أقام المكتب البابوي للمشروعات احتفالية الأسرة المصرية تحت عنوان “صحة الأسرة = صحة المجتمع”. وذلك بحضور وتشريف قداسة البابا تواضروس الثاني، وعدد من السادة السفراء ورجال الأعمال والشخصيات العامة.
تهدف الاحتفالية إلى توعية الكثير من أبناء المجتمع بمخاطر زواج الأقارب التي قد تحول حياة الأسرة إلى جحيم وتُفسد فرحة الاحتفال بالزواج، شهدت الاحتفالية إطلاق وثيقة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية “مخاطر زواج الأقارب”، وأيضًا إطلاق مبادرة “كمل الزغروطة – خلي الفرحة تكمل” التي ستنطلق في جميع محافظات جمهورية مصر العربية للتوعية من مخاطر زواج الأقارب والأضرار الجسدية والعضوية التي قد تلحق بالابناء فيما بعد. أيضًا تم توقيع اتفاقية تعاون بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ممثلة في المكتب البابوي للمشروعات، ووزارة الشباب والرياضة ووزارة الصحة والسكان ووزارة التضامن الاجتماعي وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومؤسسة مصر بلا مرض ومؤسسة فاهم لتعزيز أهداف استراتيجية مصر 2030، وبالأخص تقديم الأنشطة الخاصة بمبادرة “كمل الزغروطة” لتنمية الأسرة المصرية كي تصبح أسرة كاملة صحية خالية من الأمراض الوراثية الناتجة عن زواج الأقارب.
وثيقة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن "مخاطر زواج الأقارب"
الأسرة هي أهم لبنة في بناء المجتمع البشري، ويمكننا رؤية أهمية الأسرة من خلال الكتاب المقدس في الوصايا العشر التي أعطاها الله لموسى النبي. يأتي الحفاظ على سلامة الأسرة من الاهتمام بالجسد الذي وهبه الله للإنسان، كما يقول الكتاب: “أَيُّهَا الْحَبِيبُ، أَوَدُّ أَنْ تَكُونَ مُوَفَّقاً فِي كُلِّ أَمْرٍ، وَأَنْ تَكُونَ صِحَّتُكَ الْبَدَنِيَّةُ قَوِيَّةً وَمُعَافَاةً كَصِحَّتِكَ الرُّوحِيَّةِ.”
تدعم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تنمية الأسرة المصرية كي تصبح أسرة كاملة صحية خالية من الأمراض الوراثية الناتجة عن زواج الأقارب.
لذلك تقوم برفع وعي المقبلين على الزواج من الشباب والشابات إيمانًا بحقهم في تكوين أسرة كاملة، حيث تبرز لهم خطورة زواج الأقارب الذي يؤدي إلى زيادة الإصابة بالاضطرابات الوراثية مما يؤكد أهمية التخطيط الدقيق للأسرة إذا كان الزوجان يرغبان في ولادة طفل سليم.
يُعتبر زواج الأقارب ظاهرة شائعة جدًا في مصر، لكنها تسبب العديد من الأمراض والمخاطر للابناء، تزداد احتمالية ظهور الأمراض النادرة لدى الأطفال من آباء وأمهات أقارب، كما تختلف خطورة الإصابة بالأمراض باختلاف درجة القرابة، حيث تنتقل بعض الأمراض من الوالدين إلى الطفل إذا كان كلا الوالدين حاملين لنفس الجين، بينما تنتقل أمراض أخرى فقط إذا كان أحد الوالدين حاملًا لنفس الجين.
من الشق العضوي من خلال الدراسات التي أُجريت على حالات زواج الأقارب ، قد تبين أنه يزيد من نسبة الإصابة بالأمراض الوراثية مثل: أنيميا البحر الأبيض المتوسط، وضمور العضلات الشوكي، والصمم، وغيرها من الأمراض العضوية.
