سـقوط أريحـا
(1) الدوران حول المدينة (ع1-14): 1وَكَانَتْ أَرِيحَا مُغَلَّقَةً مُقَفَّلَةً بِسَبَبِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. لاَ أَحَدٌ يَخْرُجُ وَلاَ أَحَدٌ يَدْخُلُ. 2فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «انْظُرْ. قَدْ دَفَعْتُ بِيَدِكَ أَرِيحَا وَمَلِكَهَا جَبَابِرَةَ الْبَأْسِ. 3تَدُورُونَ دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ, جَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ. حَوْلَ الْمَدِينَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً. هَكَذَا تَفْعَلُونَ سِتَّةَ أَيَّامٍ. 4وَسَبْعَةُ كَهَنَةٍ يَحْمِلُونَ أَبْوَاقَ الْهُتَافِ السَّبْعَةَ أَمَامَ التَّابُوتِ. وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ تَدُورُونَ دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ, وَالْكَهَنَةُ يَضْرِبُونَ بِالأَبْوَاقِ. 5وَيَكُونُ عِنْدَ امْتِدَادِ صَوْتِ قَرْنِ الْهُتَافِ عِنْدَ اسْتِمَاعِكُمْ صَوْتَ الْبُوقِ, أَنَّ جَمِيعَ الشَّعْبِ يَهْتِفُ هُتَافاً عَظِيماً, فَيَسْقُطُ سُورُ الْمَدِينَةِ فِي مَكَانِهِ, وَيَصْعَدُ الشَّعْبُ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ». 6فَدَعَا يَشُوعُ بْنُ نُونٍ الْكَهَنَةَ وَقَالَ لَهُمُ: «احْمِلُوا تَابُوتَ الْعَهْدِ. وَلْيَحْمِلْ سَبْعَةُ كَهَنَةٍ سَبْعَةَ أَبْوَاقِ هُتَافٍ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ». 7وَقَالُوا لِلشَّعْبِ اجْتَازُوا وَدُورُوا دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ وَلْيَجْتَزِ الْمُتَجَرِّدُ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ. 8وَكَانَ كَمَا قَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ. اجْتَازَ السَّبْعَةُ الْكَهَنَةُ حَامِلِينَ أَبْوَاقَ الْهُتَافِ السَّبْعَةَ أَمَامَ الرَّبِّ, وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَتَابُوتُ عَهْدِ الرَّبِّ سَائِرٌ وَرَاءَهُمْ, 9وَكُلُّ مُتَجَرِّدٍ سَائِرٌ أَمَامَ الْكَهَنَةِ الضَّارِبِينَ بِالأَبْوَاقِ. وَالْبَقِيَّةُ سَائِرَةٌ وَرَاءَ التَّابُوتِ. كَانُوا يَسِيرُونَ وَيَضْرِبُونَ بِالأَبْوَاقِ. 10وَأَمَرَ يَشُوعُ الشَّعْبَ: لاَ تَهْتِفُوا وَلاَ تُسَمِّعُوا صَوْتَكُمْ, وَلاَ تَخْرُجْ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ كَلِمَةٌ حَتَّى يَوْمَ أَقُولُ لَكُمُ: اهْتِفُوا. فَتَهْتِفُونَ». 11فَدَارَ تَابُوتُ الرَّبِّ حَوْلَ الْمَدِينَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً. ثُمَّ دَخَلُوا الْمَحَلَّةَ وَبَاتُوا فِي الْمَحَلَّةِ. 12فَبَكَّرَ يَشُوعُ فِي الْغَدِ, وَحَمَلَ الْكَهَنَةُ تَابُوتَ الرَّبِّ, 13وَالسَّبْعَةُ الْكَهَنَةُ الْحَامِلُونَ أَبْوَاقَ الْهُتَافِ السَّبْعَةَ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ سَائِرُونَ سَيْراً وَضَارِبُونَ بِالأَبْوَاقِ, وَالْمُتَجَرِّدُونَ سَائِرُونَ أَمَامَهُمْ, وَالْبَقِيَّةُ سَائِرَةٌ وَرَاءَ تَابُوتِ الرَّبِّ. كَانُوا يَسِيرُونَ وَيَضْرِبُونَ بِالأَبْوَاقِ. 14وَدَارُوا بِالْمَدِينَةِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي مَرَّةً وَاحِدَةً ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى الْمَحَلَّةِ. هَكَذَا فَعَلُوا سِتَّةَ أَيَّامٍ.
