الصعود من نهر الأردن
(1) الاثنى عشر حجرًا (ع1-13): 1وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى جَمِيعُ الشَّعْبِ مِنْ عُبُورِ الأُرْدُنِّ أَنَّ الرَّبَّ أَمَرَ يَشُوعَ: 2«انْتَخِبُوا مِنَ الشَّعْبِ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً. رَجُلاً وَاحِداً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ 3وَأْمُرُوهُمْ قَائِلِينَ: احْمِلُوا مِنْ هُنَا مِنْ وَسَطِ الأُرْدُنِّ مِنْ مَوْقِفِ أَرْجُلِ الْكَهَنَةِ رَاسِخَةً اثْنَيْ عَشَرَ حَجَراً, وَعَبِّرُوهَا مَعَكُمْ وَضَعُوهَا فِي الْمَبِيتِ الَّذِي تَبِيتُونَ فِيهِ اللَّيْلَةَ». 4فَدَعَا يَشُوعُ الاِثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً الَّذِينَ عَيَّنَهُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ, رَجُلاً وَاحِداً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ.
5وَقَالَ لَهُمْ يَشُوعُ: «اعْبُرُوا أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ إِلَى وَسَطِ الأُرْدُنِّ, وَارْفَعُوا كُلُّ رَجُلٍ حَجَراً وَاحِداً عَلَى كَتِفِهِ حَسَبَ عَدَدِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ, 6لِكَيْ تَكُونَ هَذِهِ عَلاَمَةً فِي وَسَطِكُمْ. إِذَا سَأَلَ غَداً بَنُوكُمْ: مَا لَكُمْ وَهَذِهِ الْحِجَارَةَ؟ 7تَقُولُونَ لَهُمْ: إِنَّ مِيَاهَ الأُرْدُنِّ قَدِ انْفَلَقَتْ أَمَامَ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ. عِنْدَ عُبُورِهِ الأُرْدُنَّ انْفَلَقَتْ مِيَاهُ الأُرْدُنِّ. فَتَكُونُ هَذِهِ الْحِجَارَةُ تِذْكَاراً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الدَّهْرِ». 8فَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَ يَشُوعُ, وَحَمَلُوا اثْنَيْ عَشَرَ حَجَراً مِنْ وَسَطِ الأُرْدُنِّ كَمَا قَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ, حَسَبَ عَدَدِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ, وَعَبَّرُوهَا مَعَهُمْ إِلَى الْمَبِيتِ وَوَضَعُوهَا هُنَاكَ.
9وَنَصَبَ يَشُوعُ اثْنَيْ عَشَرَ حَجَراً فِي وَسَطِ الأُرْدُنِّ تَحْتَ مَوْقِفِ أَرْجُلِ الْكَهَنَةِ حَامِلِي تَابُوتِ الْعَهْدِ. وَهِيَ هُنَاكَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 10وَالْكَهَنَةُ حَامِلُو التَّابُوتِ وَقَفُوا فِي وَسَطِ الأُرْدُنِّ حَتَّى انْتَهَى كُلُّ شَيْءٍ أَمَرَ الرَّبُّ يَشُوعَ أَنْ يُكَلِّمَ بِهِ الشَّعْبَ, حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى يَشُوعَ. وَأَسْرَعَ الشَّعْبُ فَعَبَرُوا. 11وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى كُلُّ الشَّعْبِ مِنَ الْعُبُورِ أَنَّهُ عَبَرَ تَابُوتُ الرَّبِّ وَالْكَهَنَةُ فِي حَضْرَةِ الشَّعْبِ.
12وَعَبَرَ بَنُو رَأُوبَيْنَ وَبَنُو جَادٍ وَنِصْفُ سِبْطِ مَنَسَّى مُتَجَهِّزِينَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمَا كَلَّمَهُمْ مُوسَى. 13نَحْوَ أَرْبَعِينَ أَلْفاً مُتَجَرِّدِينَ لِلْجُنْدِ عَبَرُوا أَمَامَ الرَّبِّ لِلْحَرْبِ إِلَى عَرَبَاتِ أَرِيحَا.
ع1-3: بعد عبور الشعب كله، طلب الرب من يشوع أن يأمر اثنى عشر رجلاً يمثلون الأسباط أن يحملوا من تحت أرجل الكهنة حاملى التابوت بوسط الأردن اثنى عشر حجرًا، ويحملوها معهم ويضعوها فى الشاطئ الغربى لنهر الأردن حيث سيبيتون هذه الليلة.
والاثنى عشر رجلاً هم بعدد أسباط بنى إسرائيل ليشترك كل الأسباط فى تمجيد الله الذى صنع معهم معجزة عبور الأردن. وعدد “12” أيضًا هو عدد تلاميذ المسيح، فهو يرمز للكنيسة فى العهد القديم والجديد. وعدد “12” هو حاصل ضرب عدد “3”، ويرمز للثالوث القدوس وعمله فى المؤمنين، وعدد “4” الذى يرمز لجهات العالم الأربع أى المؤمنين فى كل مكان، فعدد “12” يرمز للقداسة فى جميع المؤمنين.