أيضًا من الشق النفسي، تعتبر الأمراض النفسية من أكثر الأمراض ارتباطًا بالبعد الوراثي والجيني في العائلة. فمرض الإكتئاب والفصام والوسواس القهري وغيرهم من الأمراض النفسية يزيد احتمال حدوثهم بقوة في الابناء في وجود أب أو أم يعانون من مثل هذه الأمراض. لذلك فزواج الأقارب يضاعف ليس فقط نسب حدوث الأمراض النفسية في الابناء ولكن أيضًا في حدة هذه الأمراض واستجابتها للعلاج.
وقد ثبت أن 80% من الأمراض الوراثية لا يمكن اكتشافها أثناء الاستعدادات للزواج لكثرتها، ولذلك ينصح علماء الوراثة بتجنب زواج الأقارب، لمنع حدوث أمراض وراثية لدى الأطفال مما قد يُحول حياة الأسرة إلى جحيم، والتي تمثل أيضًا عبئًا اقتصاديًا؛ لأن أغلبها أمراض مزمنة ومن بينها الأمراض التي لا يمكن علاجها.
لذا، تقدم الكنيسة خدمات متكاملة لرفع الوعي المجتمعي للمقبلين على الزواج، نظرًا لانتشار المفاهيم والعادات الخاطئة في المجتمعات البسيطة والمهمشة بهدف تنمية الأسرة المصرية إيمانًا منا بأن صحة المجتمع ناتجة من صحة الأسرة.
|
كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني في احتفالية “صحة الأسرة = صحة المجتمع”
“أرحب بحضراتكم جميعًا، كل الأحباء الحضور معنا ممثلي الوزارات المشاركة وممثلي الجمعيات الخيرية والمؤسسات الخيرية العاملة في هذه المجالات، كل الرموز من المجتمع المصري، الآباء المطارنة والآباء الأساقفة والآباء الكهنة الخدام والخادمات وكل الضيوف الكرام، وأيضًا رجال الأعمال الذين يدعمون مثل هذه المبادرات.
هذه المبادرة تقدمها الكنيسة القبطية الكنيسة المصرية، كما تعلمون أيها الأحباء أن الكنيسة لها دورين عملين، العمل الأول هو العمل الروحي فهي تخدم المؤمنين لكي ما يكون لهم نصيب في السماء. وهو كل ما تقوم به الكنيسة القبطية من أنشطة داخل الكنيسة، أما البعد الآخر للكنيسة وعملها هو العمل الاجتماعي، فالكنيسة القبطية هي أقدم كيان شعبي على أرض مصر، لقد تأسست في القرن الأول الميلادي ومستمرة عبر 20 قرن من الزمان تخدم المجتمع تخدم أي إنسان وكل إنسان في كل المجالات بحسب امكانياتها وبحسب رؤيتها للاحتياج في المجتمع، بالطبع نحن في هذا المحفل يجب أن أشكر كل الجهود التي تقدمها الحكومة المصرية في كل أشكالها من مبادرات ومن توجيهات من أجل سلامة المجتمع المصري كله. والمبادرات القوية الموجودة في المجتمع مثل مبادرة حياة كريمة التي تغطي وتحاول انتشال الناس من الفقر وهي تخدم أكثر من نصف المجتمع المصري أيضًا من الأدوار الاجتماعية التي نقوم بها: أدوار التعليم وفي الكلمات التي سمعناها الدور الاجتماعي الذي نقوم به في المدارس والمستشفيات في مجالات الإغاثة والمساعدة وتنمية القدرات. كل هذه مجموعات من العمل الواجب على الكنيسة القيام به، فالكنيسة ليست روحية فقط ولكن لها دورها الاجتماعي والمجتمعي.
