الحوار اللاهوتي مع كنائس الروم الأرثوذكس
(بيان اللجنة المشترك للحوار اللاهوتى بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية بدير الأنبا بيشوى- مصر من 20 – 24 يونيو1989 م)
” وثيقة الاتفاق “
لقد توارثنا عن آبائنا فى المسيح يسوع نفس الإيمان الرسولى والتقليد الواحد ، وذلك بالرغم من افتراقنا بعضنا عن بعض منذ قرون .
فنحن كعائلتين للكنائس الأرثوذكسية ، وبالرغم من عدم وجود شركة بيننا من زمن طويل إلا أننا نصلى ونثق فى الله لإعادة تلك الشركة المبنية على أساس الإيمان الرسولى المشترك لكنيسة القرون الأولى الواحدة غير المنقسمة، التى نعترف بها معًا فى قانون الإيمان المشترك .
ان كل ما سنعرضه بعد ذلك هو مجرد بيان تقوى، يعبر عن إيماننا فى مسيرتنا نحو إعادة الشركة بين عائلتى كنائسنا الأرثوذكسية .
ومن خلال المناقشات وجدنا أن لنا أساسًا مشتركًا يتمثل فى صيغة أبينا القديس كيرلس الإسكندرى
” طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة – ميا فيزيس تو ثيؤ لوغو سيساركوميني ” . وأيضًا قوله المأثور إنه يكفى للاعتراف بالإيمان الصحيح الذى بلا عيب أن نقول ونعترف بأن العذراء القديسة هى والدة الإله (عظة 15 ، انظر أيضًا رسالة 39 ) .
إنه لعظيم حقًا السر الإعجازى للآب والابن والروح القدس ، الإله الحق الواحد ، الجوهر الواحد فى ثلاثة أقانيم ( أو ثلاثة أشخاص ) . مبارك هو اسم الرب إلهنا إلى أبد الآبدين .
عظيم هو أيضًا السر الذى هو أقدس من أن يذكر أو ينطق به ، الذى لتجسد ربنا يسوع من أجلنا ومن أجل خلاصنا . فالكلمة الذى بحسب ألوهيته من نفس جوهر الآب والروح القدس منذ الأزل ، تجسد فى ملء الزمان من الروح القدس ومن العذراء القديسة مريم والدة الإله ، وصار بالحقيقة إنسانًا بحسب بشريته من نفس جوهرنا الإنسانى ما خلا الخطية . هو إله حقيقى وإنسان حقيقى فى نفس الوقت ، كامل فى لاهوته كامل فى ناسوته . وإننا ندعو العذراء المباركة بوالدة الإله لأن الذى وُلد من بطنها كان إلهًا كاملًا وإنسانًا كاملًا فى نفس الوقت .
وعندما نتحدث عن ” الأقنوم المركب ” ” Synthetos Hypostas” لربنا يسوع المسيح فإننا لا نقصد بذلك أن الأقنوم الإلهى والأقنوم البشرى قد التقيا فيه ، بل ان الأقنوم الثانى الأزلى الواحد من الثالوث اتخذ طبيعتنا البشرية المخلوقة ووحدها بطبيعته الإلهية غير المخلوقة، ليصنع كائن إلهى إنساني حقيقى باتحاد غير مختلط ولا منفصل ، على ألا يكون هناك تمايز بين الطبائع إلا فى الفكر Theoria فقط .
إن أقنوم الكلمة قبل التجسد حتى فى طبيعته الإلهية – هو بالطبع أقنوم غير مركب ونفس أقنوم الكلمة المتجسد كمتميز عن الطبيعة هو غير مركب أيضًا . إن شخص الإله المتأنس الفريد ، يسوع المسيح هو أقنوم أزلى واحد، وهو الذى اتخذ طبيعة بشرية بالتجسد ، ولهذا فنحن ندعوه أقنومًا مركبًا بسبب إنه اتحاد طبيعتين لتكون وحدة واحدة مركبة .
