النصرة على عاى
(1) خطة محكمة (ع1-8) : 1فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «لاَ تَخَفْ وَلاَ تَرْتَعِبْ. خُذْ مَعَكَ جَمِيعَ رِجَالِ الْحَرْبِ, وَقُمِ اصْعَدْ إِلَى عَايَ. انْظُرْ. قَدْ دَفَعْتُ بِيَدِكَ مَلِكَ عَايٍ وَشَعْبَهُ وَمَدِينَتَهُ وَأَرْضَهُ, 2فَتَفْعَلُ بِعَايٍ وَمَلِكِهَا كَمَا فَعَلْتَ بِأَرِيحَا وَمَلِكِهَا. غَيْرَ أَنَّ غَنِيمَتَهَا وَبَهَائِمَهَا تَنْهَبُونَهَا لِنُفُوسِكُمُ. اجْعَلْ كَمِيناً لِلْمَدِينَةِ مِنْ وَرَائِهَا». 3فَقَامَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ لِلصُّعُودِ إِلَى عَايٍ. وَانْتَخَبَ يَشُوعُ ثَلاَثِينَ أَلْفَ رَجُلٍ جَبَابِرَةَ الْبَأْسِ وَأَرْسَلَهُمْ لَيْلاً, 4وَأَوْصَاهُمْ: «انْظُرُوا! أَنْتُمْ تَكْمُنُونَ لِلْمَدِينَةِ مِنْ وَرَاءِ الْمَدِينَةِ. لاَ تَبْتَعِدُوا مِنَ الْمَدِينَةِ كَثِيراً, وَكُونُوا كُلُّكُمْ مُسْتَعِدِّينَ. 5وَأَمَّا أَنَا وَجَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِي مَعِي فَنَقْتَرِبُ إِلَى الْمَدِينَةِ. وَيَكُونُ حِينَمَا يَخْرُجُونَ لِلِقَائِنَا كَمَا فِي الأَوَّلِ أَنَّنَا نَهْرُبُ قُدَّامَهُمْ, 6فَيَخْرُجُونَ وَرَاءَنَا حَتَّى نَجْذِبَهُمْ عَنِ الْمَدِينَةِ. لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّهُمْ هَارِبُونَ أَمَامَنَا كَمَا فِي الأَوَّلِ. فَنَهْرُبُ قُدَّامَهُمْ. 7وَأَنْتُمْ تَقُومُونَ مِنَ الْمَكْمَنِ وَتَمْلِكُونَ الْمَدِينَةَ, وَيَدْفَعُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِيَدِكُمْ. 8وَيَكُونُ عِنْدَ أَخْذِكُمُ الْمَدِينَةَ أَنَّكُمْ تُضْرِمُونَ الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. كَقَوْلِ الرَّبِّ تَفْعَلُونَ. انْظُرُوا. قَدْ أَوْصَيْتُكُمْ».
ع1: بعد إزالة الحرام، طمأن الله يشوع وطلب منه أن يأخذ كل الجيش معه كما فعل عند دخول أريحا، ولا يستهن بالأعداء كما استهان فى الهجوم الأول على عاى، ووعده الرب بالنصرة على المدينة.
وقد أمر بخروج كل المحاربين وعددهم حوالى ستمائة ألف (عد11: 21)، ليس ليقاتلوا جميعًا لأنه قد انتخب منهم ثلاثين ألف (ع3) لمحاربة عاى لصغرها، ولكن خروج كل الجيش كان للأسباب الآتية :
- تشجيع إخوتهم الذين سيهاجمون عاى.
- ليروا نصرة الله فيتشجعوا فى محاربتهم للأعداء فى كل أرض كنعان.
- ليشتركوا فى أخذ غنائم مدينة عاى.
ويقول الله ليشوع “قد دفعت .. ملك عاى وشعبه” وذلك بصيغة الماضى، فمادام الله قد أمر فكلامه سيتم حتمًا.
