أول مــن عَمّــر هــذه الصحــراء بالرهبــان الأنبــا بيجــول خــال الأنبــا شــنوده وذلــك فــي بدايــة القــرن الرابــع الميــلادى … وعــاش معــه فــي الصحــراء الكائــن بهــا الآن الديــر الأحمــر الــذى بنــى علــى النظــام الباخومــى حوالــى ثالثيــن راهبًــا .. وانضــم إلــى المجموعــة الرهبانيــة وقتئــذ الأنبــا بشــاى … الــذى ولــد فــي قريــة أبصونــة بأخميــم … وكان ســالكًا فــي الشــر ولكــن اللــه المحــب لخــاص النــاس لــم يتركــه فــي شــره بــل ســمح لــه بمــرض … وأعلــن لــه فــي الليــل رؤيــا » مواضــع العــذاب الأبــدى « فصــار يبكــى بمــرارة
وتــاب توبــه حقيقيــة ورفــع نظــره إلــى الســماء وصــرخ »يــا ســيدى وإلهــى إن شــفيتنى مــن هــذا المــرض أتــوب وأرجــع إليــك وأعبــدك مــن كل قلبــى« شــفى بشــاى ولــم ينــس وعــد الــرب بــل التهــب قلبــه بالحنيــن نحــو الحيــاة الرهبانيــة
لٌقــب الأنبــا بيشــاى ببطــرس وذلــك لاحتمالــه الآلام كالصخــرة .. ولــه إيمــان قــوى شــديد … وجســمه وبدنــه قــوى
عــاش مــع القديــس الأنبــا بيجــول فــي صداقــة عجيبــة … وهمــا مشــتركان معًــا فــي النســكيات والعبــادة بــلا ملــل . يســهران الليــل معــا يقاومــان تجــارب العــدو .. قاســى كثيــرا مــن الأتعــاب والتجــارب ببهجــة قلــب وإيمــان وطيــد بــأن اللــه الــذى دعــاه لهــذه الحيــاة يســنده باقــى أيــام حياتــه
كتب مقالات نافعة للرهبان الذين في العالم
انضــم إلــى الأنبــا بيجــول والأنبــا بيشــاى القديــس للأنبــا شــنوده وهــو ابــن تســع ســنوات .. فألبســه خاله إســكيم الرهبنــة وهــو بعــد صبــى بنــاء علــى إعــان مالئكــى . وصــار الثالثــة يعملــون بــروح واحــدة فــي صداقــة عجيبــة بالرغــم مــن تفــاوت الســن وفيهــم تحقــق قــول ســليمان الحكيــم » الخيــط المثلــوث لا ينقطع
بنــى كل واحــد منهــم لنفســه مســكنًا فــي الجبــل وآخــر بجــوار الكنيســة .. وإذ كان الثالثــة منطلقيــن لزيــارة أنبــا يحنــس بجبــل أســيوط ) يوحنــا التبايســى ( ســمعوا صوتًــا يقــول : » لقــد انتخبتــك يــا شــنوده رئيسًا ومدبــرًا للمتوحديــن
تنيــح الأنبــا بيشــاى فــي 5 أمشــير 387م ، فكفنــه الأنبــا شــنوده وظهــر مــن جســده آيــات وعجائــب وكتــب أنبــا شــنوده ســيرته ونســكياته
وظــل الأنبــا شــنوده مــع خالــه الأنبــا بيجــول فــي الديــر الأحمــر حتــى ســنة 383م وبعــد نياحتــة الأنبــا بيجــول وخَلَفَــهُ الأنبــا شــنوده فــي رئاســة الديــر وازداد عــدد رهبــان الأنبــا شــنوده حتــى وصــل إلى خمســة الآف راهــب وحينئــذ ظهــر لــه الســيد المســيح وقــال لــه : » ســتجد كنــزًا مــن الذهــب فــي البريــة فــلا تفكــر أنــه تجربــة مــن الشــيطان بــل ابنــى لــى بــه كنيســة » فبنــى كنيســة الديــر الأبيــض مســتعملً بعــض الحجــارة مــن مدينــة » أدريبــة « الفرعونيــة الكائنــة فــي مــكان الديــر الأبيــض مــن القــرن الرابــع قبــل الميــلاد
وهكــذا ازدحمــت بريــة ســوهاج الغربيــة فــي القــرن الرابــع الميــادى برهبــان القديــس الأنبــا شــنوده وخالــه الأنبــا بيجــول وذلــك فــي المنطقــة مــا بيــن الديــر الأحمروالأبيــض … وبــدأ عــدد الرهبــان يقــل فــي المنطقــة حتــى القــرن الخامــس عشــر حيــث كانــت البريــة خاليــة مــن الرهبــان