العودة إلى شرق الأردن والمذبح الجديد
(1) عودة الأسباط (ع1-9): 1حِينَئِذٍ دَعَا يَشُوعُ الرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَالْجَادِيِّينَ وَنِصْفَ سِبْطِ مَنَسَّى, 2وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّكُمْ قَدْ حَفِظْتُمْ كُلَّ مَا أَمَرَكُمْ بِهِ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ, وَسَمِعْتُمْ صَوْتِي فِي كُلِّ مَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ, 3وَلَمْ تَتْرُكُوا إِخْوَتَكُمْ هَذِهِ الأَيَّامَ, الْكَثِيرَةَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ, وَحَفِظْتُمْ مَا يُحْفَظُ وَصِيَّةُ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. 4وَالآنَ قَدْ أَرَاحَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ إِخْوَتَكُمْ كَمَا قَالَ لَهُمْ. فَانْصَرِفُوا الآنَ وَاذْهَبُوا إِلَى خِيَامِكُمْ فِي أَرْضِ مُلْكِكُمُ الَّتِي أَعْطَاكُمْ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ, فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ. 5وَإِنَّمَا احْرِصُوا جِدّاً أَنْ تَعْمَلُوا الْوَصِيَّةَ وَالشَّرِيعَةَ الَّتِي أَمَرَكُمْ بِهَا مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ أَنْ تُحِبُّوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ وَتَسِيرُوا فِي كُلِّ طُرُقِهِ وَتَحْفَظُوا وَصَايَاهُ وَتَلْصَقُوا بِهِ وَتَعْبُدُوهُ بِكُلِّ قَلْبِكُمْ وَبِكُلِّ نَفْسِكُمْ». 6ثُمَّ بَارَكَهُمْ يَشُوعُ وَصَرَفَهُمْ, فَذَهَبُوا إِلَى خِيَامِهِمْ. 7وَلِنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى أَعْطَى مُوسَى فِي بَاشَانَ, وَأَمَّا نِصْفُهُ الآخَرُ فَأَعْطَاهُمْ يَشُوعُ مَعَ إِخْوَتِهِمْ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ غَرْباً. وَعِنْدَمَا صَرَفَهُمْ يَشُوعُ أَيْضاً إِلَى خِيَامِهِمْ بَارَكَهُمْ 8وَقَالَ لَهُمْ: «بِمَالٍ كَثِيرٍ ارْجِعُوا إِلَى خِيَامِكُمْ, وَبِمَوَاشٍ كَثِيرَةٍ جِدّاً بِفِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَنُحَاسٍ وَحَدِيدٍ وَمَلاَبِسَ كَثِيرَةٍ جِدّاً. اقْسِمُوا غَنِيمَةَ أَعْدَائِكُمْ مَعَ إِخْوَتِكُمْ». 9فَرَجَعَ بَنُو رَأُوبَيْنَ وَبَنُو جَادَ وَنِصْفُ سِبْطِ مَنَسَّى, وَذَهَبُوا مِنْ عِنْدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ شِيلُوهَ الَّتِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ لِيَسِيرُوا إِلَى أَرْضِ جِلْعَادَ, أَرْضِ مُلْكِهِمِ الَّتِي تَمَلَّكُوا بِهَا حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ عَلَى يَدِ مُوسَى.
ع1، 2: دعا يشوع رجال الحرب من سبط رأوبين وجاد ونصف سبط منسى ليشكرهم على الوفاء بعهدهم لموسى (عد32) وطاعتهم له فى مصاحبة إخوتهم حوالى سبع سنوات لامتلاك الأراضى غرب الأردن.
ع3، 4: مدح تمسكهم بمعاونة إخوتهم حتى تملّكوا نصيبهم غرب الأردن. وسمح للمحاربين بالعودة لمنازلهم وكان عددهم حوالى 40.000 مقاتل. ونلاحظ أن اليهود سكنوا أحيانًا فى الخيام حتى بعد استقرارهم فى أرض كنعان، وكانوا ينصبون خيامهم أحياناً كثيرة ويقيمون بها وبالذات فى فصل الصيف، بالإضافة إلى نصبها بجوار حقولهم لرعايتها؛ كما أنهم فى البداية نصبوا الخيام بجوار منازل السكان الأصليين لأنها تهدمت وتحتاج لإعادة بناءها أو ترميمها.