ع2: بشّر الله يشوع بأنه سينتصر على عاى ويمتلكها ويقتل ملكها كما فعل بأريحا. وسمح الله له أن يأخذ الشعب غنائم عاى. ووضع له خطة للحرب وهى عمل كمين من رجال الحرب يختبئون وراء المدينة، وهى خدعة حربية معروفة منذ القديم وتظهر ضرورة أن يفعل يشوع كل ما فى طاقته للانتصار على المدينة بإرشاد الله ولا يتكاسل معتمدًا على أن الله سينصره.
ع3، 4: تكمنون : تختبئون دون أن يراكم أهل عاى.
انتخب يشوع، بأمر الله، ثلاثين ألفًا من رجال الحرب الأقوياء، وأمرهم أن يصنعوا كمينًا أى يختبئوا وراء عاى وقريبًا منها، ويكونوا متأهبين للحرب.
وهناك رأيان فى تفاصيل خطط الحرب هذه :
- الثلاثون ألفًا هم الذين حاربوا عاى وخمسة آلاف منهم يكمنون وراء المدينة من الليلة السابقة (ع12)، أما الباقون وهم خمسة وعشرون ألفًا فيهجمون على المدينة فى الصباح الباكر مع يشوع، وعندما يأمر يشوع الثلاثين ألفًا بعمل الكمين يقصد أن جزءًا منهم سيقوم بهذا العمل.
- الرأى الثانى هو أن ثلاثين ألفًا عملوا كمينًا خلف عاى مكونًا من جزءين، خمسة آلاف منهم بجوار المدينة وخمسة وعشرون ألفًا خلف بيت إيل والتى هى المعين والمساند لعاى (ع17). أما باقى رجال الحرب فى بنى إسرائيل والذين عددهم ستمائة ألف، فهاجموا المدينة فى الصباح بقيادة يشوع نفسه.
ع5: يستكمل يشوع شرح الخطة لرجال الحرب بأن يهاجموا عاى، وعندما يخرج رجال عاى للمحاربة، ينسحب أمامهم جيش بنى إسرائيل، كما انسحب بنو إسرائيل من الهجوم الأول، مع ملاحظة الفرق أنهم فى الحالة الأولى كانوا منهزمين أما فى الحالة الثانية فيتظاهرون بالانهزام ليسحبوا جيش عاى إلى خارج مدينتهم.
ع6: سينخدع رجال عاى ويطاردون جيش بنى إسرائيل المنسحب أمامهم ويظنون أنهم يهزمون للمرة الثانية.
ع7: بعد خروج رجال عاى منها ليطاردوا جيش بنى إسرائيل، يتحرك الكمين المختفى وراء عاى ويدخل المدينة ويمتلكها.
ع8: بعد امتلاك كمين بنى إسرائيل لمدينة عاى، يحرقونها بالنار، وبهذا يكونوا قد أبادوا الشر والأشرار الذين فى المدينة.
? إن كان إبليس يحاربنا بحيل كثيرة، فلنثق أن الله قادر أن يهزمه ويرشدنا كيف ننتصر عليه. فقط يلزمنا أن نطيع وصايا الله وتعاليم الكنيسة.