فالقضية متمثلة فيما إذا كان آباؤنا قد استخدموا دائمًا اصطلاحي طبيعة وأقنوم بالتبادل، أو خلطوا أحدهما مع الآخر أم لا ، لأن اصطلاح أقنوم يمكن أن يستخدم لوصف كل من الشخص فى تميزه عن الطبيعة وأيضًا الشخص مع الطبيعة، لأن الأقنوم لا يمكن أن يوجد فى الواقع بالمرة بدون طبيعة، فنحن نتكلم عن نفس الأقنوم (الشخص) الثانى فى الثالوث الأقدس الذى وُلد من الاّب قبل كل الدهور ، وفى اّخر الأيام تأنس وتجسد من العذراء الطوباوية . فهذا هو سر الاتحاد الأقنومي الذى نعترف به فى توقير خاشع. ذلك الاتحاد الحقيقي للاهوت مع الناسوت بكل خصائص ووظائف الطبيعة الإلهية غير المخلوقة بما فى ذلك المشيئة الطبيعية والطاقة الطبيعية قد اتحدتا بغير ا فتراق ولا اختلاط بالطبيعة البشرية المخلوقة بكل خصائصها ووظائفها بما فيها المشيئة الطبيعية والطاقة الطبيعية . إن الكلمة المتجسد هو الفاعل لكل إرادة وعمل يسوع المسيح.
إننا نتفق فى إدانة كل من الهرطقة النسطورية والأوطاخية . فإننا لا نفرق ولا نقسم الطبيعة البشرية عن الطبيعة الإلهية فى المسيح ، ولا نعتقد أن الأولى (البشرية) قد اُبتلعت فى الأخيرة (الإلهية) وتكون بذلك قد كفت عن أن توجد . ان الصفات الأربعة المستخدمة فى وصف سر الاتحاد الأقنومى تنتمي إلى تقليدنا المشترك بغير اختلاط: Asyngchytois ، بغير تغيير Atreptos ، ولا افتراق Achoristos ، ولا انفصال Adiairetos . فالذين بيننا يتحدثون عن طبيعتين فى المسيح، لا ينكرون أن اتحاد الطبيعتين فيه تم بغير انفصال ولا انقسام . والذين يتحدثون عن طبيعة واحدة إلهية بشرية متحدة فى المسيح ،لا ينكرون الحضور الفعال المستمر للاهوت والناسوت فى المسيح بغير تغيير وبغير اختلاط .
اتفاقنا المتبادل لا ينحصر فقط فى عقيدة طبيعة المسيح (الخرستولوجى)، ولكن يشمل كل إيمان كنيسة القرون الأولى الواحدة غير المنقسمة . إننا نتفق أيضًا فى فهمنا لأقنوم وعمل الروح القدس الذى ينبثق من الاّب وحده ،والممجد دائمًا مع الآب والابن .
” وثيقة الاتفاق الثانى والتوصيات المرفوعة للكنائس 28 سبتمبر 1990م “
إن وثيقة الاتفاق الأول حول عقيدة طبيعة المسيح (الخرستولوجى) والذى تبنته اللجنة المشتركة للحوار اللاهوتى بين الكنيسة الأرثوذكسية (البيزنطية)، والكنائس الأرثوذكسية الشرقية فى الاجتماع التاريخى بدير الأنبا بيشوى بمصر فى الفترة من 20 – 24 يونيو 1989 م ، يشكل أساسًا لوثيقة الاتفاق الثانية فى التأكيدات التالية فيما يتعلق بإيماننا وفهمنا المشتركين ، والتوصيات الخاصة بالخطوات التى يجب أن تتخذ لأجل إتمام الشركة بين عائلتى كنائسنا فى المسيح يسوع ربنا ، والذى صلى أن ” ليكون الجميع واحدًا ” .