ع1: أريحا : مدينة القمر، أى إله القمر، ومعنى الاسم أيضًا الروائح الطيبة وذلك لانتشار الورود والريحان فى أرضها؛ وتقع على مسافة 8كم غرب نهر الأردن و30كم شرق أورشليم (خريطة 1). وهى بلدة زكا العشار وبارثيماوس الأعمى فى العهد الجديد.
مغلَّقة : مغلقة بشدة.
مقفلة : شديدة الإقفال.
كانت أريحا هى أول مدينة يواجهها الشعب فى أرض الموعد، وعندما رأى شعبها بنى إسرائيل فى خيامهم مقابل مدينتهم، بعد أن عبروا نهر الأردن، أغلقوا أبواب مدينتهم بشدة. وكانت أسوار أريحا عالية وحصينة، ولعل مراقبين قد راقبوا تحركات بنى إسرائيل. وكل هذا يوضح مدى خوف شعب أريحا من بنى إسرائيل.
ع2: يكمل الرب حديثه مع يشوع مؤكدًا أنهم سيأخذون المدينة، ويستخدم صيغة الماضى ليؤكد له ذلك الانتصار على المدينة وكل من فيها مهما كانت قوتهم وجبروتهم ومهما كانت حصانة المدينة.
ع3: أمر الرب بنى إسرائيل أن يدوروا حول المدينة دورة واحدة كل يوم لمدة ستة أيام. وكان الدوران بالطبع على مسافة كافية لتكون الدائرة متسعة فتشمل شعب بنى إسرائيل الكثير العدد وحتى يكونوا بعيدًا عن مرمى السهام لجنود أريحا الذين على الأسوار. ودوران الشعب حول المدينة له فوائد كثيرة أهمها :
- تشجيع الله للشعب وبث روح الثقة والقوة فى قلوبهم لاقتحام أريحا.
- اختبار طاعة الشعب لأوامر الله فينالوا النصرة.
- بث روح الخوف فى سكان أريحا الذين يرون بنى إسرائيل من على الأسوار وبخوفهم تسهل هزيمتهم، وقد يقود الخوف بعضهم إلى التوبة والإيمان بالله.
- تعليم بنى إسرائيل النظام والتدقيق فى الحروب وفى كل حياتهم.
والدائرة ترمز للأبدية، فدورانهم حول أريحا يرمز لضرورة التفكير والاستعداد للأبدية حتى يملك الإنسان أرض الميعاد التى ترمز إلى ملكوت السموات.
? ليتك تكون مطيعاً لوصايا الله حتى وإن بدت مختلفة مع منطقك، وثق أنها أعلى من عقلك، فالنصرة على الشيطان هى بالالتجاء إلى الله وليس بمواجهة الإنسان له معتمدًا على قوته؛ فما دمت متمسكًا بالله ستنهار قوة الشيطان أمامك.
ع4: أبواق : مصنوعة من قرون الكباش وتستخدم فى الاحتفالات الدينية فيصدر منها صوت قوى يسمعه الشعب كله.
الهتاف : صوت ممتد يصدر من البوق فهو صوت قوى يعلن النصرة.
يدور تابوت عهد الله فى موكب الدوران حول أريحا ويتقدمه سبعة كهنة معهم أبواق الهتاف، يضربون فيها فى اليوم السابع بعد الدوران سبع مرات حول المدينة ليعلنوا قوة الله ونصرته على سكان أريحا الأشرار. وبالطبع كان عدد من الكهنة، غالبًا أربعة، يحملون التابوت. ودوران التابوت يعلن حضور الله وسط شعبه الذى سينصرهم على الأعداء.
ودوران الشعب سبعة أيام متتالية يعنى ضمنيًا أنهم داروا يوم السبت أيضًا. وليس هذا كسرًا لوصية الرب بتقديس يوم السبت، لأن العمل الدينى أو الخدمة يُعمَل فى يوم السبت وليس كما ظن شيوخ اليهود أنه لا يعمل أى عمل فى يوم السبت وقاوموا المسيح من أجل شفائه المرضى (مت12: 8).