ع5، 6: أوصاهم بدوام طاعة وصايا الله ومحبته وعبادته من كل القلب، ثم صرفهم بالبركة.
ع7-9: عادوا محملين بالبركات إلى أرضهم، أى الغنائم التى أخذوها من سكان الأرض الأصليين بعد أن انتصروا عليهم مع أخوتهم من باقى الأسباط. وقسموا هذه الغنائم مع إخوتهم الذين بقوا للحراسة بالديار شرق الأردن حسب شريعة الحرب، أما باقى سبط منسى فأخذ نصيبه فى غرب الأردن.
? بعد أن ينصرك الله على أعدائك الشياطين لا تتراخى فى عبادتك الروحية، بل اشكر الله وتمتع بالوجود بين يديه لأن محبته هى هدف حياتك وهى التى تحميك من الشيطان.
(2) مذبح جديد غريب (ع10-12):
10وَجَاءُوا إِلَى دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ الَّتِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. وَبَنَى بَنُو رَأُوبَيْنَ وَبَنُو جَادَ وَنِصْفُ سِبْطِ مَنَسَّى هُنَاكَ مَذْبَحاً عَلَى الأُرْدُنِّ, مَذْبَحاً عَظِيمَ الْمَنْظَرِ. 11فَسَمِعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ قَوْلاً: «هُوَذَا قَدْ بَنَى بَنُو رَأُوبَيْنَ وَبَنُو جَادَ وَنِصْفُ سِبْطِ مَنَسَّى مَذْبَحاً فِي وَجْهِ أَرْضِ كَنْعَانَ فِي دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ مُقَابَِلَ بَنِي إِسْرَائِيلَ». 12وَلَمَّا سَمِعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ اجْتَمَعَتْ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي شِيلُوهَ لِيَصْعَدُوا إِلَيْهِمْ لِلْحَرْبِ.
ع10: دائرة الأردن : ينحنى نهر الأردن شمال البحر الميت فيصبح بشكل قوس ثم يكمل طريقه إلى الشمال، فشكل هذه المنطقة التى تقع شرق الأردن تكون شبه دائرة.
بعدما عبر بنو رأوبين وبنو جاد ونصف سبط منسى نهر الأردن ووصلوا إلى شرق نهر الأردن، بنوا مذبحًا كبيرًا فى هذا الجزء من الأرض المقوس الذى يشبه شبه الجزيرة. أى بنوه فى ملكهم شرق الأردن ليتذكروا مذبح الله. وبالطبع لا يمكن أن يبنوه غرب الأردن لأن هناك خيمة الاجتماع فى شيلوه وبها المذبح، فلا حاجة لبناء مذابح لتذكر مذابح الله لأنه يسهل عليهم الوصول إلى خيمة الاجتماع إن كانوا غرب الأردن.
ع11: وصل خبر بناء هذا المذبح الجديد إلى باقى أسباط بنى إسرائيل، فاغتاظوا جدًا واعتبروا أن السبطين ونصف الساكنين شرق الأردن قد ارتدوا عن الإيمان بالله ببنائهم مذبحًا شرق الأردن مقابل أرض كنعان.
ع12: قرّرت الأسباط محاربة السبطين ونصف، واجتمع رجال الأسباط فى شيلوه حيث مذبح الله معلنين تمسكهم بعبادة الله فى بيته.
? ليتك توضح معنى كلامك وأفعالك حتى لا يفهمها الآخرون بطريقة عكسية فتكسب سلامك وسلامهم.
