+ الكنيسة المصلحة Church Reformed مؤسس هذه الكنيسة هو ألريك زونجلى ، الذى ولُد بسويسرا عام 1484 م .
ذهب زونجلى لدراسة اللاهوت فى بازل ، ثم أصبح واعظًا لدير البندكسيتين فى افسدلن عام 1516 م . ثم عينه البابا لاون العاشر كاهنًا خاصًا لدى الكرسى الباباوى ، ثم أصبح كاهنًا للشعب فى كاتدرائية زيورخ عام 1518 م .
وعندما كان زونجلى فى سويسرا واجه ما أثاره الكاثوليك من بيع أوراق الغفرانات، فقاد حركة الإصلاح منددًا بالتعاليم الكاثوليكية .
أبقى لوثر فى تعاليمه على كثير من الطقوس الخاصة بالعبادة فى الكنيسة الكاثوليكية ، ولكن نجد فى المقابل هنا ، أن زونجلى رفضها واختلف مع لوثر فى موضوع العشاء الربانى ، وذلك عندما التقيا حول هذا الموضوع فى ماربورج عام 1529 م . وكان نتيجة ذلك الخلاف وعدم الاتفاق ، أن نشأت الكنيسة المصلحية Church Reformed بجانب الكنيسة اللوثرية Church Lutheran .
وعقيدة الكنيسة المصلحة تشمل بعض عقائد لوثرية ، وتشترك مع باقى الكنائس البروتستانتية فى كثير من العقائد . وتوجد الكنيسة المصلحية فى كثير من البلدان وينضمون معًا تحت لواء الرابطة العالمية (الاتحاد العالمى ) للكنائس المصلحة .
+ الحوار اللاهوتى مع الاتحاد العالمى للكنائس المصلحة (W.A.R.C. ) WORLD ALLIANCE OF REFORMED CHURCHES
بدأ الحوار اللاهوتى بين الكنانس الأرثوذكسية الشرقية والكنائس المصلحة فى دير الأنبا بيشوى فى مايو 1993 م فى مصر ، وانعقد اللقاء الثانى للحوار فى هولندا في سبتمبر 1994 م.
ودار الحوار فى هولندا حول طبيعة السيد المسيح ، وبعد ما ألقى قداسة البابا شنودة الثالث محاضرة عن عقيدة عائلتنا الأرثوذكسية فى هذا الموضوع وشارك فى بعض الجلسات اتفق الحاضرون على صيغة مشتركة ، لكى تكون موضع دراسة السلطات الكنسية المسئولة لدى كنائس الطرفين .
كما أتفق على استمرار الحوار حول الخلافات الأخرى الكثيرة والهامة ، مبتدأين بحوار حول مفهوم الوحى والكتاب المقدس ، ومكانة التقليد الكنسى.
وقد اتخذت الكنائس المصلحة قرارًا من جانبها بإرسال توصية إلى دور النشر التابعة لها ، حتى لا يتكرر ما كان يذكر فى مطبوعاتها أن عائلة كنائسنا تتبع المعتقد المونوفيزيتى ، بمعنى الطبيعة الوحيدة ( وليس الواحدة ) ، والتى تعنى إنكار حقيقة ناسوت السيد المسيح .
أما عن الحوار حول مفهوم الوحى والكتاب المقدس، فللأسف أنهم قدموا مفهومًا غريبًا ينكرون فيه أن الكتاب المقدس هو كلام الله نفسه ، وهذا المفهوم ترفضه كنيستنا وجميع الكنائس التى تحفظ التقليد الرسولى .
” الاتفاق بشأن طبيعة المسيح الذى تم فى نذرلند بهولندا “ فى 13 سبتمبر 1994م
نص الاتفاق
مقدمة :
فى بحثنا عن فهم مشترك للخلافات الكائنة بيننا حول طبيعة السيد المسيح، فكرنا أنه من الملائم أن نركز على صيغة إعادة الوحدة 433 م . تلك الصيغة تمثل اتفاقية توصلت إليها كل من أنطاكية والإسكندرية وكانت لاحقة للمجمع المسكونى الثالث عام 431 م ، لذلك فإنها تمدنا بنقطة ابتداء مشتركة للطرفين . ونحن نجد أن التفسيرات الموجودة فى هذه الاتفاقية تلائم العقيدة الخاصة بطبيعة السيد المسيح فى تقليد كل منا .
