله وكذلك صناعة الأدوات الحربية وصناعة مراكبه الخاصة.

ع13: كذلك أيضًا بناتكم سوف يستولى على كثير منهن فتكون منهن من تضعن العطور والأطياب لزوجاته، وبعضهن يعملن فى المطبخ الملكى كطباخات، والأخيرات خبازات. أى بعد أن كانت بناتكن أحرار مكرمات فى بيوت أهاليها سيصرن جوارى عند الملك.

ع14، 15: وكذلك أطيب أراضيكم سيستولى عليها، فمن ذا الذى يخالف طلبًا للملك. أو على الأقل قد يطلب محاصيلها للصرف على عبيده وجنوده الذين يخدمونه، وبعد أن كان العشور من المحاصيل تعطى لللاويين، سوف يفرض عشورًا جديدة عليكم (كضريبة) وذلك للصرف على عبيده لضمان ولائهم وخدمتهم له.

ع16: وإن احتاج بعد ذلك فسوف يجترئ أكثر فأكثر ويسخر عبيدكم وحيواناتكم لخدمته وخدمة بيته ونسائه ومتطلباته، ولن يستطع أحد أن يقول لا للملك حتى وإن طلب أفضل أبناءكم الحسان.

ع17: لن تشمل الضرائب التى يفرضها فى صورة عشور جديدة المحاصيل الزراعية فقط، بل ستشمل أيضًا عشور الأغنام، وكأن الشعب صار مجبرًا أن يدفع عُشرين من كل شئ أحدهما لله والآخر للملك الجديد، هذا بخلاف أن الشعب كله سيصير عبيدًا له .. يأمر فيطاع ويسخرهم فى كل ما يريد ولا يستطيع أحد الاعتراض، فيسمح لمن يريد ويمنع من يشاء.

ع18: ونتيجة لكل ما سبق ومع ازدياد سطوة الملك، ستتذمرون ثم تصرخون مما يوقعه بكم ويزداد صراخكم وسوف يسمع الله، لكنه لن يستجيب لأنكم أنتم الذين اخترتم هذا الملك عوضًا عن الله.

? إعلم أن الخطية مهما بدت برّاقة ولذيذة، ولكن لها متاعبها الكثيرة. فلا تندفع وراء شهواتك وآراءك الشخصية، بل اطلب الله وأطع وصاياه فتحيا مطمئنًا.

(4) الإصرار على إقامة ملك (ع19-22) :

19فَأَبَى الشَّعْبُ أَنْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِ صَمُوئِيلَ وَقَالُوا: «لاَ بَلْ يَكُونُ عَلَيْنَا مَلِكٌ, 20فَنَكُونُ نَحْنُ أَيْضاً مِثْلَ سَائِرِ الشُّعُوبِ, وَيَقْضِي لَنَا مَلِكُنَا وَيَخْرُجُ أَمَامَنَا وَيُحَارِبُ حُرُوبَنَا». 21فَسَمِعَ صَمُوئِيلُ كُلَّ كَلاَمِ الشَّعْبِ وَتَكَلَّمَ بِهِ فِي أُذُنَيِ الرَّبِّ. 22فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «اسْمَعْ لِصَوْتِهِمْ وَمَلِّكْ عَلَيْهِمْ مَلِكاً». فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِرِجَالِ إِسْرَائِيلَ: «اذْهَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ».

ع19، 20: بالرغم من تحذير الله الواضح والذى تكلم به صموئيل، رفض الشعب الاستماع لصوت الحكمة، بل زادوا فى مطلبهم وقالوا بإصرار لابد أن يكون لنا ملك ونصير مملكة مثل باقى الشعوب التى لها ملوك من حولنا .. ويكون لهذا الملك مهابة الدخول والخروج وقيادة الحروب وكذلك يكون الحاكم والقاضى لكل مشاكلنا واحتياجاتنا.

والله فى محبته وطول أناته لم يرفض طلب الشعب وأعطاهم حريتهم فى الاختيار، ولكنه نبههم إلى نتائج إقامة ملك لهم ولم يسمعوا، فسمح بإقامة الملك كنوع من التأديب لهم لإصرارهم على طلبهم الخاطئ. فالله يحترم حرية إرادتك، ولكن ليتك تطلب مشيئته، فتحمى نفسك وقد اختاروا ملكًا له المواصفات الأرضية المادية فأتعبهم، أما المسيح الملك السماوى الذى يملك على قلوب أولاده فيعطيهم بركات لا نهاية لها ولا يستغلهم فى شئ.

? إلهى كنت أنت الذى تخرج فى الحروب وتقود شعبك وكنت ترشدهم عن طريق القضاة والأنبياء والكهنة، ولكنهم رفضوا كل ذلك وطلبوا ملكاً مخلوقًا من تراب… يا للعجب ..!! ولكنى أخشى يا إلهى من نفسى… أخشى أن أكون مثل شعبك واستبدلك بملك يملك على قلبى، ملك قد يكون اسمه المال أو آخر اسمه عقلى وأفكارى… لا تسمح يا إلهى لا تسمح فأنا أخاف من نفسى.

ع21، 22: سمع صموئيل من الشعب وعاد لصلاته مع الله، وبالطبع كان الله عالمًا وسامعًا، ولكن هذا حال خدام الله الأمناء الذين يرفعون كل شئ لله فى صلاتهم، وجاءت إجابة الرب لصموئيل واضحة لأنه يحترم إرادة وحرية الإنسان حتى فى خيانته والابتعاد عنه، وكانت إجابته أن يقيم لهم الملك الذى يطلبونه، وبمثل هذا الكلام تكلم صموئيل مع الرجال وصرفهم كل واحد إلى مدينته.