1- تتفق العائلتان على شجب الهرطقة الأوطاخية ، إذ تعترف العائلتان أن الكلمة – الأقنوم الثانى للثالوث الأقدس والوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور والذى له نفس جوهر الآب – تجسد ووُلد من العذراء القديسة مريم والدة الإله ، وله نفس جوهرنا (البشرى) تمامًا وإنه إنسان كامل بنفس وجسد وعقل ، وإنه صُلب ومات ودفن وقام من الأموات فى اليوم الثالث ، وصعد إلى الآب السماوى حيث يجلس عن يمين الآب ربًا لكل الخليقة ، وفى يوم الخمسين وبحلول الروح القدس قد أظهر أن الكنيسة جسده ، وإننا ننتظر مجيئه الثانى فى كامل مجده كما جاء فى الكتب المقدسة .
2- كما تدين العائلتان الهرطقة النسطورية والنسطورية الخفية لثيؤدوريت أسقف كورش، ويتفقان على أنه لا يكفى فقط أن نقول إن المسيح له نفس الجوهر مع أبيه ومعنا ، أنه بالطبيعة إله وبالطبيعة إنسان ، ولكن يجب أن نؤكد أيضًا على أن الكلمة ، الذى هو بالطبيعة إله أصبح بالطبيعة إنسانًا بتجسده فى ملء الزمان .
3- وتتفق العائلتان أن اقنوم الكلمة أصبح مركبًا باتحاد طبيعته البشرية المخلوقة بما فى ذلك طاقتها وإرادتها الطبيعية والتى اتخذها بالتجسد وجعلها طبيعة خاصة به ، بالطبيعة الإلهية غير المخلوقة بما فى ذلك طاقتها وإرادتها الطبيعية التى يشترك فيها مع الاّب والروح القدس .
4- تتفق العائلتان على أن الطبيعتين بطاقتهما الخاصة بهما وإرادتهما، قد أتحدتا أقنوميًا وطبيعيًا بغير امتزاج ، ولا تغيير ، ولا انقسام ، ولا انفصال ، وإنه يمكن التمييز بينهما فى الفكر فقط .
5- تتفق العائلتان على أن الذى يريد ويعمل هو دائمًا الأقنوم الواحد الذى للكلمة المتجسد .
6- تتفق العائلتان على رفض تفسير المجامع الذى لا يتفق تمامًا مع قرارات المجمع المسكونى الثالث ، وخطاب ( 433 م ) لكيرلس الإسكندرى إلى يوحنا الأنطاكى .
7- يوافق الأرثوذكس على أن الأرثوذكس الشرقيين سوف يستمرون فى الحفاظ على تعبير القديس كيرلس التقليدى ” طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة ” نظرًا لأنهم يعترفون بالوحدانية والمساواة المزدوجة فى الجوهر للكلمة التى أنكرها أوطاخى ويستخدم الأرثوذكس أيضًا هذا المصطلح . ويتفق الأرثوذكس الشرقيون على أن الأرثوذكس لهم الحق فى أستخدامهم لتعبير الطبيعتين طالما أنهم يعترفون أن التمييز هو ” بالفكر فقط ” وقد فسر القديس كيرلس هذا الاستخدام تفسيرًا صحيحًا ، فى رسالته ليوحنا الاّنطاكى ، ورسائله إلى أكاكيوس أسقف ميلينى ، 77, 184 -201) (PG وإلى أولوجيوس (PG 77 , 224 -228) وإلى سكينسوس (PG 77 , 228 – 249) .