(2) تنفيذ الخطة الحربية (ع9-17) :
9فَأَرْسَلَهُمْ يَشُوعُ, فَسَارُوا إِلَى الْمَكْمَنِ, وَلَبِثُوا بَيْنَ بَيْتِ إِيلٍَ وَعَايٍ غَرْبِيَّ عَايٍ. وَبَاتَ يَشُوعُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فِي وَسَطِ الشَّعْبِ. 10فَبَكَّرَ يَشُوعُ فِي الْغَدِ وَعَدَّ الشَّعْبَ, وَصَعِدَ هُوَ وَشُيُوخُ إِسْرَائِيلَ قُدَّامَ الشَّعْبِ إِلَى عَايٍ. 11وَجَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ الَّذِينَ مَعَهُ صَعِدُوا وَتَقَدَّمُوا وَأَتُوا إِلَى مُقَابِلِ الْمَدِينَةِ. وَنَزَلُوا شِمَالِيَّ عَايٍ, وَالْوَادِي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَايٍ. 12فَأَخَذَ نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ وَجَعَلَهُمْ كَمِيناً بَيْنَ بَيْتِ إِيلٍَ وَعَايٍ غَرْبِيَّ الْمَدِينَةِ. 13وَأَقَامُوا الشَّعْبَ, أَيْ كُلَّ الْجَيْشِ الَّذِي شِمَالِيَّ الْمَدِينَةِ, وَكَمِينَهُ غَرْبِيَّ الْمَدِينَةِ. وَسَارَ يَشُوعُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ إِلَى وَسَطِ الْوَادِي. 14وَكَانَ لَمَّا رَأَى مَلِكُ عَايٍ ذَلِكَ أَنَّهُمْ أَسْرَعُوا وَبَكَّرُوا, وَخَرَجَ رِجَالُ الْمَدِينَةِ لِلِقَاءِ إِسْرَائِيلَ لِلْحَرْبِ هُوَ وَجَمِيعُ شَعْبِهِ فِي الْمِيعَادِ إِلَى قُدَّامِ السَّهْلِ, وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ أَنَّ عَلَيْهِ كَمِيناً وَرَاءَ الْمَدِينَةِ. 15فَأَعْطَى يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ انْكِسَاراً أَمَامَهُمْ وَهَرَبُوا فِي طَرِيقِ الْبَرِّيَّةِ. 16فَأُلْقِيَ الصَّوْتُ عَلَى جَمِيعِ الشَّعْبِ الَّذِينَ فِي الْمَدِينَةِ لِلسَّعْيِ وَرَاءَهُمْ, فَسَعُوا وَرَاءَ يَشُوعَ وَانْجَذَبُوا عَنِ الْمَدِينَةِ. 17وَلَمْ يَبْقَ فِي عَايٍ أَوْ فِي بَيْتِ إِيلٍ رَجُلٌ لَمْ يَخْرُجْ وَرَاءَ إِسْرَائِيلَ. فَتَرَكُوا الْمَدِينَةَ مَفْتُوحَةً وَسَعُوا وَرَاءَ إِسْرَائِيلَ.
ع9: كانت مدينة عاى تقع جنوب شرق بيت إيل وخلفها مرتفعات صخرية، فذهب كمين بنى إسرائيل ليلاً واختبأ وراء هذه المرتفعات غرب عاى كما أمرهم يشوع، أما يشوع فبقى مع الشعب وبات بينهم هذه الليلة (خريطة 2).
ع10-13: أقاموا : يقصد يشوع ورؤساء الجيش.
بعد أن أرسل يشوع الكمين فى بداية الليل ليكمن غرب عاى، قام باكرًا قبل طلوع الفجر أى فى نهاية الليل وعدّ جنوده وتحرك بهم نحو عاى، التى كانت تقع على تل وتستطيع أن تكتشف أى تحركات حربية متجهة نحوها فى النهار، ووصل إلى شمال عاى ويفصله عنها وادى، أما الكمين فكان مختبئًا غرب عاى بينها وبين بيت إيل ليهاجم عاى عندما يأمرهم يشوع.
ثم تحرك يشوع فى الوادى الفاصل بين قواته ومدينة عاى ليتفقد المكان ولعله اختلى ليصلى طالبًا معونة الله قبل طلوع الفجر ومهاجمة عاى.
ع14: فى الميعاد : الوقت المناسب الذى حدده ملك عاى وغالبًا هو الوقت الذى انتصر فيه على بنى إسرائيل المرة السابقة. وقد يكون الميعاد الذى حدّده يشوع لينفذ فيه خطته فيظهر من هذا تدبير الله الذى جعل ملك عاى يخرج ليُهزَم على يد بنى إسرائيل.
عند طلوع الفجر رأى ملك عاى جيوش بنى إسرائيل قد أتت لتهاجمه للمرة الثانية، فجمع جيشه وخرج بكبرياء واثقًا من نصرته عليهم كما فى المرة الأولى، ومن أجل كبريائه لم يفكر أن يكون هناك كمين على مدينته.
ع15-17: أعطى … انكسارًا : تظاهروا بالخوف والهرب.
ألقى الصوت : أمر ملك عاى رجاله بمطاردة بنى إسرائيل.
