راحاب والجاسوسان (1) الجاسوسان فى بيت راحاب (ع1-7):
1فَأَرْسَلَ يَشُوعُ بْنُ نُونٍ مِنْ شِطِّيمَ رَجُلَيْنِ جَاسُوسَيْنِ سِرّاً, قَائِلاً: «اذْهَبَا انْظُرَا الأَرْضَ وَأَرِيحَا». فَذَهَبَا وَدَخَلاَ بَيْتَ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ اسْمُهَا رَاحَابُ وَاضْطَجَعَا هُنَاكَ. 2فَقِيلَ لِمَلِكِ أَرِيحَا: «هُوَذَا قَدْ دَخَلَ إِلَى هُنَا اللَّيْلَةَ رَجُلاَنِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِيَتَجَسَّسَا الأَرْضَ». 3فَأَرْسَلَ مَلِكُ أَرِيحَا إِلَى رَاحَابَ يَقُولُ: «أَخْرِجِي الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَتَيَا إِلَيْكِ وَدَخَلاَ بَيْتَكِ, لأَنَّهُمَا قَدْ أَتَيَا لِيَتَجَسَّسَا الأَرْضَ كُلَّهَا». 4فَأَخَذَتِ الْمَرْأَةُ الرَّجُلَيْنِ وَخَبَّأَتْهُمَا وَقَالَتْ: «نَعَمْ جَاءَ إِلَيَّ الرَّجُلاَنِ وَلَمْ أَعْلَمْ مِنْ أَيْنَ هُمَا. 5وَكَانَ نَحْوَ انْغِلاَقِ الْبَابِ فِي الظَّلاَمِ أَنَّهُمَا خَرَجَا. لَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ ذَهَبَا. اسْعُوا سَرِيعاً وَرَاءَهُمَا حَتَّى تُدْرِكُوهُمَا». 6وَأَمَّا هِيَ فَأَطْلَعَتْهُمَا عَلَى السَّطْحِ وَوَارَتْهُمَا بَيْنَ عِيدَانِ كَتَّانٍ لَهَا مُنَضَّدَةً عَلَى السَّطْحِ. 7فَسَعَى الْقَوْمُ وَرَاءَهُمَا فِي طَرِيقِ الأُرْدُنِّ إِلَى الْمَخَاوِضِ. وَحَالَمَا خَرَجَ الَّذِينَ سَعُوا وَرَاءَهُمَا أَغْلَقُوا الْبَابَ.
ع1: شطيم: جمع شطة أى شجرة سنط، وهى اسم لمكان كان ملئ بشجر السنط، وتقع فى أرض موآب شرق نهر الأردن قرب التقائه بالبحر الميت حيث كان الشعب يقيم (عد25: 1).
راحاب : اسم سيده معناه مكان رحب أو واسع.
أريحا : تعنى رائحة وهو اسم مدينة كانت بها نباتات البلسان بكثرة تجعل رائحتها طيبة، وتقع غرب نهر الأردن مقابل شطيم على بعد حوالى خمسة أميال من النهر وشمال شرق أورشليم على بعد حوالى 17 ميلاً. وهى مدينة محصنة فى وادى ومحاطة بأرض خصبة (خريطة 1).
خريطة (1)
فى سرية تامة، أرسل يشوع جاسوسين ليدرسا طبيعة الأرض والموقع ومدينة أريحا وتحصيناتها، لأنها أول مدينة سيحاربها يشوع فى أرض الموعد. وكانت السرية لازمة للحفاظ على حياة الجاسوسين. وقد كان التجسس أمر ضرورى قبل محاربة أى مدينة.
وأريحا تقع على مدخل ممرات بين الجبال تؤدى إلى البلاد المحيطة مثل عاى وأورشليم، وقد اختار يشوع بإرشاد الله الدخول إلى أريحا ولم يدخل من جنوب فلسطين، لأن البلاد هناك محصنة فلا يهاجمه أحد الدول المحيطة مثل مصر وبلاد العرب. ولو كانوا قد دخلوا من الجنوب لكان بالإمكان أن تقوم مصر لمقاومة المهاجمين لأن جنوب فلسطين هو شرق برية سيناء التابعة لمصر.
