في اليوم الخامس من شهر أمشير من سنة 178م تنيَّح البابا أغريبينوس البطريرك العاشر من بطاركة الكرازة المرقسية. وُلِدَ هذا القديس بالإسكندرية، وكان قديساً طاهراً خائفاً من الله، فرسموه قساً على كنيسة الإسكندرية. فلما تنيَّح الأب المغبوط كلاديانوس البطريرك التاسع، انتخبوه بطريركاً، فتولَّى بنعمة الله الخلافة على الكرسي الرسولي، كارزاً ومعلِّماً أصول الإيمان، حارساً الرعية، ولم يقتنِ ذهباً ولا فضة، بل ما كان ضرورياً فقط. وقد عاصر اضطهاد الإمبراطور مرقس أوريليوس، فكان يسند المؤمنين ويعظهم، بل كان يكرز للوثنيين وضم منهم عدداً كبيراً إلى الإيمان. ولما أكمل سعيه الحسن تنيَّح بسلام.