8- العائلتان تقبلان المجامع المسكونية الثلاثة الأولى ،والتى تشكل ميراثنا المشترك. وفيما يتعلق بالمجامع الأربعة اللاحقة للكنيسة الأرثوذكسية ، فإن الأرثوذكس يقرون أنه بالنسبة لهم فإن البنود السابقة من 1 -7 هى أيضًا من تعاليم المجامع الأربعة الأخيرة للكنيسة الأرثوذكسية ، بينما تعتبر الكنائس الأرثوذكسية الشرقية إقرار الكنيسة الأرثوذكسية هذا هو تفسير من جانبهم ، وبهذا المفهوم فإن الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية تتجاوب مع هذه المجامع بطريقة أيجابية . وفيما يتعلق بتعاليم المجمع المسكونى السابع للكنيسة الأرثوذكسية فإن الأرثوذكس الشرقيين يوافقون على أن لاهوت الأيقونات وتكريمها والتى جاءت فى تعاليم المجمع يتفق أساسًا مع تعاليم وممارسات الكنائس الأرثوذكسية الشرقية من أقدم العصور وقبل عقد المجمع بزمان طويل ، وإنه لا توجد بيننا أى خلافات فى هذا المجال .
9- فى ضوء وثيقة الاتفاق بخصوص عقيدة طبيعة السيد المسيح (الخرستولوجى ) بالإضافة إلى ما سبق من تأكيدات، فإننا الآن نتفهم بوضوح أن العائلتين قد حفظتا دائمًا وبإخلاص نفس الإيمان الأرثوذكسى الأصيل فيما يتعلق بعقيدة طبيعة السيد المسيح، والاستمرارية غير المنقطعة للتقليد الرسولى، بالرغم من أنهما قد يكونا قد استخدما المصطلحات الخرستولوجية بطرق مختلفة . ويجب أن يكون هذا الإيمان المشترك والولاء المتصل للتقليد الرسولى هو الأساس لوحدتنا وشركتنا .
10- تتفق العائلتان على أن كل الحروم والإدانات الماضية والتى أدت إلى انقسامنا الآن يجب أن ترفع بواسطة الكنائس ، حتى تزال آخر عقبة تعترض طريق وحدتنا وشركتنا الكاملة بنعمة وقوة الرب إلهنا . وتتفق العائلتان على أن رفع الحروم والإدانات سيتحقق على أساس أن المجامع والآباء الذين تم حرمهم أو إدانتهم فى الماضى لم يكونوا هراطقة .
ولهذا نوصى بأن تتخذ كنائسنا الخطوات العملية التالية :
أ- يجب أن يرفع الأرثوذكس كل الحروم والإدانات ضد كل المجامع الأرثوذكسية الشرقية والآباء الذين تم حرمهم أو إدانتهم فى الماضى .
ب- يجب فى الوقت نفسه ، أن يرفع الأرثوذكس الشرقيون كل الحروم والإدانات ضد كل المجامع الأرثوذكسية والآباء الذين حرموهم وأدانوهم فى الماضى .
ج- تقرر الكنائس – كل على حدة – الطريقة التى ترفع بها الحروم ، وبثقتنا فى الروح القدس ، روح الحق ، ووحدة المحبة ، نقدم وثيقة الاتفاق هذه والتوصيات لكنائسنا الموقرة لأخذها فى الاعتبار واتخاذ الخطوات اللازمة ضارعين أن يقودنا الروح القدس بذاته إلى الوحدة التى طلبها ومازال يطلبها الرب إلهنا .
توقيعات على الوثيقة المشتركة والتوصيات المرفوعة للكنائس – شامبيزى 28 سبتمبر 1990 م
– وهكذا تم توقيع هذا الاتفاق بواسطة ممثلى العائلتين الرسميين ، وأرسلوه مثل الاتفاق السابق إلى المجامع المقدسة لهذه الكنائس، لكى تصدر قراراتها بشأنهما ، وقد قبلت كنيستنا هذه الاتفاقات فى المجمع المقدس المنعقد فى العنصرة 1990 ، ثم فى المجمع المقدس المنعقد يوم 12 نوفمبر 1990 ، على أن يكون هذا كخطوة من جانبنا تنتظر موافقة باقى الكنائس لكى يتم رفع الحروم فى وقت واحد بين كنائس العائلتين .أى أن رفع الحروم من جانبنا ينتظر رفع الحروم من الجانب الآخر ، ولا يتم من طرف واحد .