ويرجح أن راحاب كان تؤجر بيتها، الذى تقيم فى جزء منه مع عائلتها، فندقًا للغرباء. كما أنها كانت تعمل بأحد المعابد الوثنية كزانية، حيث أن الزنا كان أحد ممارسات العبادة الوثنية التى نذرت راحاب نفسها لها، لذا كان بالمعابد زناة وزانيات ليتمم معهم العابدون نذورهم بالزنى. وهذا يوضح لنا مدى فساد العبادة الوثنية الكنعانية فى ذلك الوقت، الأمر الذى دعا الله إلى إصدار أمره بقتل الكثيرين من هؤلاء الوثنيين الفاسدين الذين استحقوا الموت لكثرة شرورهم، وخوفاً من انتقال عاداتهم السيئة إلى الشعب اليهودى إن اختلطوا بهم.
وقد نزل الجاسوسان فى فندق راحاب حتى لا يشتبه فيهما أحد من سكان أريحا، إذ كان الكثيرون يترددون على هذا البيت للزنا أو الإقامة.
والجاسوسان يرمزان إلى رسل المسيح فى إرسالية الاثنى عشر ثم إرسالية السبعين، أو إلى التلاميذ المرسلين اثنين اثنين للبشارة.
ع2: أخبر الرجال ملك أريحا بما حدث، خصوصًا وأن المدينة كانت متوترة ومنتظرة هجوم اليهود عليها وكان من السهل اكتشاف دخول الغرباء فى مدينة محدودة مثل أريحا. ويرمز ملك أريحا للإنسان الذى يقاوم الله.
ع3، 4: طلب الملك من راحاب تسليم الرجلين، لكنها لم ترضَ، بل أنكرت أنها كانت تعلم أنهما جاسوسان يهوديان، رغم أنه سيتضح من باقى الكلام أنها تكذب. والكذب تقره ديانة راحاب لكن لا تقره المسيحية مهما كان سببه. وقد كذبت راحاب لأنها سمعت بقوة إله بنى إسرائيل وبدأت تؤمن به ورغبت أن ترضيه وتحتمى به.
ع5: ضلّلت راحاب رسل الملك إذ أخبرتهم أن الرجلين انصرفا قبل حلول الظلام، لأن أبواب أريحا كانت تغلق عند حلول الظلام مثل كل المدن، وأنها لا تعلم أين ذهبا، فأسرع الرسل بالانصراف للبحث عنهما كما أوصتهما راحاب.
ع6: مُنَضَّدة : موضوعة فوق بعضها بترتيب.
وبعد ذلك أصعدتهما إلى سطح منزلها حيث كانت تضع بعض عيدان نبات الكتان لتجف بعد غسلها حتى يمكن تمشيطها وتحويلها إلى خيوط للنسيج، فخبأت الجاسوسين تحت عيدان الكتان.
لعل الكتان الذى اختبأ تحته الجاسوسان، والذى تصنع منه الملابس الكهنوتية فى شريعة موسى، يشير إلى شفاعة وعمل الكهنوت الذى يخبئنا فى بركة الأسرار المقدسة فننجوا من مطاردة الشيطان.
ع7: المخاوض : جمع مخاضة، وهى مكان عمقه ضحل فيعبر الناس النهر منه بالخوض بأرجلهم فى الماء.
اتجه الحراس إلى مخاوض الأردن ظنًا منهم أن الجاسوسين سيعبران النهر منها ليعودا ليشوع. وباغلاق باب المدينة كعادة كل يوم، أصبح من السهل القبض على الجاسوسين إن كانا لا يزالان داخل المدينة.