(3) إعتذار مقبول وشهادة صادقة (ع13-34):
13فَأَرْسَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى بَنِي رَأُوبَيْنَ وَبَنِي جَادَ وَنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى إِلَى أَرْضِ جِلْعَادَ, فِينَحَاسَ بْنَ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنَ 14وَعَشَرَةَ رُؤَسَاءَ مَعَهُ, رَئِيساً وَاحِداً مِنْ كُلِّ بَيْتِ أَبٍ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ, كُلُّ وَاحِدٍ رَئِيسُ بَيْتِ آبَائِهِمْ فِي أُلُوفِ إِسْرَائِيلَ. 15فَجَاءُوا إِلَى بَنِي رَأُوبَيْنَ وَبَنِي جَادَ وَنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى إِلَى أَرْضِ جِلْعَادَ, وَقَالَ لَهُمْ: 16«هَكَذَا قَالَتْ كُلُّ جَمَاعَةِ الرَّبِّ: مَا هَذِهِ الْخِيَانَةُ الَّتِي خُنْتُمْ بِهَا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ, بِالرُّجُوعِ الْيَوْمَ عَنِ الرَّبِّ, بِبُنْيَانِكُمْ لأَنْفُسِكُمْ مَذْبَحاً لِتَتَمَرَّدُوا الْيَوْمَ عَلَى الرَّبِّ؟ 17أَقَلِيلٌ لَنَا إِثْمُ فَغُورَ الَّذِي لَمْ نَتَطَهَّرْ مِنْهُ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ, وَكَانَ الْوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ,
18حَتَّى تَرْجِعُوا أَنْتُمُ الْيَوْمَ عَنِ الرَّبِّ؟ فَيَكُونُ أَنَّكُمُ الْيَوْمَ تَتَمَرَّدُونَ عَلَى الرَّبِّ, وَهُوَ غَداً يَسْخَطُ عَلَى كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ. 19وَلَكِنْ إِذَا كَانَتْ نَجِسَةً أَرْضُ مُلْكِكُمْ فَاعْبُرُوا إِلَى أَرْضِ مُلْكِ الرَّبِّ الَّتِي يَسْكُنُ فِيهَا مَسْكَنُ الرَّبِّ وَتَمَلَّكُوا بَيْنَنَا, وَعَلَى الرَّبِّ لاَ تَتَمَرَّدُوا, وَعَلَيْنَا لاَ تَتَمَرَّدُوا بِبِنَائِكُمْ لأَنْفُسِكُمْ مَذْبَحاً غَيْرَ مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلَهِنَا. 20أَمَا خَانَ عَخَانُ بْنُ زَارَحَ خِيَانَةً فِي الْحَرَامِ, فَكَانَ السَّخَطُ عَلَى كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ, وَهُوَ رَجُلٌ لَمْ يَهْلِكْ وَحْدَهُ بِإِثْمِهِ؟» 21فَأَجَابَ بَنُو رَأُوبَيْنَ وَبَنُو جَادَ وَنِصْفُ سِبْطِ مَنَسَّى رُؤَسَاءَ أُلُوفِ إِسْرَائِيلَ: 22«إِلَهُ الآلِهَةِ الرَّبُّ, إِلَهُ الآلِهَةِ الرَّبُّ هُوَ يَعْلَمُ, وَإِسْرَائِيلُ سَيَعْلَمُ. إِنْ كَانَ بِتَمَرُّدٍ وَإِنْ كَانَ بِخِيَانَةٍ عَلَى الرَّبِّ, لاَ تُخَلِّصْنَا هَذَا الْيَوْمَ. 23بُنْيَانُنَا لأَنْفُسِنَا مَذْبَحاً لِلرُّجُوعِ عَنِ الرَّبِّ, أَوْ لإِصْعَادِ مُحْرَقَةٍ عَلَيْهِ أَوْ تَقْدِمَةٍ أَوْ لِعَمَلِ ذَبَائِحِ سَلاَمَةٍ عَلَيْهِ, فَالرَّبُّ هُوَ يُطَالِبُ. 24وَإِنْ كُنَّا لَمْ نَفْعَلْ ذَلِكَ خَوْفاً وَعَنْ سَبَبٍ قَائِلِينَ: غَداً يَقُولُ بَنُوكُمْ لِبَنِينَا: مَا لَكُمْ وَلِلرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ! 25قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ تُخُماً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ يَا بَنِي رَأُوبَيْنَ وَبَنِي جَادَ. الأُرْدُنُّ. لَيْسَ لَكُمْ قِسْمٌ فِي الرَّبِّ. فَيَرُدُّ بَنُوكُمْ بَنِينَا حَتَّى لاَ يَخَافُوا الرَّبَّ. 26فَقُلْنَا نَصْنَعُ نَحْنُ لأَنْفُسِنَا. نَبْنِي مَذْبَحاً, لاَ لِلْمُحْرَقَةِ وَلاَ لِلذَّبِيحَةِ,