ع4-6: أمام تابوت الرب : أى نحو التابوت.
غدًا : فى المستقبل.
مالكم وهذه الحجارة : ما سبب وجود هذه الحجارة.
أمر يشوع الاثنى عشر رجلاً، الذين انتخبهم من الأسباط الاثنى عشر، أن يدخلوا إلى عمق الأردن أى عند التابوت الذى يحمله الكهنة، ويأخذوا من هناك اثنى عشر حجرًا وينقلوها إلى الشاطئ الغربى لنهر الأردن ويقيموها نصبًا هناك تذكارًا لمعجزة عبور الأردن لتكون شاهدًا على هذه المعجزة ويعلمها الآباء للأبناء ليثبت إيمانهم بالله.
ع7، 8: أمر يشوع الشعب أن يقصوا على أولادهم قصة معجزة عبورهم نهر الأردن عندما يسألوهم عن النصب الحجرى المكون من الاثنى عشر حجرًا على الشاطئ الغربى للأردن فى مكان مبيتهم الذى سمى بالجلجال (ع19). وبعد ذلك حمل الرجال المنتخبون الاثنى عشر حجرًا من باطن الأردن ووضعوها فى مكان مبيتهم على الشاطئ الغربى.
ع9: وضع يشوع اثنى عشر حجرًا رفعها الرجال من على الشاطئ الغربى للأردن وثبتوها فى باطن النهر.
? لا تستثقل التعب فى الجهاد الروحى سواء للتخلص من خطاياك أو لاقتناء الفضائل والثبات فى الممارسات الروحية لأن هذا يعطيك حياة مع الله وتتمتع بعشرته.
ع10: ظل الكهنة حاملو التابوت فى باطن نهر الأردن حتى رفع الرجال المنتخبون الحجارة إلى الشاطئ الغربى ودفنوا حجارة بدلاً منها فى قاع النهر، وكذلك انتهاء يشوع من توصية الشعب بتعليم أبنائهم كما أوصاه موسى قبل موته وذلك نقلاً لكلام الله الذى علّمه لموسى. وقد عبر الشعب الأردن بسرعة لما يلى :
- كان أمر يشوع بذلك ليشعروا بالجدية والحماس ويبدأوا حياتهم الجديدة فى الأرض الجديدة بنشاط.
- كانوا مشتاقين للوصول إلى الأرض الجديدة وامتلاكها.
- لأن عددهم كان كبيرًا وهو 2 مليون تقريبًا ومعهم أطفال.
ع11: لم يعبر الكهنة أنفسهم إلا بعد اطمئنانهم على عبور الشعب كله، تأكيدًا لأبوة الكاهن واهتمامه بكل شعبه.
ع12: متجهزين : مستعدين بالأسلحة الحربية.
أمام بنى إسرائيل : متقدمين رجال الحرب من باقى الأسباط.
عبر أيضًا مجندون من السبطين ونصف الذين أخذوا نصيبهم من الأرض فى شرق الأردن، ليحاربوا مع إخوتهم كما طلب منهم الرب على لسان موسى (عد32، ص1: 16-18).
ع13: متجردين للجند : مستعدين للحرب.
عربات أريحا : سهول أريحا.
كان عدد العابرين من السبطين ونصف نحو أربعين ألف شخصًا لكى يشاركوا فى الحروب المقدسة بغرب الأردن والتى يقودها الرب. وهذا العدد هو حوالى نصف عدد جنود السبطين ونصف الوارد تقدير عددهم بـ 110580 فردًا وواضح أن الباقين مكثوا بأرض شرق الأردن لحراسة النساء والأولاد والممتلكات. وحل الجميع فى سهول أريحا.
? إن كان الله يهتم بتمجيد أولاده القديسين، فهذا يدعونا إلى تمجيدهم لأن تمجيدهم هو تمجيد لله نفسه. فاهتم بذكر شفيعك وتمجيده فى عيده وفى كل وقت لتتعلم منه شيئًا ويفرح الله بمحبتك له.
(2) تعليم الأبناء (ع14-24):
14فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَظَّمَ الرَّبُّ يَشُوعَ فِي أَعْيُنِ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ, فَهَابُوهُ كَمَا هَابُوا مُوسَى كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ. 15وَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: 16«مُرِ الْكَهَنَةَ حَامِلِي تَابُوتِ الشَّهَادَةِ أَنْ يَصْعَدُوا مِنَ الأُرْدُنِّ».