اليوم، نحن تحت العنوان الجميل “كمل الزغروطة” وخلي الفرحة تكمل، لم تكن فرحة يوم الزواج فقط، ولكنها فرحة العمر كله. تنشأ الأسرة في مجتمعنا المصري وكل المجتمعات تكوين الأسرة والزفاف هو قمة أفراحنا الاجتماعية، حتى أننا في التقليد المصري نقول: “عندنا فرح” وهو س و ص يرتبطان ببعضهما لتكوين الأسرة، لكن للأسف هذه المشكلة المؤلمة جدًا وهي مشكلة ارتباط الأقارب وزواجهم دون وعي تحت مبررات واهية، لقد أزعجني جدًا في العرض المُقدم من الدكتورة أن هناك أكثر من 10.000 مرض، الله يرحم الجميع، وهو أمر مؤلم. ولذلك هذا الأمر يبين لنا قيمة هذه المبادرة وهذه الصحوة التي نحاول أن تصل لكل إنسان سواء كان كبيرًا أب وأم، أو صغيرًا شاب وشابة وهو كيفية تجنب هذا الأمر. وجود طفل لديه هذه الأمراض الوراثية أو النفسية كما ذُكر هو معاناة شديدة جدًا، وهو ما يُضيع أي زغروطة وأي فرحة، والحقيقة أنا أتألم جدًا عندما أرى أطفال بمثل هذه الحالات الموجودة بهذا الفيلم ومعمهم شباب، الأب الذي لديه 6 أطفال منهم 4 لديهم هذه الأمراض هو أمر مؤسف ومؤلم جدًا. ربما أكون ذكرت أو حضراتكم تكونوا سمعتم أن كلمة Famliy =Father and mother I love you وهو ما يعني أن الأسرة هي مجتمع الحب، “بابا وماما أنا أحبكم لأنكم أحببتموني”، أكون طفل سوي أخدم المجتمع يكبر ويفيد نفسه يكون أسرة فيما بعد أسرة جيدة أمر مفرح لنا كلنا، أما إذا كان طفل صاحب مرض تضيع الصحة النفسية وتضيع الصحة الروحية وتضيع الصحة الجسدية والصورة تصبح في غاية الألم ولذلك أيها الأحباء كل واحد بالتمثيل الذي يقدمه دعونا نعمل سويًا، لنعمل شيئًا للمجتمع وعندما تكون مصر بلادنا الغالية بها نسبة عالية من هذه الأمراض والأطفال اقتصاديًا أمر صعب للغاية وليس من الممكن أن تعالج كل هؤلاء، وبالطبع لا يوجد علاج لهذه الحالات الجينية وهذا أمر صعب.
من حوالي عامين أو ثلاث اشتركنا مع الدولة في تركيب القوقعة والسماعات والأجهزة التعويضية في الأذن كانوا 23 حالة، وسألنا أسرهم وكانوا أقرباء نتج عن زواجهم هذه الضعفات الصعبة.
أنا أحيي هذا العمل وأريد أن أشارك فيه بكل طاقة ممكنة من خلال مكتب المشروعات، أحيي كل الجهود التي تتم، طبعًا توقيع البروتوكول بين هذه الجهات السبعة، حيث يكون لها دور وفعل في حياتنا، أحيي الوزارات المشاركة (الصحة والسكان، الشباب والرياضة، التضامن الاجتماعي)، أشكر أيضًا صندوق الأمم المتحدة UNFPA وبشكر كل المؤسسات المشاركة، أشكر حضور السادة السفراء معنا ومشاركتهم، والحقيقة أن هذا العمل يحتاج أن نكون يد واحدة ليكون واسع الانتشار.
وأضيف الأمر الأخير وهو استخدام الميديا، أقترح إقامة برامج صغيرة لدرجة أنني أفكر أن نطلق برنامج “10 آلاف” الرقم سيجذب الناس ويكتشفوا أنه أمراض وهذه تنتج عن زواج الأقارب فتكون هذه البداية.
أشكركم جزيلًا، والمشاركة ستجلب النتيجة والفعل القوي”.