27بَلْ لِيَكُونَ هُوَ شَاهِداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أَجْيَالِنَا بَعْدَنَا, لِنَخْدِمَ خِدْمَةَ الرَّبِّ أَمَامَهُ بِمُحْرَقَاتِنَا وَذَبَائِحِنَا وَذَبَائِحِ سَلاَمَتِنَا, وَلاَ يَقُولُ بَنُوكُمْ غَداً لِبَنِينَا: لَيْسَ لَكُمْ قِسْمٌ فِي الرَّبِّ. 28وَقُلْنَا: يَكُونُ مَتَى قَالُوا كَذَا لَنَا وَلأَجْيَالِنَا غَداً, أَنَّنَا نَقُولُ: انْظُرُوا شِبْهَ مَذْبَحِ الرَّبِّ الَّذِي عَمِلَ آبَاؤُنَا, لاَ لِلْمُحْرَقَةِ وَلاَ لِلذَّبِيحَةِ, بَلْ هُوَ شَاهِدٌ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ. 29حَاشَا لَنَا مِنْهُ أَنْ نَتَمَرَّدَ عَلَى الرَّبِّ وَنَرْجِعَ الْيَوْمَ عَنِ الرَّبِّ لِبِنَاءِ مَذْبَحٍ لِلْمُحْرَقَةِ أَوِ التَّقْدِمَةِ أَوِ الذَّبِيحَةِ, عَدَا مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلَهِنَا الَّذِي هُوَ قُدَّامَ مَسْكَنِهِ». 30فَسَمِعَ فِينَحَاسُ الْكَاهِنُ وَرُؤَسَاءُ الْجَمَاعَةِ وَرُؤُوسُ أُلُوفِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ مَعَهُ الْكَلاَمَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ بَنُو رَأُوبَيْنَ وَبَنُو جَادَ وَبَنُو مَنَسَّى, فَحَسُنَ فِي أَعْيُنِهِمْ. 31فَقَالَ فِينَحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ لِبَنِي رَأُوبَيْنَ وَبَنِي جَادَ وَبَنِي مَنَسَّى: «الْيَوْمَ عَلِمْنَا أَنَّ الرَّبَّ بَيْنَنَا لأَنَّكُمْ لَمْ تَخُونُوا الرَّبَّ بِهَذِهِ الْخِيَانَةِ. فَالآنَ قَدْ أَنْقَذْتُمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ الرَّبِّ». 32ثُمَّ رَجَعَ فِينَحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ الكَاهِنِ وَالرُّؤَسَاءُ مِنْ عِنْدِ بَنِي رَأُوبَيْنَ وَبَنِي جَادَ مِنْ أَرْضِ جِلْعَادَ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ, وَرَدُّوا عَلَيْهِمْ خَبَراً. 33فَحَسُنَ الأَمْرُ فِي أَعْيُنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ, وَبَارَكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ اللّهَ, وَلَمْ يَفْتَكِرُوا بِالصُّعُودِ إِلَيْهِمْ لِلْحَرْبِ وَتَخْرِيبِ الأَرْضِ الَّتِي كَانَ بَنُو رَأُوبَيْنَ وَبَنُو جَادَ سَاكِنِينَ بِهَا. 34وَسَمَّى بَنُو رَأُوبَيْنَ وَبَنُو جَادَ الْمَذْبَحَ «عِيداً» لأَنَّهُ «شَاهِدٌ بَيْنَنَا أَنَّ الرَّبَّ هُوَ اللَّهُ».
ع13، 14: بيت : سبط.
أب : أى أولاد يعقوب الذين أتت منهم الأسباط.
ألوف إسرائيل : شعب إسرائيل الذى يعد بالألوف.
فى محاولة للتفاهم قبل الحرب، أرسل الشعب وفدًا برئاسة فينحاس الكاهن المعروف بغيرته (عد25: 7-13) ومعه عشرة رؤساء عن التسعة أسباط ونصف بالغرب لمفاوضة أبناء الشرق فى جلعاد.
ع15، 16: أعلن الوفد اعتراضه على خيانة الرب بعمل مذبح غريب مع أن الله نهى عن هذا (لا17: 8-9) عندما أمرهم أن يقدموا ذبائحهم على مذبح واحد وهو الذى فى خيمة الاجتماع.