17فَأَمَرَ يَشُوعُ الْكَهَنَةَ: «اصْعَدُوا مِنَ الأُرْدُنِّ». 18فَكَانَ لَمَّا صَعِدَ الْكَهَنَةُ حَامِلُو تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ مِنْ وَسَطِ الأُرْدُنِّ, وَاجْتُذِبَتْ بُطُونُ أَقْدَامِ الْكَهَنَةِ إِلَى الْيَابِسَةِ, أَنَّ مِيَاهَ الأُرْدُنِّ رَجَعَتْ إِلَى مَكَانِهَا وَجَرَتْ كَمَا مِنْ قَبْلُ إِلَى كُلِّ شُطُوطِهِ. 19وَصَعِدَ الشَّعْبُ مِنَ الأُرْدُنِّ فِي الْيَوْمِ الْعَاشِرِ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ, وَحَلُّوا فِي الْجِلْجَالِ فِي تُخُمِ أَرِيحَا الشَّرْقِيِّ. 20وَالاِثْنَا عَشَرَ حَجَراً الَّتِي أَخَذُوهَا مِنَ الأُرْدُنِّ نَصَبَهَا يَشُوعُ فِي الْجِلْجَالِ. 21وَقَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «إِذَا سَأَلَ بَنُوكُمْ غَداً آبَاءَهُمْ قَائِلِينَ: مَا هَذِهِ الْحِجَارَةُ؟ 22تُعْلِمُونَ بَنِيكُمْ قَائِلِينَ: عَلَى الْيَابِسَةِ عَبَرَ إِسْرَائِيلُ هَذَا الأُرْدُنَّ. 23لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ قَدْ يَبَّسَ مِيَاهَ الأُرْدُنِّ مِنْ أَمَامِكُمْ حَتَّى عَبَرْتُمْ, كَمَا فَعَلَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِبَحْرِ سُوفٍ الَّذِي يَبَّسَهُ مِنْ أَمَامِنَا حَتَّى عَبَرْنَا. 24لِتَعْلَمَ جَمِيعُ شُعُوبِ الأَرْضِ يَدَ الرَّبِّ أَنَّهَا قَوِيَّةٌ, لِكَيْ تَخَافُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ».
ع14: أكد الرب بهذا عظمة يشوع ومساندة الرب له أمام جميع الشعب، فاحترموه كقائد لهم بديلاً عن موسى كل أيام حياته.
ع15-18: تابوت الشهادة : تابوت العهد وبه لوحى الوصايا.
بعد أن عبر الشعب كله الأردن، صعد الكهنة حاملو التابوت كأمر الرب فعادت المياه للجريان وامتلأ النهر إلى حده الأقصى. وهذا يرمز إلى أن الإنسان الخاضع للكنيسة وكهنتها يحميه الله من مخاطر كثيرة فى العالم، ولكن إذا ابتعد عن الكنيسة تطبق عليه المشاكل مثل مياه الأردن التى عادت إلى جريانها.
ع19: صعد بنو إسرائيل وعبروا الأردن فى اليوم العاشر من شهر نيسان، وبهذا أكملوا أربعين عامًا إلا خمسة أيام منذ عبروا البحر الأحمر الذى عبروه فى الخامس عشر من شهر نيسان. ووصلوا إلى الجلجال، ومعنى اسمها دحرجة أو متدحرجًا، ودعاها يشوع بهذا الاسم لأن الله دحرج عنهم عار مصر ووصلوا للاستقرار فى أرض الميعاد. وتقع الجلجال غرب نهر الأردن بجوار أريحا وشرقها (خريطة 1).
ع20: أما الحجارة التى أخذها يشوع من قاع النهر فنصبها فى الجلجال التى عبروا إليها.
ع21-23: بحر سوف : البحر الأحمر.
أوصى يشوع الآباء أن يعلموا أبناءهم على مدى الأجيال معجزة عبور نهر الأردن مثل تعليمهم معجزة عبور البحر الأحمر، وذلك عندما يروا الاثنى عشر حجرًا المقامة فى الجلجال.
? لأنك أنت إنسان ومعرض للنسيان فيدعوك الله لتذكر أعماله معك سواء بالشكر كل يوم فى صلاتك أو بكتابة أعماله ورعايته لك فى مذكرات روحية.
ع24: أضاف يشوع أن إقامة الحجارة فى الجلجال له فائدتان :
- عندما تراها الأمم المحيطة باليهود يشعروا بقوة إله بنى إسرائيل، فيخافوه ولا يسيئوا إلى شعبه إذ يتذكرون قوته فى معجزة عبور الأردن.
- بتذكر شعب الله معجزة عبور الأردن، يخافون الله القوى فيبتعدون عن كل خطية وعن عبادة الأوثان.
ويمكن أن نرتب الأحداث من بداية هذا السفر حتى الآن بالترتيب التالى :
- أمر الله يشوع بالاستعداد للرحيل لعبور الأردن فى اليوم الثالث من نيسان أو قبل ذلك بأيام قليلة (ص1: 1).
- أرسل يشوع الجاسوسين فى اليوم الثالث من نيسان وباتوا هذه الليلة فى بيت راحاب (ص2: 1).
- اختبأ الجاسوسان ثلاثة أيام فى الجبل هى أيام 4، 5، 6 نيسان (ص2: 22).
- عاد الجاسوسان إلى يشوع فى اليوم السادس من نيسان (ص2: 23).
- مر رؤساء الشعب عليهم ليجمعوا زادًا فى اليوم السابع من نيسان وأعلموهم أنهم سيعبرون الأردن بعد ثلاثة أيام (ص1: 10، 11).
- ارتحلوا من شطيم إلى نهر الأردن فى اليوم التاسع من نيسان وباتوا هناك (ص3: 1).
- عبروا نهر الأردن فى اليوم العاشر من نيسان (ص4: 19).