تركوا المدينة مفتوحة : أى بدون حراسة وبالتالى يسهل على الكمين مهاجمتها.
تظاهر جيش بنى إسرائيل، بقيادة يشوع، بالخوف من جيش عاى وهربوا أمامهم فى طريق الصحراء، فحينئذ أمر ملك عاى جيوشه بمطاردة جيش بنى إسرائيل، فخرج جنود عاى كلهم بكبرياء مطاردين لبنى إسرائيل. وانضم جيش بيت إيل الذى أسرع لمعاونة جيش عاى وسعوا جميعهم مطاردين جيش بنى إسرائيل وتركوا مدينة عاى مفتوحة بلا حراسة.
? الكبرياء جعلت ملك عاى يطارد بنى إسرائيل ولم يتحفظ من احتمال وجود كمين. فكن متضعًا دائمًا فيكشف الله لك حيل إبليس وتستطيع أن تغلبه. كن متضعًا فى صلاتك أمام الله ومتضعًا أيضًا فى كل معاملاتك مع الآخرين فتضمن سلامك ونصرتك على الشيطان.
(3) الانتصار على عاى (ع18-29) :
18فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «مُدَّ الْمِزْرَاقَ الَّذِي بِيَدِكَ نَحْوَ عَايٍ لأَنِّي بِيَدِكَ أَدْفَعُهَا». فَمَدَّ يَشُوعُ الْمِزْرَاقَ الَّذِي بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ. 19فَقَامَ الْكَمِينُ بِسُرْعَةٍ مِنْ مَكَانِهِ وَرَكَضُوا عِنْدَمَا مَدَّ يَدَهُ, وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ وَأَخَذُوهَا, وَأَسْرَعُوا وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. 20فَالْتَفَتَ رِجَالُ عَايٍ إِلَى وَرَائِهِمْ وَنَظَرُوا وَإِذَا دُخَانُ الْمَدِينَةِ قَدْ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ. فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَكَانٌ لِلْهَرَبِ هُنَا أَوْ هُنَاكَ. وَالشَّعْبُ الْهَارِبُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ انْقَلَبَ عَلَى الطَّارِدِ. 21وَلَمَّا رَأَى يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ أَنَّ الْكَمِينَ قَدْ أَخَذَ الْمَدِينَةَ, وَأَنَّ دُخَانَ الْمَدِينَةِ قَدْ صَعِدَ, انْثَنَوْا وَضَرَبُوا رِجَالَ عَايٍ. 22وَهَؤُلاَءِ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ لِلِقَائِهِمْ, فَكَانُوا فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ, هَؤُلاَءِ مِنْ هُنَا وَأُولَئِكَ مِنْ هُنَاكَ. وَضَرَبُوهُمْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ شَارِدٌ وَلاَ مُنْفَلِتٌ. 23وَأَمَّا مَلِكُ عَايٍ فَأَمْسَكُوهُ حَيّاً وَتَقَدَّمُوا بِهِ إِلَى يَشُوعَ. 24وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى إِسْرَائِيلُ مِنْ قَتْلِ جَمِيعِ سُكَّانِ عَايٍ فِي الْحَقْلِ فِي الْبَرِّيَّةِ حَيْثُ لَحِقُوهُمْ, وَسَقَطُوا جَمِيعاً بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى فَنُوا أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ رَجَعَ إِلَى عَايٍ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 25فَكَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ سَقَطُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً, جَمِيعُ أَهْلِ عَايٍ. 26وَيَشُوعُ لَمْ يَرُدَّ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا بِالْحَرْبَةِ حَتَّى حَرَّمَ جَمِيعَ سُكَّانِ عَايٍ. 27لَكِنِ الْبَهَائِمُ وَغَنِيمَةُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ نَهَبَهَا إِسْرَائِيلُ لأَنْفُسِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ. 28وَأَحْرَقَ يَشُوعُ عَايَ وَجَعَلَهَا تَلاًّ أَبَدِيّاً خَرَاباً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 29وَمَلِكُ عَايٍ عَلَّقَهُ عَلَى الْخَشَبَةِ إِلَى وَقْتِ الْمَسَاءِ. وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوا جُثَّتَهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَطَرَحُوهَا عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ, وَأَقَامُوا عَلَيْهَا رُجْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ.
