في اليوم العشرين من شهر هاتور من سنة 83م تنيَّح القديس العظيم إنيانوس ثاني بطاركة الإسكندرية. وُلِدَ بالإسكندرية من أبوين وثنيين. وكانت صناعته إسكافياً وحدث أنه لما دخل القديس مرقس مدينة الإسكندرية وجال في شوارعها تهرَّأ حذاؤه، فأعطاه لإنيانوس الإسكافي ليصلحه، وإذ كان يغرس فيه المخراز جرحه في يده، فصرخ من الألم باليونانية ” إيوس ثيئوس ” أي يا الله الواحد، وفي الحال أخذ القديس مرقس تراباً من الأرض وتفل عليه ووضعه على الجرح فشفاه باسم السيد المسيح. تعجب إنيانوس من ذلك، فبدأ القديس يبشره بالإله الواحد فآمن، ثم أخذه إلى بيته، فكلمهم مار مرقس، فآمنوا جميعهم بالسيد المسيح، فعمدهم باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد.
فتح إنيانوس بيته ليضم فيه المؤمنين الذين كان يعلمهم القديس مار مرقس، وظل ملازماً للرسول مرقس يسمع تعاليمه حتى حفظ كل علوم البيعة وطقوسها. ولما عزم القديس مرقس على الذهاب للخمس مدن ليكرز فيها بالسيد المسيح وضع اليد على القديس إنيانوس ليكون أسقفاً عام 64م. فظل يبشر أهل الإسكندرية بالسيد المسيح ويعمد كل من يؤمن منهم سراً، ويعضدهم ويثبتهم على الإيمان بالسيد المسيح.
تحول بيته إلى كنيسة يجتمع فيها المؤمنون أيام الآحاد والأعياد وخَلفَ القديس مار مرقس الرسول على كرسيه بعد استشهاده عام 68م، وأقام على كرسي الكرازة حوالي تسعة عشرة عاماً. ثم تنيَّح بسلام.