-وقد وافق أيضًا المجمع المقدس لكنيسة الهند الأرثوذكسية على الاتفاقيتين .
-وكذلك المجمع المقدس لكنيسة رومانيا ( من الروم الأرثوذكس ) على الاتفاقيتين.
-وفى فبراير 1994 قام غبطة البطريرك زكا الأول عيواص بتسليم موافقة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية على كل الاتفاقيات التى تمت إلى الرئيس المناوب للجنة المشتركة للحوار.
– ووافقت أيضًا كنائس القسطنطينية والإسكندرية وأنطاكيا للروم الأرثوذكس.
وللأسف الشديد فإن الأمور بعد كل هذا تجمدت عند هذا الحد ، وتوقف الحوار ، وننتظر عمل الله فى تحريك الأمور من جديد ، إذ كان الاعتراف من قبل المجامع المقدسة بما أقره اللاهوتيون قاب قوسين أو أدنى
الاتفاقية الرعوية بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وبطريركية الروم الأرثوذكس بالإسكندرية وسائر أفريقيا
حيث إن المجمع المقدس لكل من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وبطريركية الروم الأرثوذكس بالإسكندرية وسائر أفريقيا ، قد قبل نتائج الحوارات الرسمية الكريستولوجية (الخاصة بطبيعة السيد المسيح) بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية ، بما فى ذلك الاتفاقيتين الرسميتين : الأولى الخاصة بالكريستولوجى التى تم توقيعها فى يونيو 1989 م فى مصر، والثانية أيضًا خاصة بالكريستولوجى ورفع الحرومات وإعادة الشركة الكاملة وتم توقيعها فى جنيف 1990 م، وقد ورد فيها ما يلى :” فى ضوء الاتفاقية الكريستولوجية …، نحن الاّن ندرك جليًا أن العائلتين حافظتا دائمًا على الإيمان الكريستولوجى الأصيل، والتقليد الرسولى المستمر وغير المنقطع” . وتم الاتفاق على الاعتراف المتبادل بسر المعمودية على أساس ما كتبه القديس بولس الرسول ” رب واحد ، إيمان واحد ، معمودية واحدة ” ( أف 4 :5 ) .
بما أننا إلى الآن ننتظر استجابة المجامع المقدسة لباقى الكنائس من العائلتين ، فإن العودة الكاملة للشركة بين طرفى الحوارات الثنائية لم يتم التوصل إليه بعد . ونظرًا للعواقب الرعوية والمتضمنات الناتجة عن هذه الزيجات المسيحية المختلطة بين أعضاء بطريركيتي الإسكندرية ، لأن أغلب شعبيهما يعيش فى نفس البلاد . وحيث إن هناك صعوبة من إتمام تلك الزيجات فى الكنيستين فى نفس الوقت ، فإن النتيجة هى أن كثيرًا من الحساسيات تنشأ بين عائلتى الطرفين فى هذه الزيجات . هذه الحساسيات التى تمتد حتى إلى ما بعد الزواج يمكن أن تؤثر على العلاقات بين جماعتى الكنيستين .
لهذه الأسباب المذكورة فإن المجمعين المقدسين للبطريركيتين قد اتفقا على قبول سر الزيجة الذى يتم إجراؤه فى إحدى الكنيستين ( بشرط أن الطرفين لا ينتميان فى أصلهما إلى نفس بطريركية الكنيسة الأخرى) . كما يجب على كل من العروسين حمل شهادة شرعية للتصريح بالزواج من البطريركية التى ينتميا إليها ، هذه الشهادة تتضمن تفاصيل الحالة الزوجية الحالية لكل منهما.