ع18، 19: مزارق : رمح.
الله هو قائد جيش شعبه فى الحرب، فبعد خروج كل جنود عاى وبيت إيل، أمر الله يشوع أن يرفع المزراق نحو عاى، فرآه الجنود المختبئون فى الكمين وحينئذ أسرعوا واستولوا على مدينة عاى وأحرقوها، فارتفعت النيران إلى السماء وذلك ليخيفوا جنود عاى ويسهل الانتصار عليهم.
ع20-22: انثنوا : رجعوا.
شارد أو منفلت : هارب.
فوجئ جنود عاى بدخان يملأ الجو، فالتفتوا وراءهم ليجدوا مدينتهم تحترق، فانزعجوا واحتاروا، وفيما هم منزعجون استدار جنود بنى إسرائيل المتظاهرون بالهرب أمام جنود عاى وهاجموا جنود عاى وكذلك جنود الكمين أيضًا هاجموا جنود عاى وجنود بيت إيل فصاروا محاصرين بين جنود بنى إسرائيل، فقتلوهم جميعًا ولم ينجُ أحد.
ع23-26: إذ انزعج جنود عاى، أصبح من السهل على جنود بنى إسرائيل القبض على ملكهم وتسليمه ليشوع، فزادهم هذا انزعاجًا ويأسًا مما ساعد جنود إسرائيل على قتل جنود عاى. ثم دخلوا مدينة عاى وقتلوا كل من فيها من النساء والمسنين والأطفال كما أمر الرب ليزيلوا الشر.
وكان عدد الأشخاص المقتولين فى عاى اثنى عشر ألفًا، ولم يذكر المقتولين من بيت إيل لأن التركيز كان فى الانتصار على عاى. وقد يكون يشوع استولى على بيت إيل فى هذه المرة أو بعد ذلك، ولكنه على كل حال استولى عليها ضمن البلاد التى فى كنعان (ص12: 16).
وقد ظل يشوع رافعًا المزارق طوال الحرب كما رفع موسى يديه كالصليب فى الانتصار على عماليق (خر17)، وكان هذا بأمر الله لتظل عيون المحاربين على المزارق الذى يرمز للصليب، ويكونوا فى وحدة معًا فيحققوا نصرة كاملة.
ع27: أخذ بنو إسرائيل غنيمة المدينة لأنفسهم، حسب كلام الله ليشوع، ولو صبر عاخان لأخذ أشياءً كثيرة ولم يفقد حياته وممتلكاته (ص7).
ع28: تمم يشوع حرق عاى كلها، فأصبحت كومة من الحطام وتحولت من مدينة ذات شأن إلى تل، وبهذا أزال الشر والنجاسة التى ملأت المكان.
ع29: علقوا ملك عاى على خشبة، وهى وسيلة القتل لأشر المذنبين ومثال للعار والخزى، وعند المساء أنزلوا جثته كما تنص الشريعة (تث21: 23) وطرحوها عند باب المدينة وأقاموا عليها رجمة من الحجارة حتى أن كل من يرى الرجمة أو تل المدينة يعرف نهاية الشر والأشرار.
? إن كان الله هو قائد حياتك فثق أنك قادر أن تنتصر فى كل حروب الشياطين، فهو سيرشدك ويسندك ولا تنزعج من كل تحركاته وحيله لأن إلهك معك .. تمسك به واطلبه فيقود حياتك دائمًا.