وفى اليوم السابع يدورون سبع مرات وبهذا تنهك قواهم ثم يبوقون فى أبواق الهتاف ويهتفون، أى أن قوة الله هى التى ستنصرهم وليست قوتهم المادية أو أسلحتهم.
والدوران سبعة أيام أو سبع مرات فى اليوم السابع يرمز لعمل الروح القدس فى الأسرار السبعة بالكنيسة، أى أن الشعب خاضع لروح الله الذى سينصرهم على الأعداء.
ع5: بشّرهم الله أنه بعد دورانهم سبع مرات حول أريحا فى اليوم السابع، وضربهم فى أبواق الهتاف ثم هتاف الشعب كله، ستسقط أسوار أريحا العظيمة، وحينئذ يأمرهم أن يهجم كل جندى على سور المدينة المتهدم أمامه فيعبره ويدخل المدينة، أى تطبق دائرة الجنود المحيطة بالمدينة على المدينة وتقتحمها بقتل من فيها.
يفهم من هذا أن جنود الحرب كانوا فى دائرة حول المدينة وخلف الجنود داخل الدائرة تابوت العهد وأمامه الكهنة حاملو الأبواق، أى أن تابوت العهد كان جزءًا من الدائرة والجنود أمامه وخلفه. والجنود خلف التابوت يسميهم “الساقة” أى مؤخرة الجيش.
ع6-9: متجرد : الجندى المستعد للحرب.
الساقة : مؤخرة الجيش.
نفذ يشوع كل ما أمر به الرب، وسار الجنود فى دائرة حول المدينة وخلفهم التابوت وأمامه حاملو الأبواق وخلف التابوت مؤخرة الجيش، أى التابوت والكهنة بين الجنود من أمامه وخلفه. وكانوا يضربون بالبوق ضربات متقطعة تخيف الأعداء وتشجع شعب الله. وهذا مختلف عن تبويق الهتاف المتصل القوى الذى فعلوه فى نهاية الدوران باليوم السابع.
ع10: أمر يشوع الشعب أن يسيروا فى الموكب للدوران حول أريحا فى صمت ولا يُسمَع إلا صوت الأبواق المتقطع، وبهذا تظهر طاعة الشعب ويثبت إيمانهم ويخيفون أعداءهم كما ذكرنا.
وإن أطعنا نحن أبناء الكنيسة تعاليمها، يثبت إيماننا ونخيف الشياطين؛ وبهذا ننتظر نصرة الله. وكما اقتحم شعب الله أريحا، هكذا أيضًا ننتصر على الشيطان وننطلق إلى الملكوت.
ع11-14: نفّذ يشوع أوامر الله ودار الموكب حول المدينة، وهو مكون من تابوت العهد الذى يحمله الكهنة وأمامه الكهنة المبوقون والجنود من أمامه وخلفه، ثم استراحوا وفعلوا هكذا فى اليوم الثانى والثالث حتى السادس.
وكان هذا الموكب غريبًا أمام سكان أريحا وسكان البلاد المجاورة، فتعجب البعض واستهزأ البعض الآخر وخاف الباقون.
ويلاحظ أن يشوع كان يقوم باكرًا كقائد نشيط ينفذ أوامر الله ويقود شعبه بحماس.
(2) سقوط المدينة وتحريمها (ع15-21):
15وَكَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ أَنَّهُمْ بَكَّرُوا عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَدَارُوا دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ عَلَى هَذَا الْمِنْوَالِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ فَقَطْ دَارُوا دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. 16وَكَانَ فِي الْمَرَّةِ السَّابِعَةِ عِنْدَمَا ضَرَبَ الْكَهَنَةُ بِالأَبْوَاقِ أَنَّ يَشُوعَ قَالَ لِلشَّعْبِ: «اهْتِفُوا, لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الْمَدِينَةَ. 17فَتَكُونُ الْمَدِينَةُ وَكُلُّ مَا فِيهَا مُحَرَّماً لِلرَّبِّ. رَاحَابُ الزَّانِيَةُ فَقَطْ تَحْيَا هِيَ وَكُلُّ مَنْ مَعَهَا فِي الْبَيْتِ, لأَنَّهَا قَدْ خَبَّأَتِ الْمُرْسَلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَرْسَلْنَاهُمَا. 18وَأَمَّا أَنْتُمْ فَاحْتَرِزُوا مِنَ الْحَرَامِ لِئَلاَّ تُحَرَّمُوا وَتَأْخُذُوا مِنَ الْحَرَامِ وَتَجْعَلُوا مَحَلَّةَ إِسْرَائِيلَ مُحَرَّمَةً وَتُكَدِّرُوهَا. 19وَكُلُّ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ وَآنِيَةِ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ تَكُونُ قُدْساً لِلرَّبِّ وَتَدْخُلُ فِي خِزَانَةِ الرَّبِّ». 20فَهَتَفَ الشَّعْبُ وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَكَانَ حِينَ سَمِعَ الشَّعْبُ صَوْتَ الْبُوقِ أَنَّ الشَّعْبَ هَتَفَ هُتَافاً عَظِيماً, فَسَقَطَ السُّورُ فِي مَكَانِهِ, وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ, وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. 21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ – حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ.
