نصيب كالب
(1) التقسيم العام للأرض (ع1-5) 1فَهَذِهِ هِيَ الَّتِي امْتَلَكَهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ, الَّتِي مَلَّكَهُمْ إِيَّاهَا أَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ وَيَشُوعُ بْنُ نُونَ وَرُؤَسَاءُ آبَاءِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 2نَصِيبُهُمْ بِالْقُرْعَةِ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ مُوسَى لِلتِّسْعَةِ الأَسْبَاطِ وَنِصْفِ السِّبْطِ. 3لأَنَّ مُوسَى أَعْطَى نَصِيبَ السِّبْطَيْنِ وَنِصْفِ السِّبْطِ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ. وَأَمَّا اللاَّوِيُّونَ فَلَمْ يُعْطِهِمْ نَصِيباً فِي وَسَطِهِمْ. 4لأَنَّ بَنِي يُوسُفَ كَانُوا سِبْطَيْنِ, مَنَسَّى وَأَفْرَايِمَ. وَلَمْ يُعْطُوا اللاَّوِيِّينَ قِسْماً فِي الأَرْضِ إِلاَّ مُدُناً لِلسَّكَنِ, ومسارحها لِمَوَاشِيهِمْ وَمُقْتَنَاهُمْ. 5كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى هَكَذَا فَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَقَسَمُوا الأَرْضَ.
ع1: فهذه : تشير إلى الأراضى التى امتلكها بنو إسرائيل غرب الأردن.
كان توزيع الأرض بحضور ألعازار الكاهن ثالث أبناء هارون، ويشوع الذى أقامه موسى رئيسًا على الشعب وكذلك رؤساء الأسباط، وهم واحد عن كل سبط، وقد تقدم اسم ألعازار على يشوع هنا لأن موسى قد رسمه رئيسًا على الشعب فى حضور ألعازار الكاهن.
ع2، 3: كان توزيع الأنصبة بالقرعة، فتسجل أسماء الأسباط وتسجل الأنصبة ويسحب من كل منهما فيتحدد النصيب (عد26: 53، 33: 54، 55). أما اللاويون فلم يأخذوا نصيبًا من الأرض بل سيعطيهم الرب مدنًا للسكن وسط بقية الأسباط (ص13: 14، 33).
ع4، 5: مسارح : مراعى.
مقتناهم : عبيدهم وأغنامهم.
صار ليوسف سبطان، وبذلك لم يكن لسبط لاوى نصيب. وبهذا تمتع يوسف بنصيب مزدوج وهو نصيب البكر بالنسبة لأبيه يعقوب، وهكذا تم تنفيذ كلام موسى بتقسيم الأراضى بين الأسباط.
وبنوال يوسف سبطين واعتباره البكر ليعقوب بدلاً من رأوبين، لأن يوسف كان بارًا، أما رأوبين فأخطأ مع سرية أبيه ففقد البركة (تك35: 21)، فصارت الأسباط عددها اثنى عشر لأن اللاويين لم يأخذوا نصيبًا وحلّ محلهم يوسف بنواله سبطين وأخذ اللاويون من كل سبط مدنًا ليسكنوا فيها وحولها حقول ومراعى لأغنامهم كما ذكر فى (عد35).
- إن بركة الرب كبيرة لمن يتقيه مثل يوسف، فتمتع بعلاقتك بالله، حينئذ يدبر لك كل احتياجاتك بل يباركك أكثر مما تفتكر وتفرح بعشرته.
(2) طلب كالب (ع6-15)
6فَتَقَدَّمَ بَنُو يَهُوذَا إِلَى يَشُوعَ فِي الْجِلْجَالِ. وَقَالَ لَهُ كَالِبُ بْنُ يَفُنَّةَ الْقَنِزِّيُّ: «أَنْتَ تَعْلَمُ الْكَلاَمَ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ مُوسَى رَجُلَ اللَّهِ مِنْ جِهَتِي وَمِنْ جِهَتِكَ فِي قَادِشِ بَرْنِيعَ. 7كُنْتُ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ أَرْسَلَنِي مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ مِنْ قَادِشِ بَرْنِيعَ لأَتَجَسَّسَ الأَرْضَ. فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ بِكَلاَمٍ عَمَّا فِي قَلْبِي. 8وَأَمَّا إِخْوَتِيَ الَّذِينَ صَعِدُوا مَعِي فَأَذَابُوا قَلْبَ الشَّعْبِ. وَأَمَّا أَنَا فَاتَّبَعْتُ تَمَاماً الرَّبَّ إِلَهِي. 9فَحَلَفَ مُوسَى فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَائِلاً: إِنَّ الأَرْضَ الَّتِي وَطِئَتْهَا رِجْلُكَ لَكَ تَكُونُ نَصِيباً وَلأَوْلاَدِكَ إِلَى الأَبَدِ, لأَنَّكَ اتَّبَعْتَ الرَّبَّ إِلَهِي تَمَاماً. 10وَالآنَ فَهَا قَدِ اسْتَحْيَانِيَ الرَّبُّ كَمَا تَكَلَّمَ هَذِهِ الْخَمْسَ وَالأَرْبَعِينَ سَنَةً, مِنْ حِينَ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى بِهَذَا الْكَلاَمِ حِينَ سَارَ إِسْرَائِيلُ فِي الْقَفْرِ. وَالآنَ فَهَا أَنَا الْيَوْمَ ابْنُ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً. 11فَلَمْ أَزَلِ الْيَوْمَ مُتَشَدِّداً كَمَا فِي يَوْمَ أَرْسَلَنِي مُوسَى. كَمَا كَانَتْ قُوَّتِي حِينَئِذٍ هَكَذَا قُوَّتِي الآنَ لِلْحَرْبِ وَلِلْخُرُوجِ وَلِلدُّخُولِ. 12فَالآنَ أَعْطِنِي هَذَا الْجَبَلَ الَّذِي تَكَلَّمَ عَنْهُ الرَّبُّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ. لأَنَّكَ أَنْتَ سَمِعْتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الْعَنَاقِيِّينَ هُنَاكَ, وَالْمُدُنُ عَظِيمَةٌ مُحَصَّنَةٌ. لَعَلَّ الرَّبَّ مَعِي فَأَطْرُدَهُمْ كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ». 13فَبَارَكَهُ يَشُوعُ, وَأَعْطَى حَبْرُونَ لِكَالِبَ بْنِ يَفُنَّةَ مُلْكاً. 14لِذَلِكَ صَارَتْ حَبْرُونُ لِكَالِبَ بْنِ يَفُنَّةَ الْقَنِزِّيِّ مُلْكاً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ, لأَنَّهُ اتَّبَعَ تَمَاماً الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ.