(4) البركة واللعنة (ع30-35) :
30حِينَئِذٍ بَنَى يَشُوعُ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ عِيبَالَ, 31كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ, كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ تَوْرَاةِ مُوسَى. مَذْبَحَ حِجَارَةٍ صَحِيحَةٍ لَمْ يَرْفَعْ أَحَدٌ عَلَيْهَا حَدِيداً, وَأَصْعَدُوا عَلَيْهِ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ, وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ. 32وَكَتَبَ هُنَاكَ عَلَى الْحِجَارَةِ نُسْخَةَ تَوْرَاةِ مُوسَى الَّتِي كَتَبَهَا أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 33وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَشُيُوخُهُمْ, وَالْعُرَفَاءُ وَقُضَاتُهُمْ, وَقَفُوا جَانِبَ التَّابُوتِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ مُقَابِلَ الْكَهَنَةِ اللاَّوِيِّينَ حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ. الْغَرِيبُ كَمَا الْوَطَنِيُّ. نِصْفُهُمْ إِلَى جِهَةِ جَبَلِ جِرِزِّيمَ, وَنِصْفُهُمْ إِلَى جِهَةِ جَبَلِ عِيبَالَ, كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ أَوَّلاً لِبَرَكَةِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ. 34وَبَعْدَ ذَلِكَ قَرَأَ جَمِيعَ كَلاَمِ التَّوْرَاةِ: الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ, حَسَبَ كُلِّ مَا كُتِبَ فِي سِفْرِ التَّوْرَاةِ. 35لَمْ تَكُنْ كَلِمَةٌ مِنْ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى لَمْ يَقْرَأْهَا يَشُوعُ قُدَّامَ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ وَالنِّسَاءِ وَالأَطْفَالِ وَالْغَرِيبِ السَّائِرِ فِي وَسَطِهِمْ.
ع30، 31: جبل عيبال : جبل يقع شمال شكيم (نابلس الحالية) ووقف عليه ستة أسباط لإعلان لعنة مخالفى الناموس والوصايا الإلهية (خريطة 2).
حجارة صحيحة : حجارة سليمة مستوية الأوجه ومجهزة.
بعد ذلك الانتصار بنى يشوع مذبحًا فى جبل عيبال بحسب الشروط التى علمها له موسى (تث27: 5) بأن يكون بناء المذبح من حجارة سليمة ولا يرفع بازميل على المذبح أثناء بنائها، حرصًا على عدم التشبه بمذابح الأصنام التى كانت تنقش عليها صورهم وتماثيلهم. وقدموا للرب محرقات وذبائح سلامة للشكر وقد بنى المذبح فى جبل عيبال الذى تلت عليه اللعنات الإلهية على من يخالف الله (تث27: 11-26) ليؤكد استقامة شعب الله وابتعادهم عن هذه اللعنات وطاعتهم لأوامره والتى أدت لانتصارهم على عاى.
ع32: أقاموا أعمدة من الحجارة وطلوها بالجير أو أحد المواد المشابهة ليسهل الكتابة عليها، ثم كتبوا عليها الوصايا والشريعة.
ع33: العرفاء : قادة للشعب يفهمون الشريعة وهم وكلاء للشيوخ.
كان موسى قد أمر شعبه إذا دخلوا أرض الميعاد أن يقيموا مذبحًا للرب ويقدموا ذبائح شكر ويكتبوا نسخة من الشريعة على أعمدة حجرية ليقرأها الشعب ويتذكرها، ويعلنوا بركات الله على من يطيعه ولعناته على من يخالفه وذلك على جبل جرزيم وعيبال (تث27: 11-26). فنفذ يشوع كل ما أمر به موسى، وحمل الكهنة التابوت ووقف شيوخ الشعب وعرفاؤهم وقضاتهم حول التابوت يمينًا ويسارًا ومعهم الشعب وكانوا على جزءين، ستة أسباط عند جبل جرزيم وستة أسباط عند جبل عيبال، فوقف كل اليهود سواء الوطنيين منهم أو الغرباء الذين انضموا إليهم وتهودوا، لأن الله هو إله العالم كله الذى يطلب خلاص الجميع بالإيمان.
ع34، 35: بعد اعلان البركة واللعنة والتصديق عليها من الفريقين، أكمل يشوع قراءة وصايا الرب والشريعة التى سلمها لموسى أمام كل الشعب وشرحها (تث31: 12).
? ليتك تقرأ الكتاب المقدس كل يوم بل تردد أيضًا بعض آياته التى تختارها لتحفظ ذهنك وقلبك نقيًا طوال يومك وحتى لا تحيد عنها فى أى خطية فتنال بركات الله الوفيرة فى حياتك.