ع15: بكّر الشعب كله فى اليوم السابع ليدوروا سبع دورات حول مدينة أريحا، ولعلهم كانوا يسيرون بسرعة أكبر حتى يتسع الوقت للدورات السبع.
ع16: بعد الدوران سبع دورات فى اليوم السابع، ضرب الكهنة بالأبواق ضربًا متواصلاً قويًا، وأمر يشوع الشعب أن يهتفوا هتاف النصرة لأن الله قد وهب لهم مدينة أريحا، مع أنه لم يتم بعد استيلاءهم على المدينة، ولكن يشوع يتكلم بصيغة الماضى من أجل إيمانه بوعود الله. وصوت الأبواق وهتاف الشعب أثار الخوف الشديد فى قلوب سكان أريحا.
ع17، 18: محرّما للرب : مخصّصًا له ولا يجوز لأحد أن يقتنى منه شيئًا.
تكدروها : تجلبوا عليها شرًا.
واصل يشوع كلامه مع الشعب، فأمرهم أن لا يأخذوا شيئًا لأنفسهم من مقتنيات أريحا، بل يخصّص كل شئ لله ويقتل البشر والبهائم، ما عدا راحاب وأسرتها لأنها آمنت بالله وخبّأت الجاسوسين اللذين أرسلهما يشوع إلى أريحا (ص2)، وحذّرهم من أن يأخذ أى واحد منهم مقتنيات من أريحا لئلا يُعاقب من الله ويجلب الشر على الشعب كله.
وقد قصد الله قتل سكان أريحا من أجل شرورهم، وكذلك البهائم وكل الحيوانات لأنها استخدمت كذبائح للأوثان أو عبدوا بعضها، أى أن الله أراد أن يزيل الشر وكل ما يتصل به ويدقق شعبه فى الابتعاد عن كل ما يرتبط بالشر، ولما تثبتت الفكرة فى قلوبهم سمح لهم فيما بعد فى بعض حروبهم أن يأخذوا الغنائم كما فى حربهم مع عاى (ص8).
ع19: أما المعادن من فضة وذهب ونحاس وحديد، فتكون قدسًا للرب وتضم لخزانة الخيمة كممتلكات لله.
ع20، 21: تمّم الرب وعده بسقوط السور عندما هتفوا، وأخذوا المدينة ونفذوا أمر الرب بتحريم أهلها وكل غنيمتها. وتظهر هنا فاعلية الإيمان الذى جعل الشعب يطيع الله فى الدوران حول أريحا ولا يتذمرون مثل آبائهم، فسقطت الأسوار بيد الله وليس بيد إنسان، وهجم كل جندى يهودى مقابل وجهه أى اقتحم الجنود المدينة من كل جانب وقتلوا من فيها واستسلم سكان أريحا لخوفهم الشديد.
? بالإيمان تستطيع أن تحصل على كل احتياجاتك من الله بحسب مشيئته. فتذكر أعمال الله ووعوده ليثبت إيمانك وتطلب منه بثقة وتطيع وصاياه فتحيا فى فرح.