15وَاسْمُ حَبْرُونَ قَبْلاً قَرْيَةُ أَرْبَعَ, الرَّجُلِ الأَعْظَمِ فِي الْعَنَاقِيِّينَ. وَاسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ مِنَ الْحَرْبِ.
ع6: القنزى : القنزيين هم قبيلة كنعانية قد يكون كالب منها وتهود، أو أن أحد جدوده يسمى قناز وهو يهودى الأصل.
الجلجال : منطقة جنوب أريحا تقع على البحر الميت وكانت مقرًا ليشوع (خريطة 1).
تقـدم كالـب مع مجموعة من سبط يهوذا إلى يشوع، وكان كالب رئيس سبط يهوذا (عد34: 19)، وحضر معه مجموعة منهم لتعضيده فى طلبه. وذكّر كالب يشوع بمدح موسى لهما عند عودتهما من تجسس الأرض وتشجيعهما الشعب على الدخول إليها ووعدهما بنصيب فى الأرض. فيفهم من هذا أن لهما تميز فى امتلاك الأرض لطاعتهما الله وتشجيعهما الشعب (عد13، 14).
ع7: كان سن كالب 40 سنة حين ذهب مع يشوع من قادش لتجسس الأرض، فعاد وشهد بصدق بعظمة وعد الله لشعبه بهذه الأرض الفاخرة، فهى أرض مملوءة بالخيرات والله قادر أن يقود شعبه ويملكهم هذه الأرض.
ع8: أذابوا : أزعجوا وأرعبوا بنى إسرائيل.
أما باقى الجواسيس، عدا كالب ويشوع، فحادوا عن طريق الله وأخافوا الشعب من دخول أرض كنعان لقوة الساكنين فيها.
ع9: عند تجسس كالب أرض كنعان دخل منطقة حبرون، أى وطئتها قدماه، فوعده موسى عند رجوعه من التجسس أن يأخذ هذه الأرض.
ع10: مرت 38 سنة فى رحلة البرية وسبع سنوات فى حروب كنعان مع يشوع وبلغ عمر كالب 85 سنة.
ع11: كان كالب قد وصل عمره 85 عامًا، وهو سن كبير، ولكن تقواه ومحبته لله أعطته حماسًا روحيًا شدّد جسده فصار مستعدًا للحرب وامتلاك الأرض مثل أى رجل صغير، أى كما كان فى قوته وعمره 40 عامًا حين تجسس الأرض.
ع12: الجبل : المقصود مدينة حبرون والمنطقة الجبلية المحيطة بها.
العناقيين : أحد قبائل كنعان المتميزة بطول القامة والقوة.
أنت سمعت : تخويف الجواسيس للشعب حتى لا يدخلها الشعب بسبب قوة ساكنيها من العناقيين وغيرهم من قبائل كنعان.
لذلك يطلب نصيبه فى الجبل المرتفع الذى سكنه العناقيون، فيطردهم ويسكن مكانهم حسب وعد الله له.
ع13، 14: حبرون هى مدينة الخليل المدفون بها الآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب وزوجاتهم، فصارت ملكًا لكالـب لكنـه تنـازل عنها بعد ذلك فصارت من مدن اللاويين (يش21: 13).
ع15: كانت حبرون تسمى أولاً قرية أربع، وأربع هو ابن لعناق المنسوب إليه العناقيين، ثم غيّر كالب اسمها إلى حبرون على اسم أحد نسله.
ونتيجة لخوف الشعوب من اليهود، كفوا عن إثارة الحرب معهم فاستراحت الأرض.
- تشجع فى جهادك الروحى، فلك نصيب كبير من البركة عند المسيح، حارب بنعمة الله فستنتصر وتفرح. أترك خطاياك وثابر فى جهادك لاقتناء الفضيلة عالمًا أنك ستنتصر بقوة المسيح.