ع17، 18: ذكروهم بما حدث نتيجة مشورة بلعام على بالاق (عد25: 1-3) من إعثار شباب الشعب للزنى مع الموآبيات فى منطقة فغور إله بنى عمون، الأمر الذى يذكرونه بالأسف حتى وقتهم هذا لسقوط كثيرين قتلى بالوبأ. وبذلك فإن مذبحهم هذا سيعود بالضرر على الشعب كله.
ع19، 20: أرض ملك الرب … مسكن الرب : المقصود أرض كنعان غرب الأردن.
عرضوا عليهم الانتقال والسكنى معهم بالغرب إن كانوا يعتبرون أن أرض الشرق نجسة لعدم وجود مذبح للرب بها، والكف عن هذا التمرد ببناء مذبح غريب. كما أفهموهم كيف أضرت خطية عخان بالشعب كله وتسببت فى موت كثيرين غيره (ص7)، أى نبهّوهم أن بناء هذا المذبح سيجلب غضب الله على كل بنى إسرائيل.
ع21، 22: كان رد الأسباط الشرقية للوفد مؤكدًا عدم وجود أى نية خيانة ومتمسكاً بإعلان إيمانهم بالله بالأسماء التى يعرف بها فى لغتهم العبرية أى الرب إله الآلهة، وكرروا ذلك للتأكيد وإشهاد الرب العالم بنياتهم وعدم خيانتهم.
لا تخلصنا هذا اليوم : لا يستحقوا الخلاص بل العقاب من الله إن كانوا ينوون خيانة.
ع23، 24: قالوا أن سبب بناء هذا المذبح الحجرى العظيم ليس لتقديم ذبائح عليه دون مذبح الرب وإلا فليعاقبهم الله. لكن السبب هو خوفهم أن يظن أبناء أسباط الغرب مستقبلاً أن أبناء أسباط الشرق ليسوا يهودًا ولا يعرفون الله وقد يمنعونهم من الاشتراك فى الأعياد اليهودية ببيت الرب.
ع25: ويكون وجود وادى الأردن – وعمقه حوالى 3000 إلى 4000 قدمًا – مؤكدًا لظنهم بأن أبناء الشرق غرباء، فيمنعونهم عن عبادة الله، وبالتالى يفقدون مخافتهم لله ويرتبطون بعبادة الأوثان.
ع26-29: حاشا لنا منه : إعلان رفضهم للقصد الشرير بخيانة الله وتقديم ذبائح على مذبح آخر.
أعلنوا أن قصدهم من بناء هذا المذبح الكبير ليس لاستخدامه فى تقديم محرقات وذبائح عليه بل لإعلان إيمانهم بمذبح الله وعبادته، وليقدموا محرقاتهم وذبائحهم أمامه، أى على مذبح الله فى بيته الكائن فى شيلوه أو فى أورشليم فيما بعد، إذ أن شكله ومماثلته لمذبح المحرقة سيؤكد علاقتهم بالرب. وبذلك أكدوا أنه لا خيانة لله فى قلوبهم أو فى تصرفهم، وأن الذبائح لن تقدم إلا على مذبح الرب الواحد قدام خيمة الاجتماع.
ع30، 31: حَسُن الكلام فى أعين فينحاس والوفد واقتنعوا بأمانتهم وشكروهم عليها.
ع32، 33: عاد فينحاس والوفد إلى الأراضى غرب الأردن وأخبروا الشعب بما حدث، فاقتنع الجميع بالكلام واستحسنوه وألغوا تفكيرهم فى محاربة إخوتهم.
ع34: عيدًا : شهادة.
سمى أبناء الشرق المذبح عيدًا لأنه شاهد بينهم وبين إخوتهم على إيمانهم أن الرب هو الله.
وربما كان هذا المذبح يرمز إلى :
- عودة اليهود للإيمان المسيحى فى آخر الأيام.
- مذبح اليهود بعد مجئ المسيح وصلبه الذى أصبح مذبحًا بلا وظيفة أو معنى.
ويلاحظ أنه لم يذكر نصف سبط منسى فى آخر الكلام كنوع من الإيجاز.
? ليتك لا تتسرع فى الحكم على الآخرين وحاول التفاهم معهم أو عتابهم حتى تستوضح الحقيقة وتتغلب بالمحبة على كل أفكار إبليس.