مدن الملجـأ
يتحدث الأصحاح عن مدن الملجأ الست وشريعتها كما سبق فى سفر العدد (ص35)، وقد تحددت ثلاث مدن بشرق الأردن وثلاث بغربه بحيث لا يسافر اللاجئ إليها من أى مكان بالبلاد أكثر من ثلاثين ميلاً.
(1) شريعة مدن الملجأ (ع1-6):
1وَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: 2«قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: اجْعَلُوا لأَنْفُسِكُمْ مُدُنَ الْمَلْجَإِ كَمَا كَلَّمْتُكُمْ عَلَى يَدِ مُوسَى 3لِيَهْرُبَ إِلَيْهَا الْقَاتِلُ ضَارِبُ نَفْسٍ سَهْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ. فَتَكُونَ لَكُمْ مَلْجَأً مِنْ وَلِيِّ الدَّمِ. 4فَيَهْرُبُ إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمُدُنِ, وَيَقِفُ فِي مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ وَيَتَكَلَّمُ بِدَعْوَاهُ فِي آذَانِ شُيُوخِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ, فَيَضُمُّونَهُ إِلَيْهِمْ إِلَى الْمَدِينَةِ وَيُعْطُونَهُ مَكَاناً فَيَسْكُنُ مَعَهُمْ. 5وَإِذَا تَبِعَهُ وَلِيُّ الدَّمِ فَلاَ يُسَلِّمُوا الْقَاتِلَ بِيَدِهِ لأَنَّهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ ضَرَبَ قَرِيبَهُ, وَهُوَ غَيْرُ مُبْغِضٍ لَهُ مِنْ قَبْلُ. 6وَيَسْكُنُ فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ حَتَّى يَقِفُ أَمَامَ الْجَمَاعَةِ لِلْقَضَاءِ, إِلَى أَنْ يَمُوتَ الْكَاهِنُ الْعَظِيمُ الَّذِي يَكُونُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. حِينَئِذٍ يَرْجِعُ الْقَاتِلُ وَيَأْتِي إِلَى مَدِينَتِهِ وَبَيْتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ الَّتِي هَرَبَ مِنْهَا».
ع1، 2: طلب الرب من يشوع تحديد مدن الملجأ لضمان حق من قتل سهوًا فى ألا يُقتل كما وضح الله لموسى سابقًا فى (عد 35: 9-15، تث19: 2-10).
وهذه المدن تقع فى مدن اللاويين لأنهم يسكنون وسط الأسباط، فيسهل على القاتل الالتجاء إليها ويكون تحت رعاية خدام الله اللاويين.
ع3: كان سبيل الهروب إلى تلك المدن سهلاً لحسن توزيع مواقعها، وكانوا يمهدون الطرق المؤدية إليها ويضعون المعابر على الأنهار حتى لا يجد الهارب معوقات فى الطريق فهو برئ لم يقصد القتل، فينجو من ولى الدم أى قريب القاتل الذى يريد الانتقام له.
أما القاتل عمدًا فليس له مكان فى هذه المدن ويستحق الموت.
ع4، 5: عندما يصل القاتل سهوًا إلى مدينة الملجأ، يقف فى مدخلها ويعرض قضيته أمام شيوخ المدينة، فإن اقتنعوا ببراءته يسمحوا له بالإقامة فيها ولا يسلموه إلى أقارب القاتل بل يحموه من انتقامهم.
ع6: بعد أن يحكم شيوخ المدينة ببراءته، يسكن فى المدينة إلى أن يقدم أمام شيوخ جماعة بنى إسرائيل ليفحصوا قضيته ويؤكدوا براءته، ثم يعود إلى مدينة الملجأ التى دخل إليها ويظل هناك حتى يموت الكاهن العظيم أى رئيس الكهنة، فيعود بإكرام إلى مدينته ولا يستطيع أحد أن يتعرض له من أقارب المقتول سهوًا وإلا يُعاقَب. وبهذا يكون قد أخذ عقوبة إهماله والقتل سهوًا وهى الابتعاد عن مدينته وأهله مدة إقامته فى مدينة الملجأ.
والكاهن العظيم يرمز للمسيح الذى بموته نلنا الخلاص.
? إن مراحم الله عظيمة، إذ يلتمس العذر للقاتل سهوًا ويعطيه حياةً وأمانًا فى مدينة الملجأ. فليتك تلتمس العذر لكل من يخطئ إليك وتسامحه فتعطيه فرصة جديدة ليحيا مع الله ومعك فى محبة.
(2) أسماء المدن (ع7-9):
7فَقَدَّسُوا قَادِشَ فِي الْجَلِيلِ فِي جَبَلِ نَفْتَالِي, وَشَكِيمَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ, وَقَرْيَةَ أَرْبَعَ (هِيَ حَبْرُونُ) فِي جَبَلِ يَهُوذَا. 8وَفِي عَبْرِ أُرْدُنِّ أَرِيحَا نَحْوَ الشُّرُوقِ جَعَلُوا بَاصَرَ فِي الْبَرِّيَّةِ فِي السَّهْلِ مِنْ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ, وَرَامُوتَ فِي جِلْعَادَ مِنْ سِبْطِ جَادَ, وَجُولاَنَ فِي بَاشَانَ مِنْ سِبْطِ مَنَسَّى. 9هَذِهِ هِيَ مُدُنُ الْمَلْجَإِ لِكُلِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلِلْغَرِيبِ النَّازِلِ فِي وَسَطِهِمْ لِيَهْرُبَ إِلَيْهَا كُلُّ ضَارِبِ نَفْسٍ سَهْواً, فَلاَ يَمُوتَ بِيَدِ وَلِيِّ الدَّمِ حَتَّى يَقِفَ أَمَامَ الْجَمَاعَةِ.
ع7-9: قدسوا : أى أفرزوا وخصِّصوا.
قادش : تقع فى نصيب سبط نفتالى فى الجليل وهى غير قادش برنيع.
شكيم : تقع وسط أرض كنعان وهى نابلس الحالية وتبعد عن أورشليم 50كم شمالاً.
قرية أربع : وهى التى امتلكها كالب بن يفنة وتسمى حاليًا الخليل.
الغريب : غير اليهود الساكنين معهم.
أختيرت ثلاث مدن غرب نهر الأردن هى قادش فى الشمال وشكيم فى الوسط وحبرون فى الجنوب، وثلاث مدن أخرى شرق نهر الأردن هى باصر فى الجنوب وراموت فى الوسط وجولان فى الشمال. كان قد عينها موسى (تث4: 41-43)، وذلك لاستخدامها فى إعطاء فرصة النجاة لكل قاتل سهوًا سواء من اليهود أو الغرباء الساكنين فى وسطهم (خريطة9).
خريطة (9) مدن الملجأ
? يدعونا الرب للاحتماء به من الغضب الإلهى بالتوبة فاتحًا أحضانه لاستقبالنا، فهل نرفض الدعوة أم نرحب بها ؟