على كل من البطريركيتين قبول إجراء كل الأسرار الأخرى للأسرة الجديدة فى الزيجة المسيحية المشتركة . وقد تم الإتفاق على أن البطريركية التى تجرى الزيجة تكون مسئولة عن أى مشاكل زوجية تطرأ بخصوص هذه الزيجة ، فى اعتبار لقانون الأحوال الشخصية الموحد الذى وقعه رؤساء الكنائس فى مصر عام 1999.
كل من الكنيستين لها الحق فى عدم تقديم الأسرار لأى شخص لا يتمم قوانينها وفقًا للتقليد الرسولى.
القاهرة فى 5 أبريل 2001 م
+وقد قبلت كنيستنا معمودية الروم الأرثوذكس بعد أن تم توقيع الاتفاق الأول سنة 1989 ، وكان ذلك بقرار من المجمع المقدس فى جلسة عيد العنصرة سنة 1990م . فقد نص القرار على قبول معمودية الكنائس الأرثوذكسية التى تقبل معموديتنا.
+أما باقى الأسرار فسوف يتم قبولها حينما تُرفع الحروم ويتم إعلان عودة الشركة.
+وقد بُنى قرار مجمعنا المقدس بشأن قبول المعمودية للروم الأرثوذكس على قول معلمنا بولس الرسول ” رب واحد إيمان واحد . معمودية واحدة”(أف 4 : 5 ) فإذا كان الإيمان واحد أمكن أن تصير المعمودية واحدة بشرط أن يكون الإيمان الذى بُنيت عليه هذه المعمودية هو إيمان سليم .
+العلاقة مع كنيسة روسيا الأرثوذكسية:
– قام قداسة البابا شنوده الثالث بأول زيارة لروسيا من 3 – 9 أكتوبر 1972م . وبزيارة ثانية من 1 – 20 يونيو 1988 م فى مناسبة الاحتفال بمرور ألف سنة على تعميد روسيا . ثم أرسل بطريرك موسكو أليكسى الثانى خطابًا إلينا بتاريخ 12 / 4 / 2000 م ، يطلب فيه حوارًا مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فأرسل قداسة البابا شنوده الثالث الرد بتاريخ 7 / 5 / 2000 ، بأننا مرتبطون بكنائس السريان والأرمن فى الشرق الأوسط فى الحوارات اللاهوتية (وفقًا لإتفاق تم توقيعه بين الآباء رؤساء الكنائس الثلاثة فى 11 مارس 1998م) ، وأنه لا مانع لدينا من إنشاء لجنة للعلاقات المسكونية بين هذه الكنائس الثلاث وكنيسة روسيا يتضمن عملها شرح الإتفاقيات اللاهوتية التى تم توقيعها مع عائلة كنائس الروم الأرثوذكس، لتسهيل قبولها بوساطة المجمع المقدس للكنيسة الروسية ، إلى جوار تعزيز أوجه التعاون مع هذه الكنيسة .
-وعُقد اللقاء الأول للجنة العلاقات بين الكنيستين من 3 – 5 سبتمبر 2001 م فى ضيافة أليكسى الثانى بطريرك موسكو ، بهدف تعميق روابط التعاون والعمل على إزالة العوائق أمام قبول الاتفاقات اللاهوتية الرسمية التى تم توقيعها بين العائلتين الأرثوذكسيتين .
-وعُقد اللقاء الثانى فى الفترة من 13 – 17 ديسمبر 2004 م بمركز مار مرقس بمدينة نصر . ودار الحوار حول القديس البابا ديسقوروس ومجمع خلقيدونية 451 م ، وكريستولوجية القديس ساويرس الأنطاكى .
-وعُقد اللقاء الثالث فى أنتلياس 12 – 16 ديسمبر 2005 م واستكمل الحوار حول كريستولوجية القديس ساويرس الأنطاكى . ودار حوار حول الطاقة الإلهية والطاقة البشرية للمسيح . وقد تم تقديم أوراق بحثية من الجانبين .