(3) استحياء راحاب (ع22-27):
22وَقَالَ يَشُوعُ لِلرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ تَجَسَّسَا الأَرْضَ: «ادْخُلاَ بَيْتَ الْمَرْأَةِ الزَّانِيَةِ وَأَخْرِجَا مِنْ هُنَاكَ الْمَرْأَةَ وَكُلَّ مَا لَهَا كَمَا حَلَفْتُمَا لَهَا». 23فَدَخَلَ الْجَاسُوسَانِ وَأَخْرَجَا رَاحَابَ وَأَبَاهَا وَأُمَّهَا وَإِخْوَتَهَا وَكُلَّ مَا لَهَا, وَكُلَّ عَشَائِرِهَا وَتَرَكَاهُمْ خَارِجَ مَحَلَّةِ إِسْرَائِيلَ. 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ. 25وَاسْتَحْيَا يَشُوعُ رَاحَابَ الزَّانِيَةَ وَبَيْتَ أَبِيهَا وَكُلَّ مَا لَهَا. وَسَكَنَتْ فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ, لأَنَّهَا خَبَّأَتِ الْمُرْسَلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَرْسَلَهُمَا يَشُوعُ لِيَتَجَسَّسَا أَرِيحَا. 26وَحَلَفَ يَشُوعُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَائِلاً: «مَلْعُونٌ قُدَّامَ الرَّبِّ الرَّجُلُ الَّذِي يَقُومُ وَيَبْنِي هَذِهِ الْمَدِينَةَ أَرِيحَا. بِبِكْرِهِ يُؤَسِّسُهَا وَبِصَغِيرِهِ يَنْصِبُ أَبْوَابَهَا».
27وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يَشُوعَ, وَكَانَ خَبَرُهُ فِي جَمِيعِ الأَرْضِ.
ع22، 23: دخل الجاسوسان بيت راحاب بأمر يشوع، وأخرجاها وكل أسرتها، ولكن لم يضموهم إلى الشعب بل أبقوهم خارج المعسكر حتى يتطهروا من نجاستهم.
ويلاحظ أن بيت راحاب الذى كان فى سور المدينة لم يسقط ويتهدم وذلك بأمر الرب لينجيها، فالله قادر أن ينجى كل من يؤمن به.
وكانت راحاب سبب بركة لكل أسرتها وعشيرتها، إذ بشرتهم بالنجاة إن آمنوا، فأطاعوها وآمنوا مثلها فخلصتهم من الموت وعاشوا مع شعب الله، وكافأها الله بأن صارت جدة لداود وللمسيح (مت1: 5). وبهذا انضمت أول إنسانة أممية وثنية من أرض كنعان، هى وكل أسرتها، إلى شعب الله وبعدها انضم الكثيرون.
ع24، 25: إلى هذا اليوم : إلى يوم كتابة يشوع هذا السفر.
تم ضم الفضة والذهب إلى خزينة الخيمة، كما تم إنقاذ راحاب وكل أسرتها وانضمت للشعب اليهودى جزاء معروفها مع الجاسوسين. ونرى من سلسلة نسب المسيح (مت1: 5) أن سلمون ابن نحشون رئيس سبط يهوذا قد تزوجها.
? لا تكلّ فى عمل الخير، فقد فعلت راحاب معروفًا مع الجاسوسين، فتغير خط سير حياتها كله وانضمت للإيمان وللشعب المقدس. ثق أن كأس ماء بارد لا يضيع أجره (مت10: 42).
ع26: اعتبر يشوع أريحا مدينة ملعونة لاستغراقها فى الشرور وعبادة الأوثان لذا لعنها الرب وخصصها للتحريم والهلاك. وقرّر يشوع حلول اللعنة على من يبنى هذه المدينة مرة ثانية إذ يكون معاندًا لله الذى هدمها ونقض أسوارها بنفسه. وإتمامًا لللعنة فإن من يجرؤ على ذلك يموت أولاده جميعًا، يموت بكره عندما يضع أساسها، ثم يتوالى موتهم حتى يموت الأصغر فيهم عندما يقيم سورها ويركب أبوابها. وقد تحقق ذلك بعد خمسمائة سنة فى شخص حيئيل البيتئيلى (1مل16: 34).
ويلاحظ أن الكلام هنا عن بناء أريحا كمدينة محصنة والتى أمر الله بهدمها، ولكن أقيمت فيما بعد مبانى بجوار أريحا المتهدمة سميت باسمها، وهى التى أقام فيها إيليا وإليشع مدرسة لبنى الأنبياء وأبرأ إليشع نبع المياه الرئيسى لها (2مل2). والمسيح نفسه زار أريحا وشفى الأعميين عندها وزار بيت زكا فيها (مت9: 27، لو19).
ع27: انتشر خبر عمل الله مع يشوع ومساندته له فى كل أرض كنعان.