? محبة الله عجيبة فى حمايته للجاسوسين، ليس عن طريق أصدقاء لهما، بل عن طريق امرأة غريبة الجنس ومشتهرة بالشر. فلا تنزعج لأنك فى يد أمينة هى يد الله تحميك أينما سرت وتعطيك نعمة فى أعين من لا تتوقع منهم ذلك.
(2) الإيمان العامل بالمحبة (ع8-13):
8وَأَمَّا هُمَا فَقَبْلَ أَنْ يَضْطَجِعَا صَعِدَتْ إِلَيْهِمَا إِلَى السَّطْحِ 9وَقَالَتْ: «عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الأَرْضَ, وَأَنَّ رُعْبَكُمْ قَدْ وَقَعَ عَلَيْنَا, وَأَنَّ جَمِيعَ سُكَّانِ الأَرْضِ ذَابُوا مِنْ أَجْلِكُمْ, 10لأَنَّنَا قَدْ سَمِعْنَا كَيْفَ يَبَّسَ الرَّبُّ مِيَاهَ بَحْرِ سُوفَ قُدَّامَكُمْ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ, وَمَا عَمِلْتُمُوهُ بِمَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ اللَّذَيْنِ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ: سِيحُونَ وَعُوجَ, اللَّذَيْنِ حَرَّمْتُمُوهُمَا. 11سَمِعْنَا فَذَابَتْ قُلُوبُنَا وَلَمْ تَبْقَ بَعْدُ رُوحٌ فِي إِنْسَانٍ بِسَبَبِكُمْ, لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلَى الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ. 12فَالآنَ احْلِفَا لِي بِالرَّبِّ وَأَعْطِيَانِي عَلاَمَةَ أَمَانَةٍ. لأَنِّي قَدْ عَمِلْتُ مَعَكُمَا مَعْرُوفاً. بِأَنْ تَعْمَلاَ أَنْتُمَا أَيْضاً مَعَ بَيْتِ أَبِي مَعْرُوفاً. 13وَتَسْتَحْيِيَا أَبِي وَأُمِّي وَإِخْوَتِي وَأَخَوَاتِي وَكُلَّ مَا لَهُمْ وَتُخَلِّصَا أَنْفُسَنَا مِنَ الْمَوْتِ».
ع8-10: بحر سوف : البحر الأحمر.
حرمتموها : قتلتموهما.
بعد ذلك قالت راحاب للجاسوسين أنها تعلم أن إله بنى إسرائيل قوى وسيعطيهم أرض الكنعانيين، لذا فالجميع فى رعب خصوصًا لعلمهم بمعجزة شق الرب للبحر الأحمر على يد موسى وغرق فرعون، ثم بانتصارهم على ملكى الأموريين فى الطريق وقتلهم لهما (تث2، 3).
وقد علمت راحاب هذه الأخبار عن طريق القوافل التجارية والمسافرين، وخاصة أنها كانت تستضيف غرباء للإقامة فى بيتها فتصل إليها أخبار كثيرة عن العالم المحيط بها.
وما قالتـه راحاب يعلن إيمانها بالله إله إسرائيل كما يشـهد بذلك العهد الجديـد فى (عب11: 31، يع2: 25).
? إن كان شعب الله قد هلك فى البرية بعدم إيمانهم به وطاعتهم له فى دخول أرض الميعاد، فإن راحاب الأممية الزانية عندما آمنت بالله تنبأت عن تملك بنى إسرائيل للأرض وأنقذها الله هى وأسرتها من الموت بل وأصبحت جدة للمسيح. فآمن بالله لتتمتع بعمله فيك.. أطلبه بإلحاح واثقًا من محبته مهما كانت الظروف المحيطة معاكسة ومهما كان ضعفك أو خطاياك.
ع11-13: ذابوا : خافوا جدًا.
اعترفت راحاب بإيمانها بالله الواحد ملك السماء والأرض، وطلبت منهما أن يصنعا معها معروفًا ويؤكدا ذلك بالحلف باسم الرب وذلك ردًا لجميلها معهما. ويكون ذلك بإعطائها علامة أو اقتراح خطة لتنجو هى وكل أهلها من الموت عند وصول الشعب للمدينة وانتصاره عليها.