-زار البطريرك كيريل بطريرك روسيا مصر من 10 – 12 أكتوبر 2010 م، والتقى بالبابا شنودة الثالث . وزار البابا تواضروس الثانى روسيا للمرة الأولى فى 28 أكتوبر 2014م حيث التقى هو ومرافقوه بالبطريرك كيريل ومجموعة من المطارنة الروس فى جلسة رسمية فى البطريركية فى موسكو ، قاما فيها بتكوين لجنة جديدة للعلاقات بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وبين الكنيسة الروسية . وزارها للمرة الثانية 23 – 25 مايو 2017 م حيث استقبله البطريرك كيريل وسلمه جائزة تعزيز الوحدة بين الشعوب الأرثوذكسية ، وهى جائزة دولية من المؤسسة الدولية لوحدة الأمم المسيحية الأرثوذكسية بروسيا . كما استقبله الرئيس بوتن .
ومن نتائج هذه الزيارات لقداسته ، أنها رسَّخت وعمَّقت العلاقات بين الكنيستين ومن ذلك : الزيارات المتبادلة للآباء الأساقفة ورؤساء الأديرة والوفود الرهبانية ، وكذلك التعاون في مجال الدراسات الأكاديمية والمنح الدراسية وتبادل الأساتذة والطلاب ، ومنها زيارة وفد أكاديمية موسكو اللاهوتية للكنيسة القبطية في مايو 2019 م، وزيارة وفد من المعاهد والكليات اللاهوتية القبطية للكنيسة الروسية في نوفمبر 2019 م ، وأيضًا التعاون في مجالات أخري منها الإعلام والمؤتمرات والحوارات اللاهوتية ، وغيرها .
+ العلاقة مع كنيسة اليونان:
المسيحية في اليونان هي الديانة السائدة حيث إن 98% من السكان هم من المسيحيين التابعين للكنيسة اليونانية الأرثوذكسية، التي يصفها الدستور اليوناني بأنها الدين الرسمي للدولة . وتحظي اليونان بمعدل مرتفع مقارنة بدول الاتحاد الأوروبي من حيث حضور القداس والتدين .
-وفي عام 1963م وافق قداسة البابا كيرلس السادس بترحاب علي مشاركة الكنيسة القبطية في الاحتفال بالعيد الألفي لتأسيس رهبنة جبل أثوس، وأوفد نيابة عنه نيافة الانبا شنودة أسقف التعليم – وقتها – لحضور هذا الاحتفال .
+ هذا وقد زار رئيس أساقفة اليونان ، قداسة البابا شنودة الثالث .
+ وزار قداسة البابا شنودة اليونان في 1992 م في زيارة تاريخية .
+ وذهب قداسة البابا تواضروس الثانى إلى اليونان من 8 – 11 ديسمبر 2016م، وتقابل مع رئيس أساقفة أثينا وسائر اليونان البطريرك ايرونيموس واللجنة الدائمة أعضاء المجمع المقدس للكنيسة اليونانية . وقد تم التأكيد على أهمية تقوية العلاقات بين الكنيستين فى شتى المجالات .
+ العلاقة مع كنيسة القسطنطينية:
+ قام قداسة البابا شنودة الثالث بزيارة البطريرك المسكونى فى عام 1987م، وقد زاره قداسة البطريرك برثلماوس الأول البطريرك المسكونى فى 13 – 16 سبتمبر 2001 م .
– هذا وقد قام قداسة البابا تواضروس بعقد لقاء مسكونى تاريخى فريد بالقاهرة مع غبطة بابا الفاتيكان: البابا فرنسيس وغبطة البطريرك المسكونى البطريرك برثولماوس، حضره رؤساء الكنائس المسيحية بمصر فى 29 أبريل 2017 م ، وذلك بالكنيسة البطرسية بالقاهرة .
وتم الاتفاق في هذا اللقاء على عقد اجتماع قريب للجنة الدولية الرسمية للحوار اللاهوتى بين العائلتين الأرثوذكسيتين .
This page is also available in: English