صيغة الاتفاقية
+ نعترف بربنا يسوع المسيح ابن الله الوحيد الكامل فى لاهوته ، والكامل فى ناسوته (المكون من روح عاقلة وجسد) . المولود من الاَب قبل كل الدهور من الناحية اللاهوتية ، وكذلك فى ملء الزمان ، ولد من العذراء مريم من أجل خلاصنا بحسب ناسوته ، له نفس الجوهر ذاته مع الآب من حيث اللاهوت ، ومساويًا لنا فى الجوهر من حيث الناسوت لأن اتحادًا حدث بين الطبيعتين ، لذلك نعترف بمسيح واحد ، وابن واحد ، ورب واحد.
+ وفقًا لهذا المعنى للاتحاد غير المختلط ، نحن نعترف بالقديسة العذراء أنها والدة الإله ، لأن الله الكلمة تجسد وصار إنسانًا ، ومنذ اللحظة الأولى للحمل وحَّد بنفسه الهيكل الذى أخذه منها . وبالنسبة للتعبيرات الخاصة بالرب فى البشائر والرسائل ، نحن ندرك أن اللاهوتيين يفهمون أن بعضها عام ، بالنسبة لأقنوم واحد ، والأخرى يميزونها بأنها تتعلق بالطبيعتين ، فيفسرون تلك التى تلائم الطبيعة الإلهية وفقًا للاهوت المسيح ، وتلك التى من النوع المتواضع وفقًا لإنسانيته . (مبنيًا على صيغة إعادة الوحدة 433 م) .
+ إن الأربعة توصيفات المستخدمة التى تحدد سر الاتحاد الأقنومى ، ترتبط بتقليدنا المشترك عن طبيعة المسيح وهى : “بغير اختلاط” ، “بغير تغيير” ، “بغير افتراق” ، “بغير انقسام” . أولئك الذين يتكلمون منا عن طبيعتين للسيد المسيح هم محقون فيما يعملون بما أنهم بذلك لا ينكرون الوحدة غير المفترقة وغير المنقسمة. وبالمثل أولئك الذين يتكلمون منا عن طبيعة إنسانية إلهية واحدة فى المسيح ، هم محقون فيما يقولون ، بما أنهم بذلك لا ينكرون الحضور الفعال والمستمر للاهوت والناسوت فى المسيح ، بغير تغيير ولا اختلاط .
+ ويتفق الطرفان على رفض التعليم الذى الذى يفرق أو يقسم الطبيعة الإنسانية ، كلًا من الروح والجسد فى المسيح ، عن الطبيعة الإلهية ، أو يقلل من اتحاد الطبيعتين إلى مستوى مجرد اتصال . كما يتفق الطرفان على رفض التعليم الذى يخلط بين الطبيعة الإنسانية فى المسيح والطبيعة الإلهية، بحيث أن تمتص الأولى فى الأخيرة ، وبذلك تلغى وجودها .
+إن الاتحاد التام للاهوت والناسوت فى الكلمة المتجسد لازم لخلاص الجنس البشرى . “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ” ( يو 3 : 16 ) .
الخاتمة :
فى عرضنا لهذه الصيغة ندرك سر عمل الله فى المسيح ، ونسعى لتوضيح اشتراكنا معًا فى الإيمان الأصيل فى طبيعة السيد المسيح ، الرب الواحد المتجسد .
ونحن نقدم هذا البيان لسلطات الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، والاتحاد العالمى للكنائس المصلحة للنظر وعمل اللازم .
إمضاءات الرئيسين المشاركين
صاحب النيافة المطران الأنبا بيشوى السكرتير العام للمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية الدكتور القس ميلان أوبشنسكى السكرتير العام للإتحاد العام للكنائس المصلحة
+ استمرار الحوار اللاهوتى بين الجانبين:
تم الاتفاق على استمرار الحوار اللاهوتى بين العائلتين الأرثوذكسية الشرقية والرابطة العالمية للكنائس المصلحة ، حول الخلافات الأخرى والكثيرة ، وقد اُقُترِح أن يكون بداية اللقاء حول :
1– مفهوم الوحى والكتاب المقدس .
2– مكانة التقليد الكنسى .
والخلاصة هي أن الحوار اللاهوتى بين عائلة كنيستنا القبطية الأرثوكسية ، والاتحاد العالمى للكنائس المصلحية ، أحدًثً اتفاقًا بشأن عقيدة طبيعة السيد المسيح فقط ، أما باقى النقاط فهى موضوع حوار ومناقشة ، لأجل الوصول إلى الإيمان الرسولى الواحد .
This post is also available in: English