(3) العلامة والشرط (ع14-24):
14فَقَالَ لَهَا الرَّجُلاَنِ: «نَفْسُنَا عِوَضُكُمْ لِلْمَوْتِ إِنْ لَمْ تُفْشُوا أَمْرَنَا هَذَا. وَيَكُونُ إِذَا أَعْطَانَا الرَّبُّ الأَرْضَ أَنَّنَا نَعْمَلُ مَعَكِ مَعْرُوفاً وَأَمَانَةً». 15فَأَنْزَلَتْهُمَا بِحَبْلٍ مِنَ الْكُوَّةِ, لأَنَّ بَيْتَهَا بِحَائِطِ السُّورِ, وَهِيَ سَكَنَتْ بِالسُّورِ. 16وَقَالَتْ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْجَبَلِ لِئَلاَّ يُصَادِفَكُمَا السُّعَاةُ, وَاخْتَبِئَا هُنَاكَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى يَرْجِعَ السُّعَاةُ, ثُمَّ اذْهَبَا فِي طَرِيقِكُمَا». 17فَقَالَ لَهَا الرَّجُلاَنِ: «نَحْنُ بَرِيئَانِ مِنْ يَمِينِكِ هَذَا الَّذِي حَلَّفْتِنَا بِهِ. 18هُوَذَا نَحْنُ نَأْتِي إِلَى الأَرْضِ, فَارْبِطِي هَذَا الْحَبْلَ مِنْ خُيُوطِ الْقِرْمِزِ فِي الْكُوَّةِ الَّتِي أَنْزَلْتِنَا مِنْهَا, وَاجْمَعِي إِلَيْكِ فِي الْبَيْتِ أَبَاكِ وَأُمَّكِ وَإِخْوَتَكِ وَسَائِرَ بَيْتِ أَبِيكِ. 19فَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بَيْتِكِ إِلَى خَارِجٍ, فَدَمُهُ عَلَى رَأْسِهِ, وَنَحْنُ نَكُونُ بَرِيئَيْنِ. وَأَمَّا كُلُّ مَنْ يَكُونُ مَعَكِ فِي الْبَيْتِ فَدَمُهُ عَلَى رَأْسِنَا إِذَا وَقَعَتْ عَلَيْهِ يَدٌ. 20 وَإِنْ أَفْشَيْتِ أَمْرَنَا هَذَا نَكُونُ بَرِيئَيْنِ مِنْ حَلْفِكِ الَّذِي حَلَّفْتِنَا». 21فَقَالَتْ: «هُوَ هَكَذَا حَسَبَ كَلاَمِكُمَا». وَصَرَفَتْهُمَا فَذَهَبَا. وَرَبَطَتْ حَبْلَ الْقِرْمِزِ فِي الْكُوَّةِ. 22فَانْطَلَقَا وَجَاءَا إِلَى الْجَبَلِ وَلَبِثَا هُنَاكَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى رَجَعَ السُّعَاةُ. وَفَتَّشَ السُّعَاةُ فِي كُلِّ الطَّرِيقِ فَلَمْ يَجِدُوهُمَا. 23ثُمَّ رَجَعَ الرَّجُلاَنِ وَنَزَلاَ عَنِ الْجَبَلِ وَعَبَرَا وَأَتَيَا إِلَى يَشُوعَ بْنِ نُونٍ وَقَصَّا عَلَيْهِ كُلَّ مَا أَصَابَهُمَا. 24وَقَالاَ لِيَشُوعَ: «إِنَّ الرَّبَّ قَدْ دَفَعَ بِيَدِنَا الأَرْضَ كُلَّهَا, وَقَدْ ذَابَ كُلُّ سُكَّانِ الأَرْضِ بِسَبَبِنَا».
ع14: أكد لها الرجلان أنهما مسئولان عن حياتها هى وأسرتها، إذ سيصنعون معها جميلاً مقابل إخفائها لهما فلا يموتون مع سكان أريحا.
ع15: الكوة : الشباك.
حيث أن بيتها كان ملاصقًا لسور المدينة، فقد دلتهما بحبل من نافذة بيتها الذى حائطه هو سور المدينة، لأنهما لا يستطيعان أن يخرجا من الأبواب المغلقة التى يحرسها مندوبو الملك.
ع16: السعاة : رجال الملك الذين أرسلهم ليسعوا وراء الجاسوسين ويقبضوا عليهما.
أوصتهما بالاتجاه إلى الجبال بين أريحا وأورشليم، أى عكس اتجاه نهر الأردن الذى عبراه عندما أتيا إلى أريحا، وأوصتهما أن يختبئا ممن يفتشون عنهما فى الجبل ثلاثة أيام، وهى المدة المتوقعة للتفتيش، ثم يستديرا عائدين لعبور الأردن إلى يشوع.
ع17، 18: القرمز : الأحمر الداكن.
وضع الجاسوسان علامة لراحاب حتى يعرف المهاجمون اليهود بيتها عند هجومهم على أريحا، وهى تعليق حبل قرمزى اللون فى نافذة بيتها الملاصق للسور، وأمراها أن تجمع أباها وأمها وكل أسرتها داخل بيتها حتى لا يموتوا، وإن لم تفعل هذا الشرط فلن يعرفها المهاجمون هى وأهلها ويتعرضوا للموت، ولذا قال لها الجاسوسان أننا بريئان من قسمنا لك بالمحافظة على حياتك أنت وأهلك إن لم تفعلى هذا الشرط.
واللون القرمزى يرمز إلى دم المسيح الذى هو شرط لنوال الخلاص، وبيت راحاب يرمز للكنيسة التى يحتمى فيها المؤمنون، فبدون الكنيسة وأسرارها ووسائط النعمة التى فيها لا ننال الخلاص.
ع19، 20: وضع الجاسوسان شرطين للخلاص بهذه العلامة : الأول هو الالتزام بالبقاء داخل البيت، لأنه لا خلاص خارج الكنيسة ومن يخرج يكون مسئولاً عن الهلاك الذى يصيبه.
الشرط الثانى هو كتمان الأمر عن الملك حتى لا يُهلِك الجاسوسين، وذلك إشارة إلى ضرورة إخلاصنا للمسيح فلا نخونه حتى يسمح لنا بالتمتع بخلاصه.
ع21: ثم انصرفا ووضعت الحبل الأحمر بالشباك. وهذا يظهر إيمانها الذى جعلها تعلق الحبل القرمزى بعد مغادرة الجاسوسين بيتها.
ع22-24: اختبأ الجاسوسان بالجبل لمدة ثلاثة أيام كما قالت لهما ثم رجعا إلى يشوع، وأخبراه بكل ما حدث وبرعب سكان الأرض من الشعب اليهودى لأن الجميع متأكد من قوة إله بنى إسرائيل.
ويظهر من كلام الجاسوسين إيمانهما القوى بقوة الله الذى سيعطيهم أرض كنعان إذ قالا “قد دفع بيدنا الأرض كلها”، وهذا عكس الجواسيس العشرة فى عدم إيمانهم قديمًا أيام موسى والذى بسببه مات كل الشعب فى برية سيناء ولم يدخلوا أرض الميعاد.
? رغم اعتماد الجاسوسين على حماية الله لهما ولكنهما تصرفا بحكمة واختبئا ثلاثة أيام. فليتك تكون أمينًا فى أداء واجباتك وتتصرف بحكمة فى كل موقف حسبما يرشدك الله ويوصيك من يحبونك فتتمتع بعناية الله، لأنه لا يحب الكسالى والمتهاونين ولكنه يحفظ وينجى الضعفاء والمتضعين الأمناء فى أعمالهم.